-->

رواية لست مميزاً الفصل الرابع

 

 (في شقة مارك بفرنسا)
استيقظت نادين بعد القليل من الوقت، لكنها ظلت بغرفتها ولم تخرج، حتي اتي مارك ودق باب الغرفه.
مارك: نادين... انت غريبة الاطوار هيا كفاكي نوما استيقظي.
اقتربت نادين من الباب وقالت: ماذا هناك سيد مارك؟
مارك: هي تعالي لقد اعددت الطعام هيا لنتناول الغداء.


نادين: لست جائعة الان.

مارك: تعالي اجلسي معي لا احب تناول الطعام وحدي هل ممكن رجاء؟
شعرت نادين بالاحراج وقالت: نعم ساخرج لحظه واحده.
عدلت ثيابها ولفت حجابها وفتحت وخرجت، وجدته يجلس علي الطاوله ينتظرها وقد وضع الطعام له ولها، فجلست في الكرسي المقابل له
مارك: شكرا لكي لانك جائتي وهيا تناولي الطعام قبل ان يبرد انه شهي وسيعجبك.
نادين محرجه: لا داعي للشكر.. الشكر لك ايضا.
مارك مبتسماً: اعتذر لو كنت ضايقتك قبل ان تدخلي الغرفه.
نادين: لا.. ما قولته هي الحقيقه، واشكرك علي اهتمامك.
مارك: ولما اشعر في كلامك بالحزن؟

نادين ساخره ومتألمه: ومما احزن!؟ هاربه من الشرطه وفي خارج بلدي؛ واختباء في بيت رجل لا اعرفه؛ يقول اني ليس لي خيار لو حاول ايزائي فهل عليا ان احزن؟!
وامتلاءت عينيها بالدموع وابتلعت ريقها وهي تمنع دموعها من النزول، وتقبض علي يدها من الالم
كان مارك ينظر له متالماً من كلامها الذى اشعره بالضاءله والحقره فأطأ راسه قائلا: حقا انا شخص سئ، كيف لم افكر في كلامي، قبل ان اخرجه من فمى، رجاء سامحيني لا اعرف كيف فعلت ذلك.

ابتلعت ريقها بكسره والم، اخذت نفس وزفرته بالم، هزت راسها بالموافقه، واغمضت عينيها وفتحتها وظلت تنظر الي الاسفل دون كلام، فهى تعلم انها مجبره ليس لها خيار اخر، شعر مارك بانه جرحها بفعله وكلامه، وحزن جدا لحزنها والمها ولم يجد ما يقوله لها، فنظر الي الطعام وبدأ يأكل دون كلام، وكان يأكل بغضب وحزن وكانه يضع غضبه في الطعام، ظلت نادين صامته لبعض الوقت ثم قامت وقفت واستدارت لتعود الي غرفتها، وقالت له بالم شديد وهي مكانها دون ان تنظر له: عن اذنك سا دخل غرفتي.

وتحركت دخلت غرفتها واغلقت الباب، وظلت تبكي من احساسها بالقهر والعجز، توقف مارك عن الطعام بمجرد دخولها غرفتها، ودخل الي غرفته حتي دون ان يرفع الطعام من علي الطاوله، وكان يلوم نفسه ويأنبها علي كلامه الجارح لنادين
مارك لنفسه: لا اعرف لما افعل هذا مع هذه الفتاه، وكأنى اتعمد جرحها، وفى الوقت نفسها لا استطيع تحمل المها.

واخذ نفس وزفره غاضباً وجلس يفكر وامسك حاسبه الخاص وبدأ يبحث عن بعض الاشياء علي النت محاولا الهاء نفسه عن العتاب واللوم.
بقيت نادين تبكي لبعض الوقت، ثم قامت غسلت وجهها وامسكت المصحف، وبدأت تقراء حتي شعرت براحه، رن هاتفها فنظرت به وجدت عمها فردت عليه
نادين وهي تداري ما بها من الم: ايوه يا عمي
حاتم: عامله ايه يا حبيبتي؟

نادين: بخير الحمد لله انت عامل ايه؟
حاتم: انا بخير طول ما انت بخير يا حبيبتي.
نادين: ربنا يباركلي فيك يا عمي.
حاتم: هبعتلك سيرين بفلوس عايزه حاجه تانيه؟
نادين: لاء شكرا انا معايا فلوس مش محتاجه ماتبعتش حاجه.
حاتم: اللي يريحك بس وقت ما تحتاجي كلميني وابعتلك الفلوس علي طول.
نادين: حاضر يا عمي فى اى اخبار جديده عن القضيه؟
حاتم: مراد هيجى هنا يحاول يحلها.
نادين: طب هو هيجي امتي؟

حاتم: المفروض هيوصل النهارده بالليل يا اما بكره الصبح.
نادين: يوصل بالسلامه ان شاء الله يا عمي، هو ينفع اكلم مرام في مصر؟
حاتم: لاء بلاش استني لما يجي مراد.
نادين: طب خلاص اصلي قلقانه عليها (واكملت في عقلها) واقول لها علي ايثار عشان تطمنى عليها.
حاتم: لما يجي مراد هسأله عليها واطمنك.
نادين: شكرا ليك يا عمي.
حاتم: الشكر لله يا حبيبتي مع السلامه.
نادين: مع السلامه.
اغلقت نادين الخط وهي حزينه، فهي تنتظر المحامي كي تسطيع الخروج من هذا المكان

( عند مرام في مصر )
خرجا سامح ومرام وركبا السياره وتحركت بهم، واوصلتهم الي المطار انهيا كل الاجراءت وجلس في صالة الانتظار، ينتظرا الطائره وكانت مرام صامته لا تتكلم، وكان سامح ينظر لها ينتظر ان تنظر اليه، ولكنها كانت تنظر الي الاسفل دون اي كلام فقرر ان يكلمها
سامح: مرام ممكن تسمعيني؟

مرام نظرت له وهزت راسها بالموافقه
سامح: انا عارف انك لسه مش واثقه فيا بس عايزك تعتبيرني صديقك، وتسمعيني وتديني فرصه اثبتلك حبي.
تنهدت مرام قائله: بس لو كدبت عليا اعرف ان ده هيكون اخر ما بنا.
سامح مبتسماً: خلاص اتفقنا واوعدك عمري ما هكدب عليكي ابدا.
فهزت مرام راسها بابتسامه
ونوديا علي طائرتهم، فقما وركبا الطائره معا، وكان سامح سعيد جدا لقبول مرام عرضه، لاحظ توتر مرام وخوفها فهي تخاف من ركوب الطائرات، وكان يجلس بجوارها فامسك يدها ونظرلها
سامح مبتسماً: متخفيش انا معاكي.

فنظرت له بخوف وارادت شد يدها منه فاشار لها براسه قائلا: ايه هو مش الاصحاب بيمسكو ايد بعض، واحنا اتفقنا نبقي اصحاب.
فابتلعت ريقها قائله: بس انا مش بصاحب رجاله وانت عارف.
سامح وهو يرفع صوته: خلاص اعتبريني صاحبتك بنت زيك يعني.
فابتسمت مرام قائلة: بنت ايه دي اللي بذقن.
سامح وهو يرفع صوته: ياسلام يعني عشان بذقن تتريقي عليا دي اخرة الصحوبيه انا زعلانه.
ضحكت مرام قائله: بطل هزار بقي لحسن اصدقك.
سامح ضاحكاً: اه تبقي كرسه.

ونظر الى عينها بنظرات عاشقه، فضحكت مرام في خجل من نظراته ونظرت الي الاسفل، فوضع يده علي كتفها
فنظرت اليه وكانها لا تريد، فقرب من اذنها قائلا: هو مش احنا اصحاب.
فضحكت مرام ولم تتكلم، وتحركت الطائره وزاد خوفها وكان هو يمزاحها ليخفف عنها خوفها، وظلا هكذا حتي وصلا امريكا، خرجا من الطائره وانهيا الاجراءت، وجدا اخت مرام وزوجها ينتظرانهم علي باب المطار، اسرعت مرام واحتضنت اختها
 وهى سعيده قائله: حبيبتي نهاد وحشتيني وحشتيني جدا.

نهاد وهي تحتضن مرام: انت كمان وحشتيني جدا كنت هموت عليكي وكان نفسي احضر فرحك.
فنظرت اليها مرام سعيده: اديني جتلك بنفسي ولا تزعلي يا ستي، اعرفك علي جوزي سامح رشدي (واشارت علي سامح)
فهز سامح راسه تحيه لها قائلا: اهلا بيكي نهاد، مرام كلمتني كتير عنك واحنا مخطوبين.
نهاد سعيده: وكلمتني كتير عنك اعرفك شاكر حمدي جوزي (واشارت عليه)
مد سامح يده وسلم عليه
سامح سعيداً: اهلا استاذ شاكر اتشرفت بمعرفتك.

