-->

رواية قاسي ولكن أحبني الجزء الخامس عشر

 

 نعم اخاف فقدانكي
نعم لا استطيع ان ابقيكي بجانبي رغم عنكي
ولكن لا استطيع ان لا اراكي بجانبي
لانكي هوائي الذي يداعب رأتاي


لانكي نبضات قلبي وانا القلب
لانكي انتي الروح الذي لو خرجت
مني سأفارق الحياه
نعم اخاف فقدانكي
احبك ولكن اخشي حبك
اخشي قسوتي وتملكي في حبك
اخشي عليكي من غضبي واوجاعي


نعم القاسي يخاف فقدانكي***
ياسماح متوجعيش قلبي عليكي
قومي كدا واطلعي من الضلمه دي
نظرت سماح الي والدتها وابتسمت بوهن:
مالي ياامي ياانا كويسه اهو
فاطمه بحسره:
كويسه ازاي لا بتاكلي ولا بتشربي
و طول اليوم نايمه او بتعيطي
انتي عايزه تحرقي قلبي انا وابوكي عليكي
سماح بشرود:
بعاقب نفسي ياما انا الي اخترت مصطفي وفضلت ماسكه فيه بأيدي وسناني وهو طلع واطي ميستاهلش
فاطمه بحزن وهي تمسح علي شعر ابنتها:
يابنتي دا درس وتتعلمي منه مش تفضلي فيه اهو غار في داهيه
وبعدين عايزه اخدك واوديكي عند الشيخ مبروك عشان يفك العمل
سماح بستنكار:
شيخ مبروك ايه ياما
وعمل ايه دا الي يفكه
فاطمه بضيق:
العمل الي واقف حالك دا كل عريس لازم تحصل مصيبه معانا
سماح بحنق:
عمل ايه بس وبتاع ايه
انا مش رايحه في حته ياما
فاطمه بحده:
لا هتيجي معايا انا روحتله وقولتله هجيبك عشان يفك العمل دا
نظرت سماح لولدتها بضيق وهي تدلف الي غرفتها:
مش راحه في حته ياما الي بيعملو كدا الجاهله بس وانا مش جاهله
تمتمت فاطمه بحزن:
حتي لو شيفاني جاهله يابنتي
بردو هفك العمل دا عشان حالك يتصلح

 

اياد بضيق وهو يعبث بهاتفه:
ساعتين ياهند بتجهزي خلصي بقا
هند وهي تهندم حجابها:
يووه اهو خلصت يااياد
كانت ترتدي تنوره زرقاء وبلوزه بيضاء وحجاب من اللون الازرق
اياد بنبهار:
ايه القمر دا يابت
هند بغرور:
امال فاكر ان انتا بس الي موز
ومفيش زيك
قهقه أياد قائلا:
طب انا عيني زرقه وابيضاني وزي القمر
انتي بقا حلوه في ايه
اقتربت هند منه حتي التصقت به ونظرت لعينيه بقوه وهي تمرر اناملها علي عنقه نزولاً الي فقرات ظهره
هند ببتسامه خبيثه:
انا الي قلبك عشقها بشكلها وقلبها
والي بتبصلها دلوقتي وعينك هتاكلها
لم يتحمل اياد اصابعها التي تسبب ارتباكه امامها وتجعله يغرق في بنيتيها
امسك اياد يدها وقربها من صدره اكثر
قائلا بأنفاس متهدجه:
مش لمصلحتك تعملي كدا ياهند
لانك لو فضلتي قدامي شويه كمان مش هتشوفي الشارع
ابتعدت هند وهي تضحك بقوه:
متبقاش تستهين بيا هند مش سهله
ويالا بقا لان عمو سالم وحشني اوووي
مسح اياد حبات العرق المتراكمه علي جبينه وهو يتمتم:
صبرني يارب البت دي هتجنني
امسكت هند حقيبتها
وخرجت هي واياد من الڤيلا
وهو ينظر لها ويقسم ان ابليس ينحني للنساء الف مره علي تصرفاتهم
ركبت هند السياره وهي تغني لفيروز
وتحرك يدها في الهواء مع نغمتها
ضحك اياد:
يخربيتك مجنونه
تذمرت هند قائله:
مش عاجبك ولا ايه
غمز لها اياد:
عاجبني ونص وتلات اربع كمان
هند بخجل:
طب ركز في السواقه عشان منعملش حادثه
اياد بخبث وهو يمد يده الي وجنتيها:
مكسوفه ياختي امال مين الي كانت بتتغرغر بيا من شويه
هند بخجل وهي تبعد يده:
بس يااياد
ضحك اياد مره اخري وعينيه الزرقاء تلمع بحب علي خجل زوجته المشاكسه
ظلت هند تنظر له وهو يضحك ويتكلم معها في مواضيع عده ولكن هي شارده في سمائه الزرقاء فقط...

 

كانت جالسه ويده ملتفه حول كتفيها
كانت شارده تتذكر ذاك اليوم التي جائت به مع هند لكي تجري فحص حمل
كم كانت خائفه تائهه ولكن اليوم. .. لا احد سعيد مثلها ...زوجها حبيبها بجانبها وهو سعيد ينتظر ثمره عشقهم ...
تعلم انه خائف ولكن يحاول ان يبقا سعيد
انتشلها ادم من شرودها:
ما كنت اوديكي عند دكتور احسن من العياده دي ياتقي
نظرت تقي ببتسامه:
ياحبيبي الدكتوره كويسه جدا وخصوصاً انها ست زيي وانا مش عايزه اتابع مع راجل
ادم وهو ينظر لصور الاطفال المعلقه علي الحائط:
تفتكري هيبقا ولد ولا بنت
اراحت تقي رأسها علي كتفه:
حاسه انها بنت ياادم.. انتا عايز بنت
قبل ادم رأسها:
الي يجي من ربنا راضي بيه ياتقي
المهم سلامتك انتي
جاء موعد الكشف علي تقي
دلف ادم وتقي الي غرفة الكشف
الطبيبه ببتسامه:
مدام تقي مجتيش ليه الشهر الي فات عشان تتابعي صحة الجنين
تقي ببتسامه هادئه:
كان في ظروف معرفتش اجي يادكتوره
الطبيبه وهي تتجه الي النصف الاخر من الغرفه امام جهاز السونار والفراش الصغير امامه:
طب تعالي نامي علي السرير عشان نشوف الطفل عامل ايه
امسكت تقي يد ادم ليبتسم لها بهدوء
ويسطحها علي الفراش ومازال قابضا علي يده بقوه
كشفت الطبيبه عن بطن تقي المنتفخه ووضعت سائل ثم جهاز صغير علي بطنها
لتظهر صوره سوداء علي الجهاز واجزاء صغيره تظهر فيه
الطبيبه وهي تشير علي الشاشه:
الطفل اهو الواضح ان صحته كويسه
تقي بلهفه:
يعني هو كويس يادكتوره
الطبيبه:
زي الفل كمان صحته كويسه جدا
بس لازم تتغذي كويس لانه بيستفيد هو كمان من الاكل الي بتاكليه
نظرت تقي لأدم وعينيه دامعه:
شوفت الطفل ياادم
حرك ادم رأسه بشرود وهو ينظر للشاشه لم يستمع لحرف واحد مما دار امامه
نظره معلق بذاك النطفه الصغيره في
الشاشه حواسه كامله تتركز عليه
كأنه يخاطبه بقلبه وعينيه
قاطع شروده صوت الطبيبه:
ممكن اقولكم جنسه كمان
تقي ببتسامه واسعه:
ايوا انا عايزه اعرف اذا كانت بنت ولا ولد
الطبيبه بعد دقائق:
بنوته يامدام
تقي بفرحه وغريزه امومه:
انا كنت حاسه انها بنت
ادم ببتسامه صغيره وهو يقبل يد تقي:
سيدرا ادم احمد الصياد
تقي ببتسامه دامعه:
شوفت ياادم هيبقا عندنا بنوته
الطبيبه ببتسامه:
ربنا يقومك بسلامه ويباركلكم فيها
كدا كشف انهارده انتهي ولازم تجيلي بعد شهر عشان نتابع صحة الطفله
تقي وهي تقوم من السرير بمساعدة ادم:
حاضر يادكتوره شكراً جداً
هندمت تقي ملابسها وخرجت هي وادم من العياده كادت تقي تطير فرحه وادم شارد أحياناً ويبتسم أحياناً
تقي وهي تتشبث بيده:
ادم تعالي نطلع علي البحر شويه
نظر لها بهدوء ثم اطلق تنهيده:
ماشي ياتقي
ابتسمت تقي اكثر
ليمضو في طريقهم نحو... البحر
قاد ادم سيارته بهدوء اخاف تقي...
نعم هي لا تتأمل ان يحملها ويدور بها صارخا بفرحه عارمه
ولكن صمته هذا يخيفها
نظرت لملامحه لتستشف اي تعبير... فرحه.. او حزن .. لم تجد
وجدت وجه خالي من التعابير
العيون العسليه انطفأت لتكون ظلمه
ملامح وجهه مثل الطلاسم الصعب حلها
قطع ادم صمته قائلا:
انا فرحان بيها ياتقي متقلقيش
كأنه قرأ افكاره وتساؤلاتها لترد عليه:
مش حاسه بكدا ياادم... وشك مبيقولش انك فرحان... انتا من ساعة ما طلعنا من عند الدكتوره ساكت وبس
تنهد ادم بجمود:
دا علي اساس ان لازم كل حاجه احس بيها تبان علي وشي
تقي بقلق وهي تمسك يده:
ادم انتا زعلان عش..
قاطعها ادم ببتسامه جاهد ليرسمها:
ياحببتي مش زعلان ضغط الشغل بس
كتير مفيش حاجه ياتقي
ارخت تقي رأسها علي كتفه وهو يقود:
بجد ياادم
اوقف السياره امام البحر
ليبتسم ويقبل وجنتيها:
بجد ياحببتي يالا ننزل
جلس ادم وتقي علي أريكه خشبيه امام البحر هدوء كسر صمته صوت الامواج.. وهي تتخبط في الصخور بقوه
كأنها عازمه... علي تكسير غرور ذاك الصخر
قطعت تقي صمتهم:
تعرف ان دي اول مره نخرج مع بعض من ساعة ما اتجوزنا او اخرج لوحدي حتي
ادم ببتسامه صغيره:
كنت عايز اخرجك في فرنسا
بس انتي قلبتي الدنيا نكد
تذمرت تقي بطفوله:
لا انتا الي قلبتها نكد وضربتني
احتضنها ادم مقربا اياها من صدره:
بس انتي غلطانه بردو
تمتمت تقي بصوت منخفض:
عارفه انا اسفه
ادم ببتسامه:
ايوا كدا اعترفي بغلطك
نظرت له تقي مستفسره:
ادم انتا ليه ممكن تبقي حنين وبعد كدا بتقلب وبتبقي شرير وقاسي
قهقه ادم بشده:
شرير مره واحده
تقي ببتسامه صغيره وهي تنظر لعسلتيه:
اه بس انا بحبك وانتا طيب وشرير
همس ادم امام وجهها:
وانا بعشقك ديما حتي لو انا شرير الشرير دا بيحبك اوي خليكي عارفه كدا بحبك لحد نهاية عمري
تنهدت تقي بقوه لتعيد رأسها علي صدره:
عارفه انك بتحبني ياادم

