-->

رواية لست مميزاً الفصل الحادي عشر

 

 فى شركة فارس
كان فارس يجلس على مكتبه هو وعمار يتحدثان فى العمل واتت شهد قائله: فى معاد بعد ربع ساعه وده الورق الخاص بالمقابله.
ووضعت الورق على المكتب وخرجت، نظر عمار لفارس قائلا: مش المفروض يوسف يبقى معاك هو مجاش ليه؟
فارس: تلاقيه مشغول وهيجى على المعاد على طول متقلقش.
عمار: طب عموما انا خلصت شغل عايز حاجه ولا امشى.


فارس متعجبا: هتروح تعمل ايه ما انت عايش لوحدك؟

عمار مبتسما: هروح اغسل هدومى وانشرها، وودى اللى هيتكوى للمكوه، واروق الشقه وكده يعنى، زى ما قولت عايش لوحدى ومفيش حد يعملى حجاتى.
ابتسم فارس قائلا: اه زى ايام الجامعه، كنت بردو كل خميس تعمل الشغلانه دى.
عمار: ايوه انا همشى بقى سلام.
فهز راسه بالموافقه وقال فى عقله: كويس عشان هكلم يوسف واعزمه عندنا بكره، عشان بابا يتكلم معاه، ماهو واخد جنب ومش بيتكلم معايا من يوم مقبلته لبابا.

وفى الموعد اتى العميل وبعده بلحظات اتى يوسف، وكانه كان ينتظر قدومه لياتى، ودخل الى غرفة فارس دون حتى النظر الى شهد، وبعد ان انهى فارس عمله مع العميل طلب من يوسف البقاء قليلا، ظل يوسف وهو يشعر بتوتر شديد تنحنح قائلا: خير فى حاجه؟
فارس: بقالك فتره بتتعامل معايا بطريقه غريبه، وبتتهرب من الكلام معايا، فقولت اسالك فى ايه؟
يوسف متهربا: ابدا مفيش حاجه.

فارس: انا عارف صاحبى كويس قولى ايه مزعلك.
نظر اليه يوسف معاتبا وهو يقول: يعنى انت معملتش حاجه تزعل؟
شعر فارس من نظراته انه متالم ولكن لا يعرف السبب فقال: ممكن تقولى وتفهمنى عشان انا مش فاهم؟
يوسف غاضبا: لزومه ايه تتريق عليا انت وباباك، لما شهد اختك مقولتليش ليه، تخلى باباك يجى يعملى اختبار، هو انا عيل صغير فى نظرك؟
تضايق فارس قائلا: انت عارف من امتى ان شهد اختى؟

يوسف: من بعد ما قابلت والدك، حسيت فى كلامه بشئ غريب، فسالت عن والد شهد، فعرفت انها اختك، وزعلت ليه تتريق عليا مش موافق خلاص عادى.
وقام وقف غاضبا فقام فارس واسرع وقف الى جواره قائلا: اولا لا انا ولا بابا كنا بنتريق عليك، اقعد واسمع وبعدين احكم.
يوسف متضايقا: مفيش مبرر للى عملتوه، مش هزعل لو قولتلى انها اختك كنت هبعد من سكات.
فارس غاضبت: وتبعد ليه انت مش بتحبها وعايز تتجوزها ولا ده كان كلام؟

يوسف حزينا: انا فعلا بحبها بس بعد ما عرفت انها اختك فهمت انى مش مناسب ليها.
فارس متعجبا: ليه بقى؟!
يوسف مطأطأ راسه: يعنى عشان فارق المستوى انا...
قاطعه فارس قائلا: انا بقى اللى زعلان منك دلوقتى، وبجد مش هكلمك تانى، مكنتش متخيل انك بتفكر كده.
يوسف: امال عايزنى افكر ازى يعنى، مثلا باباك هيوافق يجوز بنته لواحد شغال فى الشركه مع ابنه.

فارس: اه انت بصيت لها كده، بص يا يوسف بابا راجل عصامى، بنى نفسه بنفسه وبدأ من الصفر، واللى يهمه فى الشخص اللى هياخد شهد، انه يكون بيعرف ربنا ويتقى الله فيها، ويكون بيحبها بجد، اما الناحيه الماديه دى مش مهمه قوى.

يوسف: انا عارف انك بتقول كده عشان متزعلنيش، لكن انا عارف ان والدك رافض جوازى من اختك، والا مكنش قالى الكلام اللى قاله فى المطعم.
فارس ماكرا: عموما انت حر انا كنت هقولك انه معجب بيك جدا، وكان مستنيك بكره عشان يتكلم معاك رسمى، بس خلاص ما دمت...
قاطعه يوسف غير مصدق قائلا: انت بتتكلم بجد، باباك موافق انى اتجوز شهد يعنى مصدق حبى لها.

ضحك فارس قائلا: يا سلام انت مش كنت بتقول مش هينفع تتجوزها، عشان مش عارف ايه.
يوسف فى خجل: انا فعلا لما عرفت انها اختك، فقدت الامل خالص انى ممكن اتجوزها، بس يعنى لو فعلا موافقين، هكون اسعد انسان فى الدنيا، وهحاول على قد ما اقدر اسعدها.
فارس مبتسما: عموما نفكر ونرد عليك.

فضحك يوسف قائلا: يعنى افهم من كده ان والدك موافق، وشهد كمان موافقه؟
فارس مازحا: انت ازى يا ض انت يالا تدى اختى ورد وتقولها كلام حلو، انت شايفنى كيس جوافه قاعد هنا.
يوسف متلجلجا: لا والله ماقولت لها حاجه، انا كنت بتلبخ وارمى الورده واجرى حتى اسالها.
ضحك فارس قائلا: يا خبتك حد يعمل كده، عموما حظك ان شهد مؤدبه ومحترمه، كانت حدفتك هى بالورده.

فرك يوسف فى شعره قائلا: ما انت عارف انى بتكسف وبصراحه اختك حلوه قوى، كل ما اشوفه اتنيل ومعرفش انطق.
فارس مازحا: نعم امال هتعمل ايه بعد كده، شكلك هتفضحنا.
فضحك يوسف قائلا: لاء متخفش جوزنى اختك انت بس وانا هتعلم كل حاجه.
فارس ضاحكا: ماشى يا سيدى مستنينك بكره تيجى انت ووالدك لما نشوف اخرتها معاك.

يوسف ضاحكا: ماشى يا عم هعديهالك المره دى، بس عن اذنك همشى عشان الشغل ونتقابل بكره.
فارس محذرا: متكلمش شهد فى حاجه مفهوم، مش كيس حوافه انا ماشى.
ضحك يوسف قائلا: ماشى قال كيس جوافه قال.
وخرج وهو يضحك، وقف للحظات يريد ان يتحدث الى شهد، فتنحنح فارس من داخل المكتب، فتنهد يوسف وخرج مسرعا، كانت شهد تراه وتبتسم على ما يفعل.

عند سليم (فرنسا)
اتى جون الى سليم واعطى له بعض الاوراق قائلا: هذا هو جواز السفر وكل ما تحتاحه من اوراق.
كانت صورة مختلفه كثيرا عن شكل سليم بها فهى لشاب اسمر وله شارب طويل وذقن خفيفه
اخذهم سليم ونظر بهم قائلا: جيد هذا التنكر سيغير شكلى تماما ولكن لما حجزت لى يوم السبت؟
جون: لم اجد رحلات الى مصر قبل ذلك.

سليم: لا مشكله ولكن هل يمكن ان تحضر لى ماكير افضل، لانى اخشى ان لا استطيع ضبط هذا التنكر.
جون: لا اعرف فهذا صعب وقد يعرضك للخطر، الافضل ان تحاول فى خلال اليومين الباقيين ان تضعه اكثر من مره حتى تتقنه.
سليم: سأحاول وجيد انك احضرت لى كل مساحيق التجميل.
جون: ساذهب الان واتى اليك فى موعد الطائره ساوصلك الى المطار.

سليم: سانتظرك وساضع المساحيق فى هاذين اليومين حتى اتقنه ولكن قبل ان تذهب اريد هاتفك اريد اجراء مكالمه.
اعطاه جون الهاتف اخذه سليم وطلب رقم تامر لحظات واجاب قائلا: اهلا يا سليم
سليم: اهلا بيك اسمع انا راجع مصر يوم السبت بالليل، عايزك تتفقلى مع المشترى على يوم الحد، نخلص كل الاجراءت.
تامر: بس مش تستنا لما تيجى الاول؟

سليم: لاء اتفق معاه انا عايز ارجع اخلص كل الاجراءات بسرعه.
تامر: خلاص اللى يعجبك برحتك، هكلمه واتفق معاه بس انت اول ما توصل كلمنى.
سليم: ماشى تمام.
انهى المكالمه واعاد الهاتف الى جون، اخذه منه وخرج، وبدأ هو فى وضع مساحيق التجميل، محاولا التشبه بالصوره، فهى صورته ولكن تم تعديلها ببعض البرامج، حتى اصبح شكله مختلف عنه كليا.

فى شركة نادين
كانت ايثار تجلس على مكتبها ورن هاتفها فنظرت به وجدته فارس فاجبت قائله: اهلا يافارس.
فارس: ايه اهلا يا فارس دى؟! مفيش حبيبى فارس، روح قلبى فارس اى حاجه كده.
ايثار مبتسمه: لاء مفيش عايز ايه بقى.
فارس مبتسما: ماشى يا ستى امرنا لله، وحشتينى قولت اكلمك قوليلى هتيجى امتى بكره؟
ايثار: زى الجمعه اللى فاتت.

فارس: لاء تعالى بدرى شويه، عشان يوسف جاى يخطب شهد، الحق اقعد معاكى قبل ما يجى.
فكرت ايثار قائله: طب ايه رايك اجى السبت بدل الجمعه...
قاطعها فارس قائلا: ايه لاء طبعا، هقعد كل ده منغير ما اشوفك.
ايثار: ايه ده ما احنا لسه متغدين مع بعض امبارح واول.
فارس: ايوه بس وحشتينى فيها حاجه دى.

ايثار مبتسمه: لاء مفهاش بس يوسف خجول، وهيتكسف من وجودى، وانا كمان هحس بالاحراج، فالافضل انى مجيش، وهاجى السبت من بدرى.
فكر فارس قائلا: ماشى بس تيجى من بدرى بجد، مش زى الجمعه اللى فاتت.
ايثار: ماشى حاضر.
فارس: امرى لله هقفل بقى.
ايثار: مع السلامه.

انهت معه المكالمه ودخلت الى مكتب نادين، وجدتها تجلس شارده، فاقتربت منها قائله: ايه مالك سرحانه فى ايه؟
تنبهت نادين قائله: ابدا بس بكره الجمعه والمفروض ارد على عمى فى موضوع تامر.
جلست ايثار بالكرسى بجوار المكتب قائله: طب وانت قلقانه ليه هو عمك هيجبرك عليه؟
نادين: لاء طبعا بس حاسه ان عمى تعبان وقلقان، من ساعت ما رجعنا من فرنسا.
ايثار: بصى عمك بيحبك وكل اللى يهمه مصلحتك.

نادين: انا عارفه ومش ده اللى قالقنى انا خايفه عليه انه يتعب.
ايثار: مش عارفه بس اقولك اطلبى منه وقت تانى تفكرى.
فكرت نادين قائله: فكره بردو، اعملى حسابك هتروحى معايا النهارده، مرام هتيجى ونقعد مع بعض شويه.
ايثار: ماشى يا ستى ولو انى مكنتش عايزه اتاخر النهارده.
نادين: خلاص باتى معايا.

فكرت ايثار قائله: والله فكره خلاص هبات معاكى النهارده.
نادين: كويس اهو كده ااجل الرد لبكره، يلا روحى استعدى عشان نمشى.
قامت ايثار وخرجت لحظات وخرجت لها نادين، ونزلتا معا وركبتا السياره مع حاتم، وبعد الغداء، اتت مرام وبقيت معهم لعدات ساعات، حتى اتى سامح وذهبت معه، ذهبت نادين لترى عمها لحظات وعادت قائله: لقيته نايم مرضتش اصحيه.

ايثار: ابقى اتكلمى معاه بكره.
نادين قلقه: ماشى بس مش طبعه انه ينام بدرى كده.
ايثار: لو قلقانه روحى بصى عليه تانى.
نادين: لاء خلاص هدخل الحمام واجى انام.

دخلت نادين الحمام واستلقت ايثار على السرير، واخذت نفس وزفرته واغمضت عينها، تحاول الا تفكر فى اى شئ، لحظات وخرجت نادين واستلقت الى جوارها، امسكت هاتفها ونظرت به، وجدت بعض الرسائل من مارك، قراتها وابتسمت واغلقت الهاتف، واغمضت عينها هى الاخرى، وفى الصباح بعد ان استيقظت الاثنتين، ذهبت نادين لتطمأن على عمها، فزعت ايثار من صوت صراخ نادين وهرعت اليها، وجدتها تمسك يد عمها تصرخ قائله: الحقينى يا ايثار عمى مش بيرود عليا وجسمه بارد جدا.