شاكر سعداً: اهلا بيك من كتر ما بيشكرو فيك كان نفسي اتعرف عليك.
نهاد سعيده: معنا الوقت بقي نتعرف براحتنا احنا جهزنا لكم اوضه تقعدو معانا فيه عشان اشبع من اختي حبيبتي.
مرام: بس احنا مش عايزين نضايقكو احنا هنقعد في فندق.
نهاد: تضيقونا ده ايه انا تعبانه، وربنا عالم جيت لحد هنا ازي، ومش هينفع نروحلك كل شويه، فخلينا مع بعض احسن.
شاكر: ولا استاذ سامح هتضايق؟

سامح: اولا ايه استاذ ديه خلينا اصحاب احسن، قولي يا سامح وانا اقولك يا ابيه
شاكر مازحً: ايه ابيه دي.
فضحكو جميعا
سامح ضاحكا: مش انت اللي بتقولي يا استاذ، المهم اللي يسعد مرام انا موافق عليه.
شاكر: اوووو ده يظهر الكلام اللي قالو عنك صحيح بقي
سامح: كلام ايه؟
شاكر: انك بتموت في مرام، ومتقدرش ترفض لها طلب.

لف سامح يده حول مرام وضمها اليه قائلا: مرام دي روحي وقلبي وعقلي، واللي يسعدها اعملو بدون تفكير.
شاكر مازحاً: لا لا لا كده ماينفعش، مش من اولها كده لازم تكون حمش.
سامح وهو يضحك: حمش مين ما وقعنا وخلاص بقي.
فضحك الجميع
مرام: طب يلا بينا لحسن نهاد تتعب من الوقفه
تحركو جميعا وركبو السياره وتحركت بهم ووصلو الي منزل اختها ودخلو معا
اعجبت مرام بالمنزل قائله: الله بيتك جميل يا نهاد.

نهاد: ده عشان انت جميله يا حبيتبي، انا عارفه انكو تعبانين من الطياره ادخلو ارتاحو دلوقتي، والصبح نقعد مع بعض بقي براحتنا.
شاكر: اهلا بيكو في امريكا، الاوضه دي مجهزنها لكم اتفضلو (واشار الي غرفه في اخر الممر).
سامح: هو فعلا الطياره تعبتنا جدا.
نهاد: وانا عارفه مرام بتخاف من الطيارت.
مرام: فعلا انا بخاف من الطائرات، بس بصراحه سامح ماخلنيش احس باي خوف طول الوقت يهرج ويضحك معايا.
نهاد: ربنا يباركلك فيه ويسعدكو يارب.
سامح: اللهم امين ويباركلي فيها واقدر اسعدها.

دخلا الاثنان الي غرفتهم واغلقو الباب، وذهبت اختها وزوجها الي غرفتهم هم الاخرين، وكانو سعداء جدا بقدومهم، دخلت مرام الي الغرفه ونظرت بها
مرام: مفيش الا سرير واحد بردو.
سامح مبتسماً: هو مش الاصحاب بينامو جنب بعض.
مرام مبتسمه: ماينفعش انيمك جنبي يا صاحبتي انتي.
سامح بمزاح وهو يرفع صوته: واهون عليكي انام علي الارض.
فضحكت مرام: لاء متهونش عليا خلاص هتنام جنبي.

سامح وهو ينظر الي عينها: لاء انا طماع عايزكي تنامي في حضني.
تلجلجت مرام وقالت مازحه: وهو ينفع صاحبتي تنام في حضني عيب كده.
سامح بحب: من يوم ما زعلتي مني وانا مش عارف انام، بصي انا هاخدك في حضني وانام مؤدب خالص ومش هتكلم حتي.
وكان ينظر لها بترجي وحب، شعرت مرام بالخجل الشديد ولم تتحدث، وهزت راسها بالموافقه وكانت سعيده من داخلها، فهي ايضا تحبه وتتمني ان يكون صادق، وتكمل حياتها معه.

سامح سعيداً: هدخل اتوضي عشان اصلي العشا وننام.
مرم خجله: وانا كمان هصلي الاول غير هدومك وادخل اتوضي علي ما اغير انا كمان.

(في منزل فارس)
صعدا الاثنان الي الغرفه دخلا
فارس: هدخل اخد دش واغير هدومي.
ايثار متردده: ممكن اسالك سؤال قبل ما تدخل وتجاوبني بصراحه.
فارس: اكيد طبعا اسالي.
ايثار محراجه: ممكن اعرف انت ليه اصريت تجبلي لبس، وتديني فلوس ومتقولش عشان مراتك.
لم يفهم فارس ماتقصده قائلا: هو ده السبب معنديش سبب تاني.

ايثار عابسه: انا صحيح قبلت اكون هنا في بيتك واكون مراتك، بس مش معني كده اني رخيصه وتقدر تشتريني بفلوسك...
قاطعها فارس قائلا: ايه الكلام الفاضي ده، اشتريكي ده ايه انت شيافني شخص وحش قوي كده؟!
ايثار مستنكره: لاء طبعا؛ انا لو شيفاك وحش مكنتش فضلت لحظه واحده، بس احساسي اني رخصيه صعب قوي مش قادره اتحمله..

وامتلاءت عينها بالدموع تالم فارس من اجلها قائلا: ايه خلاكي تحسي بده؟ انا من اول ما شوفتك وانا شايف فيكي حجات جميله، مشوفتهاش في بنات كتير، شوفت فيكي الاخلاق العفه الجدعنه وكمان الروح الحلوه، وقبلهم كلهم الجمال، ولولا ان الظروف هي اللي حكمت بكده، كنت برده اخترتك تكوني مراتي.
ونظر الى عينها نظرت له هى الاخرى، لكنها لم ترى ما يطمأنها وازداد القلق بداخلها قائله: نفسي اصدقك بس مش عارفه حساك بتجاملني بس انا عايزك تفهم اني مش...

وضع اصبعه امام شفتيها دون ان يلمسهم قائلا: هوس بلاش الكلام ده، انت غاليه قوي لو هزاري معاكي هو اللي بيخليكي تفكري كده... فانا بردو مش هبطله.
وخطف قبله من خدها واسرع الي الحمام ، فابتسمت وظلت مكانها فهي شعرت ببعض الاطمأنان من كلامه، تحركت اخرجت بعض الملابس من حقيبتها، وجهزتهم لكي تدخل بعد ان يخرج، لحظات وخرج وهو يلف جسده بالبشكير قائلا: معلش نسيت هدومي.

فاعطته ظهرها وخرجت وهي تقول: هروح اشكر اختك وارجع.
فارس: استني مش هتلاقيها مع ماما في تحت.
فوقفت عند الباب وهي تعطيها ظهرها قائله: طب خلاص غير بسرعه وانا هفضل مكاني.
فابتسم قائلا: حاضر هلبس بسرعه.
ظلت هي مكانها واغمضت عينها وهي تشعر بغضب شديد يملاءها، فبدأت تستغفر لتهدأ قليلا حتي شعرت بيد فارس علي كتفها قائلا: خلاص خلصت.
فالتفت له قائله: طب انا هادخل اخد حمام.

ودخلت تجري دون ان تنظر اليه من شدة الخجل والارتباك، فنسيت ملابسها فخرجت مره اخري اخذتها ودخلت، وكان هو يقف ينظر عليها ويضحك من منظرها وخجلها منه، وبعد بعض الوقت خرجت وهي ترتدي ثيابها وحجابها، فتعجب فارس قائلا: انت لفيتي الطرحه في الحمام ليه في مريه كبيره هنا عشان تلفيها براحتك.

ايثار متردده: شكرا ليك.
ظلت واقفه مكانها بخجل فبدأ يلف حولها ويبدي اعجابه بفستانها قائلا: واو الفستان تحفه عليكي، بس عمره ماكان هيبقي بالجمال ده الا لما لبستيه.
ابتسمت ايثار قائله: شكرا علي المجامله.
فارس: بس انا مش بجاملك وعموما...
دق الباب نادتهم الداد للنزول
اقترب فارس منها وهمس في اذنها: نكمل بعدين.
فابتسمت مد يده لها، ترددت للحظات ثم وضعت يدها بها وامسكها ونزلا معا

(في شقة مارك )
دق مارك باب غرفه نادين فنظرت الي الباب ولم ترد، فدق مره اخري ونادي عليها مارك
قائلا: انسه نادين انا اسف اعلم اني اصبحت كثير الاعتذار لكي، ولكن حقا لا اعرف ماذا دهاني اشعر اني اتصرف بغرابه.
ظلت نادين تنظر الي الباب دون اي رد وكانت غاضبه
مارك: هل يمكن ام تفتحي الباب لنتحدث ام انك مازلتي غاضبه مني؟

نادين بصوت خافت لم يسمعه هو: ايوه غضبانه ومش هرد عليك، ومش عايزه اتكلم معاك.
مارك: يبدو انكي مازلتي غاضبه لا باس، (اخذ نفس وزفره غاضبا) معكي حق ساخرج لشراء بعض الاشياء ارجو ان تكوني قد سامحتيني عندما اعود (واكمل فى عقله) لا اعلم لما اشعر برغبه شديده فى ارضاءك ولما اصبحتى مهمه هكذا فى حياتى؟!