 

جالس امام مكتبه شارد الذهن
يسترجع محادثته معها امس
كيف خاطر وتنازل عن حبها له
نعم سيياعدها ليرجع جزء من روحها المغتصبه ولكن يريد حبها يرد تلك العينين تفيض حباً وهي تنظر له
ولكن خانته كلماته ليخبرها ان تعتبره صديق لتخبره هي انه سيكون اخ لها

فلاش باك
شهد بصدمه:
قضيه لا مستحيل
عمار بتعجب:
ليه هو انتي رفعتي قضيه ومجاش حقك!
شهد بنفي:
لأا
عمار بتساؤل:
طب الحيوان دا مات
شهد بغضب:
لا للأسف
عمار بحيره:
امال مستحيل ليه ياشهد
شهد بدموع:
هيكدبني ومحدش هيصدقني لانه جوز عمتي وهيقول اني كدابه وهتفضح
عمار بصدمه وغضب:
جوز عمتك الي كنتي عايشه معاهم
حركت شهد رأسها وانفجرت باكيه:
اااايوا ه-و
عمار بغضب حاول اخفائه:
احكيلي كل حاجه واغتصبك امتا بظبط
قصت شهد علي عمار تلك الحادثه التي حولت شهد الفتاه الرقيقه الطفله الي شهد الشرسه عدوة الرجال
صرخ بها عمار بقوه:
انتي غبيه مفكيش عقل
صدقتي تهديده الخايب دا
شهد بنحيب:
ه-و كان هيع-مل كدا فع-لا
كان هيفض-حني ويشوه سمعت-ي
عمار بغضب هادر:
في حاجه اسمها الطب الشرعي
كانو هيشوفو اذا كان هو الي عمل ولالا
شهد ببكاء اكثر:
افهمني ياعمار انا كنت خايفه
دمرلي حياتي وهددني
شدد عمار علي شعره بقوه:
يعني الحادثه دي بقالها خمس سنين
ودا هيصعب موقفك اكتر
شهد بصراخ:
طيب اديتني أمل ليه
بتقولي هتجيبلي حقي ليه
امسك عمار يدها:
اهدي ياشهد ورحمة امي هجيبلك حقك
وحيات دموعك دي لاهحطه تحت رجليكي وهو بيطلع في الروح
هدأت شهد من بكائها لتنظر له بنكسار:
بلاش توعدني ياعمار انا مش عايزه اتعلق بأمل وفي الاخر اتكسر اكتر
مد عمار يده ومسح دموعها التي تغطي وجنتيها:
انا جنبك ياشهد لأخر نفس فيا
اعتبريني صحبك الي مش هيستغني عنك
شهد بنظره أمل:
هعتبرك اخويا ياعمار
عمار بحنق:
اخوكي ملقتيش تشبيه غير دا
شهد ببرود:
متتأملش اكتر من كدا
مش هقدر ابادلك حبك
تنهد عمار بغيظ قائلا:
تعالي ياشهد اروحك قبل ما
اقتلك واخلص من برودك دا
وانسي حكايه السفر دي انا هقول لأدم انك هتفضلي تشتغلي معانا
ابتسمت شهد شاكره:
لا شكرا بعرف اروح لوحدي
وانا هرجع الشغل بعد اسبوع
عمار بضيق:
يالا ياشهد هروحك يعني هروحك
وهتنزلي الشغل بكره
شهد بعند:
قولت بعرف اروح لوحدي انا مش عيله
صغيره هتوه عن بيتها وبعدين قولت اسبوع
عمار بتهديد:
اخر كلام عندك
شهد ببرود وهي تقوم عن الاريكه:
اه سلام
في ثوانٍ معدوده كانت بين يديه
ليدخلها في السياره رغماً عنها
شهد بغضب وهي تضرب كتفه:
انتا مجنون هو عشان هتساعدني تتعدي حدودك يامحترم
ابتسم عمار بستفزاز:
هو مش انا اخوكي واخوكي مصر يروحك
صمتت شهد وهي تلعنه بصوت منخفض
ليبتسم هو بهدوء ولكن قلبه يشتعل حقداً علي ذاك المغتصب

فلاش باك
عمار بتنهيده قويه وهو يستند علي مكتبه:
مش عارف ليه حاسس اني هتعب معاكي ياشهد هتعب لحد ما تحبيني

 

اياد وهو ينهض:
مش كفايه كدا ياسلومه احنا هنروح بقا
وهنجيلك بكره تاني
سالم ببتسامه:
ماشي يابني خد بالك من مراتك
اياد بضحك:
دا برعي هو الي يخلي بالو مني
هند بضيق:
هاهاها المفروض اضحك صح
انا مش برعي
سالم بضحك:
اذا كان انتو قدامي كدا امال في بيتكو بتجرو ورا بعض بشبشب
نظر اياد لهند وابتسم بخبث:
هجري وراها انهارده بس مش بشبشب
فهمت هند مقصده وخجلت بشده
قائله برتباك:
اااا عايز حاجه ياجدو
احتضنها سالم وهو يضحك قائلا:
لا ياحببتي عايز سلامتك
امسك اياد يد هند قائلا:
طب سلام بقا ياسلومه
سالم ببتسامه:
سالم ياشقي
اياد بغمز:
طالعلك ياسلومه

