رواية قاسي ولكن أحبني الجزء الثالث والعشرون
تحت مسمى الحب
صدح صوت الاذان معلنا عن موعد صلاة الظهر في الاسكندريه...استيقظ غيث وهو يشعر بألم في رقبته وظهره، ليفتح عينيه ببطئ وهو يعتدل في جلسته.. ويحدق حوله بهدوء لم يعهده، وزع عينيه في ارجاء المنزل ليقف والصداع يحتل رأسه بألم.
تحدث بصوت ناعس وهو يفرك عينيه قائلا:
-شهد
لم يتلقي منها رد..ليقف بعدم اتزان ويقول بصوت اعلي:
-ياشهد
لم يتلقي مره اخري ..ليستفيق بالكامل وهو يحدق في المنزل..ويلاحظ ذاك الهدوء الغير معهود...المنزل خالي من رائحة قهوتها الصباحيه...لم يصدح به صوت فيروز المحبب لقلبيهما
وقف ليتجه الي غرفتها..ويحاول التذكر كيف وصل الي المنزل امس
طرق الباب عدة طرقات ولم يجد استجابه...دلف الي الغرفه بعجل والقلق اخذ قلبه ...ليجد الغرفه مظلمه ..خاليه
لا خطوت شمس تمر عبر النافذه ولا هواء يداعب الستائر... ولا هي...وجد الغرفه كما كانت قبل شهور
خرج من الغرفه وهو يحوم في المنزل بأكمله وهو يقول بقلق وصوت مرتفع
-شهد...ياشهد
الغرف ...المرحاض ...غرفه الطعام... الشرفه ...والليڤنج..لم يجدها بأي منهم
دلف غرفتها مره اخري وتمعن فيها جيدا
ثم تذكر وجه شهد الباكي امامه...ليفتح عينيه بقوه محاولا التذكر
اتجه سريعا الي الخزانه..ليجدها فارغه
هنا تذكر حوارهم امس...تذكر همسها له بأنها تحبه...تذكر زجره لها
همس وهو يمسح وجهه بجنون:
-لا مش معقول تمشي...اكيد بتهيألي
خرج من غرفتها سريعا واخذ مفاتيحه وهاتفه وارتدي حذائه...ليخرج بأقصي سرعه من المنزل ليجدها
امسك هاتفه واتصل برفيقه ليقول بصوت عصبي مرتبك:
-وائل...حصل ايه امبارح
اجاب وائل بجديه:
-في ايه ياغيث مالك
صرخ به الاخر وهو يقود سيارته:
-اخلص ياوائل حصل ايه امبارح
-سكرت جدا امبارح واخدتك وروحتك وكانت مراتك قلقانه عليك جدت...وهلفطت بالكلام
ارتجف قلب غيث ليقول بريبه:
-قولت ايه ياوائل
-سألتني اذا كانت مراتك جميله..وكنت لسه هتتكلم وتقول بتحبها بس انا لحقتك
غيث بغضب وهو يمسح وجهه بتوتر:
-انا قمت من النوم لقيت البيت فاضي
شهد مشيت...وافتكرت حجات كدا
اجاب وائل بتوجس:
-عملت ايه ياغيث
غيث وهو يتذكر بصعوبه:
-كانت بتعيط..وانا قولتلها اني مش عايزها..وعايز ملك..وانها متحبنيش وو
فتح عينيه بصدمه وهو يتذكر سماعه لجملتها الذي دقت كالأجراس في رأسه
*وعشان بحبك..همشي*
اوقف السياره بشكل مفاجأ مما سبب صوت احتكاك الاطار بقوه ليقول وائل بسرعه:
الوو..غيث..انتا كويس
اقفل الهاتف والقاه بجانبه وهو يضرب رأسه بالدريكسيون قائلا بصراخ:
-غبي غبي غبي
وافكار انها تركته توجعه..وكأن زوجته ماتت من جديد..ألم قلبه اصبح من السمراء..قاد سيارته مره اخري بسرعه شديده وكأنه يسابق الوقت
فكر بتفكير شهد من المؤكد انها لن تذهب الي شقتها التي كانت تمكث بها قبل زواجهم...ولكن سيذهب من الاحتياط
وصل الي البنايه واتجه سريعا الي البواب الذي وقف سريعا عندما رأه ليقول له بصوت حاد يشوبه القلق:
-الانسه الي كانت في الدور التالت ..مرجعتش الشقه
هز البواب رأسه بنفي قائلا:
-لا ياباشا الشقه سكنت ساكن تاني اصلا وو
لم يستمع غيث الي باقي حديث البواب وركب سيارته مره اخري واتجه الي نيايه الاسكندريه بأقصي سرعه
وهو يردد داخله..لن يفقدها لن تتركه ..لعن نفسه الف مره علي تفوه بتلك الكلمات..ولكن لم يندم علي قول انه عشقها...ولم يندم علي قول حبه لزوجته
كانت تعد الطعام وجهها شاحب
جسدها اصبح نحيل جدا
وشارده طوال الوقت...اجرت تلك العمليه وهي تري الموت بعيناها...لم تنسي كم المهانه التي تلقتها وهي تحاول جمع نقود العمليه..سرقت قرط شقيقتها..باعت ذهبها..سرقت نقود والدها..فعلت كل مالا تتخيله
خطأ واحد جعلها ترتكب سلسله اخطاء
الزنا ثم السرقه...وماذا بعد
حدثت نفسها بتلك الكلمات قبل ان تسمع صراخ والداتها وهي تندب حظها
خرجت سريعا واتجهت الي غرفة والدتها وهي تقول بفزع:
-في ايه ياما
نظرت لها والدتها بدموع قبل ان تقول:
-ابوكي هيتحبس يانسمه ..الراجل راح سلم وصل الامانه..ابوكي هيتحبس
لولا الألف جنيه الي كانت هتسكت الراجل اتسرقت
ارتجفت يد نسمه لتجلس جانب والدتها وتواسيها قائله:
-معلش ياما هتفرج والله
مسحت والدتها عبراتها بكفها لتقول:
-هاتي دهبك علي دهبي ونسدد الفلوس يانسمه...مش هتفرج علي ابوكي وهو بيتحبس
تغيرت ملامحها وشحبت لتقول برتباك:
-البت عزه استلفتهم مني عشان جايلها عريس..هاخدهم ونبيعهم ياما
وقفت والدتها واردت حجابها الاسود بسرعه وارتدت حذائها لتقول وهي تأخذ هاتفها الصغير:
-طيب انا هروح لام ابراهيم تديني فلوس الجمعيه...هخليها تديهالي بت البت تونه
-ماشي ياما متعوئيش
خرجت والدتها لتتركها في حيره كيف ستجلب الذهب..قطع شرودها رنين هاتفها..لتلتقطه لتري المتصل منعم
تشنجت قسمات وجهها بقسوه وتفصل الخط..ولكنه اتصل مره اخري ..تمتمت لاعنه اياه وفصلت الخط
بعد ثوان سمعت صوت وصول رساله
التقطت الهاتف وفتحتها لتري صوره لها وله في وضع مخل غير لائق
ليتلون وجهها وتلطم خدها بصدمه قائله:
-يالهوي..ايه دا