نظر مارك الي باب الغرفه بنظرة يأس ثم خرج، شعرت نادين بالحزن وقالت لنفسها: ايه البني ادم الغريب ده؟! كل شويه يعمل حاجه غريبه، عموما كلها يومين وينتهي الموضوع، ويجي عمي مراد ويحل المشكله كلها، بس انا مش هخرج من الاوضه النهارده خالص.

وبقيت بالغرفه ولم تخرج عاد مارك بعد ساعتين، واحضر معه بعض المشتراوات، ودخل الي المطبخ واعد الطعام ووضعه علي الطاوله، ودق باب نادين قائلا: انسه نادين اعددت الطعام ووضعته علي الطاوله، اعتذر عن ما بدر مني واعرف اني استحق العقاب، ولكن لا استطيع تركك دون طعام، فاحضرته لكي ووضعته علي الطاوله فلتاتي وتتناوليه واتركي الاوني ساغسلها.

شعرت نادين بالضيق والحرج فهي لا تفهم ما هذا الشخص الغريب او كيف يفكر، مع شعورها الشديد بالجوع فهى لم تاكل منذ الصباح، فعدلت ملابسها وحجابها وفتحت الباب فوجدته واقف ينتظرها..
نادين محرجه: الامر لا يستحق العقاب، واشكرك علي اهتمامك
مارك: حقا انا اشعر بالسوء منذ ان قلت ما قلته لكي، ولكن لم اتحمل فكرت ان تبقي دون طعام بسببي، فهل يمكن ان تتناولي طعامك، واعدك اني سابقي بغرفتي ولن اخرج منها حتي تنتهي من الطعام.
نادين متردده: وانت لن تاكل؟

مارك: انا اعاقب نفسي بعدم تناول الطعام.
نادين: وانا لن اسمح لنفسي بتناول الطعام وانت معاقب بسببي انا اسامحك تناول طعامك.
مارك: هل سامحتيني حقا انت طيبه جدا، ساكل لكن ساغسل الاوني بعد الطعام.
نادين: كما تريد.
وجلست علي الطاوله، ودخل هو المطبخ احضر طبق له وبعض الطعام، وجلس علي الكرسي المقابل لها، وتناولا الطعام دون اي كلام، وبعد انتهت نادين من الطعام حملت الاطباق لتذهب بها الي المطبخ، فاخذها منها مارك قائلا: اتركيهم لي ساضعهم انا.

فتركتهم نادين قائله: سادخل الي غرفتي.
مارك: ادخلي فانا استحق هذا العقاب.
نادين غاضبه: ماذا؟! اي عقاب؟
مارك: ان اجلس وحدي هذا عقاب استحقه، وساترك لكي الوقت الذي تريديه لرفع هذا العقاب عني.
نادين عابسه: لقد سامحتك ولا اعاقبك.
مارك: اذن لما ستدخلي وتجلسي وحدك؟
نادين: لا سبب معين ولكن لا اريد مضايقتك.
مارك: لكني لا اتضايق منك بالعكس اسعد بالحديث معك.
نادين: انا فقط متعبه سارتاح اليوم ونتحدث غدا.
مارك: اتفقنا اذن.
دخلت نادين الي غرفتها واغلقت علي نفسها، واكمل هو طعامه ورفع الاواني وغسلها ودخل غرفته هو الاخر

( في منزل فارس )
كان عم فارس وبناته ينتظروهم في الاسفل فاقترب منهم قائلا: اهلا بيك ياعمي اعرفك علي عروستي ايثار ابرهيم حمدى.
محسن وهو يبتسم ابتسامه مصطنعه يظهر منها غضبه: اهلا بيكي.
ايثار قلقه: اهلا بحضرتك.
اقتربت منها احدي بناته وسلمت عليها بحراره وسعاده قائله: الف مبروك يا عروسه انا ريم بنت عم فارس.
ابتسمت لها ايثار قائله: الله يبارك فيكي.

اقتربت الفتاه الاخري وسلمت بفتور قائله: الف مبروك يا عروسه ربنا يتملكم علي خير.
ايثار وهي تبادلها الابتسامه الفاتره: الله يبارك فيكي انت رباب صح فارس كلمني عنك.
رباب متوتره: ايوه انا وياتري قال ايه عني؟
شعرت ايثار بتوترها فابتسمت قائله: قال انك بنت عمه الجميله وزي اخته، وانتو يتمنا اننا نكون اصحاب.
ابتسمت رباب قائله: فعلا هو زي اخويا وانا كمان يسعدني نكون اصحاب.
تضايق محسن قائلا: يلا نتغدي قبل الاكل ما يبرد.

تحرك الجميع نحو الطاوله تناولو الطعام، في جو من المجاولات العاديه دون تطرق لاي شئ، وبعد ان انتهو اخذت شهد الفتيات وذهبت بهم الي الحديقه وجلسن، ودخل فارس مع عمه ووالده في المكتب ليتحدثو، نظر محسن الي فارس قائلا: انا كنت متضايق عشان اتجوزت واحده غير ريم، بس دلوقتي خلاص مش زعلان، البنت شكلها كويس ومحترم، بس حاسس اني شوفتها قبل كده.

فهمي: ممكن تكون شوفتها في شركة القبطان عشان كانت بتشتغل هناك.
محسن: اه صح افتكرتها اختيار كويس.
فهمي: ايه رايك تخلي الفرحه فرحتين؟ وتجوز ريم لفهد ده هيومت عليها، والحمد لله المكتب اللي فتحه اشتغل وبقي تمام.
فكر محسن قائلا: هشوف ومدام فارس اتجوز، امري لله اجوزهاله، اهو اللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش، ومعتقدش ان فهد هيطلع زي الكلب التاني.
فهمي سعيداً: ايوه كده فرح قلب بنتك وانت كمان تفرح.

محسن عابسا: انا عمري ما هفرح الا لما اطمن علي رباب واشوفها مع راجل يحافظ عليها.
فارس: طب تسمحلي يا عمي اروح افرح ريم.
محسن: لاء سيبها انا اللي هقول لها لما نروح، المهم دلوقتي انتو هتعلنو جوازك ازي.
فهمي: انا كنت مستني اقولك وبعدين هنعلن انه خطبها، ونعمل اشهار لكتب الكتاب، ونعمل لهم فرح.
فارس: فكره حلوه نعمل الخطوبه والاشهار يوم الخميس الجاي.
محسن: الخميس يبقي دخله علي طول افضل بلاش تاخير.

نظر فارس لفهمي متعجبا: طب وايه وجه الاستعجال ياعمي ما برحتنا.
محسن: هي مش عايشه معاك هنا في اوضتك؟ يبقي التاخير مش كويس مش كده ولا ايه؟
فهمي: ايوه صح خلاص بعد اسبوع هنعمل فرح ونجوزهم، وانت بقي شوف فهد واتفق معها وفرح بنتك.
محسن: ان شاء الله طب عن اذنكم انا همشي بقا اندهلي البنات يا فارس.

خرج فارس نادى لبنات عمه، وذهبو جميعا وصعد فهمي هو وايمان وكان يبدو علي فهمي القلق، اما فارس اخذ شهد وايثار وصعدو معا وهم يمزحون
دخل كلا منهم الي غرفته، اغلق فارس باب الغرفه سعيدا: الحمد لله اليوم عدي علي خير كنت مقلق من عمي.
ايثار متعجبه: بس الغريب بنت عمك اللي كنت هتتجوزها، كانت فرحانه اكتر منك والتانيه هي اللي حزينه.

فارس: ريم بتحب ابن خالتها وهو بيحبها، وطلبها من عمي بس هو رفض، عشان رباب اتجوزت اللي بتحبه، وبهدلها وضحك عليها، ودفعنا فلوس كتير علي ما خلصنها منه، وده اللي خلاه قرر ان يجوزها ليا رغم رفضها ورفضي.
ايثار حزينه: مسكينه رباب بس كان لازم تبقي اقوي من كده، مهما كانت بتحبه، مش معني
انه طلع كداب تقع وتنكسر لازم تقف تاني وتبقي اقوي من الاول.
تعجب فارس من كلامها وتاثرها الشديد، وكانها تتحدث عن نفسها، فاقترب منها ووضع ذراعه علي كتفاها قائلا: ايوه صح عندك حق يا جامد انت، بس واضح انك اتوجعتي قوي صح.