ضحك سالم بقوه بينما وجه هند مصطبغ بلون احمر من فرط الخجل
خرج اياد وهند من المنزل الذي عاش فيه طفولته وشبابه والذي اصر سالم ان يقطن فيه رغم وجود ڤيلاته الخاصه
ولكن فضل استرجاع عشق ماضيه
هند بضيق:
مش هتبطل قلة ادب
اياد بخبث:
لا مش هبطل ياحببتي
تمتمت هند:
حبك برص
قهقه اياد:
سمعتك علي فكره بس انا حبتني هند مش محتاج للبرص ياروحي
وكزته هند في صدره
وهما يسيران الي السياره اوقفه صوت انوثي
-لاااااا مش معقول اياد في اسكندريه
التفت اياد وهند لصوت لترتمي الفتاه وهي تحضن اياد بقوه ضاحكه:
ياابن الايه فينك وحشتني
تحولت ملامح اياد من الابتسام الي التوتر بينما هند مصدومه وغاضبه
امسكت هند يدها بغضب وابعدتها:
ايه ياما ماتحسبي كدا بتحضني جوزي ليه
اياد ببتسامه وهو يهدأ هند:
كارما ازيك هند اهدي دي كارما بنت صاحب جدي سالم ويعتبر اصحاب بقالنا 7سنين
ثم نظر الي كارما:
ودي هند مراتي ياكارما
كارما بضحك وهي تعبث بوجنتي
اتجوزت يابيضه ومتعزمنيش

ثم مدت يدها لتصافح هند:
ازيك ياهند
اشتعلت هند غاضبه واعتصرت قبضة كارما بين يديها قائله بين اسنانها:
اهلا
نظرت هند لكارما تتفحصها
كانت ترتدي بنطال سكيني اسود ملتصق بها وشيميز ابيض ورافعه خصلاتها السوداء الي الاعلي وملامحها بيضاء بعيون رماديه وشفاه ورديه
كانت فتاه جميله بحق
وذات طابع فكاهي
اياد وهو يمسك يدها:
كارما بتقول عايزه تعزمنا بكره
هند بغيظ:
ازاي وانتا هتروح شركتك بكره
اياد ببساطه:
عادي نروح بعدها
نظرت هند لكارما بغيظ ممزوج بغضب
ليلاحظ غيرتها وهي تعض شفتاها بغضب
كارما وهي تحضنه مره اخري هامسه:
مراتك غيرانه عليك مني
ثم ترفع صوتها باي بقا يا اياد ابقي اتصل بيا عشان اديك العنوان
غادرت كارما قبل ان تفتك بها هند
ركبت هند السياره بصمت
كتم اياد ضحكته من وجهها الاحمر الغاضب
ثم ركب هو الاخر
ظل اياد يدندن طوال الطريق
وهند صامته تماماً ولكن الغضب يشتعل داخلها بل ويكاد يجعلها تقتل اياد
اياد ببتسامه:
اتبسطي انهارده
لم ترد عليه هند مطلقاً
فأيقن انها غاضبه منه بشده
امسك اياد يدها قائلاً:
مالك ياهند
سحبت هند يدها من يده بغضب
ولم تعره اهتمام
اياد ببتسامه خبيثه:
اوعي تكوني غيرتي
نظرت له هند بحده ولم تجب
اياد بتسليه:
يعني مش هتردي عليا
تجاهلته هند مره اخري
ليقول بمكر:
انا هخليكي تكلميني
ليسرع اياد بأقصي سرعه بالسياره
لتصرخ هند بفزع:
يخربيتك بطأ السرعه
لم يستمع لها وزاد في السرعه اكثر
هند بغضب:
بطأ السرعه يااياد انتا عارف اني بخاف من سرعة العربيات
لم يعيرها اهتمام وظل يقود بسرعه
هند بصوت حاد يغلبه البكاء:
وقف يااياد ونزلني
اياد بلا مبالاه:
مش انتي مش بتردي عليا انا كمان مش هرد عليكي
اصدمت هند الي الامام من سرعة السياره ولكن كانت صدمه خفيفه
لتقول بصوت باكي:
وقف العربيه يااياد ونبي
واخيرا اوقف اياد السياره لينظر
لها بفزع شديد وهو يقترب منها بلهفه ...

 

صدح صوت العسكري في السجن:
يس علي في زياره ليك
وقف يس واقترب من العسكري
ليذهب معه الي الزائر وهو يعلم انه عزيز
ذهب يس الي عزيز والكلبشات في يده
يس ببرود:
هنخلص امتا قعدتي طولت هنا
عزيز ببتسامه ابرزت اسنانه الصفراء:
وانا جايلك عشان كدا
يس:
هنفذ امتا بظبط
عزيز وهو يدخن سيجارته:
التنفيذ بكره وهتطلع بعد بكره
يس بخبث:
واشمعنا منفذتش قبل كدا
غزيز وهو يسحب انفاسه من سيجارته:
ملكش دعوه انتا تعمل الي بنقول عليه وبس انتا هتغز الراجل
وتدلق في وشه مية نار مش عايز ملامحه تبان
واحنا هنتصرف في الباقي
يس بتفاجأ:
مية نار
عزيز بسخريه:
امال هنهرب التاني ازاي ياحيلتها
مالازم نشوه دا عشان ميبنش انه عوض مش امجد
يس بسخريه:
ما التاني موجود وشكله معروف
عزيز بدهاء:
هيكون التاني هرب وبقا بح
فهمت يا زكي زمانك
تمتم يس بشرود وهو يتخيل عوض:
اه فهمت
امسك عمار هاتفه بتأفأف:
ياشهد بقالي ساعه مستنيكي تحت
انزلي يابنتي
ظهرت شهد امامه وهي ممسكه بحقيبتها الجلديه والهاتف بين كتفها واذنها:
اهو انا قدامك
كانت ترتدي سلوبت جينز ازرق واسفله قميص وردي بورود صغيره
وخصلات شعرها تغطي عنقها

وتغطي خرزتي الفيروز بنظاره نظر كبيره
مسح عمار وجهه متمتما:
يخربيتك حلوه كمان بنضاره
وصلت شهد امام سيارته قائله بضيق:
ساعه بترن اهو جيت
عمار ببتسامه:
ايه القمر دا
شهد بحده وهي تركب في الكرسي الخلفي:
ياريت تبطل الكلام دا
عمار بحنق:
انزلي اركبي قدام انا مش السواق بتاعك
-لا مش هركب غير ورا لو مش عجبك
هنزل اركب تاكسي ونتقابل عند المحامي
زفر عمار بغضب وقاد سيارته
بسرعه جنونيه محاولا كبت غضبه من تلك العنيده
بينما شهد شارده في مستقبلها
صوت عقلها يصرخ بها هل ستفضح نفسها وصوت روحها المغتصبه تبكي
قائله
هل ستخضعين
ستتنازلي عن حقوقك انتي ومثلك
وتتركي الظلم ينعم في حياته
دمعه هاربه هبطت علي وجنتيها البارده
كأن شعاع نور سقط علي روح مسلوبه بارده فقدت معني الحياه
كان يتابعها بقلب متألم
لا يتخيل انها تعرضت لكل هذا
فقدت والديها في صغرها
فقدت حنان الام وأمان الاب
فقدت عذريتها اغتصابا من اقرب اقربائها
عاشت وحيده متألمه خائف كاقطه شرسه تحت قناعها الخوف
عمار ببتسامه:
ينفع اعزمك علي الغدا بعد المحامي
انتشلها صوته من شرودها
-لا مش عايزه
-طب انا عايز بقا ومصر كمان
شهد بأيجاب:
ماشي
ابتسم عمار ابتسامه واسعه ليقول:
هي الشمس هتطلع امتا
رفعت شهد حاجباها بتعجب
وهي تنظر من نافذه السياره
-امال دي ايه
عمار ببتسامه جذابه:
لا قصدي علي شمسي التانيه
الي قاعده ورايا
ابتسمت شهد بخجل
لتقول بحده مصطنعه:
انا قولتلك بلاش الكلام دا
عمار ببتسامة غزل وهو ينظر لها في المرأه:
طب بذمتك حد يبقا معاه
بنت تغلب القمر بجمالها
تشاحت شهد وجهها عنه
وهي تبتسم بخجل
بينما هو عينيه مشتته بينها وبين الطريق
وهو يتنهد براحه انه ابعدها عن ذكرياتها لو فتره مؤقته

