رواية قاسي ولكن أحبني الجزء الثانى والعشرون
غضب واشتياق
لفحة الهواء التي صفعة وجهها جعلتها تنكمش في نفسها والدموع الساخنه اخذت مهمه تدفئة وجنتيها، لفت الشال حول كتفيها وخرجت من الشرفه ثم اغلقتها ودموعها لم تتوقف، اكثر ذكري مؤلمه مرت عليها وتطعن قلبها بدون توقف..جلست علي الاريكه ومدت يدها لتمسح عبراتها، وهى تتذكر اكتشافه لمقابلة والدته وردت فعله الجنونيه وهستيريا الغضب الذي لحقت به...صفعها ضربها وبخها زجرها، ليقع بجانبها ويبكي كالاطفال.
انتهي بها المطاف وهي جالسه وتستند علي الحائط بوجهها الدمي ...وقد شلت حركتها من كثرة صفعه لها...ورأسه علي فخذيها وعيناه لم تتوقف عن الدمع
يبكي بقهر وألم...لم يتكلم بعد بكاؤه
يبكي خوفا من قصه جديده عنوانها وحده وخيانه من جديد...يخشي ان تجعلها امه نسخه جديده منها
يبكي علي ثورته وضربه لها
قسي عليها من وجعه...يبكي وهو يتذكر صفعه لها وهي تحاول معانقته وهو غاضب...بسهوله شعرت بندمه
انقض عليها كالاسد الثائر وهو يمسك خصلاتها بين يديه قائلا بغضب:
-عمرك ما كدبتي عليا...بس كدبتي وقولتيلي انك رايحه تجيبي حجات
وانا الاهبل صدقتك...وانتي اصلا رايحه تقبليها
اغمضت تقي عيناها بألم لتقول بنبره ثابته وهي تجذب يده ليهدأ:
-انا كدبت عشان اصلح علاقتكو ياادم
دي امك ولازم تسامحها
صفعه قويه هبطت علي وجنتيها ثم امسك خصلاتها ليصرخ بعيون دامعه:
-متقوليش امي..قالتلك ايه خلاكي تتعاطفي معاها...وازاي تقابليها اصلا
ارتعشت اوصالها بين يديه لتهمس والدماء تغطي ثغرها محاوله ايقاف دموعها:
-اهدي ياادم واسمعني هي غلطت..متبقاش قاسي وسامحها
القا بها ارضا ليسمع تأوهاتها ويقول بغضب عاصف وعيون مشتعله:
-تعرفي ايه عن القسوه عشان تقولي كدا
تعرفي عملت فيا ايه...ها تعرفي
انكمشت تقي في نفسها لتقول بصوت متهدج باكي:
-مهما عملت دي امك ياادم لو ملكش خير فيها يبقا ملكش خير فيا
اشعلت نيرانه ليثور مره اخري ويجذبها من خصلاتها لتقف بألم قائلا بنبره اشبه بالجنون والغضب:
-وصلتلك ازاي انطقي
لم تتكلم ولكن حاولت معانقته عله يهدأ
وهو يزيد تخيله بأنه ستتركه
صفعه تلو اخري وسط صراخه:
-انطقي وصلتلك ازاي...وخرجتي تقابلي مين تاني وبتستغفليني
سقطت ارضا بتعب ووجه متورم مدمي لتقول ببكاء وألم:
-انا كلمتها عشان نحل المشكله الي بنهرب منها ياادم...كلمتها عشان لما اخرج وارجع محسش انك مش واثق فيا...عشان لما تنام متعيطش...عايزه احل عقدتك عشان نكمل حياتنا...قابلتها عشان بحبك
انهت جملتها وهي تهمس بضعف وبكاء
لتستند علي الحائط وتغمض عيناها بتعب...اخر ما لمحته تلك الدموع الشفافه التي غطت وجهه وصوت صرخات طفلتها الذي يعلو
ركع امامها وظل يبكي بصمت وهو يتطلع الي هيأتها المتعبه...ليقترب منها ويضع رأسه علي فخذيها سامحا لدموعه الهطول
لغفيا وهما بموضعهم كما هما...لم يتكلم ولم تسمع..لم تعاتب ..ولم يدافع...سكن جسديهما مستسلمين للنوم
لتنقضي ساعات الليل ويستيقظ ويرحل عنها مقررا الغياب تاركا اياها تدمي وجعا علي وجعه وتبكي قهر علي دموعه
تركها اربعة عشر يوما عشرون ساعه وثلاثين دقيقه وثانيتان
همست لنفسها وهي تبكي قائله بصوت متهدج تعب:
-يارب شيل الوجع من قلبه او اقدر اداويه
قطع بكاؤها صوت صغيرتها تبكي وكأنها تعاتبها علي اهمالها لها
قامت من جلستها الكئيبه واتجهت الي صغيرتها الباكيه
دلفت الغرفه لتجد وجهها يشع احمرارا وبكاؤها يعلو اكثر واكثر
اقتربت منها سريعا وعيناها تشع قلقا وهي تتحسس جبينها...لتجد الحراره مرتفعه بشده...شهقت بفزع وقامت وهي تحملها سريعا لتجلب هاتفه وبدأت عيناها بالبكاء قلقا وهي تربت علي ظهرها
لتسمع صوت معذب قلبها يقول بجديه:
-في ايه
لتقول ببكاء وصوت متقطع:
-ادم الحق-ني سيدرا سخنه جدا ومبتبطلش عياط
تغيرت نبرته ليقول بقلق واضح:
-اهدي بس براحه في ايه..
انتحبت تقي وهي تقول:
-سيدرا تعبانه ياادم الحقني
ليقول بنبره قلقه لم يحاول اخفائها:
-هبعتلك رحمه بالدكتوره...وانا هاجي علي بليل..متقلقيش
اغلقت الهاتف وهي تنظر لطفلتها الباكيه لتقول وهي تمسح وجنتيها:
هتبقي كويسه ياقلبي ...انا اسفه اهملتك ياحببتي اسفه
ظلت ترددها وهي تعانقها بحنان وتتمني ان تصبح بخير...لأجلها
جالس في غرفته والقلق يأكل صدره
ليقف ويجمع ملابسه في الحقيبه وعقله يعمل كالمكينه دون توقف...سيقطع غيابه لأجل طفلته..ولأجله...
ضرب بكبريائه عرض الحائط وقرر العوده الي موطنه ليترك الحقيبه ويتجه الي هاتفه مره اخري ليجري اتصالا:
-ايوا ياعمار ...هنرجع مصر انهارده..مش عايز اسأله كتير...ماشي سلام
اغلق الهاتف وهو يغمض عينيه ويسترجع هروبه منها محاولا السيطره علي غضبه
ترك المنزل...بل مصر بأكملها ليدفن غضبه في عمله...محاولا تناسي ما حصل
محاولا تناسي نظرات والدته الدامعه وهو يوبخها وهي تقبل يده طالبه سماحه
طرق باب المنزل بقوه وغضب
لتفتح له سهام بعد دقائق وهي تطلع الي وجهه الغاضب لتقول:
-ادم بيه ال
قاطعتها كلمات فريده الفرحه وهي تقترب منه واللهفه تفيض من عيناها:
-ادم..