تهربت ايثار من الاجابه وتركته واتجهت ناحية الحمام قائله: هدخل الحمام عن اذنك.
نظر عليها فارس قائلا بصوت خفيض لنفسه: شكلك وراكي سر ومسيري هعرفه.
تحرك هو الاخر احضر ملابسه وانتظرها لحظات وخرجت، ودخل هو غير ملابسه وخرج وجد شئ يشبه الخيمه، لكنه مربع موضوع حول السرير، والمرتبه وغطاءه موضوعين ومجهزين له، فلف حول الخيمه ليجد مدخل لكنه لم يجد، فنادي قائلا: ايثار انت فين وايه ده؟
خرجت ايثار من الجه الاخري فذهب نحوها قائلا: ممكن افهم ايه ده؟!

ايثار مبتسمه: دي اوضتي عشان انام براحتي، بصراحه مش هعرف انام وانت معايا في الاوضه
فارس مزهولاً: انت اكيد مجنونه، انت مراتي يا بنتي في ايه، انا مشوفتش زيك قبل كده.
ايثار مبتسمه: ولا هتشوف.
فضحك قائلا: ماشي يا ستي لو ده اللي هيريحك، خلاص ماشي وانا اللي كنت مستغرب من الحاجات اللي جبتيها، مجنونه بس قمر.
وخطف قبله من خدها فتضايقت ونظرت له قائله: مش هتبطل الحركات دي بقا.

فارس متسما: لاء وان شاء الله مره كده تيجي معايا مظبوط.
لم تفهم ايثار قائله: يعني ايه مظبوط دي؟!
فوضع اصبعه علي شفتيها فانتفضت فابتسم قائلا: امال لو جت مظبوط كنت عملتي ايه؟!
فاحمر وجهها خجلا ودخلت الي خيمتها واغلقتها، اما هو فظل يضحك عليها ثم استلقي مرتبته ونام

(في شقه مارك بفرنسا)
ظلت نادين بغرفتها حتي الصباح، وبعد ان صلت الفجر وقرأت وردها، ظلت تنتظر ان تسمع صوت غلق الباب، لتتاكد من ذهاب مارك الي العمل، وبعد بعض الوقت سمعت صوت غلق الباب، فتاكدت من ملابسها وحجابها وفتحت وخرجت، دخلت المطبخ اعدت طعام وتناولته، وغسلت الأطباق وعادت الي غرفتها، ظلت بها حتي الظهر صلت وخرجت من الغرفه اعدت بعض الطعام، ودخلت الي غرفتها مره اخري، عاد مارك من العمل دخل غرفته غير ملابسه ودخل الي المطبخ، وجد الطعام الذي اعدته نادين فقام بتسخينه ووضعه علي الطاوله، واقترب من باب نادين دق الباب
مارك: انت يا غريبة الاطوار هيا تعالي لتتناولي الطعام سانتظرك علي الطاوله.

وذهب وجلس علي الطاوله تاكدت نادين من ملابسها وخرجت جلست بالكرسي المقابل له دون اي كلام
مارك مبتسما: شكرا لكي علي اعداد الطعام.
نادين: لا داعي للشكر.
بدأا الاثنان في تناول الطعام دون اي كلام، وكان مارك ينظر علي نادين ينتظر ان تنظر له لكنها لم تفعل
مارك: اسمعي غريبة الاطوار انتي انا اعرف انكي مازلتي غاضبه مني، ولم اصدق انكي سامحتيني، ولكن اعدك اني لن اضياقك باي كلام مره اخري.
نادين: لست غاضبه وقد سامحتك فعلا.
مارك: اذا لما تعامليني هكذا؟

نادين: سيد مارك لقد اخبرتك سابقا، ان هذا طبعي لا اتحدث كثيرا.
مارك: نعم اذكر ذلك، لكني اريد ان اتحدث معك ، وعموما لن اتضايق من عدم ردك علي، ساتحدث في كل الاحوال.
فابتسمت نادين وهزت راسها بتعجب واكملت طعامها
مارك: يبدو انكي تريناني مجنون اليس كذلك.
نادين ضاحكه: بل غريب الاطوار.

فضحك مارك جدا وتعالت ضحكاته جدا
مارك وهو يضحك: اذا اصبحت انا غريب الاطوار
وظل يضحك وكانت نادين ايضا تضحك ، اكملا طعامهما وهو يتحدث وهي لا ترد وهو يضحك ويكمل حديثه حتي انتهت هي من الطعام
نادين مبتسمه: لقد انتهيت من طعامي.
مارك: لكني لم انتهي من كلامي اجلسي.
نادين: اعتذر لديا ما اقوم به.
حملت الاطباق وقامت وضعتهم في الحوض وبدأت في غسلهم، كان مارك قد انتهي من الطعام هو الاخر واحضر اطباقه وضعهم لها في الحوض
مارك: لن اغسل اليوم ولكن ساعد كوبين من القهوه بالحليب كم معلقة سكر تريدي في الكوب؟

نادين: معلقتين ولكن اجلس واتركها لي فانا اعدها بطريقه رائعه.
مارك: لا لقد عملت عامين كبائع قهوه، وكان الزبائن ياتون لي مخصوص لشرب قهوتي ساعلمك طريقتها.
انتهت نادين من غسل الاطباق وكانت تريد الخروج من المطبخ، لكن مارك كان في الطريق فظلت مكانها حتي اعد مارك القهوه
مارك وهو ممسك باحد الاكواب: تفضلي هذا كوب القهوه الخاص بكي.
نادين وهي تاخذ الكوب: شكرا لك.

اخذ مارك كوبه هو الاخر وخرج جلس علي الاريكه ليشرب القهوه، اما نادين اخذته واتجهت الي غرفتها فنادها مارك
مارك: فلتأتي وتجلسي معي حتي تشربي القهوه.
شعرت نادين بالاحراج وجلست معه وظلت صامته، بدأت تتذوق القهوه
مارك: مارأيك بها؟
نادين: انها حقا جميله.
مارك: ما رايك اترك عملي وافتح مطعم كبير.
نادين: ان كان هذا ما تحبه فلتفعله.

مارك: سافكر فانا حقا لا احب الشركه التي اعمل بها مللت منها، اتعرفي افكر جديا ان اتي الي بلدك مصر، وافتح مطعم كبير هناك للاكلات الفرنسيه هل ساجد من يشتري مني؟
نادين: اعتقد انه سينجح ولكن ماذا عن ما درست؟
مارك: لا اعرف لم اعد احب عملي، ولكن سافكر واخذ قراري.

انتهت نادين من قهوتها فقامت واخذت كوبها وكوب مارك الذي كان قد انهاه، وغسلتهم وعادت نظرت الي مارك قائلة: استاذنك سادخل غرفتي.
وتركته ودخلت الي غرفتها واغلقت الباب، نظر مارك عليها قائلا لنفسه: وتغضب عندما اقول غريبة الاطوار ما الذى يعجبها فى بقاءوها بغرفتها وحدها؟!
وهز راسه متعجبا وجلس يشاهد التلفاز.

(في شقة سليم بفرنسا)
استيقظ سليم من النوم نظر في تليفونه فاذا بها الساعه السادسه مساء نادي علي رمزي
قائلا: رمزي... رمزي... انت يا زفت
 اتي اليه رمزي قائلا: ايوه يا سليم بيه في حاجه.
سليم: جهزلي اكل واعملي قهوه دبل علي ما اخد حمام واجيلك.
رمزي: حاضر يا بيه
قام سليم بنعاس اخذ حمام وارتدي ثيابه، وخرج وجد رمزي قد اعد له الطعام ووضعه علي الطاوله، فجلس واحضر رمزي له القهوه
سليم: هاتلي التليفون من جوه عشان اكلم جوني اشوفه عمل ايه.

دخل رمزي احضر له الهاتف امسكه، واتصل بجوني تاخر عليه في الرد ولكنه اجاب
سليم: ايوه يا جوني ايه مردتش عليا يعني؟
جوني: لم اصل لشئ لهذا لم اتصل بك.
رمزي: تسمحلي يا سليم بيه عندي راي
فنظر اليه سليم بنظره استحقار وقال ؛ انتظر دقيقه يا جوني، ووجه كلامه رمزي: قول فكرتك.
رمزي: هو دلوقتي يا بيه لو عرفت مكانهم، وعرفو انك عرفت هيغيرو وترجع تلف تاني.
سليم: لاء فالح كمل.

رمزي: وطلما هما مش هيثقو بحد هنا، اكيد هيجيبو حد يثقو فيه من مصر، هو ده اللي يوصلك لهم ويكون وسيط بينكم
سليم: تصدق ياض عندك حق طلعت بتفهم.
واشار له بالذهاب وعاد للكلام مع جوني..

سليم: اسمع اترك مراقبة اخو مساعد حاتم، وابحث لي في اسماء الوافدين من مصر، عن اسم المحامي الخاص بحاتم، فهو محامي دولي ومأكد سيلجأ له، عندما تعلم بوصوله راقبه جيدا، واحضر لي عنونه واترك الباقي لي.
اخبره باسمه كاملا وانهي المكالمه مع جوني ونظر بمكر وخبث قائلا: هو اللي هيوصلني لهم وانا بقي هعرف العبهم علي كويس.

