-->

رواية لست مميزاً الفصل الثانى عشر

 

 فى منزل محسن
كانت رباب تجلس فى غرفتها دخل لها والدها قائلا: الجميل قاعد بيعمل ايه؟
رباب مبتسمه: بجهز لسته بالهدايا اللى هاخدهم معايا الدار.
محسن متعجبا: مش شايف فى ايدك ورقه يعنى؟!
رباب: ما انا بكتبها فى عقلى مش فى ورق.



محسن مبتسما: اه يا جامد انت، انما انا ملاحظ انك بتخروجى مع ام فارس كتير اليومين دول.
رباب: بصراحه هى من ساعت ما ريم اتجوزت وهى مش سايبنى.
محسن: واضح انها بتحبك.
رباب: فعلا هى بتحبنى جدا انا وريم.
تنهد قائلا: اسمعى يا بنتى انا بقالى فتره بفكر فى حاجه ومش عارف.
رباب: حاجة ايه يا بابا؟

محسن مترددا: خايف عليكى يا بنتى، خايف من الدنيا وانا مبقاش فى العمر قد اللى راح.
رباب: بعد الشر عنك يا بابا.
محسن: ماهو يابنتى هيحصل هيحصل عاجلا او اجلا، وانا خايف عليكى من الوحده.
رباب: ايه الكلام الوحش ده ربنا يديك الصحه، وكمان متخفش عليا، ومتقولش كده تانى.
تنهد محسن قائلا: بس يا بنتى انا عايز اطمن عليكى مع راجل يحميكى ويخاف عليكى.
تنهدت رباب قائله: وهو يعنى حد جه وانا قولت لاء، ما كل اللى جه طمعان.
محسن: وهو ده اللى خلانى افكر احوزك فارس.
انتفضت رباب قائله: فارس مين؟! ابن عمى؟

محسن: مالك اتخضيتى كده ليه؟ ايوه راجل ملو هدومه هيخاف عليكى ويحميكى.
شعرت رباب بكسره وحسره، وكان والدها صفعها ونظرت اليه معاتبه: ليه يا بابا كده عايزنى ابقى زوجه تانيه؟! وبعدين ده بيحب مراته، وعادا ابوه عشانها يعنى مش هيبقى ليا مكان معاه.
محسن: لاء طبعا انت هتبقى فى احسن مكان...

قاطعته قائله وقلبها يعتصر الما: على هامش حايته شخص اتفرض عليه، وهو مش عايزه مش هيهتم بيه.
محسن: بلاش الكلام الخايب ده، فارس راجل وعمره ما هيعمل كده.
كان باب الشرفه مغلق فالجو بارد، تحركت نحوه وفتحته ودخلتها، فلحق بها والدها وامسكها من ذرعها قائلا: انت هتعملى ايه ليه طالعه فى البرد كده؟
رباب وهى تبكى: بتعود على البرد اللى هعيش فيه.

فنظر اليها متعجبا لم يفهم ما تقصده، فابتلعت ريقها واكملت وهى تبكى: ماهو لما هبقى عايشه مع راجل مش بيحبنى، يبقى عمرى ماهلاقى الدفا، عمرى ما هلاقى الحب ولا الامان، هعيش فى البرد بس برد المشاعر، برد القلوب اللى ممكن يموتنى فى اليوم مية مره وانا عايشه وبتنفس.
فجذبها اليها وضمها وهو يبكى قائلا: انا اسف يا بنتى مفكرتش فى الكلام ده، انا فكرت بس انى احمكيى.

رباب وهى تتمسك به وتحتضنه: انت الحماية ليا وجودك معايا حماية وامان، انى الاقى راجل عايزنى لنفسى لشخصى هو ده الامان، لكن اتجوز واحده مش عايزنى، مستنى اليوم اللى امشى فيه، ده مش امان، ده ضياع وهوان، انا عندى اتحمل الوحده بقيت عمرى، ولا انى اعيش مع واحد رافصنى مغصوب عليا.
محسن: سامحينى يا بنتى كنت فاهم غلط، لكن انتى علمتينى درس عمرى ما هنسا، يلا تعالى ندخل من البرد ده يلا.
فابتسمت له، فمسح دموعها بيديه، ودخلت معه واغلقت الشرفه.

فى شقة مراد
عاد تامر فى وقت متاخر من اليل، دخل يتسلل كى لا يراه احد، كان يتلفتت يمنيا ويسارا حتى وصل غرفته، دخل واغلق الباب واستلقى على السرير، بدا يتمطع متباها بنفسه يقول: اسد يالا ايه الجمال ده ليله بالف ليه متخيلتش انى هتبسط كده، وعلى راى سليم يعنى هو انا لسه اتجوزت.

اعتدل جالسا متذكرا: اه اما ادخل استحمى بسرعه، قبل ما ماما تصحى وتيجى وهى ناصحه قوى، بتقفشنى وتفهم وهتزعل منى وانا مش عايز ازعلها.
بدأ يشعر بتانيب الضمير وهو يتحاور مع نفسه قائلا: انا ليه حاسس بالذنب، انا كنت مبسوط وفرحان من شويه، هو ايه يعنى اللى انا عملته امال يعنى اعمل ايه فى الطاقه اللى عندى، بس حاسس احساس وحش قوى، مش عارف ليه لما افتكرت زعل ماما، حسيت بالندم انى عملت حاجه خايف حد يعرفها، مع ان ربنا شاهد عليا وشايفنى، كان الاولا انى اخاف منه، انا ايه خلانى اعمل كده (اخذ نفس وزفره بزهق ) احساسى بالذنب ضيع احساسى بالنشوه والسعاده (اخذ نفس وزفره مره اخرى) احساس صعب انا مفكرتش فيه ليه قبل ما اعمل كده.

وقام دخل الحمام اخذ حمام وخرج، وهو مازل يشعر بالغضب من نفسه والندم على ما فعل، فكر ان يصلى ركتين توبه واستغفار، اقترب لياخذ سجادة الصلاه، لكن لم يستطع شعر بالخجل والخزى، كيف له ان يقف بين يدي الله بعد هذا الجرم، ظل واقفا مكانه لبعض الوقت كانه تجمد، ينظر الى السجاده بالم وحسره، وبدا يبكى ووقع على الارض وهو يقول فى عقله: انا عملت ده قبل كده كتير لكن عمرى ماحسيت الاحساس الفظيع ده، مش قادر اتحمل حاسس انى مستهلش الحياه، مستهلش اكون بنى ادم اصلا اه اه اه.

وانفجر فى البكاء وظل مكانه حتى الصباح، كان قد غلبه النوم من كثرة البكاء، قام وتحرك شعر بالم فى جسده وقدمه، تحرك ببطئ استلقى على سريره اخذ نفس وزفره بالم، وظل على سريره كانه لا يريد الحركه، اقترب موعد صلاة الجمعه وهو على حاله لم يتحرك، قلقت عليه والدته فاتت اليه، دقت الباب ودخلت اقتربت من السرير، فوجدته نائم ويتصبب عرقا ويبدو عليه الحزن والالم، ففزعت ووضعت يدها على راسه لترى حرارته، وجدتها هادئه فمسحت على شعره بحنان ففتح عينه ونظر لها قائلا بصوت ضعيف: ماما.

نظرت اليه بحزن على حاله قائله: ايوه يا حبيبي مالك فيك ايه؟!
اخذ نفس وزفره وابتلع ريقه قائلا: موجوع قوى يا ماما حاسس احساس صعب قوى.
فزعت فريال قائله: ايه اللى وجعك يا حبيبي قوم نكشف عليك؟
تامر: لاء يا امى انا مش عيان انا موجوع مش عارف اوصفها ازى.

تذكرت فريال روجعه متاخرا: اه فهمت تقصد ايه، مفيش حاجه تتعب القلب قد الذنوب، ومفيش حاجه تحوش الوجع ده قد التوبه.
تامر متالما: وازى الواحد يجيله عين يقف قدام ربنا وهو عاصى ومذنب؟
فسكتت فريال للحظات وقالت: هو انت لما كنت صغير وتغلط وتيجى تعترف مش كنت بسامحك، وانا انسانه بغلط زيك فمبالك بربنا سبحانه وتعالى، بس الشيطان بيحب يضحك علينا، ويحسسنا انه مش هيسامحنا، عشان نفضل فى المعصيه والذنب ونخسر دنيا واخرى.
تامر: ياه يا امى كلامك ريحنى قوى.

فريال: طب الحمد لله قوم يلا خد دش وفوق تعالى عشان تفطر وتروح تصلى مع اخوك وابوك.
قام تامر جلس مكانه قبل يدها وراسها، وقام دخل الى الحمام، توضاء وخرج افترش المصليه ليصلى، فابتسمت وخرجت وقفت امام الباب تقول فى عقلها: الحمد لله ان ربنا استجاب لدعائى ليك يا بنى وربنا يثبتك على التوبه.
وفى المساء دخلت له الغرفه، كان يجلس على الكرسى، فجلست بالكرسى الى جواره قائله: عامل ايه يا حبيبى دلوقتى؟
تامر: الحمد لله بخير.

فريال: من بعد ما رجعت من صلاة الجمعه مخرجتش قلقلت عليك قولت اجى اطمن.
تامر: انا كويس بس بعيد حسباتى تانى، عشان امشى صح وابعد عن اى سكه غلط.
ابتسمت فريال قائله: طب الحمد لله يا بنى، انما قولى ايه اخبارك مع نادين بقالك فتره محكتش معايا عنها، وباباك كلمها عشان تتجوزو.
تنهد تامر قائلا: والله يا امى مش عارف ساعت احس انها بتتعامل معايا حلو، وسعات احس انها عادى، بس الواد الفرنسى اللى جه اشتغل معنا ده، قلقنى جدا بحس انه بيحبها وخايف ياخدها منى.

فريال: طب ما تكلمه وتساله يمكن كل دى هواجز، وبعدين انت بتقول اجنبى يعنى هى مش هتراضى بيه.
تامر: ده اللى قالقنى انها بتعامله حلو وبحس انها بتميزه عن الكل.
فريال: راي انك تكلمه وتفهم منه.
فكر تامر قائلا: حاضر هكلمه.
تركته فريال وخرجت.