اقترب منها ادم ليقول بصوت شرس جعل يدها ترجع الي الخلف بدلا من احتضانه:
-عايزاني اسامحك ها..اسامحك علي خيانتك ونومك مع راجل غير ابويا وانتي علي ذمته...ولا اسامحك علي رميك ليا وهروبك عشان تتجوزي
اسامحك علي محاولتك للنصب عليا انتي وجوزك...ولا اسامحك ان جوزك حاول يقتلتي...وفي الاخر بتلفي علي دماغ مراتي صح ها انطقي
تعلثمت لتقول بخوف من هيئته وهي تبكي:
-ادم انا ندمانه اني سبتك سامحني انا
قاطعها وهو يركل المنضده التي امامه صارخا بصوت جهوري:
-في احلامك...عمري ماهنسي بسببكو مش عارف اعيش..بسببكو بقيت ضعيف اديتك فلوس تكفيكي عمرك الي جاي
ابعدي عني انا ومراتي والا هقتلك همحيكي واخليكي تحصلي الزباله الي كنتي متجوزاه
ركعت عند يده وقبلتها وهي تبكي بقوه قائله بصوت متهدج:
-سامحني انا استاهل بس متقساش كدا انا مش عايوه حاجه انا عايزاك جنبي ياادم...صدقني لو الوقت رجع هستحمل عشانك كل حاجه
ضحك بسخريه لاذعه ليقول والدموع تظهر في عينيه وهو يسحب يده بقوه:
-لو الوقت رجع ورا كنتي هتعملي غلطتك تاني..الي يهون عليه لحمه مره هيهون عليه ألف مره...
انهي جملته وهو يتذكر ضرب والده ترجيه لوالدته صفعه حياته مأساته بكاؤه ظلمته كرامته المبعثره حياته المعقده
نزلت دموعه دفعه واحده وهو يحدق في عيناها النادمه الباكيه ليمسح دموعه بقسوه ويقول بصوت شرس:
-جربي تقربي من حياتي تاني...وانا هندمك انك امي
ثم خرج تاركا اياها تنتحب وتناجيه بندم يعتصر قلبها
افاق من شروده علي تلك الدمعه الحارقه التي خرجت من مقلتيه ليتأكد انه يبكي
زمجر بخشونه وهو يلعن ذاك السائل الدافئ الذي يخرج من عينيه ويظهر ضعفه وهوانه
قامت بتكاسل من فراشها لتحضر قهوتها الذي اعتادت احتسائها منذ غيابه ...اصبح المنزل بارد هواء الشتاء حبيسه...رغم عدم تواجده الدائم ولكن فراغ قاتل يعتري قلبها...رغم اتصاله الذي يأتي مره في يومها الذي لا يتعدي الخمس دقائق
ولكن قلبها يفرح بهم ...اشتاقت له بشده
عند تلك النقطه افاقت من شرودها علي صوت فوران القهوه
تأفأفت بضجر بتجلب المنشفه الصغيره وتمسح بها بقايا القهوه لتنظفها وتخرج وهي تدلك رقبتها بتعب
لتسمع صوت باب يفتح لتتقدم من الباب بخطوات حذره وخائفه في وقت واحد
لتجده يدلف المنزل والارهاق بادي علي قسمات وجهه
ابتسامه واسعه احتلت ثغرها ومشاعر تتخبط في قلبها..الارتباك..الاشتياق..الحب...الخوف
لم تشعر سوا بنظرته وابتسامته التي تماثل ابتسامتها لتلمع عيناها ببريق لا ينبعث الا له
لتقترب منه بخطوات بطيئه ثم تتحرك بسرعه وهي تلقي بجسدها بين يديه
عقلها تائه لا تريد الان سوا عناق ...عناق يدفئ قلبها المشتاق
تأمل تلك التي بين يديه للحظات وهو مذهول من ردة فعلها تلك ...ولكن لم يدع فرصه ليمنحها مرادها ويلف يده حولها محتضنا اياها بقوه وابتسامه صغيره غزت ثغره...عندما شعر بها تشتد من عناقه
رائحة عطره الممزوجه بعرقه ورائحة سجائره...لتتنفسه ببطئ وكأنها تحبسه في رئتيها خشيه ان تفقدها
بعد عشر دقائق من عناق صامت
استوعبت ما فعلته...لتفتح عيناها بصدمه وتتورد وجنتيها من فعلتها
شعر بتحركها البسيط بين ضلوعه
ليفتح عينيه ويبعدها عنه بهدوء
وهو ينظر لوجنتيها التي اصتبغت
وحروفها المتعلثمه من فرط الخجل
ليبتسم وهو يرجع خصلاتها خلف اذنيها مستمتعا بخجلها وحروفها المبعثره
سامحا لعينيه ان تتأمل فيروزتاها
مرر انامله علي وجهها وابتسامته كما هي
كأنه يخبرها بشتياقه ولكن بالحسيه
لتجمع هي جمله مفيده قائله:
-حمدلله علي سلامتك
لم يرد وانما ظل يحدق بها بأبتسامه
وهزه بسيطه من رأسه ومازلت يده تحاوط خصرها ويدها علي صدره
لتقول بنبره متقطعه:
-امم مقولتش انك هتيجي بدرى عن شهر
رفع حاجبيها واوقف انامله ليقول بجديه:
-امشي تاني يعني
حركت رأسها سريعا قائله بنفي:
-انا مقولتش كدا انا اقصد...
ابتلع عبراتها التاليه وهو يقبلها بهدوء
توقفت حركتها وهي تطلع له بصدمه
عينيه المغلقه ملامحه الرجوليه الهادئه
شفتيه التي احتلت شفتيها بترحيب عاصف...لم تتحرك ظلت ساكنه تتأمله
ليبتعد عنها قليلا ويقبل رأسها وهو يفتح عينيه قائلا بأبتسامه مرهقه:
-الله يسلمك
ثم تركها واتجه الي غرفته ليرتاح من عناء السفر...وهي مازلت كما هي متسمره بمحلها
لتفيق من شرودها وهي تتذكر انه بطبع يحتاج طعام ليأكل ويرتاح
اتجهت الي الي غرفة الطعام واعدت له غداء شهي يجعله يبتسم
احضرت الدجاج والخضروات واخذت تعد الطعام بهمه ونشاط وبأبتسامه ولا تفارق ثغرها
ساعه او اكثر وهي تعد هذا وذاك
ثم اتجهت الي المبرد واحضرت عصيره المفضل الذي لاحظته في الايام التي قضتها معه
ثم احضرت الطعام وذهبت به الي غرفته
حمدت ربها ان الغرفه مفتوحه..لتدلف وتجده ممد علي الفراش وقد ذهب في سبات عميق
لتضع الطعام جانبا وتقترب منه قائله وهي تربت علي يده:
-غيث...غيث..قوم عشان تاكل
فتح عينيه ببطئ لتقول:
-يلا عشان تاكل.. جبتلك الاكل هنا
منحها ابتسامه صغيره وعدل من جلسته
لقف وتجلب الطعام وتقترب منه قائله وهي تهم بالخروج:
-لما تخلص ناديني
امسك يدها قائلا بصوت ناعس:
-كلي معايا
ابتسمت وجلست مره اخري لتشاركه الطعام او بمعني ادق تحدق في وجهه وتتابعه وهو يأكل ببطئ ...تأملت عيناه وجهه ثغره يده اشتياقها له اكبر من ان تخفيه تحت برودها
لتسمع صوته يقول:
-كلي ياشهد
تنحنحت بحرج وتناولت لقيمات صغيره
وانتهت لينتهي هو الاخر...ثم تعطيه عصير الجوافه ليأخذه بأبتسامه ويرتشف نصف الكوب ثم اعطاه لها...وضعته بيقول لها:
-ادتهولك تشربي
لم تنظر له لكي لا تفضحها ابتسامتها البلهاء لتأخذه وترتشفه
ثم وقفت لتحمل الطعام لتسمعه للمره الثالثه:
-تعالي تاني ياشهد
خرجت من الغرفه واتجهت الي غرفة الطعام لتنظف الصحون...التي اخذت منها دقائق ثم اتجهت اليه مره اخري
لتجده نائم بهدوء...اقتربت منه وجلست بجانبه اخذت اناملها طريقها الي خصلاته لتعبث به بهدوء
شعرت بيديه تجذبها لصدره..تسطحت جواره واراحت رأسها علي صدره وهي تستنشق عبقه بحريه وبدون قيد
ليرفع هو انامله ويغرزها في خصلاتها
لتغمض عيناها براحه حرمت منها ايام
ويغمض هو عينيه بتعب وارهاق وشعور اخر غزا قلبه
متسطحه علي فراشها ودموعها اخذت خط مستقم علي وجنتيها وهي تتذكر كلماتهم الاذعه التي ادمت قلبها
واحده تتهمها بالعهر وتكذب كلماتها
واخري تتمني لها الموت لتموت الفضيحه
واخري شامته واخري واخري
لتدلف والدتها وهي تحدق في وجهها بشفقه وحزن...
