الطبيب الوسيم العاشق المجنون قصه جريئه الجزء الرابع والأخير

 

 

 “الطبيب العاشق المجنون” الجزء الرابع عشر

وقبل أن تكمل الفتاة جملتها كان قد أمسكها من رقبتها، وما هي إلا لحظات حتى أيقن الشاب أن حبيبته كانت عذراء!

لم يتحمل ما فعله بها، كره نفسه كثيرا لمعاملته لها بهذه الطريقة فبعد أن كانت ملكته المتوجة على عرش قلبه أصبح يعاملها كعاهرة رخيصة بكل ذل وهوان، بعدما كان يحافظ عليها حتى من نفسه ولا يجرؤ على التفكير مجرد التفكير بها إلا بعد الزواج منها، أعماه غضبه فأفقدها عذريتها في لمح البصر.

وبكل مرة يرق قلبه لها يتذكر خيانتها، لقد كان ما رآه منها يسيطر على عقله كليا، كانت تتوجع وتتألم والدماء منها تنزف ولكنه على الرغم من كل ذلك لم يتركها بما تعاني منه فحسب، بل أمسك بذراعها وشد عليه لتتألم أكثر فأكثر …

الطبيب الشاب: “سأزيدكِ ألما وسأجعلكِ تتمنين الموت بكل ثانية ولا تجديه”.

الفتاة بصوت يدل على قلب مجروح: “إنني فعلا أدعو الله أن يأخذني إليه بأقرب وقت”.

رمقها بنظرة مليئة بالغضب، وكأنه يقول في نفسه: “كيف تدعين على نفسكِ بالموت، إنني لا أحتمل فكرة الابتعاد عنكِ، فكيف يحق لكِ أن تدعين على نفسكِ بالرحيل عن كل الحياة، أرجوكِ لا تتركيني”.

الفتاة بمكانها لا تقوى على الوقوف وكان ينظر إليها ولا يعيرها أي انتباه، كان يتقن كيف يكون قاسي القلب حتى مع الإنسانة الوحيدة التي أحبها وملكها عليه أمره؛ وأثناء إحدى محاولاتها للنهوض من مكانها لترتدي أي ملابس سقطت على أرضية الحمام.

الطبيب بقلق عليها وخوف شديدين اقترب منها بسرعة، علم بكونه طبيبا لقد أغمي عليها، حملها بين ذراعيه وجعلها بالبانيو المليء بالمياه الساخنة، ومن ثم جفف جسدها ليحملها بين ذراعيه ويذهب بها لغرفة النوم، فيضعها على السرير برقة.

ألبسها أفضل ثيابها والتي كانا يحبانها كلاهما، ضمد جراحها، وأعد لها طعاما جعله بجانب السرير لتأكل منه فور استيقاظها؛ اطمئن عليها ولكنه لم يتحمل أن يرى نظرات عينيها، لم يقوى على مواجهتها فور استيقاظها بعد كل ما فعله بها.

انطلق هائما على وجهه بسيارته، تائها بشوارع المدينة ولا يعلم أين ستكون وجهته؛ وفجأة تذكر صديق قريب على قلبه، كان صديقه الوحيد ولكن قبل أن يعتزل كل الحياة ليقرر أن يعيش وحيدا ويحتضن أحزانه؛ بالفعل لقد بنى لنفسه قصرا مليئا بأحزانه، لم يعد لديه ثقة بأحد بعد كل ما عاناه بسبب والدته قاسية القلب؛ قطع صلته بكل العالم.

ولكن الفتاة أذابت حالة الجمود وجردته من مشاعر القسوة، وأعادت بخفة ظلها وبراءتها لقلبه الحب والمودة من جديد، ولكن بخيانتها له صار كالثور الهائج الذي لا يقوى أحد على ترويضه؛ وأمام عينيها كالأسد الشامخ الذي يأبى أن تظهر عليه علامات الانكسار، فيحاول جاهدا إخفاء الألم الذي يشعر به خلف ضربه لها وإهانتها، وإيلامها بكل الطرق.

لقد كانت الفتاة ملجأه الوحيد الذي كان يجد به الأمان والراحة، لقد استطاعت أن تذيب البرودة بقصره ولكنها أذابت برودة قلبه قبلها؛ والآن يريد أن يبوح بكل ما بداخله ولا يعرف أين المفر …

بمنزل صديق طفولته والذي لم يراه منذ سنوات طوال ….

الطبيب يدق جرس الباب، ولكن يتضح على ملامحه البكاء الشديد والضيق وكأنه بورطة كبيرة لا مخرج منها.