 

-يابنتي اثبتي عشان اعقم الجرح
عماله تتحركي كتير
-لا والله مش دا بسببك يامحترم
رايح تحضن واحده وتسوق بسرعه
وانتا عارف اني بخاف من السرعه
لحد ما تعورت في دماغي
تأفأف اياد:
مش قولتلك كارمن دي بنوته صغيره عندها 19سنه بتعتبرني اخوها مش اكتر
وانا مقصدش اعورك ياحببتي
كنت عايزك تكلميني بس
هند صارخه:
كداب دي شكلها قدي مش صغيره
انتا مشفتش اد ايه هي جميله
ابتسم اياد وهو يحتضنها:
ياحببتي انتي احلي منها
وبحبك انتي
هند بعبوس وهي تبتعد عنه:
كداب هي احلي مني يااياد
ثم تابعت بنبره غاضبه:
الي حصل امبارح دا مش هعديه
اياد بضحك:
يخربيتك دا انتي منكده عليا من امبارح
كفايه بقا يامفتريه
هند بعناد اكبر وهي تتجه الي غرفتها:
لا يااياد مش هعديهالك بسهوله كدا
-طيب تمام انا خارج دلوقتي
وانتي خليكي منكده علي نفسك كدا
توقفت هند واستدارت له بتوجس:
خارج فين يااياد
مط شفتيه بلا مبالاه قائلا:
هروح اتغدي مع كارمن
هي عزماني من امبارح
هند بغضب وهي تقف امامه:
كارمن ايه وزفت ايه انتا عايز تضايقني وخلاص يااياد
اياد بهدوء:
صوتك عالي ياهند
هند بغضب:
صوتي عالي عشان انتا بتضايقني
قولتلك مش هنروح وانتا بردو عايزه تروح عشان الزفته دي تحضن فيك
تثير غضبه وحنقه من عنادها
وصوتها الذي ينافس صوت الاعصار
-هند وطي صوتك راجل قدامك مش عيل تعلي صوتك عليه واتكلمي عدل
استدار ليخرج ولكن وقفت امامه بغضب
-وانا بقولك مش هتروح عندها يااياد
اياد بصوت هادر ارعب هند
-قسماً بالله لو صوتك علي تاني
لاهوريكي يوم اسود ياهند
مش عشان بعاملك بهدوء
وسايبك تدلعي عليا تعملي كدا
دمعت عين هند من صراخه عليها
ولكنها تمسكت بتعابيرها الغاضبه
ودلفت الي غرفتها صافعه الباب خلفها
تنهد اياد بضيق وهو يشد علي شعره بأصابعه:
استغفر الله العظيم
ثم دلف الي الغرفه المجاوره
وجلس فيها محاولا التحكم في غضبه
ثم اخرج هاتفه متحدثا مع كارمن
-ايه يااياد انتو فين بظبظ
-معلش ياكارما هند تعبانه مش هنقدر نيجي
-امممم يبقا اتخانقتو بسببي صح
-لا ياكوكي متخنقناش ولا حاجه
هند تعبانه بجد
-طب مفيش مشكله يااياد الف سلامه عليها وياريت تصالحها وتفهمها اننا اخوات
-أّقِفِّلَيِّ يّابت هبقا اشوفك يوم تاني بطلي لك
-هههه ماشي يااياد
أّغٌلَقِ أّياد الهاتف متمتما:
أّعٌمَلَ فِّيكي ايه ياهند جننتيني

 

-يعنيِّ ايه الكلب دا مش هيتحبس ولا ايه ياحسان
-أّلقضيه صعبه جدا ياعمار بيه يعتبر شبه مستحيله ...الحادثه حصلت من خمس سنين ودا هيصعب موقف القضيه... والطب الشرعي مش هيفدنا
قالها المحامي صاحب الخمسون عاما من الخبره والعمر
تنهد عمار بغضب بينما اكلمت شهد ببطئ:
يعني مش هعرف اجيب حقي منه
-بَِّس احنا ممكن نسجنه بطريقه تانيه
-أزاي ياحسان؟
-هنجيب شاهد زور ويقول انه شاف الحادثه وسكت كل دا عشان هدده مثلا
-بَِّس دِأّ أَّّسلوب رخيص في اني اخد حقي يامتر
المحامي بلا مبالاه:
دا الي اقدر اساعدك بيه ياانسه قضيتك ميؤس منها تماما
عمار بحزم:
ابدأ في إجراءات القضيه يامتر
عايزه يعفن في السجن
حٌَّسان بأيجاب:
ماشي ياباشا هبتدي

 

فريده وهي تغمض عيناها بألم:
انا تعبانه اوي ياسهام حاسه ان روحي بتطلع مني
-ثواني يامدام ..هتصل بالدكتور يجي يشوفك وهبلغ ادم بيه
-ابتسمت فريده بوهن ورأسها يميل علي الاريكه غائبه جزئيا عن الوعي:
مم-كن يج-ي ياسهام
سهام بقلق-
مدام فريده... حاسه بأيه بظبط
-حاسه أن قلب-ي هيقف
امسكت سهام هاتفها لتقول بقلق
-ايوا ياادم بيه... مدام فريده تعبانه جدا وبتغيب عن الوعي بتدريج
طيب .. حاضر يابيه ... حاضر
ثم اغلقت الهاتف لتنظر لفريده الغائبه عن الوعي ... اقتربت منها لتسمك يدها لتجدها قطعه ثلج
سهام بقلق:
يانهار ابيض دي متلجه

خرج ادم من مكتبه وعينيه خائفه
لتتحول مشيته الرزينه الي شبه ركض
امسك هاتفه ليتصل بأحد قائلا بصوت قوي:
معاك ادم الصياد.. مش وقته
عربية اسعاف تروح... العنوان دا بسرعه
ركب سيارته وسط عيون الحرس المدهوشه ليتبعوه بصمت
يقود سيارته بجنون
عينيه بلون الدم الرعب يدب في اوصاله
يكرهها ..ويحقد عليها... ولكن لا يريدها ان تفقد الحياه...
كلمات سهام تترد في اذنه
لترتجف يديه علي الموقد...
ليسرع اكثر بسيارته ... كأنه يسابق الرياح
يسابق الزمن...ويتخطي الخوف والقلق
كأنه يفر من طوفان يلاحقه...
نيران تهدده بأحراقه.. ولم تكن سوا نيران قلبه المتألمه بين وجع الماضي... وقسوة الحاضر
بعد فتره قصيره
وصل الي شقته التي تقطن بها والدته
ليتجه الي المصعد الكهربائي بسرعة البرق .. ليصل الي شقته خلال دقائق
فتح ادم الباب بنسخته الخاصه
دلف كالأعصار متجه الي غرفة فريده
وجد سهام تجلس بجانب ...فريده باكيه
بينما من اوقعت فؤاده شاحبة اللون... كالموتا
اندفع ادم نحوها قائلا بقلق:
سهام... مالها.. ايه الي حصل
شهقت باكيه.. ياادم بيه هي بقت تتعب كتير من ساعة ما كلمتك بس تعب خفيف... انهارده كانت قاعده وفجأه لقيتها تعبت كد...
صرخ بها ادم معنفا اياها:
ومقولتيش ليه... انا جايبك هنا ليه.
غوري من قدامي
خرجت سهام بسرعة البرق
بينما ادم جلس علي قدميه
امام فراش فريده... وعينيه تفيض قلقا
يراها ساكنه... بلا حيله.. تذكر ذاك اليوم الذي كادت تموت فيه ليهمس بصوت غاضب:
مش بمزاجك تموتي ... مش هسمحلك بدا
سمع صوت سهام تقول برتجاف
-ادم بيه الاسعاف جت
قام ادم وحمل والدته بين يديه وقد لاحظ انها فقدت وزنها بشده اصبحت هزيله... صعيفه... هاشه
دلف ادم المصعد بسرعه
وهو يلامس جلدها... البارد
ووجهها.. الشاحب الذي ف-قد دمائه
وصل المصعد الي اخر دور
ليخرج سريعا...متجه الي سيارة الاسعاف... المجهزه بأحدث الاجهزه
ادم وهو يضعها داخلها:
جاي وراكو
اتجه الي سيارته صارخا بحرسه:
محدش يجي معايا ...روحو علي القصر
حرك رئيس الحرس رأسه بأيجاب
واتجهو الي سيارتهم
بينما ادم ركب سيارته منطلقا وراء الاسعاف