لتجلس جوارها وتتحسس جبينها قائله بصوت حنون:
-بردو بتعيطي يانور...قولتلك متسمعيش لحد ورحمة ابوكي لأجبلك حقك
نظرت لها نور واعتدلت لتلقي بأوجاعها في احضان والدتها لتقول ببكاء:
-شرفي بقا لبانه في بؤهم ياماما
محدش مصدق ان حيوان خطفني وعمل كدا محدش مصدق...غير كسرتي بعد موت ابويا...انا بموت ياما
عانقتها والدتها لتقول ببكاء وحزم:
-مصدقاكي يانور ..هنمشي من هنا هاخدك بعيد ياضنايا محدش هيقربلك
نظرت لها نور بدموع قائله:
-هنروح فين ياماما
لتقول هاجر وهي تمسح عبراتها:
-انهارده هبيع الشقه دي ...وهنسكن في حته بعيده عن هنا يانور...هما بيقولو كدا عشان مش عارفين تربية عوض عامله ازاي...بس انا مصدقاكي
القت نور رأسها علي قدم والدتها وظلت تبكي راجيه من الله ان يجلب لها حقها المسلوب
ضحكاتها تعلو علي كلماته وغزله الدائم لها وهم يتناولون الطعام لتقول هند بمرح:
-لا اعمل حسابك احنا نخلص الصفقه دي وهناخد اجازة راحه لان خلاص دماغي ورمت
امسك يدها وقبلها برومانسيه:
-سلامتك ياقلبي من عنيا
سحبت يدها لتقول بضحك:
-بطل نحنحه بقا يااياد...مش لايق عليك جو الرومانسي متعوده علي دبشك
عقد حاحبيه قائلا:
-وانا الي بقول البت تعبانه..دلعها يااياد استحمل دماغها الجزمه يااياد
كادت ان تتحدث ولكن تقيأت بقوه وهي تسعل بتعب
ليقف اياد بفزع ويقترب منها قائلا بلهفه:
-هند انا مش هسكت بقا البسي عشان اوديكي المستشفي
دفعته بيدها قائله:
-ابعد يااياد انا رجعت كتير
امسك منديل واقترب مره اخري وامسح فمها قائلا بقلق:
-قومي ياهند مش هطمن غير لما اشوف مالك...الحكايه دي اتكررت كتير
قامت لتقول وهي تنظر لملابسها بتقزز:
-استني يااياد انا قرفانه من نفسي
امسك يدها واتجه الي غرفتهم ليبدل لها ملابسها لتنظر له بتردد قائله:
-بص انا هقولك مع اني كنت شيلاها مفاحأه عشان عيد ميلادك بكره
خلع سترتها وهو يقول بعدم اهتمام:
-ايه ياهند
لتقول بوجه مبتسم بسعاده قائله:
-انا حامل ياأيدو
توقف عن خلع ملابسها ونظر لها بصدمه ليقول ببطئ:
-ايه
لتقول بصوت اعلي تشوبهةالسعاده والمرح:
-هتبقا بابا ياايدووو
حدود حصينة
قلبت عيناها بتملل وهي تسمع صوتها للمره الألف تطلب منها فعل شئ، لتنفخ بغضب متمتمه: -الله يولع فيكي انتي وجوزك في ساعه واحده...كرهت اسمي
ليصدح صوت لهفه من جديد:
-ياسماح تعالي اعملي الاكل قبل ما علي يجي..الراجل بيشجي طول اليوم
وقفت سماح بحنق وذهبت الي المطبخ وهي تتذكر كذباتها المتكرره بشكل ملحوظ...تقف وتعد الطعام لتقول انها هي من قامت بأعداده مستغله عدم تواجد سماح معهم
دلف اليها الغرفه بوجه خالي قائلا بلهجه مصريه تخالف لكنته الصعيديه:
-قومي عشان تاكلي ياسماح
رفعت عيناها من هاتفها لتقول بلا مبالاه:
-مش عايزه حاجه كلوا انتو
تنهد بنزعاج واقترب منها قائلا:
-ايه مشكلتك معايا...قومي كلي حتي لو لوحدك زي ما بتعملي
لم تزحزح نظراتها عن الهاتف:
-مش مستنياك تقولي...انا كلت من بدري
كور كفه بغضب واغمض عينيه محاولا تمالك غضبه الذي لو صبه عليها لهلكت
ليخرج من الغرفه صافعا الباب خلفه
تنهدت بضجر والقت الهاتف جانبا لتعبث بخصلاتها بملل وضيق...وقفت لتخرج وتأخذ بعض الماء
سمعت كلمات لهفه وهي تمر من امام غرفتهم
لهفه وهي تجلس جوار علي وتلتصق به:
-انهارده من صباحية ربنا بعملك الاكل ده
هيعجبك اوي
اخذ بضع لقيمات لينظر لها بتعجب قائلا:
-انتي الي عملاه
ارتبكت لهفه من تعجبه لتجيب بثقه:
-ايوه اني الي عملته ياسي علي ...ليه بتسأل ليه
ليقول وهو ينظر لها نظره ثاقبه:
-امي قالتلي انها طلعت لقت سماح هي الي بتطبخ..وانتي رجلك وجعاكي
تعلثمت وهي تضع خصلتها السوداء خلف اذنها قائله:
-لاه اني الي عملاه..هي كانت بتقلبه بس
تنهد بضيق واعاد نظره الي الطعام ليأكل بصمت وهو يفكر في ثانيته
لتسير سماح عائده الي غرفتها وفمها مفتوح بصدمه واضحه
افاقت من شرودها لتبتسم بخبث لتخرج حبوب من جيب سترتها وتضعها في الطعام قائله بعبث:
-بالهنا والشفا انتي وجوزك ياحلوه
ثم خرجت من غرفة الطعام وهي تقول بجديه للهفه التي تجلس بعنجهيه تتابع التلفاز:
-عملت الاكل يالهفه ...