صديقه: “من الطارق؟!”، لقد كان الوقت متأخرا للغاية، فالساعة قد تجاوزت منتصف الليل، وليس من المعهود زيارة أحد لآخر بمثل هذا الوقت.

الطبيب: “إنني صديقك”.

صديقه يفتح باب المنزل ليرى شابا طويلا مفتول العضلات، ولكنه يبدو عليه البكاء المرير والذي لا يتناسب كليا مع الهيبة التي تبدو عليه.

تعرف عليه ولكن الطبيب الشاب ألقى بنفسه داخل حضن صديقه وأجهش بالبكاء، شعر صديقه أن هناك خطبا كبيرا به، أدخله المنزل وجلسا ليتحدثا سويا …

صديقه: “لقد بحثت عنك طويلا ولكنني لم أعثر على مكان لك، ولطالما سألت عنك وعن أحوالك كل أصدقائنا، ولكن ولا أحد منهم أعطاني ولو معلومة واحدة توصلني إليك”.

الطبيب الشاب بتردد شديد …

 “الطبيب العاشق المجنون” الجزء الخامس عشر

الطبيب الشاب بتردد شديد: “ما حدث لي، لقد قضيت السنوات الطوال في البداية بالشوارع أجوع يوما وأعاني من البرد القارص لأيام، ولكنني في النهاية وصل بي الحال والآن أصبحت طبيبا مشهورا وأمتلك ثروة طائلة، ولكني…”

صمت الطبيب ولم يكمل كلامه، شعر بذلك صديقه فسأله: “احكي لي ما الذي يجعلك بهذه الحالة التي لم أرك بها يوما منذ أن عرفتك”.

الطبيب يلتقط أنفاسه بعد تنهد طويل شعر وكأن قلبه يكاد يعتصر من شدة الألم والوجع الذي ألم به؛ سرد القصة كاملة على مسامع صديقه منذ أن عرف الفتاة الوحيدة التي استطاعت أن تذيب الثلوج التي وضعها مسبقا على قلبه، وخيانتها له مع مديرها وحبيبها السابق، وآخر شيء كل ما فعله بها ويجعله مقهورا عليها.

صديقه: “إنك طبيب؟!”

الطبيب الشاب: “نعم إنني طبيب ولكن لم سؤالك التعجبي هذا؟”

صديقه: طمن المفترض أن تكون أذكى من ذلك بكثير، فعلى ما أعتقد أن جامعات الطب لا تقبل من الطلاب إلا أنبغهم وأذكاهم وأفطنهم”.

الطبيب: “ولكنني لم أفهمك، ماذا تريد أن توصله لي”.

صديقه: “أيها الذكي كل ما ذكرته لي إنما هو افتراء على حبيبتك، وأكبر دليل على كلامي عندما تعدت عليها وجدتها ماذا؟!”

الطبيب: “عذراء”.

صديقه: “أنت تخبرني أنك تركتها لمدة لا تزيد عن من عشرة إلى خمسة عشرة دقائق، وعندما صعدت للأعلى وجدتها شبه عارية والآخر كان عاريا بالكامل”.

الطبيب: “أرجوك لا تذكرني فعقلي لا يتقبلها مطلقا، وقلبي منفطر بسبب ما رأيت يومها”.

صديقه: “إن كانت بإرادتها وأرادت خيانتك، فهذه المدة غير كافية نهائيا لما رأيته بعينيك؛ وأبسط شيء يثبت كلامي أنها لم تبدي أي ردة فعل عندما دخلت عليهما غرفة النوم؛ وتخبرني أنك أوسعتها ضربا ولك تبدي أي ردة فعل أيضا، وقد حملتها بين يديك حيث أنها لم تكن تقوى على السير”.

الطبيب والخوف قد دب بقلبه: “ماذا تقصد؟!”

صديقه: “لقد وقعت أنت وحبيبتك في مخطط دنيء للغاية، بالتأكيد فتاتك كانت شبه مغيبة عن الوعي؛ فأنت طبيب وبالتأكيد على دراية بكثير من العقاقير التي تجعل الإنسان مدرك لما حوله ولكنه عاجز عن الحركة؛ وقد فعل مديرها ما فعله رغما عنها؛ وأنت أنقذتها من شركه عندما اكتشفت غيابها لمدة عشرة دقائق فذهبت للبحث عنها، ولولا ذلك لكان قد سلبها رغما عنها ما سلبته منها أنت بغبائك ونوبة من غضبك”.

