-->

رواية لست مميزاً الفصل الثالث

 

 

 نظرت مرام الي سامح بغضب قائله: خدعتني في ايه يا سامح؟
صدم سامح لانها سمعته اغلق الخط، ونظر لها حزينا واقترب منها وهو يشعر بالخجل والخزى وقال لها مترجياً: مرام... ماتفهمنيش غلط انا مخدعتكيش انا...


مرام غاضبه: مفهمكش غلط ازى، فهمنى انت؛ كنت بتقول لمين في التليفون، انك حاسس بالذنب عشان خدعتنيخدعتني في ايه فهمني؟
امسكها من ذراعيها وهو يحاول ان يشرح لها قائلا: ادينى فرصه واسمعيني وافهمي وانا هشرحلك كل حاجه.

ابعدت مرام يده عنها بحده قائله: ماتلمسنيش وفهمني خدعتني في ايه؟
ابتلع سامح ريقه بالم وتحدث قائلا وعينيه مليئه بالندم والحزن: مش عارف اقولك ايه، ولا ابدأ منين، بس انا هقولك كل حاجه،بس اتصلي بنادين تيجي هي وعمها،وانا هقول كل حاجه قدامهم.
مرام متعجبه: نادين !! وايه علاقة نادين بده؟

سامح متالماً: الموضوع كله عن نادين  بس انا عايزك تفهمي حاجه واحده اني حبيتك حبيتك بجد حبيت طيبتك حبيت نقائك، حبيت احترامك لنفسكاول مره احب حد كده ومعتقدش اني ممكن احب غيرك.
اغلقت مرام عينها وهى لا تعلم هل هى فى حلم ام حقيقه هل هذا ممكن،نظرت اليه قائله: انا مش فاهمه حاجه منكانا هكلم نادين واقول لها تيجي، ولحد ما تيجي نادين مش عايزه اسمع منك اي كلام.

امسكت الهاتف وطلبت نادين كانت نادين في السياره مع عمها، متجهين للمطار ورات رقم مرام
توترة نادين عندما رات رقم نادين ونظرت لعمها قائله: دي مرام يا عمي ارد عليها؟
حاتم وهو يهز راسه بالوافقه: ايوه ردي.
اخذت نادين نفس وزفرته، وامسكت الهاتف وردت عليها: ايوه يا مرام يا حبيبتي ازيك عامله ايه؟
مرام متوتره: نادين ينفع تجيني دلوقتي حالا انت وعمك؟

نادين وهي تنظر الي عمها: حاضر، نجيلك دلوقتي احنا في الطريق للمطار هنركب الطياره جايه من شرم.
مرام متوتره: ينفع تيجي من المطار علي عندي؟
نادين متعجبه: نيجي من المطار علي عندك ليه في ايه حصل؟
كانت نادين خائفه ان تكون علمت بالامر، فسيكون صعب عليها تحمله.
فاشار لها عمها بالموافقه
مرام: لما تيجي هتفهمي كل حاجه.
نادين: حاضر هنيجي علي عندك.
وانهت المكالمه ونظرت لعمها: ياتري عرفت اللي حصل؟

حاتم: مش عارف، بس معتقدش لو كانت عرفت كانت قالتلك هتجيلك، مش طلبت منك انك تروحي لها وعموما شويه وهنعرف ايه اللي حصل.
هزت نادين راسها بالموافقه دون كلام وظلت تفكر في كل ما حدث وصلا المطار ركبا الطائره ظلا صامتين طوال الطريق كانت السياره تنتظرهم امام المطار، ركبا واتجها الي منزل مرام وصلا ورنا جرس الباب كانت مرام تجلس في غرفتها، في حاله عصبيه تذهب وتعود في الغرفه تصرخ  وتبكيوسامح يجلس في الاسفل صامت، كمن ينتظر تنفيذ حكم الاعدام عليه وعندما سمعا الاثنان صوت الجرس نزلت مرام وكان سامح قد فتح لهم وادخلهم جلسا الاثنان في البهو وكانو ينظران لهم في ترقب جلست مرام بجوار نادين.

مرام غاضبه: ممكن تتكلم بقي وتقول خدعتني في ايه؟
نظر اليهم سامح وكان يري في اعينهم اساله كثيرهوكان يعرف ان عليه ان يجيب عليها كلها
اخذ سامح نفس عميق واخرجه وابتلع ريقه وقال في ندم والم: من سنه تقريبا جاني سليم، وطلب مني اني اساعده في موضوع انا فاكر اليوم ده كويس كاني شايفه قدامي.

واغمض عينيه وبدا يتذكر
كان سامح يجلس علي طاوله في مطعم النادي اتي اليه سليم جلس بالكرسي المجاور له
سليم: اذيك يا سامح عامل ايه؟ بقالك فتره مش بتيجي تسهر معنا زي الاول.
سامح: ازيك انت يا سليم معلش عندي شغل كتير، شاركت راجل محترم والشغل بينا بقا تمام.
سليم: اه منا عرفت، وكنت جايلك في خدمه صغيره كده.

سامح: اطلب ولو اقدر مش هتاخر.
سليم: عايزك توقع بنت شريكك وتتجوزها.
سامح مازاحاً: بلاش هزار بايخ.
سليم: انا مش بهذر انا بتكلم بجد.
سامح: مش فاهم.

سليم: افهمك بنت الراجل ده ليها صاحبه اسمها نادين.. نادين دي هتورث شركة عمها كلها، لانها الوريث الوحيد له، و هى اصلا ليها نص الشركه ورثتها من ابوها.
سامح: بردو مش فاهم ده ايه علاقه باني اتجوز صاحبتها؟
سليم: افهمك عارف البنات الخنيقه دي، بتاعت حلال وحرام وصح وغلط؟
نفخ سامح وقد نفذ صبره قائلاً: سليم هات من الاخر؟

سليم: بص يا سيدي دي مصلحه ليا وليك، لو اتجوزت البنت دي؛ هتثبت شغلك مع ابوها، وعن طريقك هوصل انا لصحبتها.
سامح: بقولك ايه انا مش بحب الخنقه، انا كده عايش مبسوط وبراحتي ايه اللي يخليني اتدبس في جوازه.
سليم: اولا هتوطد علاقتك بابوها وهتكبر شغلكومقابل ده هجبلك مشروع مع شركه حلوه قويه تاخد منها مكسب حلو قوي، يعني بعد ما اوصل لصاحبتها، لو حبيت تسبها هتبقي براحتكوبعدين ده انت هتجرب نوع جديد من البنات.

سامح: مش عارف مش بحب اللعب بمشاعر البنات، انا ممكن اعرف بنت صايعه، لكن البنات المحترمه مليش فيهم.
سليم: اسمع بس مش هتخصر حاجه، ولا انت مش واثق من نفسك، وشايف انها مش هتعبرك.
سامح رافضا: مين دي اللي ماتعبرنيش، لاء يا حبيبي انا جامد قوي واقوعهالك في يومين كمان.

فتح سامح عينه واخذ نفس وزفره بالم قائلا: وده اللي حصل فعلا، مرام انسانه طيبه جدا، ومن اول كلمه حلوه وافقت واتخطبنا ولما لقيتها مقفلها قوي طلبت كتب الكتابكان سليم جمع كل المعلومات اللي محتاجها، عشان يعرف يوقع نادين وكان بيدبر كل الصدف عشان تصدقه.

وقص عليهم كل ما حدث، كان الكل ينظر له بتعجب وهو يحكي، فلم يتوقع احد منهم، ان هناك  احد يفكر بهذا العقل الشيطانىكان سامح يبكي ويبدو عليه الندم والحزن، قامت مرام وهى مصدومه من ماقال،اقتربت منه فقام وقفا، نظرت اليه في حده وصفعته علي وجهه بقوه، وظلت تضربه بقبضة يديها على صدره وهي تبكي وتقول: خاين غشاش كداب طلقني، طلقني مش عايزه اعرفك تاني.

امسك سامح يدها ونظر اليها بحب وهو يبكى بندم: انا اسف بجد اسف غرورى حركنى منغير تفكير، ومافوقتش الا لماحبيتك واتمنيت انك تحسى بحبى، ارجوكى صدقينى، صدقى حبي ليكى، ادينى فرصه وانا هثبتلك فيها انى صادق فى مشاعرى ومش بخدعك.
مرام ببكاء وهي تنظر اليه: اديلك فرصه تخدعني تاني، وتكدب عليا، اخدتني سلم عشان صاحبك يوصل لصاحبتي، انت زباله قوى،مش فاهمه انا ازى حبيتك، ازى كل الوقت ده معرفتكش على حقيقتك، انت خاين زيه وملكش امان مش عايزك ابعد عني.

وابتعدت عنه وارتمت في حضن نادين وانفجرت في البكاء
نادين متالمه: انتو ايه انت وصاحبك، هو يطلعلى هناك وعايز يضحك علياوانت هنا عايز تضحك عليها كفايا بقي حرام عليكو.
تالم سامح وتنهد بالم فهو لا يستطيع رؤيتها تتالم وبسبه، قبض على يده قائلا: ارجوكى صديقنى انا فعلا كنت زيه بس انت غيرتينى،خليتنى اعرف ان فى بنات محترمه،انت غيرتى حياتى ارجوكى صديقنى وصدقى حبى.

نظرت اليه مرام وهى غاضبه وتبكى: حب ايه اللي جاي تقول عليه،هاه فاكر انى هصدقك تانى؟!ياتري صاحبك وعدك بايه المره دى، وعشان كده مش عايز تسبني،هاه وعدك بايه؟
ازداد ندم سامح وبكاؤه قائلا: انا عارف ان معاكي حق تفكري كده،مش هلوم عليكى،ولا هزعل منك،عندك حق تشوفينى كده واكتر كمان،بس اهدى ارجوكى اهدى وحاولى تفكرى فى كلامى،وانت هتحسى بصدق مشاعرى،انا هاخد حجتي وامشي من البيت.

صرخت مرام فى وجهه غاضبه وهى تبكى: لاء،انا اللي همشي واسبلك البيت، مش هقعد في مكان بيفكرني بيك.
حاتم متالماً على حالهم وماوصلو اليه: استني انت وهو؛ ماينفعش حد منكم يمشي، ولا انتو نسيتو انكو لسه عرسان والناس هتيجي تبارك وتهني، يقول ايهوانت يا سامح ايه عايز تكمل عليها، وتخلي سيرتها علي لسان اللي يسوي واللي مايسواش.

اغمضت مرام عينيها بالم وجذت علي اسنانها، تذكرت انه لم يمر على زوجها الا ايام، فتحت عينها واخذت نفس وزفرته وتاوهت بالم شديد ومراره قائله: اه اه يعنى عليكى يا امى لما تعرفى،اه اه يعنى عليك يا بابا اقولكم ايه،طب قولى ياعمى اعمل ايه؟ اعمل ايه؟
وازدادت فى البكاء،هز حاتم راسه متالما لما وصلو اليه قائلا: اسمع يا سامح، لو فعلا بتحبها يبقى متجرحهاش اكتر من كده، لو مشيت دلوقتى هتسبب لها فضيحه.

سامح نادما وهو يبكى: خلاص ياعمى اللى تقول عليه هنفذه.
حاتم: هتفضلو هنا مع بعص فى بيت واحد،لحد مايعدى فتره وتخترعو اى خناقه بينكم وتطلقو عادى، زى اى اثنين محصلش بينهم تفاهم.
اغمض سامح عينيه بالم وفتحهم مره اخري وتنهد قائلا: حاضر اللي تقول عليه يا عمى انا هنفذه.
حاتم: خدي صاحبتك يا نادين واطلعي فوق.

اخذتها نادين وصعدتنظر حاتم الي سامح غاضباً: انت ازي تقبل انك تشترك مع واحد في لعبه قذره زي دي؟
سامح وهو يبكى تنهد نادماً: كانت السكينه سراقني والدنيا لهياني وعمياني وغروري وجعني لما قالي انك مش هتعرف توقعها بس صدقني يا عمي انا ندمان(ابتلع ريقه متالما) علي كل اللي عملته،انا حبيتها، صدقنى حبيتها بجد ومستعد اعمل اي حاجه عشان تصدقنى  تسامحني.

نظر اليه حاتم والى بكاؤه وشعر بصدقه وندمه،ولكنه خاف ان تكون تمثليه اخرى ففكر قائلا: ان كنت صادق في كلامك هي هتحس ده مع الوقت، وممكن تسامحكلكن اعرف انك لو كداب وكل ده تمثيل، انا اللي هحسبك انت فاهم.
سامح نادما: ايوه فاهم، وهحاول طول الفتره الجايه اثبت لها صدق مشاعرى.

اما مرام بعد ان اخذتها نادين الى غرفتها،ظلت تبكي بهستريا
وتقول: الكداب الندل بيخدعني ويضحك عليااه اه اه اه اعمل ايه لولا خوفى على بابا وماما من الفضيحه،مكنتش هخليه يفضل ثانيه،بس مقدرش اكسرهم، وانا عارفه هما هيتالمو قد ايه،لازم اصبر واستحمل وجوده هنا،لحد مانلقى حل منغير منجرحهم،ولا نفرج علينا حد.

نظرت اليها نادين بالم وحزن فهى تفهم ما بداخلها من الم،تنهدت بمراره فهى تعيش بعض من المها،ولكن الم مرام اكبر فلم يمر على زوجها سوى ايام،كيف تواجه المجتمع والناس،وهل سيصدقونها ام سيتهمونها بالف اتهام.
تنهدت نادين وهى تبكى قائله: اهدي يا مرام كفايا كده، كفايا يا حبيبتي، ده ما يستاهلش دموعكدموعك دي غاليه قوي ماتنزلش علي واحد زي دهده اقل من الحيوان وميسواشمفكر انه هيخدعك ويضحك عليكي، بكلامه ودموع التماسيح بتاعته دي.

