-->

رواية قاسي ولكن أحبني الجزء الحادي والعشرون

 

 أسود

كانت الشمس تغرق في مياه البحر معلنه عن انتهاء اليوم... وابتداء احاسيس جديده كانت وليدة اللحظه، استيقظت شهد من النوم وهي تفرك عينيها بنعاس... لتجد نفسها عاريه في الفراش بمفردها... دقائق وهي محدقه في الفراغ تحاول استوعاب ما حصل. تنهدت بثقل شعرت به علي قلبها لتجذب ملابسها وترتديها...ثم دلفت الي المرحاض... لتستحم وهو تفكر في ما فعلوه... ضيق يحتل صدرها



املئت البانيو بالماء الدافئ والصابون المنعش.. ثم انغمست داخله تكتم انفاسها اسفل الماء... رغم انعدام الحب بينهم ولكن شعور الامان الذي احتلها وهي تتذكر توسدها لصدره

شعور جعلها تشعر بضيق
كانت تشعر بالامان مع عمار... ولكن ترتعش اوصالها ان امسك يدها
كانت تشحب ان اقترب اي رجل منها

ماعاداه... لم تخف.. بل شعور الامان الذي غرقت فيه بين ثنايا صدره جعلها تلعن تلك دقات القلب التي تتسارع...هنا انتهت انفاسها تحت الماء

تحدت المياه ان تقدر مده اطول
حتي انتهت أنفاسها وكادت ان تختنق


رفعت رأسها عن الماء وهي تتنفس بسرعه محاوله السيطره علي تلك الكلمات التي تقرع عقلها دون توقف

بينما الاخر يقود سيارته وهو صامت وهادئ صورة زوجته امامه... لم يمس امرأه بعد زوجته عامين كاملين... لكي لا يجعلها تحزن وهي في قبرها

استيقظ من نومه ليجد صاحبة الخصلات البنيه تتوسد صدره وخصلاتها تغطي وجهها... يتذكر ابتسامته حين رائها هكذا

ولكن ثوان معدوده واختفت ابتسامته ليتذكر زوجته ملك... هرب من الغرفه بل هرب من المنزل سريعاً

..لطالما حافظ علي شعورها في حياتها ومماتها ولكن الان لا
رغم انه كان يري شهد بين يديه ليست زوجته ولكنه لم يبتعد كان يري امرأه اخري غيرها وكأن شهد هي الاولي والاخيره... لم يتذكر زوجته

حزنه وغضبه بسبب نسيان زوجته وهو بين احضان اخري... تزوج شهد احتياج لتعويض برودة قلبه... وليس لنسيان روحه وقلبه

اوقف السياره جانباً ووضع رأسه علي عجلة القياده متمتما بكلمات اعتذار
كأنه يعتذر علي نسيانه لها...ويعتذر علي اي شعور جديد ذاقه مع اخري... اطلق تنهيده قويه ثم ادار سيارته مره اخري متجهاً الي قبر زوجته الراحه

نظرت تقي الي الهاتف بتردد تخشي ردة فعله عندما يعلم انها تكلمت مع والدته
ولكن ما حسم امرها تذكرها لكلماته ليلة امس وقلبه المتألم

Flash back

تنهد ادم بثقل قائلاً:
-اسف ياتقي... انا عارف اني اذيتك كتير بس صدقيني انا بحبك

لان قلبها لنبرته الهادئه المترجيه كاطفل صغير يريد ان يكفر عن خطئه لوالدته
ولكن حافظت علي برودها لتقول:
-الي بيحب حد مبيجرحوش
ولا بيقسي عليه ياادم

اقترب منها خطوه وملامحه هادئه:
-متلوميش علي قاسي شاف المر الوان ياتقي

انهي جملته وجهه جامد ولكن لمعة عيناه التي تطلب النسيان والمضي الي الامام

لتقول بنبره هادئه وهي تلتفت لترجع لغرفتها منهيه ذاك النقاش العقيم:
-الي بيدوق القسي والمر مش بيدوقه لحبايبه ياادم... وانتا استاذ في انك تعذبني

دلفت الي الغرفه تاركه اياه يتنهد بألم قائلاً:
-دا الي كبرت عليه ياتقي افهميني

لم تدعه يكمل تريده نادما علي قسوته تريد مساعدته علي الحياه لتخرجه من ظلمته المنح
Flash back

حسمت امرها وطلبت الرقم الذي دونته من سهام... ليجيب الطرف الاخر:
-الو

تقي بتردد:
-مدام فريده معايا

فريده بهدوء:
-ايوا انا فريده..

تقي بتنهيده مكتومه:
-انا تقي... مرات ادم الصياد... كنت عايزه اقابلك بخصوص ادم لو سمحتي

دمعه سريعه هبطت من عين فريده لتقول بقلق واضح:
-ادم ماله فيه ايه

تقي مهدئه اياها:
-متقلقيش ادم كويس... انا عايزه اقابلك عشان اعرف الي حصل لأدم زمان
لو سمحتي

فريده بنفي وهي تبكي:
-لا مش هينفع... قالي ابعد عنه واستناه ويسامحني... لو عرف اني قربت من حياته مش هيسامحني ابدا

تقي بدموع هي الاخري:
-انا عايزه يسامحك ويكمل حياته
ادم تعبان الي حصله زمان لسه عقبه في حياته...لازم تصلحي الي عدي...عشان ترتاحو انتو الاتنين

مسحت فريده دموعها المنهمره لتقول:
-اقابلك امتا بظبط

تقي بتلقائيه:
-هقابلك بعد بكره...في مول***
هكلمك تاني واقولك الساعه كام

فريده بأيجاب:
-ماشي تمام هستناكي

اغلقت تقي الخط وهي تتنفس الصعداء راجيه من الله ان يوفقها في مرادها

اتجهت الي صغيرتها وداعبتها قائله:
-حبيبت ماما ياناس...

حركت الطفله يدها في الهواء وهي تضحك بصوت مرتفع لتضحك تقي هي الاخري ملئ فمها قائله:
-بتضحكي لماما... ياقلبي انتي

كان يتابع حوارهما الضاحك وابتسامه هادئه تزين ثغره... كم تمني ان يشاركهم تلك البهجه.. ولكن حوريته تمنعه من رؤيه كرزتيها تبتسم... تعاقبه وتتمرد عليه

ليقبل هو تمردها بقلب رحب
يريدها ان تخرج كل الألم الذي حصدته منه وكل القسوه التي صبغ بها قلبها النقي.. اعجبه تمردها وتجبرها

افاق من شروده علي نظراتها المتسائله وهي تحمل صغيرتها بين يديها
ادم بجديه وهو يمد يده بحقيبه كبيره نسبياً سوداء:
-خدي دا الفستان وكل لاوازمه عشان خطوبة بكره

ابتسمت من اهتمامه بها لتضع صغيرتها علي الفراش وتقول ببرود:
مش عايزه حاجه عندي كتير

ابتسم ادم بجاذبيه قائلاً:
-انا عايزك تلبسيه... وهتلبسيه

اجابت بحده قائله:
-والمفروض اوافق واقولك ماشي حاضر هلبس زي ماانتا عايز

منحها ابتسامه صغيره وعينيه العسليه تحدق في خاصتها ليقول وهو يقترب منها:
وانتي فعلا هتقولي كدا ياتقي عشان انا ممكن البسهولك بأيدي كمان وانتي عارفه كدا كويس