وضع الطبيب يديه على رأسه وقد تساقط الدمع من عينيه: “لن تغفر لي على كل ما فعلته بها، لقد أهنتها وضربتها والأكثر من ذلك أنني عاملتها كالعاهرة الرخيصة، يا ويلي إنني حقا أحبها ولا أحتمل وجودي بالحياة دونها، لقد احتملت كل شيء بالحياة وجميع مصائبها وصعابها ولكن شيء واحد عجزت عن تحمله، ترك فتاتي لي”.

صديقه: “ادع أن يغفر لك حبها كل ما فعلته بها، وإلا فأنت حقا ستكون خاسرا كبيرا”.

الطبيب الشاب يتذكر في نفسه كل ما فعله بها، وكل الآلام الجسدية التي ألحقها بها، ولكن كل ذلك لا يساوي شيئا أمام كسرة قلبها ونفسها بذله لها.

ولكن فرحة قلبه لا تقدر عندما علم براءتها وأنه قد ظلمها، ودب القلق بقلبه ماذا سيكون موقفها منه، ولكنه تذكر في بداية حياتهما معا عندما أهانها وضربها أيضا بل وطردها عادت إليه بابتسامة، مهلا ولكن هذه المرة تختلف عن سابقتها بكثير، إنه لم يعاملها بهذه الطريقة التي لن تقبل بها أي أنثى شريفة مثلها، يسأل نفسه بجنون: “أين كان عقلي عندما …”، ويصمت في الحقيقة لقد تذكر حينها عندما اعتدى عليها وسلبها أعز ما تملكه أي فتاة، لماذا لم تقاومني؟!، أعلم أنها كانت غير قادرة على الوقوف بسبب الإصابات الوخيمة بجسدها من شدة الضرب، ولكنها كانت قادرة على فعل أي شيء بي وعدم المساس بها، لماذا لم تفعل ذلك…

“الطبيب العاشق المجنون” الجزء السادس عشر

يصمت في الحقيقة لقد تذكر حينها عندما اعتدى عليها وسلبها أعز ما تملكه أي فتاة، لماذا لم تقاومني؟!، أعلم أنها كانت غير قادرة على الوقوف بسبب الإصابات الوخيمة بجسدها من شدة الضرب، ولكنها كانت قادرة على فعل أي شيء بي وعدم المساس بها، لماذا لم تفعل ذلك…

يوقظه من أفكاره التي كادت تجعله يفقد عقله هزة صديقه له: “أأنت بخير يا صديقي؟!”

الطبيب الشاب بدهشة فقد كان غارقا لأبعد الحدود في تفكيره وحساباته: “نعم بخير، أشكرك يا صديق عمري”، ليقف ويحتضن صديقه بشدة ويستأذن بالرحيل.

على عجالة من أمره يعود مسرعا لمنزله، وأول ما يدخله يبحث بكل ركن وزاوية عن حبيبة قلبه، ولكنه لم يجدها بكل المنزل، لقد تركته ورحلت، مهلا هناك ورقة بيضاء موضوعة على السرير مكان نومه، اقترب ببطء شديد يقدم خطوة ويرجع الأخرى، أيقن أن هذه الورقة بها مقدمات تعاسته مدى الحياة، إنها ورقة يغلب عليها اللون الأبيض ولكن حقيقة ما بها من كلمات عكس اللون الأبيض تماما، أيقن الطبيب أن هذه الورقة تحمل بكلماتها الظلام لحياته، أمسكها بين يديه وقام بفتحها، ومع أول كلمة يقرأها سالت الدموع على عينيه …

حبيبي الطبيب العاشق المجنون

أعلم أنني جرحتك كثيرا، ولكنه رغما عني، من فعل بنا ما فعل لقد وضع يده على جرح قلبك القديم، كما أعلم أنك تحبني بصدق وإلا لما كنت ثرت بهذه الطريقة، إنني طالما تدب بقلبي الحياة لا أستطيع أن أتضايق منك مهما فعلت معي، ولكنني أيضا أريد أن أخبرك بشيء مهم، عندما كنت بالحفل شعرت بدوار خفيف فأردت استنشاق بعض الهواء ولكنني لا أتذكر شيء بعدها، وعندما أدركت شعرت بيدي مديري تجردني من ملابسي، كنت غير قادرة على إصدار صرخات ولا طلب أي استغاثة ولكني من داخلي كنت أبكي وأدعو الله أن تأتي لمساعدتي وإنقاذي؛ وعندما جئت توقفت عن البكاء وتحولت دموعي لسعادة وفرح.