نظرت لهفه لها بمحبه زائفه لتقول:
-تسلميلي ياست البنات...رجلي تطيب واني ارجع اعمل الاكل تاني
منحتها سماح ابتسامه صفراء ودلفت الي غرفتها وهي تتخيل علي ولهفه
وتضحك بخفوت
خرجت ضحكه ملئ فاهها وهي تراه يقف يحضر لها الطعام وهيئته مبعثره لتقترب منه قائله بضحك:
-ياحبيبي هتولع فينا...اقعد وانا هعمل الاكل ياايدو
عبث هو يترك الاناء لينظر لها:
-اصبري الاكل قرب يخلص...وبعدين ايه الي جابك هنا روحي نامي عشان البت متتعبش
نظرت له بصدمه قائله:
-انتا بتخاف عليها قبل ما تيجي اصلا ومش مهم انا...بتهزر يااياد
قهقه بقوه وهي يقلب الطعام لتقول بنتباه وغيظ:
-علي فكره بقا حاسه انه ولد...مش بنت
وهحبه اكتر منك وهنام جنبه وهبوسه وهلب معاه وهسيبك تنام لوحدك
ترك الملعقه واقترب منها رافعا حاجبيه:
-خلاص مش عايزه...رجعيه تاني...مش عايز انا
صمتت قليلا لتستوعب كلماته وملامحه المنزعجه لتتفجر ضاحكه وهي تنخفض ارضا من فرط الضحك
لتقول بتقطع وهي تضحك:
-اوع-ي تقول انك ب-تتكلم بجد..لا بجد اوعي
رماها بنظره حانقه ثم اقترب من الموقد وانشغل تحتضير الطعام
لتكتم ضحكاتها وتقترب منه محتضنه ظهره قائله بنبره ضاحكه:
-بحبك اكتر من اي حد علي فكره
التفت لها وابتسم بتساع كاطفل كافئته امه بحلوه لمدة اسبوع كامل
لتردف هي بضحك:
-بس هحب مالك ابني اكتر
انكمشت ملامحه واأولاها ظهره مره اخري وهي يكتم ضيقه بصعوبه
لتقول بهستيريا ضحك:
-يخربيتك دا انتا واقع علي الاخر
ابتسم بخبث واستدار لها ليقول بنبره جاده وهو يقترب منها لترجع الي الخلف تلقائيا ليقول:
-اممم وانتي ايه مش واقعه
ضحكت بخفوت وهي ترجع الي الخلف:
-لا طبعا مش واقعه
اقترب اكثر وحاوطها من كل الجهات ليقول وانفاسه ترتطم بأنفاسها:
-ولا بتحبيني
اضطربت انفاسها لتقول بصوت خافت وهي تحدق في زرقاوتيه:
-لا
مرر انفه علي وجنتها لتغمض عيناها بقشعريره تداعب سائر جسدها لتسمع صوته مره اخري يقول:
-ولا بتموتي فيا
انهي جملته وهي يقبل ثغرها بخفه ويبتعد مره اخري لتقول وهي تفتح بنيتيها محدقه في عينيه:
-لا بعشقك
ابتسم بتساع ليقول وهو يطبع قبله علي وجنتيها:
-واقعه يعني..ياااافروله
ابتعد عنها وهو يضحك...لتتورد اكثر وتضرب بقدميها ارضا قائله:
-تعرف انك رخم
نظر اليها بخبث وكاد ان يقترب لتردف سريعا قائله:
-بس حبيبي والله
-ايوا كدا اتعدلي
تنحنحت قليلا واقتربت لتقول:
-اياد من طلب صغير
-اممم اتكلمي
-عايزه اروح لتقي اطمن عليها يااياد
بقالي فتره مشفتهاش
استدار لها قائلا بجديه:
-لو جوزها لسه مسافر هوديكي
عقدت حاجبيها بتساؤل:
-وانتا عرفت منين
ابتسم قائلا وهو يجلس بتكاسل:
-في البيزنس مفيش
حاجه بتستخبي ياهند
معروف ان ادم الصياد دخل في ثفقه عالميه هيستورد اكبر كمية اقمشه
جلست هي الاخري قائله بتعجب:
-بس دا صاحب مصانع اغذيه
قاطعها اياد قائلا:
-ماركة A.s بقت عالميه ياهند...دلوقتي بقا صاحب مصانع اقمشه واغذيه غير معامل الادويه...
تمتمت هند بأيجاب:
-امممم...بس بردو مقولتش اروح ولالا
حرك رأسه بأيجاب:
-ماشي بس متتأخريش...ومتتحركيش كتير و...
قاطعته بحنق مصطنع:
-تحب متنفسش يااياد
قهقه قائلا وهو يداعب وجنتيها:
-ياحلوه الي دمها خفيف
قهقهت بسخريه ليحول مداعبته الي صفعه صغيره قائلا بضحك:
-طب امشي من هنا بقا ياحلوه امشي...
احتضن صغيرته بين يديه وهو يذهب ذهاب واياب لكي تنام بسلام
يشعر بأنها قطعه من روحه خلقت لكي يكون سعيدا فقط...وتقاته خلقت لكي يكون معذب الفؤاد فقط
تحسس حرارته صغيرته بشفتيه كما يري تقي تفعل ليري حرارتها بدأت بالانخفاض ..ثم وضعها في فراشها لتنعم بنوم هانئ ...وخرج من الغرفه وهو يتنهد برتياح
كانت جالسه علي الاريكه تتابع حركة الساعه وهي تتنفس ببطئ
لتراه بعد ثوان يخرج من غرفتهم
وقفت واقتربت منه لتتكلم..ولكن قاطعها بصوت جاد خالي من المشاعر:
-حرارتها نزلت...بقت كويسه
دمعت عيناها من اسلوبه الجاف لتقول بتماسك:
-ادم...لازم نتكلم
تنهد بنزعاج وسار الي باب المنزل لتقترب مره اخري وهي تهتف:
-متهربش مني وواجهني...اتفقنا اننا لو ضعنا من بعض نقطه هتجمعنا...بلاش تعاقبني بجفائك ياادم
التفت لها بغضب واطبق بكفه علي رسغها قائلا بصوت حاد:
-مين الي بيعاقب مين ياتقي
صمتت ولم ترد..ليصرخ بها اكثر قائلا:
-مين الي بيعاقب مين...رجعتي تفتحي في القديم ليه...بتوجعيني
هبطت دموعها لم تأبه بيدها التي تعتصر بين كفيه لتقول بتماسك:
-مبوجعكش انا بوجهك ياادم...بتهرب ولازم تواجه دي امك
-الي سابتني
هبطت دموعها علي لمعان عينيه لتقول:
-بس هي ندمانه
اجاب بنبره ساخره غير مبالي بصوته المتهدج:
-ومش هسامحها ياتقي..مش هسامحها علي عملته معايا
اقتربت منه خطوه لتقول يصوت مرتجف من كثرة البكاء:
-بس دي تعبانه ياادم..متخيل ان جالها القلب وممكن من انفعال جامد في اي وقت تموت
تحجرت الدموع في عينيه..لا يعلم ماذا يقول..يحبها رغم كل سوء فعلته به
تعلقه بها وحتي ان كانت بعيده كل البعد عنه..علي قدر حقده عليها..يخاف فقدانها
لم يشعر سوا وهي تحضنه قائله يصوت هامس:
-امك بتحبك وندمانه ياادم...ربنا بيسامح
احنا ياعباده مش هنسامح..والله قالتلي انها بتحبك ونفسها تسامحها
سامحها زي ما سامحتك وكملت حياتي معاك وانا بحبك وجايبه منك هدية ربنا لينا سيدرا...سامحها ياادم..السماح مش مسحيل
هنا انهارت حصونه القويه ليتمسك بها بقوه وهو يغمض عينيه بضعف
احتضنها بألم بتملك بوجع
الكثير والكثير من الاحاسيس بداخله
لتنزل دمعاته علي عنقها الصغير
ليقول بصوت هامس يغلفه البكاء والضعف:
-محتاجلك ياتقي... خليكي جنبي
انا ضعيف... انا تعبت ياتقي
داعبت خصلاته وهي تحاول كبت دموعها لتقول بنبره حنونه متماسكه:
-سامح ياادم سامح عشان تعرف تكمل
مفيش حاجه تستاهل القسوه
انهار في احضانها ليقع الاثنان أرضاً وهو يدفن وجهه في احضانها وهي جالسه وتضم جسده لها محاوله تبث له حنانها ودفئ جسدها له
ليقول ببكاء جعلها تبكي كارهه ضعفه الذي يؤلمها بل يقتل قلبها:
-اتعذبت ياتقي...انا تعبان بجد
انهي جملته وهو يتذكر كل العذاب الذي لحق به من ابوايه... المه جروح قلبه...يتذكر كم كان متعلق بها وتركته بسهوله خلف ظهرها
ليتمسك بتقي اكثر محاولاً ادخالها في قلبه لتري مدي المه وعمق جرحه
لتمسد علي ظهره بصوت ناعم رقيق:
-انسي وسامح ياادم... هساندك وهتنسي كل دا عدي دلوقتي وكل الي حواليك ارتاحو الا انتا... وهي..