 

في السجن المتعفن صاحب الجدران البيضاء سابقا الذي ملأها العفن ورسم عشوائي ...
كان امجد جالسا في زاوية السجن كعادته وابتسامه ذات معني مرسومه علي شفتيه ... اليوم سيخرج من هنا ... بشخصيه جديده.. ليندفن امجد تحت التراب
كان يتذكر حديثه مع محاميه شوقي
Flash back
-هطلع امتي ياشوقي قعدتي طولت
ولسه مطلعتش ... زهقت من المكان المعفن دا
شوقي بدهاء:
قريب اوي ياامجد بكره بكتير وتبقي برا السجن خاااالص وعفنته
-بجد'هطلع ازاي ياشوقي
-هتحصل عندك في الزنزانه جريمة اقتل
عسكري هيخشلك وسط الي هيحصل...
ودقايق وتكون برا السجن
امجد ببتسامه واسعه؛
ياريت دا يحصل بسرعه بقا
-هتطلع بكره ياامجد اتطمن بس لما واحد يغمزلك تروح معاه الحمام روح
Flash back
اليوم وفي اي لحظه او دقيقه سيتم خروجه من تلك الكارثه الذي ورطه بها ادم
نظر الي الوجوه حوله منهم من يشرب سيجاره ووجهه متهجم واخر يضحك وهو يتمتم الي مسجون اخر وواخر تائهه في شروده وكلا يبكي علي ليلاه
قطع صمت الاجواء صوت عوض...
قام عوض الي باب الزنزانه وهو يطرق عليها بألم في معدته:
افتح يابني عايز اروح الحمام
لم يسمع رد ليقول مره اخري بألم يعتصره:
يابني افتح حاسس اني بطني بتقطع
دقائق وفتح العسكرى وهو يتمتم بكلمات جارحه بينما قام يس هو الاخر قائلا:
وانا كمان عايز اروح الحمام
وليقوم امجد هو الاخر قائلا نفس الجمله
امسك العسكري يد عوض ويس وتوجه الي المرحاض اقل ما يقال عنه سئ
العسكري بصوت غليظ:
خش يامسجون انتا وهو اخلصو بسرعه
بلاش ملكعه
عوض بنكسار:
هنتلكع في السجن يابني
دفعه العسكري قائلا بخشونه:
انتا لسه هترغي خش*** واخلص
ثم خرج من الحمام غامزا الي يس
ثم اخذ امجد بعد ان دلف عوض الحمام
دلف عوض احد الحمامات
وكاد ان يغلق الباب ولكن دفعه يس بقوه
عوض يتعجب:
في ايه يابني ما...
قاطع كلماته الاخيره ...طعنت يس اليه التي استقرت في... معدته مباشره
نظر له يس بندم ...وصوت منخفض:
اسف ياعم عوض هياخدو روحي لو مروحتش انتا
وقع عوض ارضا ...غارقا في دمائه
عدل يس الجونتي البلاستيكي في يده.. ثم امسك يد عوض ووضعها علي السكين لتنطبع بصمات عوض عليها
ثم سطحه علي وجهه لتنغرز السكين اكثر معذبه لجسده الميت
ثم امسك زجاجه بلاستيكيه مليئه بسأل
ليغمض عينيه بندم اكثر
ليفرغ السائل علي وجه عوض ليتشوه في ثوان عديده ...
ليرجعه علي وجهه ويضع الزجاجه ارضا كأنها مسكوبه عن غير قصد جانب وجهه
خرج يس من المرحاض واغلق الباب
خلفه ثم خلع القفاذات من يده
ليخرج من المرحاض الاساسي وهو يعطي نفس الشخص القفاذات... ليتخلص منها
ثم اتجه به الي الزنزانه
ووجهه حزين ليأكله حزنه اكثر عندما ينظر الي مقعده الخالي قائلا بندم:
اسف ياعم عوض اسف
وظل يسترجع جريمته عندما وضع مخدرات في طعام عوض ليظهر عند موته انه انتحر بسبب تأثيره من المخدرات ... ثم جريمته الشنعيه عندما طعنه وعندما شوهه وجهه...

 

خرج الطبيب من العنايه المركزه قائلا لأدم بتوتر:
ادم بيه قولت والدتك مصابه بالقلب يعني مينفعش الانفعال والزعل لانها مش
في حمل جالطه تانيه احنا لسه مخلصناش من الاولي. مكدبش عليك حالتها خطيره
ادم بحده وعيون مشتعله:
يعني ايه حالتها خطر امال انتا بتهبب ايه هنا شوف حل بقالك تلات ساعات جوا وجاي تقول الكلمتين دول
الطبيب بتوتر:
ياباشا انا مقدرش اعمل حاجه حالتها خطيره اديتلها ابره تدوب الجلطه وان شاء الله تقوم بسلامه
لم يسمع ادم المزيد من كلمات الطبيب واتجه الي الزجاج المطل علي العنايه...
نظر لها عبر الزجاج ودموع محبوسه في عينيه رافضه الخضوع وهو يراها موصله بجهاز قلب يعلن ان النبضات ضعيفه
لن ينهز الجبل وتسقط رماله
لن ينهار الاسد ويسقط حصونه
في دقائق رسم ملامح البرود ببراعه
من يراه وهو يخرج من المستشفي سيقول ان هذا ليس نفس الشخص...
كم كان بارعا في التحكم في تعابير وجهه والحفاظ علي بروده وقسوته
ستكون نوبل في بروده وتحكمه في تعابيره قليله بنسبة له
كان يقود سيارته شارد... بارد الملامح.. عينين حمراء... ملابس غلبها التكسير
كانت هيئته كفيله بجعله ليس بخير مطلقا
وصل الي القصر وقد قاربت الساعه منتصف الليل ... اجتاز البوابه الحديديه الكبيره بسيارته وسط ايمائات الحراس
دلف ادم القصر بخطي ثابته بطيئه كالساعات التي انتظرها في المستشفي وجد القصر مظلم ماعدا القليل من الضوء
سار بتجاه الغرفه

وصل الي غرفته ثم فتح الغرفه ليجد تقي جالسه علي الاريكه بيدها مجله اطفال ترتدي قميص بلون الشوكلاته الذائبه يصل الي ركبتيها وترفع شعرها عاقص
قامت تقي فور رؤيتها له واتجهت اليه بلهفه لتحتضنه بقوه:
اتأخرت اوي انهارده ياادم
لم يتحرك قيد انمله لم يرفع يده ويحتويها بين ذراعيه كما اعتادت
بل ظل محدق فيها ...فقط
ابتعدت تقي عنه وهي تنظر لهيئته الغير متساويه نظرت تقي الي عينيه الحمراء قائله بقلق:
مالك ياادم مال شكلك عامل كدا ليه
ابعد ادم يدها عنه قائلا بجمود:
مفيش حاجه روحي نامي
ثم سار الي الخزانه ليخرج ملابس منزليه
وهو صامت وهي تنظر اليه بدهشه من جفاؤه
اقتربت تقي منه واضعه يدها علي كتفه:
مالك ياحبيبي شكلك متضايق
لم تتلقي رد منه ...مازال مشغول بملابسه. أمسكت الملابس وهي تقف خلفه وابعدتها
التفت لها بغضب وهو يبعد يدها:
قولتلك ابعدي عني مفيش حاجه
روحي نامي
ادمعت عين تقي وهي ترجع يدها اليها
تدارك ادم موقفه ورأي دموعها المحبوسه
تنهد بثقل ثم اقترب منها وقبل جبهتها قائلا بصوت مختنق:
اسف ياحببتي
ثم تركها وذهب الي الشرفه ليدخن سيجاره. ..
ايقنت تقي انه حزين صوته المختنق عيناه المتعبه عصبيته الزائده
مسحت تقي دمعاتها قائله بهمس:
مهما عملت هفضل جمبك وقت حزنك