وعندما أدركت أنك رأيتني بهذه الحال تمنيت حينها أن تنشق الأرض وتبلعني؛ اعذرني لقد وعدتك بألا أتركك إلا إذا تركتني، أنت لم تتركني ولكنك تسببت لي بجرح لن تستطيع أيام الدنيا أن تداويه ولا ترحمني من أثره، لا أتحدث عن الضرب والإهانات، إنما عن اعتقاداتك بأنني خنتك وخنت ثقتك وحبك لي، لا أحتمل هذه النظرات بعينيك حتى وإن علمت حقيقة الأمر الآن.

أعلم جيدا أنك متحير لم لم أصدك عما فعلته بي؛ لأنني طوال حياتي لم أحب غيرك حتى وإن كنت فاقدة لذاكرتي، ولكنني حقا لم أتمنى نفسي لغيرك لذلك منحتك أكثر شيء اعتززت به طوال حياتي.

لا تحاول أن تبحث عني فإنني عائدة لبلاد والدي، وأشكرك من أعماق قلبي على كل لحظة عشتها معك وفي أحضانك، إنها لحظات كفيلة بالنسبة لي أن تنسيني ما سأواجه من تحديات وصعاب للحياة؛ لقد سامحتك يا طبيبي طيب القلب.

لم يتمالك الطبيب الشاب أن يتحكم في نفسه، لقد سقط على الأرض من شدة الحزن والألم وضعف جسده، لم يستطع فعل شيء إلا كتابة رسالة واحدة لصديقه (أنقذني 1995 )، ومن بعدها يفقد وعيه غير مبالي لكل الحياة من حوله، لقد شعر بطعم مرارة الهزيمة وأي هزيمة إنها هزيمة قلبه البائس من كل الحياة، لقد فقد لتوه السبب الوحيد الذي حببه بالحياة وغير طعمها ولونها ورائحتها بالنسبة إليه، لقد استسلم لما شعر به من فتور بجسده، لقد شعر وكأن روحه تسحب من جسده ليذهب معلنا فراقه لحياة تخلو من حبيبة قلبه.

وبعد قليل من الوقت يلاحظ صديقه الرسالة على هاتفه الجوال، وما إن يراها حتى يقدم مسرعا لمنزله ويحل سر الأرقام بالرسالة إنها الأرقام السرية لباب منزله، ليدخل المنزل ويصرخ بأعلى صوته على صديق عمره لتكون المفاجأة أنه…

“الطبيب العاشق المجنون” الجزء السابع عشر

وبعد قليل من الوقت يلاحظ صديقه الرسالة على هاتفه الجوال، وما إن يراها حتى يقدم مسرعا لمنزله ويحل سر الأرقام بالرسالة إنها الأرقام السرية لباب منزله، ليدخل المنزل ويصرخ بأعلى صوته على صديق عمره لتكون المفاجأة أنه يجد صديق عمره ملقى على الأرض بلا حراك.

يجمله على الفور ويذهب به للمستشفى الخاصة به، وهناك يذهل جميع الأطباء من حالته، وكيف لأمر مهما بلغ أن يتغلب عليه، لقد كانوا يطلقون عليه الطبيب الذي لا يقهر، وحقيقة لم تقهره كل الظروف العصيبة التي مر بها منذ صغره، بل استطاع استغلالها لصالحه.

صديقه: “طمئني عليه أيها الطبيب”.

الطبيب المسئول عن علاجه: “لقد تعرض لصدمة عصبية كانت سببا أساسيا في هبوط ضغط دمه، كما أن جسده ضعيفا وذلك يرجع لقلة الطعام والسوائل، على ما يبدو لم يأكل أو يشرب شيئا منذ أيام، وكل ما يحتاج إليه الرعاية والاهتمام”.

وقف صديق طفولته يتساءل في نفسه: “لقد عشقت يا صديقي بكل هذا الجنون، حتما لن ينجيه من حالته إلا حبيبته ورجوعها إليه”.

إنه مازال مغشيا عليه، تركه بالمستشفى وذهب لمنزله يبحث في كل ركن به عله يجد شيئا يدله على مكان وجودها، ولكنه فشل، مهلا لقد تذكر مديرها بالعمل، على الفور صعد سيارته وذهب لمنزله …

دق جرس المنزل، وهناك خادم فتح له الباب ليدخل فيجد والدة صديقه وزوجها وابن زوجها يتسامرون ويضحكون ..