عند عمار
خرج عمار من الشركه وركب سيارته، واختباء فى مكان بالقرب من شركة نادين، لرؤية ايثار فى وقت خروجها من الشركه، فهو لا يستطيع الذهاب لها والتحدث اليها، ويصبر نفسه بالنظر اليها من بعيد، ظل يراقبها حتى ركبت السياره هى ونادين، سار خلفهم حتى وصلو فيلا نادين، نزلو جميعا ودخلو الفيلا، ظل ينتظر لبعض الوقت، حتى راى مرام وهى تدخل الفيلا، ففقد الامل فى خروجها وعاد الى شقته، وفى الصباح بعد ان تناول افطاره، جلس يفكر قائلا فى عقله: يا ترى ايثار امبارح روحت ولا باتت هناك؟ اطمن عليها ازى انا دلوقتى؟ طب انزل اروح عند شقتها؟ ايه الخيبه دى، يعنى هى هتنزل دلوقتى، لاء طبعا، فكره اتصل بفارس، واكيد هعرف ان كانت هتروح لهم ولا لاء، بس مش دلوقتى لازم استنى شويه يكون صحى.

وبعد بعض الوقت اتصل به لحظات واجاب قائلا: ايوه عمار صباح الخير.
عمار: صباح الخير.
فارس: فى حاجه مهمه فى الشغل تانى ولا ايه؟
عمار: يعنى مش بالظبط، فى ورق مهم كنت جايبه لك امبارح قريته ولا لاء.
فارس: قراته وبص صح انا مش جاى بكره.
عمار: ليه يعنى؟

فارس محاولا ازعاجه: اصل ايثار هتيجى تقضى اليوم معنا بكره، وعايز واقعد معها.
عمار مبتسما فقد اخبره مايريد: برحتك سلام.
انها عمار المكالمه وهو سعيد، وبدأ يفكر قائلا: عايز يغظنى، وصلى المعلومه اللى عايزها شكرا، بس معنى كده انى مش هشوفها النهارده.
تنهد حزينا وعاد الى الخلف، اسند راسه على الكرسى، واغمض عينه وظل على هذا الحال لبعض الوقت.

عند نادين
نظرت اليها ايثار فزعه: طب حاولى تفوقى، وانا هطلب الاسعاف بسرعه.
نادين: اطلبى المستشفى رقمها فى تلفونى هيجو اسرع من الاسعاف.
تحركت ايثار بسرعه احضرت هاتف نادين وعادت اليها قائله: هاه فاق؟
نادين وهى تبكى: لاء انا خايفه عليه قوى، انا مليش غيره فى الدنيا.
ايثار: لاء اهدى وخدى اطلبى المستشفى، عشان مش عارفه حاجه فى تليفونك.

اخذته نادين واتصلت بالمستشفى، وطلبت منه احضار سيارة اسعاف مجهزه، واعادت الهاتف الى ايثار، اخذته وربطت على كتفها قائله: اهدى ويلا غيرى هدومك، قبل عربية الاسعاف ما تيحى.

تنبهت نادين انها بملابس المنزل، فاسرعت وغيرت ملابسها، اتت سيارة الاسعاف، وحمل رجال الاسعاف عمها، ووضعوه بالسياره، ركبيت نادين وايثار معه، وضع طبيب الاسعاف اجهزة التفس لعمها قائلا: كويس انكم تطلبتو عربيه مجهزه، الحاله خطيره واعتقد هيدخل عنايه مركزه.
ازدادت نادين فى البكاء، كانت ايثار تبكى هى الاخرى، وتربط على ظهرها محاوله تهدأتها، فتضايق الطبيب من البكاء قائلا: ما ينفعش كده لازم تبقو اجمد من كده.

هزت نادين راسها بالموافقه دون كلام، وهى ماتزال تبكى، حاولت ان تهدأ لكن لم تستطع، لا هى ولا ايثار، سكت الطبيب ولم يجد ما يقوله، لحظات ووصلت السياره الى المستشفى، واخذه بسرعه الى الداخل
الطبيب، موجها كلامه الى نادين: اعملى اجراءت الدخول بسرعه واحنا هناخده على العنايه بسرعه.
نادين وهى تبكى: حاضر.

تحركت نادين وايثار ودخلت الى غرفة الحسابات، وقامتا بعمل كل الاجراءت المطلوبه، ودفعت مبلغ تحت الحساب، وصعدتا الاثنتان بسرعه الى غرفة الراعيه، وسالت الطبيب قائله فى بكاء: عمى عامل ايه طمنى ارجوك.
الطبيب: الحاله اللى لسه جايه؟
فاومأت براسها نعم
الطبيب: عنده ازمه قلبيه شديده، ويظهر انها بدأت معها من وقت كبير، ومحدش لحقه، والموضوع هياخد وقت.

نادين وهى تبكى: بس هيخف صح، هيخف ويبقى كويس.
الطبيب: ده بتاع ربنا.
نادين باكيه: طب اسفره بره فى اى بلد؟
الطبيب: ملوش لزوم نقله هيكون فى خطوره على حياته.
نادين باكيه: طب مفيش اى حل اي حاجه اقدر اعملها له؟

الطبيب: مفيش غير الدعاء، والافضل انك تمشى دلوقتى وتيحى فى معاد الزياره، وجُدك مش هيفده بحاجه.
تركهم الطبيب وذهب، ربطت ايثار على ظهر نادين قائله: يلا بينا زى ما قال الدكتور، ونيجى تانى فى معاد الزياره.
نادين: مش هاين عليا اسيبه وامشى، من يوم بابا ما مات وهو ماسبنيش ولا لحظه، اسيبه ازى دلوقتى؟
ايثار متاثرةٍ: حاسه بيكى بس وجدنا مش هيفيده، وحتى احنا مش هنشوفه.
نادين مستسلمه: امرى لله يلا.

نزلتا الاثناتان وركبتا سياره اجره وعادتا للمنزل، صعدتا الى غرفة نادين، نظرت لها ايثار قائله: ادخلى اتوضى ويلا نصلى وندعيله.
هزت نادين راسها بالموافقه دون كلام، فهى لم تتوقف عن البكاء، دخلت نادين الحمام لتتوضاء، جلست ايثار والدموع تتساقط من عينها، فهذا كله ذكرها بوالدها يوم وفاته، وكم الالم الذى عاشته وقتها، كانت تقبض على يدها بقوه وتتنهد بالم شديد، خرجت نادين من الحمام وافترشت المصلى وبدات تصلى، وقفت ايثار هى الاخرى وبدات تصلى..

فى فيلا محمود (الاسكندريه)
دخل محمود غرفة سهيله، كانت تجلس على الكرسى بجوار النافذه، اقترب منها قائلا: سهيله كنت جاى اتكلم معاكى شويه.
سهيله: اتفضل يا بابا.
جلس محمود بكرسى قريب منه ونظر لها قائلا: بصى يا بنتى انا كلمت العريس وقولتله على رايك، واتفقت معاه انه لما يرجع الاجازه الجايه تتجوزو تمام كده.

سهيله: طب والشقه مش هنشوفها الاول، عشان لو محتاجه تعديل، تغير فرش كده يعنى.
محمود: هيجي ابو منتصر ومامته النهارده، وهنروح نشوف الشقه، واى حاجه محتاجه تعديل هنعمله.
سهيله: مش كان الافضل يكون موجود، عشان مايزعلش من اى تغير نعمله.
محمود: هو قال اي تغير عايزه نعمله هى شقتك انت واللى عايزه اعمليه.
سهيله: طب وحجاتى انا مش هلحق اشتريها.

محمود: حجات ايه البس موجود، ده فيه لبس انت مطلعتيهوش من اكياسه اصلا.
سهيله: طب واسر هاخده معايا؟
محمود: الفتره الاولى مش هينفع، وكمان صفوت مصر ياخده، وانت عارفه انه مش بيكلمنى، ولا بيجى الشركه من ساعت اللى حصل، وانا شايف ان ديه فرصه عشان نصتلح فيها.
تنهدت قائله: طيب حاضر.

محمود: لو عايزه تغيرى حاجه قولى براحتك، مش هغصبك على حاجه تانى.
سهيله متردده: لاء مفيش حاجه، بس انت عارف القلق من دخول حياه جديده، وكده يعنى.
محمود: طب خلاص اعملى حسابك بعد العصر الناس هيجو، وياستى لو عايزه اى حاجه ابقى روحى هاتيه.
سهيله بشرود: حاضر يا بابا.
خرج وتركها وجلست هى تفكر قائله فى عقلها: الحمد لله شكله انسان كويس، كنت خايفه يطلع وحش، ربنا يستر هى البدايه كده مبشره.

فى فيلا فارس
اتى يوسف حسب الموعد استقبله فارس، ودخلا معا غرفة الضيوف، جلس على الاريكه وفارس بجواره نظر اليه قائلا: اهلا يا يوسف اول مره تجى عندنا البيت.
يوسف مبتسما: اهلا بيك اتمنى اكون واحد من اسرتكم.
فارس: انت تشرفنا يا يوسف، بس ليه محدش جه معاك؟

يوسف محرجا: معلش بابا تعبان شويه، واختى قاعده معاه واخوتى التانين هيحو ان شاء الله مره تانيه.
اتى فهمى دخل عليهم، قام يوسف وسلم عليه، وجلسو مره اخرى.
فهمى: بداية كده انا عارف انك زعلت منى، بعد اللى حصل فى مقابلتنا.
يوسف: لاء ابدا انا فاهم ومقدر خوفك على شهد.

فهمى: فعلا انا معنديش الا هى وفارس، ومش عايز اجوزها لواحد بيهدلها، فكل اللى بتمناه ان القى راجل بجد يصونها ويخاف عليها.
يوسف مبتسما: وانا لو قبلتنى زوج لبنتك، مش هيكون همى الا انى اسعدها.
فهمى: وهو ده اللى يهمنى انها تكون سعيده؛لكن والدك مجاش ليه؟
يوسف حزينا: والدى مريض بقاله فتره، ربنا يلطف بيه كان بيحلم باليوم اللى يخطبلى فيه.
فهمى: ربنا يشفهولك وان شاء الله يفرح بيك.
يوسف: فارس اكيد قال لحضرتك على ظروفى؟
فهمى: ايوه بس حابب اسمع منك.

يوسف: انا عندى شقه جاهزه على الفرش، وحضرتك عارف شغلى مع فارس، وهحاول على قد ما اقدر اوفر لها الحياه الكريمه اللى تتمنها.
فهمى مبتسما: انا عارف انك قدها.
اتت ايمان معها شهد، تحمل سنيه بها اربع كاسات من عصير المنجو، قدمت لهم العصير وجلستا بجوار فهمى، كان يوسف ينظر لها بنظرات حب منذ دخلت، فتنحنح فارس قائلا: انت يا استاذ احنا قاعدين.
فنظر يوسف الى الاسفل خجلا مبتسما تنحنح قائلا: ازيك يا انسه شهد.
شهد مبتسمه: الحمد لله.

يوسف خجلا: هو عمى قالك على طلبى؟
شهد مبتسمه: طلب ايه بابا ماقليش على حاجه؟ هو انت طلبت ايه؟
نظر اليها يوسف قائلا متلجلجا: ها(نظر الى الاسفل) اصل ان نا طلبت ايدك من عمى.
شهد مازحه: طب وهتاخد ايدى تعمل بيها ايه ما انت عندك ايدين؟
صدم يوسف من ردها واجاب: هاه... اااااا...
زغرت اليها ايمان قائله: يا بنت اتلمى عيب كده، فى بنت تعمل كده.
فارس ضاحكا: وهو فى عريس يتكسف كده، امال هيعمل بعد كده؟!

ازداد خجل يوسف وشعر باحراج شديد، ولم يستطع ان يتكلم، لاحظ فهمى ذلك فقال: يوسف متزعلش منهم دول زى اخواتك، وبيهزرو معاك.
يوسف فى خجل: لاء طبعا لازم ازعل ازى تقول على شهد زى اختى دى حبيبتى.
فارس مازحا: بقى كده ماشى يا سيدى حبيبتك.
فهمى جادا: كفايا هزار بقى شهد يوسف عايز يتجوزك ايه رايك؟
نظرت شهد الى الاسفل من خجل قائله: اللى تشوفه يا بابا.
فارس ضاحكا: ايه ده ما انت بتتكسفى زى البنات اهو.

يوسف مبتسما: دى ست البنات كلهم (وهو ينظر اليها) هو فى زى شهد.
نظرت اليه شهد بخجل قائله: شكرا.
تنحنح فهمى قائلا: نتكلم جد شويه بقا.
يوسف: حاضر انا قولت لحضرتك على كل ظروفى، ولو حضرتك موافق نعمل خطوبه دلوقتى، على مانخلص فرش الشقه.
ايمان: بس الاصول يا بنى يجى حد من اهلك، لان ده اترباط بين عليتين، ولازم يكون فى رضا من الكل.

يوسف: والدى كان يهجى معايا، بس هو تعبان وانا قولت لعمى، ولو قبلتو بظرفى ان شاء الله اجيب اخواتى، ونيجى يوم الجمعه الجايه عشان تتعرفو عليهم، لكن والدى مش هيقدر.
فهمى: طب يا بنى مبدائيا كده مفيش مشكله، يوم الجمعه ان شاء الله لما تجيب اخواتك نقراء الفتحه.
يوسف: طب مينفعش نقرا الفاتحه دلوقتى والجمعه يبقى الخطوبه؟

فهمى مبتسما ؛ انت مستعحل كده ليه الصبر الحلو، الفاتحه الجمعه الجايه، ومدمت مستعجل الشبكه تبقى مع فرح بنت عمها، يوم الجمعه اللى بعدها قولت ايه؟
يوسف مبتسما: موافق يا عمى بس كان ليا طلب؟
فهمى: طلب ايه؟!
يوسف: ينفع نخليها كتب كتاب.