ارتبكت من نظراته وحدقت به بحده وعينان منشعله متمرده

ليقاطع الصمت قائلاً:
-المهم دلوقتي يلا جهزي نفسك
هنتعشي في القصر مع سميه ومعتز

كادت ان تقول انها لا ترغب
ولكن تذكرت حضور روما لتقول بجديه:
-طيب خمس دقايق وهجهز

حرك رأسه بأيجاب واتجه الي الخزانه التي تحوي ملابسها.. واخذ ينبش بها تحت نظراتها المتعجبه وقبل ان تسأل اخرج فستان اسود ذو ذوق رائع

ثم مد يده به لها ليقول بجديه:
-دا كويس البسيه

عقدت حاجبيها بتعجب قائله:
-اشمعنا اسود يعني

رفع حاجبه قائلاً:
-بحبك بالاسود

ضحكت بخفوت علي جملته لتقول مصححه:
-بتحبه عليا... مش بتحبني بيه

اقترب منها حتي اصبحت بينهم خطوه واخده قائلاً بنفي وهو يرفع يده ليتحسس وجنتيها:
-لا بحبك بيه... انا هحب فيه ايه يعني
بحبك انتي بيه

قبل ان يلمس وجهه ابتعدت عنه برتباك قائله:
-ماشي ايا كان اطلع عشان اغير هدومي

ابتسم لتأثيره القوي عليها ليتجه الي صغيرته ويأخذها.. ثم خرج من الغرفه تاركاً اياها قلبها يقرع كالطبول

تقي وهي تغلق الباب ويدها علي قلبها:
-يخربيتك هتموتني ناقصه عمر

انتظرت نسمه اسفل منزل عزه
وهي تأكل اظافرها بتوتر بالغ.. والخوف اخذ سكن من قلبها وهي تدرك حجم الكارثه التي اوقعت نفسها بها

لتقف عزه امامها وجهها مصطبغ بالالوان الصناعيه قائله:
-يلا بينا البت صحبتي بتشتغل في اخزخانه في اخر الشارع هتديني اختبار حمل ونتأكد بدل القلق دا
سارت نسمه بجانبها ومعالم وجهه متقلسه لتقول بتوتر:
-قلبي مقبوض ياعزه... تبقا فضيحه منيله والزفت التاني روحتله الشقه ملقتوش

لوت عزه فمها بضيق لتقول:
-قولتلك دا كل يوم مع واحده مصدقتيش
وقال ايه انتي الاصل

اجابت نسمه بحده:
-مش وقت تقطيمك دا ياعزه خلي قلبي يطمن الاول وبعدين قولي الي تقوليه

صمتت عزه علي مضض
لتسمع نسمه رنين هاتفها لتجيب:
-ايه ياما انا رايحه اهو

-انتي فين يابت... هو كل ما ابعتك في حته تتأخري ساعتين علي ما تيجي

نسمه بتأفأف:
ياما قولتلك هقعد مع وزه شويه

-تعالي دلوقتي بقولك

اغلقت نسمه الهاتف لتقول وهي تسرع في خطواتها:
-يلا شهلي تعالى نجيب الزفت دا ونخلص

خرجت من الغرفه وهي بكامل اناقتها وجمالها ليعقد حاجبيه بضيق من هيئتها الانيقه ليقول بصوت منخفض:
-الصبر يارب

وقفت تقي امامه قائله بجديه:
-انا جاهزه هات سيدرا عشان البسها

قطع باقي كلماتها رنين هاتفه لتتقلص ملامح وجهه الي الجديه ليعطيها اياها
ويتجه الي الشرفه وهو يتحدث الي الهاتف:
-ايه ياعمار

عمار بجديه ولهجة تقرير:
-راجع من شرم الشيخ بكره... انتا ناوي علي موته ولا علي نضافه

حدق ادم في الفراغ بشر يتطاير من عينيه:
-لا مش هوسخ ايدي في واحد زيه
هو راجع بعد خسارته في المشروع
عايزك تشتري 51من اسهم الشركه بتاعته

هيبقا لينا الاداره واحده واحده وتشتري باقي الاسهم بعد ما الشركه تيجي الارض

عمار بتفهم:
-طيب تمام الي اتصل بيك شوقي المحامي بتاعه...وبعدها خطه اتقفل
ومحدش عارفله مكان حالياً

ادم بلا مبالاه:
-تلاقيه اقتله مش موضوعنا
هكلمك تاني سلام

اغلق ادم عندما وجد زوجته تخرج من العرفه ليبتسم وهو يراها هي وصغيرته
تقدم منها واخذ وامسك يدها

ثم خرجو من المنزل لتجد حارسين علي باب البنايه وسيارتين حرس امام سيارته وخلفها.. لتقول:
-حرسك دول

حرك رأسه بأيجاب
ثم ركبو السياره متجهين الي القصر
كان يمسك يدها بتملك طول الطريق
اذا اختفت قسوته لن ينتهي تملكه

هي تفكر كيف ستقابل فريده
وكيف ستخرج من منزلها دون علمه

وهو يفكر في الشهاوي.. وكيف سينهي تلك المهزله ويجعله فقير لا يقوي علي العيش

بعد فتره وجيزه وصلت السياره امام قصر الصياد... لتفتح لهم الابواب الكبيره
وتدلف السياره وقلب تقي يدق بقوه

هبط ادم وتقي لتقف رحمه في استقبالهم... ابتسمت لتقي ثم اخذت الصغيره منها

ليدلف ادم وتقي القصر حتي اقتربو من الجالسين ورأت روما امامها بملابس مكشوفه وعيناها معلقه علي ادم

لتمسك تقي يده بتملك وقوه
ليبتسم الاخر لحركتها تلك ويتجهو الي الجالسين

بعد ترحيب مبهج من البعض وبارد جامد من البعض دام دقائق

تجمعو علي طاولة العشاء والبرود وهو سيد الموقف لتقول سميه بأبتسامه:
-سيدرا هي الي قمر يامعتز جميله خالص واخده ملامح تقي وادم الاتنين

ابتسم ادم وهو يأكل بصمت
لتقول روما بأبتسامه وعيناها مسلطه علي عينيه:
-هيبقا جمالها الشرقي حلو لو اخدت كل ملامح باباها

لتقول سميه بأبتسامه وهي تنظر لتقي:
-انا بنسبالي تاخد جمال تقي وهدوئها
بس هي اخدت من الاتنين وخلاض

كانت تقي تتمني ان تصفعها وتأخذ صغيرتها وزوجها وترجع منزلها
ولكن تحكمت في ثباتها

ولكن شعرت بيد ادم توضع علي يدها ويحتضنها بنعومه لتبتسم دون اراده

نازلي وهي تكمل طعامها بجمود:
-المضمون هو الي بينعكس علي الوش ياسميه.. ويانقبل المضمون دا يااما نرفضه

لوي ادم فمه بسخريه قائلاً:
-المهم الي يقبل او يرفض دا يبقا مضمونه نضيف... ولو مش نضيف اكيد مش هيقبل النضيف بردو او الاحسن بلاش نقبل او نرفض كدا كدا مش هيغير حاجه.صح يانازلي هانم

توترت الاجواء وصمت كلا منهم
لتقول نازلي بهدوء:
-عندك حق في دي ياادم
يعني مثلا انتا اتجوزت واحده متلقش بأسمك ولا بينا... وانا لو رفضت دلوقتي هتنشف دماغك... فا دا فعلاً مش هيغير حاجه...