(في فرنسا )
وصل مراد المطار واشتري خط جديد واتصل بحاتم ليخبره بوصوله.
كان حاتم يجلس علي مصلاه، يدعو الله ان ينهي هذا الامر علي خير، رن هاتفه فانهي دعاءه ونظر في الهاتف فوجده رقم جديد فرد عليه قائلا: السلام عليكم.
مراد: وعليكم السلام انا وصلت المطار من نص ساعه.
حاتم: اهلا هتيجي علي هنا.

مراد: لاء هروح علي القسم الاول، افهم الموضوع وبعد كده اروح علي الفندق، واتصل بيك من هناك.
حاتم: خلاص هستنا منك اتصال.
اغلق مراد الهاتف واخذ سياره اجره وذهب الي القسم، وسال واستفسر عن كل شئ يخص القضيه، خرج وذهب الي الفندق اكمل اجرأت حجز الغرفه، التي كان قام بحجزها من قبل، واخذ المفتاح وصعد الي غرفته، وضع حقيبته وجلس علي احد المقاعد وامسك الهاتف واتصل بحاتم.
اجابه حاتم قلقلا: ايوه يا مراد عملت ايه؟

مراد عابساً: بص يا حاتم واضح ان الموضوع صعب، انا عايز اسم المحامي اللي قالك اهرب.
حاتم: صعب يعني ايه؟
مراد: القضيه معموله كويس قوي، وعشان تطلعو منها محدش يعرف يطلعكو غير اللي عملها، لان كل الخيوط في ايده هو بس.
حاتم: طب والحل هنعمل ايه؟

مراد: اديني اسم المحامي وعنوانه، هروح اكلمه واشوف واكيد هوصل لحاجه.
حاتم: حاضر هبعتهولك نت.
مراد: ماشي وانا هغير هدومي واروح للمحامي، وربنا ييسر الامور ان شاء الله.
حاتم: ان شاء الله.

انهي مراد المكالمه ودخل الي الحمام اخذ حمام وغير ملابسه، ونظر بالهاتف فوجد حاتم قد ارسل اليه اسم المحامي وعنوانه، فكلم الفندق وطلب منهم سياره بسائق ليذهب بها اينما شاء، وجلس يقلب بعض الاوراق حتي تاتي السياره، رن هاتف الفندق فرد عليه
مراد: نعم هل حضرت السياره؟

الفندق: نعم سيدي السياره جاهزه، ولكن هناك شخص يريد مقابلتك.
مراد: ما اسمه؟
الفندق: هو يريد ان يكلمك.
مراد: اعطه الهاتف.
الهاتف: اهلا يا استاذ مراد انا سليم، كنت عايز اتكلم معاك.
مراد: سليم اهلا استناني في الاستقبال دقيقه ونازل.
سليم: حاضر هستناك.

انهي مراد المكالمه وامسك هاتفه ليتصل بحاتم ثم تراجع وهو يقول لنفسه: لاء استني لما اشوفه عايز ايه الاول، وبعد كده اتصل بحاتم.
وضع الهاتف في جيب سترته وخرج من الغرفه، ونزل الي الاسفل نظر في الاستقبال، اذا بسليم يجلس ينتظره، وعندما راه قام وقف ونظر اليه في اسف وحزن مصطنع، اقترب منه مراد وقال متعجباً: اهلا يا سليم ايه اللي جابك فرنسا؟

سليم وهو يتصنع الحزن والالم: لما عرفت اللي حصل لعمي حاتم ونادين جيت بسرعه، مقدرش اسيبهم في موقف زي ده.
مراد متعجباً: وعرفت منين اذا كان محدش يعرف حاجه في مصر، ولا اتنشر حاجه في الجرايد.
سليم: اصل ليا واحد صاحبي هنا، وانت عارف انا بحب نادين جدا وبخاف عليها، فوصيته يراعيها وهي هنا ويطمني عليه فقالي اللي حصل.
لم يصدقه مراد قائلا: ماشي وعايز ايه دلوقتي؟

سليم وهو يتصنع القلق: عايز اطمن علي نادين، اخبرها ايه وهي فين انا هتجنن من ساعت ما عرفت.
مراد: انا لسه جاي ومعرفش اي حاجه، ولو لقيت اني محتاج مساعدتك اكيد هكلمك شكرا.
سليم: شكرا ايه بس انا ليا معارف هنا واقدر اساعدك.
مراد: وانا محامي دولي وهعرف اتصرف ان شاء الله.

سليم وقد اظهر وجهه الحقيقي وقشر عن انيابه: بص من غير لف ودوران علي بعض، انا عارف مين اللي عمل فيهم كده، واقدر اطلعهم منها بس ليا طلبات، تتنفذ اطلعهم منها فورا.
ابتسم مراد فقد كان ظنه فى محله قائلا: اه كده بقي بانت نيتك لزومه ايه التمثيل وشغل الافلام ده.
سليم ماكراً: خيوط اللعبه كلها في ايدي ينفذو طلباتي اطلعهم منها.
مراد: وايه هي طلباتك عشان ابلغهم بيها.
سليم: هاجي بكره في نفس الوقت ده ابلغك بيها سلام يا مراد باشا.

تركه وذهب سليم جلس مراد يفكر قليلا، ثم ذهب الي ادارة الفندق وسال اين السياره، واخذها وذهب الي مكتب المحامي، ولكنه لم يجده وحدد معه موعد بعد اربع ايام، عاد الي الفندق وهو يشعر بالضيق، لانه لم يستطع ان يفعل شئ، وقرر ان يتصل بحاتم ويخبره بما قاله سليم، فاخرج الهاتف واتصل به لحظات واجاب
حاتم: اهلا يا مراد ها عملت ايه؟

مراد: للاسف معرفتش اقابل المحامي، وحددلي موعد بعد اربع ايام.
حاتم عابساً: مش مشكله ربنا ييسرها، واللي صبرنا اللي فات يصبرنا الاربع ايام دي.
مراد: مش دي المشكله، احنا كنا شاكين في سليم انه هو اللي عمل كده.
حاتم: ايوه وانت قولت انه جه فرنسا.
مراد: جاني وقالي انه يقدر يطلعكو منها، بس له طلبات.
حاتم بضيق: تقصد شروط.

مراد غاضباً: بالظبط وواضح انه عارف هيعمل ايه ومظبط كل حاجه.
اخذ حاتم نفس وزفره غاضبا: وايه بقي ان شاء الله الشروط دي؟
مراد: مرديش يقولها، هيجي بكره يقولهالي وانا ابلغكم بيها.
حاتم: طب خلاص انت هتيجي عندي؟

مراد: لاء طبعا، لانه اكيد هيراقبني عشان يعرف مكنكم، فانا هفضل في الفندق، وهحاول اعرف اوصل للمحامي من اي سكه تانيه.
حاتم غاضباً: طب امرنا لله نستنا لبكره ولو اني متوقع طلباته.
مراد: متوقع ايه؟
حاتم غاضباً: اكيد هيحاول يشرط انه يتجوز نادين، وممكن يطلب فلوس عموما بكره هنتاكد.
مراد: طب خلاص بكره لما يجي هكلمك واقولك.
حاتم: ربنا يحلها بقي من عنده.
انهي حاتم المكالمه وهو غاضب جدا، كان ماهر في الحمام وخرج وراه غاضب فساله
قائلا: ايه اللي حصل؟

حاتم غاضباً: الكلب اللي اسمه سليم هو اللي عمل فينا كده، دلوقتي بيتشرط عشان يخرجنا منها.
تضايق ماهر قائلا: طب وهتعمل ايه هتنفذ شروطه؟
حاتم مجبر اسفا: للاسف مضطر.
ماهر: طب والاستاذ مراد معرفش يعمل حاجه؟
حاتم: مراد هيعمل ايه يعني، اللعبه اكبر منه ده شغل مافيا.
ماهر: لا حول ولا قوة الا بالله ربنا قادر يحلها من عنده.

حاتم: ونعم بالله، معلش انت دخلت معانا من غير ذنب
ماهر: يا حاتم بيه انت خيرك عليه وعلي عيلتي كلها، لو كان ينفع كنت فديتك وطلعت انت منها.
حاتم: قدها انا عارف انك جدع، بس انا مقبلش ان حد يشيل عني تهمه ماعملتهاش، انا واثق في الله انه هيطلعني منها وانا ونادين، بس هي مسالة وقت.
ماهر: ان شاء الله انت راجل بتخاف ربنا، وعمرك ما ازيت حد واكيد ربنا مش هيسبك وهينجيك
حاتم: يارب.