فهمى: ايه الاستعجال ده لاء خلى كتب الكتاب بعدين.
يوسف: خلاص تمام طب الشبكه يوم الجمعه ممكن نبقى نروح نجبها.
فهمى: بص يا بنى الشبكه دى هديتك للعروسه هات اللى انت عايزه.
يوسف: بس كنت حابب انها تنقى اللى هى عايزه.
فهمى: احنا تركين الامر ده لك جيبها على زوقك.
يوسف: يبقى اتفقنا.

فهمى: ان شاء الله يلا تعالى اتغدى معنا، عشان يبقى عيش وملح.
فهز يوسف راسه بالموافقه، وقامو جميعا ذهبو الى طاولة الطعام، وبعد الطعام بقى يوسف معهم لبعض الوقت وذهب.

عند نادين
ذهبت نادين وايثار فى معاد الزياره الى المستشفى، لم تتوقف نادين عن البكاء، كانت ايثار تحاول التخفيف عنها، لكنها كانت هى الاخرى متالمه؛ تتفهم شعروها فهى تعيش هذه الوحده منذ وفاة والدها، وقبل ان تدخلا له رن هاتف نادين فاجابت قائله: ايوه ياعمى مراد.
مراد قلقلا: مالك يا بنتى صوتك معيط ليه فى حاجه حصلت؟

نادين باكيه: عمى حاتم فى العنايه المركزه، وحالته صعبه قوى، ادعيلو يا عم مراد هو كان بيحبك قوى.
مراد مفزوعا: ياخبر ده حصل امتى يابنتى؟ وليه مكلمتنيش؟
نادين: من الصبح ومكنش فيا دماغ لحاجه معلش.
مراد حزينا: طب انا جاى حالا قولى اسم المستشفى اللى هو فيها.
اخبرته نادين اسم المستشفى وانها معاها المكالمه، وخرج من غرفته ذهب الى زوجته نادها قائلا: فريال... فريال.
اتت مسرعه قائله: فى ايه مالك يا مراد؟ شكلك زعلان كده ليه؟

مراد حزينا: حاتم تعبان اوى فى المستشفى، ولازم اروحله حالا فين ابنك؟
فريال: معرفش خرج مع اصحابه انت عارف النهارده اجزته.
مراد: طب هروح اكلمه فى التليفون، لازم يجى معايا يقف مع البنت؛ دى فرصه له عشان يقرب منها.
فريال: معاك حق كلمه وانا كمان هلبس اجى معاكم.
مراد: طيب بس بسرعه.

عاد الى الغرفه امسك هاتفه وطلب تامر، لحظات واجاب متعجبا: اهلا يا بابا فى حاحه؟!
مراد: ايوه انت فين تعالى بسرعه.
تامر قلقا: خير فى اى اللى حصل؟
مراد: شكلها مش خير عم نادين عيان قوى، وفى العنايه المركزه تعالى بسرعه عشان نروح تقف جنب نادين، تحسسها انك خايف عليها.
تامر: حاضر بس بدل ما اجيلك قولى هو فى مستشفى ايه، واروح على هناك.

مراد: طيب خلاص نتقابل هناك، هستناك على الباب ندخل سوى.
تامر: تمام قولى اسم المستشفى.
اخبره باسم المسشتفى واكمل ارتداء ملابسه، كانت فريال هى الاخرى قد انتهت من ارتداء ملابسها، ونزلا معا.
انهت نادين المكالمه، ودخلت هى وايثار الى غرفة العنايه لرؤية عمها، رن هاتفها مره اخرى فاعطته ل ايثار لتجيب هى، خرجت ايثار وقفت امام الباب واحابت قائله: ايوه يا مرام.

مرام متعجبه: اهلا يا ايثار امال فين نادين مردتش هيا عليا ليه؟!
ايثار حزينه: عم حاتم تعب قوى ودخل العنايه المركزه، وهى عنده جوه عشان كده مردتش.
مرام مفزوعه: الف سلامه عليه ربنا يصبرك يا نادين، يعنى يا حبيبتى داانتى ملكيش غيره فى الدنيا، انا هتصل بسامح ونيجى حالا.
ايثار: ايوه لازم نكون حوليها الفتره دى، لان حالته متطمنش ربنا يستر.
مرام: حالا نص ساعه ونكون عندك، قوليلى اسم المستشفى ايه؟

اخبرتها ايثار باسم المستشفى، وعادت الى نادين فى غرفة الرعايه، وبعد قليل اتى الطبيب قائلا: اخرجو بره لوسمحتم.
نادين: لسه معاد الزياره مخلصسش.
الطبيب: فى دكتور هيجى يفحصه، دكتور متخصص فى الحلات دى، استدعينا مخصوص عشان حالته.
نادين: حاضر هنخرج.

خرجتا الاثنتان وقفتا امام الباب، واتى بعض الاطباء ودخلو الى الغرفه، وقفت نادين وايثار فى حالة قلق شديد، تنتظر انتهاء الفحص، كانت تشعر ان الوقت بطئ جدا، فلحظات الانتظار ساعات طويله يصعب تحملها، خرج الطبيب فاسرعت اليه نادين قائله: ها يا دكتور نتيجة الفحص ايه؟
الطبيب: للاسف الحاله سيئه جداً جبتو متاخر.

نادين باكيه: يا حبيبى يا عمى طب انا ممكن اكلم اكبر مستشفيات بره واسفره.
الطبيب: ملوش لزوم مصاريف بدون فايده، وكمان ممكن تضره.
نادين باكيه: لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا لالله.
الطبيب: احنا عملنا كل اللى نقدر عليه، وهو دلوقتى بين ايدين ربنا، ربنا يلطف بيه وبيكم عن اذنك.
ازدادت نادين فى البكاء احتضنتها ايثار وهى تحاول التخفيف عنها، اتت مرام وسامح اسرعت اليها مرام قائله: نادين حبيبتى اهدى بلاش كده، عمك محتاج لدعائك ادعليه وبلاش تعيطى، وكلنا معاكى مش هنسيبك.

وقف سامح على بعد مسافه صغيره قائلا: الف سلامه على عمك يا نادين، ان شاء الله ربنا يقومه بالسلامه، متخفيش ربنا كريم.
نادين وهى تبكى: انا مليش حد غيره فى الدنيا، هيسبنى لمين ده وهو موجود كلب زى سليم حاول يضحك عليا، امال وانا لوحدى هيجرالى ايه، يارب مليش غيرك يارب.

مرام وهى تبكى: واحنا راحنا فين ولا انت مش بتعتبرينا اهلك، انا اختك وسامح اخوكى.
ايثار وهى تبكى: وانا كمان هفضل معاكى مش هسيبك، اوعى تقولى كده تانى.
نادين وهى تحاول ان تهدأ من بكاءها: انا عارفه انكم معايا ربنا ما يحرمنى منكم ابدا بس...
قاطعتها مرام: مفيش بس ربنا كريم، وان شاء الله هيخف ويبقى زي الفل، احنا سالنا الدكتور وقال الامر بيد الله، واحنا مؤمنين مش كده ولا ايه؟!

نادين وهى تهز راسها بالموافقه: ونعم بالله.. ونعم بالله.
اتا مراد وفريال وتامر اقتربت منها فريال قائله: الف سلامه على عمك يا حبيبتي، اول ما مراد قالى قولت لازم اجى اطمن عليكى، ربنا يقومهولك بالسلامه يارب.
نادين: يارب يارب يا طنط.
وقف مراد وتامر بحوار سامح كل واحد من ناحيه
مراد حزيناً: الف سلامه على عمك، معلش يا بنتى شده وتزول وكلنا جنبك.

تامر حزيناً: اجمدى كده يا نادين وكلنا جنبك ومش هنسيبك، احنا دلوقتى بقينا اهلك وهنكون معاكى.
نادين بصوت متقطع من البكاء: شكرا ليكم انا عارفه غلاوت عمى عندكم، ربنا يشفهولى يارب.
سامح لمرام: على ما تهدو نادين شويه هندخل احنا بص عليه، وبعدين تدخلو انتو.

فهزت راسها بالموافقه دخلو الثلاثه الى الغرفه لبعض الوقت، وخرجو دخلت نادين ومرام وفريال وبقيت ايثار، غير مسموح بدخول اكثر من ثلاث اشخاص، وبعد انتهاء موعد الزياره خرج الجميع من المستشفى، ركبت ايثار ومرام مع نادين فى السياره الخاصه بهم، وركبت فريال ومراد وتامر وسامح فى سيارة مراد، اوصلو نادين الى منزلها، نزلت مرام مع ايثار ونادين ودخلو الفيلا، لحقت بهم فريال، نظر تامر لسامح قائلا: هى مرام صاحبة نادين من زمان؟

سامح: ايوه هى صاحبتها من وهما صغيرين.
مراد: تعالى معنا يا سامح نوصلك بالعربيه؟
سامح: متشكر انا هروح البيت وهو قريب من هنا هتمشى.
تامر: طب انا كمان هتمشى معاك شويه عايز اتكلم معاك.
ومال على والده قائلا فى اذنه: هروح معاه اخليه يكلم مراته تلين دماغ نادين من ناحيتى.

فاشار له مراد بيده بابهامه مبتسماً هامساً فى اذنه: برافو عليك ناصح سلام.
واشار لسامح وركب سيارته وذهب، تحرك سامح وتامر تنحنح تامر قائلا: كنت عايز منك خدمه ممكن؟
سامح: لو اقدر مش هتاخر.
تامر: ممكن متقولش لمرام انك كنت تعرفنى من عند سليم؟
سامح رافضا: اكدب يعنى انا مش ممكن اكدب على مراتى، ولا على نادين، مش هى دى اللى انت عايز تتحوزها وتخدعها.
تامر: ...
عند سامح وتامر
تنحنح تامر قائلا: كنت عايز منك خدمه ممكن؟
سامح: لو اقدر مش هتاخر.
تامر: ممكن متقولش لمرام انك كنت تعرفنى من عند سليم؟
سامح رافضا: اكدب يعنى؟ انا مش ممكن اكدب على مراتى، ولا على نادين، مش هى دى اللى انت عايز تتحوزها وتخدعها.

تامر راجياً: لاء طبعا بس انا فعلا توبت عن الهلس والكلام ده، وربنا سترها عليا ومفضحنيش، ينفع تفضحنى انت؟
سامح حائراً: مش عارف بس مينفعش اكدب.
تامر: ده مش كدب انت هتستر على انسان ربنا تاب عليه وانا بتعهد قدامك انى عمرى ماهرجع للطريق ده تانى.
صمت سامح للحظات وهو يفكر فى عقله قائلا: مش عارف اعمل ايه بس لو كدبت على مرام ممكن تسبنى ومش هتسامحنى المره دى.

لاحظ تامر حيرته فقال: اسمع ان رجعت للسكه دى تانى يبقالك الحق تقول ماشى؟
وكان ينظر له بترجى، فتذكر لوعته والمه فى بعد مرام عنه فتنهد قائلا: مش عارف عموما هديلك فرصه، بس لو طلعت بتكدب عليا عمرى ما هاسمحك.
تامر سعيداً: متشكر ليك جدا عمرى ما هنسا الجميل ده ليك ابداً.

سامح محذراً: خليك فاكر لو عرفت انك رجعت للقرف ده تانى، هروح واقول لها بنفسى.
تامر: متخفش انا مش عايز، عندى احساس بالندم مش هيلخينى ارجع للسكه دى تانى.
سامح: ماشى.
وصلا عند منزل سامح فنظر اليه قائلا: تعالى ادخل اقعد معايا شويه.
تامر: لاء متشكر عندى مشوار هخلصه، وباليل اروح اخد ماما من عند نادين.
سامح: خلاص اللى يريحك عن اذنك.

تركه سامح ودخل الى منزله وهو يشعر بالضيق لانه وافقه على طلبه، اما تامر كان سعيداً باقناعه وعاد ليكمل خروجته مع اصدقاؤه، وفى المساء تقابلا الاثنان عند باب منزل نادين، ودخلا معا اخذ كل منهم خاصته وذهب، ظلت ايثار مع نادين، وبعد ان صعدا الى غرفة نادين، رن هاتف ايثار كان فارس فخرجت ايثار تجيبه بعيدا.

فارس: حبيبتى وحشتينى قوى اتاخرتى عليه كده ليه على ما ردتيتى؟
ايثار بصوت حزين: معلش كنت ببعد عن اوضة نادين عشان متضايقش.
فارس قالقاً: مال صوتك فى حاجه حصلت عندكم؟
ايثار حزينه: للاسف عم حاتم تعب قوى ودخل العنايه المركزه.
فارس مصدوماً: امتى ده؟ وليه متصلتيش بيه قولتلى؟
ايثار: معلش مكنش فيا دماغ اكلم حد، نادين نفسيتها تعبانه قوى.
فارس: طب خلاص هى موعيد الزياره امتى عشان اجى ازوه.