اشعلت فتيله وغضبه الهادر واحضرت كل كل شياطين غضبه ليقول بغضب هادر...
دماء شرف

هب ادم واقفاً وهتف بغضب هادر:
-مراتي محدش يقلل منها... عيلة الصياد كلها متجيش حاجه قصاد احترامها ولا مقامها... كرامتها من كرامتي

وقفت سميه محاوله تهدأته:
-اهدي ياادم خلا

قاطعها بغضب:
-جيت هنا عشانك ياسميه...لكن خلاص كفايه انا مش عايزكم كلكم... فارقوني... انتو مكنتوش تعرفوني زمان عشان تعرفوني دلوقتي

اجابت نازلي بهدوء وهي تحدق به:
-هي مش دي الحقيقه...اعتبر نفسك مش من عيلة الصياد لو كملت معاها

امسكت تقي يده وهي تحارب هطول دموعها لتشتد قبضته عليها لينظر الي نازلي الهادئه:
-مش عايز اي حاجه تربطني بيكم...
من انهارده انا مش من عيلة الصياد
ولا عايز اكون منها

تحدثت روما بجديه وهي تلقي نظرات استحقاريه علي تقي:
-هتخسر عيلتك عشان دي

لو فمه بسخريه ممزوجه بغضب ليقول بنبره حاده:
-اه علي الاقل مارحتش لواحد ورمت نفسها بين ايديه

 

تقلست ملامح روما بالغضب
بينما ملامح سميه باتت مصدومه

امسك يد تقي واتجه الي رحمه ليأخذ طفلته بين يديه ويده الاخري متشبثه بزوجته... لتهمس تقي بدموع:
-عيلتك ياادم

رفع يدها الي فمه ولثمها قائلاً:
-انتي وبنتي عيلتي ياتقي

ثم خرج من القصر تحت نظرات الجميع
كان معتز يتابع الشجار الحاد بهدوء
ولكن اشتد غضبه عندما لمح ادم بذهاب روما اليه ليقف هو الاخر قائلاً لسميه بهدوء:
-بعد اذنكم لازم نمشي

نازلي بهدوء:
-اتفضلو

غادر كلا من روما ومعتز لتبقي سميه ونازلي... نظرت سميه الي نازلي بضيق بالغ ثم تركتها وذهبت الي غرفتها تحت نظرات نازلي الهادئه

خرجت من المرحاض لتسرع وتدلف الي غرفتها وهي تبكي بحسره لتتصل بعزه وهي تقول ببكاء وصوت منخفض:
-الحقيني ياعزه.. انا حامل

شهقت عزه بصدمه قائله:
-يانهار اسود.. مش انتي قولتيلي انك بتاخدي برشام مانع الحمل

انتحبت الاخري وهي تلطم وجهها:
-خد منه والله كنت باخد... بس المره الي فاتت نسيت يافضحتي يافضحتي

عزه بنباهه:
-استني يابت انا اعرف داكتور بيعمل عمليات تسقيط... البت حنان صحبتي اختها كانت زي حالاتك كدا وعملت العمليه ...وبقت زي الرهوان

مسحت نسمه عيناها بخوف لتقول:
-اخاف يحصلي حاجه ياعزه

عزه بسخريه:
-احسن ما بطنك تبقا قدامك وتتفضحي ياختي... ها احجزلك عنده

تنهدت نسمه بتردد قائله:
-ماشي.. هعملها

ابتسمت عزه بدهاء لتقول:
-حيس كدا بقا جهزيلي الفين جنيه عشان العمليه فلوسها يامه

تحسست نسمه اذنها لتخلع قرطها
وتقول بحيره:
-طب هجيب كل دا منين

عزه بأيجاز:
-اتصرفي... اقفلي دلوقتي هكلمك بعدين

اغلقت عزه الخط لتغرق نسمه في حيرتها
سقطت دمعه من عيناها لتتصل بمنعم ولكن لا رد اعادت الكره مره... اثنين..ثلاث... ليجيب عليها بمضض:
-في ايه يانسمه بتزني ليه

اجابت نسمه بحده وهي تبكي:
-مبتردش ليه يامنعم... جيتلك الشقه ملقتكش وبرن عليك من بدري

اجاب بحنق واضح:
-في الشغل... سايق التاكس من صباحية ربنا.. ها انجزي عايزه ايه

هزت ساقيها بتوتر لتقول:
-انا حامل

-نعم ياختي... انتي اييه

-حامل يامنعم انا متنيله حامل

اجاب منعم بعصبيه:
-وبتقوليلي ليه انا

نسمه بغضب مكتوم:
-يعني ايه اقولك ليه.. انتا أبوه

ضحك بسخريه لاذعه ليقول:
-ابوه وايش ضمني ان غيري ملمسكيش

فتحت عيناها بصدمه وشفاه مرتجفه:
-غيرك ازاي.. متستهبلش يامنعم انتا بس الي لمستني بلاش وساختك دي انا امنتلك علي اساس هنتجوز

لوي شفتيه بتهكم ليقول:
-اه زي ما اهلك امنولك كدا صح
بصي من الاخر... انتي كنتي متأكده ان احنا بنلعب متجيش دلوقتي وتقولي حمل ماشي... ومترنيش علي الرقم دا تاني

اغلق الهاتف بوجهها وهي مصدومه
انسلخ من تلك الكارثه ليتركها تعاني منها وحيده... تركت هاتفها لتضرب وجهها وصدره وهي تبكي بخفوت...

في احد قري الصعيد
كانت طلقات الناو وصوت الاغاني يصدح في البلده والانوار تملى السماء وزغاريد النساء تتعالي...

كانت جالسه وسط النساء وهي يغنون بعض الاغاني المشهوره في تلك القري
والبعض ينظر في وجهها ويتهامسون عليها والآخرون يبتسمون ببشاشه

غنت احد النساء لتقوم لهفه من بينهم وتلف علي علي خصرها وشاح صغير
وتتمايل علي تلك الاغنيات وعيناها تفيض غضب وحسره

نظرت سماح لها بحزن وهي تلوم نفسها علي الاقتراب من الصعيد لتسمع تلك الهمسات التي فطرت قلبها من احد النساء الجالسات بجانبها ويتهامسون

-ياعيني عليها البت لهفه بت البندر اخدت زوجها علي الجهاز وحسرت قلبها

لترد الاخري بصوت هامس:
-هنقول ايه ربنا يعينها مش بعيد نسمع قريب انه طلقها عشانها..