كانت نادين تتكلم عن مرام وكانها تتكلم عن نفسها تكلمها عن سامح ولكنها في الحقيقه تتكلم عن سليم كانت تشعر بالمها ووجعها.
تنهدت نادين وفتحت عينها وابتلعت ريقها،ونظرت حولها وتذكرت انها فى فرنسا هاربه فى بيت رجل غريب، ومسحت دموعها وهي تتمني ان ينتهي هذا الكابوس، وتعود الي حياتها  قائله: الحمد لله ان ربنا كشفهم لنا من بدري، وربنا يعوض علي مرام، يا ترى هي عامله ايه دلوقتي وحالها ايه هي كمان، يارب تكون بخير، وكمان ايثار اللي قلقتني عليها، وانا محبوسه هنا،مش عارفه اطمن عليهم، ولا حتي اطمن علي نفسي، ربنا يحلها من عنده، ويطلعني منها انا وعمي.

(في منزل فارس)
قام فارس وقف ونظر الي والده قائلا: انت اللي اضترتني لكده، لما اصريت اني اتجوز ريم.
فاقترب منه والده وصفعه غاضبا: بتخرج عن طوعي يا كلب، انا بقي هرميك في الشارع، خد الهانم بتاعتك واطلع بره.

كاد فارس يقع من شدة الصفعه فاعتدل نظر معاتبا وتنهد قائلا: حاضر يا بابا حاخدها وامشي، ولازم تعرف ان عمري ماكنت هسيبك، وامشي ابدا الا عشان انت اللي طلبت دهوعمري ما كنت هعصالك امر، بس انت علمتني ابقي راجل، ومينفعش راجل عنده كرامه، يتجوز واحده وهو عارف انها بتحب واحد تاني.
اتت ايمان وشهد علي صوت والدهم وراوه وهو يضربه وقفتا الاثنتان تنظر اليهم بصدمه وضعت ايمان يدها علي صغرها، من الصدمه وظلتا واقفتان تراقب دون كلام او تدخل..،

نظر والده اليه وادار وجهه الى الجه الاخرى، متضايق من نفسه فكلام فارس صحيح، ولم يجد ما يرد به عليه، وتركه وخرج ذهب الي غرفته وهو في حالة عصبيه،تحركت ايمان خلفه لتهدأه، بعد ان دفعت شهد لتدخل الي اخيها تمنعه من الذهابتحرك فارس واخرج حقيبته، ليضع بها ملابسه فاقتربت منه شهد قائله: انت بتعمل ايه؟ انت هتمشي بجد؟!

فارس غاضباً بشده: مينفعش افضل بعد ما طردني لازم امشي.
شهد بغضب: لاء طبعا انت هتفضل، وبابا وشويه وهيرجع يصالحك، انت عارف انه بيتعصب، بس بعد كده بيهدي ويروق.
فارس غاضباً: ايوه بس عمره مامد ايده عليا، حتي وانا طفل يمدها دلوقتي، وانا راجل !انا همشي مش هقعد.
كان يضع فارس الملابس في الحقيبه، وتاخذها شهد وتعيدها مكانها مره اخري فتعصب جدا فارس وامسك يدها قائلا: بس بقي ملوش لزوم الكلام ده، انا ماشي يعني ماشي.

كانت ايثار تقف بعيدا تتابع ما يحدث وهي تقف في صمت فاقتربت منهم قائله ببكاء: كفايا بقي انا هروح اقول لهم الحقيقه واحل المشكله.
وتحركت نحو الباب فاسرع فارس اليها، وامسك  ذراعها قائلا: استني انت مفكره ان ده هيفيد، بالعكس ده هيزود المشكله.
فالتفت اليه وانتزعت ذراعها منه غاضبه: سيب دراعي، انا اصلا مكنتش عايزه اشارك في اللعبه دي وان كان وجودي هخليك تبعد عن اهلك، يبقي خلاص همشي مليش مكان هنا.

فارس غاضباً: اولا دي مش لعبه، احنا اتفقنا انها فترة خطوبه، ثانيا الموضوع مش زي ما انت فاكره، بس لازم اخد موقف.
شهد من خلفه: لاء طبعا مينفعش دلوقتي علي الاقل استني ماما.
فكر فارس قائلا: ماشي هستنا ماما، بس بعد كده همشي.
شهد: طب افضل انت وهي هنا، لحد ما اروح اشوف حصل ايه ممكن؟
هز فارس راسه بالموفقه وجلس علي طرف السرير، اما ايثار ذهبت ووقف بالقرب من النافذه تنظر منها

(في فرنسا )
دق مارك باب غرفة نادين فتنهدت بالم والدموع تتساقط من عينها قائله: ايوه مين علي الباب؟
مارك متعجبا: ماذا تقولي غريبة الاطوار؟
تذكرت نادين انها تحدثت بالعربيه فمسحت دموعها وقالت: نعم سيد مارك ماذا هناك؟
مارك: هيا تعالي اعددت لك الشيكولاته الساخنه، سانتظرك في البهو.

اخذت نادين نفس وزفرته ووضعت يدها على راسهاوقالت فى عقلها: اه كانت ناقصاك انت كمان.
ونفخت قائله: ساتي بعد قليل.
ذهب مارك وجلس في البهو ينتظر نادينتوقفت نادين عن البكاء وهي تقول لنفسها: الحمد لله نجاني من البني ادم دهاما اخرج اشوف مارك ده ده كمان عايز ايه.

تاكد من ملابسها وحجابها وفتحت وخرجت وجدته يجلس علي الاريكه فجلست علي احد الكراسي نظر اليها مارك وابتسم
قائلا: اتفضلي اعددت لك شيكولاته ساخنه،وقمت بتغطيتها كي لا تبرد.
نادين: شكرا لك.
مارك: ما نوع الافلام التي تحبينها؟
نادين: ماذا؟! لا احب الافلام.

مارك بتعجب: ماذا يعنى انك لا تحبى الافلام؟ هل هناك فتاه لا تحب الافلام؟
نادين: انا لا احب الافلام، لا احب ان اضيع وقتي.
مارك مازحاً: لم اخطأ عندما قولت غريبة الاطوار.
تضايقت نادين قائله: لست غريبة الاطوار.
مارك: بل انتم اياه المسلمون كلكم غريبي اطوار.
نادين مصدومه: ماذا انت تري ان المسلمين غريبي اطوار؟!

مارك: نعم اصداقائي يقولون عنهم ارهابين، ولكن انا اراهم غريبي اطوارلانهم يعبدون اله لا يرونه، وينفذون اومره دون تفكير او مناقشه.
نادين متفاجأه: الا تؤمن بوجود اله لهذا الكون؟ خالق له؟
مارك: بل اؤمن بوجود خالق للكون، ولكن لما عليا تنفيذ اومره دون تفكير ولا تقولي لي عندما تشتري موبيل، تنفذ اومر صانعه وكلام من هذا القبيل.
ابتسمت نادين قائله: انا لن اقول ذلك، ولكن سالك سؤال عندما كانت الفتاه التي تركتك معك، لما لم يكن لك علاقه بغيرها؟
مارك متعجبا: وما علاقة هذا بذاك؟

نادين: اجبني علي سؤال وساخبرك.
مارك: لاني احبها ولا اريد اغضابهاوالمحب يفعل كل شئ لاجل حبيبه.
نادين مبتسمه: ونحن نحب الله خالقنا ونفعل ما يامرنا به محبة له، وطلبا في رضاه.
مارك: وما علاقه الصلاه التي تصلونها والامتناع عن الاكل بالحب؟
نادين: عندما تحب احد الا تحب ان تلقاه؟
مارك: اكيد طبعا؛وانتظر الموعد واعد الساعات والدقائق ايضا.
نادين مبتسمه: هذه هى الصلاه هو موعد بيننا وبين الله، نحدثه فيه ونطلب منه ما نريد.
مارك: ولماتتركون الطعام والشراب؟

نادين: كما تفعل انت من اجل حبيبتك، وتترك كل الفتايات الاخري لاجلها وتكتفي بها.
فكر مارك للحظات وقال: قد يكون كلامك صحيحما رايك لنتكلم في امر اخر؟
نادين: كما تريد.
مارك: اذن لن نشاهد اي فليماذن فلنعد طعام ونتناوله.
وقام مارك وتحرك باتجاه المطبخ
مارك: هيا تعالي ساعلمك بعض الاشياء في فنون الطبختعالي اجلسي امامي وشاهديني.
فقامت نادين وجلست بالكرسي بجوار المطبخ بدا يقطع بعض الفاكه بشكل احترافي مما ازهل نادين
اعجبت نادين بما يفعل قائله: انت طاهي ماهر.

مارك مبتسماً: عملت لمدة عام كطاهي في احد المطاعملكني مملتها فتركتها، فانا اؤمن اني يجب ان احب عملي لاستمر به.
نادين: هذا جيد.
مارك: هل تحبين عملك؟
نادين: نعم فهو عمل جيد.
مارك: انا ايضا احب عملي ولكن لا احب المكان الذي اعمل به، وافكر في عمل مشروع خاص بي.
نادين: اعمل ما تحب، لان هذا افضل ولكن ان تعثر ذلكحب ما تعمل حتي تجد العمل الذي تحبه.
مارك: وهذا ما افعله، وقريبا ساعمل ما احب.

اخذ مارك قطع من الفاكه التي قطعها بالشوكه وقربها من فم نادين قائلا: تذوقيها؛ لاني ساعدها لكي بطريقه رائعه، واريدك ان تعرفي الفرق.
مالت نادين الي الخلف قليلا،  واخذت منه الشوكه وتذوقتها قائله: انها جميله.
مارك: انتظري ساعدها لكي.
وضع مارك بعض القطع علي الشويه، وقلبها علي الجنبين، ووضع عليها بعض الصوصات احضرها من المبرد وقدم الطبق لنادين.
مارك: اريدك ان تتزوقيها الان؟

اخذت نادين الطبق وتذوقتها وابهرها الطعم قائله: انها رائعه وهذه الصوصات مميزه.
مارك  سعيداً: جيد انها اعجبتك ساعد المزيد لنتناوله معا.
اعد مارك بعض الفاكه وقدم طبق لنادين واخذ الاخروتحركا جلسا علي هو علي الاريكه وهي الكرسي بجوارها
مارك: الطعام يشعر بالدفئ، والجو هذه الايام بارد جدا.
هزت نادين راسها بالموافقه وبدأت تناول الطعام
مارك: لقد نسينا الشيكولاته الساخنهساقوم بتسخينها مره اخري.

نادين: لا داعي لن استطيع ان اشربها، لم يعد مكان خالي بمعدتي.
مارك: لا مشكله سابقيها للغد.
نادين: ساغسل الاطباق وادخل الي غرفتي، فانا احب النوم مبكرا.
مارك: وانا ايضا انام مبكرا من اجل العمل سادخل الان تصبحين علي خير.
نادين: تصبح علي خير.

اخذت نادين الاطباق غسلتها ووضعتها في مكانها ودخلت الي غرفتها واغلقت البابتوضأت وصلت،وقرأت بعض الايات، وظلت تدعي الله لبعض الوقت، وصعدت الي السرير ونامت.

(فى منزل فارس)
تركتهم شهد وخرجت واقتربت من غرفة والديها تسترق السمع كان والدها يتحرك في الغرفه بغضب شديد، ووالدتها تجلس بعيدا قامت واقتربت منه قائله: ممكن تهدي ونفكر بعقل.
والده(فهمي) بغضب؛ هو ابنك خلا فيا عقل.
فكرت ايمان قائله: بقولك ايه؛ احنا مش كنا بندور علي طريقه، نخلص بيها من الجوزه دي
فهمي غاضباً: ايوه بس من غير ما ابني يعصاني.

ايمان: تقدر تقولي ازي؟! كل الطرق اللي فكرنا فيها مانفعتش، عملنا اني زعلانه، وعايزه اجوزه بنت اختي، البت جالها عريس وامها عملا تاجل في الجوازه عشان خاطرياهو كده علي الاقل ابنك حلها ومحدش هيقدر يلوم علينا ولا يزعل منا.
فكر فهمي قليلا، وقد بدأ يهداء قائلا: تقصدي ان الكل هيلوم عليه لوحده.

ايمان: ايوه مش بس كده، ده انت كمان هتبقي قدام اخوك مجني عليك، وابنك خرج عن طوعك بسببه، يعني كده اتحلت متعقدتش.
اعجب فهمي بكلامها قائلا: تصدقي صح مجتش في بالي دي، بتفهمي يا ايمان.
ايمان مازحه: يعني مرات رجل اعمال كبير زيك، ومبفهمش ازي يعني.
فابتسم قائلا: بس انا ضربت الود وقسيت عليه قوي.

ايمان: ده ابنك وبيحبك، تعالي يلا نروح له وصالحه وتقوله انك هتقبل بيها بس بشروطك.
فكر فهمي قائلا: عندك حق وبكده اصالحه من غير ما يبقي شكلي وحش.
ايمان: يلا بينا قبل ما يمشي والدنيا تبوظ.
فهمي: طب واخويا اقنعه ازي اني قبلت بالحوازه دي؟
ايمان: انت هتقوله ان ابنك خرج عن طوعك، بس ماينفعش ترميه، وانك زعلان منه بس مينفعش تعمل فضيحه، عشان الجرايد، وهو اكيد هيزعل شويه، بس بعد كده هيتفهم الموضوع.