ايثار: بتبدأ من الساعه ٣ بس معلش مش هعرف اجيلكم بكره مش هينفع اسبها فى الظروف دى.
فارس: اكيد طبعا انا هاجى المستسفى بكره اطمن عليه، مش انتو هتروحو فى معاد الزياره.
ايثار: ان شاء الله.
انهت معه المكالمه وعادت الى نادين.

فى شركة فارس
كانت شهد تجلس على مكتبها واتى يوسف نظر اليها مبتسما، وعندما راته ابتسمت وبعدها تصنعت الغضب فاقترب من المكتب قائلا: ممن اقعد معاكى شويه؟
شهد وهى تتصنع الغضب: لاء طبعا يعنى ينفع كده؟
يوسف مستنكراً: لاء مينفعش قولى ايه بس اللى زعلك؟!
عبست شهد بوجهها بشكل طفولى قائله: يعنى قبل ما تخطبنى كنت بتجيب معاك ورده ترميها وتجرى، ودلوقتى تيجى من غير ورده يبقى حقى ازعل ولا لاء؟

يوسف مبتسما: الاول مكنتش ينفع اكلمك وكنت بخاف تكسفينى، فكنت بحدف الورده تقول اللى انا عايزه، لكن دلوقتى انت خطبيتى وهقول اللى انا عايزه.
شهد وهى تحاول ان تدارى ابتسامتها: لاء طبعا ده مش عذر (وهى تنظر الى الاسفل) انا كنت بفرح قوى بوردتك.
يوسف سعيداً: خلاص كل يوم هجبلك صحبة ورد مش ورده واحده طلما ده هيفرحك.
ابتسمت شهد وهى تنظر للاسفل من الخجل، واذا فارس يفتح باب مكتبه ويتنحنح قائلا: انت يا استاذ ميصحش كده، ده مكان عمل، وبعدين هو هنا كزينو النيل ولا ايه.

شهد مازحه: انا مليش دعوه يا ابيه هو اللى جاى يتكلم معايا انا مؤدبه.
يوسف: على فكره دى خطبيتى، ومعايا اذن من باباها انى اكلمها ملكش فيه.
فارس ضاحكاً: لا يارجل بقولك بطل تهريج انت وهي وتعالى نشوف شغلنا، بلاش مايسه ودلع.
يوسف: انت هتعمل عليا حما ولا ايه، انت صاحبى يعنى تحس بيا.

فارس مبتسما: طب خلاص انت هتعيط، تعالى عندنا شغل وبعدين لما تتخطبو رسمى ابقو اتكلمو يلا حصلنى.
دخل فارس وقام يوسف ليلحق به، فنظر الى شهد وحرك شافيفه دون صوت قائلا: اخوكى ده رخم قوى.
هزت شهد راسها بالموافقه وهى تحرك شفايفها دون صوت: ايوه فعلا رخم جدا.
دخل يوسف واغلق الباب جلس على الكرسى امام المكتب قائلا: انت مش قولت انك مش هتيجى النهارده؟

فارس: ايوه فعلا مكنتش هاجى، بس عم نادين تعبان فى العنايه المركزه، وايثار مينفعش تسيب نادين وتيجى، وفقولت اجى الشغل احسن.
يوسف: اه تمام طب نتكلم فى الشغل.
كان عمار فى غرفته عندما سمع صوت فارس، اقترب من الباب الفاصل بينهم ليدخل يكلمه، فسمع كلامه عن عم نادين فتنهد قائلا فى عقله: يبقى عشان كده مشوفتهاش امبارح لانها مروحتش شقتها (ونظر الى الامام بابتسامه ) يبقى كده هقدر اشوفها واكلمها كمان.
وعاد الى مكتبه اكمل عمله.

عند نادين
ذهبتا نادين وايثار الى الشركه فى الصباح، وفى موعد الزياره ذهبتا الى المستشفى، كان تامر خلفهم بسيارته، دخلو الثلاثه الى داخل غرفة الرعايه، رن هاتف نادين فخرجت هى وايثار لتجيب على الهاتف، اجابت قائله: ايوه يا مرام.
مرام: انت فى الشركه ولا المستشفى عشان اجلكم.

نادين: ملوش لزوم خليكى احنا هنطمن عليه ونرجع الشركه.
مرام: طب خلاص هجلكم باليل اطمن عليكى عايزه حاجه.
نادين: شكرا انا عارفه انك مش بتعزمى ربنا يباركلى فيكى.
مرام: طب هتصل بيكى تانى بعد شويه اطمن عليكى.

انهت معها المكالمه واذا بعمار ياتى ويقف على بعد مسافه قائلا: ازيك يا انسه نادين الف سلامه على عمك.
نادين: الله يسلمك يا استاذ عمار، متشكره جدا على اهتمامك وسؤالك.
عمار: ده اقل شئ عم حاتم من الناس المحترمين، ربنا يشفيه ويقومهولك بالسلامه.
نادين: يارب يسمع منك ويقوم ويرجعلى تانى.
عمار: ان شاء الله (نظر الى ايثار) ازيك يا ايثار.
ايثار: الحمد لله بخير شكرا لسؤالك يا استاذ عمار.

كانت ايثار تنظر الى الاسفل او الى نادين، ولا تريد النظر له؛ كى لا يرى الشوق الذى بداخلها، فهى كانت تمنى نفسها انها لن تتاثر برؤيته، ولكنها لم تستطع تحمل الالم والشوق بداخلها فور رؤيته وسماع صوته.
عمار: ممكن ادخل اشوفه؟
نادين: اتفضل استاذ تامر جوه عنده.

تحرك عمار ليدخل وهو ينظر على ايثار، يتمنى ان ترفع عينها وينظر لها، لكنها كانت تعلم ذلك، فلم تنظر ناحيته حتى اختفى تماما، اغمضت عينها واخذت نفي وزفرته بالم، واذا بفارس ياتى هو ووالده وعمه اقتربو منهم
محسن قائلا: السلام عليكم ازيك يا نادين وازيك يا ايثار.
نادين: الحمد لله شكرا لسؤالك.
ايثار: الحمد لله.

فهمى: حاتم عامله ايه يا بنتى؟
نادين: الحمد لله ربنا يلطف بيه وبيا.
فهمى: معلش يا بنتى ان شاء الله ربنا يرجعهولك.
فارس: الف سلامه عليه، انا لما عرفت من ايثار امباح قولت لازم اجى اطمن عليه، ولانى عارف ان بابا وعمى اصحابه قولتلهم وزعلو جداً عشانه.
نادين: متشكره ليكم جدا.

محسن: عيب كده يا بنتى حاتم ونعم الاخ والصديق ربنا يشفيه ويحوش عنه.
نادين: يارب يسمع منك يا عمى يارب.
محسن: ممكن ندخل نطمن عليه.
نادين: اكيد اتفضلو وقولو للى جوه يخرجو.
فارس: هو مين اللى جوى؟
نادين: استاذ تامر ابن عم مراد واستاذ عمار.
فارس غاضباً: عمار وايه اللى جابه هنا وعرفين منين؟
تضايقت ايثار من رده قائله: ابقى اساله.

فامسك فهمى ذراع فارس وهو يجذبه معه الى الداخل، وهو يخفض صوته قائلا: ادخل ده وقته هتعقل امتى؟
واذا بعمار وتامر يخرجان من الداخل، فنظر فارس بنظرة غضب لعمار، والتى تجاهلها عمار تماما وسلم على محسن قائلا: ازيك يا عمى محسن؟ وازيك يا عمى فهمى؟

فهمى: الحمد لله يا بنى بخير.
محسن: شكرا على سؤالك، فى حد غيركو جوه؟
عمار: لاء اتفضلو.
خرج الاثنان وقفا بالقرب من نادين وايثار
تامر: طب انا هطلع بره استناكم فى العربيه عن اذنكم.
وخرج وهو يمسك هاتفه يتصل بوالده ليعرف لما تاخر، نظر عمار الى ايثار وتنهد قائلا: طب انا كمان همشى عايزين حاجه؟
نادين: شكرا يا استاذ عمار.

عمار: هاجى كل يوم اطمن عليه، لو عوزتو اى حاجه لكم او للشركه انا تحت امركم.
نادين: كفايا سؤالك واهتمامك.
عمار بعد ان ياس من ان تنظر ايثار نحايته: طب عن اذنكم انا.
رغم انه لم ينظر الى عينيها ولم يتحدث اليها كثيرا، الا انه كان سعيد من داخله لرؤيتها عن قرب، والتواجد معها فى مكان واحد، تحرك ليذهب نده عليه فارس قائلا: استنى انت مش رايح الشركه نمشى سوى.

عمار دون ان يلتفت له: معلش عشان هشترى حجات الاول.
زفر فارس غاضبا: ماشى براحتك.
نظر فارس ل ايثار بغضب وكانه يلومها على انها اخبرته، فنظرت اليه بغضب وادارة وجهها عنه، خرجا والده وعمه
فهمى: طب يا بنتى عايزه حاجه؟
محسن: ايوه يا بنتى احنا كلنا اهلك ومعاكى، لو احتجتى اى حاجه؟
نادين بنظره منكسره: متشكره لكم جدا.

كان محسن ينظر لها بخزن والم، ويرى فيها حال ابنته فى حال اصابه مكروه، اخذ نفس وزفره قائلا: اوعى تحسى انك لوحدك كلنا معاكى وجنبك احنا اهلك.
نادين: انا عارف ومتاكده من ده متشكره ليكم.
فهمى: طب يا بنتى احنا هنمشى وهنيجى تانى نطمن عليه.
نادين: ادعوله ربنا يشفيه ويرجعهولى بالسلامه.

وتنهدت بالم شديد وهى تنظر الى الاسفل، تحرك الاثنان وذهبا، كان محسن شارد فى رباب يشعر ان هذا سيكون حالها من بعده، فاختها ستتزوج وسيكون لها ما يشغلها عنها، شعر فهمى ان هناك شئ يارق اخيه، ولكنه فضل الصمت ففى بعض الاحيان التحدث يزيد الالم، بقي فارس مع ايثار ونادين حتى انتهاء موعد الزياره، كان يريد التحدث الى ايثار لكنها لم تعطيه الفرصه، عاد كل منهم الى عمله...

وبعد مرور اسبوع، وحالة حاتم كما هى لم يحدث بها اى تغير...،
كانتا ايثار ونادين تجلسان فى الغرفه، وكل منهم صامته لا تجد ما تقوله، رن هاتف ايثار فخرجت تجيب فى الخارج فهو فارس، اجابت ايثار قائله: اهلا يا فارس.
فارس: ازيك يا حبيبتى عامله ايه؟

ايثار: الحمد لله بخير بس نادين اللى نفسيتها تعبانه قوى حالت عمها مش بتتحسن.
فارس: ربنا يشفيه ويهون عليها الايام دى.
ايثار: اللهم امين معلش يا فارس، مش هعرف اجى بكره اقعد معاكم، عشان مسبش نادين لوحدها.
فارس: لازم تيجى بكره قراية فتحة شهد وهتزعل منك.
ايثار: خلاص عشان خاطر شهد هاجى، مرام هتيجى تقعد معها ابقى اجى الحبه دول.
فارس متردد: كنت عايز اسالك عن حاجه بس...
ايثار: حاجة ايه اسال؟

فارس مترددا: هو عمار عرف منين بتعب عم حاتم؟
تضايقت ايثار فهو لا يحاول ان يتغير فنفخت قائله: ومسالتوش ليه؟
فارس: انا بسالك انت، يعنى يكون كلمك فى التليفون وقولتيله او على الوتس مثلا.

اخذت ايثار نفس وزفرته فى غضب قائله: يعنى انت شايف انى واحد لعبيه، هبقى على زمتك واكلم معاه على التليفون، وبعتله راسايل كمان على النت؟!
فارس مستنكراً: لاء طبعا يا حبيبتى ده مجرد سؤال، وعموما خلاص مش عايز اعرف.
ايثار غاضبه: فكرتك اتغيرت لكن مفيش فايده، عموما عمار عارف ومتاكد انه لو اتصل بيه مش هرد عليه.
فارس: متكبريش الموضوع انا بهزر معاكى خلاص متزعليش.
ايثار: خلاص ماشى سلام.

وانهت المكالمه واغلقت الهاتف ودخلت الى الغرفه، جلست مع نادين، كانت تشعر بغضب شديد، ولكن ليس من فارس بل من نفسها قائله فى عقلها: اضياقت قوى من سؤاله ليه؟ هو مش فعلا رديت على عمار، وسمحتله يبعت رسايل(تنهدت بالم ) كانت لحظة ضعف ومستسلمتش لها، عملتله حظر تليفون ووتس وفضلت استغفر واتوب، اعمل ايه بس فى قلبى مش عارفه انساه، يارب سامحنى يا رب.