-يلا هنقول ايه خطافة رجاله

دمعه ساخنه هبطت من عيناها لتمسحها سريعاً... فشلت في اخفاء حزنها وضيق صدرها لتقترب منها والدتها وتربت علي ظهرها بهدوء

نظرت سماح الي فستانها الابيض الذي طالما تمنت ان ترتديه وهي سعيده مبتهجه... ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن... ترتديه وهي زوجه ثانيه

جلست والدة علي جوارها وقالت بأبتسامه:
-مكشره ليه ياعروسه

نظرت لها سماح بحزن لتقول بخفوت:
-مفيش ياخالتي مش زعلانه

اقتربت منها بحنو لتقول:
-مفيش عروسه كيف القمر كدا تحزن يوم فرحها يابنتي... علي كويس متقلقيش

لم تتكلم او تبدي اي ردة فعل
لم حدقت في يدها بحزن

لتجلس شقيقتها هدير وتربت علي كتفيها راسمه ابتسامه كاذبه علي ثغرها لتهون علي حزن شقيقتها قائله:
-مبروك ياحببتي

بينما علي جالس بين الرجال وعينيه جامده.. كان يظن انه سيفرح كثيراً ولكن العكس حزين يري الاتهام في عيناها كلما رأها...جرحت رجولته بكلاماتها الاذعه ليقسم انه لن يتنازل عن كرامته ويقترب منها... ظنت السوء في اخلاقه كسرت غروره وطعنت بكلماتها في قلبه الذي عشق عيناها

قطع شروده صوت اسماعيل وهو يربت علي فخذه قائلاً:
-يالا ياولدي عشان تاخد عروستك وتطلعو علي شقتكو
الوقت اتأخر

وقف علي بهدوء قائلاً:
-حاضر ياحج

صوت الاعيره الناريه تعالي من حولهم ليتجهو الي مجلس النساء ويأخذ سماح
لتقابله لهفه بعيون دامعه مكسوره جعلت ضميره يتألم لاجلها

ثم قابل عيناها الذي يعشقها من صميمه وهي ترميه بأسهمها الحاده وتشيح بوجهها عنه

اقترب منها محمد وعانقها بقوه وعيناه تدمع علي حزنها ثم ابتعد عنها ليمسك علي يدها الذي استشعر قشعريرتها بين قبضته ليتجه الي غرفتهم تحت انظار العائله ليسمع صوت والده وهو يقول:
-منديل شرفها ياولدي عشان الي يتكلم نحطه في عنيه.

فتح محمد عينيه بصدمه ليقول بنفي:
-لا يااسماعيل متفقناش علي كدا

نظر له اسماعيل بثبات ليقول:
-شكلك نسيت عاويدنا.. لازم نثبت شرف بتك للناس كلها يامحمد

اغلق علي الباب وهو يشعر بالغضب من
بينما سماح ارتجفت اوصالها وشعرت بالخوف من تلك الكلمات وهدوءه المخيف ليقترب منها.. لترجع سماح الي الخلف بخوف وارتجاف لتقول بصوت متقطع:
-لو ق-قربت مني هصووت ياعلي

علي محاوله تهدأتها:
-طب اهدي وقوليلي اعمل ايه... دول مستنين علي الباب ياسماح

هبطت دموعها وهي ترتجف وتلتصق بحافة الفراش:
-متقريش.. لا مش هتلمسني... اقسم بالله هموت نفسي لو لمستني

طرقت لهفه علي الباب وهي تقول بصوت مرتفع:
-يلا ياعريس ورينا شرف العروسه

استشاط منها غضباً ولكن سيعاقبها ولكن ليس الان.. لينظر لسماح بعتذار:
-مش هلمسك بس هوريهم شرفك بس عشان يتقطع لسانتهم

لملمت الفستان حولها وهمست بفزع:
-قصدك ايه.. هتعمل ايه

جلس علي الفراش وامسك يدها قائلاً:
-بصي انا مش هاجي جنبك بس لازم يشوفو دم شرفك ومفيش حل غير الي هعمله دا

انكمشت في نفسها لكي لا يقترب
بحركه سريعه منه ادارها اليه ورفع فستانها لتصرخ هي بفزع قائله:
-سيبني...بقولك سيبني

امدت يده لها واغمض عينيه بألم وهو يعلم انها يتكرهه بعد ذالك الموقف لا محال ...دقائق واطلقت صرخه مداويه رنت في انحاء المنزل بيسقط قلب فاطمه أرضاً وهي تبكي بحسره

واستند محمد الي الجدار وهي يود ان يضم ابنته اليه ويهدأ من روعها

ثوان وخرج علي من الغرفه والقي المنديل أرضاً قائلاً بغضب:
-شرف مراتي الي شكيتو فيه اهو
دم مراتي اهو الفرح خلص خلاص

خرج الجميع من شقته تحت نظراته الغاضبه بينما هدير انحت وجلبت المنديل وذهبت تاركه اياهم

ثم دلف الي الغرفه واغلق الباب بقوه
ليجدها تحضن الوساده وتبكي بألم
اقترب منها قائلا بحزن:
-سماح

صرخت بأقوي ما لديها قائله"
-ابعد غني متقربش أبعد

اقترب منها اكثر قائلا بحنو:
-طيب بس تعالي

لم تستطع التحرك من الالم والبكاء ليقترب منها...صرخت به مره اخري حتي المتها حنجرتها... احتضنها بين يديه هامسا بحنو:
-غصب عني كانو هيقولو عليكي مش سليمه... كان لازم ياسماح

حاولت دفعه ولكن انهارت قوتها
فتح سحاب فستانها وخلعه منها تحت بكاؤها الشديد ودفعها له

ليزيل عنها ملابسها.. ثم خرج من الغرفه
ودلف الي الحمام ليملئ المغطس بماء ساخن نسبياً...ثم رجع الي مره اخري وحملها بين يديه وسط بكاؤها ووضعها فيه وهو يمسد علي شعرها بحنو

استندت علي حافة المغطس وظلت تبكي بضعف وألم... ليذهب الي الغرفه ويجلب قميص لها من خزانتها

ورجع اليها واخرجها من الماء وهي مستسلمه لذالك الدوار الذي داهمها بقوه
ليجفف جسدها العاري ويلبسها اياه

ثم حملها وارجعها الي الغرفه وهو يهمس في اذنها بكلمات محبه عطوفه حتي هدأت بين يديه تماما

سطحها علي الفراش ودثرها جيداً
وقبل رأسها مطولا وهو يهمس:
-آسف يابنت السكندريه

ثم خرج من الغرفه لينام علي الاريكه وهو يتذكر تفاصيل يومه المشؤم

جالسه علي فراشها تبكي وهي تتذكر كلمات نازلي الموجعه احتضنت نفسها وتكورت علي الفراش وهي تبكي بحزن

سمعت صوت الباب يفتح لتغمض عيناها وهي تشهق بالبكاء... اقترب ادم منها
وامسك كتفيها وقربها منه حتي باتت في احضانه

لتبكي بقوه اكثر ليقول بحنان ورقه:
-بس ياحببتي متعيطيش

كانت تنتفض بين يديه وهي تبكي ليحتضنها بكل ما اوتي من قوه محاولا اخذ حزنها منها ونقله لقلبه هو

ليقول بعاطفه صادقه نبعت من صميمه:
-انتي وبس الي عيلتي وملجأي مش عايز اي حاجه غير وجودك معايا وبس
انسيهم ياتقي... انا مليش غيرك انتي

كلماته لمست قلبها المتعب من الجفاء لتنظر له بعيون دامعه ليمنحها ابتسامه لم تصل لعينيه... ابتعدت عنه ودثرت

واستدارت له لتغمض عيناها بألم طالبه من الله الصبر والعون علي تحمل عاطفته تلك.. تريد ان تقترب منه وهو خالي من الاوجاع لتكون بدايتهم جديده...