(في شقة مارك )
استيقظت نادين وصلت الفجر وقرأت وردها، وجلست تفكر فهي قلقه لاتعرف هل اتي مراد ام لا، وهل يستطيع حلها.
نادين لنفسها: ياتري جيت ولا لسه يا عم مراد، وهتعرف تطلعنا من البلوه دي ولا لاء، انا عارفه انك محامي شاطر، بس واضح ان الموضوع كبير، وبتوع الشركه دي ليه عملو معانا كده، مش داخل دماغي ان شركه تعمل كده عشان نشتغل معها، حتي لو تبع المافيا، لان اللي اعرفه بتوع المافيا دول ليهم ناسهم، ليه يجبرو حد يشتغل معاهم، يكون حد هو اللي ماجرهم، عشان يعملو كده معنا طب ليه، اسئله كتير جوا دماغي بحاول اهرب منها عشان ملهاش اجابه(تنهدت )واخبارك ايه انت كمان يا مرام؟ من يوم ما جيت هنا وانا مش عارفه حاجه عنك، وزاد عليه قلقي علي ايثار اللي مش عارفه ايه اللي جابها القاهره فجأه كده ، وكملت بمارك متقلب المزاج ده كمان، حلها من عندك يارب.

وظلت جالسه لبعض الوقت تشعر بالحزن والالم، لما وصل اليه حالها، وبعدها خرجت اعدت لها افطار تناولته وغسلت الاطباق، وعادت الي غرفتها، وظلت بها حتي عاد مارك من العمل، واحضر معه طعام جاهز، وضعه علي الطاوله ودخل غير ملابسه وخرج دق باب غرفة نادين
مارك: انت غريبة الاطوار هيا تعالي لنتناول الطعام.

فقامت نادين تاكد من ثيبها وحجبها وخرجت، وجدته يوزع الطعام علي الطاوله، فاقتربت وبدأت توزع معه، وجلسا بعدها وتناولا الطعام كانت نادين كاعدتها صامته لا تتحدث ، اما مارك لم يكف عن الكلام وهي تسمع دون تعليق، حتي انتهت من الطعام وحملت الاطباق ودخلت بها الي المطبخ، وانتهي مارك واحضر الاطباق هو الاخر وضعها لها، ودخل علي غرفته انهت الاطباق ودخلت الي غرفتها وظلت بها.

(في منزل فارس )
استيقظت ايثار في الفجر فتحت سوستة الخيمه وخرجت، دخلت الحمام توضأت وفتحت الباب لتخرح، اذا ب فارس يقف امام الباب ففزعت وعادت الي الخلف، فابتسم فارس قائلا: ايه مالك اتخضيتي كده ليه هو انا عفريت؟!
اخذت نفس وزفرته قائله: لاء اكتر من العفريت، حد يقف علي الباب كده خضتني.
فارس مبتسماً: يا شيخه ده انتي تخضي العفريت، وبعدين ايه اللي مصحيكي دلوقتي؟
ايثار: قايمه اصلي الفجر.

فارس: اه بس كويس كنت خايف تكوني مش بتصلي، عشان مشوفتكيش صليتي امبارح.
ايثار متهربه: تلقيك بس مختش بالك، ممكن توعي بقي من طريقي عشان اخرج اصلي.
فارس مازحاً: لاء هاخد بوسه الاول.
ايثار عابسه: بقولك متوضيه تقولي كده.
فارس مبتسماً: وهو انا امتي استاذنتك ما انا باخدها وقت ما انا عايزه بس بغيظك.

فنظرت له ايثار بغضب وهي تشير له ليتحرك، وهو يشير لها بالرفض، فاخذت نفس وزفرته بغضب، فابتسم تنحي جانبا من الباب، فخرجت وتحركت نحو حقيبتها لتخرج منها مصلي ، كان فارس يتابعها بنظره فقال: القبله كده، بقولك ايه رايك تستني نصلي سوي جماعه.
فابتسمت ايثار قائله: طب هصلي السنه علي ما تيجي.

ابتسم فارس ودخل توضاء وخرج، كانت هي قد مازلت تصلي السنه فافترش مصلي اخري، وصلي هو الاخري السنه حتي انتهت، وصلي معا جماعه، بعد الصلاه جلست مكانها لبعض الوقت فقال فارس: لما تخلصي نامي برحتك، مفيش شغل مهم النهارده وهنروح الشركه براحتنا.
ايثار: خلاص خلصت هقوم.
قامت وقفت طبقت المصله وهمت لتتحرك فوقف فارس امامها قائلا: مش هتعدي الا لما اخد بوسه كبيره قوي.
تنهدت ايثار قائله: انت ليه بتعمل كده؟

فارس: السؤال ده انا جوبته قبل كده مش هجوبه مرتين.
ايثار بتفكير وهي تنظر الي عينه: انت فعلا عايزنا نتجوز؟! انت عايزني اكون مراتك وام اولادك؟! وتكمل معايا باقي حياتك؟!
فارس متعجبا: اكيد ولا عشان يعني ماعشناش قصة حب وكده يعني؟
ايثار: لاء انت قولت ان بنت عمك لو مكنتش بتحب واحد تاني، كنت اتجوزتها صح.
فارس: صح.
ايثار: ولما جيت انا في سكتك عايز تتجوزني، يعني اي جوازه والسلام.

فارس: لاء طبعا بنت عمي انا عرفها كويس، وعارف اخلاقها يعني واثق فيها، وانت انا شوفت اخلاقك وعجبتيني جدا، واعتقد بعد كده الاعجاب هيتحول لحب.
ايثار متالمه: ممكن، وممكن نتجوز وبعد تلت اربع سنين، تحب واحده تانيه، وتكتشف فجاءه انك اتسرعت في جوازك مني، وان اللي انت بتحبها دي هي كل حياتك، وخلاص متقدرش تبعد عنها، ومش قدامي الا اني اقبل اكون زوجه تانيه، او اخد عيالي وامشي.

صدم فارس من كلامها قائلا: ايه كل ده؟! انت مكبره الموضوع.
ايثار غاضبه: انا مش مكبره لان ده اللي بيحصل، ويعيشو ولاد محرومين من ابوهم، عشان اتجوز اي واحده والسلام، وبعد كده لقي حب عمره، واكتشف انه كان غلطان الم فظيع واحساس مؤلم جدا، وجع مايتحملوش بشر.
وبدأت في البكاء تحركت نحو الخيمه لتدخلها، فجذبها فارس واحتضنها وربط علي كتفها قائلا: اوعي تفكري كده يوم ما تكوني زوجتي برضاكي وباختيارك، هتكوني قبلها حبيبتي وكل دنيتي.

ايثار وهى تبكي: يعني مش هيجي يوم وتكتشف انك ظلمت نفسك بجوازك مني، ومن حقك تعيش مع اللي قلبك اختارها؟
فارس: يوم ما هتكوني مرتي ده هيكون عشان قلبي هو اللي اختارك، قبل عقلي منكرش اعجابي بيكي، وانجزابي الشديد كمان ليكي، لكن طلما انت حاسه ان ده مش كافي، هنتظر لما تحسي ان صادق في مشاعري، وان حبي ليكي لسه بيتولد، وعلينا اننا نكبره ونقويه، لان الحب زي الطفل الصغير، بيكبر بالاهتمام ويموت بالاهمال.

هدأت ايثار عندما سمعت كلماته ونظرت اليه قائله: شكرا ليك علي كلامك، ريح قلبي.
فارس مبتسما: سلامة قلبك يا قمر.
وخطف قبله من خدها فابتسمت قائله: مش هتبطل حركاتك دي بقي.
فارس سعيداً: بعد الابتسامه الحلوه دي عمري ماهبطلها.
وخطف قبله اخري من الخد الاخر، فاسرعت الي الخيمه واغلقت السوسته قائله: كده بقي مش هتعرف.
فضحك فارس قائلا: ماشي يعني انت هتفضلي جوه مسيرك تخرجي.

(عند مرام في امريكا)
استيقظ سامح وتحرك بهدوء من جوار مرام، كي لا ييقظها توضأ وصلي الفجر، وعاد جلس بجوارها ينظر اليها بحب، يملس بيده علي شعرها، وتنهد بابتسامه ونفخ في شعرها ووجهها اكثر من مره، فاستيقظت وفتحت عينها ونظرت له قائله بصوت نعسان: في حاجه يا سامح؟
سامح بابتسامه وهو يرفع صوته: بصحيكي تصلي الفجر ايه مش الاصحاب بيخافو علي بعض.
فضحكت مرام واعتدلت: ايوه بيخافو علي بعض.

سامح وهو ينظر لها بحب وحنان: وانا بخاف عليكي وبحبك
كانت مرام تنظر الي عينه وتري فيها الصدق فتنهدت وقالت: وانا مصدقاك وحاسه بالحب في عنيك وفي كلامك، بس خايفه توجع قلبي تاني.
سامح مبتسماً: سلامة قلبك، انا مقدرش اوجع قلب حبيبتي ونور عيني، اه لو تعرفي قلبي موجوع قد ايه من وجودك حنبي، وانت زعلانه مني.
مرام خجله: انا مكنتش زعلانه منك بس، انا كنت زعلانه عليك، لاني حسيت ان جواك نظيف ونقي، ليه تبقي كده.