عند مارك فى فرنسا
كان مارك قلقا جدا على نادين، لانها لا ترى رسائله فاتصل بسرين ليسالها
مارك: كيف حالك سيرين؟
سرين: بخير كيف حالك انت مارك؟
مارك: بخير لكنى قلق على نادين جدا.
سيرين: هل علمت بامر عمها؟
مارك: ماذا به عمها؟
سيرين متعجبه: ولما تسال عنها اذا؟

مارك: كنت ارسل لها رسائل على النت، فى بعض الاحيان تجيب بصوره تعبيريه او لا تجيب نهائاً، لكنها كانت ترها، منذ عدة ايام لم تعد تراه فقلقت عليها.
سيرين: مسكينه لقد مرض عمها جدا وحالته صعبه.
مارك: اليس لها اى اقارب اخرى؟
سيرين: لا اظن لانى علمت من زوج اختى ان صديقه لها هى التى معها.
مارك: فعلا هى فى حاجه الى الاصدقاء الان، هل تعرفى عنونها بمصر.
سيرين: لم تسال؟

مارك متردد: اريد ان ارسل لها الزهور.
سيلين: لا اعرف ولكن يمكن ان اسال زوج اختى.
مارك: اساليه وارسلى لى العنوان على الهاتف من فضلك.
سيرين: سافعل وشكرا لك ولاهتمامك بها.
مارك: لا داعى للشكر.
انهى معها المكالمه وهو يقول لنفسه: مسكينه يا نادين ليتنى استطيع الذهاب اليكى فانتى فى حاجه الى كل الاصداقاء الان.

عند فارس فى منزله
انهى فارس المكالمه مع ايثار وهو غاضب يقول لنفسه: يعنى افضل ساكت طول الايام اللى فاتت، وجاى اسالها النهارده، اما انى غبى قوى، عموما كلامها صح كنت سالت عمار، بس محبتش ابين قدامه حاجه، يلا مش مهم بكره ابقى اصالحها، اه صح ده بابا كان بعتلى.
خرج من غرفته وذهب الى غرفة والده، دق الباب ودخل جلس بالكرسى الى جواره قائلا: ايوه يا بابا بعتلى؟
فهمى: كنت عايز اتكلم معاك بخصوص تاجيل جوازك.
فارس: ما انت عارف كل اللى حصل.

فهمى: ايوه عارف وقولت لعمك النهارده اننا اجلنا جوزكو شويه، واتحججت بحاتم وتعبه، بس الغريب عمك معترضتش، وكان الموضوع جه على هواه وده اللى مش فاهمه.
فارس: متكبرش الموضوع انت عارف عمى، المهم فهمته ان خطوبة شهد هتبقى فى نفس اليوم معه.
فهمى: ايوه طبعا وبكره ان شاء الله هعرف يوسف مكان القاعه، وهقول لهم يعملو حسابهم على يوم الجمعه الجايه.
فارس: تمام كده.

فهمى: ايثار هتيجى بكره؟
فارس: اه ان شاء الله.
فهمى: حاول تصلح امورك معها بقى.
فارس مبتسما: حاضر عنيا متقلقش انت بس، عن اذنك بقى.
فهمى: ماشى يا سيدى اما نشوف اخرتها معاك.
خرج فارس وعاد الى غرفته وظل بها يفكر فى بعض الامور يفعلها لايثار.

عند سليم فى مصر
يقف سليم وتامر فى فيلا صغيره يتحدثان
تامر: مبروك عليك الفيلا الجديده، ولو انى مستغرب المنطقه اللى اصريت تاخد فيها.
سليم: معلش عايز اقعد فى هدوء، والمنطقه هنا هاديه، هى صحيح مطرفه شويه، بس حلوه وهى دى اللى انا محتاحها.
تامر: عموما ياعم انا كده خلاص، نفذتلك كل اللى انت عايزه، من اول بيع الفيلا لحد شرا الفيلا دى.
سليم: ايه هو انت مش هتيجى تسهر معايا زى زمان ولا ايه؟

تامر: بصراحه نويت استقر بقا واتجوز، فمش هحضر سهرات وحجات من ديه تانى بقا خلاص.
سليم ماكراً: الف مبروك هو ده الصح، انما من دلوقتى ليه، ده من بعد الجواز انما دلوقتى انت لسه حر.
تامر: مش عارف يعنى هبقا اشوف، همشى بقى ولو احتجتنى ابقى كلمنى.
سليم: وماله اللى يعجبك، ولو انى كنت مجهز سهره عليا قوى النهارده، وهجيب بنات ايه اخر شقاوه.
تنحنح تامر قائلا: ايه ياعم انت بتغرينى يعنى ولا ايه؟

سليم ضاحكاً فى خبث: ايه انت صاحبى، وده اقل واجب اعمله معاك قصاد وقوفك جنبى.
تامر: معلش خليها مره تانيه عن اذنك.
سليم: وماله يا صاحبى براحتك.
تحرك تامر ليخرج من الباب نظر الى سليم قائلا: انا مش فاهم لزمته ايه الباب المصفح ده، والمتاريس اللى عملها على الفيلا دى؟
سليم وهو يغمز له: لزوم السهر والجو.

تامر ضاحكا: ولو انى مش عارف ايه علاقة ده، بس ماشى سلام.
وخرج وتركه وقف سليم ينظر عليه بمكر وخبث قائلا: بقى خلاص مش هتسهر تانى، وعايز تبعد عنى طبعا ماهو انا الشيطان بالنسبه لك مش كده ماشى يا تامر.
وبدأ ينظر على الفيلا ويفحصه بنظره قائلا: حلوه الفيلا محندقه على قدى.

كانت يتفحصها بنظره فهى عباره عن بهو كبير به بار كامل، وممر صغير، يوجد به غرفتين صغيرتين للنوم، وغرفه كبيره بها حمام، وهناك حمام اخر والمطبخ عند باب الفيلا، مطبخ امريكى مفتوح على البهو، امسك سليم هاتفه وطلب شخص قائلا: ازيك يا محروس وحشنى.
محروس: اءمر يا سليم باشا؟
سليم: هديك عنون واحد تروح تخلص عليه بس متموتوش بالنار ولا بسكينه.
محروس: امال ازى يا باشا؟

سليم بنظرات مليئه بالحقد والغل: اضربه علقة موت كسر عضمه، يعنى لو نجى منها يعيش مكسح، فاهمنى عايزه يتعذب الاول وبعدين يموت.
محروس: تمام اللى تامر بيه ابعتلى اسمه وصورته على النت واعتبر الامر تم.
انهى المكالمه واخذ نفس وزفره غاضباً: عشان يبقى عبره لكل واحد يفكر يغدر بسليم.

ارسل له صورة واسم رمزى الذى كان يعمل معه، وجلس على البار وفتح زجاجه وسكب منه بعض الخمر وشربها، وبعد ثلاثة ايام اتاه اتصال من محروس قائلا: ايوه يا باشا تم تنقيذ طلبك وبعتلك صور له وهو بيضرب، وصور له وهو مرمى على الارض بعد ما عجنته، واتنقل المستشفى واعتقد خلاص مفيش منه امل.

سليم مبتسما بخبث: يستاهل مش هو اللى باعنى وسابنى فى فرنسا، كان مفكر انى مش هرجع، كده ده اول واحد، بقولك يا محروس عايز واحد يراقبلى واحد بس منغير ما يتكشف.
محروس: ابعتلك الواد اداره هو اللى بيفهم فى الشغلانه دى.
سليم: خلاص هبعتلك اسم واحده وصورتها عايزه يراقبها ويجبلى كل اخبرها.
محروس: تمام ابعت يا باشا.
انهى سليم المكالمه وارسل له صورة نادين.

فى شركة نادين
كانت نادين تجلس على مكتبها ترتجع بعض الارواق هى وايثار، رن هاتف نادين فاجابت متعجبه: اهلا يا عم مراد فى حاجه؟
مراد: تعالى على المستشفى حالا.
فزعت نادين وقفت مكانها قائله: فى ايه عمى جرى له حاجه؟
فزت ايثار هى الاخرى وهى تتابع مكالمة نادين مع مراد
مراد: المستشفى قالو انه فاق وطلبنا احنا الثلاثه انا وانت وتامر، وانا كلمت تامر هيجلنا على هناك عشان كان عنده محكمه.

نادين: طب انا جايه حالا.
انهت نادين المكالمه نظرت لها ايثار قائله: فى ايه حاجه حصلت؟
نادين بارتباك: عمى فاق وطلبنا انا وتامر وعمى مراد.
ايثار متعجبه: وطلبكم انتو الثلاثه ليه؟
نادين: معرفش يلا هتيجى معايا...
قاطعتعا ايثار: اكيد طبعا يلا بينا.

تحركتا الاثنتين وذهبتا الى المستشفى، دخلتا له غرفة العنايه، كان مغمض العنين عندما شعر بهم فتحهم ونظر الى نادين قائلا بصوت ضعيف ومريض:
نادين يا بنتى سامحينى عشان مقدرتش احميكى.
نادين وهى تبكى: متقولش كده ياعمى انا منغيرك كنت ضعت ربنا جعلك سبب لنجاتى.

دخل مراد وتامر وقفا الى جانب السرير من الجه الاخرى نظر اليهم حاتم قائلا: مراد نادين امانه فى رقبتك حافظ عليها اوعى تسبها للكلام تنهش فيها.
مراد حزينا: ربنا يباركلها فيك انت هتخف وتقوم بالسلامه.
حاتم متالماً: انا عارف انى خلاص ايامى فى الدنيا معدوده...
قاطعته نادين وهى تبكى: لاء ياعمى متقولش كده انت هتخف وتبقى كويس.
تامر: ليه كده ياعمى انت هتخف ان شاء الله وتبقى كويس.

حاتم: اسمع يا تامر يا بنتى نادين امانه عندك انت وابوك، تحافظ عليها وتحميها، لو اتجوزتها تكون امانها وحمياتها، ولو محصلش نصيب تجوازه لراجل يخاف عليها ويحميها وتكون ديما سند ليها، مراد انت صديق عمرى بنت اخويا امانه حافظ عليها.
وشهق شهقة وغابا عن الوعى صرخت نادين قائله: عمى عمى خليك معايا عمى متسبنيش عمى عمى.
امسكتها ايثار واحتضنتها وربطت على كتفها قائله: اهدى يا نادين هيخف ان شاء الله ويبقى كويس متخفيش كلنا معاكى.

اقترب تامر ووقف بالقرب منها قائلا: كلنا معاكى يا نادين متخفيش.
اتى بعض الاطباء فور سماع صراخ نادين وبدأو فى فحصه
احد الاطباء: اخروجو بره كلهكم لو سمحتو بسرعه.

خرج الجميع وقفو بالخارج ونادين تبكى فى حضن ايثار وهى تحاول تهدأتها، حتى خرج الطبيب نظر لهم قائلا: للاسف مفيش امل هى مسالة وقت.
مراد: يعنى هو لسه عايش؟
الطبيب: ايوه بس خلاص باقيله ايام ربنا يصبركم.
نادين وهى تبكى: لاء لاء عمى متسبنيش ياعمى لاء لاء
ايثار وهى تبكى: اهدى يا نادين متعمليش فى نفسك عمك بين ادين ربنا، وهو ارحم بيه منا واحنا ناس مؤمنين مش كده ولا ايه؟

نادين وهى تبكى: ربنا قادر يخلف ظنهم ويشفيه ويرجعلى بالسلامه.
تامر: متقلقيش يا نادين كلنا معاكى.
قرب يده ليربط على ظهرها فنظرت له ايثار بغضب فابعدها بسرعه.
مراد: يلا يا بنتى ارجعى على شركتك وشوفى شغلك، وربنا يلطف بيه، خليك معاهم يا تامر ومتسبهم الا لما تروح نادين البيت.
نادين وهى تحاول ان تهدا نفسها: متخفش عليا يا عمى انا مش ضعيفه بس وجعنى فراقه فى الوقت ده.
مراد: انا عارف انك قويه وقدها.
ايثار: متخفيش على نادين هى مؤمنه وهتقدر تكمل مش كده يا ندين.

فهزت نادين راسها بالموافقه وهى تبكى، تحركو جميعا وخرجو من المستشفى امضت اليوم فى الشركه وهى شارده، عادت الى المنزل هى وايثار، كانت تحمل هم الدنيا فوق راسها، فهى لن تستطيع وحدها ادارة شركه بهذا الحجم، ولا يمكنها ان تثق فى اى احد، لاحظت ايثار عليها الهم والقلق فاقتربت منها وربطت على كتفاها قائله: متحمليش هم الدنيا ربنا موجود، وزى ما بعت اللى يساعدك، وانت فى بلاد غريبه، وحنن قلب الاغراب عليكى، قادر يبعتلك اللى يقف حنبك ويساعدك فى محنتك.

نظرت اليها نادين بالم قائله: ونعم بالله بس فراق عمى وجعنى قوى، كان بيحلم باليوم اللى يجوزنى فيه ويشيل عيالى ويفرح بيهم.
تساقتط الدموع من عيون ايثار قائله: لما بابا مات الدنيا اسودت فى عنيا، وجود عم صفوت وقتها جنبى هو اللى ريحنى(ابتسامه حزينه مع الم وغصه فى قلبها ) وهو فى الاخر اللى جرحنى، وبعدين ربنا بعت ليا فارس وبردو جرحنى، وربنا بعتك ليا شوفتى قد ايه هو كريم، كل ما بتديق الدنيا بيبعت اللى يساعدنى، واكيد هيبعت اللى يساعد ويقف جنبك وانا معاكى ومش هسيبك.
نادين وهى تبكى: ربنا يدمك ليا فى حياتى انت فعلا ونعم الصديقه.
ايثار وهى تمسح دموعها: يلا سبيها على الله وقومى صلى وادعى لعمك.