ظن بفعلتها تلك انها أصبحت تكره قربه منها.. حزينه منه.. اغمض عينيه بألم وغضب... ذاك العناق الذي منحها اياه كان يريده وبقوه اراد ان تداوي جرح قلبه الغائر ولكنه وجد نفسه وحيدا

اتجه الي صغيرته واخذها من فراشها وخرج من الغرفه وجلس بها علي الاريكه وهو يحملها والدموع تلتمع في عينيه
كان يتذكر توسله لوالدته بالبقاء معه

يتذكر ضرب واهانة والده له
يتذكر استحقار نازلي الدائم له
يتذكر تميز جواد عنه في كل شئ

رغم انه يتيم ولكن نازلي عاملته كأبنها
ولم تعامل ادم بالحسنه يوماً
كان يتذكر كل الألام التي لحقت به في حياته... اصبح رجل بثلاثون عاماً وجع وقسوه

لماذا يلومون عليه في قسوته وهو ذاقها اضعاف مضاعفه طفل معذب ومراهق وحيد منبوذ ورجل قاسي في معاملاته

هبطت الدموع علي وجنتيه وهي تشهد علي ضعفه وانكساره ذاك الضعف الذي يرفض ان يتركه بسلام

بل ذبح قلبه ليجعله قلب اسود مدمي
احتضن صغيرته وتسطح علي الاريكه وهو يغمض عينيه عله ينسي او يتناسي

كانت تركض في ممر المستشفي وهي تبكي بفرحه من ذاك الاتصال الذي
اخبرها ان ابنتها في المشفي وتريد ان تراها شعرت بقلبها يخفق بقوه
توقفت هاجر امام احد الممرضات وهي تلهث بقوه:
-ونبي يابنتي.. بنتي اسمها نور عوض
داكتور هنا قالي انها هنا

اشارت الممرضه الي نهاية الممر قائله:
-الاوضه الي في اخر الطرقه ياحجه

اسرعت هاجر بخطوات واسعه لتصل الي ابنتها بأسرع ما يمكن حتي وصلت الي الغرفه وهي تلهث بقوه

امسكت المقبض وفتحت الباب لتجد نور ممدده علي الفراش وعيناها مغلقه
اقتربت منها بلهفه ودموع قائله بخفوت:
-بنتي... نور

اقتربت منها بلهفه ووقفت امامها لتجد وجهها ملئ بالكدمات وحول معصمها الشاش همست بجزع:
-نور مالك

فتحت نور عيناها ببطئ ثم اغلقتها مره اخري... لمست هاجر يدها وقبلتها لتتيقن انها والدتها فتحت عيناها بقوه وهمست بصوت مهزوز:
-ما-ما

احتضنتها هاجر بقوه قائله ببكاء وهي تنهال عليها بوابل القبلات علي يدها ورأسها:
-ياقلبي ياضنايا... ياحته مني
كنتي فين وفيكي ايه ياضنايا

انتحبت نور بين يديها وهي تنتفض بين يدها لتقول بصوت متقطع:
-اب-ويا ماات يام.ماما مات

شهقت هاجر بصدمه لتقول بتقطع:
-عوض.. عو-ض مات ازاي جوزي فين

انتفضت نور بين يديها قائله ببكاء:
-قتله يام-اما قتله واغتصبني

دم وحنين

في الصعيد.. في منزل "علي النجعاوي"، استيقظت ببطئ وهي تشعر بألم في حنجرتها وصوتها مبحوح، وقامت من الفراش وانزلت ساقيها أرضاً وهي تشعر بألم في رأسها كأن معركه قامت بين خلاياه، اغمضت عينها ووضعت يدها علي صدغها ودلكته ليزول الألم منه ولو قليل، تذكرت ما حدث أمس لتهبط دمعات مصاحبه لشهقات خفيفه، وضعت يدها علي محاوله نسيان ماحدث امس.. او نسيان حياتها برمتها.

دقائق وسمعت دقات خفيفه علي الباب لتقول بصوت مبحوح:
-ايوا

دلف علي الي الغرفه وهي يرتدي عكس عادته ..ليس جلباب..يرتدي بنطال قطني
وبلوڤر اسود

علي بنبره جاده وهو يقترب منها:
-عامله ايه دلوقتي

رمته بنظره حاده قائله:
-كويسه.. اتفضل بره

اغمض عينيه محاولاً التماسك وهو يعتصر قبضة يده:
-ماشي هطلع بس قومي عشان تاكلي قبل ما يطلعو

لوت فمها بسخريه قائله:
-زوج مثالي اوي... اوعي تفتكر اني نسيت الي حصل امبارح.. انا فكراه كويس...

ابتسم بحده ليقول بهدوء:
-طيب كويس انك فاكره.. وفاكره كمان ان كان لازم اعمل كدا

 

ثم اقترب منها وحدق بعيناها بقوه قائلاً:
-بصي ياسماح انا صبور لأبعد حد ممكن
ممكن اكتم غضبي مره واتنين...

صمت قليلاً ليردف بجديه:
-انما لما بغضب واجيب اخري ممكن انسي انك واحده ست أصلاً... اتقي غضبي ياسماح وبلاش كلامك دا

منحته نظره حاده قبل ان تشيح وجهها عنه والدموع تلتمع في عيناها
ليخرج من الغرفه وهو يتنهد بغضب فشل ان يكتمه

اتجهت الي الخزانه وجلبت عبائه منزليه وحجاب...ثم خرجت من الغرفه لتتجه الي المرحاض بسرعة البرق وهي تغلق الباب خلفها

كان جالس علي الاريكه يتابع التلفاز
ليتمتم بصبر:
الصبر من عندك يارب

دقائق وهو تستحم سمعت صوت أشخاص في المنزل فأدركت ان الاهل قد حضرو... لم تشأ ان تخرج.. ظلت في الحمام دقائق اضافيه

لتسمع دقات علي الباب يصاحبها صوته الجاد:
-مستنينك بره ياسماح خلصي

تمتمت بحنق وهي تجفف شعرها:
-ماشي طالعه

دقائق وخرجت من المرحاض وهي ترتدي تلك العبائه وتضع حجاب علي رأسها... القت التحيه عليهم ببرود

لتأخذها شقيقتها وتدلف بها الغرفه
اغلقت باب الغرفه لتقول هدير بحماس:
-ها قوليلي حصل إيه

رمتها شقيقتها بنظره حاده قائله:
-محصلش حاجه ياهدير.. ولا هيحصل

برمت هدير شفتيها قائله:
-لسه بردو فاكره ان هو الي عمل كدا ياسماح.. بذمتك واحد هيفضح نفسه وعيلته عشان يتجوز بنت عمه

لوت فمها بسخريه قائله:
-وحتي لو معملش كدا... اتجوز علي مراته مع انها حلوه وبتحبه...

كادت هدير ان تتكلم لتقاطعها سماح بهدوء وهي تنظر لها بجديه:
-ومتقوليش عشان الفضيحه.. لانه كان عايز يتجوزني من قبل الموضوع دا
دا مقدرش مراته ياهدير...هيقدرني انا

تنهدت هدير بضيق لتقول:
-في دي عندك حق انا لو جوزي عمل كدا معرفش ممكن يحصلي ايه

ابتسمت سماح بحزن:
-مابالك مراته الغلبانه الي قاعده بره دي
الله اعلم بقلبها عامل ازاي

حركت هدير رأسها بتفهم
لتسمع باب الغرفه وهو يفتح بقوه ولهفه تقف امامه بأبتسامه صفراء
ثم اقتربت منها لتقبلها بحنق:
-مبروك يادرتي

اجابت سماح بخفوت:
-الله يبارك فيكي يالهفه...

لهفه بنبره حاده وابتسامه عريضه:
-مش انا هقعد معاكو هنا... لسه علي كان بيقولي اجيب هدومي واجي

نظرت له هدير بعيون متسعه:
-انهارده!

جلست لهفه امامهم وهي تقول بود مصطنع:
-ايوا انهارده... ووصاني نكون اني وسماح اخوات.. ميعرفش اننا هنكون اخوات واصحاب كمان

ابتسمت سماح برتياح وقد شعرت بأن ضميرها هدأ عن ثورته أخيرا

لتقف هدير وهي تنظر لشقيقتها بشفقه:
-تعالي نطلع نقعد معاهم بره ياسماح
يالا يالهفه تعالي معانا

قامت لهفه بكاسل قائله:
-وماله يالا

خرجوا ثلاثتهم وهي كلا منهم نيه
هدير تنوي ان ترجع الاسكندريه وتقبل جبين زوجها علي اخلاصه لها

وسماح تنوي الابتعاد تماماً عن علي ولهفه وتكون حبيسة غرفتها عل قلبها يرتاح قليلاً ...

في منزل ادم الصياد
جلست تقي علي الاريكه واتصلت به والتوتر يقتلها ليجيب بعد ثوانٍ:
-ايه ياتقي... في حاجه.. سيدرا كويسه

ابتسمت لقلقه الدائم عليها وعلي صغيرته لتقول بجديه جاهدت ان تصطنها:
-احنا كويسين...بس كنت عايزه استأذنك اني هنزل انا وصحبتي المول عشان نشتري شوية حجات

اجاب دون تردد بجديه:
-لا ياتقي هخلص شغلي واجيلك تجيبي الي انتي عايزاه

تنفست بضيق فهي توقعت ذالك لتقول بحنق:
-بقولك صحبتي ياادم... وبعدين انا بقالي فتره كبيره اوي مخرجتش من البيت الا لو راحه القصر او البيت دا

تنهد بمضض ليقول:
-ماشي ياتقي... ماشي بس متتأخريش ولما اتصل بيكي تردي علي طول
هبعتلك العربيه بالسواق دلوقتي

تمتمت برتياح وابتسامه صغيره:
-شكراً...

اغلق الهاتف وهو يلعن تحت اسنانه
لم يرد ان تخرج من المنزل...ولكن لا يريد ان يجعلها تختنق أيضاً
ليهمس في نفسه محاولاً الهدوء:
-مش هخنقها...مش هخنفها... قولت هتتغير مش هخنقها

ثم فتح عينيه وامسك هاتفه مره اخري قائلاً بجديه:
-المدام هتخرج دلوقتي... خليكو وراها ماتغبش عن عينكو..وابعتو السواق علي البيت

-حاضر ياباشا

اغلق الهاتف وهو يزفر بضيق
قطع شروده دخول عمار

عمار وهو يجلس علي الكرسي المقابل له قائلاً بجديه:
-نص املاك مصانع الشهاوي بقت بأسمك... اشترينا الاسهم خلاص

ابتسم ادم بدهاء ليقول:
-وهو عامل ايه دلوقتي

حرك عمار يده في الهواء ويهبطها بسرعه:
وقع سابع ارض سحب عليه ديون قد كدا
المنافسين كلهم.. الي ليه فلوس بياخدها.. والي بيطلع مش الشراكه

ادم بجديه وهو يرفع حاجبيه:
-وفلوسه الي في البنوك..

-الي جوا مصر اتحجز عليها..انما الي برا لا.. ولما يتحبس بردو مش هيعرف ياخدهم

اراح جسده علي الكرسي وهو يتنفس الصعداء ليقول بنبره جاده وعيناه مثبته علي سقف المكتب:
-تمام قريب اوي هروحله...

وقف عمار بملامح جاده ليقول:
-مريم وحمزه فرحهم الاسبوع الي جاي
مش محتاج عزومه ياادم

ابتسم ادم ليعدل جلسته قائلاً:
-مبروك ياعمار... عقبالك

لوي فمه بسخريه وتنهد بقوه قائلاً:
-انا هروح اشوف شغلي ياادم

استوقفه ادم قائلاً:
-عمار... تعالي اقعد عايز اكلمك

استدار عمار له واقترب من المكتب وجلس كما كان ليقول ادم بهدوء:
-مالك ياعمار

لوي عمار فمه بسخريه قائلاً:
-ياااه دلوقتي لاحظت ولا ايه..

-هي الي مغيراك كدا...افتكرتك نسيتها

تنهد عمار واغمض عينيه متحدثاً بهدوء:
-منستهاش ياادم...بس بردو مبقتش بفكر فيها.. منكرش أحياناً بكون نفسي اشوفها
بس مريم معاها حق... انا مش لازم ازعل من بعدها لاني ماحولتش اقربها

رفع ادم حاجبيه قائلاً:
-امال حالتك كدا ليه

-مش راضي عن حياتي ياادم... زهقت كنت عامل زي الطير لفيت الدنيا كلها لحد ما زهقت.. عايز ارسي علي بر

حرك ادم رأسه بأيجاب وعم الصمت عليهم... كلا يبكي علي ليلاه
ليقول عمار وهو يقف:
-انا هروح اشوف شغلي...

ثم خرج من المكتب تاركاً اياه يفكر في حياته الصامته... وذكرياته الصارخه
لم تستقر حياته علي الابيض او الاسود
بل استقرت علي لون الرماد... لا يجد الراحه المطلقه... ولا يشعر بنفسه كاقبل
وكأنه قرر القفز من فوق الهرم

لم يمس جسده الارض... ولا اصبح فوق
بل جسده يسابق الريح... معلق في الهواء كاروحه المعذبه المتألمه..

صوت الملاعق هو الذي يعم الاجواء
لم يتحدث احدا منهم بل عيونهم مسلطه علي الطعام...كلا منهم يهرب بعينيه من الاخر

مدت يدها لتأخذ كوب الماء ولكن تلامست بيده الذي اراده أيضاً
ابعد غيث يده سامحا لها بأخذه
لتبعد يدها هي الاخري

لم يتحدثا ابدا من ذاك اليوم
لا تجمعهم سوا وجبه الغداء فقط
وأحياناً تأكلها بمفردها

هي تهرب منه بمشاعرها التي بدأت بالتحرك له...رافضه ذاك الاحساس الذي يجعل الفراشات تتطاير في معدتها كلما رأته... تحاول منع تلك الابتسامه الصغيره التي تزور ثغرها عندما تراه

تحاول منع تلك التنهيده المطمئنه التي تطلقها عندما تسمع صرير باب المنزل ليلا معلنا عن رجوعه من عمله

وهو يهرب محاولا الحفاظ علي حب زوجته الي سكن صميمه ولم ينبض لأخري غيرها... يحاول الحفاظ علي احساس النشوه الذي كان يستشعره مع زوجته دون اخري... وبات يشعره مع شهد

لا يريد ان يخلف وعده بالموت بحبها دون ان تدلف اخري الي قلبه او يمر شبح اخري في عقله... يبتعد قدر الامكان لكي لا يصاب بمرض النسيان وينسي ملاكه

لينحنح قائلاً بصوت جاد:
-انا مسافر بكره... هغيب شهر في مأموريه.. لو عوزتي حاجه قبل ما اسافر قوليلي

رفعت رأسها سريعاً لتنظر الي عينيه
بتقول بهدوء اصطنعته:
-لا شكراً.. توصل بسلامه

حرك رأسه بهدوء وقام ليقف جانب الطباخ الكهربائي قائلاً:
-تشربي قهوه

اجابت وهي تلملم الصحون:
-لا استني بتبقا علي النار احلي
هعملك انا

اتجه لها واخذ الصحون من يدها ليقول بأبتسامه صغيره:
-ماشي اعملي انتي القهوه وانا هغسل الاطباق

ضحكت بخفوت وهي تتجه الي الموقد:
-متأكد انك وكيل نيابه... اول مره اشوف راجل عايز يغسل مواعين...

شمر ساعديه ووقف امام الماء ليقول:
-لا انا عايش لوحدي فا اتعودت اغسل واعمل لاني مبحبش الخادمين
وعادي يعني... غسيل الاطباق مش هيقلل من وكيل النيابه يعني

ضحكت وهي تحضر القهوه قائله:
-كدا انتا استثناء بقا.. قليل لو شوفت راجل بيعمل كدا علي فكره

-الرجاله تختلف ياشهد.. كلنا مش زي بعض.. زيكم بظبط بتختلفو

استدارت له ونظرت له بأبتسامه ولمعة عين رفضت الاختباء وهي تنظر له من ظهره لتسمع صوته يقول:
-هاتي الفوطه من الكونتر ياشهد

التفتت لتجلبها له ثم استدارت لتعطيه إياها ليستدير هو الاخر... تصنم كلا منهم وهو ملتصق بالاخر

هي تاهت في لون القهوه في عينيه
ظلت تحدق في ملامحه دون توقف
وانفاسها منتظمه وتيره واحده

لم تكن الوحيده التي تتأمله
فاعيناه تعلقت بفيروزتاها
للمره الثانيه يشعر بأنها اول من رأت عيناه... تلك اللمعه التي بات يراها في عيناها اصبحت تجذبه لها

لم يشعر بنفسه سوا وهو يقترب منها اكثر حتي كاد ان يقبلها ولكن صوت فوران القهوه افزعهم... ليتداركو انفسم

ابتعدت شهد سريعاً ووجهها اخذ لون الاحمر القاني بينما غيث استدار ومسح خصلاته بقوه حتي كاد اقتلاعها علي انقياده اليها

لتقول شهد بصوت مرتبك:
-ر. روح انتا اقعد بره وانا هجيبلك القهوه

حرك رأسه بأيجاب وخرج ثم جلس علي الاريكه التي تظهر غرفة الطعام المكشوفه علي غرفة المعيشه

بينما هي اعادت اعداد القهوه وهي تراقبها بتوتر... تشعر بتلك الفراشات في معدتها مره اخري

بعد دقائق خرجت وهي تحمل كوبي قهوه... تقدمت منه واعطته اياه ليتمتم بشكر... جلست علي الاريكه المجاوره له
وهم يحدقا في التلفاز بفراغ

تنحنحت ونظرت له قائله:
-كنت عايزه اشتغل.. لان مش متعوده علي الملل وكدا

اعتدل في جلسته ووضع الكوب علي المنضده الزجاجيه قائلاً بجديه:
-تمام.. عايزه تشتغلي فين

أجابت وهي تتحدث بتلقائيه:
-شوفت اعلان علي النت طالبين.. حد معاه نفس المؤهلات الي معايا في شركه لسه مبتدئه...

اجاب بهدوء قائلاً وهو يحدق في عيناها:
-انتي عايزه تشتغلي عشان تثبتي نفسك وتنجحي ولا عشان محتاجه حاجه..

حركت رأسها سريعاً نافيه:
-لا عشان نفسي اثبت نفسي في شغلي

منحها ابتسامه بسيطه قائلاً:
-انا معنديش مانع انك تشتغلي ياشهد
بس ممكن نتناقش في الموضوع دا لما ارجع من السفر

صمتت قليلاً ثم حركت رأسها بأيجاب
بينما هو حدق في التلفاز مره اخري بشرود...

جالسه في السياره بجانبها صديقتها التي تطمئنها بعد كل دقيقه تمر
وصلو امام المول التجاري...لتهبط كلا من هند وتقي وهي تحمل صغيرتها بين يداها

اخرجت الهاتف من حقيبتها واتصلت بأحدهم قائله:
-حضرتك فين بظبط

-في الكافيه الي جنب محل***
انتي هنا في المول

اجابت تقي وهي تدلف الي المول:
-ايوا انا هنا خمس دقايق واكون قدامك

اغلقت تقي الهاتف ودقات قلبها كالطبول في ليلة احتفال...لتقول بتوتر:
-هند انا قلقانه لأدم يعرف

تنهدت هند بضيق قائله:
-البعبع مش هيعرف ياتقي...شيلي توترك دا عشان لما تقابلي الست..وبعدين انتي بتعملي كل دا عشانه

تنفست تقي محاوله الهدوء حتي دلفت الي الكافيه... وامسكت الهاتف واتصلت بها مره اخري.. لتجد امرأه تلوح لها

اقتربت منها بخطوات بطيئه وهي تلاحظ تشابه الملامح بينها وبين ادم
وتلك العينين الذي اخذ منها عسلها وأبا ان يأخذ خضرتها الممذوجه بها

وقفت تقي امامها لتقول بصوت هادئ:
-مدام فريده

حركت فريده رأسها بأيجاب وابتسامه حزينه تزين شفتيها لتقول:
-انتي مرات ادم...

تقي بأيجاب وهي تشير علي هند:
-ودي صحبتي هند

صافحت كلا منهم الاخري
لتقول فريده بدموع وهي تنظر لسيدرا:
-ممكن اشيلها

حركت تقي رأسها بأيجاب لتحملها فريده وعيناها تفيض بالدمع وهي تحتضن الطفله بأبتسامه

اقتربت هند من تقي هامسه:
-بقولك انا هروح اشتري حاجه من المحل الي جنبك علي ما تتكلمو... خلصي ورني عليا

حركت تقي رأسها بأيجاب.. لتذهب هند وتتركهم بمفردهم لتقول تقي بجديه:
-ممكن اعرف الي حصل زمان

تصنمت فريده عن مداعبة الصغيره واعطتها لتقي لتطلق تنهيده قويه قبل ان تردف بجديه:
من 33سنه اتجوزت احمد كنا زمايل في الجامعة... ونفس مستوي بعض.. اعحبت بيه جداً من اهتمامه تصرفاته... وهو كمان اعجب بيا وجه اتقدملي بعد ما اتخرجنا

رغم ان كان بينه وبين اهله مشاكل ورفض والدته ليا بس بردو اتجوزنا
كانت تصرفاته غريبه عنفواني...لما بيتنرفز بيتحول تماماً... كان حاسس بنقص ديما لان اهله كانو مفضلين اخوه وليد عنه عشان عاقل مش متهور زيه

المهم اول جوازنا كنا مبسوطين
وفي مره قالي عايزين نخلف
انا رفضت وقولت لا لسه الحياه طويله قدامنا وخلينا نتمتع بجوازنا الأول

رفض وحصلت مشاكل وأصر اننا نخلف
وبفعلا بعد جوازنا بتلات سنين جبت ادم
رغم اني كنت بدلعه وبحبه بس مش قابله ان يبقا عندي طفل

بدأ احمد يخوني...اغضب واسيب البيت وارجع فجأه الاقي واحده في سريري
ولما اتكلم يضربني ويرجع يراضيني

انهت جملتها وابتسامه ساخره تحتل فمها مع دموع تصاحبها

مسحت الدموع واكملت:
-ادم كان بيشوف الي بيحصل وساكت
كان طفل غريب... ساكت مبيلعبش قاعد لوحده ديما شاف ادم وهو بيضربني مره جه دافع عني... احمد قلعه هدومه تماماً ومسك حزامه وفضل يضرب فيه لحد ما ادم اغمي عليه

سقطت دمعه من عين تقي وهي تتخيل طفل يعذب بهذا الشكل الدنيئ

لتكمل فريده بصوت باك:
-من ساعتها ادم بقا طفل تاني بيضرب زمايله... ساكت بيقعد في الضلمه الي اصلا كان بيخاف منها لان احمد كان بيعاقبه يضربه ويقعده في الضلمه

اتخانقت مع احمد لانه اهملني تماما
وسبتله البيت وروحت لأهلي
غضبانه بردو

قاطعتها تقي بصوت حاد:
-مكنتيش بتاخدي ادم معاكي

اجابت فريده بندم:
-احمد كان بيرفض.. مع انه مكانش بيحب ادم ابدا معرفش ليه

ثم اكملت وهي تمسح دموعها:
-رجعت كالعاده البيت لقيت احمد جايب واحده في اوضتي ونايمين مع بعض
ومخلي ادم قاعد يتفرج عليه

وكانت دي بقا الي غيرت ادم تماماً
مبقاش طفل...بقا طفل متوحش مع الكل بس كان بيترعب من ابوه

انا كنت زهقت من حياتي وقولت هخرج مع اصحابي ومش هيهمني حد
ساعتها اتعرفت علي عمك امجد
لقيته بيحبني ومهتم بيا

ودا كان اقصي طموحي من احمد
انه يهتم بيا ويحبني... بس لقيت دا من واحد تاني... انا كمان حبيته جدا

ثم اردفت بخجل وندم:
-وبقينا نتقابل وادم مره سمعني وانا بكلمه ...بس انا قولت طفل وميفهمش حاجه... رغم ان احمد كان عارف بعلاقتي مع امجد... زي ما انا عارفه انه مع واحده كل يوم

كل واحد فينا شاف حياته ونسينا آدم
جه اليوم الي طلبت في الطلاق عشان اتجوز انا وامجد

لأول مره من تلات سنين تقريبا ادم يعيط ويمسك فيا اني ممشيش مع اني مكنتش معاه أصلاً... وسبته واتطلقت من امجد سافرنا واتجوزت

اغمضت تقي عيناها وسيل دموع يهبط علي وجنتيها... ودت لو تلقي بنفسها الان بين ذراعيه وتحتضنه بشده

طفل صاحب العشر سنوات دمر قلبه وتحول الي فتات ظلام لا اكثر
لتسمع صوت فريده النادم وهي تبكي:
-بس انا ندمانه نفسي احضنه... نفسي اعوضه عن كل الي شافه.. امجد طلقني من سنه وانا بحاول اتأسف لأدم

مش راضي يسامحني... حقه بس انا ندمانه انا بتوجع كل ما احس اني هموت وهو مش مسامحني وانتي كمان سامحيني كنت عارفه الي امجد هيعمله فيكي وبيعه ليكي لأدم انا اسفه

قاطع حديثم الصامت وضع النادل القهوه امام فريده وانصرف بهدوء

تكلمت تقي بعد صمت طويل:
-تعرفي لما اتجوزت ادم شفت صعوبات كتير دوقت قسوته وحنانه وحبه وجنونه وتملكه وغضبه وحزنه... دلوقتي بس عرفت ليه كل ما يقرب مني راجل يخاف

ادم خايف لأخونه خايف اسيبه ادم قاسي عشان مشفش يوم حلو
ادم لحد دلوقتي بيبقا نايم بحس بدموعه المكتومه... كنت فاكره انه معقد نفسياً
قالي ملومش عليه هو داق العذاب الوان بس انا سبته ومصدقتش

لتهبط دمعه سريعه علي وجنتيها:
-حطمتوه... خليتوه عباره عن جسم وبس روحه مش موجوده انانيتك حولته لراجل قاسي وخايف... خايف ديما

امسك فريده يدها ببكاء وكادت ان تقبلها قائله بدموع:
-ابوس ايدك خليه يسامحني... انتي ام وعارفه يعني ايه تشوف ابنها يتألم
مستعده ابوس ايده ورجله كمان

بس احضنه واسمع منه سامحتك
ساعتها هموت وانا مرتاحه

سحبت تقي يدها سريعاً وهي تقول بهدوء وتمسح دموعها:
-ماشي هحاول ...بس عشانه بس

ثم قامت قائله:
-انا هحاول اشفي الي انتو عملتوه زمان
لان مفيش مخلوق اصلا يستحمل كدا
وهيجي اليوم ويسامحك... سلام

سارت تقي أمامها وهي تمسح دماعتها وتحمل صغيرتها..تشعر بلألم يغزو قلبها
لا تستطيع تخيل حجم معاناته

اصتدمت في هند لتقول هند بتعجب:
-طولتو كدا ليه...وبتعيطي ليه

تنهدت تقي بثقل لتقول:
-يالا بينا نمشي ياهند

سارت الاثنتين خارج المول التجاري
بينما فريده متصنمه محلها تبكي بحسره
تعلم ان مم مستحيل ان يسامحها ولكن عل المستحيل يتحقق

في منزل نسمه عطوه
كانت جالسه في غرفتها تفكر كيف ستدبر اموال عملية الإجهاض، وهي تلعن خظها السئ الذي اوقعها في تلك النكبه السوداء كما تقول

لمحت شقيقتها الصغيره نائمه بعمق علي الفراش لتقترب منها بهدوء وخفه
جلست امامها وهي تحاول عدم اصدار صوت... اقتربت اكثر منها

مددت يدها الي اذنيها... لتأخذ القرط
تحركت شقيقتها بتململ.. لتبعد يدها سريعاً حتي تتأكد من نومها مره اخري

ثم قربت اناملها وهي تعض علي شفتيها بتوتر وارتباك وخلعت القرط الاول بهدوء دون ايقاظها... لتلتفت الجانب الاخري
وتأخذ القرط الاخر بنفس الهدوء

ثم ابتعدت عنها وهي تتنفس الصعداء وتحدق في القرطين... ليفتح الباب فجأه لتظهر منه والدتها...

تااابع ◄