وصلت رساله اخري تحتوي علي فيدو لهم سويا يمارسون الزنا بصوت والصوره
لتلقي الهاتف وتبكي يقوه وشاهقه بصدمه..وهي تقول بفزع:
-عملتها فيا يامنعم هتفضحني
لتصل رساله اخري...ترددت في فتحها
ولكن فتحتها لتري كلمات مهدده*الصوره والفيدو دول من وسط فيدوهات مقابلتنا ياحلوه..فاخليكي شاطره كدا وتعاليلي في الشقه عشان نتفاهم علي راحتنا*
لطمت خدها للمره الالف وهي تبكي وتشتكي حالها نادمه علي تلك العلاقه الفاضحه
قامت بعد ساعه من البكاء والنحيب واردت عبائتها وحجابها علي عجله
وخرجت من منزلها كالتائهه
رأت مجموعه من النساء جالسات امام احد البيوت يتمتمون علي حال اباها وتلك العثره الي حلت بهم
لم تعيرهم انتباه وانما صبت اهتمامها في تهديد منعم لها ...ولما فعل ذالك
بعد دقائق وصلت الي شقته
وطرقت الباب عدة طرقات ليفتح لها وابتسامه صفراء ترتسم علي وجهه
دلفت لتقول بغضب وبكاء:
-عايز مني ايه يامنعم وايه الصور دي
اقترب منها بأبتسامه وهو يداعب وجنتيها لتدفع يده بتقزز ليقول:
-تؤتؤتؤ اهدي كدا عشان نتكلم
-هات الناهيه يامنعم عايز ايه
جلس منعم ليقول وهو يمسك ورقة سيجاره ويلفها بيده ثم لعقها ليقول:
-شغلانه حلوه..في كل واحده همسح فيديو وصوره
جلست لتقول وهي تمسح دموعها:
-شغلانه ايه دي
ليقول ببرود وهو يشعل سيجارته:
-دعاره...شغلانه حلوه ومع كل طلعه همسح فيديو ليكي
اكفهر وجهها ولاحت الصدمه تأخذ وجهها بالكامل ليقول بسخريه:
-متتخضيش كدا.. في مكان بعيد عن اهل الحاره ومحدش هيعرفك
الجمت الصدمه لسانها لتقول بغضب ودموع قهر وندم:
-انا وسخ و*** مش راجل يارتني ماحبيتك
اخذ نفس كبير من سيجاره ليقول ببرود:
-لو زودتي هتلاقي الصور والفيديوهات علي النت وموبيلات شباب الحاره كلها
لطمت وجهها وهي تبكي صارخه:
-حرام عليك مش هقدر مش هقدر
وضع سيجارته واقترب منها وهو يحاوط وجهها بحزن مصطنع:
-لالالا..متعيطيش ياحببتي..مش هتعرفي ليه فاكره لما كنتي بتجيلي وتلبسي قميص نوم حلو كدا وتفضلي ترقصيلي وتدلعي عليا...اهو انتي هتعملي كدا
سهله اوي ..طب اقولك اتخيليهم انا وانتي هتعملي احلي شغل..هتطلبي بالاسم بعد كدا...نسومه حببتي بصيلي
كانت تستمع لكلماته والحقد يشتعل بقلبها لا تصدق انه بتلك القذاره..وذاك المرض
رفعت وجهها له وبصقت في وجهه بكل حقد
ليمسح وجهه بغضب مكتوم
ويفتح هاتفه ليريها العديد من لقائتهم وفعل الزنا معه اكثر من مره وجهها يظهر بوضوح لتشهق هي بصدمه وهي تري
ليقول هو بوعيد:
-ماشي يابت*** حالا صورك هتبقا علي كل موبيلات الحاره..وهتتعرفي بلاسم في النت يابنت الكلب يا****
انهي جملته وهو يمسك هاتفه ويعبث به
لتسرع اليه وتقبل يده ببكاء هستيري:
-لا يامنعم متفضحنيش..ابويا هيقتلني يامنعم لا...هعمل الي انتا عايزه
ابتسم بتساع لتظهر اسنانه الصفراء ليقول وهو يمسد علي رأسها:
-ميهونش عليا افضحك ياسوسو
ماشي خشي الاوضه هتلاقي قميص نوم حلو كدا...البسيه واستني جوا
همست بقهر وألم:
-من دلوقتي ..امي متعرفش اني بره البيت
ابتسم بخبث قائلا:
-متقلقيش في دي هحلها اظن ياماحلناها
كانت نائمه علي قدميه تشاهد التلفاز وهي تضحك وهو يشاركها الضحك
فا منذ ان حملت وهو تضحك علي اي شئ
قالت بصوت متقطع من الضحك:
-شفت القلم نزل ازاي...فنان والله
نظر لها اياد بريبه ليقول:
-بتضحكي علي فيلم الكرنك ياهند
لا بدأت اخاف عليكي بجد
غرقت في نوبة ضحك مع صراخ سعاد حسني لينظر لها اياد بذهول قائلا:
-لا اكيد الحمل خلاكي مجنونه
تمسكت بيده وظلت تضحك قائله:
-ابنك بيزغزغني يااياد...مش قادره
انفجرت شفتيه بضحكه علي تلك المجنونه التي تحدق بعيناها الدامعه من شدة الضحك
لتتوقف فجأه عن الضحك وقالت بهيام:
-عينيك حلوه اوي ياايدو
غرق نظراتها لينحني ويقبلها ولكن ضحكاتها العاليه وهي تبتعد عنه جعلته يحملق بها بغيظ
لتقول هند بعد نوبة ضحك طويله:
-انا جعانه ياايدو جداااااا
ضحك بسخريه ليقول:
-والوليمه الي لسه اكلاها دي ايه ها
خلصتي كل اكل التلاجه يامفتريه مسبتليش حاجه اكلها
رفعت حاجبيها بستنكار قائله:
-وانتا مالك انا الي حامل ولا انتا
يلا كلم حد من ماك يجبلنا اكل
حدق بوجهها بذهول قبل تركض من امامه بضحك..ليسرع اليها ويحملها قائلا بغيظ وتهديد:
-بت لو تخنتي هتجوز عليكي
شهقت بستنكار قائلا:
-نعم ياخويا...اه عشان اولع فيك بعدين اطفيك واقطعك حتت حتت وارميك لحمه مشويه للكلاب
ثوان معدوده وانزلها قائلا بتوتر مصطنع:
-يازينة شبابك الي راحت علي الارض يااياد..يازراق عنيك الي اسود يااياد
ياميلة بختك يااياد
وقعت ارضا من شدة الضحك عليه
ليجلس جوارها وهو يضحك بقوه
مددته وتوسدد صدره نائمه ليقول بذهول:
-هنام علي الارض يابت انتي
اغمضت عيناها بنعاس بعد يوم طويل مضحك لتقول:
-نام دلوقتي ياحبيبي وبكره نخش نام جوا..سبني دلوقتي وبطل ازعاج
تنهد اياد بأبتسامه ليقول بصوت هامس:
-دا الي مش معاه زيك يبقا معاش الحياه يابت انتي...ثم قبل جبينها وحملها لتنام في غرفتهم بهدوء
سمع رنين هاتفه ليجد مازن المتصل
امسك الهاتف واجاب بأبتسامه:
-اهلا بأخو مراتي
اجاب مازن بأقتضاب:
-اهلا يااياد..