فهمي: صح عندك حق؛ ومع الوقت هيتقبل، الموضوع يلا بينا نروح له.
تحركا الاثنان خرجا من الغرفه ليذهبا اليه، كانت شهد قد تحركت قبلهم ودخلت غرفتهاوقفا امام باب الغرفه للحظات، ينظر فهمي الي ايمان بتردد، فهو لا يعرف من اين يبدأتنحنح ودق الباب ودخل، وقف فارس عندما راي والده، ونظر الي الاسفل دون كلام، والتفت ايثار هي الاخري، وتقدمت خطوتين
فهمي متردداً: اسمع يا فارس، انا مش عايزك تمشي، خلاص انا عارف انك غلط، بس رد فعلي كان زياده شويه، ومكنش المفروض يكون كده، متزعلش مني يا بني.

امتلاءت عين فارس بالدموع قائلا: انت بابا بردو ومن حقك تادبني في اي وقت، وانا عمري ماهخرج عن طوعك ابدا.
فشعر فهمي بالخجل من نفسه، واقترب منه وجذبه اليه، واحتضنه وربط علي كتفه قائلا: يا حبيبي انا مليش غيرك في الدنيا، انت ابني وسندي وامتدادي من بعدي.

فابتسم فارس قائلا: وانت بابا وعمري ما ازعل منك ابدا.
فهمي مبتسماً: طب يا سيدي عرفني بقي بعروستك.
فارس: اسمها ايثار ابراهيم حمدي من اسكندريه، اتعرفت عليها من شهرين، اول ما جت القاهره، وحبيتها وكنت ناوي اقول لكم، عليها بس موضوع ريم منعني.

فهمي: هو طبعا ده ما يدكش الحق تتجوزها من ورنا.
فارس خجلاً: انا معملتش كده الا لما لقيت عمي مصر يجوزني ريم، وحضرتك مش عايز تزعله.
فهمي: وانت يا ايثار ازي قبلتي تتجوزي من وري اهلك، في بنت محترمه تعمل كده؟
شعرت ايثار بالخجل والانكار قائله: حضرتك عندك حق، انا اسفه، ولو حضرتك مش موافق علي جوزي من فارس، انا همشي حالا، مقدرش اكون سبب في زعل بينكم.

فارس: بابا هي ملهاش ذنب انا اللي اجبرتها اننا نتجوز، وهي مرضيتش تزعلني.
فهمي: طب واهلك هيتقبلو الموضوع ازي؟! ولا مفكرتيش فيها دي؟
ازداد خجل ايثار وتنهدت بحزن قائله: انا مليش حد، والدي اتوفي من اربع سنين،وماما ماتت وانا طفله، ومرات ابويا سرقت بيتي بعد ما بابا مات.
فهمي متعجبا: امال انت كنت عايشه مع مين؟

ايثار بحزن وبدأت الدموع تتساقط من عينها: عايشه لوحدي كنت ماجره شقه بس اضريت اسبها لما جيت القاهره.
اقترب منها فارس ومسح دموعها بيديه وضمها اليه قائلا: ماتعيطيش خلاص، من النهارده كلنا اهلك مبقتيش لوحدك.
نظرت اليه ايثار بتعجب وتفجأ، فهم تعرفا من وقت بسيط، لماذا يفعل ذلك راي فارس التعجب في عينها فابتسم لها لتطمئن.
تضايق فهمي قائلا: طيب يا بنتي كنت بتشتغلي فين قبل كده؟
ايثار: في شركة القبطان في اسكندريه.

فهمي متذكراً: شركة القبطان بتاعت صفوت؟ انا عارفه ده رجل محترم، وعملت معاه شغل من فتره، واعتقد لو كلمته هيفتكرني،عموما اهلا بيكي في بيتك، بس كنت اتمني انك تدخلي بشكل افضل من كده.
ايثار وهى تشعر باسف شديد: حضرتك معاك حق.
فارس: خلاص بقي يا بابا دي غلطتي انا مش هي.

فهمي: ماشي خلاص يبقي هتقول للكل انها خطبيتك، لحد ما نشوف هنعمل ايه عن اذنكم.
كانت والدته تقف عند الباب ولم تدخل فنظر لها فارس قائلا: وانت يا ماما مش هتسامحني، ولا هتفضلي واقفه علي الباب كده.
ايمان وهي تنظر له بضيق: يعني انت عايزني اسامحك؛ وانت حرمتني من الفرحه اللي بستنها، من يوم ماخلفتك وشوفتك.
فاسرع اليها فارس قبل يدها واحتضنها وقبل وخدها قائلا: انا اقدر يا ست الكل، اعملي الفرح اللي عايزها واعزمي كل حبابيك.
ايمان مبتسمه: ماشي يا اونطجي، بتضحك عليا بالكلام.

فارس ضاحكً: انا قدر مين ده اللي يضحك عليكي، ياقمر انت ده انتي حبيبتي، يا ايمو يا قمر.
واحتضنها وضحكو جميعا
فهمي: يلا سيبهم، وشوفي لنا الغدا لحسن انا مكلتش من الصبح.
ايمان مبتسمه: حالا يا نور عيوني انا اقدر، دقيقه  ويكون الاكل جاهز.
فهمي: وانت تعالو اتغدو معانا.

فارس مبتسماً: حاضر مع ان احنا عرسان يعني المفروض ناكل في اوضتنا.
فهمي: ده لما نعمل فرح ونعلن للكل.
تركهم فهمي عاد الي غرفته واتصل بصفوت، وانتظرها حتي اجاب قائلا: ايوه مين معايا؟
فهمي: فهمي سرحان من شركة السرحان جروب، عملت معاك شغل السنه اللي فاتت.
صفوت: اهلا بيك فاكرك طبعا اهلا بيك اامر.

فهمي: كنت عايز اسالك عن بنت كانت بتشتغل عندك، اسمها ايثار ابرهيم حمدي؟
صفوت: ايوه اعرفها بتسال ليه؟
فهمي: اصلها عايزه تشتغل عندي في الشركه.
صفوت: دي زي بنتي بالظبط، يعني شغلها وانت مطمن،ادب واخلاق وانضباط في الشغل ملهاش زي.
فهمي: طمنتني،اصل ابني عايز يتجوزها، وقولت اسالك لما عرفت انها كانت بتشتغل عندك.

صفوت سعيداً: لاء اطمن عمرك ما هتلاقي في اخلاقها ابدا، وكمان انا هاجي احضر فرحها بصفتي ولي امرها، لان ابوها كان موصيني عليها، بس عندي شغل ليومين كده، وهاجي ان شاء الله.
فهمي مطمأنً: تشرف وتنور.
انهي معه فهمي المكالمه وقال في عقله: الحمد لله صفوت طمني، كنت خايف تكون بنت ملعب، ضحكت علي الواد لكن كده اطمن، فاضل بقي اخويا ربنا يستر بكره بقي.

(في منزل مرام )
استيقظت مرام لصلاة الفجر فمنذ ان علمت بما فعل سامح وهي تنام بغرفه منفصله عنه توضأت وصلت وقرأت وردها، وذهبت الي المطبخ لاحضار ماء، لان الماء نفذ فسمعت صوت سامح يقرأ قرأن، بغرفته فهي في طريق المطبخفتحت الباب فتحه بسيطه، ونظرت منها وجدته يجلس علي المصلي ويقرأ القرأن.

مرام في عقلها: يا تري ده صدق ولا تمثيل زي اللي قبله.
واكلمت الي المطبخ، اخذت الماء وعادت، اذا به يخرج من غرفته واتت عينيه في عينيها نظر لها سامح بحب وشوق وظل ينظر لها للحظات مترجيا ان تسامحه،فنظرت الى الجه الاخرى فتنهد قائلا: صباح الخير.
مرام: صباح الخير.

سامح: هنزل احضر فطار ليا قبل ما امشي علي الشغل، تحبي اعملك معايا؟
مرام: لاء شكرا انا هروح انام، ولما اصحي هروح افطر مع ماماومتنساش تيجي علي هناك، عشان هما عازمينا علي الغدا.
سامح: حاضر مش هتاخر.

تحرتكت مرام ودخلت الي غرفتهانظر سامح لها بالم وحزن وقال في عقله: امتي تصدقيني وتعرفي اني بحبك بجنونواني بتعذب من رؤيتك قدامي وانتي بعيده عنيوانك مراتي ومش قادر حتي اضمك لصدري.

وتنهد وتحرك نزل الي المطبخ
اما مرام دخلت غرفتها وهي تشعر بالضيق والغضب
مرام لنفسها غاضبه: مش فاهمه ليه نظراته بتألمني كده وبتوجع قلبي مش عارفه نظراته حزينه مكسوره مليانه الم ووجعيكون صادق في كلامه؟! يارب الهمني الصواب وريح بالي.

( منزل سليم )
في الصباح رن هاتف سليم كان ما يزال نائما استيقظ بسبب صوت الهاتفامسك الهاتف ونظر به وقال متعجباً: جوني ده عايز ايه علي الصبح كده.
فتح الهاتف واجاب عليه: ماذا هناك يا جوني لما اتصلت الان؟
جوني: الامر مهم لقد هرب حاتم ونادين، من الشرطه الفرنسيه، ولم تعرف مكانهم حتي الان.
سليم غاضبا: كيف هربا؟!وكيف من الاساس عرفا، بالامر من اخبرهم؟
جوني: لا اعرف حتي الان  ولكن اظن ان هناك لعبه من المحامي.
سليم غاضباً: اعرف انه خائن ولكن لما قد يفعل ذلك؟

جوني: لمساومتك علي المال وايضا، يمكنه مساومتهم هم ايضا.
سليم غاضباً: اذن يجب ان اتي اليك بنفسي لانهي الامر، جهزي لي المكان وساستعد للسفر.
اغلق سليم الهاتف ونادي بحده: رمزي.. رمزي انت يا زفت انت فين؟
اتي شاب ثلاثينى جيد المظهر
قائلا: ايوه يا استاذ سليم خير في حاجه؟

سليم: هدخل استحمي، وانت جهز شنطتي وشنطتك، عشان هنسافر فرنسا دلوقتي حلا.
رمزي: حاضر يا فندم بس اهدي كده وقولي فيه ايه؟
سليم غاضباً: المحامي الكلب بوظ ليا اللعبه بتاعتي، اللي عملتها في فرنسا.
رمزي: بوظها ازي؟

سليم وهو يستشيط غضباً: انا كنت عامل حسابي انهم يتبهدلوهم في الحجز وموصي عليهم كام واحد حبيبي هناك.. فالبيه هربهم وطبعا كل الشغل باظ.
رمزي: طب وانت هتسافر تعمل ايه؟
سليم وهو ينظر بخبث: انا ليا رجالتي وحبايبي هناك، وهعرف اجبهم واحطهم تحت درسي..
(في منزل فارس)
بعد ان خرجا والدا فارس وتركهم معا نظرت له ايثار وهى غاضبه: انت ايه اللي عملتو ده؟
فارس متصنعا عدم الفهم: عملت ايه؟
ازداد غضب ايثار قائله: انت كمان هتسال؟
فضوع يده علي خدها، فابعتدتها وهى تنظر له بغضب قائله: انت بتمد ايدك عليا؟
فارس ضاحكاً: هو لما احط ايدي علي خدك الجميل ده ابقي ضربتك؟

ايثار تفجاء من كلامه قائله: ضرب ايه انت بتحضني ليه؟ وتحط ايدك علي وشي ليه؟ انت مجرد خاطب يعني مش من حقك.
فقرب وجهه من وجهها جدا قائلا: لاء من حقي.
ابتعدت هي عنه بسرعه وقفت بعيد، وهي تشعر بغضب وتفتح يدها وتغلقها لتهدأ نفسهاكان هو ينظر عليها ويضحك وعندما تنظر تجاهه يداري ضحكته كي لا تزداد في الغضبتنحنح قائلا: ممكن اقول كلمتين عشان مش كل شويه تضايقي كده.

نظرت اليه بغضب وترقب قائله: قول انا سمعاك.
فارس مبتسماً: بصي عشان نقرب من بعض؛ لازم نبقي اصحاب.
ايثار مستنكره: اصحاب يعني ايه؟
فارس متعجباً: ايه عمرك ما كان ليكي اصحاب؟
ايثار: لاء انا اصلا مليش الا صديقه واحده بس، وعمري ما بصاحب الشباب.

فارس مازحاً: يلا يا ستي هيكوني ليا الشرف اني اكون اول صديق ليكي (مد يده لها ليسلم عليها) اعرفك بنفسي فارس فهمي، مدير شركه صغننه كده علي قدها، بس بكره هتبقا اكبر شركه في الوطن العربي.
نظرت اليه ايثار لحظات وهى متعجبه وابتسمت ومدت يدها وسلمت عليه قائله: ايثار ابرهيم حمدي اتعينت سكرتيره في شركتك.
فارس مبتسماً: اهلا بيكي في شركتي المتوضعه.

ايثار مبتسمه: اهلا بيك.
دق باب الغرفه كانت الدادا تناديهم لينزلو لتناول الطعام.
فارس: يلا ننزل نتغدي معاهم عشان انا هموت من الجوع وبعدين نكمل كلام.
ايثار مبتسمه: يلا بينا.
نزلا الاثنان معا كان الطعام موضوع علي الطاوله، والكل يجلس اقتربا من الطاوله.
شهد: لما لقيناكم منزلتوش بعتنا دادا تناديكم.