عند نادين
كانت نادين وايثار تقفا فى المطبخ تعد الافطار معا، ورن هاتف ايثار فنظرت به فوجدته فارس، فاشارت ل نادين وخرجت تجيب فى الخارج
فارس: صباح الخير على حبيبة قلبى ونور عيونى.
ايثار: صباح الخير يا فارس.
فارس: مفيش مره تقوليلى حبيبي وحياتى والحجات دى.
ايثار: كله باونه يا فارس.
فارس: طيب المهم ساعه كده هاجى اخدك ماشى.
ايثار: ماشى هستناك.

انهت المكالمه وهى تقول فى عقلها: هو انت سيابلى فرصه ما انت من ساعت ما اتخطبنا واحنا مقدينها خناق، كنت مفكره انك هتساعدنى عشان انسى عمار لكن للاسف.

اخذت نفس وزفرته وعادت الى المطبخ تساعد نادين، وبعد انا تناولاتا الافطار، صعدت ايثار وغيرت ملابسها واستعدت وانتظرت فارس، بعد بعض الوقت اتت مرام، وفى نفس الوقت اتى فارس، فسلمت ايثار على مرام وخرجت ركبت معه السياره وذهبت، جلست مرام مع نادين فى غرفتها
مرام: اخبار الشغل معاكى ايه؟

نادين: يعنى ماشى لولا وجود ايثار ومارك معايا كنت الدنيا باظت منى.
مرام: ايثار دى بنت جدعه بجد ربنا يبارك فيها.
نادين: اللهم امين، انما قوليلى حاسه انك قلقانه تعبانه مالك فيكى ايه؟
تنهدت مرام قائله: مش عارفه محصلش حمل لحد دلوقتى، ومامة سامح ديما تسال، وكل ما اتكلم مع سامح يقولى طول ما انت معايا هو ده المهم.
نادين: متخافيش واسالى دكتور.

مرام: ما انا سالت وقالو ان ده عادى احتمال تاخر الحمل فى اول سنه عادى.
نادين: يبقى سيبك من الكلام الفاضى ده، ومتدخليش نفسك انت وسامح فى متاهات.
مرام: بس خايفه يكون حد منا عنده مشكله.
نداين: حتى لو كان، فى علاج لكل حاجه دلوقتى.
مرام: عندك حق سيبك من الموضوع ده، قولى اخدتى قرار فى موضوع تامر؟

نادين متوتره: مش عارفه حاسه انى مش مرتحاله، مش عارفه واصفلك، المهم سامح قالك ايه عنه؟
سامح: قال انهم كانو زمايل دراسه وبس ميعرفش عنه حاجه.
نادين: بصى انا هطلب من عمى مراد فتره تانيه مش هاخد قرار.
مرام: طلما انت شايفه كده يبقى احسن، بقولك ايه تعالى ننزل نعمل حاجه حلوه ونلعب بالدقيق.
ابتسمت نادين قائله: وحشنى اللعب فى الدقيق ده.
وقامتا الاثناتان ونزلتا المطبخ.

فى فيلا محمود
اتي صفوت لسهليه لاخذها للذهاب الى محمود فى المستشفى قائلا: انت جاهزه؟
سهيله: ايوه ياعمى جاهزه.
صفوت: امال فين جوزك مش هيجى معاكى.
سهيله متهربه: لاء مش هيجى.
صفوت: طب خلاص بعد الزياره ابقى روحى على بيتك، اسر معايا وهخلى باله منه.
تلجلجت سهيله قائله: اصل انا مش عايزه ارجع له تانى.

صفوت فزعا: ايه ده اسمه كلام انت لسه مبقالكيش غير اربع شهور، ماينفعش يا بنتى اصبرى عليه شويه.
سهيله: لاء مش قادره كل شويه يمد ايده عليا، ويضربنى لاتفه الاسباب وانا زهقت.
صفوت: طب تعالى نروح المستشفى دلوقتى، وبعدين نشوف الموضوع ده يلا.
سهيله: بس مش هرجعله تانى لو حصل ايه.
اخذ صفوت نفس وزفره قائلا: يلا بينا وبعدين يحلها ربنا يالا.

عند فارس
كانت تجلس ايثار مع فارس فى البهو وحدهم فنظر لها قائلا: ايه رايك تباتى معايا النهارده؟
ايثار متهربه: معلش مش هينفع اسيب نادين لوحدها.
فارس: يعنى لو نادين مش هتبقا لوحدها هتفضلى معايا؟
اخذ ايثار نفس وزفرته قائله: انت ليه بتصعبها يا فارس؟
فارس: عشان حاسس اننا بنبعد عن بعض مش بنقرب.

ايثار: انت السبب فى ده، كل شويه خناق مش بتبطل، احنا تقريبا مفيش اسبوع بنعديه من غير خناق.
فارس: بحبك وبغير عليكى اعمل ايه طيب.
ايثار: بتغير من ايه وليه؟
فارس مترددا: بغير من اى حد اى حاجه تقرب منك، بخاف لحسن تروحى منى، ديما حاسس انك مش ليا مش معايا (اخذ نفس وزفره)ديما حاسس ان فى غيرى فى قلبك.

ايثار: فارس انا لما حكتلك اللى حصل بينى وبين عمار كان عشان...
قاطعها قائلا: هوس بلاش كلام فى الموضوع ده، مش عايز افتكره، انا عارف ان موضوع عمار انتهى، وشايف انك حتى مبقتيش تشوفيه خالص، ولا هو بيجب سيرتك نهائي، مش ده السبب حاسس انك مش بتحبينى، انك بعيده عنى.
تنهدت ايثار قائله: ما انت السبب كل شويه خناق، انت متخيل حياتنا هتبقا ازى.

سكت فارس ولم يجد ما يقوله فهى محقه، كانت تجلس على الكرسى بحواره فقام امسك يديها واوقفها وضمها اليه قائلا: انا اسف انى وجعت قلبك وتعبتك بغيرتى، بس بجد غصب عنى (وضع يديه على وجنتيها ونظر الى عينها ) مش عارف اغير نفسى، حاولت ومقدرتش مش عارف اعمل ايه بس، بحبك ومش عايز اخسرك.

قرب وجهه من وجهها جدا فارتبكت ايثار من نظراته وابتلعت ريقها قائله متلعثمه: فارس ارجوك بلاش نظراتك دى.
فقبلها فى خدها بحب قائلا: ليه خايفه تسلمى وتبقى مراتى بجد.
فكرت قائله: ايه هو مش فى بينا اتفاق ولا ايه، وانا مبحبش اخالف القوانين.
فهم فارس انها تتهرب منه فابتسم قائلا: انا اللى حطيت القوانين دى واقدر اخالفها والغيها كمان، بس انا هصبر لحد ما توفقى وتقلبى.
ايثار متهربه: لما تبطل غيرتك المجنونه دى.
فارس عابسا: يعنى هبطلها ازى يعنى هبطل احبك مثلا.
ايثار: لاء تثق فيا شويه.

فارس: طب ماتحنى انت شويه دا انت حتى لما بنطلع فوق بتخلينا ننزل جرى زى ما تكون خايفه اجبرك على حاجه
ابتلعت ايثار ريقها قائله: انا عارفه انك مش ممكن تجبرنى على حاجه، بس لسه مش مستعده
فارس عابسا: وامتى بقى ان شاء الله هتبقى مستعده.
ايثار: اصبر شويه كمان خلاص هانت وبعدين انت ليه مصر تحسسنى بالذنب وانى معذباك؟
فارس: انا مقصدتش ده بس...
قاطعته ايثارقائله: بس ايه انت ندمان انك سبتلى حرية الاختيار؟

نظر اليها فارس دون كلام فهى محقه، ابتلع ريقه وابتعد عنها، جلست هى مكانها صامته لبعض الوقت، حتى تنحنحت قائله: انا عايزه اسافر اسكندريه الجمعه الجايه ممكن.
فارس عابسا: ليه؟
ايثار: المحامى جايب مشترى للبيت، هروح اخلص الاجراءت واجى.
فارس: خلاص هاجى معاكى.
ايثار: انت مش واثق فيا؟
فارس: لاء خايف عليكى، ومفيش نقاش فى الموضوع ده ممكن.
ايثار: حاضر هبقى اتفق معاك على المعاد اللى نروح فيه، ممكن بقى توصلنى عشان اروح.
فارس وهو يسبقها الى الخارج: يالا حصلينى.

تحركا الاثنان سلمت على الجميع وذهبا معا، كان عمار يختباء بسيارته وتحرك خلفهم، وظل يراقبهم وهو ينظر لايثار ويملى عينه برأيتها، فهو لا يستطيع رؤيتها الا فى المناسبات فقط، اوصل فارس ايثار وكان غاضب منها، لم ينزل يفتح لها باب السياره ولم يسلم عليها حتى، نزلت ودخلت الى فيلا نادين.
وفى صباح اليوم التالى ذهبتا الاثنتان الى الشركه كالعاده، اتى مارك ومعه بعض الاوراق ودخل لها المكتب، جلس امامها قائلا: هذه الاوراق التى طلبتيها.

وقدم اليها الاوراق، اخذتهم ونظرت بهم قائله: جيد انهم هم شكرا لك.
مارك: اريد تعلم اللغه العربيه هل يمكن ان تساعدينى؟
نادين: كيف سأساعدك؟
مارك: ساكتب لك مجموعة كلمات وتسجليها لى بصوتك مترجمه.
ابتسمت نادين قائله: بسيطه هذا سهل.

اخرج مارك ورقه من جيبه اعطاها لها قائلا: تفضلى وساحضر لك كل يوم قائمه ببعض الكلمات.
نادين: ولكن الافضل ان يكن معك مدرس لغه عربيه ليساعدك.
مارك: انا معى مدرس، ولكن ليس لديه وقت لتسجيل كل الكلمات، وايضا هو يحفظنى القران، فلا اريد اضاعة الوقت فى أشياء اخرى.
نادين متعجبه: ولما تحفظ القرأن؟
مارك مبتسما: كل مسلم عليه ان يحفظ بعضا من القرأن.
زاد تعجب نادين قائله: اعلم انا اسألك لما تحفظ انت؟!

ابتسم مارك قائلا: لانى مسلم فقد دخلت الاسلام منذ قدومى الى هنا.
نظرت اليه نادين فى صدمه للحظات، وقامت وقفت وقد امتلاءت عينها بالدموع قائله: حقا هل دخلت الاسلام؟! ولماذا لم تخبرنى؟! ان هذا خبرا سعيد
فرح مارك كثيرا بسعادتها قائلا: كنت اريد مفاجأتك، ولكن لم اتخيل انك ستسعدين هكذا لى.
ارتبكت نادين ونظرت الى الاسفل، وجلست مره اخرى على مقعدها، وتنحنحت قائله: وكيف لا افرح وقد عتقت نفس من النار.
فابتسم ونظر لها قائلا: حقا الهذا سعدتى فقط؟

نظر الى عينها فابعدت عينها عنه بسرعه قائله: طبعا... اا اهذا شئ بسيط.
مارك سعيدا: الحمد لله ان هدانى الى الاسلام.
ضحكت نادين دون صوت على طريقته فى نطق العربيه قائله: ربنا يثبتك يارب.
نظر لها مارك عابسا: تكلمى بالفرنسيه اريد ان افهم ما قولتى.
نادين سعيده: كنت ادعى لك الله ان يثبتك على الحق.

ابتسم مارك ونظر لها قائلا: اشكرك لولاكى ماكنت عرفت هذا الدين، ولا احببته (واكمل فى عقله) ولا احببتك كل هذا الحب.
توترت نادين من نظراته فتنحنحت قائله: جيد.. ساسجل لك الكلمات وارسلها لك غدا.
مارك: ساتنظرها.
ظل ينظر لها لحظات ثم قام وقف قائلا: استأذنك ساخرج لديا عمل.
هزت نادين راسها بالموافقه دون كلام، خرج مارك ذهب الى مكتبه.

عند سليم
نظرت سوزى الى سليم متعحبه: انا بقى مش فاهمه انت منمتش من امبارح، وقاعد ماسك التليفون ليه؟!
ابتسم سليم ماكرا: ياحبيبتى النهارده هرمى اول حبل هشد بيه نادين.
سوزى: مش فاهمه ممكن توضح؟!
نظر سليم فى خبث قائلا: نادين بعد موت عمها بقت هشه، مستقويه باللى حوليها، انا بقى هبعدهم عنها واستفرد بيها فهمتى هو انا هشرح الكلام ده كام مره.

سوزى: اه فهمت بس افرض انها سامحته هتعمل ايه؟
سليم: ومين قالك انى هستنا انا هبعت الصور النهارده، وهبعتهم فى الشغل عشان تبقى فضيحه، وهبعت لاكتر من حد، عشان لما يجى يكلمنى اقول انها البنت اللى كانت معاه، هى اللى عملت كده، مش انا واعمل له حبيب واقوله انى هنتقملو منها كمان.
ضحكت بضحكه ساخره قائله: اه يعنى عليك يا تامر يلا تستاهل.
سليم: وفى نفس اليوم قبل ما تفوق هيسرقو الرجاله بتاعتى عربيتها، فيبعدو عنها صاحبتها، اخطفها واللى بعد كده سهل.

سوزى: يخربيت شيطانك ده انت بلوه.
سليم ضاحكا: طب يا ملاك اوعى بقا عشان اظبط الصور وابعتها، عشان افجر القنبله.
سوزى: فجر براحتك ولا يهمك، هروح اعملك كاس وارجع.
سليم: لاء متعمليش حاجه انا هبعتهم وانام شويه، روحى انت كمان نامى.
تركته وذهبت، امسك هاتفه وحدد بعض الصور، وارسلها على اميل الشركه، والى والد تامر ونادين واستلقى على سريره.

فى مكتب مارك
دخل تامر الى مارك مترددا نظر اليه قائلا: هل يمكن ان اتحدث معك قليلا؟
مارك: تفضل سيد تامر قل ما تريد انا اسمعك.
جلس تامر وقال متردد: الحقيقه اريد ان اسالك عن شئ ولكن محرج منك.

مارك: لا دعى لان تشعر بالحرج، اتعرف انا سعيد لانك شخص جيد تساعد الانسه نادين، وتقف الى جوارها، فهى منذ وفاة عمها اصبحت وحيده.
زاد كلمه قلق تامر قائلا: ساكون صريح معك سيد مارك، انا احب نادين واريد ان اتزوجها، وهى فى حكم خطيبتى، ولا احب رؤيتك معها هذا يضايقنى.
صدم مارك قائلا: وهى قبلت بك؟
تامر متهربا: يعنى تقريبا.

اخذ مارك نفس وزفره قائلا: اسمع سيد تامر ما بينى وبين الانسه نادين هو العمل، فلا داعى لهذا الكلام.
شعر تامر بالراحه من رد تامر فابتسم قائلا: اشكرك عن اذنك ساذهب.
فهز مارك راسه بالموافقه، خرج تامر وجلس مارك حزينا يقول فى عقله: لا استطيع تحمل فكرة ان تكون لرجل غيرى، شعور صعب لم اكن اتخيل انه مؤلم هكذا، يجب ان اتحدث اليها ولكن ليس اليوم سانتظر.

فى مكتب نادين
فتحت نادين صفحة الشركه وبدأت تتصفحها، واذا ببعض الصور اتيه اليها فى رساله، ففتحت الرساله اذا بها صور ل تامر مع فتاه فى غرفة النوم، فقامت واقفه مصدومه متجمده مكانها لا تعرف ماذا تفعل، دخلت ايثار وراتها على هذا الحال فزعت واقتربت منها قائله: مالك يا نادين حصل ايه؟
فنظرت لها نادين ولم تنطق اشارت فقط الى الحاسب، فاتت ايثار ونظرت به، وصعقت هى الاخرى، من الصور ونظرت اليها قائله: ايه القرف ده؟! ده بنى ادم زباله اتصلى بابوه وابعتيهم له عشان يعرف ابنه بيعمل ايه؟

اخذت نادين نفس وزفرته عدت مرات حتى هدأت قائله: لاء عم مراد له افضال عليا، ومش هصدمه بس هنادى لابنه واوريله صوره، واقوله ينهى هو الموضوع معاه.
ابتلعت ايثار ريقها قائله: صح عندك حق، ده التصرف الصح اهو حته من باب انك تسترى عليه.
جلست نادين وهى تشعر بغضب شديد قائله: اتصلى بيه وخليه يجى.

خرجت ايثار واتصلت به، وتطلبت منه ان ياتى لها فى امر هام، اتى تامر مسرعا وهو لا يفهم، دخل لها وراى غضبها فقلق واقترب منها قائلا: فى ايه حصل شكلك متضايقه جدا؟

نظرت اليه نادين بغضب، ولفت له شاشه الحاسب وهى تشير على الصور، نظر تامر الى الحاسب فوجد صوره فتجمد مكانه مصدوما، ولم يجد ما يقول نظر الى الاسفل من الخجل، نظر اليها وفتح فمه ليتحدث لكن الكلام لم يخرج من بين شفتيه، اغمض عينيه وقبض على يده وابتلع ريقه، ونظر اليها مره اخرى ونظر الى الاسفل يشعر بالخزى، لم يجد ما يقول، دخلت ايثار وكانت تقف خلفه قائله: الصور دى حقيقيه ولا مفبركه يا استاذ تامر؟

اخذ تامر نفس وزفره وتكلم بصوت ملئ بالخزى والندم قائلا: مقدرش اكدب واقولك مفبركه، لانها للاسف حقيقيه، بس اقسم بالله انى ندمت وتوبت الى الله، وعمرى ما هرجع لده تانى، انا بجد مكسوف منك جدا، ومش لاقى كلام اقوله بس فعلا انا اسف يا نادين...

ولم يستطع ان يكمل قامت نادين وقفت ونظرت له نظرة غضب شديد قائله: توبت وندمت (اخذت نفس وزفرته بكل ما بها من الم ) وهتزعل لو فاتتك الجماعه وتنقذ بنت قبل ما تتخطف، وبعدين تطلع صاحبتك صح، وانا يتكسر قلبى تانى، عشان واحد طمعان فى قرشين، انتو ايه مبتزهقوش مفيش عندكو لعبه غيرها، حرام كفايا انا مش عايز اسمع منك اى كلام، انا مش هصدقك انسى.

واعتطه ظهرها وجسدها ينتفض من الغضب، وعينها كانها تخرج منها شرار وتجز على اسنانها، شعر تامر فى انها قد جرحت من احد قبله، ففهم انه قد اخطأ خطأ كبير وانها لن تسامحه، فاخذ نفس وزفره والتف ليخرج فنظرت اليه ايثار قائله: اللى بعت الصور دى قاصد يفضحك، لانه بعتها للشركه كلها.
فزع تامر قائلا: ايه يعنى كل الشركه شافت الصور؟

ايثار: لاء لحسن حظك انى لحقتهم وحذفتهم، بس ياريت تكون صادق وتاخد درس ومتعملش كده تانى.
نظر لها تامر بندم وهز راسه دون كلام وخرج، اقتربت ايثار من نادين ربطت على كتفها قائله: اهدى يا نادين ده مش سليم.

اخذت نفس وزفرته قائله فى غضب: كلهم زى بعض مفيش فرق بيتصنع التوبه عشان اصدقه، كل ما يجى المكتب يبص فى الارض ويقعد مؤدب، بس كان بيبص من تحت لتحت، وقولت عادى عايز اعرفنى كويس، اتعمد اكتر من مره يدخل مسجد الشركه قدامى، عشان اعرف انه بيصلى، وحركات من ديه كتير عشان افهم انه ملتزم، لو قال الحقيقه مكنتش زعلت، لكن يخدعنى لاء مش هسمحله.

ايثار: انا عارفه ان معاكى حق بس انا حسيت انه...
قاطعتها نادين قائله: حسيتى ايه اسكتى، انتى متعرفيش الاعيب الناس ديه، الثروه دى نقمه كل واحد بيجى يمثل عليا عشانها، زى ما انت شايفه ان قوتك مشكله، وبسببها مش قادره تعيشى وسط الناس، انا كمان حاسه ان ثروتى مشكله مش قادر اعيش بسببها.
ايثار: الحقيقه ان كل واحده فينا هى اللى اختارت ده.