ثم ابعدته عنها وهي تطلع الي عيناه الحمراء لتقول بنبره حانيه وهي تمسد علي وجنتيه:
-اقعد معاها ياادم...اسمعها جايز تشوفها مظلومه زي ماانتا اتظلمت..
تنهد بثقل واغمض عينيه محاولا السيطره علي ضعفه الذي فضحه مره اخري امامها ليسمعها تقول:
-حل مشاكلك واقعد معاها ياادم
صمت قليلا ليقول بصوت جاد:
-ماشي...هقعد معاها ياتقي
ابتسمت بتساع وهي تداعب خصلاته لتسمعه يقول بصوت شارد:
-بس مش دلوقتي...احاول انسي الاول وبعدين اسامح ياتقي
حركت رأسها بتفهم وهي تتأمل ملامحه التي باتت تعشقها بقسوته حد الجنون
شردت وهي تتناول قهوتها ببطئ
لتسمع صوت جواد وهو يقول:
-هنرجع امتا ياماما
نظرت اليه بجديه قائله:
-لما اصلح المايل هنا ياجواد
مش هسيب عيله متسواش تخليه زي احمد
تأفأف جواد بحنق ليقول بهدوء مصطنع:
-انتي عارفه انها مش زيها...ايه لازمتها بقا انك تدخلي بينهم
نظرت له بحنق قائله:
-دي نسخه صغيره من فريده...قولي كدا مين تستحمل ان واحد يتجوزها غصب وتكمل معاه وتخلف
وتخلف منه الا اذا كان عينها علي فلوسه ونفوذه
تنهد جواد بثقل قائلا:
-لا انا مش هستحمل كل دا ياامي
انتي عارفه اني مبحبش كدا
بلاش كفايه الي حصل ويلا نرجع ولو مش هترجعي هرجع انا
نظرت له بحده قائله:
-انتا بتقول ايه ياجواد
-بقول الي مفروض يتعمل...غلط الي بيحصل لو هي بتستغله وهو عارف يبقا احنا مالنا...
اجابت بغضب:
-دا حفيدي
ليجيب بنفعال:
-طالما سبتوه زمان ملكوش حق تدخلو في حياته...ادم معاه حق في الي بيعمله
لتقف هي بغضب هاتفه:
-بتكلمني كدا ليه ياولد
اجاب بنفس الانفعال:
-انا راجع امريكا انهارده ياماما ...مش هستني واشوف الي هيحصل
سلام
ثم غادر وتركها وحيده تحدق في الفراغ بصدمه...اصبح القصر خاليا يحويها هي فقط..تخلي الكل عنها...لتقسم في نفسها بعدم التراجع...
كعادتها لن تشاركهم..تمتم بتلك الكلمات في عقله وهو يتطلع الي الطعام بعدم شهيه لتقول لهفه بترقب:
-مالك ياعلي
تنهد قائلا بجديه:
-مليش..مفيش حاجه
لتقول وهي تنظر للطعام:
-معجبكش الاكل ولا ايه..مكلتش خالص
نهض واتجه الي فراشه قائلا:
-مليش نفس اكل يالهفه ...كلي انتي
تطعلت اليه ونظرت للطعام وبدأت في تناوله بهدوء تاركه اياه يسبح في شروده في من سحرت قلبه بحزنها
ليتخيل كيف سعادتها اذا
يحبها بشده...ورغم حبه لها لن يظلم زوجته الاولي..لن يقلل من شأنها..لن يحزنها...هكذا اقسم في نفسه ليلة زفافه علي الاخري...واقسم ايضا انه لم ولن يحب اخري غير تلك الاميره الحزينه
افاق من شروده علي صرخة لهفه وهي تدلف الي الحمام بسرعه...ليهب واقفا قائلا بقلق وهو يقف امام الباب:
-مالك يالهفه في ايه
لتقول بهدوء وهي في الداخل:
-مفيش ياعلي مغظ بس
تنهد برتياح وجلس علي الفراش لتخرج لهفه بعد دقائق...كادت ان تجلس..ولكن اطلقت صرخه مؤلمه ودلفت الي الحمام
ليتبعها علي بسرعه ولكن تغلق الباب بوجهه ليقول بقلق:
-يابتي مالك
اجابت بعد ثوان بشئ من الارتياح؛
-لاه انا كويسه بخير
لتخرج بعد ثوان وهي تتنفس برتياح مالبثت ان تقول بوجع:
-يامرك يالهفه
امسكها علي ذراعيها قائلا:
-في ايه يابت انتي
تملصت من بين يديه واسرعت للحمام قائله:
-معرفش معدتي سايبه ياعلي ...هملني دلوقتي
كانت تتابع الموقف خلف الباب وهي تضحك بخفوت ولكن كانت تتمني ان يكون علي اصاب بنفس الوعكه
اسرعت الي غرفتها وظلت تضحك بقوه ثم امسكت هاتفها واتصلت يشقيقتها
لتجيب بضحك:
-هدير الحقي
-في ايه يابت مالك
سماح بضحك دون توقف:
-في الحمام كل شويه
-ايه...مش فاهمه
قصت سماح كل الموقف لشقيقتها
وهي غارقه في نوبة ضحك
لتقول هدير بتأنيب:
-عيب كدا ياسماح مينفعش
سماح مبرره موقفها:
-هي الي ابدت الاول وو
قاطع كلماتها نبرته القويه وهو يصرخ:
-سماح...
قبلة عاصفة
الضوء متسلسل في غرفتها وكأنه انهي حدادها من الظلام فكرر التدخل وبقوه وهي جالسه علي فراشها شارده! وسؤال يدور في مخيلتها بلا توقف وقلبها يرتعد من الاجابه...ايحبها ام لا؟
ملت من تكرار هذا السؤال لتغمض عيناها بقوه طالبه خروج تلك لافكار من رأسها
لا تريد ان يحبها...لا تريد ان يتنفسها عشقا..تريده بجانبها فقط...لا تطمع في المزيد..يكفيها ان تعيش بجوار قلب يحنو عليها بدون مقابل..يكفيها تلك القبله الحانيه التي يطبعها جبينها او تلك القبله الشغوفه التي تأخذ ثغرها وتشتت قلبها
تكفيها تلك الابتسامه التي تجعل بريق عيناها يتلألأ له فقط
يكفيها ذاك العناق الذي يدفئ قلبها البارد
ويكفيها شعور السعاده الذي يغمرها عن رؤيت...ه
افاقها من شرودها طرقاته علي باب غرفتها...لتقف وتتجه اليه وتفتح له
ليظهر من خلف الباب رجل قلبه ميت ووجهه علي قيد الحياه...يرتدي ملابس سوداء وملامحه مبهمه..نظراته جامده
انكمشت ملامحها بقلق لتقول:
-مالك ياغيث..فيك حاجه
لم تتغير ملامحه وانما تفوه بجديه:
-انا مش هاجي البيت انهارده..متستننيش
-طيب ماشي..بس مالك في حاجه
استدار وتنهد بقوه ودموع تلتمع في عينيه أبت ان تفضحه ليقول بصوت جاد:
- انهارده سنوية مراتي سنوية ملك
ارتخت ملامحها وهي تشعر بلفحة هواء ضربت قلبها بقوه لتبرد بشرتها وهي تقول بصوت هامس:
-اه...ربنا يرحمها..ويصبرك
انتهت الاغنيه والصمت يعم المكان
لتصدح كلمات فيروز مره اخري وهي
تشتت مشاعرهم وتتلاعب بهم
همهم بصوت منخفض لم تسمعه
ثم خرج من المنزل بسرعة البرق
تاركا خلفه فيروزتين تلتمع بدمع..وتخبر نفسها بأتفاقهم مسبقا..لاوجود للحب..هم احتياج لبعضهم فقط..ولكن اللعنه علي قلب تمرد وتعلق بقلب لم ينسي اخر ...