لاحظ اياد تغير نبرة صديقه ليقول بجديه:
-مالك يامازن في حاجه
اجاب مازن بتنهيده قويه:
-ابويا وامي رايحين يتطلقو يااياد
-ايه..ليه يابني في ايه حصل
اجاب الاخر بحنق:
-متشغلش بالك المهم لو هند طلبت تجيلنا اتحججلها بأي حاجه...الزعل هيأثر عليها
همهم اياد بأيجاب ليغلق الخط بعدها
وذهنه شارد بحياة عائلة زوجته
والتفكك الذي حل بهم
جالس في مكتبه وهو يتابع عمله بنتباه
ولكن الفوضي الذي سمعها خارج مكتبه
جعله يقف ويخرج من الكتب صارخا بغضب:
-في ايه ايه الصوت دا
تمتمت السكرتيره بعبرات اسف
ولكنه لمح ذالك الجسد الهزيل الذي يقف امامه والدموع اخذت وجنتيها في جوله
ليغمض عينيه بغضب وهو يسمع اسمه يخرج من شفتيها ليسمع صوت السكرتيره تقول بخوف:
-والله ياادم بيه الست دي اصرت تدخلك من غير ماتقول اسمها ولا معاها معاد
جز علي اسنانه ليقول بغضب من نظرات الاحتقار التي ترميها السكرتيره لوالدته قائلا بضوت غاضب جعلها تنكمش:
-دلوقتي حالا تروحي تاخدي باقي حسابك ومشوفش وشك في الشركه
حاولت ان تتكلم ولكن صرخ بها فجأه:
مفهوم
ثوان اخذت حقيبتها وخرجت من الشركه والرعب يدب في اوصالها
لتطلع له فريده بحنو قائله:
-مهما عملت مش هتقسي عليا
اشاح وجهه للجهه الاخري بحنق ليقول بغضب مكتوم:
-اتفضلي خشي
دلفت المكتب وقلبها ينبض فرحا من تمالك اعصابه ليدلف هو للاخر ويجلس امام مكتبه قائلا بجمود:
-جايه ليه
-جيت اعتذرلك..واقولك سامحني
تكلمت بصوت ضعيف ودموع
ليتنهد بثقل قائلا:
-وقولتلك مش قادر اسامحك..وقولتلك وفري اعتذارك
-ادم انا اسفه بجد...سامحني والله ربنا جابلك حقك مني.نفسي احضنك ياادم
ضحك بسخريه وألم ليقول:
-ما كنت بتمني الحضن دا وانا صغير وانتا مكنتيش جنبي...بتطلبيه ليه دلوقتي
مسحت دموعها لتقول بألم:
-محستش بغلطي غير دلوقتي...اديني فرصه اثبتلك اني بقيت ام كويسه
وقف واستدار لها ليخفي ألالم البادي علي وجهه ليقول بتنهيده:
-اديني انتي فرصه انساكي وانسي كل الي عملتوه فيا...اديني فرصه اعيش
قامت و اتجهت له بدموع قائله:
-هستني تنسي الي حصل..بس متحرمنيش من ان في يوم اسمعك تقولي انك مسامحني
التفت لها ونظر لها بجمود لتقول بنبره راجيه؛
-ينفع احضنك لاخر مره في حياتي
ارتجف قلبه من تلك الكلمات..وظل ينظر لها بتردد ولكن بنهايه تنهد بأيجاب
لتلقي نفسها في صدره وهي تعانقه بعاطفه امومه دافئه ارتجف جسده لها
كانت رأسها تصل الي صدره
لينحني لها لتعانقه بسعاده كبيره متمتمه بكلمات شكر الي الله
ظلت متشبثه به مدة دقائق وهو مغمض العينين تاركا طفل يقفز بسعاده داخله
كم حقد علي كل طفل حظي بدفئ عناق والدته...كم ايقن الان ان عناق الام حياه اخري..دفئ اخر
ولكنه استفاق علي ذكرياته السوداء لينتشل جسده من ضمتها ويلتفت موليها ظهره لتهطل دمعه حزينه من عينيه
ابتسمت بحزن لتقول بصوت مبحوح:
-شكرا انك محرمتنيش من ان اخد ابني في حضني...المهم سامحني حتي وانا مش موجوده
ثم رحلت من الشركه تاركه اياه يفكر في كلماتها المبهمه...وعقله يلومه علي السماح لها بتأثير علي قلبه
مكثت منزل جارتها المسنه التي تمكث امامها في شقتها الاولي قبل زواجها من غيث
عند ذكر اسمه بللت وجنتيها بالدموع
بضع ساعات فقط واشتاقت اليه
ولكن لابد من الابتعاد..هكذا افضل
همست لنفسها بتلك الكلمات قبل ان تتجه لها العجوز فتحيه قائله:
-بردو بتعيطي ياشهد...مش قولنا الي يلعب بالنار ميزعلش لو لسعته
شهقت شهد في بكاؤها لتقول بألم:
-بتلسع اوي ياطنط بتلسع اوي
ابتسمت العجوز بتساع لتقول:
-اهي لسعة الحب دي الي بتدوقنا طعم الحياه...لولاها نبقا ولا حاجه...مجرد بنتنفس بس...وبنتنفس تفرق عن عايشين
تنهدت شهد بثقل لتقول وهي تمسح عبراتها:
-وايه يفيد لو كسرنا...ايه تفيد الحياه ساعتها
مسحت العجوز علي رأسها لتقول بحنو:
-الحب مبيكسرش يابنتي الحب بيقوي
وبيقوي اوي...الي بيكسر دا اكيد مش الحب
-انتي بتتكلمي علي الحب الي كان في ايامكم ياطنط...مش ايامنا
عبست العجوز لتقول:
-دا ملوش ايام ياشهد...هو واحد في كل الايام..طالما هو احترام وقلب بيدق وروح حنيه يبقا حب...ملوش ايام
صمتت شهد...لتسمع بعدها طرق علي باب المنزل...ابتسمت فتحيه
ووقفت لتربت علي رأس شهد بحنو
ثم تركتها وخرجت من الغرفه لتفتح الباب..فتحت لتبتسم في وجه الزائر
ليبحث بعينه عليها وهو يقول بلهفه:
-هي فين
لتقول بضحكه صغيره:
-هي في الاوضه جوا
نسي الادب والرقي ودلف الي الغرفه بسرعة البرق ليجدها تنظر من النافذه بشرود...سحب يدها لتستقر بين ضلوعه
وتسمع دقات قلبه المتسارعه
خوف عليها ...توتره من غيابها..غضبه منها ..حنقه ضيقه غيظه..كل هذا اخرجه في عناقه لها...لم يكن عناق حنون هادئ
بل كان مجنون عاصف...جعلها تتألم بين ذراعيه وتبكي وهي تستنشق رائحته التي تنسيها من تكون
همس بغضب وحنو في نفس الوقت:
-لو مشيتي تاني ..
قاطعته لتقول جملته امس:
-هترتاح..بس هتحبني
اعتصرها بين يديه ليقول بنبره مهدده:
-لا هكسر ضلوعك عشان متعرفيش تمشي تاني...
ثم ابعدها عنه لينظر لزمردتيها قائلا بنبره عاتبه:
-بلاش تعمليها تاني ياشهد...لأي سبب متعمليهاش..بغض النظر عن بحبك او لا
اكيد مش هقبل بغيابك...
دمعت عيناها مره اخري لتقول بهمس:
-انتا عايزها هي مش عايزني
قبل جبهتها ليقول بحنو:
-وعايزك
اجابت ببكاء:
-مش هينفع
فهم مقصدها ليحدق في عيناها قائلا:
-سيبي لكل حاجه وقتها ياشهد
بس دا وانتي جنبي ...