نادين: اخترات ايه انها تبقى مطمع للاخارين، اختارت ان الكل يبقى شايفها
اكملت ايثار قائله: غريبة اطوار... ايوه انا وانتى وكل واحده اختارت الالتزام، يعنى بقت غريبة اطوار عارفه ليه، لانك عايزه الصح والكل شايف انه غلط، الكل دلوقتى بيقول على الصياعه والزنا روشنا وكحرته وتقدم وتمدن، البس الحشمه بقى اسمه تخلف، الزى الاسلامى والتدين بقا اسمه رجعيه، ايوه يا نادين احنا بفينا غريبى اطوار، عشان بنقول صح وغلط حلال وحرام.

تنهدت نادين قائله: تصدقى صح، عندك حق احنا اللى بقى علينا اللوم، لما تقولى مش بصاحب راجاله يقوله انت شخص سئ النيه، هى صداقه بريئه وانت اللى نيتك وحشه.
ابتسمت ايثارقائله: بقينا غريبى اطوار، واحنا مش فارق معنا، متزعليش احنا اخترنا ده ورضاين باللى يتقال، لان احنا صح وهو ده المهم.
نادين: صح عندك حق شكرا، ليكى لانك معايا انت فعلا ونعم الصديقه.

ابتسمت ايثار قائله: وانت كمان ونعم الصديقه، يلا نكمل شغلنا ومتزعليش نفسك.
ابتسمت نادين وربطت على كتفها قائله: ربنا يديمك نعمه فى حياتى.
ايثار مازحه: نعمه ولا ايثار.
ابتسمت نادين قائله: لاء غريبة اطوار.

فضحكت الاثناتان وخرجت ايثار الى مكتبها، جلست وهى حزينه فرغم فهمها لكل ما قلته لها الا انها تتالم منه، فدوما الحقيقه مؤلمه، جلست نادين هى الاخرى على مكتبها قائله: طلع كلامك صح يا مارك وطلعت غريبة اطوار.
واكملت عملها.

فى مكتب تامر
دخل تامر مكتبه وهو حزين، يشعر بالخجل والخزى من نفسه، كيف يفعل ذلك بانسانه كنادين، جلس على مكتبه وضع يده على راسه، وهو يقول فى عقله: انا غبى استاهل ربنا سترها، عليا ونجانى من القرف ده، ارجع له تانى ليه، منكرش انى ندمت، بس بعد ما رجعت للذنب تانى، انا كنت لازم احافظ على النعمه اللى ادهالى ربنا، لكن انا غبى كان لازم اقطع علاقتى بسليم هو السبب، هو مضربنيش على ايدى انا اللى روحتله، وانا عارف انه هيسهرنى، وكنت بضحك على نفسى واقول انى هقدر اقاوم، كان لازم ابعد عنه خالص، لازم اقطع علاقتى بيه، يارب سامحنى واغفرلى وانا هتوب ومش هرجع للقرف ده تانى.

رن هاتفه فنظر به وجده والده فاجاب قائلا: فى حاجه يا بابا.
مراد غاضبا: تعالى على البيت حالا عايزك.
تامر: فى حاجه حصلت؟
مراد غاضبا: لما تيجى هتعرف يلا بسرعه.

انهى تامر المكالمه وهو يقول فى عقله: يبقى اكيد نادين قالتله، وهيسمعنى كلمتين هو كمان يلا بجملة انا هروح اشوف فى ايه.
خرج تامر وعاد الى منزله، دخل وجد والده ينتظر فى البهو ويبدو عليه الغضب الشديد، اقترب منه قائلا: ايوه يا بابا فى حاجه؟
نظر اليه والده فى غضب وقدم اليه هاتفه وبه الصور قائلا: ايه القرف ده؟
نظر تامر الى الصور بخجل وندم قائلا: انا اسف يا بابا اسف انى خذلتك.

مراد فى غضب شديد: يعنى دى صورك مش متركبه، وانا اللى مكدب نفسى واقول ابنى لا يمكن يعمل كده، اترينى انا كنت غبى ومش عارف حاجه.
تامر وهو ينظر الى الاسفل: انا مش عارف اقولك ايه بس فعلا انا اسف انا مستحقش...
قاطعه مراد قائلا: متستحقش ايه يا سافل يا منحط، عامل نفسك عدو المرأة وملكش فى البنات وايه الزباله دى؟انت انحدرت للدرجه دى؟ اقول ايه لنادين انا دلوقتى هاه؟ ولو شافت الصور دى ارفع عينى فى عينها ازى؟

ازداد خجل تامر قائلا: انا اسف جدا واوعدك ده مش هيكرر تانى، ومش عشان زعلك بس لاء، انا فعلا توبت ومش هرجع له تانى.
مراد مستنكرا: افهم من كده ان ديه مش اول مره، وانك عاملتها قبل كده؟
لم يجد تامر ما يقوله فظل ينظر فى الاسفل دون كلام فامسكه والده من قمصيه وهزه قائلا: انت بتخدعنى وتمثل عليا يا كلب، السنين دى كلها مخدوع فيك.
اتت فريال على صوته فهى كانت فى المطبخ، ولم تعرف بمجيئهم، نظرت لهم فى تعجب قائله: فى ايه يا مراد مسك تامر كده ليه؟

مراد غاضبا: ابنك اللى عامل نفسه محترم، البيه اللى عامل نفسه بيخاف من البنات، داير على حل شعره، وحد بعتلى صوره مع واحده فى اوضة النوم.
وضعت فريال يديها على صغرها قائله: ايه بس ليه كده ده هو قالى انه تاب خلاص ومش هيعمل كده تانى.
نظر لها ويكاد الشرار يخرج من عينه قائلا: يعنى كنت عارفه من زمان ان ابنك كده، وسبتنينى اروح اخطب له بنت محترمه زى نادين.

تلجلجت فريال وبدأت فى البكاء قائله: مقدرتش اقولك وكنت بدعى ربنا يتوب عليه، ويرجع عن القرف ده، وخفت عليه وخفت عليك انت كمان، تتحصر على ابنك الكبير، هو مكنش كده، بس اتعرف على واحد هو اللى علمه النجاسه دى، وبعدين وهو وعدنى انه مش هيعمل كده تانى.
تامر بندم وبكاء: انا فعلا توبت يا بابا وندمت، ومش هعمل كده تانى، ارجوك سامحنى وصدقنى، كنت مفكر ان ديه روشنه، مكنتش اعرف انها ذنب كبير قوى، وكبيره من الكبائر انا اسف.

شعر مراد بالندم فى كلام تامر ونظراته فبدأ يهدأ قائلا: طب ماشى هديك فرصه تانيه، بس لو عرفت انك رجعت للقرف ده تانى، هتبرى منك ومش هعرفك تانى.
فريال وهى تبكى: لا تامر خلاص فاق ومش هيرجع تانى للقرف ده خلاص.

تامر نادما: انا فعلا يا امى مش عايز ارجع تانى للطريق ده، وهقطع علاقتى بالشخص اللى كان السبب نهائى.
مراد: انا هصدقك المره دى.
وتركه ودخل الى غرفته ربطت فريال على كتفه قائله: ادخل اتوضى وصلى ركعتين لله، وانا هدخل اهدى ابوك.
هز راسه بالموافقه دون كلام، ودخل الى غرفته توضا وصلى وجلس يدعى الله ان يسامحه.

عند نادين
شعرت نادين بالضيق ولم تستطع ان تكمل العمل فقامت خرجت ل ايثار قائله: بقولك يا ايثار انا تعبت يلا بينا نمشى مفيش حاجه مهمه.
ايثار: طب ماشى يلا بس الافضل هاتى السواق بلاش عربيتك، عشان متسوقيش وانت زعلانه ومتعصبه.
نادين: انا هديت اصلا، وبعدين انت عارفه ان العربيه بالسواق واخدها مارك يلا بينا.

قامت ايثار وتحركت معها، ركبتا السياره وتحركت بهم، كانتا صامتين وكأن كل منهم لا تريد الكلام، وبعد ان بعدتا عن الشركه قليلا، لاحظت ايثار ان هناك سياره تلاحقهم، وتحاول الاقراب منهم، وكلما حاولت نادين الهروب منهم لحقت بهم، اضرطت نادين الخروج عن الطريق السريع والدخول فى طريق جانبى، للهروب منها لكنها ظهرت امامهم فجأه واعترضت طريقها وقت امامها بعرض الطريق، فاضرت نادين ان توقف السياره، نزل الكثير من الرجال من السياره والتفو حولهم، نظرت نادين الى ايثار بفزع قائله اده مين دول وعايزين منا ايه وبيجرو ورنا ليه؟

ايثار فى غضب: اكيد حراميه ومكنش لازم تدخلى فى الطريق ده.
نادين فى زعر: مش هننزل من العربيه اصلا، هشغلها تانى واحاول اجرى بسرعه.
ايثار: لاء طبعا مش هينفع العربيه واقفه بالعرض وانت مرعوبه مش هتعرفى تسوقى.

فكرت ايثار بسرعه وتحركت قبل ان يسيطر الخوف على نادين، وتقيد حركتها
فتحت الباب بسرعه ونزلت، كى لا تعطى فرصه لنادين للتراجع، التف مجموعه من الرجال حولها، واسرع احد الرجال يحاول فتح باب السياره بجوار نادين، بدأت ايثار تضرب كل من يقترب منها كانت تحاول الا تظهر قوتها، فتضربهم ضربات خفيفه، ولكنها اوقعت منهم البعض، وبدأت نادين تصرخ وهى متشبسه بالباب، لاحظ اداره ان ايثار قد تنهى على كل رجاله، فاخرج بخاخ مخدر ورشه عليها فوقعت على الارض...
فى فيلا محمود
كان صفوت يجلس مع سهيله نظر لها قائلا: بصى يا بنتى اللى عملتيه ده غلط كان لازم تروحى بيت جوزك، حتى لو زعلك متخرجيش منه.
سهيله رافضه: لاء طبعا، بابا كان قاسى معايا لكن عمره ما ضربنى كده، ده بيضرب بغباء وبعدين انا قولتلك مش هرجع تانى، انا خلاص مش عايزه ولو هعيش من غير جواز خالص، مش هرجع فلو سمحت ياعمى متتكلمش معايا تانى فى الموضوع ده.