حزنه الذي رأته في عينيه أكد لها
ان قلبه سيظل لزوجته مهما مر الوقت
ستظل مالكته وأميرته..وحتي ان اخذها الموت...
ضحكت بسخريه وهي تتأمل نفسها وهي تحسد مرأه تحت التراب..تحسدها علي حب حبيبها لها ووفائه رغم موتها
اتجهت الي هاتفها وأطفأت هاتفها علي كلمات فيروز وهي تقول
بعدك علي بال-ي
ياقمر الحلوي-ن
يازهرة تشري-ن
يادهب الغال-ي
بعدك علي بال-ي
ياحلو يامغرور
ياحبأ ومنتور
علي سطح العال-ي
وجلست علي فراشها تتأمل فراغه
ودموع حزن له وعليه..
شرود يحتل عقلها منذ تلك الليله التي قبلها فيها..ورزع جنونه بها
منذ ان زرع التوجس داخلها
رفعت اناملها الي شفتيها لتتحسسهم ببطئ وعيناها محدقه في الفراغ
وهي تسعل بقوه محاوله شغل مرضها بأي شئ..لتسترجع تلك الذكري
التفتت اليه وملامح الريبه تحتل وجهها
لتراه وهو ينظر لها بغضب بعتاب ليغلق الباب ويتجه لها بخطوات سريعه وهو يجذب زراعها بقوه قائلا:
-انتي الي عملتي كدا..انتي الي خليتيها تعبانه كدا ياسماح
تأوهت بوجع وهي تنظر لعينيه بحده قائله:
-هي الي ابتدت..خليها تشرب بقا عشان انا زهقت منك ومنها
احدت نظراته ليقول بريبه:
-ابتدت ايه..لهفه عملت ايه
نزعت يدها من قبضته لتقول بعصبيه:
-قول مش عامله ايه..اكيد انتا الي موصيها تعمل كدا مش بعيد عليك
صرخ بها بغضب وهو يحدق بها:
-اخلصي عملت ايه
-فاكراني خدامتها انا الي شايله كل البيت
وقال ايه رجليها وجعاها..انا بطبخ وبنضف وبغسل وبعمل كل حاجه..وفي الاخر تقول ان هي الي عملت لا وانا بكون نايمه وهي يعيني بتتعب...انا مش خدامه عشان اتعامل كدا...واصلا زهقت من الجوازه دي..
انهت كلماتها وجهها يحمر بفعل الغضب وشفتيها ترتجف مع كل حرف تتفوه به
ليصب هو كم تركيزه علي انفعلاتها
وحركت شفتيها ذهابا واياب
تلاشي غضبه منها ليتحول لغضب لاجلها
ليحاول ان يخرج كلمات اعتذار ولكن غريزته الرجوليه لا تسمح بالخضوع
تنهدت سماح بغضب وحزن مكبوت لتقول بنبره مهزوزه مهدده بالبكاء:
-انتا لو بتحبني بحد هتطلقني ياعلي
انا فيا الي مكفيني..متزودش الهم عليا
ثوان معدوده والتصقت في الحائط بفعل يديه وهجم علي شفتيها معاقبا اياها علي تفوه تلك الكلمات التي لا محل لها في عقله وخانات قلبه
حاولت دفعه ولكنه ثبت يديها بأحكام
ليفقد شعوره بمن حوله سواها...هي من سلبت قلبه منه ليصبح ضعيف في هواها
يكره ضعفه ولكن يعشقها هي
يكره انصياعه لقلبها ولكن يعشق قلبها المتمرد الذي يهوا عذابه
تلك هي قلوب اولاد ادم يهوو من يعذبوه ويطعموه من علقم الاشتياق
خارت قواها بين يديه من فعل قبلته الجامحه..لم تكن قبله رقيقه..بل قويه غاضبه مدميه...ولكن انهارت امامها
لحظات وشعرت بيديه تتجول علي جسدها ويغرز يده في خصرها وكأنه عابر سبيل ووجد ضالته وتمسك بها بكل قوته
فتحت عيناها بفزع وهو يحاول نزع ملابسها وهو مغمض عينيه ومنسجم في قبلتها العاصفه للقلب
دفعته بقوه ليرجع بضع خطوات الي الخلف علي حين غره...لتقول بصوت متقطع من لهثها:
-أأنت..سافل وقليل الادب
تدارك نفسه ليقترب منها بهدوء ويقبل رأسها مطولا عنوه عنها ليقول بصوت هامس:
-قولتي طلقني وشوفتي عملت ايه
مابالك غلطك فيا...متخلنيش اتخلي عن صبري ياسماح
ثم وضع جبينه علي جبينها ليستنشق انفاسها بحريه دون قيود...لم يكفيه اخذ عذرية شفتاها ولن يكفيه اختراق ضلوعها وحبسها داخل صدره..ولن يكفيه استنشاق هواء رئتيها...انما يريد اخذ عذرية قلبها ويطبع صكه عليه
ثوان من الانفاس المتهدجه المختلطه
والحاسيس التي تتصارع داخلهم
شعرت بأغلاق الباب ولفحة هواء تداعب جسدها الذي كان يختبئ بجسده ويستمد الدفئ منه
فتحت عيناها لتجد نفسها وحيده بالغرفه
رغم حقدها عليه ولكن شعور الدفئ في ليلة بارده قارسه جعلها تحب ذالك القرب
ظنت ان تلك هي ليلتهم وستكون زوجته
بالفعل...ولكن ذهب!