فهزت راسها بالموافقه ودخلت توضاءت وصلت، وجلست تدعى لعمها، ومرت خمس ايام وهى على نفس الحال، حتى اتصلت بها المستشفى لتخبرها بان عمها قد فارق الحياه، كانت ساعت صعبه جدا على نادين، اتت مرام ووالدتها فور سماع الخبر، واتت والدة فارس ووالدة تامر، قام مراد وتامر بالاجراءت القانويه، واتى فهمى ومحسن وفارس وعمار، وقامو بتغسيله ودفنه، ووقفو جميعا فى صوان العذاء، حتى انتهى العزاء وذهب كل المعزين، ذهب الرجال وذهبت والدة فارس ووالدة مرام، وبقيت معها مرام، وبعد ان ذهب الجميع رن جرس الباب ففتحت احدى العالملات الباب، نظرت الى الشخص الواقف على الباب واصيبت بصدمه قائله: انت...

فى منزل سليم
اتى اليه شاب يشبه البلطجيه ويرتدى مثلهم القى التحيه قائلا: السلامو عليكو يا باشا انا اداره جايبلك كل المعلومات عن الاموره اللى طلبت مراقبتها.
سليم: اهلا يا ادره قولى عرفت ايه عنها؟
اداره: شوف يا بشا هى عايشه فى فيلا لوحدها، هى واحده صاحبتها مفيش غيرهم مع بعض، وبتروح شركه كده صورتهالك، وفى واحد كل يوم ينزل معاهم من الشركه هى وصاحبتها، صورتهولك بردو، والنهارده عندها ميت والناس كلها عندها ولما سالت عرفت انه عمها.

لمعت عيون سليم بالسعاده قائلا: عمها مات يا جمالو دى كده بقت ضعيفه، وملهاش حد يعنى خلاص بقت لقمه سهله.
اداره: واللى عرفته كمان ان الشركه فيها مشاكل كبيره.
سليم مبتسما فى خبث: كلها معلومات مفيده انت طلعت ناصح يا اداره، ورينى صورة الراجل اللى معها.

اخرج هاتف من جيبه واخرج صوره لتامر واراه له، نظر بها سليم غاضباً: ماشى يا تامر بقى عشان كده بعدت عنى، ماشى انا كنت ناوى اسيبك فى حالك، لكن كده بقى انت اللى وقفت فى سكتى، يبقى تستاهل اللى هعمله فيك.
اداره: مش عايز تشوف صورة البنت اللى معاها.
سليم: لاء ملهاش لازمه مش مهمه اصلا، دى هتبقا حاجه كده فوق البيعه اتسلى بيها، اسمع يا اداره عايزك تجهز برجاله عشان اسبوع كده ولا اثنين وهعمل طلعه حلوه.
اداره: معلش عندى راى لو تسمح يا باشا؟
سليم: قول.

اداره: بلاش دلوقتى الناس هتفضل حوليها استنى احسن لما الزحمه والناس تخلص، هيبقى الطريق خالى ومحدش هيقف عقبه فى طريقك.
سليم: تصدق بتفهم ماشى استنى منى تليفون.
واعطى له بعض النقود وذهب نظر سليم فى خبث قائلا: ماشى يا نادين الاول هوقع بينك وبين تامر، وبعدين احط ايدى عليكى، ومش هتعرفى تخرجى من تحت ايدى تانى.
فى منزل نادين
رن جرس الباب فتحت احدى العاملات الباب، نظرت الى الشخص الواقف على الباب ونظرت له متعجبه فهو اجنبى كيف ستكلمه، فقال بلغه عربيه مكسره: اريد مقابلة نادين.
العامله: اتفضل وانا هطلع انه لها.
هز راسه بالموافقه ودخل جلس فى البهو، صعدت العامله اخبرت نادين قائله: انسه نادين فى واحد اجنبى تحت عايز يقابلك.
تعجبت نادين قائله: اجنبى مين
ده اللى جاى.

كانت ايثار تجلس بجوارها ولاحظت قلقها فقالت: ايه مالك لو قلقانه متنزليش.
توترت نادين قائله: لاء الافضل ننزل نشوف مين.
ايثار: خلاص ننزل سوى.

خرجتا الاثناتان ونزلتا معا، كانت نادين متوتره جدا، خائفه ان يكون مارك، وتتمنى ان يكون هو، نزلت الدرج لم تره كان يجلس ظهره لها، مما زاد توترها تحركت حتى وقفت امامه قام وقف نظر لها قائلا: كيف حالك نادين.
تجمدت نادين من الصدمه فهى رغم توقعها ان يكون هو الا انها كانت تعتبره امر بعيد، تلعثمت قائله: اهلا سيد مارك.
مارك: اعتذر عن تاخرى، فمنذ علمت بمرض عمك، وانا حزين لاجلك، ولكن الاجراءت اخذت منى بعض الوقت.
زاد توتر نادين قائله: وكيف عرفت بتعب عمى؟!

مارك: عندما لم ترى رسائلى سالت سلين فاخبرتنى بالامر.
ارتبكت نادين قائله: شكرا لاهتمامك تفضل اجلس.
كانت ايثار تقف مصدومه من الحوار بينه وبين نادين ولكنها سكتت لتفهم ما الامر، كانت نادين لا تنظر ناحيتها اطلاقا خجلا منها
جلس مارك قائلا: وصلت من ساعه وضعت حقائبى فى الفندق، وجأت اليك فورا، كيف حال عمك الان؟
نظرت اليه فى حزن قائله: لقد فارق الحياه امس وتم دفنه اليوم.

حزن مارك جدا قائلا: اعتذر لانى لم اكن معكى فى وقت كهذا.
نظرت اليه نادين بتعجب ولم تجيب، تنحنحت ايثار قائله: شكرا لمجيئك سيد مارك هذه لفته جميله منك.
مارك: نادين صديقتى حتى لو لم تعترف بذلك، وانا لا اتخلى عن صديق لى.
نظرت ايثار لنادين نظرة استفهام لكلام مارك، فنظرت نادين الى الاسفل دون كلام
لاحظ مارك توتر نادين وخجلها فقرر الذهاب قائلا: لا اعرف اجراءت العزاء عندكم، فهل يمكن ان تخبرينى ماذا افعل؟
توترة نادين قائله: اجرات... لا اعرف ماذا اقول (سكتت للحظات) نقيم عزاء لثلاث ايام.

مارك: اين تقيمو هذا العزاء؟
نادين: هنا بالمنزل.
قام مارك واقفا: اذاً ساتى غداً بعد الظهر.
قامت نادين قائله: لكن العزاء يكن فى المساء.
مارك: ساتى بعد الظهر اطمأن عليكى واعود مره اخرى فى المساء، عن اذنك ساذهب الان فقد اطمأنت عليكى.
فهزت نادين راسها بالموافقه دون كلام، تحرك مارك ليذهب فنادته نادين فائله: انتظر.

فالتف ونظر لها قائلا: ماذا هناك.
نادين محرجه: هل معك سياره؟
مارك: لا طلبت سياره اجره من الفندق.
نادين: هل تنتظرك؟
مارك: لا ذهبت.
نادين: سارسل معك السياره بالسائق يوصلك حتى الفندق.
مارك: شكرا لك.

نادت نادين على احد العاملات، واخبرتها ان تذهب معه، وتطلب من السائق توصيله، ذهب معها مارك وركب السياره وعاد الى الفندق.
نظرت ايثار لنادين بنظرة استنكار قائله: مين ده اللى بيقول انه صديقك؟
ابتلعت نادين ريقها واخذت نفس وزفرته قائله: انا هقولك بس ارجوكى تتفهمى وتلتمسى ليا العذر بس تعالى نطلع فوق عشان محدش يسمع.
زادت دهشة ايثار وصعدت معها دون كلام، دخلتا الغرفه واغلقت الباب ونظرت لها قائله فى خجل وارتباك: لما كنا فى فرنسا اضتريت اهرب واستخبى فى بيت مارك.

ايثار مصدومه: استخبيتى فى بيته معه هو والدته صح.
اغمضت نادين عينه وفتحت فمها لتنطق لكنها لم تستطع وهزت راسها بالنفى، اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: تقصدى انك كنتى معاه فى بيته لوحدكم وفضلتى اسبوع تقريبا صح.

زاد ارتباك نادين وخجلها قائله: المفروض انك صاحبتى وتعذرينى مش تلومينى.
ايثار مصدمه: اعذرك فى ايه انك فضلتى فى بيت راجل غريب اسبوع وتحت رحمته.
نادين: ماهو يا كده يا ادخل السجن مكنش فى حل تانى.
ايثار: يبقى السجن سيدنا يوسف لما خير اختار السجن.
نظرت لها نادين نظره منكسره قائله: تفتكرى لو اتسجنت فى بلد بتكره الاسلام بزى ده كان هيحصلى ايه؟

صدمت ايثار ولم تجد ما تقوله فالاسلام يحارب الان فى كل مكان كيف ستنجو، تنهدت نادين قائله: كنت مضتره اختار اخف الضررين، وجدى عند مارك كان هو الحل الوحيد يعنى على الاقل لو حاول يعمل شئ ممكن اهرب من بيته ممكن الاقى حاجه ادافع بيها عن نفسى لكن فى السجن...
ولم تكمل، نظرت لها ايثار قائله: طب وليه مقولتيش لنا لما رجعتى.

نادين: يعنى كنت ممكن اقولك واقول ل مرام وبعدين يعنى ربنا سترها عليا افضح انا نفسى.
تنهدت ايثار قائله: انت كنتى مجبره مش بمزاجك يبقى ليه تتكسفى؟
نادين: اعتقد بديهى ان ارتكتبت ذنب غضب عنى وربنا سترها عليا اجى انا واكشف ستره.
ربطت ايثار على كتفها قائله: معاكى حق انا اسفه قادر ربنا ينصر يدنه ويرفع مقته وغضبه عنا.
نادين: امين يارب.
جلستا بغرفة نادين تنتظر مرام هى ووالدتها، كانتا ذهبتا كل منهم الى منزلها لاحضار بعض الملابس.

فى منزل مراد
كانت فريال تجلس مع مراد فنظرت له قائله: مسكينه نادين ظروفها وحشه جدا.
مراد: اه فعلا صعبت عليا جدا بعد ما بقت وحيده.
فريال: بس صاحبتها ايثار دى جدعه جدا مسبتهاش لحظه.
مراد: تعرفى انا حامل هم اليوم اللى هتتجوز وتسبها فيه.
فريال: هى اجلت فرحها عشان تعب عمها يعنى اكيد فتره وتحدد معاد تانى.
مراد: وعشان كده عايز ابنك يتلحلح شويه ويخليها تتعلق بيه، عشان بعد فتره نجوزهم.
فريال: هى كانت ردت اصلا على طلب ابنك؟

مراد: حاتم تعب قبل ما يرد عليا ومش هينفع افتح معها كلام دلوقتى.
فريال: خلاص الفتره الجايه كده كده تامر هيبقا معها وده هيقربهم من بعض.
مراد: كلمى ابنك يقولها كلام حلو يحاول يشغل قلبها بدل ما هو خايب كده مع البنات.
فريال فى عقلها: خايب مين ده انت اللى متعرفش حاجه (ربطت على كتفه) قائله: سبها على الله انا هكلمه واللى فيه الخير يعمله ربنا.
مراد: ونعم بالله، المهم ابقى كلميه وفهميه.
فريال: حاضر ان شاء الله.

فى منزل فارس
دخلو جميعا بعد ان عادو من العزاء، محسن ارد ان يذهب قائلا: اندهيلى رباب من فوق عشان امشى انا.
فهمى: تمشى ده ايه انت هتقعد تاكل معنا، احنا من الصبح فى الدفنا وانت مكلتش كويس، ادخل يلا على ما الاكل يجهز.
ايمان: انا هدخل اهو اقولهم يحطو السفره على ما اطلع انده لشهد ورباب من فوق.
محسن: معلش خليها وقت تانى احنا كلنا فى العزا، ومش عايز اكل دلوقتى، كمان عايز اروح اخد دش واروح ل ريم محدش راح لها، انا اتصلت بيها وفهمتها اللى حصل، بس مينفعش لازم اروح اطمن عليها.

ايمان: يعنى عليها النهارده صبحيتها ومحدش منا كان معها.
فهمى: بكره نروح نبارك لهم ان شاء الله.
محسن: وقت ما تحبو هما مش هايسفرو اجلو السفر فتره، اندهيلى رباب عشان متاخرش.
فارس: طب انا هطلع اوضتى عشان تعبان وعايز انام، وهخبط عليهم هى وشهد واخليها تنزل.
واذا بها هى وشهد ينزلان الدرج واتو اليهم.
شهد: ما تسيب رباب معايا كام يوم يا عمى؟

محسن: ماهى بتقعد معاكى طول اليوم، وتروح باليل يعنى لسه بكره وبعدو ايام العزا.
شهد: طب هتسبها بعد كده تقعد معايا.
محسن: ربنا يعمل اللى فيه الخير ان شاء الله، بس دلوقتى لازم تيجى معايا عشان نروح لختها.
شهد: خلاص ماشى يا عمى.
سلما عليهم هو ورباب وذهبا.
ايمان: هدخل احط الاكل مدام مرضيوش يقعده.
فهمى: لاء انا كمان مش جعان.