تنهدت بثقل واراحت رأسها علي صدره محاوله اخذ الدفئ والامان منه
ليحاوطها بكل قوته مقربا اياها لقلبه
والارتياح دفئ قلبه...هي ليست احتياج او اجتياح...هي حياه
همس بتلك الكلمه في نفسه وهو يتذكر كيف علم مكوثها في تلك الساعات
Flash back
كان جالس في مكتبه يحرق السجائر بشراهه وهو يصرخ بهم يريدهم ان يجدوها له في الحال
ربت وائل علي كتفه قائلا:
-اهدي ياغيث هتلاقيها ان شاء الله
تنفس غيث بغضب ليقول:
-مش لاقيها ٥ساعات بيدورو عليها ..هتكون راحت فين بس
دلف عسكري الي المكتب ليقول بحترام:
-ملقنهاش يافندم
وقف غيث بغضب واتجه له ليرتجف العسكري خوفا منه ...ليقترب غيث منه قائلا بعيون مشتعله:
-انا قولتلك ايه ياعسكري
اجاب العسكري بخوف:
-مجيش الي بيها ياباشا
اقترب غيث اكتر منه ليقول:
- جيت ليه طالما مجتش بيها
كاد العسكري ان يتكلم ولكن امسكه غيث من ثيابه وحدق به بشر
ولكن اقترب منه وائل ليقوا مهدئا اياه:
-سيبه ياغيث معملش حاجه
تركه غيث لينصرف العسكري سريعا بأشاره من وائل...ليمسح غيث علي خصلاته محاولا الهدوء
ليأتيه اتصال من احدهم .. ليجيب بلهفه والارتياح ظهر علي وجهه ليقول بسرعه:
-دقايق واكون عندك
افاق من شروده علي نظراتها المحدقه به لتكرر السؤال مره اخري:
-عرفت مكاني ازاي
نظر الي الخلف ليلمح السيده تراقبهم بأبتسامه ليقول:
-فاعل خير
لم يترك لها الوقت لتتعجب ليأخذ حقيبة ملابسها ويمسك يدها ويخرج من المنزل تحت نظرات العجوز الدامعه لتمتم:
-ربنا يسعدكم
ضعف وحنين
كانت تتابع التلفاز وعقلها شارد
الي مدي ستصمد ..الي متي
الي متي ستمتنع عن عناقه...تعلم ان الملائكه تلعنها كلما ابتعدت عنه...ولكنها تريد تصليح ذاك الخراب والتشتت داخله
وقفت واتجهت الي غرفته..عل عطره يشغل فراغ قلبها...عل عناق وسادته ستعوضها عن عناقه التي منعت نفسها عنه
ارتمت علي الفراش بعد ان وزعت عطره في كل الارجاء لتشعر بوجوده...انغمست بين الاغطيه الناعمه البيضاء وهي تستنشق عبيره بنسجام
لا تقوي سوا علي حبه...عشقها له كالعنه شديده كلما حاولت التخلص منها لعنتها اكثر حتي باتت تعشق حد النخاع
تخيلته وهو ينظر لها بحالميه ويداعب وجنتيها بنعومه كما اعتادت من كل صباح...تخيلت انها تغوص بين ضلوعه التي تحتويها بتساع
هو ليس مجرد قاسي..او هي متمرده
هما روح واكتملت بكل عيوبها وقسوتها
لوحه فنيه سوداء ..لن يفهمها سوا من عاش العشق الاسود...العشق الذي ترويه القسوه وتشعله نيران التمرد
لم تشعر سوا بأصابع صلبه تتجول علي وجنتيها نزولا الي عنقها بنعومه وهدوء
فتحت عيناها ببطئ...لتري تلك العينين العسليه تحدق بها بعشق خالص...ممزوج بألم..
تدارك نفسها لتحمحم بهدوء وتقوم للرحيل...ولكنه امسك يدها هامسا ببطئ:
-محتاجلك ياتقي
استدارت له لتري عيناه تحدق في الفراغ بشرود...جلست مره اخري ولكن ذراعيه سطحتها وتوسد صدرها ثم احكم قبضته علي خصرها...وشبك ساقيهما ببعضهم
لتصبح اسفله وهو نائم علي صدرها
صدمت في البدايه من ذاك الهدوء
ولكنها فضلت الصمت وسماعه
وهي تداعب خصلاته بنعومه
همست بصوت رقيق:
-مالك
اغمض عينيه هروبا من الاجابه ليقول بعد فتره قصيره:
-جتلي الشركه...
ثوان معدوده وهي لا تستوعب ماقاله ليوضح لها اكثر قائلا:
-امي
لم تصدق ما سمعته لتتوقف يدها علي اللعب بخصلاته..ليمسك يدها ويضعها علي رأسه مره اخري لتقول بتزان:
-وبعدين...حصل ايه
مرمغ وجهه في رقبتها ليقول بختناق:
-قلقان..عليها..كانت بتقول كلام حسسني انها هتمشي هتسيبني تاني
ربتت علي رأسه وبدأ القلق يتلاعب بها لتقول بهمس:
-ليه بتقول كدا
اشدت من عناقه لها ليقول وهو يدفن رأسه في عنقها قائلا بختناق:
-نفس احساس وانا صغير لما سابتني
ليردف بعد ثوان بتعب جالي علي نبرة صوته ليقول بهمس:
-احضنيني اوي ياتقي
بكل قوتها اطبقت عليه ذراعيها النحيلتين وطبعت قبله صغيره علي رأسه وهي تردد بأيات لكي يرتاح فؤاده
قاربت الساعه علي الحادية عشر منتصف الليل...لم ينخفض اصوات الماره وسيارات الاجره ...واصوت الاطفال
سارت وسط كل هذا وهي شارده الذهن
دموعها تأبي التوقف..عيناها كالون الدماء...كلما تذكرت تلك الكلمات البذيئه التي كان يهمسها ذاك الرجل الذي ارسله منعم وهي تبكي اكثر...كانت تمشي وهي تريد ان تخفي كلمة عاهره التي تتخيلها علي جبينها
لا تشعر بجسدها الذي انتهك حرمته
ولا بشرفها الذي مسحت اخر حروفه
وما زاد وجعها اكثر واكثر...عندما انهي الرجل فعلته معها بصق في وجهها بتقزز
حاولت الحفاظ علي وتيرة انفاسها لكي لا تصرخ بأقوي صوتها...بعد دقائق وصلت الي منزلها...وهي تحاول ان تبدو طبيعيه
طرقت الباب..لتفتح لها والدتها وهي تبكي..لتقول بتوجس وصوت مبحوح:
-مالك ياما
جلست والدتها علي الكرسي الخشبي لتقول بنحيب:
-البت تونا الواطيه مرضتش تديني دورها
قولتلها الراجل هيتحبس قالتلي مليش فيه...وام ابراهيم راخره مرضتش تسلفني فلوس
دمعت عين نسمه وهي لا تدرى اتواسي والدتها ام تواسي نفسها لتمسح والدتها دموعها وتقول بتعجل:
-انا هتصل بعمك يبعتلي فلوس..مادا اخوه برضك..ولازم يقفو جنبنا
حركت نسمه رأسها بأيجاب وهي شارده
لتقول والدتها:
-ام عزه عامله ايه
ردت ببلاهه وتساؤل:
-كويسه مالها
-الله مش كانت الست تعبانه..وانتي وعزه معاها يابت
لم تستوعب نسمه الحديث ..لتفتح عيناها بتساع وبدأت تستشف الامر
لتقول بشرود:
ها اه كويسه ..بقت كويسه
تمتمت والدتها ببضع كلمات قبل ان تتوجه الي غرفتها وتترك نسمه تنسج الافكار وتربطها ببعضها وعيناها زائغه
ماعلاقة عزه بمنعم..كيف حدث ذالك
اصبح رأسها كالمكينه السريعه يعمل دون توقف..لتتمتم بقهر ودموع:
-ياولاد الكلب
نائمه كالجثه الهامده فقدت الحياه مع موت اباها وسلب عذريتها...السنة النساء تمزقها بعنف ونظرات الشفقه الذي تطل من عيني والدتها تقتلها
رغم انهم انتقلوا من المنزل واخذو منزل اخر بعيد كل البعد عن حارتهم ...ولكن مازالت الاتصالات والزيارات تتوافد