صفوت: انت حره لما ابوكى يطلع من المستشفى يبقى يشوف هو حل معاكى.
سهيله: طب خلاص بس كنت عايزه منك طلب.
صفوت: طلب ايه؟
سهيله: تشوف الشركه على ما بابا يخف.
صفوت: معلش يا بنتى انا حالف مش هدخلها تانى والموضوع ده منتهى اصلا.

سهيله: بس انا معرفش حاجه فى شغلها وبابا فى المستشفى ومدير مكتب بابا اتصل بيا وهو اللى طلب منى اكلمك.
تنهد صفوت قائلا: هبقى اكلمه واظبت معاه الشغل انما مرواح مش هروح.
لم تستطع سهيله ان تتكلم اكثر فى الامر فهى تعلم انها سبب كل ذلك فسكتت، واذا بالباب يدق مع الجرس بطريقه هستريه فقام صفوت مسرعا ليرى من هناك، فتحت العامله الباب كان منتصر دخل غاضبا هجم على سهيله يريد ان يجرها من ذراعها قائلا: انت يا هانم يالى سيبه بيتك ايه فكره نفسك ايه يلا تعالى.

وقف له صفوت قائلا: استنى هنا انت داخل اسطبل، مش تتكلم مع اهل البيت وتفهم الاول.
منتصر غاضبا: افهم ايه الهانم مشيت منغير اذن، وقولت ابوها راجل بيفهم فى الاصوال هيرحعها تانى، لكن لما ما رجعتش قولت اجى اخدها انا بطريقتى.
صفوت غاضبا: ايه الطريقه دى اتكلم باسلوب احسن من كده، هى جايه غضبانه يبقى تشوف مزعلها فى ايه، وترضيها ومش تتخانق معها.
منتصر غاضبا: يعنى ايه اصلا تخرج غضبانه ده اسمه كلام اصلا، الست المحترمه حتى لو غضبانه متخرجش من بيتها مش كده ولا ايه؟!

صفوت صارخا فيه غاضبا: افهم الاول، وبعدين الحياه تفاهم مش خناق، وكمان عمك محمود فى المستشفى ممكن تهدى بقى.
تضايق منتصر قائلا: ايه عم محمود تعبان انا مكتتش اعرف، انا كنت زعلان عشان مشيت بس طلما باباها تعبان هصبر عليها واستنى.
سهيله غاضبه: وانا مش عايزك تانى طلقنى خلاص مش عايزه اعيش معاك تانى.
منتصر وهو يوجه الكلام لصفوت: عجبك الكلام ده يا عم صفوت ينفع كده بترد عليا الكلمه بكلمه.

صفوت: معلش يا بنى اصبر عليها لما بس محمود يفوق ونعمل قاعدة صلح ونتكلم.
سهيله غاضبه: لاء انا مش هرجعله تانى، ده بيضربنى وانا مش هستحمل ده تانى.
صفوت غاضبا: اهدى يا سهيله دلوقتى وانا هبقى اتكلم معاه بعدين، اطلعى اوضتك فوق دلوقتى.
سهيله رافضه: مش ههدى ولا اهطلع يا عمى.

منتصر: شايف حتى مش بتعمل لك اعتبار يرضيك الكلام ده.
صفوت: معلش يا بنى اعذرها ابوها تعبان قوى ونفسيتها تعبانه.
منتصر: طب حاضر انا همشى دلوقتى وهسبها بس هرجع تانى سلام عليكم.
وتركهم وخرج نظر صفوت الى سهيله قائلا: يا بنتى اللى عملتيه ده غلط مينفعش ابقى واقف ومتعمليش ليا اعتبار عيب كده.

شعرت سهيله بالخجل من نفسها قائله: انا اسفه يا عمى بس خفت ترجعنى ليه.
صفوت: بصى يا بنتى اللى عملتيه ده غلط ده جوزك ولو عمل حاجه غلط نتكلم معاه ونحاول نغيره من تسبيه، اتعلمى من غلطك، وبعدين انت مينفعش تطلقى تانى بالسرعه دى، اصبرى شويه.
تنهدت سهيله قائله: حاضر يا عمى هصبر.

عند نادين
وبعد ان بعدتا عن الشركه قليلا، لاحظت ايثار ان هناك سياره تلاحقهم، وتحاول الاقراب منهم، وكلما حاولت نادين الهروب منهم لحقت بهم، اضرطت نادين الخروج عن الطريق السريع والدخول فى طريق جانبى، للهروب منها، لكنها ظهرت امامهم فجأه واعترضت طريقها، وقفت امامها بعرض الطريق، فاضرت نادين ان توقف السياره، نزل الكثير من الرجال من السياره والتفو حولهم، نظرت نادين الى ايثار بفزع قائله اده مين دول وعايزين منا ايه وبيجرو ورنا ليه؟
ايثار فى غضب: اكيد حراميه ومكنش لازم تدخلى فى الطريق ده.

نادين فى زعر: مش هننزل من العربيه اصلا، هشغلها تانى واحاول اجرى بسرعه.
ايثار: لاء طبعا مش هينفع العربيه واقفه بالعرض وانت مرعوبه مش هتعرفى تسوقى.
فكرت ايثار بسرعه وتحركت قبل ان يسيطر الخوف على نادين، وتقيد حركتها...

فتحت الباب بسرعه ونزلت، كى لا تعطى فرصه لنادين للتراجع، التف مجموعه من الرجال حولها، واسرع احد الرجال يحاول فتح باب السياره بجوار نادين، كانت تصرخ وتتشبث بالباب كى لا يمسكها احد، بدأت ايثار تضرب كل من يقترب منها كانت تحاول الا تظهر قوتها، فتضربهم ضربات خفيفه، ولكنها اوقعت منهم البعض، وعندما رأو انها تضربهم تكلابو عليها محاولين ردعها، لكنها كانت اقوى منهم، لاحظ اداره ان ايثار قد تنهى على كل رجاله، فاخرج بخاخ مخدر ورشه عليها فوقعت على الارض، ازدادت نادين فى الصراخ وهى تتشبث اكثر بالباب فقد وقعت ايثار من سينقذها، فاقترب منها ادره ورش عليها مخدر هى الاخرى، فغابت عنى الوعى ومالت على الكرسى وهى تنادى قائله: ايثار الحقينى...

فنظر اليه احد الرجال قائلا: يخربيتك ايه اللى هببته ده هنعمل ايه فى البلوتين دول؟
اداره: ولا حاجه هناخد العربيه ونرميهم فى الشارع.
الرجل: افرض بقا الراجل اللى دافع زعقلك هتعمل ايه؟
امسك اداره هاتفه واتصل بسليم وهو يقول للرجل: هكلم سليم باشا واساله مش شغلانه يعنى.
لحظات واجاب سليم بصوت ناعس قائلا: ايوه يا ادره عايزه مصحينى من النوم ليه؟

ادره: بصراحه يا بشا البت اللى معها طلعت جامده وضربت شويه من رجالتى فاضريت اخدرهم، ارميهم فى الشارع واخد العربيه بردو.
تنبه سليم قائلا: ايه اللى هببته ده يا مجنون يخرب بيتك (نفخ زفيرا غاضبا) طب اسمع ارمى صاحبتها دى وهتهالى يلا تبقى جت لوحدها كده، والعربيه حلال عليكم.

انهى ادره المكالمه ونظر لمن معه قائلا: يلا بسرعه سيبو البت اللى عملا نفسها ذكى شان دى، وهاتو التانيه حطوهالى فى عربيتى، وخدو العربيه وامشو وانا هوصلها للباشا واجلكم وقوم الرجاله اللى استحلو النومه دول دى حتة بت مش حاجه يعنى.

تحرك رجلان منهم حملا نادين ووضعها فى سيارة ادره، وابعدا ايثار عن الطريق، وافاق الرجال وركبو السياره وتحركو بها، وتحرك ادره هو الاخر ليذهب الى سليم، كان تاثير المخدر ضعيفا على ايثار لكنه اضعفها جدا، فسمعت كل ما قالوه لكنها لم تستطع ان تفعل شئ، عندما تاكدت من ذهابهم بدأت تحاول ان تقوم من مكانها حتى استطاعت الوقوف، وهى تقول بصوت ضعيف مع بكاء: نادين... نادين... يعنى كل القوه دى ومعرفش احميكى.. نادين نادين...

بدأت تتحرك وهى تترنح، حتى وصلت الى مكان ترى منه السيارت، واشارت الى سياره اجره، ركبتها واخبرت السائق بعنوان شركة فارس، اوصلها السائق طلبت منه ان ينتظرها قليلا، فليس معها نقود، صعدت الى الشركه وصلت الى مكتب فارس، استندت على باب الغرفه كانها تقع، نظرت شهد ناحيتها وعندما راتها فزعت لمنظرها قائله: ايثار مالك ايه اللى حصلك؟

اسرعت اليها شهد امسكت بها، واجلستها على الكرسى بجوار المكتب.
ايثار وهى غير متزنه وتبكى: نادين اتخطفت معرفتش الحقها اندهى فارس بسرعه لازم نلحقها.
شهد بصدمه وفزع: انت بتقولى ايه حصل ازى ده وامتى؟
ايثار باكيه: مش وقت اسئله اندهيله بسرعه ارجوكى.. نادين اه.. نادين..
صعقت شهد من بقاء ايثار
وتحركت بسرعه فتحت باب غرفة فارس كان يجلس هو وعمار، صرخت قائله: فارس تعالى بسرعه الحق ايثار.