فارس: ولا انا، هطلع انام جعان نوم سهرنا امبارح فى الفرح، ومن الصبح واحنا فى العزا، والواحد راسه خلاص هتنفجر.
ايمان: طب خلاص انتو حرين انا كنت هحط الاكل عشانكم.
فهمى: لاء يلا نطلع نرتاح، احسن كان يوم طويل وصعب.
صعدو جميعا الى غرفهم.

عند نادين
فى اليوم التالى اتى مارك بعد الظهر للاطمان على نادين، كما وعدها وذهب مسرعا، وفى المساء اتى العزاء، وعندما راه مراد عرفه ورحب به، وفى اليوم التالى فعل نفس الشئ، وبعد ان انتهى العزاء وذهب المعزين ظل مراد وتامر وجلسا للتحدث مع نادين.
مراد: انا عارف يا بنتى ان الموضوع صعب، وخسارتك فى عمك شديده، بس انت كمان مؤمنه وهتقدرى تكملى.
نادين: ونعم بالله.

مراد: اعتقد لازم ترجعى الشركه من بكره عشان فى حجات لو وقفت اكتر من كده الشركه هتقع.
تامر: ومتخفيش انا هكون معاكى ديما لو احتجتى اى حاجه.
نادين: ان شاء الله من بكره هرجع الشركه، مش هضيع تعب بابا وعمى طول السنين دى، متشكره ليكى يا عمى وشكر ليك يا استاذ تامر.
مراد: عيب كده يا بنتى ده عمك موصينى عليك.

تامر: مفيش داعى للشكر، ده اقل حاجه اقدر اقدمهالك.
قام مراد وقف هو وتامر قائلا: طب عن اذنك احنا نسبيبك ترتاحى.
قامت نادين هى الا خرى وقفت قائله: اتفضلو اكيد انتو كمان تعبانين من الوقفه فى العزا.
تامر: تعبك راحه يا انسه نادين.

فهزت راسها دون كلام خرجا الاثنان، صعدت نادين الى غرفتها، كان الكل قد ذهب لما يبقى معها سوى ايثار، مرت على غرفة عمها ونظرت بها وامتلاءت عينيها بالدموت وهى تقول: سبتنى لوحدى ومشيت، ارتحت وسبتنى انا للتعب، اه يا عمى وجعنى قوى فراقك.
واخذت نفس وزفرته وظلت للحظات بالغرفه، وخرجت وذهبت الى غرفتها، كانت ايثار تصلى بالغرفه جلست نادين على طرف السرير تنتظرها، لحظات وانتهت من الصلاه وجلست الى جوارها ربطت على كتفها قائله: متشليش هم انا معاكى.

ابتسمت ابتسامه حزينه قائله: ربنا ما يحرمنى منك ابدا بس...
ايثار: مبسش سبيها على الله ويلا ننام عشان الصبح لازم تروحى الشركه.
اخذت نادين نفس وزفرته وهى متوتره وخائفه، وهى تقول فى عقلها: اهو مرواح الشركه اللى شيله همه ربنا يستر.
ايثار: يلا قومى ننام.
فقامت نادين واستلقت على السرير هى وايثار ونامتا، وفى الصباح ذهبتا الاثناتان الى الشركه، دخلت نادين الى مكتبها هى وايثار، دق الباب ودخل تامر قائلا: صباح الخير.

نادين: صباح الخير فى حاجه استاذ تامر؟
تامر: اتفضل على مكتب عمك عشان مديرى الشركه هيجو دلوقتى يعزوكى.
نادين: ومينفعش يجو هنا؟
تامر: الافضل تروحى هناك عشان هما اكيد هيكونو طمتعنين ياخدو مكان عمك.
نادين: اه فهمت (واكملت فى عقله ) هو ده اللى خايفه منه هعمل معاهم ايه دول.
ايثار: استاذ تامر معاه حق، لازم تبقى قويه قدامهم عشان يعملولك حساب.

فهزت نادين راسها بالموافقه وخرجت معهم وذهبت الى مكتب عمها، وذهب تامر لبخبرهم رن هاتفها فنظرت به وجدته بواب الفيلا فاجابت متعجبه: ايوه يا عم طاهر فى حاجه؟
طاهر: ايوه فى واحد خواجه بيسال عنك وعايز يكلمك.
ترددت نادين قائله: خواجه... اكيد مارك وده عايز ايه؟! ادهولى اكلمه.
فاعطى طاهر الهاتف لمارك واجاب قائلا: انا مارك انسه نادين هل يمكن ان اتى اليك بالشركه؟
زاد توتر نادين قائله: اكيد طبعا هل تعرف العنوان؟
مارك: نعم ومعى سياره اجره شكرا لكى الى اللقاء.
نادين: مع السلامه.

انهت المكالمه ونظرت الى ايثار متوتره: مارك عايز يجى الشركه فقولتو يجى.
ايثار متعجبه: وماله يجى (اكملت فى عقلها) وراه حاجه مارك ده او.
اتى تامر ومعه ثلاثه من الرجال ما بين الاربعين والخمسين، اقتربو من المكتب قائلين بنظرات مليئه بالمكر والترقب.
فواز: البقاء لله يا انسه نادين، احنا عارفين ان مصابك كبير، بس انت مؤمنه بالله.
نادين: ونعم بالله يا استاذ فواز.
صبرى: ربنا يعينك على ما بلاكى .
نادين: الحمد لله ربنا كريم.

محمدى: احنا عارفين ان الموضوع مش سهل وعشان كده بنعرض مساعدتنا عليكى.
صبرى: ما هو مش معقول الشركات اللى بنتعامل معها هتحس بالامان، واللى بتدير الشركه بنت صغيره وخبرتها قليله.
نادين: امممم... طب وايه المطلوب منى يعنى؟
محمدى: تختارى واحد فينا يكون هو المدير، وانت هتبقى معاه بردو.
نادين مستفهمه: هبقى معاه ايه بالظبط؟!
فواز: يعنى هو هيعمل كل حاجه وانت لانك صاحبة اكبر نصيب فى الشركه هتبقى موجوده.
نادين: اه... تقصد يعنى ابقى موجوده منظر.

ونظرت لهم الثلاث، فهى تفهمهم جيدا وتعرف ما يقصدون، فنظرو له بابتسامه صفراء وكانهم ياكدون على كلامها، عادت الى الخلف واستندت على ظهر الكرسى قائله: طيب ماشى اتفضلو دلوقتى وانا هفكر وارد عليكم.

نظر الثلاثه الى بعض وكاد محمدى ينطق انه ليس لديها اختيار وعليها ان تقبل، لولا منعه صبرى مشيراً له بالسكوت استهانة بها، وتركوها وخرجو وهم يتهامسون، نظرت نادين الى تامر قائله: وانت رايك ايه يا استاذ تامر؟

تامر: انت عارفه ان الاسهم بتاعتهم متجمعه، قد الاسهم بتاعتك، بس هما بيديروها من زمان وفاهمين كل حاجه عن الشغل، والافضل تسيرهم لحد ما تعرفى كل كبيره وصغيره، ساعتها هما مش هيقدرو يتكلمو تانى، وهيشتغلو معاكى زى ما كانو بيشتغلو مع عمك.
نادين: بس انت عارف ان ده نكران للجميل، لان عمى وبابا هما اللى كبرو الشركه ووصلوها لكده، وهما اكتر من مره يوقعونا فى مصايب، وبابا وعمى كانو ديما يتغضو عنهم.

تامر: للاسف مفيش حل تانى.
نادين: طب ماشى يا استاذ تامر ابدأ اجراءت الورث وانا هاخد قرارى.
تامر: طب عن اذنك انا.
فهزت راسها بالموافقه، خرج تامر جلست ايثار على الكرسى بجوار المكتب ونظرت لها قائله: بتفكرى فى ايه؟
نادين: فكرة تامر اللى قالها.
ايثار: فكره سذجه ومتنفعش مع دول، لانهم مش هيسمحولك انك تعرفى اى حاجه نهائى.
نادين: ده بردو اللى قالقنى مش عارفه اعمل ايه.
ايثار: مش عارفه عموما سبيها على الله وهو اكيد عنده الحل.
واذا باصوات كثير عند الباب فقامت ايثار ترى ماذا هناك.

فى شركة فهمى
كان فهمى يجلس مع محسن يرجعان بعض الاوراق، ولاحظ فهمى على محسن التوتر والقلق، فنظر له قائلا: مالك يا محسن بقالك فتره مش طبيعى وديما سرحان.
اخذ محسن نفس وزفره قائلا: خايف على رباب بنتى القلق عليها هيموتنى.
فهمى: هو جد حاجه فى موضوعها؟

محسن: لاء بس لما شوفت نادين وهى فى المستتشفى، وزعلها على عمها حسيت ان هو ده هيكون حال رباب، لو جرالى حاجه.
فهمى غاضبا: يعنى مش شايفنى راجل قدامك، متخيل ان ممكن اتخلى عن بنت اخويا، ايه الكلام الفاضى ده؟!
محسن: انا مقصدتش كده انما هى محتاجه حد يبقى معاها كل وقت انت فاهمنى.
فهمى: بص ده بتاع ربنا، وان شاء الله ربنا يرزقها براجل بجد، يعوضها عن اللى شافته مع الكلب اللى اتجوزته.
محسن: يارب قلبى وجعنى عليه لما بشوفها حزينه كده.

فهمى: ايمان هتاخدها معها وتوديها الجمعيات اللى بتروحها، ده هيفك عنها وهيخليها تخرج وتشوف ناس والناس تشوفها.
محسن: ده فرحنى واستجدعت ام فارس لما لقيتها عملت كده(واكمل فى عقله)وده خلانى اطمن انا مش هترفض ويمكن تيجى الفكره فى دماغها هى.
فهمى: انت عارف ايمان بتحبهم جدا، سواء رباب او ريم ما هى وامهم كانو اعز اصحاب.

محسن: انا عارف وده اللى مطمنى انكو هتفضلو جنبها، الا صحيح قولى امتى فارس هيتمم جوازه؟
فهمى: فتره بس كده على ما نادين تقدر تقف على رجليها، عشان تقدر ايثار تسبها.
محسن: ايثار دى بنت جدعه وصاحبة صاحبتها.
فهمى فى عقله: فعلا بس ابنى هو اللى حمار، كل شويه يزعلها ومش عارف يكسبها، ومش فاهم غيران عليها من ايه؟!غبى.
محسن: قولى صحيح امتى معاد جواز شهد؟

فهمى: مش عارف مستنى كده فتره، الولد كويس وانا مستريح ليه بس بردو.
محسن: صح فى التانى السلامه بس بلاش تخليها معه فى الشركه.
فهمى: متقلقش فارس معاهم وقايله يخلى باله كويس.
محسن: كده فعلا متقلقش، فارس راجل بجد، واكيد هيخلى باله، هو ده الراجل اللى يتامن عليه.
نظر له فهمى وهو يشعر ان هناك شئ فى راسه، يفكر فيه قد يسبب مشاكل اخرى لهم.

عند نادين فى الشركه
خرحت ايثار ترى ماذا يحدث وجدت المدرين الثلاثه يقفو غاضبون فنظرت لهم قائله: فى حاجه شايفكم زعلانين.
صبرى غاضبا: يعنى نادين تاخدنا على قد عقلنا وتسكتنا، وتروح تجيب واحد من بره يدير هو الشركه.
ايثار متعجبه: انتو جبتو الكلام ده منين؟!

صبرى غاضبا: موجود بره جاى بيسال على نادين، وبيقول ان عنده معاد معها.
محمدى غاضبا: وطبعا مفيش علاقه ممكن تكون بينها وبينه غير انه جاى يشتغل هنا.
نظر لها فواز بحده قائلا: كلنا عارفين نادين وعارفين اخلاقها.
صبرى بنفس نظرة فواز: من ساعت ما شوفنا فى العزا واحنا شاكين، ولما جه هنا اتأكدنا، فمتحولوش تقنعونا بكلام تانى.

صدمت ايثار من كلامهم الذى اظهر لها حقيقة فاتتها هى ونادين، كيف ستفسر للجميع مجيئك مارك، اخذت نفس وزفرته قائله: ممكن تستنو دقيقه واحده ادخل اتكلم معها وافهم منها.
نظر لها الثلاثه فى غضب شديد بنظرات كلها وعيد
صبرى: احنا نقعد نستناكى هنا على ما تخرجى من عندها.

فهزت راسها بالموافقه ودخلت لها، كانت نادين تنظرها فقامت اسرعت اليها قائله: فى ايه وشك باين عليه فى مصيبه حصلت؟!
ترددت ايثار قائله: انت ازى مفكرتيش مارك لما يجى هنا هتقولى للناس ايه؟!هتقولى لهم ده مين وجي ليه؟وعرفتيه منين وازى؟
توترت نادين اخذت نفس وزفرته قائله: لاء مفكرتش؛مجاش فى بالى ان حد هياخد باله اصلا كانه عميل جاى.
فكرت ايثار قائله: هما شافوه وفكروه انك جايبه يدير الشركه بدلهم وجاين يتخانقو معاكى.