افاقت من شرودها علي دخول علي وهو يحدق في وجهها ماليا ليقول بجديه تشوبها القلق:
-لهفه قالت انك مخرجتيش من اوضتك خالص..فيكي حاجه
عدلت جلستها لتقول بصوت واهن:
-لا انا كويسه الحمدلله
صوتها الضعيف جعله يقترب منها والخوف يدب في قلبه ..من ان يصيبها مكروه ليقول بقلق وهو يتحسس جبهتها:
-لا صوتك مش كويس...وكمان سخنه جدا
ارجعت رأسها للخلف بتعب قائله:
-انا كويسه ياعلي دول شوية برد بس
جلس علي الفراش جوارها وظل يتحسس جبينها بقلق ليقول:
-طب قومي هوديكي المستوصف
انتي سخنه اوي ياسماح
لم تسمع كلماته لانها سبحت في نوم متعب...ويخونه تعصف بجسدها
ليقف هو سريعا ويتجه الي غرفة الطعام
يجلب ماء وقطع ثلج صغيره
وقماشه ليخفض حرارتها
بينما خرجت لهفه من الغرفه قائله:
-علي..امي شيعت محمد يوديني ليها
اني هروح دلوقتي..ماشي
تحدث علي عجله من امره وهو يدلف غرفة سماح:
-روحي يالهفه روحي
نظرت له بتعجب من قلقه ولم تبالي
ذهبت لترتدي ثيابها وتخرج
بينما علي جلس بجانب زوجته
ووضع القماشه المبتله علي جبينها والقلق ينهش قلبه بدون رحمه وهو يتطلع الي هيأتها الشاحبه
امسك يدها ولثمها مطولا قائلا:
-يحميكي ليا يانبض القلب
ثم عاد الكره ووضع قطع ثلج في الماء لكي تتحسن ويرتاح فؤاده
طرق بقلمه علي سطح المكتب والغضب يأكل قسمات وجهه ليقول بصراخ:
-يعني ايه الشركه بتنهار
في ايه..اسحب من البنوك وسدد يايس
اعمل اي حاجه تنقذنا من الانهيار دا
تنحنح يس وهي يضبط كراڤته:
-البنوك حجزت علي الفلوس كلها ياباشا
ومحدش من اعواننا عايز يساند كله بيهرب
توسعت عين عبدالحميد ووقف بصدمه جاليه علي وجهه ليقول بتقطع:
-فلوس..اتحجزت..ازاي..وليه
-دا الي عرفته ياباشا..الديون كترت والشركات بتقع واحده واحده
كلم حد من الكبار يساعدنا
سقط علي كرسيه وهو يحدق حوله بشرود ليقول:
-هكلمهم اكيد هكلمهم
امسك هاتفه واتصل بأحدهم ليقول بلهفه:
-ايوا ياباشا...انا بغرق في الديون
انا محتاجكم جنبي...
-احنا اديناك ياعبدالحميد وانتا معرفتش تحافظ عليها..مطلوب مننا ايه تاني
مسح عبدالحميد وجهه بضياع ليقول:
-فلوسي اتحجزت...الشركات بتنهار والكل بيهرب مني باباشا..ساعدوني
-هشوف وهكلمك ياعبدالحميد..سلام
عبدالحميد بسرعه:
-امتا باباشا...الو الو
انغلق الخط في وجهه ليحدق في الفراغ بشرود والعرق يتصبب من جبينه ليسمع صوت يس يقول بتوجس:
-قالك ايه ياباشا
-هيتصل..قال هيتصل مش هيتخلو عني يايس هيتصل تاني
قالها بأمل والمراره تندلع في حلقه
والاخر حرك رأسه بقلق
بدأ الليل بفرض سطوته علي السماء
ليزينها بجواريه الصغيره وكأن اللوحه الفنيه اكتملت بفعل الخالق
كانت تغني بصوت عزب رقيق يخطف الانفاس..وهي تنظر لصغيرتها التي تضحك ببرائه زادتها جمالا فوق جمالها
لتقول تقي بغناء:
-معذوره ياناس لو خبتها من العيد للعيد
لو شفتو جمالها هتحتارو تحتارو تحتارو
والبيض والسمر هيتدارو هيتدارو والحب هتحصل في ازمه وتسعيرته هتزيد
ضحكت الطفله مره اخري وهي تلوح بيدها في الهواء لتقول تقي بضحك:
-ياروحي علي ضحكتها...حلوه زي باباها
ثم اردفت بعبوس:
-بس اوعي تطلعي بتكشري زيه
هزعل اوي ياسوسو
ثم قبلت وجنتيها وحملتها وظلت تغني وتسير في الغرفه ذهاب واياب
شعرت بيد تحاوط خصرها بقوه
ورائحة عطره تفوح في الارجاء
وانفه اخذ عنقها في جوله رقيقه ليهمس بصوت رجولي ناعم:
-ابوها عايزها زيك بظبط..نسخه منك
ارتعش كل انش في جسدها وهو يدفن وجهه في عنقها مستنشقا عبيرها بقوه لتقول بصوت هامس:
-حمدلله علي السلامه
اخذ قدر كافي من عبيرها وابتعد ليديرها له ويرا وجهها الذي يلاصق وجه طفلته
وكأن اية الجمال تتجسد فيهم
ليقبل طفلته قبله طويله علي خصلاتها ويقول بأبتسامه:
-وحشتيني
توردت وجنتيها وتنحنحت لتذهب الي الفراش وتضع صغيرتها عليه ثم اتجهت الي خارج الغرفه قائله:
-هروح احضرلك العشا
امسك يدها وجذبها اليه لتصتدم بصدره شاهقه بفزع ليقول بحنق:
-بقولك وحشتيني..مش جعان
حاولت الابتعاد لتقول ببطئ:
-ادم متنساش اتفاقنا
ثبت رأسها بين يديه وقبل جبينها قائلا بهمس:
-وحشتيني
صمتت ولم تعرف ما تقوله
ليقبل وجنتها قائلا بصوت ضعيف وصل لمسامعها:
-وحشتيني ياتقي
تنحنحت بقلق لتقول:
-ادم متنساش اتفاقنا
لم يسمعها وقبل وجنتها الاخري قائلا:
-وبحبك
كادت ان تنهار وتعانقه بكل ما اوتيت من قوه وتصرخ بصوت قوي احبك واشتقت لك..ولكن تذكرت هدفها
لتشعر به يقبل انفها برقه
حاولت التملص منه..ولكن جنونه بها اقوي من محاولاتها..هي عبيره الجميل الذي لا يقوي علي عدم استنشاقه
لتقول بهمس وقد بدأت تضعف:
-ادم..متنساش اتفاقنا
لم يجب وظل يقبل كل انش في وجهها
ثم نزل علي ثغرها ببطئ وطبع قبله صغيره جاهد ان يترك بعدها شفتيها
ولكن موته اهون من امتناعه عنها
قبلها بجنون عهدته من قبل
بلهفه وحب يفيضان من عينيه
وقلبه...لعن اتفاقهم الذي قطعه علي نفسه..كانه حكم علي نفسه بالموت قبل تذوق رحيق شفتيها
غرز اصابعه في خصلاتها مقربها منه اكثر
راجيا ان يدخلها في قلبه لتكون داخله الي يوم موته
ابعدته عنها بقوه هامسه بصوت متهدج:
-متخلفش وعدك ياادم..بلاش تخلفه
ثم فرت من امامه بسرعة البرق
فتوقه اليها وشوق تعدا كل الحدود وخلف كل المواثيق
ليمسح علي شعره بقوه وهو يلتقط انفاسه بصعوبه بفعل شفتيها التي تذهب عقله كالمسكرات...ليتهم يعلمون ان شفتيها من المحرمات...من تذوقها ادمنها
اغمض عينيه بحنق وهو يسترجع اتفاقهم الذي يمنعه من لمسها او بثها عشقه لها
وهو يتذكر كلماتها
*وانا مش هكون ليك لا بقلبي ولا بروحي الا لما الخلافات دي تخلص وتقعد مع امك ياادم...هفضل بعيد عنك لحد اما اشوف تغيرك ولحد ما تهدي وتسامح زي ما هسامحك*
بتذكر ردة فعله الجنونيه وتحطيمه للمنزل بالكامل..صارخا فيها كيف تمنع عنه حبها كيف سمحت لنفسها قول تلك الكلمات
ولكن ما كان عليه سوا الصمت وهي تخيره بين عدم مسامحته...والغرق في عشقه الي يوم الممات
همس ادم في نفسه بحنق:
-اتفاق زفت...استغفر الله العظيم
ثم خرج من الغرفه ليجدها تعد الطعام وهي متوتره...لعن تحت انفاسه..فهو شعر بحاجتها الي ضمه ولكن ترددها منعها
ليقول بغضب وهو يمسك يدها ويحثها علي النظر له:
-انتي عنيده ليه...شيلي الاتفاق دا..مبحبش يبقا بينا حدود ياتقي
نظرت له بهدوء لتقول:
-دا اتفاق مش حدود ياادم..انا ليك ديما وخيرتك ياابقا ليك بقلبي ياابقا ليك غصب عني
تحدث بغضب وهو يحدق بها:
-بس انا اقدر اجي جنبك واحضنك اقدر امحي الوعد دا كأني مسمعتوش
حدقت في عينيه قليلا قبل ان تردف بجديه:
-بس متقدرش تخلي قلبي يصدقك بعد كدا ويأمن ليك ياادم..متقدرش تخلي قلبي مينساكش
حدق بها بغضب هادر قبل ان يقذف كل ما يحتويه الكونتر ارضا ويتحول الي زجاج متناثر كاطفل صغير تمرد فاتجبر
ثم خرج من غرفة الطعام والغضب يعمي عينيه..بينما هي واقفه تطلع في فراغه بذهول من ردة فعله لتقول بهمس:
-دا جزء صغير من غضب الطفل الي جواه
معلش ياحبيبي اغضب براحتك...المهم بعدين هنبقا مرتاحين
اعادت تنظيف الفوضي من جديد وهي تضحك بخفوت علي ردة فعله الغير متوقعه
بينما هو اتجه علي الغرفه المجاوره لغرفتهم الذي يمكث فيها منذ اتفاقهم وهو يتمتم بغضب:
-تولع عيلة الصياد كلها...مش عارف احضنها مش عارف احضن مراتي
خلع سترته وقميصه والقاهم ارضا ثم تسطح الفراش وهو يلعن ويشتم كل من كان سببا في بعده عن حوريته
شارفت الساعه علي منتصف الليل
ومازال لم يأتي...نظرت الي الساعه لا تعرف كم مره نظرت اليها لتقول بقلق:
-انتا فين ياغيث
لا تعرف لما شعرت دقات قلبها تتعالي خوفا عليه...لم تشعر ذاك الاحساس من قبل لم تلتهف علي احد او تقلق او...تنتظر
اخذت الوشاح الصغير الذي يستر ذراعيها من الهواء ووقفت امام الشرفه منتظره اياه...نظرت الي السماء وكأنها تحدثها بصمت
لتسمع بعد دقائق صوت سياره
امعنت النظر لتري ان السائق ليس غيث
وانما شخص اخر
ارتعبت اوصالها لتحدق اكثر لتجد احدهم يسند غيث الذي خارت قواه
لتشهق بصدمه وخوف وتتجه الي الباب سريعا لتفتحه له
بعد دقائق وجدت شاب في عمر غيث يتكلم بصوت غاضب مكتوم بينما غيث يتمتم بنعاس ...لتخرج من الشقه لتقول بخوف:
-غيث مالك فيك ايه
رفع الشاب عينيه ليري تلك صاحبه العيون الزمرد والقميص الاسود الطويل ووشاح ابيض يغطي بشرتها السمراء
لتلتمع عينيه قائلا بحرج:
-انتي مدام شهد
رفع غيث رأسه ليقول بضحكه صغيره بغير وعي وهو ينظر لها:
-اه هي..دي مراتي جميله صح
حدقت شهد به بصدمه لتقول للشاب:
-غيث ماله..كأنه مش في واعيه
تنحنح وائل ليقول بحرج:
-دا شارب كتير فا هو مش عارف بيقول ايه
ابتعلت صدمتها الثانيه وتوجهت اليه وامسكت يده لينظر غيث لوائل بثمل؛
-هي دي الي مخ مخلياني كدا...تعرف مكنتش فاكر اني هحب..
قاطعه وائل وهو يجلسه علي الاريكه:
-انا ماشي بقا يامدام..هينام وهيبقا تمام
لفت الوشاح عليها لتقول بضيق:
-شكرا ليك
رحل وائل بصمت تاركا غيث ينظر لشهد ويتمتم كلمات غير مفهومه
اقتربت منه شهد وجثت علي قدميها امامه قائله بحنو وهي تمسح وجنته:
-مالك ياغيث..اول مره اشوفك كدا
سقط نائما علي مسند الاريكه ليقول بهمس:
-بحبها ياشهد بحبها
تحولت نظراته الحانيه الي حزينه لتصطنع الابتسامه قائله:
-طيب فين المشكله
نفض يدها عنه ليقول بنفعال ثمل:
-فيكي المشكله فيكي..انا انا كنت هنسي يوم موتها بسببك..الي فكرني ابوها
المش-كله اني بحبها وبعشقك انتي
فتحت عيناها بصدمه وارتجفت يداها ليتابع بوهن ودموع:
-حبيتها في خمس سنين وعشقتك في كام شهر...وعدتها اني منسهاش..بس نسيتها بسببك
لتقول هي بدموع خرجت من عيناها:
-طب انا ذنبي ايه ياغيث
عدل جلسته بنفعال بيقول بصوت مهزوز:
-ذنبك انك شهد..ذنبك ان دي بتلمع لما بتشوفيني..انتي بتهتمي بيا..بس انا مش عايز..مش عايزك عايزها هي
تحشرج صوتها لتقول ببكاء وضعف:
-يعني امشي ياغيث
دمعت عينيه اكثر ليقول وهو يحدق في سقف الغرفه وقد استعاد جزء من وعيه:
-لو فضلتي هحبك وهنساها وهندم..ولو مشيتي هتعب وهحبك بردو
صرخت به ببكاء وهي تدفعه:
-طب اعمل ايه..افضل ولا امشي
اجابها بهمس ألمها:
-متحبنيش ياشهد متحبنيش خالص..هي اخدته ومشيت..بس انتي زرعتيه تاني هتتعبي اوي
انهي جملته وهي يضع يده علي قلبه ويغمض عينيه بنعاس
حدقت بوجهه وعيناها تفيض دمع
تحسست وجهه بأنامل مرتعشه
لتقول ببكاء:
-مش هقدر..لاني بحبك ياغيث معرفتش محبكش..معرفتش اشوف طيبتك ومحبكش...انا بحبك ياغيث
انهارت وهي تضع جبينها مقابل جبينه بعد دقائق قامت ومسحت عبراتها
ثم خلعت حذائه وسطحته علي الاريكه
وجلبت غطاء لتدثره جيدا
ثم جلست امامه تتأمل وجهه وهي تبكي
كذبت واخبرته انها تحبه...بل هي تعشقه
باتت تعشق قلبه الصامت ومشاعره الهياجه..اصبح ادمان بنسبة لها
اصبح الزوج والعشيق والاب والام والابن
يكفيها شعور الامان الذي يحتل قلبها وهي معه...كرهت زوجته المتوفاه..كرهتها لانها سبب وجعه
كرهت نفسها لانها ارهقته
مسحت دموعها وحدقت في النهار الذي بدئ بالظهور...لتقف وتتجه الي غرفتها لتحضر ثيابها...سترحل
هي تحبه وستظل تحبه..ولذالك سترحل لن تسطيع تعذيبه او تعذيب قلبها
جمعت جميع اشيائها وابدلت ملابسها
وخرجت لتقف امامه والدموع لم تتوقف
انخفضت لمستواه وطبعت قبله صغيره علي شفتيه كوداع وهمست امام شفتيه وهي تبكي قائله:
-بحبك وهفضل احبك رغم المدة القصيره دي..انتا بس الي حسستني اني بني ادمه وعشان بحبك ...همشي
دفنت وجهها في عنقه لتستنشق عطره ثم حدقت بوجهه النائم...وقفت لتذهب
نظرت الي المنزل وهي تبكي
ثم غادرت بهدوء...ولكن قلبها يصرخ يريد البقاء..يريد ان يبقا في عرين غيثها
ولكن لا تريد ان تراه يتعذب يكفيه عذابه
ويكفيها ألمها
تااابع ◄ قاسي ولكن أحبني