اسرع فارس وعمار وهم مفزوعين، نظرا اليها الاثنان والى منظرها وهى تجلس بعدم اتزان وتبكى، اسرع اليها فارس امسك يدها قائلا: ايه اللى حصل ومين عمل فيكى كده؟
كان عمار يقف الى جواره هو الاخر فى حاله صعبه يريد ان يطمأن عليها، لكنه صمت خوفا من ايثارة المشاكل، اجابت ايثار قائله وهى تترنح وتبكى: نادين اتخطفت سليم خطفها وانا معرفتش احميها، ولازم اروح بسرعه الحقها
فارس غاضبا: تلحقى مين بس احنا ناخدك على المستشفى الاول وبعدين...

قاطعته ايثار قائله: هات تليفونك مش وقت كلام.
فارس متعجبا: هتعملى ايه بالتليفون ومين سليم ده؟
ايثار وهى تلهث: هكلم مرام جوزها يعرف سليم، واكيد هيعرف مكانه هات التليفون بسرعه.
فارس رافضا: لاء نروح على المستشفى نطمن الاول عليكى وبعدين ندور على نادين.
ايثار وهى تلهث: هتجيب التليفون ولا اروك اشوف حد تانى يدينى تليفون؟

كان عمار متوتر جدا للحاله التى عليها ايثار، فنظر لفارس قائلا: اديها تليفنوك يا اما هديها تلفونى مش وقت اسئله.
فتضايق فارس واخرج هاتفه من جيب بنطاله واعطاه لها، امسكته وطلبت الرقم بصعوبه فهى ماتزال غير متزنه، اجابت مرام قائله: السلام عليكم مين معايا؟

ايثار وهى تبكى: ايوه مرام جوزك موجود عندك عايزه اكلمه بسرعه.
فزعت مرام من طريقة كلام ايثار وبكاءها قائله: ايه اللى حصل وعايزه ايه من سامح؟
ايثار وازدادت فى البكاء: نادين اتخطفت اتخطفت وانا معرفتس احميها معرفتش، واللى خطفها سليم، ومحدش يعرف مكانه غير سامح ادهولى بسرعه ارجوكى عايزه الحقها..

فزعت مرام قائله: انت بتقولى ايه ازى ده حصل وامتى؟ سامح... يا سامح تعالى بسرعه.
اتى سامح مسرعا مفزوعا: ايه فى ايه مالك يا مرام مخضوضه ليه؟
مرام وهى تبكى: سليم خطف نادين تعرف مكانه؟
فزع سامح ووضع يده على راسه قائلا: ايه وانتى عرفتى منين؟
مرام وهى تبكى: ايثار معايا على التليفون وهى اللى قالتلى تعرف مكانه ولا لاء؟
سامح: لاء... اه بس اعرف اللى يعرف مكانه صح اكيد يعرف مكانه.
مرام: مين؟

سامح: تامر هو صاحبه ولو رجع يبقى اكيد عارف مكانه.
صعقت مرام من الكلام وتجمدت للحظات ونظرت اليه قائله فى غضب: بس انت قولت انكو زملة دراسه ومتعرفوش ومدام يعرف سليم يبقى تعرفه، المهم دلوقتى اتصل بيه بسرعه وهات منه العنوان عشان نلحقها وبعدين نتحاسب.

شعر سامح ان الدنيا قد وقعت على راسه، ولكن كل ما كان يهمه ان يلحق نادين فنجاتها نجاه له،
امسك هاتفه وطلب تامر لحظات واجابه قائلا: اهلا يا سامح فى...
قاطعه سامح قائلا فى غضب: انت تعرف عنوان سليم ولا لاء؟
تامر متعجبا: وانت عايز ايه من سليم انت م...

قاطعه سامح صارخا: سليم خطف نادين وعايزن نلحقها قبل ما يأزيها تعرف عنونه.
تامر متعجبا: وايه علاقة نادين بسليم وخطفها ليه؟
ازداد غضب سامح قائلا: اوه، تعرف مكان سليم ولا لاء، تعرف قوله بسرعه.
تامر متوترا: ايوه اعرفه بس عايز افهم.
سامح صارخا: هات العنوان واسال باباك هتفهم بسرعه مش وقت رغى.

اخذ منه العنوان وانها المكالمه
واخذ الهاتف من مرام قائلا: ايوه احفظى او اكتبى فى ورقه بسرعه وانا هاقبلكم على الطريق السريع وهحاول اجيب معايا اثنين بودى جارد.
واخبرها بالعنوان فحفظته قائله: قوله مراه تانيه لفارس معلش
واعطت الهاتف لفارس،
اخذ الهاتف واخذ منه العنوان وانهى معه المكالمه، ونظر الى ايثار قائلا: المكان بعيد هنروح مستشفى...

قاطعته ايثار وهى تقوم تقف لتتحرك قائله وهى تبكى: هتيجى معايا ولا اروح لوحدى متفكرش انى عشان مش من القاهره مش هعرف اروح هتصرف بس مش هسيب له نادين.
وكانت تترنح وكادت تقع
فامسكها قائلا: مش هتروحى وانت بحالتك دى، مش عشان معاكى حزام اسود هتروحى احنا منعرفش فى مين هناك.

ايثار غاضبه وهى تبكى: انت مش فاهم مفيش حزام اسود اصلا انا عندى قوة اكتر من عشرين راجل واقدر اضربهم ولولا انهم خدرونى مكنش حد منهم نجا من تحت ايدى.
صدم فارس وظن انها تهزى من الصدمه قائلا: قوه ايه وكلام فاضى ايه؟انت هتقولى اى كلام عشان اسيبك تنقذيها لاء طبعا.

اسرع عمار الى فارس قائلا: بدل الكلام الرغى ده، يالا اسندها وننزل نجيب لها حاجه من الاجزخانه تفوقها، وناخد رجاله ونطلع على هناك هى مش هتتراجع.
فارس غاضبا: يعنى ايه مش هتتراجع انت عايزنى اسبها تموت؟ان كنت انت مش خايف عليها؟ انت حر لكن انا بقى خايف عليها ومش هسبها تعرض نفسها للخطر.

غضب عمار من كلامه قائلا: افهم انت كده هتعرضها للخطر اكتر، لانها مش هتسمع كلامك وهتروح بردو يبقى نكون معاها ولا نسبها.
كانت شهد تقف وتشاهد كل ما يحدث وهى فى حاله فزع وشعرت ان كلام عمار صحيح فقالت: كلام عمار صح يا فارس هى مش هتسمع كلامك فالاحسن تروح معها.
فارس غاضبا: امرى لله يلا انت وهى اتحركو.

عند سليم
وصل ادره ومعه نادين، كان سليم ينتظره على الباب، ابتسم فرحا عندما راه يحمل نادين، اقترب منه واخذها منه، ودخل بها الى داخل الفيلا، وضعها على سرير اول غرفه، وخرج له قائلا: تمام كده روح انت بقا والعربيه حلال عليكو.
وقذف له بعض النقود، وعاد الى الداخل ينظر اليها وهى نائمه ويتفحصها بنظرات كلها شهوه ونادي قائلا: سوزى... سوزى.
استيقظت سوزى واتت اليه قائلهة بنعاس: ايوه يا سليم فى ايه بتصحينى ليه.

فرات نادين على السرير فنظر اليه غير مصدقه وهى تقول: ايه ده انت غيرت الخطه وبعدين مفيش حد هنا يحمينا.
سليم وهو ينظر الى نادين ويريد ان يفترسها: لاء مغيرتش ولا نيله هى جت كده، البت صاحبتها حبت تعمل جدعه فأضترو يخدرهم، وكلمنى لقيتها فرصه حلوه وجت لوحدها اسبها، وبعدين احنا مش محتاجين حمايه محدش يعرف مكنا هنا والكل فاكرنى ميت وعلى ما تفوق صاحبتها وتقول يكون الموضوع خلص.
ضحكت سوزى ضحكه ركيعه: لاء متسبهاش ودى تيجى بردو.

سليم: بصى بقا انا عايزك تجهزيها وتخليها على سنجة عشره عايز اجرب اللى لسه مجربوش.
سوزى وهى تغمز له: سبهالى ساعه هجزهالك وكمان تكون بدات تفوق عشان تبقا المتعه اكتر.
سليم: صح تصدقى بتفهمى، فعلا وهى نايمه كده مش هتبصط، يلا انا هخرج اجهز نفسى واخد كام حبيه كده، عايزها تندم على اليوم اللى اتولدت فيه، جهزيها حلو ومتتاخريش عليا انا مولع اصلا.
ضحكت بميوعه قائله: دلوقتى نارك تبرد.

خرج سليم وتركها، نظرت لها سوزى قائله: ورينى بقا ياست الشيخه هتعملى ايه لما تفوقى عشان مفكره نفسك حاجه خلاص الرؤس هتتسوى وهتبقى زيك زى لاء ده انا كمان هبقى احسن منك.
وكانت تظر لها بغل وحقد وكره.
اما سليم خرج امسك الحبوب لديه، واخذ نوعين واعد لنفسه كأس خمر وشغل بعض الموسيقى، ودخل الى الحمام اخذ حمام وخرج يجلس ينتظر ان تناديه سوزى.

عند تامر
انهى تامر المكالمه وخرج مسرعا راه والده فناده قائلا: انت رايح فين يا كلب.
التف اليه تامر فازعا: سليم خطف نادين ورايح الحقها.
مراد غاضبا: ايه الكلام الفاضى ده سليم مات فى فرنسا.
تامر مستنكرا: لاء تامر مامتش جه هنا مصر من اربع شهور وان اللى ساعدته عشان يرجع.
صدم مراد وازداد غضبه قائلا: وانت تساعده ليه وايه علاقتك بيه؟ وملقتش غير اللى دمر حياة نادين وتساعده؟

شعر تامر ببشاعة ما فعله قائلا وهو يجز على اسنانه: للاسف ده صاحبى، ولجألى عشان اساعده، وساعدته ومكنتش اعرف انه زباله كده، بس هو دمر حياتها ازى؟
مراد صارخا: سليم ده هو اللى اتسبب فى بهدلة نادين هى وعمها فى فرنسا، لفق لهم تهمه وكان موصى عليهم فى السجن، وحاول يخطفها هناك، ولولا ستر ربنا كان زمانه خطفها.