اخذت نادين نفس وزفرته فى غضب وهى تفكر قائله: ايه اللى جاب لهم الفكره دى بس؟!
ايثار: غباءهم خلاهم فكرو وكده، ويمكن عشان خايفين من كده.
نادين متردده: من يوم ما جه وانا خايفه من ده.
ايثار: هو كان غلط اصلا انك تستخبى عند راجل عازب وكمان اجنبى.
تالمت نادين وتنهدت قائله: منا شرحتلك اللى حصل كله وانى كنت مجبره
ايثار: انا فاهمه بس هتفهمى دول ازى؟

نادين: المشكله ان محدش هيصدق انى كنت مجبره ومكنش عندى اختيار تانى.
ايثار: عندك حق يبقى محدش منهم يعرف اصلا انك استخبيتى عنده من الاساس.
نادين: طب وهنقول لهم ده مين وجاى هنا ليه؟
سكتت ايثار قليلا ولمعت عينها واتتها فكره قائله: اسمعى هما حلوها لك، انت كنتى مش عارفه تعملى ايه كده اتحلت.
نظرت اليها نادين متعجبه: ياسلام ايه هى اللى اتحلت دى ممكن توضحى؟!

ايثار مبتسمه: افهمك انت هتقولى ان عمك هو اللى اتفق مع مارك، عشان يبقى مستشار للشركه هنا، والاتفاق كان انه يجي بعد شهر، وطبعا بسبب تعبه معرفش يقول لهم، وانت هتنفذى اللى كان عمك عايزه، وهتشغليه هنا مستشار لكى، وهتعملى مجلس اداره وتبقى انت رايسة المجلس.
نادين متعجبه: طب وايه اللى هستفاده من وجود مارك؟!

ايثار: يا بنتى ما هما مش هيسمحولك انك تعرفى حاجه، لكن مارك لاء وهو ده اللى هيعمله.
نادين: اه فهمت، فكره كويسه بس هو جاى يطمن عليا ويعزينى، اقوله يسيب شغله ازى يعنى
ايثار: طب ما تساليه مش يمكن يوافق.
نادين: والله مش هيخصر هقوله.

ايثار: تمام هخرج اشوفه جه ولا لسه، واول ما يجى هدخله الاول، تتكلمى معاه وتقوليله، وان وافق كلمينى على الديكتافون ادخلهم وتقوليلهم.
نادين: تمام يلا اخرجى شوفيهم.
خرجت ايثار وجدت مارك قد اتى، يجلس على الكرسى بجاور المكتب، والثلاثه يجلسون امامه وينظرون له بغضب شديد، مما اثار قلق مارك وكان ينظر اليهم متحفزاً، نظرت اليه ايثار قائله: تفضل سيد مارك نادين تنظرك حسب الموعد.

فقام وتحرك مسرعا وهو يقول: اشكرك سادخل لها.
دخل مارك لنادين المكتب جلس بالكرسى امام المكتب قائلا: كيف حالك نادين؟
نادين: الحمد لله بخير(بتردد) قولى يا مارك كم ستبقى بمصر؟
ابتسم مارك قائلا: هل مللتى منى وتريدينى ان اذهب؟
نادين: لا طبعا (سكتت للحظه)اقصد الامر ليس كذلك.

مارك مبتسما: لقد اخبرتك سابقا انى اريد ترك عملى قد مللته، فاخذت قرارى وتركت العمل، وجمعت كل مدخراتى لعمل مطعم فرنسى فى مصر.
نادين: اتمنى لك النجاح كنت...
لا خلاص..
مارك: ماذا هناك؟ كنتى تريدين شئ قولى؟
نادين متردده: الحقيقه... لا اعرف ساخبرك.

قصت عليه الامر كله فابتسم قائلا: اقبل طبعا بالعمل معكى فى الشركه.
ابتسمت نادين قائله: حقا قبلت هذا جيد اذاً سانديهم الان.
رن جهاز النداء الالى فادخلتهم ايثار ودخلت معهم، نظر لها الثلاثه بترقب ليعرفو ما ستقول
نادين: اعرفكم بالاستاذ مارك مستشار هندسى للشركه.
فابتسم الثلاثه بعد ان اطمأنو انه لن يدير مكانهم
صبرى: اهلا بيك استاذ مارك، بس يعنى ليه جايبه يا انسه نادين؟

نادين: عمى هو اللى كان اتفق معاه، وكان ناوى يقول لكم لكن اردة ربنا.
محمدى: وماله ينور الشركه بس هيشتغل ازى هو مش بيفهم عربى؟
نادين: عن طريق الكمبيوتر الشركه عندنا كلها شغاله بالكمبيوتر، يعن هيكون الامر سهل.
فواز: طب تمام وبالنسبه للى طلبناه؟

نادين: انا فكرت هعمل مجلس ادره للشركه، وانا هبقي رقيسته وكل واحد يفضل فى مكانه.
فابتسم الثلاثه وفهمو انا قبلت طلبهم ولكن اردة ان تكون بشكل لا يظهر انها منظر فقط.
نادين: تمام ابعتو لاستاذ تامر يجى، عشان نمضى العقود ونعمل الاجراءت للكلام ده.
ارسلو لتامر اتى ومضو عقد مارك واجراءت مجلس ادارة الشركه.

بعد اربعة اشهر.
فى منزل محمود
اتت سهيله باكيه وهى فى حاله راثه، وعندما راها والدها فزع من منظرها قائلا: ايه يا بنتى اللى مبهدلك كده؟!
سهيله وهى تبكى: الكلب اللى اسمه منتصر انا مش عايز ارجعلو تانى يا بابا بهدلنى وذلنى.
محمود غاضبا: بهدلك وضربك ازى؟ هو وفاكر نفسه ايه ازى يعمل كده؟!

سهيله وهى تبكى: كل شويه ضرب بسبب ومنغير سبب، ولو قولتلو تعبانه ميقدرش تعبى المهم نفسه ومزاجه وبس، مش بيتفاهم اللى يطلبه لازم يتنفذ فورا، والا يزعق ويتخانق، انا زهقت يا بابا انا بقالى معاه ثلاث شهور، شوفت فيهم المر كله طلقنى منه يا بابا ارجوك.
محمود رافضا: طلاق ايه انت عايزه تطلقى تانى؟ انت يتقولى ايه، لاء طبعا انا هكلمه واشوف حل معاه، لكن طلاق لاء.
سهيله غاضبه: لاء مفيش حل، يطلقنى مش هرجعله تانى، ده حيوان وانا مش ممكن ارجعله تانى.

ازداد غضب محمود قائلا: مفيش طلاق انت عايزه الناس تاكل وشى، تطلقى متقعديش اربع شهور على بعض ليه لاء مش ممكن.
سهيله: ما هو يا طلقنى منه يا اما هرفع عليه قضية خلع، مش هرجعله تانى.
صرخ بها محمود قائلا: اخرصى يا كلبه عايزه تفضحينى (وضع يده على صدره متالماً) اه قلبى مش قادر اه
ووقع على الارض صرخت سهيله: بابا... بابا حد يلحقنى بابا رد عليا.
اتى الخدم بسرعه حمله ووضعوه على الكرسى، واتصلت هى بالمستشفى لتاتى سيارة اسعاف بسرعه، ذهب احد العاملين بالمنزل نادى على صفوت، وبعد قليل اتت سيارة اسعاف مجهزه نقلته الى المستشفى ودخل فى غرفه العنايه المركزه.

فى منزل نادين
فى غرفة نادين جلست هى وايثار تتحدثان.
نادين: انت هتروحى بكره عند فارس من الساعه كام؟
تنهدت ايثار وهى تشعر باستياء قائله: فارس هيجى الصبح ياخدنى.
نادين: ليه حساكى متضيقه كده؟! هو انت مش اصتلحتى انت وفارس.
ايثار: انا زهقت كل اسبوع نتخانق، ويصالحنى ويوعدنى انه هيبتطل بتعصب عليا، ونرجع تانى نتخانق، كتير بصراحه دى مش حياه.
نادين: معاكى حق وهتعملى ايه؟

ايثار: بفكر اكلمه وننهى الموضوع، وكمان احتمال اسافر اسكندريه بعد اسبوع او اثنين.
نادين: فى حاجه حصلت هناك؟
ايثار: لاء هروح اطمن على جدة توتا تعبانه قوى، وكمان فى مشترى للبيت المحامى كلمنى.
نادين: ايوه صح انت كنتى قاليله، من يوم ماكسب القضيه ورجعهولك يشوفله مشترى.
ايثار: وخيافه بقى فارس يعملى مشكله لما اقوله انى هسافر.
نادين: ربنا يصلحلك الحال.
ايثار: عم مراد جالك امبارح، كان عايز منك ايه؟
نادين: عايزنى اقول راى فى موضوع جوازى من تامر.
ايثار: وانت رايك ايه؟

نادين: مش عارفه مش قادره اخد قرار، وسالت مرام عشان عرفت انه كان هو سامح اصحاب، هتيجى بكره تقعد معايا وترد عليا.
ايثار: بس انا حاسه انك مش عايزه وقلبك مش معاه.
تنهدت نادين قائله: خلى القلب باللى فيه (واكملت فى عقله ) قلب غبى رايح يحب واحد مش له، لازم اقطع عليه الطريق بس مش عارفه ازى.

نظرت عليها ايثار بحزن وهى تقول فى عقلها: مسكينه حاسه بيكى، اللى قلبك معاه مش ليكى، ولا تقدرى تاخدى، بس على الاقل انتى وضعك ممكن يتغير، لكن انا لاء للاسف.
واغمضت عينها واخذت نفس وزفرته بالم شديد، وظلت كل منهم سارحه بعض الوقت.

فى منزل سليم
يجلس سليم هو سوزى يتحدثات
سوزى: ايه اللى فكرك بيها النهارده؟ما انت سبتها اربع شهور، انا قولت انت خلاص هتسبها فى حالها؟
سليم: لاء طبعا كل الحكايه انى كنت مستنى عليها شويه، وكمان كنت عايزه اطمن ان البوليس بطل يدور عليا فى فرنسا، بعد اللعبه اللى عملتها انى مت هناك.

سوزى: انا بقى مش فاهمه انت هتستفاد ايه؟ وليه عملت كده؟
سليم ماكرا: افهمك انا بعد ما رجعت، طلبت من جونى انه يحاول يشوفلى حل للقضيه، بس ملقاش حل غير انهم يلقو جثه معها اوراق باسمى، ويتقال انى مت، وانا لقيتها فكره كويسه، هتخلصنى من القضيه، وكمان لما اخطف نادين، ويقولو ان سليم هو اللى خطفها، هيلاقو سليم خلاص بخ، وقتها بقى اقدر اتحكم فيها واعمل اللى انا عايزه.

سوزى: عشان كده سكت الفتره اللى فاتت، وانا اللى كنت مستغربه.
سليم: كنت بخطط لها صح، بصى يا ستى جهزى سهره حلوه قوى، حاجه اعلى شغل وانا هخلى تامر يجى.
سوزى: انا مش فاهمه انت مصر عليه ليه؟ ده انت اكتر من مره تطلب منه انه يجى، وهو يرفض خلاص سيبه.
سليم: افهمى بقى، انا مش عايز حد معها، عايزها تبقى لوحدها،

وهى لو عرفت ده عن تامر هتبعد عنه، وللاسف التليفون اللى كان عليه صور تامر ضاع، فهو يجى مره واحده بس اخد الصور، ومش مهم بقى يجى تانى.
سوزى: فهمت طب افرض انه مجاش هتعمل ايه؟
ابتسم سليم ابتسامه خبيثه قائلا: هيجى انا عارف تامر كويس، زمان امه قفشته معنا وقال خلاص مش هروح تانى، وقعد فتره ميجيش وملتزم، وكل ماقوله تعالى يقولى لاء، سبته فتره وبعدها قولتله تعالى راح جاى كانه مصدق انى اندهله.

سوزى: بس انت كده هتخصر تامر لما تبعت للصور.
سليم: لاء طبعا لما تروح لهم الصور، هعمل ان معرفش وان البنت هى اللى بعتت الصور، وهقنعه انى زعلان عشانه كمان.
سوزى: يا سلام على الافكار وعامل حساب كل حاجه كمان، انما عايزه افهم ليه هتبعت تخطفها دلوقتى؟
سليم: ده كرت ارهاب كده عشان اربكهم شويه، وكمان عشان العب باعصاب نادين، وكمان ابعد عنها البنت اللى معها.
سوزى: طب وانت فارق معاك ايه البنت دى؟

سليم: البنت دى متجوزه واحد ابوه راجل اعمال كبير، وحبيبه كتير، يعنى هيقرفنا لو خطفتها، كرت الارهاب ده هخليهم يبعدوها عنها، وقتها بقا محدش هيعرف يحوشها من تحت ايدى، هوريها العذاب اللى عمرها ما شافته.
سوزى: اه كده فهمت هروح اندهلك الواد تفهمه بقا هو مستنى من بدرى.
تركته وذهبت واتى ادره اقترب منه قائلا: اامر يا باشا.
سليم: نفذ اللى قولتلك عليه والعربيه بتاعتها هديه منى لكم.
ادره: كلك زوق يا بشا.

قذف له سليم بعض النقود قائلا: خد شبرق على نفسك وادى لرجالتك.
ادره وهو ينظر للنقود: اهو كده الكلام يا بشا نبدا بقى الشغل.
ذهب ادره، ونظر سليم نظره مليئه بالحقد والكره قائلا: خلاص كلها ايام وتبقى تحت رحمتى، ومحدش هيعرف يرحمك منى.

 

تااابع ◄