سامح سعيداً: زعلانه عليا، ياه مكنتش اعرف انك بتحبيني قوي كده.
مرام خجله: ان مكنتش اخاف علي جوزي وحبيبي، امال اخاف علي مين.
سامح سعيداً: ياه يا بختي بمراتي حبيبتي، اللي بحبها وبعشقها كمان (وتنهد وضمها الي صدره) انا كان عندي مفاهيم غلط، وكنت فاهم الدنيا غلط، وعيشها غلط، وانت جيتي ورتيني الصح، وعلمتيني اعيش الدنيا صح.
مرام خجله: ايه الكلام الكبير قوي عليا ده؟!

سامح وهو يضمها اليه اكثر: هي دي الحقيقه، في الجامعه كنا فاكرين ان الروشنه انك تجيب بنات وتقضي معاهم سهره حمرا، وان ده مش ذنب كبير، دي حاجه لوزم الدلع والفرفشه، او كنا بقنع نفسنا بكده، لما كنت اشوف الشباب اللي بيلعبو بالبنات ويخدعوهم كنت بتضايق منهم، واقول ان ده حرام دي بنات ناس، ميصحش نعمل كده فيهم، لكن اللي بتبيع نفسها هي حره، وهي اللي بتخسرانما انا شاب ومش هخسر حاجه، بس لما عرفتك اكتشفت اني خسرت كتير قوي، وان اللي كنا بنضحك بيه علي نفسنا ده غلط وحرام.

مرام: كنت متاكده ان من جواك نضيف، وانك مش وحش لكن اصحاب السوق، هما اللي اخدوك في الطريق ده.
سامح سعيداً: الحمد لله ربنا بعتك ليا عشان ينور بصري، وافهم انا لو عشت عمري كله، اشكر ربنا علي انه رزقني بيكي مش هيكفي.
مرام خجله: انت اصلا انسان جميل، وعشان كده ربنا بعتني ليك، وكمان اكيد ربنا بيحبك.
ضمها سامح عليه اكثر واحتضنها بحنان: بحبك بحبك قوي وبعشقك.

مرام بحب: وانا كمان بحبك قوي، وكنت بدعي ربنا تكون صادق وما خسركش.
قبلها سامح في جبينها قائلا: يعني سامحتيني خلاص ومش هتسبيني انام لوحدي تاني.
مرام ضاحكه: اه سامحتك بس اوعي بقي سبني اقوم اصلي الفجر.
سامح مازحاً: ان كان كده ماشي، بس هستناكي عشان نمضي معاهدة الصلح.
مرام وقد احمر وجهها خجلا: طيب
تركته ودخلت الحمام للتتوضأ

(في غرفة فارس )
استلقت ايثار علي السرير وهي تبتسم، اغمضت عينها فداخلها شعور جميل، لا تفهمه ولاتعرف ماهو لكنها سعيده به ، جلس هو الاخر علي الكرسي بالغرفه، وهو سعيد لانها اول مره تبتسم عندما قبلها ولم تغضب، ظل جالسا لبعض الوقت يفكر في كلامها والمها الشديد، وكيف لبنت مثلها ان يكون بداخلها كل هذا الالم وما سببه، اخذ نفس وزفره بزهق، وقام وقف بجوار الخيمه وسقف قائلا وهو يقلد البدو: يا اهل الخيمه جالكم زوار.

فابتسمت ايثار عندما سمعته قائله: يا هلا بالزوار لكن مافي حد في الدار.
فارس مازحاً: امال انت ايه؟! عفريته سيتك، ممكن تطلعي.
ايثار ضاحكه: ايوه انا عفريته وهطلع ارعبك.
فارس ضاحكاً: يعني اخرتها اتجوزت عفريته، هاهاها طب يلا اطلعي عشان ننزل نفطر.
خرجت ايثار من الخيمه قائله: طب اسبقني انت علي ما افك الخيمه.
فارس بابتسامه وهو يقترب منها: ايه خلاص هتسبيني انام جنبك؟

ايثار رافضه وهي ترجع الي الخلف خطوه: لاء طبعا بس مش هينفع تفضل كده.
فارس: اه تقصدي يعني عشان ماما وبابا لو شافوها، لاء سيبيها ونقول انها فكره مجنونه عجبتنا علي النت، وعملنها وهو هيتفهمو عادي.
ايثار: طب والمرتبه؟
فارس: ندخلها جوه، يلا ساعديني ندخلها، وباليل نخرجه لحد متحني عليا وترحميني.

فابتسمت ايثار وتحركت نحو المرتبه، حملاها معا ووضعها فوق السرير، وقف فارس ينظر علي الخيمه من الداخل قائلا: تصدقي حلوه الخيمه دي، انا هخليها علي طول حتي بعد ما نتجوز، تعمل جو رومنسي.
ابتسمت ايثار قائله: طب يلا نخرج وننزل.
فاقترب منها وجذبها اليه ونظر الي عينها قائلا: ايه خايفه تضعفي قدامي وتسلمي من اول نظره؟
نظرت ايثار الى عينه بكل ثقه قائله: لاء طبعا انا واثقه من نفسي كويس.

فابتسم واغمض عينينه وفتحهم، واخذ نفس وزفره ضاحكاً وهز راسه وهو يشير بيديه الي الخارج قائلا: ماشي يلا.
خرجت ايثار بخطوات واثقه وهي تبتسم، ظل هو مكانه للحظات يبتسم ويمسح علي شعره ثم خرج خلفها، احضرت بعض الملابس من حقيبتها واتجهت نحو الحمام قائله: اسبقني انت علي ما اغير لبسي واحصلك.
فارس: اوك تمام.

تحرك وفتح باب الغرفه واذا بوالدته امام الباب قائله: انا كنت جايه اناديكم.
فارس: صباح الخير ياست الكل.
ايمان مبتسمه: صباح الخير يا حبيبي.
نظرت ناحية ايثار وتعجبت قائله في عقلها: ايه ده؟! هي نايمه بفستانها وطرحتها من امبارح ليه؟! هي مش جابت هدومها امبارح.
قطع تفكيرها صوت ايثار قائله: صباح الخير يا طنط.
ايمان: صباح الخير يا بنتي، ابقي حطي لبسك اللي هيتغسل في السبت هناك.

وقعت عينها علي الخيمه فتعجبت قائله: ايه ده انت عاملين خيمه في الاوضه؟
فارس مبتسما: فكره جديده شوفتها علي النت عجبتني، فعملتها تعالي اتفرجي عليها.
دخلت ايمان الي داخل الخيمه ونظرت بها، ورات المرتبه موضوعه علي السرير والملاءة تحتها، ليست فوقها ففهمت انه ينام عليها خارج الخيمه، فابتسمت قائله: ايه الحاجات اللي بتنور في السقف دي.

كانت ايثار تقف امام الخيمه فقالت: دي نجوم مضيئه عملها عشان مش بحب الضلمه، وطبعا مش هينفع اوصل لمبه جوه.
ففهمت ايمان انها تنام بها وحدها فابتسمت قائله: غريبه فارس وافق ازي ده بيحب ينام في الضلمه؟!
ابتسم فارس: معلش بقي هعمل ايه عشان خاطرها اتعود يعني.

ابتسمت ايمان قائله: طيب انا هسبقو، وانتو متتاخروش علي الفطار.
وتركتهم وذهبت وهي سعيده نظر فارس الي ايثار قائلا بحيره: تفتكري اقتنعت؟
ايثار: مش عارفه بس اقولك سبها علي الله، عن اذنك هدخل الحمام اغير.
فارس: وانا هستناكي ننزل سوي احسن.
دخلت ايثار الي الحمام وامسك فارس هاتفه هيتصفح النت

(في شقة سليم بفرنسا)
كان سليم يجلس علي الاريكه بعد ان تناول افطاره، وامسك هاتفه واتصل بجوني
سليم: الو كيف الحال جوني؟
جوني: لم تكلمنى بعد ان اخبرتك بمجئ المحامي، وذهابه الي مكتب فرانس، اخبرني ماذا فعلت في هذا الامر؟

ضحك سليم متفاخره: كنت مستعد لذلك، كنت اعرف ان اول ما سيفعله مراد، ان يذهب الي المحامي، فاتفقت مع السكرتير الخاص بمكتب المحامي، ان يخبره انه غير موجود، ويعطيه موعد بعد اربع ايام.
جوني: ولما بعد اربع ايام؟

سليم ماكراً: بعد اربع ايام سيكون باقي يوم واحد وتتحول القضيه للمحكمه، فينفذو ما اريد كي انهي لهم الامر دون اي تفكير.
جوني: يبدو انك خطت لكل شئ سابقا.
سليم متفاخراً: اكيد يجب ان احطات لكل شئ، اسمع اريدك ان تجلب لي كل المعلومات عن اخو ماهر وزوجته واخوتها واصدقاؤهم.
جوني: هذا سهل ساعه واحده وساتصل بك اخبرك.