ضرب تامر بيده على فخذه، وضرب بها على راسه قائلا: انا غبى.. انا غبى مليقتش غير الزباله ده واصاحبه غبى غبى انا السبب، بس مكنتش اعرف انه بالقذاره دى انا عارف انه وسخ بس مش للدرجه دى.
مراد: يلا نروح نلحقها وبعدين ابقى نوح براحتك يلا اتحرك وشوف اتنين ولا تلاته بودى جارد ناخدهم معنا بسرعه.
تحركا بسرعا وخرجا الاثنان اخذ معهم بعض الرجال الضخام.

عند ايثار
اخرج فارس مفتاخ سيارته من جيبه واعطاه لعمار، وسبقهم ليشترى لها دواء، واسند هو ايثار ونزلا معا، وقفا بجوار السياره اتى عمار اعطى بعض الادويه لفارس قائلا: اديها العلاج ده وشربها العصير ده بسرعه وانا هتحرك.
فارس: مش كانا ناخد حد معنا؟
ايثار: سامح هيقبلنا على الطريق السريع عشان يجى معنا، وقال يمكن يجيب معاه اتنين بودى جارد.
فارس: طب كويس عشان منبقاش لوحدنا.

كان عمار يقود بسرعه، اخذت ايثار الدواء واكلت الطعام واستعادت وعيها بالكامل، التقو ب سامح فى الطريق ولم يكن معه احد، وبعد بعض الوقت وصلو جميعا الى باب الفيلا، كان باب حديد ضخم، نزلو جميعا من السياره ونظرو للباب قال فارس: هنعمل ايه فى الباب ده ده حتى حتى لو حولنا ندخل فيه بالعربيه مش هينفع.

نظرت ايثار الى الباب وهى تشتعل غضبا: سيبو عليا.
فارس غاضبا: ده مش هزار ده هتعملى ايه انت؟
عمار غاضبا: انت بتهزى انت فاكره باب عربيه دى متاريس متقدريش عليها.

لم تهتم ايثار لكلامهم وتحركت نحو الباب وركلته بباطن قدمها بكل قوتها، واوقعته ارضا، اهتزت الارض من شدة ارتطامه بالارض، صعق الثلاثه من منظر وقوع الباب، وامتلاؤ رعب وانبهار منها ومن قوتها، لم تكترس لهم ايثار وتحركت الى داخل الفيلا قائله: مش وقت صدمه ده يلا بسرعه اتحركو حصلونى.
نظر الثلاثه الى بعض بعدم تصديق، ابتلع عمار ريقه وتحرك بسرعه خلفها، واخذ كلا منهم نفس وزفره ولحقو بهم مسرعين، كانت ايثار قد سبقتهم ووصلت الى باب الفيلا كان باب مصفح، ركلته ايثار بكل ما بها من غضب، اوقعته ومعه جزء من الحائط، صعق سليم من وقوع الباب، واسرع ناحيته صارخا: فين البلدوزر اللى كسر الباب.

هجم عليه سامح وامسكه من رقبته وهو يضربه قائلا: فين نادين يا كلب يا حيوان.
دفعه سليم بيده بقوه اوقعه ارضا، فهجم عليه فارس ولكمه فى وجهه بكل قوته، فرد له سليم اللكمه، فاسرع اليه عمار هو الاخر وقام سامح وتجمع عليه الثلاثه، تركتهم ايثار ودخلت مسرعه، تبحث عن نادين وجدت الغرفه مغلقه، فضربت الباب بيدها اوقعته، ودخلت وجدت نادين ملقاه على السرير، هجمت عليها سوزى وهى تحمل عصاه غليظه كانت موجوده فى الغرفه، فاخذت منها ايثار العصى ودفعتها بعيدا عنها بقوه، ارتطمت سوزى فى الحائط ووقعت على الارض ارطمت راسها وفقدت الوعى...،

اسرعت ايثار الى نادين التى كانت شبه عاريه فلفتها بملاءة السرير وحملتها وخرجت بها، كان سليم من الحبوب التى اخذها لا يتاثر بضربهم له واوسعهم ضربا واوقعهم على الارض، وعندما راى ايثار تحمل نادين هجم عليها لياخذها منها، فدفعته ايثار بغضب شديد وخرجت بنادين، فطار من قوة الدفعه وارطتم بالحائط وكان به حليه لربط الستائر دخلت فى ظهر وكسرت فيه ووقع ارضا متجمدا دون حراك، صدم الثلاثه من المنظر وقامو لحقو بها مسرعين، اقتربو منها محاولين اخذ نادين منها فصرخت بهم قائله وهى تبكى: محدش هيلمس صاحبتى مش كفايا مقدرتس احميها وخطفها كلب زى ده (اكملت فى عقلها) يا ترى عمل فيكى ايه الزباله ده اه معلش سامحينى اه.

وصلت عند السياره فتح لها فارس باب السياره الخلفى، وركبت به ووضعت نادين على قدمها وهى تحضنها وتبكى، ركب فارس وعمار بالامام، وركب سامح سيارته، تحركو جميعا راو سيارة مراد ومعه تامر، فاشار له سامح بان يعودو،
فاتصل تامر بسامح قلقا: ايه اللى حصل ورجعتو ليه؟
كان سامح مازل مصدوما مماراى فمن يتخيل ان فتاه تفعل ذلك واحدها فاجاب قائلا: الحمد لله لحقنها وهى معنا متقلقش.
تامر: مش فاهم يعنى فعلا كان سليم خاطفها وجبتوها منه؟

سامح: ايوه هو الكلب ده، بس الحمد لله انقذنها منه واتصاب وواضح انها اصابه خطيره.
تامر: طب انتو رايحين فين دلوقتى؟
سامح: هنروح نادين بيتها.
تامر مستنكارا: مش هتبلغو البوليس؟
سامح: نطمن عليها الاول وبعد كده يحلها ربنا.

كان مراد يستمع اليهم فقال: الاحسن طلما لحقوها بلاش محضر، وانا هتصل بالبوليس وهبلغ ان سليم هربان من الانتربول، وابلغ ان خدعهم وعمل ميت وانه عايش، وانا ليا واحد حبيبي هناك هوصيه على الموضوع.
سامح فى الهاتف: والدك عنده حق وده الصح، سلام بقا عشان اكلم مرام سبتها بالعافيه وزمانها على نار.
انهى معه سامح المكالمه واتصل بمرام واخبرها، فسبقتهم على فيلا نادين

فى منزل فارس
اتصل فارس بوالده قبل ان يذهبو لنادين، طلب منه ان يرسل السياره لتاخذ شهد، اتت السياره واوصلتها للمنزل، دخلت شهد كانت والدتها تجلس فى البهو، وعندما رات شهد اقتربت منها قائله: هو ايه يا بنتى اللى حصل اخوكى راح فين من ساعت ما ابوكى كلمنى وانا قلقانه؟!
شهد: مش عارفه يا ماما، دى ايثار جت وهى دايخه، وقالت ان فى ناس خطفو نادين.

ايمان مفزوعه: يا لهوى نادين اتخطفت مين اللى خطفها؟
شهد: ايثار قالت واحد اسمه سليم وراحو ينقذوها منه؟
ايمان: مين اللى راح ينقذها؟! وعرفو مكانه منين وعرفو ازى انه هو اللى خطفها؟
شهد: معرفش ايثار هى اللى قالت وراحو ينقذوها.
ايمان: ازى يعنى يروحو لوحدهم ليه مكلموش البوليس؟
شهد: ايثار مرضيتش تستنا، وقالت لو مرحوش معها هتروح لوحدها.
ايمان: هى اتجننت ولا ايه هى هتقدر تعمل ايه لوحدها..

شهد: قالها كده بس هى اصرت وقالت ان عندها قوه خارقه وانها هتقدر.
ايمان غاضبه ومستنكره: خارقة ايه بس وزفت ايه؟! انا هتصل باخوكى دلوقتى اطمن عليه.
امسكت الهاتف واتصلت بفارس لكنه لم يجيب فزاد قلقها، فاتصلت بفهمى لحظات واجاب قائلا: شهد وصلت عندك؟
ايمان: ايوه بس ابنك راح هو وايثار بنقذو نادين لوحدهم.
فهمى: اطمنى لسه مكلمه واطمنت عليه، انقذوها خلاص ومروحين دلوقتى على بيتها وانا هروح لهم.
ايمان: طب اروح على هناك اطمن عليها؟

فهمى: لاء خليكى انت دلوقتى، انا هروح ومش هرجع الا ومعايا فارس متقلقيش.
انهى معها المكالمه، وبعد بعض الوقت وصل الى فيلا نادين، دخل وجدهم يجلسون جميعا، فاقترب منهم قائلا: ايه اللى حصل فين نادين وايثار؟
تنهد فارس قائلا: فوق طلعت بيها ايثار معاهم مرام، وقالت محدش يطلع والدكتور جه وطلع.
فهمى: طب هو ايه اللى حصل بالظبط.
فارس: لسه مش عارفين لما الدكتور ينزل هتنزل ايثار تقول.

دخل الطبيب وبعد ان فحص نادين نظر الى ايثار قائلا: اطمنو هى متخدره بس مفهاش حاجه تانيه.
ابتلعت ايثار ريقها وقالت متردده: يعنى محصلش لها اعتداء جسدى؟
الطبيب: لاء مفيش لا على وشها ولا على دراعتها اثر لحاجه، وانت لاحظتى على لبسها اول ماجت ان كان فى اثر اعتداء جنسى او لاء.
ايثار: لاء مكنش فيه بس قولت اسال حضرتك بردو.

الطبيب: انا اديتها حقنه هتفوقها، بس واضح ان نوع المخدر كان شديد عشان كده لسه متخدره، وهى ممكن متفوش الا بكره كمان.
مرام قلقه: طب حضرتك انا خايفه عليها من الصدمه اللى اتعرضت له مش بسيط.
الطبيب: بصى لما محصلش اعتداء جسدى الموضوع بياخد وقت بسيط، وعلى حسب شخصيتها نفسها.
ايثار: طب الحمد لله.