فارس: وهى اول ما قالت نزلنا اهو، انا اصلا مااكلتش حاجه من الصبح.
شهد: المفروض اصلا تاخد عروستك وتروحو تتعشو بره.
فارس مبتسماً: وانا مقدرش ازعلك هاخدها ونروح ايه رايك بقي.
فهمي: اقعد بقي واتلم عشان نتعرف عليها.
فارس: حاضر انت تامر يا بابا.

جذب فارس كرسي ل ايثار فابتسمت له وجلست وهي تشعر بالحرج وجلس هو الي جوارهابدأ الجميع في تناول الطعام
فهمي: قوليلي يا ايثار هي ايه اخر المشاريع اللي قامت بيها الشركه قبل ما تسبيها.
ايثار متردده: مش عارفه اقول لحضرتك ايه، بس مينفعش اقول لحضرتك اسرار الشركه.
فهمي: بس صفوت صاحبي ومعتقدش انه هيزعل لو قولتيلي.
ايثار: اعتقد حضرتك ممكن تساله.

ابتسم فهمي فهو كان يريد التاكد من كلام صفوت عن امانتها.
فهمي: انت سبتي اسكندريه ليه؟
توترة ايثار قائله: بسب مرات بابا؛ اجرت بلطجيه عشان يقتلوني، فقررت اني اسيب البلد وامشي.
فهمي: طب ليه مبلغتيش عنها؟
زاد توتر ايثار قائله: انا اخترت الحل السهل.
فارس: الاكل جميل قوي، يا ماما وكمان انتو كنتو وحشني جدا بلاش تسافرو تسيبوني تاني.
شهد: في ديه عندك حق المصيف كان وحش جدا من غيرك.
فارس مبتسماً: ان شاء الله المره الجايه اجي معاكم انا ومراتي القمر دي.

واقترب منها وقبلها في خدها وعاد الي مكانهتفاجأة ايثار منه ونظرة له بحده، فابتسم لها وشعرت ان الكل ينظر لها، فحاولت الابتسام وتصنعت الطعام لبعض الوقت، ثم قامت وقفت قائله بابتسامه فاتره: انا شبعت عن اذنكم.
امسك فارس يدها قائلا: استني نطلع سوي انا خلاص قربت اخلص.
فابتسمت له وجلست.

شهد: انا خلصت تعالي نطلع سوي وسيبك من الواد ده.
فابتسمت لها ايثار وقامت معها، فامسك فارس يدها مره اخري قائلا: كده هتسيبيني.
فشعرت ايثار بحرج شديد وظلت مكانه
ايمان: بلاش هزاركم البايخ ده، مع البنت من اولها وارحموها.
ايثار بعدم فهم: يعني ايه هو ده هزار.
ايمان: اه يا ستي ماهم دول ناقر ونقير ديما يعندو في بعض.

فقام فارس واحتضن شهد من الخلف قائلا: بس في الاخر ملناش الا بعض، وبنحب بعض ونناقر بعض ونغيظ في بعض.
اكملت شهد مبتسمه: عشان القط ميحبش الا خناقه.
فهمي مبتسماً: ربنا يخليكو لبعض ديما يا ولاد.
فارس سعيداً: يلا بقي نطلع سوي
كانتا شهد وايثار تقفان بجاور بعض، وقف فارس خلفهم ووضع يديه علي ظهريها قائلا: يلا نطلع سوي.

وقبل كل منهم في خدها نظرت اليه ايثار بغضب شديد، فمالت عليه شهد قائله بهمس: لم نفسك احنا عايزينك دي معها الحزام الاسود، وضربت العصابه لوحدها اهمد بقا.
فارس ضاحكاً: اطلعي منها انت بس وهي تعمر، بلا حزام اسود بلا عصابه، اخوكي بردو جامد.
شهد ضاحكه: انا حذرتك وانت حر، دي عنيها بطلع شرار.

فارس ضاحكاً: بقولك ايه اتلمي واسكتي بقي ويلا روحي اوضتك، اه بقولك هاتي لها حاجه تنام فيها، علي ما نجيب لها لبس بكره.
شهد بابتسامه: ماشي عنيا ليك، ك عندي كام بجامه جداد ميغلوش عليك يا عريس.
ايثار بغضب وهي تجز علي اسنانها بصوت منخفض: خلصتو ودوده ولا لسه عايزه ادخل الاوضه ممكن.
فنظر الاثنان الي الغضب الذي يخرج من عينها، وهزا راسهم بالموافقه ابعدت يد فارس عنها وتركتهم، ودخلت الي الغرفه
شهد بمزاح: يلا ادخل اتلقي وعدك.

فارس مازحاً: ما قولتلك ملكيش دعوه انت، انا مسيطر روحي هاتي اللبس واتكلي علي الله
تركته شهد وذهبت الي غرفتها لحظات، وعادت ومعها بعض الملابس، باكياسها اعتطها له وذهبت وهي تضحك اخذ منها الملابس ودخل الي الغرفه

(في فرنسا)
استيقظت نادين في الفجر صلت الفجر وقرأت وردها واكملت نومها واستيقظت علي صوت جرس الباب فخرجت بهدوء لتري من بالباب فاذا بها سيرين اتت اليها ففتحت لها الباب
نادين مبتسمه: اهلا سيرين.
سيرين: اهلين بيكي عيوني.
دخلتا وجلستا معا في البهو
سيرين: جبتلك الخط اللي بدك اياه هاك اتفضلي.
وقدمته لها اخذته نادين
نادين: عن اذنك هدخل اجيب التليفون واجي.
دخلت الي غرفتها احضرت هاتفهاووضعت به الخط الجديد
نادين: متشكره ليكي جدا علي تعبك معايا.

سيرين: ما في داعي للشكر حبيبتي، بس بدي اخبرك اني ما فيني اوديكي مكان تاني الحين البوليس بيدور عنك انت وعمك بكل مكان وخروجك من هون خطر كتير عليك، وبعتقد ان مارك طيب هو بس كان غاضب اشوي.
نادين: انا فاهمه بس وجودي في بيت راجل اصلا مش صح وعشان كده كنت عايزكي تشوفيلي مكان تاني.
سيرين: والله حبيبتي بعرف بس ما باليد حيله هدا امر الله.
نادين: الحمد لله.

سيرين: انا بروح الحين وان احتجتي اي شئ اتصلي بي وانا مراح اتاخر.
نادين: ممكن توصلي رقمي لعمي عشان يكلمني؟
سيرين: بسيطه حبيبتي ان شاء الله بوصلو.
نادين: شكرا ليكي.

تركتها سيرين وخرجتنظرت نادين في المكان وكان مرتب فدخلت الي غرفتها، وظلت بها حتي بعد الظهر خرجت لتعد الطعام بحثت في البراد لكنها لم تجد شيء، تعده فعادت الي غرفتها واذا بهاتفها يرن فنظرت بها انه رقم غريب
نادين في عقلها: يمكن سيرين بس ده مش رقمها تكون وصلت الرقم لعمي يارب.
فتحت الهاتف وردت: السلام عليكم.
حاتم: وعليكم السلام ازيك يا نادين يا حبيبتي.

نادين بسعاده وكانها وجدت شيئا ضائع وقلق: عمي حبيبي ازيك عامل ايه قلقانه وعايزه اطمن عليك؟
شعر حاتم بالفرح والقلق في صوتهاوشعر بالحزن لاجلها
حاتم باتسامه حزينه واعيون مليئه بالقلق: انا الحمد لله بخير اتصلت بالمحامي وطمني هي مساله وقت، وان شاء الله الموضوع يخلص.
نادين: ربنا يطمنك يا عمي، انا هموت من الخوف والقلق.

حاتم: سجلي الرقم ده عندك عشان اكلمك منه واطمن عليكي ولو عايزه اي حاجه قولي؟
دارت نادين ما بها من الم قائله: حاضر يا عمي ماتقلقش عليا انا كويسه وبخير.
حاتم: طيب يا حبيبتي مع السلامه
اغلقت نادين الهاتف وقامت وتوضأت وصلت ركتين شكر لله ان طمأنها علي عمهاودعت الله ان ينجيهم من كل شر.

عند حاتم
انهي حاتم المكالمه، وجلس يفكر فقد شعر بان هناك امرا تداريه نادين عنه احسه من صوتها.
حاتم في عقله: معلش يا بنتي غصب عني عاجز اني احميكي واكون جنبك ومعاكي ربنا وحده اللي يعلم يابنتي كمية الوجع والالم اللي جويا؛ وانا حاسس انك جواكي شكوه والم ومش قادره تتكلمي لو بأيدي يا بنتي كنت جريت عليكي وساعدتك قبل حتي ما تطلبي مني المساعده سامحني يا اخويا انا مافرطش في امانتك بس عشان امانها وحمايتها..

اغمض عينيه وهو يضغط علي اسنانه ويقبض علي يدهثم فتحها مره اخري واخذ نفس عميق
وامسك الهاتف واتصل بالمحامي
حاتم: السلام عليكم.
مراد: وعليكم السلام اهلا يا حاتم.
حاتم: ها عملت ايه؟

مراد: كل المعلومات اللي جمعتها، توكد ان الشخص اللي عمل كده، كان قاصد يوقعك انت ونادين وكان موصي عليكم في القسم، هيبهدلكو اخر بهدله المحامي اللي قالك اهرب اعتقد انه حب يلعب علي الطرفين، او حب يضمن حقه فخدمكم من غير قصد، فتعمل حسابك انك ماتتمسكش باي شكل.
حاتم: ومين اللي عمل كده معرفتوش؟

مراد: انا كنت هاسالك انت ممكن تشك في مين؟
حاتم: الوحيد اللي واطي ويعمل اكتر كده سليم.
مراد: بس سليم يعرف بتوع المافيا منين ولحق جهز كل ده امتي؟
حاتم: مش عارف بس انا مستبعدش اي حاجه عليه.
مراد: عموما احنا هناخد احتيطتنا لكل الظروفوانا هجلكم فرنسا خلال يومين، وهشوف ايه اللي ممكن يتعمل.
حاتم: خلاص انا هفضل مكاني لحد لما توصل حاول تكلم معارفك اللي هنا، يجمعو لك معلومات لحد ماتوصل.
مراد: انا عامل حسابي علي كده.
انهي المكالمه واغلق الهاتف.

(في منزل فارس)
كانت ايثار تكاد تشتعل من الغيظ وتتحرك بالغرفه يمينا ويسرا من شدة الغيظ وعندما راته دخل الغرفه تحركت نحوه وهى تشتعل من الغضب قائله: انت بتستعبط ايه اللي بتعمله ده
فارس متصنع البراءه: انا معملتش حاجه اصلا انت ايه اللي مضايقك.
ايثار غاضبه: يعني ايه ال مضايقني انت بتسال.
فاسرع اليها وضمها اليه، فبدأت تبعده عنها فهمس في اذنها قائلا: اهدي بابا وماما معدين علي الاوضه، ومينفعش يشفونا بنتخانق من اول يوم، المفروض اننا بنحب بعض.

ايثار وهى تجز على اسنها فى اذنه: ولما انت عارف مقفلتش الباب ليه؟
فارس: كنت هقفله وانت اتخانقتي معايا ممكن تهدي بقي.
ايثار: طب ممكن تسبني، عدو خلاص، واقفل الباب لوسمحت.
فتركها وتحرك اغلق باب الغرفه ونظر اليها بابتسامه فازداد غضبها قائله: انت ايه اللي خلاك
تحضني تاني مكنش ينفع تقولي بالكلام.
فارس مبتسماً: لان البنات لما بتبقي متعصبه، بتبقي عايزه حد يحتويها، ويحضنها عشان تهدي.
تفاجاءت ايثار من رده، وظلت مكانه للحظات لا تجد ما تجيب به فاجابته غير متوقعه.
اقترب منها ووقف الي جوارها قائلا: ممكن تقعدي نتكلم شويه.

اغلقت ايثار عينها وفتحتهم مره اخري، وابتلعت ريقها وهزت راسها بالموافقه فجذبها من ذراعها وجلسا هو وهي علي طرف السرير نظرت اليه قائله: قول اللي عايز تقوله.
فارس مبتسماً: طب ممكن تفكي التكشيره دي شويه
فابتسمت ابتسامه مفتعله قائله: ابتسمت اهو كويس كده.
فارس مبتسماً: هو كده فكيتي التكشيره، ماشي عموما مش مشكله، بصي بقي يا ستي، انا بحب الهزار والضحك، وطبعا مش هينفع مهزرش معاكي، والا هيشكو في الموضوع، فمعلش اتحملي هزاري شويه.

نظرت اليه وهى غاضبه: انا معترضتش علي الهزار انت فاهم انا متضايقه من ايه.
فكر فارس قائلاً: بصي ماهو طول ما انت بتعمليني كده، هنقرب ازي من بعض، مش دي فترة خطوبه عشان نقرب من بعض.
ايثار رافضه: وهو مينفعش نقرب من بعض غير كده.
فارس: ايوه طبعا وعموما يا ستي هحاول اخف شويه بس مش احنا اتفقنا اننا بنقي اصحاب؟

ايثار: ايوه اتفقنا نبقي اصحاب، بس هما الاصحاب بيحضنو بعض
فارس مبتسماً: ايوه طبعا ايه انت مش بتحضني اصحابك؟ وبعدين انت مراتي مش بس صاحبتي، في فرق كبير.
ايثار: لاء مفيش فرق احنا اصحاب بس، بادب واحترام ونقطة مراتك دي في اتفاق بنا.
فارس مبتسماً: اكيد طبعا بادب، بس انت فعلا مراتي، والاتفاق اللي بينا اننا نتعرف علي بعض فتره، وبعدين يا اما نكون زوجين حقيقين، يا اما ننفصل بهدوء.

ايثار: ايوه ده اللي متفقين عليه، لكن مكنتش اعرف انك هتتجاوز الحدود كده.
فارس: واديكي عرفتي وخلي بالك.
ايثار: اخلي بالي من ايه.
خطف قبله من خدها قائلا: انا اصلا قليل الادب.
فرفعت يدها لتصفعه علي وجهه، وقبل ان تصل اليه اغلقت قبضتهتا، واغمضت عينها بحيره وانزلتها، وطأطأت راسها وهي تحاول ان تمنع غضبها.
فابتسم فارس قائلا: ايوه كده شاطره، مفيش واحده تمد ايدها علي جوزها.

فنظرت له ايثار فى خجل قائله: اسفه بس لو سمحت بلاش الحركات دي عشان بتنرفزني.
فارس مبتسماً: هحاول بس خليكي فاكره اني قولت هحاول.
اخذت نفس وزفرته قائله: امري لله.
فارس: عايز افهمك حاجه اولا، انا وانت مش مخطوبين بالمعني الدارك، احنا متجوزين، كده احنا بس متفقين ناجل العلاقه الزوجيه، لحد لما ناخد علي بعضيعني لما بلمسك مش بعمل حاجه حرام، عشان تزعلي او تضيقي.

ايثار: انا فاهمه وده اللي قصدته، ان مفيش هزار في الجواز، بس كنت عايزه وقت نتعود علي بعض الاول.
فارس: ما هو كده هنتعود بردو، وبعدين متنسيش احنا كمان قدام الكل هنبقي زوج وزوجه، الاتفاق ده بيني وبينك بس.
ايثار متفهمه: ايوه كده فهمت (واكملت في عقلها) يعني انا كده اتدبست.
وكان فارس فهم ما يدور في عقلها فابتسم قائلا: بس انا عمري ما هرجع في اتفاقي معاكي الا برضاكي.

ونظر لها نظرة طمأنه جعلتها تشعر بصدقه، واتطمأن له فابتسمت هي الاخري وهزت راسها
فارس: انا هقوم اخد حمام واغير هدومي، اختي جابت لك لبس من عندها غيري هدومك عشان تنامي.
ايثار مستنكره: انام فين؟
فارس وهو يشير علي السرير: هنا معايا في الاوضه دي علي السرير ده.
ايثار: انت بتهزر تاني.
فارس: لاء طبعا مش بهزر ماهو ماينفعش تروحي تنامي بره، يعني اقول لهم نامت بره ليه.

فشعرت ايثار بالحيره ففهم فارس من نظراتها ما تفكر به فابتسم قائلا: متخفيش انا قولتلك مش هخلف وعدي معاكي، وبعدين يا بنتي انا متاكد انك هتحبيني بسرعه فمش قلقان.
فابتسمت ايثار ابتسامه خفيفه قائله: بس بردو مينفعش ننام في سرير واحد، ولا في اوضه واحده اصلا لازم نلاقي حل.

فكر فارس قائلا: خلاص السرير ده عليه مرتبتين، انا اخد واحده انام بيها علي الارض وانت نامي علي السرير، بس اوعي اصحي الاقي جنبي وتقولي اصلي وقعت.
نظرت اليه ايثار قائله: لاء متخفش، بس اوعي انت اللي تنسي وتيجي تنام جنبي، لانه مش هيحصل كويس.
فارس مبتسماً: طب خلاص متزوقيش يلا غيري وانا هاخد حمام.
ايثار: لاء انا مش معايا لبس.

فارس: ما انا قولتلك اختي جابتلك لبس من عندها.
ايثار محراجه: لاء مش هينفع البسهم، انا هنام بهدومي شكرا لتعبها.
فارس: انت حره هما اصلا جداد باكياسهم.
ايثار متردده: ما ينفعش اقعد قدامك بلبس بيت، لما نبقي زوجين، لكن دلوقتي لاء وعموما هي اليله دي بس، وبعد كده لازم نشوف حل.
فارس: انت حره يلا شيلي معايا المرتبه، عشان عايز انام تعبان جدا.

تحركا معا وامسك كل واحد طرف منها قال فارس: بصي ننزلها جنب السرير هنا، عشان تبقي سهله الصبح لنا نرجعها.
ايثار رافضه: لاء طبعا نحطها هناك بعيد، عشان اعرف انام وانا مطمنه.
فابتسم فارس قائلا: طلما ده هيريحك ماشي خلاص يلا بينا.

حملها معا ووضعها في المكان الذي اشارت اليه ايثار ودخل فارس الحمام اخذ حمام وغير ملابسه، وخرج استلقي علي المرتبه نظر ناحية ايثار فوجدها تجلس كما هي علي السرير فابتسم واغلق عينه ولحظات وذهب في النوم من شدة التعب عندما تاكدت ايثار من نومه، استلقت علي السرير ولفت نفسها بالغطاء، واغمضت عينها وذهبت هي الاخري في النوم.

وفي الصباح فتحت عينها وجدت فارس ينظر لها بحب فقامت مفزوعه قائله:...

(في فرنسا)
عاد مارك من العمل كان يحمل بعض الاكياس بها طعام وضعها بالمطبخ ودخل غرفته، اخذ حمام وغير ملابسه ودخل الي المطبخ اعد الطعام ووضعه علي الطاوله ودق باب غرفة نادين التي كانت تجلس علي سريرها.
مارك: هيا انسه نادين الطعام جاهز.
نادين: لحظه وساتي.

تاكدت من من ثيبها وحجابها وخرجتذهبت الي الطاوله وجلست بالكرسي المقابل لمارك.
مارك: اعتذر لم يكن هناك اي طعام بالبراد، ومؤكد انكي لم تاكلي منذ الصباح.
نادين: لا مشكله لم يحدث شئ، كنت اريد ان ادفع لك بعض المال، كمساهمه في حق الطعام انت تعرف اني لا استطيع الخروج وشراء شئ.
مارك: لا مشكله بعد تناول الطعام نتناقش في هذا الامر.

بدأا تناول الطعام كانت نادين تاكل المعكرونه فقط لا تاكل اللحملاحظ ذلك مارك
مارك: هل انت نباتيه؟
اجابت نادين دون تفكير: لا لست نباتيه.
مارك: اذن لما لا تاكلي اللحم؟
تفاجأة نادين من السؤال وارتبكت
نادين مرتبكه: الحقيقه اني لا اكل اللحم خارج بلادي.
مارك متعجباً: لماذا؟

نادين وقد زاد ارتباكها: لا اعرف ما نوع اللحم او كيف ذبح.
مارك: فهمت هذا لحم غنم وذبح بالطريقه الاسلاميه.
نادين متعجبه: هل تسال عن هذه الاشياء وانت تشتري اللحم؟

مارك: بقيت لفتره لا اكل اللحم لانه طعمه كان سئفاخبرني صديق لي ان اللحم المذبوح علي الطريقه الاسلاميه يكون طعمه افضل وعرفني علي محل يبيع لحم مذبوح علي الطريقه الاسلاميه، ومن يومها وانا اشتري اللحم والدجاج من عندهخاصة اني بحثت علي النت، فعرفت ان هناك اضرار كبيره للحم الذي لا يذبح بالطريقه الاسلاميه.

نادين متعجبه: الا يدل ذلك على ان الاسلام هو دين الحق؟
فكر مارك قائلا: قد يكون.
اكملا تناول الطعام دون كلام انتهت نادين اخذت اطباقها ودخلت بها الي المطبخ وقف تغسلهمواذا بمارك يحضر اطباقه ويضعهم هو الاخر ويقف الي جوارها يعد بعض الحلوى ارتبكت نادين جدا وكانت تحاول ان تنهي غسل الاطباق بسرعه، فوقع منها طبق وانكسر فبدي عليها الاحراج الشديد والضيق
مارك: لا داعي للقلق لا مشكله ساشتري غيره لا تضايقي نفسك.

جلست نادين وضع الكرفساء وبدأت في لم الكسر واحضر مارك لها كيس وجلس جوارها لتضع فيه قطع الكسر زاد ارتباك نادين وخجلها، عندما جلس مارك بجوارها لمت نادين كل القطع ووضعتها في الكيس، اخذ مارك الكيس ووضعه في صندوق القمامه وقفت نادين تاخذ نفس عميق وتحاول تهدأة نفسهالاحظها مارك..

مارك مبتسما: انت حقا غريبة الاطوار، ما كل هذا الخجل ! لقد وقفت الي جورك فقط.
نادين وقد زاد ارتباكها اكثر تكلمت بكلمات متقطعه: انا... اصل معلش مقصدتش بس انا بتكسف.
مارك متعجباً: ماذا لم افهم ولا كلمه؟!
تنبهت نادين انها تتحدث باللغه العربيه فاغمضت عينها وفتحتها مره اخري، وتنحنت وقالت في خجل شديد: اسفه لم اقصد.
مارك وهويضحك: لا مشكله غريبة الاطوار.

ودخل يكمل اعداد الحلوي وهو يضحك خرجت نادين وقفت بعيد فاشار لها ان تجلس، فجلست بالكرسي بجوار المطبخ فجلست دون كلام اكمل مارك اعداد الحلوي، وقدم لها طبق واخذ طبق
مارك: ماريك فيها؟
تذوقتها نادين وبدي عليها الاعجاب
نادين: انها رائعه جدا.
مارك: اشكرك غريبة الاطوار.
نادين: سادخل الي غرفتي.

مارك: انتظري غريبة الاطوار، انا اريد التحدث معك لم نكمل حديث الامس.
نادين متعجبه: اي حديث؟
مارك: اريد ان اتعرف عليكي اكثر.
نادين: سيد مارك نحن تقابلنا بالصدفه، وكلها ايام ونفترق، ولن تراني مره اخري، فلا دعي لذلك.
مارك: لا انا اريد ان نكون اصدقاء.
نادين: ماذا... اصدقاء؟!

مارك: لا اقصد ان تكوني حبيبتي، بل صديقتي صداقه بريئه.
نادين: انا لا اصادق الرجال.
مارك مازحاً: وتغضبي عندما اقول غريبة الاطوار.
نادين: كل الرجال نياتهم سيئه، يقولون صداقه بريئه، ثم يقلبونها حب ولهذا لا اقبل صداقة الرجال.
مارك: يبدو ان كل من صادقتيهم كانو سيئين؟
نادين: انا لم اصادق اي رجال من قبل.
مارك: ولم يكن لك حبيب؟

نادين: لا لم يكن لي حبيب.
مارك: هل مازلتي عذارء؟
نادين وقد احمر وجهها خاجلا: عندنا بمصر لو تزوجت الفتاه وهي ليست عذراء تكن فضيحه كبيره.
مارك متعجباً: هذا تخلف.
نادين: بل هذا نقاء وطهاره.
مارك: هذا كبت لحورية الفتاه.
نادين: لا هذا حفاظ عليها وحمايه لها.
مارك: اظن انكي معقده؟
نادين: افهمها كما تشاء ليس مهم.

مارك: اتحبين هذا الدين الي هذا الحد؟
نادين: نعم احبه جدا.
مارك: اتمني ان احبه مثلك، لاني لم ارى شخص يحب دينه، اوحتي اي شئ في حياته مثله.
نادين: فليهديك الله الي ما يحبه ويرضاه.
مارك: هل يمكن ان تحديثيني عن هذا الدين اكثر.؟
نادين: لست عالمة دين لكي احدثك عنه.
مارك: وهل يجب ان تكوني عالمة دين لتحدثيني عنه؟
نادين: هل يصح ان تذهب لمصصف الشعر لتساله عن علاج للصداع مثلا.

مارك: هذا يكون غباء مؤكد انه سيعطيني شيء يضرني فهو ليس طبيب
نادين: نفس الامر لو اخبرتك بما اعرف، الا يمكن ان يكون لديا معلومه خاطأه تضرك.
مارك: معكي حق ولكن هل عالم الدين سيكون يحبه مثلك؟
نادين: قد يكون يحبه اكثر فهو يعرفه افضل مني.
مارك: وهل معرفته به تجعله يحبه اكثر؟
نادين: اذا كنت تحب فتاه واقتربت منها، فوجدها تحبك اكثر ما انت تحبها وتعطيك قبل ان تطلب منها، وتجري عليك كلما اقتربت منها فماذا سيكون شعورك نحوها..

مارك: سيزداد حبي لها اكيد.
نادين: فمابلك بالله، الذي خلقك ورزقك واعطاك مال وعلم حتي دون ان تطلب وليس هذا فقط، ان تعرف انه بفرح بك اذا اقتربت منه ويناديك اذا ابتعد عنه، وان عدت اليه تائب يسامحك، ويمحو وذنوبك ويحولها حسنات.
مارك: ما اعظمه من اله.
نادين: هذا هو ربي الذي احبه.
نظر لها مارك وابتسم دون كلام فتعبير وجهها وهي تتحدث ابلغ عن اي كلام عن مدي حبها لله

(عند مرام في مصر)
عادا سامح من العمل الي منزل والد مرام، وكانو ينتظرونه لتناول الطعام، سلم عليهم وجلس معهم يتناولو جميعا الطعام
عزمي (والد مرام): اول يوم تيجي عندنا يا مرام من يوم ما اتجوزتي.
مرام سعيده: البيت كان واحشني قوي.
سعاد: خلاص تباتو معنا بقي، عشان انتو كمان وحشتوني.

مرام مرتباكه: اصل ممكن سامح مايرضاش.
عزمي: ايه رايك يا سامح بيتو معانا النهارده، ونطلع سوي مع بعض عل الشغلعشان عايزك في شوية شغل.
سامح: خلاص يا عمي انا مقدرش ارجعلك كلمه.
سعاد: بصراحه يا مرام جوزك زوق وجدع، وماطلبتش منه حاجه الا لما يوافق.
تصنعت مرام الابتسامه قائله: اه فعلا هو زوق قوي.
عزمي: بعد الاكل تعالي ندخل انا وانت المكتب نتكلم في الشغل، علي ما يقعدو هما مع بعض وبعدين ابقو اطلعو نامو.
سامح: حاضر يا عمي.

سعاد: فكره حلوه عشان نكلم اختك في امريكا.
مرام سعيده: خلاص اول لما نخلص نطلع نكلمها علي طول.
سامح: علي فكره يا طنط اكلك حلو جدا، واضح ان مرام اتعلمت الطبخ منك.
سعاد: شكرا يا حبيبي انا مش بحب اخلي حد من الشغالين يعملو هما الاكل.
سامح: اكيد طبعا كده افضل.

وقف عزمي قائلا: انا خلصت اكل هروح مكتبي استناك هناك يا سامحده بيتك يعني مش هتحتاج عزومه.
قام سامح هو الاخر قائلا: انا كمان خلصت هاجي مع حضرتك.
ذهبا الاثنان الي المكتب.
سعاد: وانت يا مرام انا شيافيكي مش بتكلي ليه؟
مرام: شبعت.
سعاد: طب يلا بينا نطلع نكلم اختك، وهنادى لام عفت تيجي تلم الاكل.

نادت علي العامله وطلبت رفع السفره
وذهبت معها الي غرفتها، واتصلا باختها وتحدثا معهاوبعدها ظلت مع والدتها حتي اتي موعد النوم فصعدا سامح ومرام لينما معا في غرفة مرام فتحتها ودخلا ومعا واغلقت الباب ونظرت اليه بغضب
مرام بغضب وهي تجز علي اسنانها وتحاول الا ترفع صوتها: مارفضتش ليه اننا نبات هنا؟
سامح: معرفش انك مش عايزه فكرت ان ده هيسعدك.
مرام وقد زاد غضبها ولكن بصوت منخفض: من قالك ان وجدي معاك في اوضه واحده ممكن يسعدني؟
سامح: عموما انا ممكن اخرج انام بره عادي.
مرام: انت فاهم كويس ان ده مش هينفع.

سامح: انا هنام علي الارض وانت نامي علي السرير.
مرام: مش هينفع الغطي مش هيكفي، ومش هينفع اخرج عشان ماما ماتسالنيش عن اي حاجه.
سامح وقد نفذ صبره: شوفيه انت عايزه ايه وانا اعملو.
مرام غاضبه: ولا حاجه ماتعملش حاجه نام من سكات اهي ليله وتعدي.
دق باب الغرفه كانت والدتها
سعاد من خلف الباب: مرام ادخل؟
مرام: اه يا ماما ادخلي.
فتحت ودخلت وقدمت لها ملابس قائله: خدي يا حبيبتي انا عارفه ان معكمش لبس، دول طاقمين كانت جيباهم لك عمتك، وكنت هوديه ملك ونسيت المهم اديهم هينفعو.
تصنعت مرام الابتسامه قائله: شكرا يا ماما احنا كنا لسه بنفكر هنام ازي بهدومنا.
سعاد بمزاح: بهدمكو بردو(وضحكت ) ربنا يسعدكو يارب.
وتركتهم وخرجت كان سامح يضحك علي كلام والدة مرام فتضايقت مرام واقتربت منه اعتطته ملابسهودخلت الي الحمام لتغير ملابسها غير سامح ملابسه وهو يضحك...

سامح في عقله: ياه وحشاني قوي انا فرحان قوي انها هتنام جنبيوامها دي دمها زي العسل.
دخلت مرام الحمام ونظرت في الملابس التي اعتطها لها والدتها فوجدتها قميس نوم عاري
مرام في عقلها: لو لبسته وخرجت بيه هيفهمني غلط، خصوصا انه عريان قويومش هينفع انام بفستاني اعمل ايه... اه فكره انام بالبدي والبنطالون اللي تحت الفستان وعشان ماما الصبح ما تاخدش بالها بعد ما يروح علي الشغل اغير لبسي.

خرجت مرام من الحمام وهي تحمل الملابس في يدها كما هي وعلقتها في علاقت الملابس، وقلعت والفستان وعلقته هو الاخر، واستلقت علي طرف السريركان سامح هو الاخر قد استلقي علي الطرف الاخر اغمض سامح عينيه وتصنع النوم كانت مرام تنظر اليه تنتظره حتي ينام كي تنام
مرام في عقلها: الحمد لله نام عشان اعرف انام.

واغمضت عينيها وبعد بعض الدقائق ذهبت في النومفتح سامح عينه ونظر اليها وهي نائمه ومد يده ببطئ ليلمس خدها
كان سامح ينظر لها بشوق كبير فرغم ان فترة فراقهم قصيره لكنها صعبه علي قلبه كان ينظر لها ويتمني ان يضمها، وتظل بين ذراعيه بقية حياتهولكن خوفه من ان تفهمه خطأ جعله ينظر لها ويتمني ان تشعر به.
واذا بها تتقلب وتنام فوق ذراعه فابتسم سامح واقترب منها وضمها لحضنه واغمض عينيه ونامشعرت به هي الاخري لكنها كانت تشعر بالشوق اليه فظلت مغمضه الاعين وكانها فرحت بذلك.

وصل سليم الي فرنسا هو رمزي، قابله صديقه جوني في المطار
جوني: اهلا سليم كيف حالك؟
سليم: انا بخير هل علمت شئ عن نادين وعمها؟
جوني: لا مازلت ابحث، ولكني علمت بعض الاشياء نصل الي الشقه ونتحدث هناك
سليم: جيد هيا بنا.

ركبا معا سيارة جوني وتحركت بهم وصلت امام احدي الابراج وصعدو معا دخل جوني وسليم وتركا الباب مفتوح فرمزي يصعد خلفهم حاملا الحقائب
سليم: هل الشقه مجهزه بكل شئ؟
جوني: نعم ملأت كل المجمد والمبرد بكل انواع الطعام وهناك الكثير من الشراب ايضا.
سليم: جيد اخبرني ما هي المعلومات التي وصلت لها؟

جوني: علمت ان مساعد حاتم له اخ هنا، ومؤكد انه يعرف مكانهم وعينت عليه مراقبه هو وزوجته واختها ومأكد ساصل لهم عن طريقه.
سليم ماكراً: جيد سابدأ تاجهيزاتي واتصالاتي كي اكمل ما بدأت.
(في فيلا والد مرام)
استيقظ سامح لصلاة الفجر نظر لمرام وهي نائمه بين ذراعيه وابتسم وقال بهمس: بحبك قوي ونفسي تسامحيني، وتصدقيني يمكن تكوني مش سماعني، بس اكيد قلبك هيحس بيا.

وقبلها في خدها وقام توضأ وصلي وارتدي ثيابه وخرج، وجد والد مرام ينتظره، تناولا الافطار معا وذهبا الي الشركه، اما مرام كانت مستيقظه وسمعت كلمات سامح التي لمست قلبها وهزتها، وتمنت انها كانت فتحت عينيها واخبرته انها تصدقه وتسامحه، وسقط دمعه من عينها، ثم قامت توضأت وصلت وجلست تدعو الله ان يهديها الي الطريق الصحيح، انتهت من الصلاه وارتدت الملابس التي احضرتها والدتها، واستلقت علي السرير تحاول النوم ولكن كان قلبها يتالم، وعقلها يفكر في كل شئ، لم تستطع النوم حتي دقت والدتها بابها..

مرام: ايوه مين.؟
سعاد: انا ماما يا حبيبتي ادخل.
قامت مرام جلست: ادخلي اكيد طبعا.
دخلت سعاد جلست بجوارها علي السرير
سعاد: صباح الخير حبيبة ماما قومي يلا غيري هدوك والبسي عشان نفطر.

مرام وهى تتصنع الابتسامه: حاضر هلبس واجهز عشان بعد الفطار اروح، عشان الحق احضر الاكل لسامح
سعاد: وماله يا حبيتي ده جوزك بردو، بس طمنيني عليكي انت سعيده معاه؟ حاسه انك مخبيه عني حاجه؟
مرام ابتسمت ومزاحت قائله: انا سعيده جدا كمان، بطلي القلق ده بقي يا ست الكل، ده احنا حتي ما كملناش شهر، معقول نكون لحقنا نتخانق ، دي بنتك تبقي نكديه قوي.

سعاد ضاحكه: ربنا يطمن قلبك يا حبيبتي يلا بقي حصليني.
خرجت سعاد وهي تضحك فقد ازالت مرام قلقها بكلامها، اما مرام جلست تفكر بالامر وزاد قلقها والمها، فماذا سيحدث عندما تعرف امها الحقيقه، وانه مخادع وكاذب، وتمنت ان يكون صادق.
تنهدت مرام وقالت: يارب حلها من عندك.

وقامت غيرت ملابسها ونزلت تناولت، الافطار مع والدتها وسلمت عليها، وعادت الي منزلها، طلبت والدتها من السائق ايصالها.
دخلت مرام وصعدت غرفتها وغيرت ملابسها، واذا بسامح ياتي مبكرا، تعجبت مرام من قدومه، صعد الي غرفتها ودق الباب
مرام: ايوه.
سامح: ممكن ادخل؟
مرام متعجبه: ادخل.

دخل سامح ولاحظ علامات التعجب علي وجه مرام، فاجابها قبل ان تسال
سامح: والدك حجز لنا تذكرتين سفر لامريكا، وانا جيت اعرفك عشان تشوفي هتعملي ايه؟
مرام رافضه: مفهاش اي عمايل وانت مارفضتش ليه؟
سامح: لانه قالي انها مفاجأه عشان مخدناش شهر عسل، ولان انا رايح عشان شغل فمينفعش اعتذر.
تضايقت مرام قائله: ولا انا، عشان اختي هتزعل؛ لانها معرفتش تحضر الفرح عشان حامل.

ظلا صامتين لبعض الوقت ثم قالت مرام: خلاص نسافر مش هتفرق، وكمان عشان محدش ياخد باله من حاجه.
سامح: خلاص جهزي حجتك عشان هنسافر بعد ساعتين من دلوقتي.
مرام مصدومه: ايه بالسرعه دي! خلاص حاضر.
خرج سامح وذهب الي غرفته ليعد حقيبته، وهو سعيد فهو يعلم انها فرصه له ليصلح ما بينه وبينها.

جلست مرام تجهز حقيبتها، وهي تفكر هل هذه فرصه لها لتفكر في الامر، بعيدا عنه لو استطاعت ان تبقي ولا تسافر، ولكنها فكرت ان الامر قد ينكشف للجميع، لو تحججت باي شئ، فاكملت التجهيز وارتدت ثيابها، واستعدت ونزلت الي الاسفل، وتركت الحقيبه في الغرفه، وارسلت احد الخدم لاحضارها، كان سامح هو الاخر قد انتهي من تجهيز حقيبته، وغير ثيابه ونزل الي الاسفل ومعه الحقيبه، وجدها تجلس تنتظره..

سامح: جاهزه نتحرك؟
مرام قلقه: ايوه جاهزه لو اني...
سامح مبتسماً: ما تقلقيش، عمي قالي انك بتخافي من الطيارات، بس انا معاكي ومش هسيبك.
مرام متردده: انا مش خايفه من الطياره، انا خايفه اختي تفهم وتقول لماما وبابا.
سامح بحب: ماتقلقيش حبي ليكي مش هيخلي حد ياخد باله، وانا هحاول ابين اننا اسعد زوجين، مع اني فعلا رغم بعدك عني الا اني سعيد، لانك معايا وكفايا ان بشوفك كل يوم.
كانت مرام تنظر له وتري الصدق في عينه، لكن خوفها من ان يكن يخدعها، مره اخرى لا يجعلها تصدق.
خرجا الاثنان معا، وكان سامح حزين يتالم لشعوره
بعدم ثقتها به، وهو كان يامل ان تشعر بصدق مشاعره وتصدقه، لكنه كان متيقن من انها ستصدقه في النهايه

(في شقة مارك بفرنسا)
بعد ان استيقظت نادين وصلت فرضها وقرات وردها، استلقت علي السرير، واذا بالباب يدق، ففزعت فمن سيدق بابها في هذا الوقت، جلست بقلق وترقب
نادين فزعه: من بالباب؟
مارك مازحاً: وهل هناك احد غيري هنا غريبة الاطوار؟
فهدأت نادين واخذت نفسها وعدلت ثيابها وحجابها
مارك مازحاً: الن تجيبي غريبة الاطوار؟

نادين: نعم... حالا سافتح.
فتحت الباب فهي تغلقه دائما بالمفتاح وخرجت من الغرفه، نظرت الي مارك الذي كان يقف يتمرن.
مارك مازحاً: ماذا الم تري احد يتمرن من قبل؟!
نادين: ليس الامر كذلك ولكن... لم اكن اعلم انك تتمرن في هذا الوقت.
مارك: يقول الاطباء ان هذا الوقت مهم للعب الرياضه، خاصة في الشتاء لعدم الاصابه بجلطات الدم.
ابتسمت نادين قائله: اتعرف انت ان ديننا حثنا علي الاستيقاظ في هذا الوقت، والخروج لصلاة الفجر.
مارك متعجباً: وماذا تفعلون في هذه الصلاه؟

نادين: اركان الصلاه الوقوف والركوع والسجود، ويجب الاطمأنان في كل ركن، بمعني ان تقف وتقرأ بعض الايات تكن واقف بثبات، والركوع يقترب وقته من الوقوف والسجود كذلك.
مارك متعجباً: ان هذه هي التمارين التي حثنا عليها الطبيب، هل نبيكم كان طبيب؟
نادين مبتسمه: لا ولكن الله علمه هذا، فهو من خلقنا ويعرف ما يفيدنا.
مارك: اتعرفي لو الهك هذا يامر بكل هذا، فهو حقا يستحق العباده.

نادين: هناك ابحاث علميه تثبت هذا الكلام، وستجد ابحاث عن اشياء اخري، اثبت العلم ضررها حرمها الاسلام.
مارك: سابحث عن هذه الابحاث، ولكن الان يجب نحضر الافطار، لاني جائع جدا، هل يمكن ان تعديه انتي؟
نادين: يمكن سادخل الي المطبخ لاعده حالا.
تحرك مارك خطوتين ونظر لنادين بتعجب قائلا: هل تنامي بهذا الحجاب فوق راسك؟
صدمت نادين من السؤال قائله: ماذا؟!... لا لا انا كنت اصلي، وايضا انا لن افتح لك باب غرفتي دونه.
مارك مازحاً: غريبة الاطوار فما الغريب في ذلك.

ودخل غرفته وهو يضحك، دخلت نادين الي المطبخ واعدت الافطار، ووضعته علي الطاوله، اتي مارك وجدها قد وضعت الطعام، وتجلب اخر شئ من المطبخ، فجلس علي احد المقاعد ينتظرها، اتت نادين وجلست هي المقعد المقابل لمارك
مارك: رائع اعددتي افطار رائع كنت خائف، فقد سمعت انكم تتناولون اشياء غريبه في الافطار.
نادين: ليس كل ما تسمعه صحيح.
مارك: اعتقد انك محقه.

بدأا تناول الافطار دون كلام، حتي قطع مارك السكوت قائلا: هل تتناولون هذا الطعام في الافطار بمصر.
نادين: لا انا احب الخبز الاسمر الذي به النخاله، تصنعه لنا احدي السيدات وتجلبه لنا.
مارك: وماذا تاكلين مع الخبز؟
نادين: الجبن البيض البطاطس اشياء من هذا القبيل.
مارك: الا تاكلين الفول المدمس كما تسمونه؟
نادين مبتسمه: لا لا احبه كنت اعده لوالدي، ولكن عمي لا ياكله.
مارك: ولكن هو طعام الافطار عندكم، قرات ذلك في النت.

نادين: هذا صحيح هو طعام الافطار لدي الكثير من المصرين.
مارك: اتعرفي الفرنسين يحبون الطعام جدا، ولكنهم ليسو ثمان.
لم تعقب نادين وهزت راسها بالموافقه.
مارك: هل قراتي قبل عن الفرنسين؟
نادين: نعم قرأت بعض الابحاث عنهم.
مارك: هل جئتي الي فرنسا من قبل؟

نادين وهي تقوم من علي الطاوله: لا لم اتي من قبل، لقد انهيت طعامي.
اخذت الاطباق التي امامها ودخلت بها الي المطبخ
مارك: اتركيهم لي انتي اعددتي الافطار انا ساغسل الاطباق، اعدي لنا الشيكولاته الساخنه عندك بالعلبه.
نادين: سافعل.
وضعت نادين الماء بالغلايه ووضعت كوبان، وقبل ان تضع الباقي اتي مارك وقف الي جوارها، فابتعدت قليلا الي ان اقتربت جدا من الحائط.
مارك: انتظري ساضعه انا بالاكواب.

ظلت نادين تنظر وهو يضع المسحوق بالكوبيات
مارك: يجب ان تضعي كميه مظبوطه، ح لتعطيكي الطعم المظبوط، اتعرفي انا احب الشيكولاته الساخنه جدا، علي رغم ان كثير من اصداقائي يحذروني منها.
كانت نادين تنظر له دون كلام ، وهو يبتسم ويكمل حديث: وانت تحبينها ايضا ام تخافي منها.
نادين: نعم احبها ايضا.
مارك: هل هي حقا مضره؟
نادين محراجه: لا اعلم ولكن يمكنك البحث علي النت.

مارك: معكي حق، بعد الافطار سادخل ابحث علي النت، فاليوم عطله ولن اذهب للعمل، اعلم انكي لن تساليني ولهذا اخبرتك.
اقترب منها، فابتعدت حتي التسقت تماما مع الحائط، وهي خائفه.
مارك مازحاً: لا تخافي مني غريبة الاطوار، فانتي في بيتي، وتحت رحمتي، لو كنت اريد ازيائك لما انتظرت حتي الان.

وتركها وذهب جلس علي الاريكه، اغمضت نادين عينها واخذت نفس عميق، وقبضت علي يدها من الغضب، وبدأت تاخذ نفس وتخرجه، لتهدأ نفسها حتي غلت المياه، فصبت الكوبيات واخذتهم ووضعتهم علي الطاوله، ودخلت غرفتها جلست علي سريرها، كان داخلها بركان غضب والم، تشعر بالعجز والانكسار فهى تحت رحمة رجل لا تعرفه، لا يعترف بدين فكيف سيفى بوعد اعطاه لاحد، كاد عقلها يقف من التفكير هل تتصل بعمها، ولكن ماذا ستخبره انفجرت فى البكاء.

(منزل فارس )
في الصباح فتحت ايثار عينها وجدت فارس ينظر لها بحب، فقامت مفزوعه، وهي تضع يدها علي حجابها وتتحسس ملابسها قائله: ايه في حاجه؟
فارس ضاحكاً: ايه الخضه دي كلها، انا ببصلك بس امال لو صحيتي لقتيني جنبك هتعملي ايه؟
جلست علي السرير تاخذ نفس وتخرجه وقالت له غاضبه: حرام عليك هتموتني كده.
فخطف قبله من خدها قائلا: بعد الشر عنك يا قمر، ده انا اموت وراكي علي طول.
ايثار غاضبه ومتوتره: ينفع حد يصحي حد كده؟

فارس مبتسماً: امال يصحيه ازي؟
واقترب منها وهو ينظر الي عينها
ايثار متوترخ: انت بتبصلي كده ليه؟! ابعد كده حبه، عشان اقوم ادخل الحمام عشان منتاخرش.
فارس وهو ينظر الى عينها: لون عنيكي حلو قوي.
ابتلعت ريقها قائله: شكرا ممكن بقي تسبني اقوم.

فابتعد عن السرير، قامت هي دخلت الي الحمام، اخرج هو ملابسه من الدولاب وغيرها، خرجت ايثار من الحمام قائله: انا جاهزه.
فارس: طب يلا بينا هنفطر الاول، زمان دادا حضرت الفطار.
فهزت راسها بالموافقه نزلا معا تناولا الافطار وخرجا معا، ركبا السياره وتحركت بهم، نظر فارس الي ايثار قائلا: اعملي حسابك بعد الشغل هنعدي علي الفندق اللي كنتي فيه نجيب لبسك منه.

ايثار محرجه: ماينفعش ناجلها شويه؟
فارس: ليه في حد ضايقك هناك؟
ايثار وقد زاد احرجها: اصل بصراحه كان عليا حساب اسبوع.
فارس مبتسماً: بس كده.. بسيطه انا هدفعلك يلا زي مراتي.
ايثار: بس تبقي تخصمهم من مرتبي.
فارس مبتسماً: لاء هاخدهم من جوزك.

اخذت نفس وزفرته بضيق وظلت صامته، حتي وصلو الي الشركه، نزلا الاثنان من السياره وصعدا الي مكتب فارس، كانت ايثار تنظر له بتعجب، فهو جاد جدا ولا يمزح ويبدو انه صارم جدا فلاحظ ذلك فارس فقال: بصي عشان متصتغربيش انا هنا في الشغل مابحبش الهزار، الشغل شغل، ودلوقتي لما تيجي الانسه سمر هعرفك عليها، وهي اللي هتسلك الشغل.

ايثار: تمام انا كمان بحب الجديه في الشغل.
فارس: انا هعرفها عليكي علي انك خطبيبتي زي ما بابا قال.
فهزت راسها بالموافقه، ولحظات واتت سمر دقت الباب ودخلت
فارس: انسه سمر الانسه ايثار خطيبتي، والسكرتيره الجديده ليا، سلميها كل الاوراق اللي عندك، وارجعي تاني لمكانك في الحسابات.
سمر: الف مبروك يا فندم هخرج معها دلوقتي، واعرفها نظام الشغل واسلمها كل الاوراق.
فارس: الله يبارك فيكي، اخرجي وهي هتحصلك.

خرجت سمر ونظر فارس الي ايثار قائلا: روحي لها افهمي منها كل حاجه، ولو في حاجه مش فاهمها هشرحهالك.
ايثار: تمام يا فندم عن اذن حضرتك.
فابتسم فارس لجديتها في الكلام، خرجت وظلت مع سمر لبعض الوقت، استلمت منها العمل وعادت سمر الي عملها في الحسابات، دخلت ايثار الي فارس قائله: تمام يا فندم استلمت الشغل وسمر رجعت للحسابات، في اي اوامر تانيه؟
فارس: تعالي عشان افهمك بعض الحجات الباقيه.

فاقتربت وقفت امام المكتب فنظر اليها فارس قائلا: هاتي الكرسي وتعالي اقعد جنبي هنا.
ترددت لحظه واخذت الكرسي وضعته الي جواره وجلست، كان يبعد مسافه بسيطه عن كرسي فارس، فجذبه اليه حتي التسق بكرسيه قائلا: خليكي جنبي هنا بصي بقي بيني وبينك هنبقا براحتنا، لكن قدام الكل نتعامل رسمي مفهوم.
ايثار: مفهوم يا فندم.

فارس: ايه افندم ديه؟! احنا لوحدنا يعني تقولي يا فارس يا حبيبي يا روحي دلعيني كده.
فابتسمت قائله: احنا هنا في مكان عمل، ومايمفعش كده.
فارس: اوكيه نبدأ الشغل، بصي يا ستي هفهمك بعض الحاجات الاسيسه لسياسة الشركه هنا.
وبداءا يتحدثان عن العمل

(في شقة مارك بفرنسا)
 دق مارك باب غرفة نادين وهو يشعر بالندم علي ما قال
مارك: اعتذر نادين عن ما قلت، لم اقصد مضايقتك كنت امزح معكي فقط.
ظلت نادين مكانها ولم تجيب، فنادها مره اخري
مارك: نادين انا اسف، انا فقط كنت ارديك ان تفهمي اني لا اريد ايزائك، كي لا تتحفزي مني وتتعاملي معي بحريه اكثر، واعتذر عن كلامي مره اخري، ساجلس انتظرك لنشرب معا الشيكولاته الساخنه.

ذهب مارك وظلت نادين مكانها، فهي لا تفهم هذا الشخص، هل يريد منها شئ، ام انه اخطئ التفكير، ولكن ما كان يسيطر عليها، انها لن تشرب الشيكولاته الساخنه معه، فهي لم تعد تثق به، فاخذت قرارها ومسحت دموعها، وغسلت وجهها وخرجت له، وقفت امام الطاوله
نادين بضيق وغضب تداريه: اعتذر لا اريد الشيكولاته الساخنه سادخل لانام فانا معتاده علي النوم بعد الافطار قليلا.

وتركته وعادت الي غرفتها دون ان تنتظر رده، ابتسم مارك واكمل الشيكولاته الساخنه ودخل الي غرفته، هو الاخر وجلس علي النت، اما نادين بعد ان دخلت غرفتها واغلقت الباب، استلقت علي سريرها وانفجرت في البكاء مره اخرى ، ظلت تفكر في كل ماحدث حتي نامت من شدة البكاء.

(في شركة فارس)
 رن هاتف فارس فامسكه ونظر به ورد قائلا: ماما حبيبتي يا ست الكل بموت فيكي.
ايمان ضاحكه: انت هتغني كمان.
فارس ضاحكٍ: طبعا يا ايمو، ان مكنتش اغني ليكي هغني لمين يعني.
ايمان ضاحكه: يا واد غنيلي مش تغني عليا يا نصاب.
فارس ضاحكاً: انا نصاب ماشي انا زعلان ومش هكلمك خلاص.
ايمان ضاحكه: خلاص متزعلش انت اونطجي بس.
فارس ضاحكاً: ماشي اونطجي ماشي.

ايمان: ايه اللي وداك الشغل يا واد وانت لسه عريس؟
فارس: عريس ايه بقي؟! وبابا قال نقول مخطوبين، وعموما هاخد حقي بعدين.
ايمان: تاخده ماتخدوش انت حر، متتاخرش علي الغدي ماشي.
وانهت معه المكالمه، ونظرت الي شهد التي تجلس الي جورها قائله: اطمنت امبارح، لما ابوكي قالي انه اتصل بالمأزون، وقال انهم كتبو الكتاب صحيح.
شهد: طب ما انا قولتلك امبارح.

ايمان: هما خرجو ورجعو، واحنا ماشوفناش حاجه، لكن كده اطمنت.
شهد: وبابا ناوي علي ايه؟
ايمان: مش عارفه والله يابنتي، هو هيشوف رد فعل عمك، وهنتصرف علي اساسه.
شهد: يعني هتعلنو للناس ازي؟
ايمان: هنعمل فرح ونعزم كل الناس، بس نشوف عمك، ابوكي هيتصل بيا بعد شويه يقولي حصل ايه، انا مستنيه تليفونه.
رن الهاتف فاشارت لها ان تذهب وردت هي عليه قائله: ايوه يا فهمي عملت ايه مع محسن اخوك؟
فهمي قلقاً: اتخانق شويه وبعدين هدي، بس عايز يجي يشوف العرسه، فعزمته علي الغدي.
ايمان: طب الحمد لله، طب ليه حساك قلقان؟

فهمي: مش مطمن لهدوءه ده، حاسس ان وراه حاجه ربنا يستر.
ايمان: ربنا يستر، بص سيبها علي الله، وكلم فارس عشان يجي هو مراته بدري.
فهمي: ما انا قولت اكلمك اطمنك الاول، وبعدين اكلمه واعملي حسابك ريم ورباب هيجو هما كمان.
ايمان: ينوره انت عارف انا بحبهم قد ايه، ولولا اصلا ريم بتحب فهد كنت جوزتها لابنك.
فهمي: انا عارف وهو محسن لولا اللي عمله الكلب ثروت، مكنش فكر يطلب طلب زي ده.
ايمان: اه منه لله كسر قلب البنت، ولعب بمشاعرها، وهو كل اللي يهمه فلوسها وبس.

فهمي: الحمد لله ان كشفنا وخلصنا منه، المهم جهزي وانت اعملي حسابك بقي في الغدا، وانا هكلم فارس دلوقتي واتفق معاه.
وانهي معها المكالمه واتصل بفارس الذي رد قائلا: ايوه يا بابا.
فهمي: ايوه فارس انت هترجع من الشغل امتي النهارده؟
فارس: علي بعد العصر كده، مفيش شغل كتير النهارده، ليه في حاجه؟
فهمي: ايوه عمك هو بناته هيجو يتغدو معنا، ويتعرفو علي عروستك.
فارس: خلاص تمام هروح بدري انا وهي.

انهي فارس المكالمه ونظر الي ايثار قائلا: عمي جاي النهارده عشان يتعرف عليكي.
ايثار: مش هو ده اللي كان عايز يجوزك بنته؟
فارس مبتسماً: ايوه يا ستي، عايزك تتصحبي عليها هي واختها هما طيبين.
ايثار: هما سنهم قد ايه؟

فارس: رباب قدي او اصغر مني بشهور، وريم قد شهد اختي، يعني اصغر مني بثلاث سنين.
ايثار: طب كويس يعني قربين مني في السن، يعني هيكون بنا حجات كتير مشتركه.
فارس: بقولك قومي تعالي نروح مشاور، وبعدين الفندق نجيب شنطك.
ايثار: طب والفلوس اللي عليا؟

فارس: اه فكرتيني (اخرج بعض النقود من جيبه وقدمها لها) خدي خلي الفلوس دي معاكي، عشان لو احتجتي حاجه تجبيها.
ايثار رافضه: لاء اخد منك فلوس ليه؟! لما اشتغل ابقي اخد مرتبي.
فارس مبتسماً: انت نسيتي انك مراتي ولا ايه؟
ايثار: منستش بس بردو لما ابقي مراتك بجد ابقي اخد منك، لكن لحد الوقت ده انا هصرف علي نفسي.
فارس مصراً: اسمعي انت مراتي وده حقك عليا، يعني هتاخديهم والا هزعل منك.

ايثار: انا مش هاخد منك حاجه، وكمان الفلوس اللي هتدفعها ليا هتخصمها من مرتبي، والا انا اللي همشي ومش هتشوفني تاني.
فارس بغضب وهو يمسك ذراعه: بصي انا رجل ومقبلش الكلام ده، هتخدي الفلوس ومن لحظة ما كتبت كتابي عليكي وانا بقيت مسؤل عنك، ونقطة انك تمشي دي مرفوضه مفهوم.
نظرت له ايثار غاضبه قائله: انت مش هتشتريني بفلوسك، يوم ما اكون لك زوجه انا اللي هطلب منك كل حقوقي، ومش هقبل غير كده، لكن لحد الوقت ده انا هصرف علي نفسي.

فامسك فارس ذراعها الاخر حتي اصبحت قريبه جدا منه ونظر لها وقد ازداد غضبه قائلا: انت في الشرع زوجتي ومسؤله مني انت فاهمه.
شعرت ايثار بتوتر من شدة قربه لها، وتضايقت ووضعت يديها علي صدره لتبعده عنها، ولكنها تراجعت وجذبت ذراعيها من يديه، وابتعدت عنه قائله: ماشي هاخدهم، بس هعتبرهم مرتب الشهر الجديد، ولو سمحت متقولش حاجه تاني.
اخذ فارس نفس وزفره قائلا: ماشي خلاص موافق.
ايثار موتراً: انا هروح الحمام.

تركته وذهبت بسرعه الي الحمام، وقف هو يشعر بتوتر شديد لايعرف ماسببه، ولا يفهم لما تراجعت عندما اردت دفعه بيدها، ولم تراجعت عندما حاولت ضربه بالامس قائلا لنفسه: معقول تكون حبتني بالسرعه دي، منكرش اني منجذب ليها جدا، ومعجب بيها، بس مش لدرجة الحب، بس يمكن الوضع يختلف عند البنات.

لحظات وعادت قائله: انا جاهزه لو هنمشي.
خرجا الاثنان معا، وكلا منهم يتهرب من النظر الي الاخر، وكان كل واحد منهم بداخله سؤال يريد اجابته، ولكن لا يريد ان يساله، وصلا الي احد محلات الملابس توقف فارس قائلا: يلا انزلي هنشتري شوية لبس ليكي.
ايثار: بس انا مش...
قاطعها قائلا: مش عايز مناقشه، ممكن ننزل نشتري وبعدين نبقي نتناقش؟
ايثار: حاضر.

دخلا المحل واشتري بعض الفساتين والجيبات والبلوزات، وبعض الملابس الاخري، واشترت ايثار بعض الاشياء لها، من المال الذي اعطاه لها، وخرجا من المحل، ذهبا الي الفندق دفع الحساب واخذا الحقائب وعادا الي المنزل، دخلا كانت والدته وشهد تجلسان في البهو، فسلما عليهم وجلسا معهم
شهد مازحه: اهلا بالعرسان، في حد ياخد عرسته تاني يوم جواز ويروح الشغل؟!
فارس مازحاً: لاء يا حبيبتي هو انا اي حد انا حمش قوي ولازم اشكمها من الاول.

فضحكو جميعا
ايمان ضاحكه: طب اطلع يا حمش انت وهي، استعدو زمان عمك جاي الحجات بتاعتكو طلعت خلاص.
فارس: طب ماشي هنطلع نلبس
صعدا الاثنان الي الغرفه.
فارس: هدخل اخد دش واغير هدومي.
ايثار متردده: ممكن اسالك سؤال قبل ما تدخل وتجاوبني بصراحه.
فارس: اكيد طبعا اسالي.
ايثار: ...

(في شقةسليم بفرنسا)
استيقظ سليم من النوم علي صوت المنبه، ونظر في هاتفه بنعاس لمعرفة الوقت ثم قام اخذ حمام وخرج
سليم: رمزي... رمزي... انت يا زفت انت فين
اتي رمزي علي صوت سليم وكان يبدو عليه النعاس ويتثاءب
رمزي ناعاساً: ايوه يا سليم بيه.
سليم عابساً: يلا قوم حضرلي الفطار علي ما البس عشان نازل.
رمزي: هتنزل بدري كده دا احنا لسه قبل الظهر؟

سليم: ايوه طبعا هروح للمحامي، اعرف لعب بيا ليه؟ولو اني تقريبا عارف.
رمزي: طب لما سياتك عارف هتروح له ليه؟
سليم: عشان اعرف ميته ايه ومعايا ولا معاهم.
رمزي: يعني يا بيه هو لو معاهم كانو فضلو هربنين لدلوقتي كان زمانهم رجعو بلدهم.
سليم: تصدق ياض طلعت بتفهم، عندك حق في دي، بس بردو لازم اروح له، بطل رغي بقي، وروح حضر الفطار واعملي فنجان قوه دبل، لحسن دماغي هيفرقع.

رمزب: ما هو الصداع بسبب السهر، يعني انت لسه جاي، كان لزومه ايه تجيب بنات وتسهر معاهم للصبح.
سليم: بطل رغي وجعت دماغي زياده يلا غور.
خرج رمزي ليعد له الفطار والقهوه
سليم متفاخراً: هو ينفع الواحد يجي فرنسا من غير ما يروش، ده كلام بردو، ده حتي فرنسا تزعل
هاهاهاه
وظل يضحك اخرج ملابس من حقيبته وارتدها، وخرج وجد رمزي قد وضع الطعام واعد القهوه، شرب القهوه واكل بعض الطعام
سليم: بص كل اللي انت عايزه، وفي اكل عندك في الفريزر، لحمه وسمك وفراخ، جهز لنا غدا حلو كده وروق المكان، عشان يمكن اجيب معايا مزز حلوين وانا جاي.

رمزي وهو يدرى ضيقه: حاضر يا بيه.
خرج سليم ذهب الي مكتب المحامي، طلب مقابتله واخبره عن اسمه، فادخله مدير المكتب وكانه كان يعلم بمجيئه، دخل سليم جلس علي الكرسي بجوار المكتب، كان المحامي يجلس يطالع بعض الاورق، ولم ينظر حتي لسليم
المحامي(فرانس) وهو يطالع الاورق: ماذا اتي بك؟
سليم عابساً: هل هذه معامله تليق بعميل مهم مثلي؟
فرانس مستهزاءً: بل هذه هي المعامله المناسبه لامثالك.

سليم غاضباً: تحدث اليا باسلوب افضل من ذلك، انا ادفع مقابل خدماتك لي.
فرانس مستهزاءٍ: وهل دفعت ما عليك؟ انت لا تدفع لاحد ماله ام تظنني ابله؟
سليم: ومن قال اني لن ادفع، هذا اول تعامل لي معك لما تفرض سوء النيه.
فرانس: لاني اعرفك جيدا وعموما ادفع المال الذي عليك اولا وبعدها نتحدث؟
سليم: لن ادفع لقد هرب الرجل وابنة اخيه، وكان اتفاقي معك ان يدخلا الحجز ويهانا هناك فيقبلو بكل شروطي.

فرانس: هم الان تحت رحمتك اكثر، لو كنت تفهم هم الان يريدون العوده الي بلادهم بلا قضيه، ولكن لو كانو دخلو الحجز كانو سيرفضون طلباتك، لانهم ذاقو الذل بالداخل، فلن يقبلوه مره اخري، بل سيدفعو كل ما يملكو ليخرجو ويدمروك.
سليم: اتعرف قد تكون محق، ولكن هذا يعني انك تعرف مكانهم.
فرانس متفاخراً: انا لا اترك عمل غير مكتمل.
سيلم: اذن اخبرني اين هم؟

فرانس مستهزاءً: ادفع اولا، اخذ نقودي اعطيك كل ما تريد من معلومات، وايضا لن تستطيع اخراجهم بدوني هل نسيت ذلك؟
سليم غاضباً: لا لم انسي ان عملك مع المافيا هو ما ساعدك في هذا الامر، ولكن ما يضمن لي انك لن تخدعني؟
فرانس: لا ضمنات، ان اردت المعلومات اعطني المال وسافعل لك كل ما تريد.
سليم: سافكر في الامر واعطيك ردي غدا.

وتركه وخرج سليم وهو غاضب، جلس فرانس ينظر عليه ويضحك وهو يقول: ابله يظن اني ساعطيه المعلومات دون اخذ المال، كل اوراق اللعبه الان معي، وساربح سواء منه او منهم، اما هو فان حسابه معي عسير ان لم يدفع لي.
خرج سليم وهو غاضب اتصل بصديقه جوني، اجابه جوني
جوني: اهلا سيد سليم ماذا تريد؟
سليم: اريد ان اعرف مكان نادين وعمها هل وصلت لهم؟

جوني: الامر ليس بهذه البساطه اعتقد انه يحتاج الي بعض الوقت.
سليم: اسمع لقد ذهبت للمحامي الان، وهو يريد مني المال مقابل المعلومات، وانت تعرف انني ليس معي ما يكفي من المال، فعليك ان تجلب لي المعلومات كي لا احتاج اليه.
جوني: كل ما استطعت معرفته من معلومات، ان ماهر مساعد السيد حاتم، له اخ يعمل هنا في فرنسا، وهو من ساعده.
سليم: اذا عليك بمراقبته مراقبه جيده، فهو من سيوصلنا به، وايضا هل له صديقه هنا او اي معارف؟

جوني: له زوجه لبنانيه تعيش معه هي واخوتها وازواجهم.
سليم: جيد عليك بمراقبتهم جميعا فمأكد انهم يذهبون اليهم، ومنهم سنعرف اين يختبأون.
جوني: ولكن اريد ان اعرف ماذا ستفعل عندما تعلم مكانهم؟
سليم ماكراً: سارعبهم واجبرهم علي تنفيذ اوامري وطلباتي، مقابل ان اخرجهم من هذه القضيه.
جوني: ولكن كيف ستخرجهم والوحيد الذي يستطيع فعل ذلك هو المحامي؟
سليم ماكراً بخبث: ساخذ منهم المال وادفع للمحامي واجعله يخرجهم.
جوني: ولكن ماذا لو استطاعو الوصول الي المحامي؟

سليم ماكراً: عليك ان تضع مراقبه علي مكتب المحامي، ان اقترب احد منهم من مكتبه اخبرني، وانا وساتصرف.
جوني: لقد جهزت واعددت الامر لكل شئ.
سليم ماكراً بدهاء: وهل تظن اني اتيت الي هنا دون التفكير وتجهيز كل شئ.

تااابع ◄