فتحت خزانتها وجلبت مأزر ثقيل بسبب برودة الطقس وخرجت الي الشرفه
وقفت جواره وامسكت يده وهي تشد عليها بقوه قائله بصوت دافئ:
مزعلتش منك ياحبيبي بس قولي مالك انا حبيبتك وهقف جمبك
ادم بصوت مختنق حاد وعينيه مثبته علي الا شئ:
تقي روحي نامي انا مخنوق دلوقتي وعصبي بفضل اكون لوحدي دلوقتي عشان وقت عصبيتي مبشوفش حد
لمست في كلماته الوجع... الخوف.. التردد..
اقتربت منه بخطوات بطيئه
ووقفت علي قدميه بأطراف أصابعها
لتلفح انفاسه الساخنه بشرتها البيضاء
احاطت عنقه قائله بهمس رقيق:
انا جنبك مهما زعقت وضربت وقسيت
انا ضلك ياادم خليك عارف ان حضني ديما ليك
قبلت وجنته برقه
لتلتف اليه وتعطيه ظهرها
لترجع الي غرفتها
امسك يدها مانعها ان تذهب
ويقربها من صدره
نظر لها تدم بعيون تائهه تغطيها سحابة دموع لامعه قائلا بنبره ضعيفه متحشرجه:
محتاجك ياتقي محتاجك اوي
احتضنته تقي بكامل قوتها وهي تحتويه كأنه طفلها وليس زوجها
ليتشبث هو بها ويدفن وجهه الباكي في عنقها مقربها منه بقوه
شعرت بدموعه في عنقها
دهشه تملكتها... فتحت عيناها بصدمه
الجبروت يبكي... القاسي يبكي
كتمت دهشتها وزادت من احتضانه
احتوته بحنانها الذي افتقده عشرون عاماً
ليشعر هو بدفئ كبير
كأن الشمس سطعت بعد يوم ممطر بارد
كاكوب ماء ارتشفه صائم بعد عناء يوم طويل
تنهد ادم بتأوه نابع من قلبه المتألم
ادمعت عين تقي من مدي وجعه
ابتعدت عنه وهي تنظر لعينيه الباكيه
وجهه الذي يغطيه الدموع
حاوطت تقي وجهه بكلتا يديها قائله بهمس دافئ وهي تسند جبينه بجبينها:
انا جمبك ياحبيبي انا جمبك
همس ادم بصوت راجي:
متسبنيش ياتقي انا محتاجلك
ابتسمت تقي برقه:
عمري ما اسيبك حتي لو انتا سبتني مش هسمحلك بكدا ياادم

تغيرت نظراته من نظرات منكسره الي نظرات راغبه وهو يتطلع علي شفتيها وعيناها البندقيه ... ادركت تقي نظراته وسلمت لتلك النظره كل ما تريده ان يصبح بخير
حملها ادم بين يديه
لتشهد ضعفه ودموعه
لتشاركه ألام قلبه الذي اعياه
لتتحطم اسواره وحدوده لتعبر الي قلبه مباشره بدون عوائق
ويمتلك هو كيانها طاردا خوفها منه ..
لتتجمع القلوب التائهه في نقطه واحده.. نقطه تسمي العشق... العشق فقط
تعودت دائما ان تستيقظ وهي نائمه علي صدره لكن اليوم مختلف!
هو من يريح رأسه علي صدرها محتضنا اياها بشده... يتمسك بها في واقعه واحلامه
مسدت تقي علي خصلاته البنيه الناعمه برقه متناهيه قائله بصوت هامس:
آدم
لم تتلقي رد فأيقنت انه نائم
حاولت ان تضع رأسه علي الوساده
ولكنه همس بصوت نائم:
متسبنيش ياتقي...
ضمته مره وابتسمت بسعاده
كم شعرت بالفرح انه يريدها بجانبه
كانت تسمعه دائما انه يعشقها
ولكن هي شعرت بتلك الكلمه بصدق...
نزلت دمعه من عينيها كلما تتذكر بكائه ليلة امس شعرت بوخز في فؤادها

ادم بصوت هادئ:
بتعيطي ليه
مسحت تقي علي خصلاته وهي تمسح عينيها بسرعه:
مبعيطش ياحبيبي
شدد ادم من احتضانها وهو يستنشق عبيرها الذي يسكر قلبه ثملا بالعشق
لتحضنه هي الاخري أمله ان تنتقل احزانه اليها لتري ضحكته الذي فقدها
تقي بصوت منخفض
-مش عايز تقولي كان مالك امبارح
ابتعد عنها بوجه جامد خالي من التعابير ليقول بهدوء:
مفيش حاجه
كاد ان يقوم ولكن يد تقي كانت اسرع لتمسك يده قائله بدفئ:
ايا كان الي خانقك انا جمبك
ابتسم ادم وامسك يدها ليلثمها قائلا:
ودا الي انا عايزه
مدت تقي مره اخري بكسل
بينما ادم يخرج ملابسه من الخزانه
لكي يذهب لمن أسالت دموع الاسد وارجعت الحنين الي قلبه...

 

-والله يابني نصيبها كدا ربنا يسهله حاله بعيد عننا ياعادل
اجاب صاحب العينين السوداء بصوت جهوري:
لو رايد نوريه مجامه ياحج نوريه
بس نعرف هو عمل ايه
محمد بقلة حيله:
سماح مش راضيه تتكلم يابني مش راضيه تقولي حصل ايه كل الي عليها بتعيط وبس
تمتم علي بغضب:
ماعاش الي يضايج ست البنات ياحج
واني هوريه ابن** دا عمل ايه شين لبت عمي
محمد بنفي:
لا يابني متعملش حاجه الحمدلله ان الخطوبه دي انتهت
ثم تابع بتساؤل:
عبد المنعم عامل ايه ياعلي
ونعيمه واخواتك
علي بقتضاب:
زينين ياعمي بس عمتي نعيمه تعبانه جوي ورايده تشوفك انتا وحريمك
محمد بقلق:
مالها نعيمه ياعلي فيها ايه
-جلبها واجعها جوي ياعمي وكل ليله نروح بيها المستوصف وهي رايده اجيلك السكندريه عشان ابلغك
محمد بحزن:
ياريت اقدر يابني بس ابوك غضبان عليا
دا لو عرف انك جيتلي تاني هيضايق
كفايه لما عرف المره الي فاتت
علي ببتسامه صغيره:
ابوي الي باعتني ياعمي وبيجول هات حريمك وارجع الصعيد
محمد بتوجس:
طب وفاطنه هيعاملها ازاي
علي بصوت خشن:
حريمك معاك ياعمي... ارجع دارك وكفياك عيشة البندر ...انتا عندك اراضي ومال
شينه انك يبقا عندك مالك وتشتغل في كشك صغير زي ده..
انهي جملته وهو يشير الي المحل
الذي يتوسطوه
محمد بضيق:
هو الشغل عيب يابن اخويا
علي بنفي:
لاه مش عيبه بس العيبه انك تكون من كبارات الصعيد وتشتغل كده في البندر
محمد بتنهيده:
عيشتي هنا وشغلي وحالي
وبنتي متجوزه هن..ا مش ههد كل الي بنيته في السنين وارجع ياعلي
هب علي واقفا وهو يهندم قميصه:
اني بخلص شغل اهنه ليومين
فكر ياعمي وبلغني
ثم غادر بهدوء تاركاً محمد غارقا في افكاره وهو يسترجع ماضيه الخفي
الذي فتحت صفحاته مره اخري...

 

-افتحي ياهند الله يهديكي اخوكي قاعد بره مستنيكي
فتحت هند الباب بوجه عبس
وهي ترتدي شورت وتي شرت يصل الي الشورت
همت ان تذهب لأخيها ولكن امسك اياد يدها مانعها من الذهاب
هند بحنق:
سيب ايدي عايزه اطلع لمازن
-وانتي هتطلعي بالمنظر دا!
-اه وفيها اي دا اخويا
اياد بحده:
خشي البسي عبايه محترمه ياهند
مفيش طلوع بالبس دا
اجابت بتحدي
-لا مش داخله وهطلع كدا
وسع كدا بقا عشان اطل..
قطع جملتها وهو يحملها بين يديه ويدلف بها الغرفه ويغلق الباب
اياد بغضب وهو ينزلها:
قسماً بالله لو مالبستي حاجه محترمه لأكسر دماغك الناشفه دي محدش يشوف لحم مراتي
ثم خرج من الغرفه ووجهه غاضب وماقت من تصرفاتها العنيده
بينما هند تحدق في فراغه بدهشه متمتمه:
بيغير عليا من اخويا دا اتجنن ولا ايه!
لم تلبس بضع ثوان وانفجرت ضاحكه بسعاده من تصرفات زوجها
وقفت امام الخزانه واخرجت عبائه زرقاء تشبه لون عيني زوجها
اردتها ثم فردت شعره الاسود ليصل الي خصرها بأمواجه الامعه
ثم وضعت القليل من ملمع الشفاه والكحل الذي برز بنيتيها
خرجت من غرفتها لترحب بأخاها
عندما رأت مازن اسرعت اليه واحتضنته بشده ليحملها هو قائلا بشتياق:
وحشتيني ياقرده
هند بفرحه:
وانتا اكتر ياميزو ماما وبابا عاملين ايه وحشوني اوي
انزلها مازن وهو يداعب انفها:
وانتي موحشتيناش
وكزته في كتفه قائله بغيظ:
اخس عليك رخم
-كان يتابعهم بعيون مشتعله واقسم بداخله ان يلقنها درس علي جمالها ذاك
رغم انها اطاعته واردت عبائه ولكنها... تفصل جسدها بدقه لتبرز مفاتنها... ومازاده غيظا علي غيظ خصلاتها الغجريه التي جعلتها قمه في الروعه
-ولا ايه رئيك يا اياد
افاق اياد من شروده علي صوت مازن وهو يضحك
اياد بنتباه:
ها بتقول ايه
-هههه جوزك مش معانا خالص ياهند
الي واخد عقلك ياجوز اختي
ردت هند بغيظ وهي تجلس بجانب شقيقها:
يطفحه
ضحك اياد بشده علي غيظها
ببنما هند تموت غيظاً
مازن ببتسامه وهو ينظر لهند:
بس ايه القمر دا يابت موزه موزه يعني
هند بضحكه عاليه:
حبيبي بقا
اياد بضيق:
قومي هاتي حاجه نشربها ياهند
مازن بنفي وهو يقف:
لا ياحبيبي تسلم انا كنت معدي قولت اجي اسلم عليكو
هند بعبوس وهي تمسك يده:
لا يامازن خليك شويه ونبي
مازن بهمس:
رايح اقابل نور يابت اهمدي
هند ببتسامه واسعه:
العب! مين نور دي ياسطا
-هقولك بعدين ياحشريه
ثم تابع بصوت مسموع:
عايز حاجه يااياد
-لا يامازن شكراً
خرج مازن من الڤيلا ليقف اياد امام هند رافعاً حاجبيه ضاما يديه لصدره
ارتبكت هند من نظراته
لتسير بتجاه الغرفه ولكن يده منعتها
قربها اياد منه ليقول بهمس حاد:
اخر مره تطلعي كدا حتي لو كان ابوكي ياهند ولو كلامي متسمعش مش هيحصل طيب
نظرت هند لزرقتيه بتحد قائله:
هطلع يااياد ملكش حق تقولي اعمل ايه ومعملش ايه قدام اهلي طالما مبعملش حاجه غلط
توهجت عيون اياد بغضب
وكور يده استعداد للكمها
ولكنه تمالك اعصابه وتركها ودلف الي غرفتهم وهو يلعن عنادها الذي يثير غضبه...

 

كانت تتابع عملها بنتباه تام
تزفر بضيق ثم تعاود العمل مره اخري
تاره تقرأ وتاره تدون الملحوظات وتاره تعبث بالاب توب حتي جاء موعد الانصراف
لم تتزحزح وظلت تتابع عملها المتراكم عليها هي تزفر بتعب
تمتمت شهد بتعب وهي تخلع نظارتها:
اااااه خلاص جبت اخري مش قادره
-الف سلامه عليكي ياقمر
سمعت صوت تصحبه يد تتحسس كتفها بجرأه او بوقاحه
التفتت شهد للصوت
لتجد عيون تنظر لها نظره لطالما قرأتها في عيون الكثير من الرجال.. نظرة شهوه
ابعدت اليد عنها وهي تقول بغضب:
انتا اتجننت ولا ايه شيل ايدك دي والزم حدودك
هاني بوقاحه وهو يقترب اكثر:
حد يلاقي قمر كدا ويسيبه انتي اسمك شهد وانا عايز ادوق الشهد
صفعته شهد بقوه قائله وهي تلتقط حقيبتها:
شخص سافل وحقير
قبل ان تصل للباب امسك يدها
ودفعها الي الجدار محاولاً التعدي عليها
بطريقه جنونيه
ركلته شهد وهي تصرخ:
ابعد ياحيوان ابعددد
كبل يدها الاثنتين وهو يمزق ملابسها
صرخت شهد صرخة ادوت انحاء الشركه
هاني وهو يحاول تقبيلها:
اكتمي لان محدش هيسمعك
حاولت شهد التملص منه وهي تركله وتخدش وجهه بأظافرها ونجحت بالفعل
واتجهت الي الباب يلهفه لتجده موصد
ضحك هاني بخبث وهو يقترب منها مره اخري قائلا:
شايفه نفسك علينا وقولنا ماشي
عامله فيها ابله نظيره وقولنا ماشي
انما تقضيها مع عمار واحنا كخ لا
رجعت شهد خطوات الي الوراء وهي تبكي بفزع تري الان لبيب لا هاني
تري لبيب وهو يغتصبها بوحشيه مميته
صرخت بأقوي صوت تمتلكه
صرخت بألم نبع من قلبها المغتصب
صرخت انثي انهكتها الايام
اقترب هاني وكمكم فمها وهو يحاول خلع ملابسها وهي تتحرك بجنون
لبيب امامها وهو يقيد حركتها
تري صراخها تري ضحكاته المستمتعه
تري نفسها وهي تنتهك وتغتصب
لا مزيد من المقاومه مره اخري... مره ثانيه.. مره اخري تشعر بصفعه علي وجهها صفعه تلو الاخري
اخر ما سمعته او ما رأته دخول عمار
وهو ينهال بضربات علي هاني
ثم ماذا... انها النهايه
نهايه كل فتاه تعرضت لأذي جنسي او نفسي نهاية نقطة نور سقطت من السماء لتنطفئ مره اخري نهايه فتاه اغتصبها الذئب وتركه المجتمع
النهايه... بل البدايه بداية فساد جديد بدايه اغتصاب انثي جديده بدايه ظلم جديد بدايه ذئاب جديده
بداية فتاه اغتصبها ذئب ولامها مجتمع وكأنها هي المخطئه... بداية مغتصب متمتع بالحياه... بداية ونهايه ويتوسطهما وجع لا اكثر...
-لن تتحمل المزيد لا اغتصاب لا دموع لا ظلم لا وحده... لا عمار
رأت ظلام يسحبها اليه قائلا بصوت هامس لا صغيرتي النور والسعاده لا تليق بك ابقي في ظلامي
هل هو الموت... لا تشعر بدقات قلبها
بل هي نائمه.. للأبد
تري نفسها وهي تغتصب من لبيب
تري نفسها وهي تقاوم هاني
ولا ينجدها سوا الظلام
لذالك سترافقه ...للنهايه

 

جهاز القلب يصدر صوت ضعيف
انفاسها منتظمه... احهزه موصله بها
خط شفاف بجانب عيناها... بل دموع
تبكي! هل تبكي علي ترك امجد لها
ام تبكي نادمه ام تري ما يزعجها في احلامها
هز ادم رأسه محاولا التحكم في تساؤلاته
ومد يده بتردد ليمسك يدها تلك اليد التي تشبث بها بترجي لتبقي ولكن افلتته بقسوه
حسم قلبه تلك المعركه وامسك يدها
لتنزل دمعاته تغطي وجهه
ليهمس بصوت مرتجف:
ام-ي
تلك الكلمه المكونه من تلاث حروف صحبتها ثلاث حروف أخرى أ-م-ل
شعرت فريده انها تحلم
ولكن دفئ يده أحاط يدها
شعرت بتلك التعويذه التي جعلتها ترفع اهدابها لتطل خرزتيها التي تحمل لون الاخضر والعسلي سويا لتجعل عينيها المتعبه جميله رغم السن
فريده بصوت ضعيف:
اد-م انت-ا هنا بج-د
فتح ادم عينيه بصدمه
لتظهر دموعه المحتجزه داخل الزنزانه العسليه القاسيه
ابعد يده عنها ورسم ما اتقن فيه...البرود
ادم ببرود:
اه هنا
فريده ببكاء وعدم تصديق:
ط-ب اقرب شويه
لم يشأ ان يقترب ولكن دموعها ارغمته
اقترب منها بنفس ملامحه البارده
تحسست وجهه وهي تبكي وتبتسم
لا تصدق هو امامها رغم انها رأته مرتان ولكن تشعر انها تري ولدها للمره الاولي
اخذ وسامة والده القاسي واخذ عسل عيناها مع لمحه من اللون الاخضر الذي لا يظهر سوا عند لامعان عينيه
فريده ببكاء شديد:
ادم
امسك ادم يدها هامسا بضعف وعينيه لامعه تهدد بهطول دموعه:
نعم
اسفه اني سبتك بس كان غصب عني و..
قاطعها ادم وهو يمسح دموعها بأنامله:
شش متعيطيش ومتقوليش حاجه
فريده بنحيب اكثر:
اسمعني ونبي انا اسفه انا ام فاشله اني سبتك انا زوجه خاينه انا مستهلش اي حاجه كويسه بس صدقني انا ندمانه
ابوك ظلمني ياادم
ابوك خاني كنت بشوفه بعيني وهو يبصلي ببرود كأن محصلش حاجه
كنت محتاجاه... كنت محتاجه احس اني ست متجوزه عايشه حياه سعيده
ملقتوش كان ديما في شغل او مع واحده من ال
اغمضت عيناها بألم لتكمل
امجد بس الي حسسني اني جميله حسسني اني ست بجد مكنتش اعرف انه بيستغلني
لتكمل ببكاء مرير:
والي خلاني اكمل في غلطي ان ابوك كان عارف علاقتي مع امجد بس سكت
حسيت اني مليش لازمه في حياته
وقررت ارمي كل حاجه ورايا حتي انتا
اغمض ادم عينيه بألم:
بس اسكتي
فريده بنحيب:
والله العظيم ندمانه انا اسفه بجد
ترك ادم يدها ونظر لها بجمود
قائلا بصوت بارد خالي من المشاعر:
وانا مش مسامحك حق العشرين سنه الي عشتهم من غيرك وزي ما قدرتي تعيشي من غير ما اسامحك عشرين سنه ...اقدري عيشي الي باقي من عمرك وانا مش مسامحك
نظرت له فريده ببكاء وضعف:
ادم
ليقول ادم وهو يقف يهندم بدلته:
الشقه الي انتي فيها بأسمك
وحطيتلك حساب مفتوح في البنك
وكتبتلك عربيه بأسمك
كدا انتي مش محتاجه حاجه
ولو علي مسامحتي يمكن يجي
يوم واقدر اسامحك ولحد ما يجي
اليوم دا انسيني واستنيه وبس
فرصه سعيده يامدام فريده
خرج ادم من الغرفه وهو يتنهد برتياح حتي وان لم يسامحها فهو حالياً لا يكرهها سمع اسابها الغير مبرره
واسمعها هو رده عليها
لتنتهي تلك القصه المأساويه بين الام والابن لتنتهي تلك البقعه السوداء التي توسعت في قلبه
يريد ان يعيش حياه هادئه مع تلك الحوريه الساحره بعيد عن القسوه والكره
يريد ان يبدأ بقلب محب لها خالي من الماضي ليبدأ معها هي بدايه جديده
لتصبح هي ماضيه وحاضره ومستقبله
حتي ان ان قسا سيحاول ان يتغير ليكون الافضل لأجلها
هي فقط ... حوريته الصغيره

 

لا تعرف اهي السيجاره العاشره ام اكثر
كل ما تعرفه ان ذاك الوسيم حطم غرورها أرضاً عبث بأنوثتها حطم اسوارها
لا تعلم لما انجذبت له اكثر بعد اخر لقاء بينهم شعرت بدمائه الشرقيه الحاره تجذبها اليه بقوه
همست روما بصوت منزعج:
ادم احمد الصياد اوووف
ألبرت بضحكه عاليه:
اوووه روما لا تزالين تفكرين في ذاك الشرقي
روما بسخريه:
الا تزال تفكر في تلك الشرقيه
ألبرت بشرود وقد تغيرت ملامحه:
لا روما لم اعد افكر بها نحن مختلفان
هي ملاك جميل وانا لا ارزق بالملائكه
انا مع من يشبهني يكفيني ان ان الهو مع تلك وهذه في وضح النهار
وفي غسق الليل اتذكر وجهها الملائكي
لأحلم به حتي الصباح
روما بصدمه:
هل جننت ألبرت لما لا تحاول ان تفوز بها وتروي قلبك المتعطش لها
ابتسم ألبرت قائلا:
اوووه روما الحب ليس فوز وخساره الحب ذاك ااحساس الذي يحاوطك كرائحة الياسمين المعطر لا تستطيعي ان تلمسيه او تحتفظين به
لكن يمكنك ان تستمتعي برائحته الخلابه
ان تغمضي عينيكي وتملئي رئتيكي به
روما بصدمه اكبر وهي تتحسس جبينه:
لا انت ليس ألبرت من اين لك هذا الكلام
ألبرت ببتسامه:
جلست مع راهبه حسناء وقصيت عليها اعجابي بتلك المسلمه واخبرتني ان ديننا لا يسمح بهذا وان كنت احبها احلم بها فقط اكتفي بها حلماً ان كان واقعها لغيري
او ان اجد تلك السندريلا التي توقعني في شباكها واجعل واقعها لي انا
روما بسخريه:
اووه وهل ستنتظر تلك السندريلا
الي ان تأتي ياعاشق
ألبرت بمرح:
بتأكيد سأنتظر ولكن لا مانع في ان الهو مع الاميره النائمه او ذات الرداء الاحمر الي ان تأتي اميرتي
تمتمت روما بلا مبالاه:
انا لا انتظر الاشياء انا من سأخذها بنفسي ما يعجبني سيكون لي
البرت ببتسامه:
حظ سعيد لك عزيزتي

 

جالسه في حديقة القصر
تقرأ مجلات الاطفال التي اعتادت عليها في الفتره الاخيره تريد ان تكتسب الخبره من اجل صغيرتها
جلس ادم امامها قائلا ببتسامه:
هي هتشغلك عني من دلوقتي
نظرت له ببتسامه واسعه وهي تقف لتجلس بجانبه:
جيت امتا ياادم
حاوط ادم خصرها قائلا ببتسامه:
من شويه كدا بس انتي مشغوله بالمجله
قبلت تقي وجنته قائلا بحب:
عمري ما اتشغل عنك ياحبيبي
نظر ادم الي عيناها بقوه قائلا بترجي:
عايز ابدأ من الاول ياتقي عايز بدايه جديده اول السطر انتي
قامت تقي وجلست علي قدميه وحاوطت وجهه قائلا بفرحه وعيون ملتهفه:
وانا معاك اهو من البدايه لحد ما اموت
وضع ادم كفه علي وجهها وهي يداعب وجنتيها بأنامله:
لحد ما نموت سوا ياتقي
امسكت تقي الكأس الممتلئ بعصير الفرواله المحبب لقلبها وهي تقربه من فم زوجها وعشقها الوحيد:
خد اشرب فرواله
ادم بعبوس:
بدأت اغير منها علي فكره
تقي بدهشه:
بتغير من الفرواله ياادم
نظر لها مركزاً عينيه في بندقيتها قائلا:
اغار عليها من ابيها وامها اذا حدثاها بالكلام المغمغمي
واحسد كاسة تقبل ثغرها اذا وضعتها موضع اللثم في الفمي
توهجت وجنتيها خجلاً ونظرت له بعشق لا يوصف ليبادلها تلك النظره التي تدفئ قلبها
امسك ادم الكأس وارتشف منه القليل قائلا بستمتاع:
امممم طعمها حلو اوي
امسكت تقي الكأس منه بنزعاج:
هات لنفسك دا بتاعي
ادم بخبث:
دا اخر كلام عندك ياحوريه
تقي وهي ترتشف منه:
اممم الاخر روح ها...
قطع جملتها وهو يتذوق قطرات العصير بشهدها مؤكدا لها انها ومن تحب له

 

تااابع ◄