خرج الطبيب نظرت ايثار الى مرام: انا هنزل اطمنهم تحت وارجع خليكى معها لحسن تفوق تتخض.
فهزت مرام راسها بالموافقه، نزلت ايثار كان الجميع ينتظر نزولها بعد ان طمأنهم الطبيب، نظرت لهم جميعا قائله: الحمد لله قدر ولطف الدكتور اكيد طمنكم.
فهمى: اه يا بنتى الحمد لله بس عايز اعرف ايه اللى حصل لكم ده، ومين اللى عمل كده؟

ايثار: طلع علينا حراميه واحنا مروحين، فى الاول كانو عايزين العربيه، ولما ضربت جزء منهم واحد رش علينا مخدر، انا وقعت فى الارض وهى كانت فى العربيه، تاثير المخدر عليا مكنش قوى، بس مكنتش قادره اتحرك، بس كنت سامعهم كويس، وسمعت واحد منهم وهو بيكلم سليم، وقاله هاتها وسيب التانيه، استنين اول ما مشيو واتحاملت على نفسى وقومت، اخدت تكس وروحت على الشركه عند فارس وبعدين روحنا لها.

فهمى مستنكرا: مين سليم ده وعمل كده ليه؟
مراد: سليم ده واحد طمعان حاول يوقعها لكن فشل، وبينتقم منها وعمل لهم مشاكل كتير.
ايثار غاضبه: انا عايزه افهم بقا ده رجع مصر ازى؟ وازى قالو لنا فى فرنسا انه مات؟
مراد: واضح انه رجع مصر واتفق مع صاحبه اللى هناك، انه يعمل لعبها يقول بيها انه مات، عشان لما يخطف نادين هنا محدش يفكر فيه.
نظرت ايثار الى تامر غاضبه: وايه علاقتك بيه يا استاذ تامر؟

تنحنح تامر قائلا: للاسف صاحبى، (ابتلع ريقه) وانا اللى ساعدته فى الرجوع لمصر، بس انا مكنتش اعرف ان هو اللى عمل فيهم كده انا اسف.
نظرت لها ايثار نظرة غضب كادت تقتله قائله: تنفع بأيه اسف لو كان الكلب ده ازها ها انت شخص...
ولم تكمل فوالده موجود واحتراما له سكتت، نظر لها مراد قائلا: معاك حق تزعلى ومحدش هيلومك لو شتمتيه هو يستحق، بس يمكن من رحمة ربنا بيها، انه هو اللى رجعه مصر، والا مكناش هنعرف مكانه، والوضع كان هيبقى اسوء.

ايثار: قدر الله وماشاء فعل المهم حضرتك عرفت ايه اللى حصل لسليم والبنت اللى كانت معاه؟
مراد: انا بلغت عنه ولسه البوليس هياخد الاجراءت الازمه واى جديد هعرفكم بيه، بس المهم لازم نعمل محضر بسرقة العربيه.
ايثار: شوف حضرتك ايه الاجراءت واعملها نادين قدامها كام يوم على ما تفوق.
مراد: تمام انا هعمل كل الاجراءت وهخلى بالى من الشركه لحد لما ترجع،
ايثار: وياريت متجبش سيرة الخطف واللى حصل لو ينفع يعنى؟

مراد: متقلقيش هظبط الموضوع كانهم حراميه سرقو العربيه، انا فاهم ومش هضرها كفايا ان اللى حصل بسبب ابنى.
فهمى: طب يا بنتى احنا اطمنا عليها هنمشى بقا عايزه حاجه؟
ايثار: لاء شكرا.
خرج فهمى هو ومراد وتامر، وبقيا عمار وفارس وسامح،
ترددت ايثار للحظات ثم قالت:
ياريت محدش يعرف بموضوع القوه بتاعتى يعنى...

نظر اليها فارس متعجبا: وانت ليه بتخبى حاجه زى دى؟
ايثار بصوت ملئ بالحزن والالم: لان الناس بتخاف منى بيعتبرونى وحش.
اغمض عمار عينه واخذ نفس وزفره هو يعلم ان اكثر ما المها كلام والده، لكنه لم يجد ما يقوله ظل صامتا،
فارس: متقلقيش محدش هيعرف حاجه.
عمار: احنا كمان هنمشى عن اذنك.
سامح: انا هفضل معاهم هنا مش همشى.
فارس: تمام مش مرام تبقا مراتك صح اهو حتى يبقى معاهم راجل.

سامح: ايوه عندك حق
خرج عمار واشار له فارس انه سيلحق به، شعر سامح ان فارس يريد الحديث مع ايثار فتنحنح قائلا: هطلع اشوف مرام لو عايزه حاجه.
فهز فارس راسه دون كلام، كانت تعرف ان فارس لديه الكثير من الاسئله، اقترب منها فارس ونظر قائلا: انت ليه خبتى عنى هوضوع القوه ده؟
ايثار: خفت اقولك تخاف منى.

فارس: اخاف منك؟! وماتوقعتيش انى هعرف مع الوقت، ولا انت اصلا عامله حسابك انك مش هتكملى معايا؟!
تنهدت ايثار وابتلعت ريقها قائله: للاسف انت اللى خلتنى اخاف، انا كنت ناويه اقولك لكن غيرتك وعصبيتك خلتنى اخاف منك، وافكر ازى ممكن نكمل حياتنا كده.
فارس: يعنى لسه موثقتيش فيا.
ايثار: مكنش ممكن اقولك، خفت تقول لاهلك ويخافو منى وانا حبيتهم.
فارس: انت معندكيش ثقه انى اقدر احفظ سرك.

سكتت ايثار ولم تجيب نظر اليها وشعر كم بداخلها من الم، وشعر انه لم يخففه بل زاده عليها، اقترب منها وضمها قائلا: انا عارف انك اكيد محتاج الحضن ده.
بدأت هى فى البكاء فربط على ظهرها، وظل محتضنها لبعض الوقت وخرج، صعدت هى الى الاعلى ودخلت غرفة نادين، اخبرت مرم بما حدث وبان سامح موجود، فخرجت مرام تبحث عنه حتى وجدته يجلس فى البهو، اقتربت منه فقام وقف ونظر اليها قائلا: انا عارف انك زعلانه بس ممكن ناجل الكلام دلوقتى؟
مرام وهى تشتعل من الغضب: لاء يا سامح ماينفعش ليه كدبت عليا؟ ليه مقولتش ان الكلب ده من شلت سليم؟هاه ليه ولا تلقليك انت لسه متصاحب عليه، وانا العبيطه اللى بتضحك عليها صح.

نظر اليها سامح نادما: انا عارف انى غلط بس هو قالى انه تاب، وانه مش هيرجع تانى، وخوفت اقولك تقولى لها وهو...
قاطعته قائله: ما اكيد كنت هقول لها يعنى اسبها تنخدع وتتوجع زى.
سامح: انا مخدعتكيش ومتحملش اكون سبب فى وجعك، اروجكى صدقينى هو قالى ان طلما ربنا سترها عليه، حرام عليا انى افضحه وخصوصا انه قال انه مش هيرجع لده تانى، مكنتش اعرف انه بيكدب ارجوكى صديقينى.

نظرت اليه مرام بغضب وعدم تصديق: للاسف مش قادره اصدقك، قولتلك زمان لو كدبت عليا مش هصدقك تانى، وانا مش قادره اصدقك تانى يا سامح.
اقترب منها سامح وامسك يدها، فابعدت يده عنها قائله: متلمسنيش وياريت تسبنى فتره عشان اهدى، وبعدين نتكلم.
سامح: مقدرش اسيبك وامشى وانت زعلانه...

قاطعته مرام غاضبه: بس تقدر تكدب عليا عشان صاحبك.
سامح: اروجكى صدقينى انا مخدعتكيش.
تركته مرام وصعدت الى الاعلى ولم تجيبه، فنظر عليها متالما: انا هفضل هنا تحت مش همشى.
لم تجيبه وصعدت دخلت الى غرفة نادين.

عند فارس وعمار
خرج فارس وجدهم ينتظرونه بجوار السياره.
فارس: امال فين عم مراد وتامر؟
فهمى: مشيو مراد مكسوف من ابنه، وتامر نفسه متضايق من نفسه.
عمار: انا كمان همشى عن اذنكم.
فارس: مينفعش تعالى هوصلك بالعربيه.
فهمى: ايوه طبعا انت معكش عربيتك، انا هركب عربيتى، اسبقكم وانت وصله يا فارس وحصلنى على البيت.
فارس: حاضر يا بابا.

تحركا الاثنان ركبا سيارة فارس، وركب فهمى سيارته هو الاخر،
تحرك فارس بالسياره دون كلام، اوصله الى شقته فهى قريبه من فيلا نادين، وقبل ان ينزل من السياره قال فارس: عمار انت كنت عارف بموضوع القوه بتاع ايثار صح؟
عمار: ايوه كنت عارف بس مكنش ينفع اقولك.
فارس: انا فاهم بس سؤالى هى بتثق فيك للدرجه دى؟

تنهد عمار قائلا: طبيعى انى ابقى عارف من بابا وعموما هى مقلتليش اصلا انا اكتشفتها بالصدفه.
فارس متعجبا: انا مش فاهم هى بتداريها ليه؟
عمار متالما: لان كتير لما عرفو خافو منها، واعتبروها وحش، مرات ابوها كانت ديما تقولها انت وحش، وللاسف بابا لما عرف انى هتجوزها رفض وخاف عليا منها.

فارس متالما: مسكينه يعنى حتى الشخص اللى اعتبرته باباها، يفكر كده اتريها موجوعه منك قوى.
لم يجد عمار ما يقوله وتركه ونزل من السياره، تنهد فارس وتحرك بالسياره وهو يقول فى عقله: موجوعه منك لانها حبتك بجد.

عاد فارس الى منزله كانو ينتظرنه تناولو الطعام معا وصعد كلا منهم غرفته، دخل فارس غرفته نظر الى الخيمه، ونظر على القطع الذى احدثه بها، وهو يقول لنفسه: عشان كده عمرى ما حسيت انها خايفه منى، حتي لما كنت بدخل الخيمه عليها او اقطعها، وعشان كده كل ماكانت ترفع ايدها عشان تضربنى ترجع، مش حب ولا لما اتخضت عليا كان حب(تنهد)كده فى حجات كتير مكنتش لاقى لها تفسير اتفسرت.

 

تااابع ◄