صديق الطبيب وقد كان ضابطا بالمباحث لذلك كان من السهل عليه اكتشاف خديعة المدير لحبيبة صديقه: “أنتم تجلسون هنا بشكل مريح ولا تدرون ماذا حدث لابنكِ”.

والدته بقلق وخوف شديد: “ماذا حدث له؟!”

صديقه: “إنه في غيبوبة بالمستشفى الخاصة به بسبب ترك حبيبته له”.

ومن ثم نظر للابن: “أتعلم ما عقوبة الاعتداء الجنسي؟!”

بخوف وصوت متقطع: “وما أدراني ولم تسألني عن ذلك؟!، ومن أنت في الأساس”.

صديق الطبيب: “إنني ضابط، وقد حررت الفتاة دعوى شكوى ضدك تنص فيها على إنك قد اعتديت عليها جنسيا”.

المدير: “أنا لم أعتدي على أحد، لقد صعدت معي بملء إرادتها”.

الضابط: “لقد أخذنا عينة من دمها ووجدنا به مخدرا، إنها لم تكون بإرادتها بل كانت مخدرة؛ على العموم أهنئك فإنك ستتعفن بالسجن لسنوات ليست بقليلة”.

والده صفعه على وجهه: “من الأفضل لك أن يحدث ذلك معك، لقد دمرت حياة شخصين بريئين دون أن يفعلا لك أي سوء”.

وضع الابن يده على وجهه وقد ظهرت عروقه من أثر اللطمة: “ولكني لم أكن أنا الفاعل، إنها كانت والدتي، نعم هي من خططت لكل ذلك، أما أنا فلم يكن علي إلا أن أجردها من ثيابها وأنتقم منها بأن أسلبها”، وقبل أن يكمل لطمه والده على الناحية الثانية من وجهه.

والده: “إنني معترف أنا حقا فشلت في تأديبك وتربيتك، ولكن السجن كفيل بأن يعيد تربيتك من جديد”.

لتربت الوالدة على ظهره: “ومن سيجرؤ على إدخاله السجن؟!”

الضابط: “أنا!، إن معي كافة الأدلة الكفيلة بإدخالكما سويا السجن، ولكن أريد أن أعرف قبل كل ذلك ما هي دوافعكما؟”

صمتت الوالدة وأبت أن تتفوه بكلمة واحدة، ولكن الابن كان الخوف قد سيطر عليه فباح بكل ما يعرفه من أسرار …

منذ شهرين ماضيين وقعت حادثة للفتاة، فاضطررت لأخذها للمستشفى وهناك كان صديقك الطبيب هو المسئول عن حالتها، حيث أن إصابتها كانت بالغة بعض الشيء؛ وبينما كنت هناك أنتظر ليطمئن قلبي عليها اتصلت والدتي، وشعرت بحزني وأنني في حالة فعلا يرثى لها، وعندما أخبرتها بالسبب بأن حبيبتي قد وقع لها حادث سير على الطريق قدمت للمستشفى لتواسيني وتشد على أزري؛ وبيومها رأت صديقك وقد كان يرتدي معطفه الأبيض، سألتني من هذا فأجبتها بأنه الطبيب القائم على علاج حبيبتي، انسحبت على الفور حتى لا يراها، وعلى عجالة من أمرها اطمئن على الفتاة بأن حدثتها، ولكنها أيضا رحلت مخافة أن يراها، وانطوى الموضع حينها.

“الطبيب العاشق المجنون” الجزء الثامن عشر والأخير

وبيومها رأت صديقك وقد كان يرتدي معطفه الأبيض، سألتني من هذا فأجبتها بأنه الطبيب القائم على علاج حبيبتي، انسحبت على الفور حتى لا يراها، وعلى عجالة من أمرها اطمئن على الفتاة بأن حدثتها، ولكنها أيضا رحلت مخافة أن يراها، وانطوى الموضع حينها.

ولكنني عندما أدركت مدى خسارتي عندما تخليت عنها، وقام صديقك بمساعدتها ووقع كلاهما بحب الآخر شعرت بحجم الخسارة التي أقحمت نفسي بها، فذهبت لمنزلهما وهناك ضربني فعدت لوالدتي شاكيا من ابنها، وهنا وعدتني بمساعدتي؛ وبعدها لا أتذكر إلا يوم الحفل حيث أنها طلبت مني أنها بنفسها ستحضر الفتاة عند أقدامي لأفعل بها ما يحلو لي، ولأنتقم من كليهما الطبيب صديقك وفتاة قلبه، أخبرتني ألا شيء سيكسر قلبه أكثر من ذلك الفعل، وبالفعل لقد نجح مخططها.