سليم: سانتظر منك مكالمه.
وانهي سليم المكالمه وجلس ينتظر منه اتصال، فنظر اليه رمزي ببعض التفكير
رمزي: ممكن اسالك سؤال يا سليم بيه؟
سليم: اسال يا سيدي.
رمزي: انت ليه مقولتش للمحامي علي طلباتك واجلتها لبكره؟

سليم ماكراً: مين قال كده انا قولتلو كده بس، لكن هتصل بيه واروح له النهارده، عشان اشوش علي تفكيرهم والخبطهم، وكمان يكون جوني جبلي شويه معلومة تفدني، روح اعمل بقي حاجه اشربها علي ما يتصل.
رمزي: حاضر يا سليم بيه.
ذهب رمزي الي المطبخ اعد له كوب من القهوه، شربه سليم وكان قلق جدا كان يتجول في الشقه بقلق، رن الهاتف اذا به جوني فرد عليه بسرعه
سليم: ماذا هل احضرت المعلومات؟

جوني: نعم ؛ اخو ماهر يعيش مع زوجته واختيها في نفس المنزل زوجته، واخوات زوجته اثنان واحدة متزوجه وتعمل هي وزوجه في احد المطاعم ويبقون خارج المنزل طوال اليوم، والاخر عذباء تعيش وحدها ليس لها الكثير من الاصدقاء تعمل في احد المطاعم ايضا.
سليم: اريد كل اسماء اصدقاء اخت زوجته العذابه لان اظنها هي من ساعدت نادين واخفتها.

جوني: وانا ايضا اعتقد ذلك، لها ثلاث اصداقاء فتاه وزوجها يعيشان مع عائلتهم مثلها، ومارك شاب يعيش وحده وليس له اصدقاء كثيرين.
سليم: اريد عنوان مارك.
جوني: سارسله لك نت هو وكل المعلومات عنه، لاني اعتقد ان نادين تختبأ عند مارك هذا.
سليم: لا اعرف ولكن ممكن ذلك.
جوني: لا يمكنها الاختباء عند الرجل وزوجته، لانهم يعيشون مع اسرتهم ووجدها معهم فيه خطوره عليها.
سليم: معك حق ولو اني اتعجب، من قبولها لامر كهذا المهم ارسله لي.

وانهي المكالمه معه ونظر في مكر قائلا: يعني راحت استخبت عند اللي اسمه مارك، عشان هو عايش لوحده، بس ايه خلاص نسيت الدين والاخلاق، ولا ده كان شغل عليا انا بس، (متوعدا) ماشي يا نادين.
ونظر بالهاتف كانت الرسائل بالمعلومات والعناوين قد اتت اليه، حفظها في جهازه واتصل بمراد.
مراد: الو من معايا؟
سليم: انا سليم انا جايلك دلوقتي، عشان اقولك شروطي سلام.
واغلق الخط دون ان ينتظر رده وارتدي سترته وخرج ليذهب اليه.

غضب مراد جدا من اسلوب سليم، لكنه يعلم انه مضطر لمقابتله، فنزل الي استقبال الفندق اخبرهم انه ينتظره في المطعم، عندما ياتي يرسلوه اليه، ودخل المطعم وجلس علي احد الطاولات، وماهي الا دقائق وحضر سليم، ودخل المطعم وذهب الي الطاوله التي يجلس عليها وجلس الي جواره.
نظر اليه مراد عابسا: قول طلباتك؟

وضع سليم قدم فوق الاخرى وابتسم ابتسامه بارده قائلا: مش هتطلب لي حاجه اشربها، ولا غدي ولا مفيش كرم ضيافه؟
تضايق مراد من طريقته قائلا: قول اللي عندك بلاش الحركات دي، انا محامي قديم وفاهم اللعب بالاعصاب ده كويس، بلاش الحركات دي معايا.
سليم: ماشي... طلباتي اتجوز نادين، بكره نكتب الكتاب في السفاره، بعد بكره اطلعهم من القضيه، واول ما نرجع مصر نعمل الفرح.
مراد: كنت متوقع ده اصلا، عموما هقول لنادين وحاتم وارد عليك تلفونيا.

قام سليم وقال في حده: الرد يجيني النهارده بالليل، يا اما مش هيحصل كويس.
وتركه وذهب، جلس مراد يفكر ماذا سيفعل، اما سليم ذهب مباشرة الي منزل مارك رن جرس الباب، سمعت نادين جرس الباب، وتعجبت لان مارك لا يرن الباب ، ففكرت انها قد تكون سيرين فاقتربت من الباب في هدوء، فربما يكون احد اصدقاء مارك ، فنظرت من العين السحريه، ففزعت عندما رات سليم وتجمدت مكانها، رن سليم الجرس مره اخري، وبدأ يدق علي الباب بيده بقوه وصوت عالي، وهو يصرخ: افتحي الباب يا نادين انا عارف انك جوا افتحي بدل ما اكسر الباب عليكي.

(في منزل فارس )
 نزلت ايمان الي الاسفل كانت شهد تنتظرها، وعندما رات السعاده علي وجهها سالتها قائله: الجميل مبسوط وفرحان كده ليه؟ متفرحيني معاكي.
ايمان سعيده: اتاكدت ان مرات اخوكي انسانه محترمه بجد، من اول ما شوفتها وانا عجبني لبسها المحترم، وكنت خايفه يكون مجرد شكل.
لم تفهم شهد ماتقصده والدتها فقالت: مش فاهمه حاجه ممكن تفهميني؟

ايمان: افهمك يعني لما قبلت اللعبه دي، قولت حاجه من اثنين يا اما اللبس ده لبساه علي حق، وظروفها هي اللي اجبرتها علي ده، وهيبان من تصرفاتها، يا اما دي لعبه عملها عشان توقع اخوكي.
شهد: اه تقصدي انها لو كانت قاصده توقعو، كانت قبلت وبقت زوجته من تاني يوم، بس فاتك بقي انها ممكن تكون بتمثل حلو، وبتتقن الدور وكمان، تشوقه عشان هو اللي يقفش فيها، زي ما بتتقال التقل صنعه.

ايمان مبتسمه: يا ناصحه اللي بتعمل كده، ماتعملش خيمه وعشان تنام وهي مطمنه انه مش هيشوفها وهي نايمه، وكمان لو هي عايزه ده كانت لبست واتشيكت، عشان تخلي اخوكي يتجنن ويبقي هو اللي بيجري ورها، مش تنام بفستنها وطرحتها كمان فهمتي.
شهد متعجبه: خيمه هي عملت خيمه في الاوضه ازي؟

ايمان ضاحكه: خيمه حولين السرير بس مسطتيله، مغطيه السرير كله، ولها سوسته تقفلها عليها من جوه، ولما سالته عليها، قالي ال شافها علي النت وعجبته، وانا بقي عملت اني مصدقاه.
شهد مازاحه: اه يا ماما يا نصحه انت اروبا.
ايمان ضاحكه: طب يا بنت الاروبه، يلا عشان نفطر، اندهي لابوكي، واخوكي ومراته زمانهم نزلين.
صعدت شهد نادت علي والدها، ونزلا فارس وايثار وجلسو وبدأو في تناول الافطار.
فهمي: فارس ابقي خد ايثار وهات لها فستان فرح، واستعد عشان حفله الخطوبه والكتاب.
فارس: يعني مش هنعمل فرح علي طول زي ماقال عمي؟!

فهمي: بصراحه فكرت فيها ليقيتها مش هتنفع، وبعدين لازم نجهزلك اوضتك، ونجبلك اوضة نوم جديده، والا الكل هيشك ان في حاجه، وانا مش عايز فاضيح في الجرايد.
شهد سعيده: فكره حلوه يا بابا وايه رايك، تاخد اوضة الضيوف واوضة اللعب اللي جنبها، وتفتحهم علي بعض وتعملهم لهم اوضه كبيره.
اعجب فهمي بالفكره قائلا: فكره حلوه برافو عليكي يا شهوده ياقمر.

فارس: خلاص بعد الشغل، هبقي اخد ايثار ونختار الفستان واوضة نوم كمان، وانتريه صغير نحطه في الاوضه.
فهمي: تمام وانا بقي هكلم محسن اخويا، واحاول اقنعه نعمل فرحك انت وريم مع بعض ده الواد فهد استوي وماهيصدق.
فارس سعيدا: اه صح يا بابا فرحه.
فهمي: طب خلاص انا همشي بقي سلام.
فارس: انا كمان خلصت.

ايثار: وانا كمان يلا بينا بدل ما نتاخر علي الشركه.
فهمي: هاتي رقمك عشان لو احتجت حاجه من فارس، ومردش اكلمك انت.
ايثار: حاضر انا حفظاه اكتبه.
اخرج هاتفه وكتبه به ورن عليها، فاخرجت هاتفها وسجلت الرقم
وخرجت هي وفارس وركبا السياره، نظر اليهم فهمي في قلق فهو لا يعرف ماذا سيكون رد فعل اخيه...

 

تااابع ◄