قامت من فراشها بضياع تنظر حولها
المنزل ساكن...علمت ان والدتها غير متواجده...دلفت الي المرحاض وتجردت من ملابسها جميعا ووقفت تحت الماء وهي تنظف جسدها ببكاء...تاذكر لمساته لها..ومع كل ذكرى تخدش جسدها بقوه
البلاغ الذي قدموه كما هو..قضيه موزوجها
لعدم معرفة الفاعل...ببساطه اغلق المحضر ضد مجهول...اردت ان تصرخ بقوه لكل من حولها لعل الضمير يستفيق
ولكن بكل مره يخونها لسانها..بكل مره تبكي بضعف وهوان...اسمها نور..ولكن لم تري النور..هي اصبحت فتاه سوداء تجردت من الاحساس
اغلقت الماء..وارتدت ملابس فضفاضه وخرجت من المرحاض وهي ترتجف
جلست علي الفراش..وهي تبكي بقهر
مدت يدها واخذت صوره والدها وقبلتها بشتياق قائله بصوت متقطع:
-بابا..وحشتن-ي..انا بموت يابابا..بيقولو خاطيه..وانا والله طاهره..هو الي اغتصبني..مخافش من اسم ربنا
وامي تعبت يابابا...الحمل تقل
وانا عايزه اخففه
شهقت بقوه في بكاؤها لتقول بهمس:
-انا هجيلك يابابا...مش مستحمله ظلم
كفايه اوي كدا
امسكت الصوره وخرجت للنافذه المكونه من اربع طوابق...لحظات وثقلت انفاسها
وهي تطلع الي الاسفل
سكون خيم علي كل حواسها..فقدت الشعور ...فقدت السيطره علي جسدها
ارتفعت لسور الشرفه وثبتت قدميها عليه
اغمضت عيناها وتركت الهواء يداعب وجنتيها المبتله بفعل الدموع
والصوره تهتز بيدها
لمحت والدتها من الارتفاع تحمل حقائب وهي تسير بسرعه
نظرت لوالدتها بحنو وهمست:
-اسفه ياامي بس مش هستحمل..بحبك ياامي..والله بحبك
ثم نظرت لصورة اباها وهمست برتياح:
-اشهد ان لا اله الا الله
ثوان وهوت وهي تبكي بهدوء
هوت في الهواء تاركه الجاذبيه تتلاعب بها...تاركه الهواء يلفح جسدها
تاركه دموعها تخرج دون قيود
واخيرا تاركه جسدها يصتدم بالارض
لتأخذها الارض بصدر رحب..وتدفق دماء
ثوان وادركو الناس ان هناك جسد اصتدم بلارض
كل هذا وجثة نور امام قدم والدتها
وجدت هاجر جسد يصتدم بالارض امامها
بمثل جسد ابنتها...بلون خصلاتها
سقطت الاكياس من يدها برجفه
لتقترب من الجسد مثلها مثل البقيه الذي اقتربو وهم يصيحون
عدلت وجهها لتجدها ابنتها!
وحيدتها...سبب سعادتها
ابنة قلبها ..غارقه بدمائها
تلطخت يدها بالدماء..لتحدق في نور بصدمه وعينان مجنونه...ثوان حتي صاحت بكل ما تملك من طاقه صارخه بأسم ابنتها بكل قهر
احتضنت جسدها بين يديها وهي تصرخ بالجميع قائله:
-بنتي..بنتي..متهنتش..متهنتش...بنتي..قتلوها..قتلوها
تجمع الماره حول هاجر وابنتها التي فقدت الحياه..وهم يهمهمون بأسف علي حالها...لتقول هاجر بشئ من الهستريا:
-قومي يانور جبتلك التفاح الي بتحبيه
قومي ياضنايا...قومي..انا لقيت شغل يانور..هجبلك كل الي نفسك فيه..قومي يابنتي متقلقنيش
ظلت تصرخ والدماء تلطخ كل انش في جسد ابنتها..لتطلق صرخه عبرت عن المها من حياه سلبت منها ابنتها وزوجها
منتصف الليل...
تنفست لهفه بحنق بالغ وهي تحدق بالساعه بغضب من اهمال زوجها
ليلتان جالس في غرفة ابنت الاسكندريه
الغيره تنهش بقلبها بلا رحمه
الحقد يأكل عقلها...لتقف كالزوبعه وتدلف الي غرفتهم بكل غضب
لتري سماح نائمه وهي جوارها يستند علي جبينها..ويداه تعانق كفيها
لتقول لهفه بصوت غاضب:
-متعشيتش معايا يعني ياعلي
انتفض علي اثر صوتها المرتفع..ثوان وتدارك الامر ليحدق بها بغضب قائلا:
-وطي صوتك
كتفت يدها امام صدرها وابتسمت بسخريه...ليتنهد بحنق ويقف ليمسك يدها ويخرج من الغرفه
لتقول لهفه بغضب هادر:
-بقالك ليلتين عندها وسايبني..
حدق بها بحده ليقول بصوت غاضب جعلها ترجع خطوتين الي الوراء:
-صوتك ميعلاش والا قسما بالله هتلاقي لسانك في يدك
ادمعت عيناها لتقول بصوت مرتجف:
-ما اني بقيت حاسه انك بعيد عني ياعلي
ولو معايا عقلك معاها...اني كرهتها اوي ياعلي
اغمض عينيه بتعب واحساس عدم ارتياح ضميره يداهمه..ليقترب منها محتضنا اياها ليقول بصوت حان:
-متعيطيش يالهفه..انتي مراتي وهي كمان مراتي
لتنظر له بألم هامسه:
-متسونيش بيها ياعلي...هي مراتك واني يدوبك مراتك
ثم تركته ودلفت الي غرفتها وهي تبكي بقهر علي زوج تقاسمه اخري معها
بينما مسح علي وجهه متمتما:
-استغفر الله العظيم يارب
ثم دلف الي غرفة سماح مره اخري
ليجدها نائمه كما تركها
يومين تستفيق لتشرب الماء ثم تنام مره اخري من شدة الاعياء
عانقها لتنام علي صدره وهو في اسعد لحظاته بأن حبيبته تشاركه الفراش وتتوسد صدره بدون مقاومه
ولكن لهفه تشغل عقله وضميره
نعم هو معها منذ زواجهم ولكن قلبه منشغل بأخري...يري فيها سماح
هكذا تصبره الايام علي جفاؤها
تنهدت بتعب ليقبل جبين سماح
ويستند برأسه عليها
لتتكون ابتسامه صغيره علي ثغر سماح وهي تستشعر كم الدفئ الذي يحاوطها
وقفت تعد قهوتها وهي شارده في زوجها
تشعر بأنه يبادلها الحب..ولكن مصر علي التشبث بالماضي..متشبث بطيف زوجته الذي يحلق حولهم..
ولكن ستنتظر..وستبقا تحبه دون انتظار ان يبادلها ذاك الحب...يكفيها تمسكه بها
اطلقت تنهيده قويه وهي تضع القهوه في كوبها وتخرج الي الشرفه ..سامحه للهواء ان يعبث بخصلاتها القصيره
نظرت الي كوب القهوه بأبتسامه كأنها تشكرها علي مشاركتها في هدوئها وغضبها...فالقهوه رفيقه وفيه
لا تمنعك من ارتشافها..ولا تحرمك من رائحتها..ولا تصدك في التخدر بها
ابتسمت ببلاهه علي تفكيرها لتطلق ضحكه صغيره قبل سماعها صوت فيروز وهو يعم الاجواء...فأيقنت ان غيث استيقظ من نومه
مرء الصيف بمواع-يدو
والهوا لملم عنائ-يدو
وماعرف-نا خبر عنك ياق-مر
ولا حدا لو-ح لنا بأي-ده
وبطل ال-يالي وبتروح ال-يالي
وبع-دك علي بال-ي
انتهت كلمات فيروز وغيث يقف خلف شهد ويستند بذقنه علي خصلاتها
ويداه تغطي يدها الممسكه بالكوب
ژ
لتهمس شهد بصوت منخفض:
-الساعه٣ الفجر ..صاحي دلوقتي ليه
امسك غيث منها الكوب ليقول بأبتسامه:
-ريحة القهوه بتاعتك وصلتلي..قولت لازم اشاركك فيها..
ابتسمت شهد بدفئ لتحول انظارها الي السيارات التي تمر بسرعه شديده
ليتنهد غيث قائلا وهو يمد يده بالكوب:
-وانتي صاحيه ليه
تفوهت شهد بشرود:
-مجاليش نوم...
حدق بها طويلا قبل ان يأخذ الكوب ويضعه جانبا...ثم جلست علي كرسي في الشرفه..وجذبها لتجلس علي قدميه
بعد تلك الحركه..ساعدها قصر قامتها علي التسطح علي صدره وتشبك قدميهم معا...لتحبس اكبر كميه من عطره الممزوج بعرقه داخل رئتيها
وهي تريح رأسها علي قلبه ..لتسمع دقاته المضطربه...مرر غيث انامله بين خصلاتها لترتخي اكثر بين يديه
سماء زرقاء...نجوم لامعه..هواء نقي
قلبان عاشقان تائهان...قلب اعلن العشق
وقلب أبي الخضوع..رافضا الاعتراف
بينما دفن غيث انفه في خصلاتها ليستنشق رائحة التوت البري المنبعث منه...هي مميزه في كل شئ..ملابسها عطرها عيناها ملامحها قصر قامتها
كل شئ بها مميزه..سعادتها وحزنها مميزين ايضا...تحكمها في دقات قلبه تميز في حد ذاته
ان تشعره بتوتر والحراره قربها...ودقاته المضطربه...انفاسه الثقيله ..كل هذا يجعل منها انثي استثنائيه
شعر بنتظام انفاسها الحاره
ليثبتها بين يديه ويحملها بخفه...يدلف الي غرفتها ويضعها علي فراشها برقه
ثم تسطح جوارها جاذبا اياها بين احضانه مره اخري ليشعرها بالدفئ...ولكن فاجأه انها دفنت وجهها بعنقه تاركه تفاحة ادم
تلامس جبهتها
ابتسم بحنو ليعتدل ليقبل جبهتها برقه..اراد ان يبتعد ولكنه قبل عيناها المغمضه وهو يتذكر اعترافها المباشر بحبه
لينتقل الي وجنتيها واحده تلو الاخري
نظر الي شفتيها المفترقتين قليلا
ليلثمها برقه...لام نفسه علي استغلاله لها في نومتها..واراد ان يبتعد عنها
ولكنه تفاجأ بيدها التي التفتت حول عنقه وهي تبادله اياها برقه بالغه
وكأنها تعطيه الموافقه علي جنونه..
ليعانقها بقوه وهو يلثم شفتيه بقوه...
لتستقبل هي جنونه بصدر رحب
وتبادله اياه في احلامها ...ظنا منها
ولكن في الواقع عبرت حبها له
شفاهيا وحسيا...لتتركه غارق في بحر عشقها الكبير...رافضا المساعده
صباح جديد في منزل ادم الصياد
استيقظت تقي باكرا وهي ايقونة نشاط
اخذت حمام هادئ برائحة الياسمين الذس يتناسب مع شخصيتها الهادئه
ووقفت لتحضر الفطور وهي مبتسمه
تشعر براحه كبيره اثر حلمها الذي رأت فيه جدتها الذي تغيبت عن حياتها كليا
مجرد رؤيتها جعلت قلبها المتعب مفعم بالأمل والتفائل...غمغمت بالدعاء لها
ثم بدأت تحضير الطعام
في انسجامها في التحضير..وجدت ادم استيقظ بهيئته المبعثره...صدره العاري وخصلات مبعثره..ووجهه تغطيه الحمره اثر النوم
ظلت تحدق به دقائق ليبتسم هو بتساع
ويخطف الفاكهه بين يدها ويأكلها بستمتاع...افاقت من شروده علي تلك الحركه لتطلق ضحكه رنانه نابعه من قلبها
ليبتسم هو الاخر ويجلس امامها محدقا بها بهدوء اربكها...لتلتفت الي الي تحضير الطعام مره اخري وهي مرتبكه من نظراته المتفحصه
لتسمع صوته الهادئ يقول:
-اساعدك..في حاجه
فتحت عيناها علي وسعيهما من جملته
ولكن خفق قلبها بشده...فكانت احد احلامها وهي مراهقه ان يساعدها زوجها وحبيبها في اعداد الطعام
لم تعطيه اجابه...ليقف ويقترب منها قائلا:
-هاتي انا هكمل تقطيع السلطه وانتي شوفي هتجهزي ايه
كانت شارده في ملامحه وهو يقترب منها ويأخذ السكين وقطع الفواكه
وهي تحملق به فقط
لتستفيق علي صوت سرعة السكين و هو يقطع الخضروات بطريقه محترفه..كالطهاه
لتفتح عيناها بتساع مره اخري وتردف:
-انتا بتعرف تقطع كدا بسرعه ازاي
ابتسم وعينيه مسلطه علي ما بيده:
-لما تكبري هقولك
ضحكت بستخفاف وذهبت لتعد باقي الفطور..ليقاطعها قائلا:
-انا خلصت خلاص
حالما انهي جملته سمع صراخ صغيرته..ليغسل يديه ويتجه لها يينما تقي تتابع حبه شديد لصغيرتهم بأبتسامه
دقائق ودلف ادم وهو يحمل صغيرته بين يديه والابتسامه تشق وجهه..بينما تلك الصغيره تضحك بطريقه جعلت ادم يضحك بقوه
ليسمع صوت تقي الفرح وهي تقول:
-بتحب بنتنا قد ايه ياادم
ابتسم بأبتسامه صغيره وهو ينظر لسيدرا:
-قد ما بحب امها...
اكتفي بتلك الاجابه ليرفع عينيه عن طفلته ويقابل عيني زوجته التي يفضحها العشق عندما تنظر اليه
حمحمت تقي وقد افاقت من شرودها
لتقول بهدوء:
-اعملك قهوه
حرك رأسه بأيجاب قائلا:
-بعد الفطار
وضعت الصحون علي المائده..وجلست مقابله..ليقول وهو ينظر لسيدرا:
-ايه الي علي هدوم سيدرا دا
لم تفهم تقي لتقول بتساؤل:
-في ايه
تنحنح بجديه ليقول:
-تعالي شوفي
وقفت تقي واتجهت لتقف جوار كرسيه
ولكنه امسك يدها واجلسها جانبه
لم تهتم لتلك الفعله ولكن تفحصت ملابس صغيرتها لتقول بتعجب:
-مفيش حاجه في هدومها
ابتسم وهو يتابع طعامه..لتفتح عيناها بتساع وهي تحدق به هاتفه:
-كل دا عشان اقعد جنبك..ماتقول تعالي اقعدي جنبي..مغرور بجد
وقفت ولكنه امسك يدها وهو يضحك علي ضيقها قائلا:
-طب اقعدي جنبي
اجابت بعناد:
-لا
عقد حاجبيه قائلا:
-اقعدي ياتقي بلاش شغل عيال
هتفت بستنكار:.
-انا الي بعمل شغل عيال ولا انتا الي ع
قاطعها بأبتسامه مستمتعه:
-لو مقعدتيش جنبي هقعدك علي رجلي غصب عنك..وانتي عارفه اني اقدر اعمل كدا
نفخت وجنتيها بحنق ولكن قلبها يقفز فرحا من تغيره الملحوظ..
جلست جواره وتابعت طعامها وهي تختلس النظر الي وجهه لتقول بريبه:
-ادم..ممكن طلب
رفع عينيه لها بمعني ان تتحدث لتقول برجاء:
-عايزه اروح انهارده المقابر لاهلي..بقالي كتير اوي مزورتهمش وو
قاطعها وهو يضع يده علي كفها قائلا بهدوء:
-تمام ماشي شوفي عايزه تروحي امتا وانا هاجي معاكي
ابتسمت برتياح لتقول:
-شكرا
ابتسم ليقف ويقبل ثغرها بسرعه قائلا:
-العفو
ابتسمت بخجل وهي تتابع طعامها لتسمع صوته مره اخري يقول:
-تشربي قهوه
اجابت وهي تنهي طعامها:
-لا شاي بلبن..ثواني هعملك
غسل يده ليحمل صغيرته ويخرج الي الليڤنج..بينما تقي تعد القهوه له
جلس ادم وسيدرا علي قدمه...يضحك معها ويلاعبها لتتجاوب معه سريعا
دقائق وكان يشتم رائحه سيئه..نظر حوله وعقد حاجبيه..وانكمشت ملامحه ليقول:
-ايه الريحه دي...
وقف وظل يدور عله يجد مصدر الرائحه
حتي يأس وجلس مره اخري
ليسمع ضحكة صغيرته ليقول بريبه:
-مش مطمنلك ياسيدرا
رفعها لمستوي انفه لينزلها سريعا قائلا بتقزز:
-انتي ياسيدرا..تيجي منك..وانا قاعد الاعبك واضحكك وفي الاخر تغدري في بابا
كانت تقي تتابع الموقف وهي تكتم ضحكاتها...لتنفجر ضاحكه بعد كلماته
لينظر لها بعبوس..وهو يحمل صغيرته ويبعدها عنه
اقتربت منه تقي ووضعت القهوه ومازالت تضحك بقوه حتي كادت ان تفقد توازنها..ليمسك ادم يدها قائلا بحنق:
-اسيبك تقعي بقا
لم تتمالك نفسها اكثر لتطلق ضحكه عاليه وهي تأخذ ابنتها منه...لتبكي الطفله
اقترب منها مره اخري قائلا وكأنها تفهمه:
-طب روحي ماما تغيرلك وهاخدك تاني
بكت الطفله ليبتسم بحنو قائلا وهو يحملها مره اخري:
-طب خلاص هاجي معاكي
لمعت عين تقي وهي تتابع حنانه وطفولته التي لا تظهر سوا مع ابنته
لينظر لها ادم ويعبس من ضحكاتها عليه
لتطلق ضحكه مره اخري وهي تتمني ان تلقي بنفسها بين يديه وتعانقه بقدر حنانه وحبه لها ولطفلتهما...
غفران وثقة
فتحت عيناها ثوان واغمضتها مره اخري وقد شعرت بتحسن
لا تشعر بمطرقه تدق رأسها
ولا دوار يتلاعب بها
ولا حراره تجعلها تهوي الشتاء
فتحتها لتري ضوء النهار يملئ الغرفه
صوت العصافير يداعب اذنيها
لتقوم بنشاط افتقدته ثلاث ايام
اتجهت الي خزانتها ..اخذت ملابس منزليه ومنشفه..واتجهت الي الحمام
بعيون ناعسه
لاحظت لهفه التي تجلس علي الاريكه كعادتها ولكن وجهها حزين..لتقول سماح:
-صباح الخير يالهفه
افاقت لهفه من شرودها لتنظر لها بحزن وغضب وتدير وجهها بعيدا عنها
حركت سماح كتفيها بلا مبالاه ودلفت الي الحمام لترتخي عضلاتها المتقلصه
وهي تفكر في حياتها...وزواجها المعقد
لا تريد تلك الحياة ..تريد ان تنعم يذاتها بعيدا عن زوج ودره
استغرقت في حمامها ساعه او اكثر
انهت حمامها وخرجت ووجهها مشرق تدليلا علي تحسنها الملحوظ
سارت الي غرفتها لتسمع صوت بكاء من غرفة لهفه وعتابها الحاد لعلي عن بعده الدائم عنها والتفاته للزوجه الثانيه
وجدال علي معللا انها زوجته وتملك الحقوق هي الاخري..لتصرخ لهفه بجمله اسكتت علي تماما قائله:
-بالي بتعمله فيا دا ياعلي..هتمشي يوم القيامه ونصك مايل
ثوان صمت من الطرفين..وحزن سماح علي وجع لهفه..وحيرة علي
ليخرج علي من الغرفه بسرعة البرق
ليلاحظ وقوف سماح امام الغرفه
اراد ان يصفعها ويصرخ بها علي ضعفه وعدم عدله امامها...ولكنه اكتفي برميها بنظره خاطفه وخرج من المنزل سريعا
بينما ارتمت لهفه علي فراشها وظلت تبكي بقهر...
دماء...صراخ..نور
هكذا تصبحت حياتها...تري الدماء تصرخ عاليا بأسم ابنتها..وقلبها يتمزق الما
جالسه علي بلاط المشفي الامراض النفسه في احد العنابر وهي تحدق في الا موجود..في الفراغ
تعبت من الصراخ انتهت دموعها
وانتهت حياتها الطبيعيه ايضا
بعد موت ابنتها وزوجها اصبحت بلا حياه
مرأه بائسه فقدت عقلها
تري دماء ابنتها في كل مكان
وجه ابنتها المدمي لا يفارق ذاكرتها
تردد في هذيان
"قتلوها...قتلوها اخدوها مني..قتلوها"
تقول ذالك تاره...وتحدق بصمت تاره
وتصرخ تاره وتبكي تاره
لينزل الستار الاحمر علي حياة تلك العائله التي لم تفعل في حياتها سوا السير جانب الحائط كما يقال...ولم تجني سوا الألم فقط...
الساعه ٤مساءا
ممدده علي الفراش وخط دموع ينزل من عيناها بنتظام...دموع صامته مؤلمه
اصبح جسدها مدنس لم يعد فارق
اصبحت عاهره يتمتع كل الرجال بجسدها لا مشكله
اصبحت زانيه ترتكب الكبائر ما المشكله
كل تلك الاجابات التي اقنعها بها منعم
قطع شرودها اتصال لتمسك الهاتف لتري اسم ينير الشاشه"منعم"
ارتجفت يدها لترد علي الهاتف
لتسمع أمره قائلا:
-جهزي نفسك في طلعه بليل علي ٧ وافردي وشك لما تجيلي
ثم اغلق الخط بعد سماعه لشهقاتها الباكيه بقهر وحقد
عدلت جلستها وهي تبكي وتشفق علي نفسها ولكن لم تستمر في بكاؤها عندما سمعت صراخ والدتها
خرجت من الغرفه سريعا وهي تمسح دموعها..لتجد والدتها تمسك الهاتف بأنامل مرتعشه وتصرخ وهي تتكلم مع شخص قائلا:
-يعني ايه يافايز..بقولك اخوك هيتحبس...يعني ايه ملكش دعوه...ظروف ايه دى..
لم تكمل جملتها لتجد انغلاق الخط في وجهها لتطلق شتيمه عليه
وهي تحاول الاتصال بأحد اخر
لم يوجع نسمه سوا ان والدتها تتألم وتخضع للذل لكل من حولها بسبب والدها والمال...والكل يتقاعس ويهرب
دلفت الي غرفتها مره اخري وهي عازمه علي اخذ حقها..ان كتب عليها عاهره فيجب ان تأخذ ثمن عهرها
امسكت هاتفها واتصلت بمنعم ليرد بمتعاض:
-عايزه يا
قاطعته بحده وصوت منخفض:
-هكمل معاك بس هتديني فلوس
ولو مش موافق اخبط دماغك في الحيطه هي كدا كدا خربانه
-اه عايزه تبقي ***برخصه..ماشي ياحلوه نبقا نديكي الي فيه الخير..ماانتي الحته بتاعتنا بردو
اغلقت الخط وهي تمحي تلك الدمعه الي تهبط من عيناها بسرعه
كانت تداعب ابنتها بأبتسامه وهي تتذكر ملامح ادم المبتسمه وهو يشاركهم يوم كامل بدن حزن او اي خلافات..واعتذاره عن عدم اصطحابها الي المقابر بسبب اجتماع طارئ
لم تري ذاك الجزء اللطيف الحنون منه
طفولته ابتسامته الواسعه...تشبثه بصغيرته
لتضحك بسعاده وهي تحمل ابنتها وتدور بها بفرحه عارمه...هذه هي المرأه ترضيها ابتسامه..ويغضبها تجاهل
لتجلس مره اخري علي الاريكه وهي تضحك هي والصغيره بتعب
لحظات وسمعت طرقات علي الباب
وضعت صغيرتها
وقامت وهي تتسائل:
-الله ..هو ادم مش معاه مفتاح
فتحت الباب لتري روما بنظراتها الساخره
صدمت تقي في البدايه ولكن تماسكت لتقول:
-ايوا
عقدت روما حاجبيها لتقول بسخريه:
-ايه مش هتخليني ادخل
تنحت تقي جانبا واشارت للداخل
لتدخل روما بكل غرور وهي تحدق في المنزل بتمعن
لتسمع صوت تقي قائله:
-جايه ليه
التفتت لها روما لتقول بستفزاز:
-ذوق ادم حلو اوي في كل حاجه
لتقول وهي تنظر لتقي بشمئزاز:
-الا انتي
تمالكت تقي غضبها لتقول:
-جايه هنا ليه
جلست روما لتقول بعد ان اخرجت سيجاره واشعلتها:
-جيت اقولك جوزك خانك
لم تستوعب تقي الكلمه لتردد:
-خاني
ابتسمت روما لتقول:
-اه خانك لما كنتو في باريس...جوزك خانك معايا
ابتسمت تقي لتجلس وهي تسأل:
-وخاني انهي يوم بظبط
دهشت روما من ثبات تقي وسؤالها لتقول:
-بعد عشا الاجتماع بيومين
لم تتغير ابتسامة تقي لتقول:
-وبعدين
وضعت روما ساق فوق الاخري لتقول:
-يعني جوزك مبيحبكيش..ولا اهله كمان رغم اني مش عارفه ادم بصلك علي ايه بظبط..بس قولت اعرفك مقامك بس
تقي بهدوء وهي تنظر لروما:
-اولا جوزي مش خاين عشان تقولي بيخوني..جوزي اليوم الي بتتكلمي عليه دا قضي اليوم كله معايا لاني كنت تعبانه
وثانيا لو مبيحبنيش مكنش خسر الدنيا عشاني لو مبيحبنيش مكنتيش جتيلي وقولتي الكلام دا
ولو اهل جوزي مبيحبونيش دي حاجه ملكيش دعوه بيها ومش من حقك تتكلمي فيها...وبصراحه مكنتش اعرف انك بالغباء دا
اندهشت روما من كلمات تقي
كادت ان تتكلم ولكن دخول ادم صدمها
نظر لها ادم وملامح وجهه متقلصه:
-تلحقي نفسك وتخرجي من هنا قبل ما اخليكي تخرجي علي نقاله
بهدوء شديد امسكت روما حقيبتها وخرجت وهي تحدق بتقي بحنق
اغلق ادم الباب
وحدق بتقي بشرود...لتقطع شروده وهي تحضنه من خصره بقوه هامسه:
-ادم ممكن يضربني يزعقلي بس مش ممكن يخوني...عشان ادم بيحبني
انحني ليحتضنها ويرفعها لمستواه وهو صامت...كسرت كل توقعاته ظن انها ستصدق وستنفصل عنه...اراد ان يري رد فعلها...وفاجأته
انزلها وحدق في عيناها البندقيه ليقول بصوت محب:
-شكرا ياتقي
وضعت يدها حول عنقه لتقول بأبتسامه:
-علي ايه
تنهد بقوه قبل ان يدفن رأسه في عنقها قائلا:
-انك مستحملاني..استحملتي كل حاجه وحشه مني صبرك عليا...ايمانك..حبك ليا رحمتك ..سكوتك علي عقدي شكرا انك لسه جنبي
ابتسمت بحنو لتردف:
-علي اساس انك هتقبل اني مكونش جنبك
تنفس عطرها ليقول ؛
-اكيد لا
ضحكت تقي علي كلماته ليبتعد ويقول بتردد:
-تقي..انا هجيب امي تعيش معانا
تصلبت ملامح تقي في عدم تصديق ليردف هو بتنهيده قويه:
-انا سامحتها ياتقي
ابتسمت تقي بسعاده وتعلقت بعنقه
لتمنحه العناق الذي حرم منه طويلا
ليبتسم هو برضي ويبادلها اياه
وهو يتذكر مقابلته مع والدته
Flash back
تنهد ادم بتماسك يقرع الجرس
ثوان محدوده وفتحت سهام الباب
ليدلف الي غرفة والدته مباشره
وجدها متسطحه علي الفراش مغمضه العينين بوضع النوم...ليقترب منها والخوف اخذ محلا في قلبه
ليأخذ يديها بين كفيه قائلا:
-امي
اثر تلك الكلمه فتحت فريده عيناها
لتجد ادم جالس امامها بعينين خائفه
اغمضت عيناها مره اخري ..وهي تظن انها تخيلات كالمعتاد
يده التي وضعت علي جبينها جعلتها تفتح عيناها بتساع لتهمس بعدم استيعاب:
-ادم
اعتدلت في جلستها سريعا وهي تحاول الاستيعاب ليقول بتماسك:
-انا مسامحك ياأمي
لم تصدق اذنيها لتمسك يده بشده والدموع تهبك من عيناها وكأنها تتسابق لتقول بتقطع:
-بجد
حرك رأسه بأيجاب لتحضنه بقوه تاركه العنان لدموعها وشهقاتها وهي تتمسك به
ليحتضنها هو الاخر رابتا علي ظهرها
ظلت تبكي بقوه وهي لا تصدق
ارتاح قلبها بشده من التعب وألم الماضي الذي انهكه
ليبعدها ادم عنه ويمسح دموعها قائلا:
-هتيجي تقعدي معايا انا ومراتي
وهتتحسني متقلقيش
همست بضعف قائله:
-انتا عرفت
تنهد بحزن يأكل فتات قلبه:
-اه عرفت ..متقلقيش هتبقي كويسه
اراحت جسدها للخلف وهي تتحدث برتياح:
-طالما سامحتني يبقا مش فارقه
للمره الثانيه تكون انانيه
لا مشكله عندها الفراق..سترحب بالموت طالما سامحها...وللمره الثانيه لا تعبئ بألمه
ليقول بغضب وألم مكتوم
-بطلي انانيه وتماسكي عشاني..ولو لمره فكري فيا انا
دمعت عيناها وحركت رأسها بأيجاب وهي تحضن كفه وتغمض عيناها برتياح
ربت علي خصلاتها بهدوء حالما شعر بنومها...فهذه اعراض مرض القلب
النوم الكثير
خرج من المنزل سريعا وهو يتذكر كيف علم بمرضها...اتصال سهام به واخباره الامر...ذهابه للطبيب المشرف علي حالة والدته ليعلم ان والدته لن تنجو من تلك العمليه سوا ٥٠بالمئه فقط
قرر سماحها..يكفيه ألم يكفيه معاناه من الماضي يكفيه قسوه فهي انهكته
تااابع ◄ قاسي ولكن أحبني