الضابط: “يا لكما من عديمي رحمة، إنكما…”، وقبل أن ينهي جملته شعر بيد تلمس كتفه، فإذا هو ينظر خلفه ليجده صديقه الطبيب، وقد سمع كل كلمة دارت بينهم جميعا للتو؛ تقدم بخطوات ثابتة تجاه والدته، سألها أن تكمل القصة وتتمم كل ما نقص من ابنها.

كانت خائفة ولكنها لم تبدي لهم ذلك، ما هي إلا صرخة واحدة منه بغضب شديد، ذلك الغضب الذي يطلق عليه العاصفة التي بعد الهدوء، لتكمل وقد غلبت عليها مشاعرها السوداء بقلبها …

لقد أغواني والدك عندما كنت صغيرة، وقد حملت بك فاتخذك سببا لإقناع والدي بتزويجي منه؛ وقد وافق والدي على ذلك أجبرت من الزواج منه على الرغم من فارق العمر الكبير بيننا؛ لقد كرهتك قبل أن ألدك، حاولت مرارا ومرارا إجهاضك ولكنك كنت متمسك بالحياة والقدوم بها؛ كنت بكل مرة أنظر إليك بها ألعنك وأتمنى لك الموت، لم أحب والدك يوما ولم أكن له إلا الكره والبغضاء، وأنت مثله حتى عندما طردتك بالشارع وأخذت منك كل أموال والدك تخرجت ونجحت لتصبح طبيبا مثله، لقد جعلتماني أكره كل حياتي، كان يرغمني على العيش معه وعلى الرغم من أنني كنت أخونه يوميا بمنزله وعلى فراشه إلا أنه أيضا لم يسرحني من حياته؛ أنت غبي مثله لقد رأيتني بعينيك وأنا أخون والدك ولكنك عندما عدت إليك لأوهمك بمرضي المزيف على الفور سامحتني بغبائك، لم أعد إليك إلا من أجل شيء واحد، تدمير حياتك، نعم دمرت حياتك وبأكثر شيء تكرهه الخيانة، كما دمرت أنت ووالدك لي حياتي وأضعتما أجمل سنوات عمري.

وقعت كلماتها على قلبه كالسيف المسلول، كان يريد صديقه الضابط القبض عليهما ولكنه منعه من ذلك، تقدم زوج والدته والدموع في عينيه مشفقا على حاله، ومشفقا عليه من أفعال والدته به: “لا تحزن يا بني، صدقا لم أكن أعلم أي من ماضيها، وعندما عرفتني عليك أحببتك من قلبي، كما أنني تمنيت لو أن ابني الوحيد كان مثلك بأخلاقه وتعاملاته”.

ربت الطبيب على كتفه وهم بالرحيل مستندا على صديقه الضابط، وكأن جراحه الزمانية بدأت تنزف مجددا لتعلن أن جرحه القديم لم يلتئم من الأساس ولو ليوم.

وأخيرا وجد الطبيب إجابة للسؤال الذي لطالما حيره، لماذا بكل مرة عانق بها والدته لم يشعر تجاهها بأي شيء، بينما بكل مرة احتضن فيها حبيبته شعر بالأمان والطمأنينة والراحة التي يبحث عنها منذ صغره، بينما كان يجلس بالسيارة بجوار صديقه الضابط فاضت عيناه بالدموع …

الطبيب: “إنني حقا أحبها ولا أتصور حياتي دونها”.

الضابط: “لا تقلق سنجدها”.

الطبيب: “إنني لا أريد أن أظلمها معي أكثر من ذلك، لقد عذبتها بالفعل؛ ولكنني أتوق لألقي بنفسي داخل حضنها وأنسى كل آلامي وأحزاني معها”.

وعندما يصلا للمنزل يجدها نائمة على أرضية الحديقة، على الأغلب كانت تنتظره بينما غفت عيناها من طول الانتظار؛ وكما هي نائمة حملها بين ذراعه ليحمر وجهه وترد به الحيوية من جديد بمجرد لمسه لها؛ وهنا يشعر صديقه بالسعادة لسعادته، ويقوم بمساعدته بفك شفرة باب المنزل والتي هي في الأساس بأرقام عيد مولدها.

لتستيقظ وهي بين ذراعيه تنطق اسمه: “كم أني مشتاقة إليك”.

يتزوجا وينتصر حبهما البريء في النهاية.

 

 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال