-->

رواية قاسي ولكن أحبني الجزء السادس عشر

 

 وبعد تشريح الجثه اكتشفت التحقيقات
ان المدعو امجد السيوفي قام بعملية انتحاره في سنة... في يوم...
وفور وقوع جثته أرضاً تسبب في تشويه وجهه وقررنا نحن عادل البنهاوي وكيل نيابة الاسكندريه بأغلاق القضيه في يوم وساعة...
فور انتهاء كلمات وكيل النيابه
ابتسم شوقي بخفاء ثم حول نظراته الي الحزن وتمثيل التماسك قائلا:


شكراً ياباشا

عادل بلا مبالاه وهو يريح ظهره بالكرسي:
كدا قضية المرحوم اتقفلت..
هب شوقي واقفاً قائلاً:
شكراً جدا ياباشا
عادل بهدوء:
العفو يامتر شرفت
خرج شوقي من مكتب وكيل النيابه وابتسامه منتصر تحتل شفتيه
وهو بتمتم بمدح لذاته:
لسه فيك الخير ياشوقي
امسك هاتفه محدثا احدهم:
الوو تمام امجد السيوفي ميت دلوقتي
جهزو ورق باسبور وبطاقه وورق كامل بأسم ايمن مندور الشريف
-تمام ياباشا نسيبه في المزراعه بعيد عن العين ولا ايه
شوقي بتأكيد:
خليه في المزراعه اوعي حد يخليه يخرج غير لما اجيلكو... مش عايز غباء
-حاضر ياباشا اي أوامر تانيه
-لا نفذ الي قولت عليه... سلام
اغلق شوقي الهاتف وهو يفكر في الخطوه القادمه لأمجد... عفواً لأيمن

 

لم يعلم كلمة الخوف سوا معها
لم تبكي عيناه الا لها وعليها
لم يمتلكه الغضب سوا ان زرعت الحب في قلبه الولهان لتختفي الي عالمها تاركه إياه يعاني ألاام ماضيها...
امسك يدها قائلا بصوت متحشرج:
قومي ياشهد انتي اقوي من كدا...
لم يتلقي سوا الصمت
نظر لها بوجه ضاقت به الدنيا
كانت نائمه علي فراش ابيض تصارع بين الهروب والبقاء
جفونها تغطي خرزتيها التي تذهبا عقله
شعرها القصير متناثر حولها بعشوائيه
وجهها الاسمر المغطي بالحمره
احتله الشحوب لتظهر كأشعة الشمس المكتومه وشفتيها فقدت زهرتها
لا حول لها ولا قوه
راكضه بهدوء... جسدها موصل بأجهزه تجعلها علي قيد الحيااة
عمار وهو يقبل يدها بدموع:
انا جمبك ياشهد انا ماسك ايدك
قومي زعقيلي بس بلاش تهربي
واجهي مشاكلك وانا في ضهرك
بس بلاش تغمضي عينك كدا
لتزيد دموعه وهو يردف:
اقسم بالله الكلب دا ملمسكيش
انا لحقته قبل ما يوسخك بأيده
محدش لمسك ياشهد ولا حد هيلمسك غيري... بس قومي عشاني
للمره الثانيه لم يتلقي رد
كأن الظروف تثبت انها لم تكتب لها السعاده لذالك ستهرب الي أحلامها الجميله الذي صورها عقلها
لا تريد الواقع لا تحتمله لا تستطيع ان تستكمل حياتها الكئيبه المظلمه
لا تريد ان ترجع لشقتها تلك وتنام وتستيقظ وحيده
لا تريد ان تقترب من اي رجل
اصبحو كالثعابين بنسبة لها
تخشاهم بقوه... انهارت القوه...انهار الأمل... ولكن لم تنهار النبته التي نبتت في قلبها لعمار
نعم تسمع كل حرف قاله
ولكن لا تشعر بمن حولها
كأنها سجنت في زنزانه ورديه ولكن بدونه... زنزانه تصور لها كل ما تمنته ولم تأخذه في الواقع
تمتمت شهد في احلامها:
يارتني كنت قابلتك في وقت وزمن
غير دا وقت مكنش فيه شهد ولا انتا عمار
دلف الطبيب ليجد عمار يجلس امام فراش شهد ممسكاً بيدها كما تعود ان يراه
كالعاده الدموع في عينيه وكالعاده شهد في غيبوبتها المؤكده محتمل
تنحنح الطبيب قائلا:
استاذ عمار
التفت له عمار بعيون حاده لانه قاطع تأمله لحبيبته الصغيره
الطبيب بلهجه روتينيه:
عايز حضرتك دقيقتين بره
قام عمار بملل وخرج ليري ما يريده الطبيب المشرف علي حالة شهد
تنحنح الطبيب قائلا:
دلوقتي المدام شهد ااا
قاطعه عمار بحده:
انسه شهد مش مدام
توتر الطبيب ليقول:
الانسه شهد بقالها اسبوع في غيبوبه وحالتها زي ماهي مفيش جديد ولا تأثير
وجسمها مش بيستجيب لأي حاجه
كور عمار يده بغضب ليتحول لونها للابيض من شدة اعتصارها
اكمل الطبيب بتوتر:
احنا هنسيبها تلات ايام علي الاجهزه لعلها تستجيب لكن لو حصل العكس هنشيل الاجهزه من عليها وو
كاد يكمل ولكن قطع كلماته لكمة عمار
القويه التي خلت توازنه
عمار بشراسه وعيون ملتهبه من البكاء والسهر والغضب:
وتسيبوها تموت صح هااا رد عليا
هجم علي الطبيب مره اخري
ولكن تجمع المرضات والكثير حوله
جعله يترك الطبيب
عمار بصوت جهوري:
لو مش قادرين تعالجو المرضي اقفلو المخروبه دي
ثم توجه الي غرفة شهد مره أخرى
ولكن غضبه كان اكبر من الموقف
جلس امامها مره اخري
اختفت نظرات الغضب لينظر لها بحنو وحزن لا يستطيع ان يغضب امام ذاك الوجه الصغير
بل لا يليق بوجهها الجميل ان تقابله عينين غاضبه... يجب ان تكون عاشقه فقط
ولكنه اغمض عينيه بألم وغضب عندما تذكر وجهها الفزع عندما تعدي عليها هاني...
تذكر وهاني يمزق ملابسها
وهي بعينين زائغه ووجهه متورم
وسيل دماء ينزف من انفها الصغير
تذكر اعصاره الغاضب عندما امسك هاني ظل يضربه ويركله تاره ويصفعه تاره ويلكمه تاره... مما ادي الي كسر ساقه وارتجاج بالمخف وخدوش تغطي وجهه
ليسقط هاني أرضاً وسط
دمائه ليركله عمار بقوه علي صدره العاري
ويتجه الي شهد الشبه عاريه
خلع سترته ولفها بها
وذهب الي المستشفي...
افاق من شروده ليخرج منه تأوهات حزن وألم
لينظر الي شهد يعينين تائهه قائلا:
هقتل الاتنين ياشهد وحياتك لأقتلهم

 

ابتسامه واسعه تحتل ثغزها المطلي بلون الزهري الجميل..سعاده دلفت الي حياتها كالاعصار ودلف معها صاحبها
تلك صاحبة الخامس والاربعون من عمرها أصبحت تملك الخامس والاربعون من الابتسامه ازهرت حياتها بعشقه وحنانه
لم تري السعاده سوا الان
اصبحت كثيرة الابتسام
اصبح يومها لا يكتمل سوا بوجوده
اصبحت تنتظر الصباح لتراه
وتخشي ذهاب الليل لانها ستفترق عنه
ثم تلقاه في يوم جديد
انتبهت انها تبتسم بتساع غير منتبه لعملها...تمتمت سميه ببتسامه:
انسي معتز دلوقتي وركزي في شغلك
دقائق معدوده انشغلت بتصميمها الجديد
ثم قطع تركيزه اتصال معتز
امسكت الهاتف ببتسامه واسعه لتجيب:
كنت لسه بفكر فيك دلوقتي
اجابها صوته الهادئ ولكن يغلبه التوتر:
وانا كمان كنت بفكر فيكي... سميه انا عايز اقابلك دلوقتي
سميه بقلق:
مالك يامعتز صوتك مش مطمني
فيك حاجه ياحبيبي
ابتسم فور سماع تلك التعويذه الذي طمأنت قلبه ليقول بحنان جارف:
متقلقيش ياحببتي انا كويس
بس عايزك في موضوع مهم
سميه برتياح:
طيب اشوفك فين يامعتز
-انا هاجي اخدك ياحبيبتي انتي الأتليه صح
-ايوا
-تمام هاجي اخدك
اغلق معتز الهاتف وهو يقول بتوتر:
عارف انك بتحبيني بس حبي ليكي الي مخليني خايف من ردك

 

كانت تتابعه من بعيد وهو يعد طعام له
طال الصمت بينهم كأن لسبب صغير تافهه فرق الحب في لمح البصر
او بسبب عنادها الذي تضعه في المرتبه الاولي في حياتهم
كان يذهب لها ليلطف الأجواء بينهم
كانت تقابله هي ببرود وعناد
لينظر لها بهدوء ويتركها
ولكن الان هي من تراقبه بشوق
والان ستصلح ما افسدته هي
اقتربت منه وهو يحضر الطعام
واحتضنته من ظهره بقوه قائلا:
اسفه يا اياد
توقف عن اعداد الطعام
واستدار لها لتحتضنه مره أخرى
أياد بهدوء وهو يبعدها عنه:
لسه فاكره ياهند
نظرت هند لزرقواته العاتبه لتقول:
يااياد ماانتا غلطان انتا حضنتها قدامي وو
قاطعها اياد قائلا بحده خفيفه:
وقولتلك ياهند انها متربيه علي ايدي زيك بس الفرق اني حبيتك انتي وهي حبيتها كأنها اختي بظبط
هند ببكاء وعصبيه:
متقولش زيي انا وبس الس اتربيت علي ايدك وانا بس حبيبتك وانا بس طفلتك زي ما بتقول وانا بس مراتك وانا بس الي يحقلي احضنك محدش غيري
تبدلت ملامح اياد من العصبيه الي ابتسامه سعيده ليقول وهو يحتضنها:
انتي وبس حبيبتي ياهند
محدش غيرك دخل قلبي ولا هيدخل
بكت هند اكثر قائله:
يبقا متلومنيش لما اغير عليك
انا وبس الي تحضنك وان شالله تكون مين متقولش أختي ولا بتاع
ضحك اياد بقوه قائلاً:
براحه يابنتي ايه دا انتي واقعه علي الاخر اتقلي عليا كدا شويه
رفعت عند نظراتها لتلتقي بنيتيها بزرقواته التي التمعت
مسحت هند عينيها بهدوء
ونظرت له بخبث قائله:
عايزني اتقل! طب اتقل انتا شويه
ضحك اياد قائلا:
مبتهزش يابرعي
وقفت هند علي اطراف اصابعها
واقتربت من اذنه هامسه بصوت انوثي رقيق اثار الفوضي في قلبه واناملها تعبث بخصلاته:
متأكد انك مش واقع يااا ايدو
اياد بتوتر وهو ينظر لبنيتيها:
ايدو واقع جداا لشوشته ارتحتي دلوقتي
ابتعدت هند ضاحكه وهي تتجه الي الطعام الذي اعده:
هههه ايوا ارتحت... ها عملت اكل ليه
ما انا عملت اكل
افاق اياد من توتره ليقول بنبره هادئه:
قصدك الأكل المحروق ياحيبتي
تذمرت هند ليضحك هو علي طفولتها
ثم اردف بجديه
عايز اتكلم معاكي شويه ياهند
هند ببتسامه وهي تشب لتجلس علي الكونتر الرخامي:
اتكلم ياسيدي انا سمعاك
اياد ببتسامه:
عشان ميتكررش خصامنا دا
في شوية اخطاء لاز نتعلم منها
هند بعبوس:
ايه هما
اقترب اياد ومسح علي شعرها قائلا ببتسامه:
انا عن نفسي غلطت لما سبت كارمن تحضني بعد كدا مش هحضن ست غيرك
ومش هزعقلك تاني
هند بذنب وعبوس:
وانا مش هزعلك تاني وهثق فيك اكتر من كدا وهموتك لو بصيت لوحده مش تحضن بس
ضحك اياد حتي ادمعت عينيه:
وانا موافق ياقمري
امسكت هند انفه قائلا بمرح:
لو خاصمتني تاني هزعلك انتا حر
حملها اياد ضاحكاً وهو يقول:
هتزعليني طب ماشي تعالي بقا الاعبك طاوله واشوف مين هيزعل مين
وكزته هند في كتفه قائله بمرح:
سبع سنين بتعلم فيها عشان
انسي الخساير الفادحه الي كنت
بخسرها قدامك
اجلسها اياد علي الاريكه:
ياواد ياجامد انتا هنشوف دلوقتي
ضحكت هند بحماس
وبدأو بلعب وسط صرخات هند الخاسره
وضحك اياد المتواصل علي طفلته
التي كانت طفله بضفأرها وهي تعبس لخسارتها في لعبه اكبر من عقلها
ولكن كانت تتحداه وتلعب لتفوز
اما الان زوجته شابه يافعه
ولكن نفس التذمر والانفعال
وهذا ما يجعله سعيد...

تسير السياره بسرعه منتظمه وهدوء غير معتاد يعم السياره
سميه بقلق وهي تنظر له:
مالك يامعتز فيك حاجه متغيره
ابتسم معتز ابتسامه ضغيره:
عاملك مفاجأه وخايف متعجبكيش
ودا الي موترني شويه
ابتسمت سميه برتياح:
اي حاجه معاك تعجبني يامعتز
أوقف معتز السياره ونظر لها بعشق حطم الحدود والمقاييس:
بجد ياسميه بتحسي بفرحه معايا
ضحكت سميه قائله:
ايوا يامعتز بجد
نزل من السياره ثم اتجه الي الجهه الخري وفتح لها الباب وامسك يدها
سميه بتساؤل:
احنا رايحين فين يامعتز
اشار معتز الي منطاض يحيط به الكثير من بالونات الهيلم الملونه قائلا:
هنركب منطاض
ابتسمت سميه بتساع قائله:
عمر ما جه في بالي اني اركبه
معتز ببتسامه عاشقه:
يعني اول مره هتركبيه معايا
يالا بينا
صعدت سميه المنطاض وتبعها معتز
ومازالت البلاونات تحيط بهم
دقائق معدوده وانطلق المنطاض في الهواء ببطئ
سميه وهي تنظر الي الارض التي تبتعد:
عرفت منين اني بحب الحجات العاليه
ابتسم معتز بثقه:
مفيش حاجه معرفهاش عنك ياسميه
نظرت له سميه بتعجب
ليقول هو بهدوء:
مالك في ايه
سميه بتلقائيه:
اول مره متقولش سينوريتا
اخرج معتز من جيبه علبه صغيره مخمليه زرقاء ثم فتحها ليظهر خاتم بحجر احمر فريد من نوعه
معتز بهدوء وهو ينظر لعينيها العسليه:
عرفتك من سنين وحبيتك جدا
عشان اوصلك تعبت جداً
رغم اني كبير مش مراهق
بس عملت حجات كتير مراهقه
عشان خاطر الفت نظرك او اسعدك
شعور جديد اتمكن مني
اول مره اعرف معني السعاده معاكي
حسيت ان التلاته والاربعين سنه الي عشتهم عمري ما حسيت بسعاده فيهم
انتي بس الي رجعتيني شاب صغير بيحري ورا حبه
ثم اخذ نفس عميق وسط نظراتها المدهوشه ولمعتها بالحب
معتز بنبره تحمل كل معاني الحب:
تقبلي تتجوزيني ياسميه
اهو بقولك وسط السما تقبلي تقضي عمرك معايا وتبقي نصي الثاني
تقبلي اكون اول حاجه تشوفها عيونك لما تصحي واخر حاجه تشوفها قبل ما تغمض ياسنيورتيا
دمعت عين سميه لتقول بهدوء:
انتا دخلت حياتي فجأه كأنك قدر ولازم اتقبله بس بعد كدا لقيتك قدر جميل مبيعملش غير انه يخليني سعيده وبس
كتير اوي قولتلي انك بتحبني
بس انا عمري ما قولتهالك بس بردو مهتمتش وبادلتني حبك دا
صمتت سميه برهه من الوقت
ثم قطعت الصمت قائله:
انا فكرت في كلامك يامعتز
معتز بتوتر وهو يترقب اجابتها
سميه ببتسامه محبه شطرت قلبه نصفين:
انا موافقه اتجوزك يامعتز
موافقه اكون نصك التاني
لمعت عين معتز ببريق فرحه
وقف سريعاً واقترب منها وعانقها بقوه
وانفاسه تلفح عنقها الجميل
معتز بنبره عاشقه وهو يبتعد عنها ويحاوط وجهها بأنامله القويه:
سميه انا بحبك بجد
صدقيني هقضي الي باقي
من عمري عشان اسعدك لحد مااموت
وضعت سميه اناملها علي فمه لتسكت تلك الكلمه التي لم تكتمل:
بلاش تجيب سيرة الموت
انا اخيرا لقيتك يامعتز
انا كمان بحبك يامعتز
عانقها بأقوي حد ممكن
اعتصرها بين ضلوعه
ليطلق تنهيده قويه مصحوبه برتياح:
اخيرا يا سنيوريتا
سميه وهي تداعب خصلات شعره
وابتسامه دافئه ترتسم علي شفتيهم
ليقسمو ان الحب
لا يعرف سن او بلد او دين من لديه قلب مؤكد ان قلبه ينبض بالعشق
ثم ابتعد عنها قائلا بسعاده:
يالا البسك الخاتم بتاعك
تأملته سميه وهي يمسك اناملها:
الحجر دا غالي جدا يامعتز
ابتسم معتز بعشق ليقول:
الخاتم دا بكل ثروتي الي عملتها في حياتي وقليل كمان عليكي
سميه بعدم استيعاب:
انتا بتقول ايه انتا صفيت شركاتك وجبت بفلوسك كلها خاتم انتا بتهزر يامعتز ايه الجنان دا لا خده مش عايزاه
ضحك معتز والبسها الخاتم مره اخري:
لا مش لدرجادي شركاتي زي ماهي
جبتهم بحسباتي في البنوك
ياحببتي
احتضنته سميه بقوه هامسه:
مش عارفه اعمل ايه عشان اخليك فرحان زي ما بتفرحني كدا
همس لها معتز وهو يحتضنها بقوه اكبر:
خليكي جمبي خلينا نكمل الي باقي من عمرنا سوا
سميه بحب:
ودا الي هعمله
معتز وهو يبتعد عنها:
تمام هننزل مصر قريب عشان ادم ابن اخوكي يبقا عارف
سميه بصدمه:
يانهار ابيض بقالي خمس شهور مسألتش عليه نسياه خالص
ثم تابعت بدهشه:
ايه دا انتا تعرفه منين
ضحك معتز بقوه:
ادم دخل معايا في بيزنس من قريب
وجه هنا فرنسا بس في ***
لما سبتك وسافرت روحتله
سميه بضيق:
ومقولتليش ليه يامعتز
والتاني دا يجي فرنسا وميجيليش
معتز بهدوء:
يمكن معرفش عشان حمل مراته
لانه كان ديما معاها
سميه بصدمه اكبر:
تقي حامل! دا بجد
معتز بتعجب:
مالك مصدومه كدا ليه فيها حاجه
سميه بشرود:
لالا مفيش حاجه

 

كان نائم علي بطنه وشعره متناثرعلي جبينه بفوضي وعاري الصدر
نائم بلا كوابيس ...نائم وقلبه لا يحمل سوا القليل من الاام الماضي ولكنها ستعالجه مع الوقت
هكذا همست لنفسها وهي تتأمله
مدت يدها وارجعت خصلاته الي الوراء
هامسه بصوت منخفض:
مش عارفه ايه حصل غير حالك بس كدا
مبسوطه انك بقيت احسن
بدأت أشوف الطفل الي جواك
ودا الي مفرحني
امسك يده وهو مازال مغمض العينين
وقربها من فمه ولثمها بهدوء قائلاً:
اكلتي
قبلت تقي جبينه قائله:
مستنياك تصحي. اول مره تنام العصر
اعتدل ادم في جلسته وارجع خصلاته الي الوراء قائلا بهدوء:
هي الساعه كام
نظرت تقي الي ساعتها لتقول:
الساعه دلوقتي 8 المغرب اذن والعشا قربت تأذن
قام ادم من الفراش قائلاً:
طب قومي كلي علي ما اخد دش واتوضا ونصلي سوا
نظرت له تقي بسعاده:
ماشي دقايق واكون جاهزه
منحها ادم ابتسامه محبه واتجه الي المرحاض ليستحم ويتوضأ
بينما تقي حضرت طعام خفيف بمساعدة رحمه ثم اتجهت الي الغرفه مره اخري
بينما ادم انهي حمامه
وينتظرها لتتوضأ ويصلو سويا
دلفت تقي الي الغرفه حامله طاوله متوسطة الطول
قام ادم من جلسته واخذ منها الطاوله قائلا بضيق واضح:
قولت ميت مره عايزه حاجه قولي للخدم
وبلاش تتعبي نفسك
تقي ببتسامه فاتنه:
عايزه الاكل الي تاكله يبقا مني انا مش من حد ياحبيبي
تحول ضيقه الي ابتسامه
لتتيقن ان بداخل كل رجل طفل صغير ترضيه اقل الكلمات المعسوله
حذبها ادم لتجلس علي قدميه
ليطعمها بيده قائلا:
انتي حضرتيه وانا هأكلك بأيدي
تقي ببتسامه واسعه:
ايه سر التغيير الحلو دا
عبس ادم ليقول بضيق:
هو انا كنت وحش قوي كدا معاكي
ضحكت تقي قائله:
لا ياحبيبي انتا كنت الطيب الشرير
بس خد بالك هتعود علي الدلع دا
امسك ادم لقيمه صغيره وادخلها فمها قائلا ببتسامه جميله:
اتعودي براحتك ياتقايا
انا هسعدك ديما بس استحمليني
انا تايه عايزك تستحملي شويه
تحسست تقي ذقنه الذي نبتت بها ذقن خفيفه زادت من وسامة وجهه وجماله
تقي هي تنظر لعسلتيه الساحره:
طول ما انتا جمبي ومعايا ودا بيدقلي ييقا انا فرحانه ياادم وخليك عارف انتا اتغيرت او لا انا بردو بحبك وهحبك
ومستعده اصبر سنين واستحمل قسوتك
واستحمل غضيك وعصبيتك
هستحمل لحد ما نتقابل في نقطه معينه
هستحمل لحد ما يجي علينا الليل وترمي راسك في حضني وتقولي انك بتحبني
انا هصبر وهستحمل
لان الطفل الي جواك يستاهل اني اضيع عمري كله مستنيه ابتسامه منك انا ب..
قاطع كلماتها وهو يحتضنها بكل ما امتلك من قوه حتي انها تألمت بين يديه ولكن هون المها وجعلها تبتسم كلماته
ادم بصوت منخفض وهو يدفن وجهه في عنقها الصغير:
وانا هجيلك كل مره وهحضنك
ولو مفيش نقطه نتقابل فيها
هقولك محتاجلك
تقي ببتسامه واسعه:
طالما بنحب بعض يبقا في نقطه
حبنا ذاته نقطه مهما انتا قسيت ومهما انا اتمردت بيجمعنا نفس السبب اننا
قاطعها ادم بصوت مرتفع نسبياً:
اننا بنعشق بعض
ابتعدت تقي عنه قائله:
طب يالا نصلي بقا
ادم ببتسامه:
روحي اتوضي ياتقايا انا مستنيكي
سارت تقي الي المرحاض وهي تردد في نفسها بسعاده:
ان الله مع الصابرين
جالسه تعبث بهاتفها منذ ان استيقظت مر علي زواجها فتره ليرجع زوجها الي عمله بنشغال
بعد ذهاب زوجها الي عمله
هند بضيق:
يوووه أيه الملل دا معنديش روايات
وقاعده لوحدي هو الجواز ملل كدا
بحثت في هاتفها عن رقم صديقتها التي لم تحادثها منذ ان تزوجت
بعد دقائق اجابت تقي بلوم:
لسه فاكره ان ليكي صاحبه
هند بأسف:
حقك عليا يا توتا عارفه اني مقصره وو
قاطعتها تقي قائله بعتاب:


من يوم ما اتجوزتي ومسمعتش صوتك ورنيت عليكي وموبيلك مقفول
هند بندفاع:
والله العظيم اياد كان شايل الموبيلات طول شهر العسل انا اسفه ياتوتا
تقي ببتسامة رضا:
ولا يهمك ياحببتي بس بلاش تنسيني تاني احنا طول عمرنا مع بعض بلاش حياتنا الجديده تبعدنا
هند ببتسامه واسعه:
حاضر ياحبي قوليلي الطاووس عامل معاكي ايه والنونو
اجابت بنزعاج واضح:
متقوليش طاووس ادم طيب وحنين اوي بس محدش عارف دا غيري
ضحكت هند بستمتاع:
طيب ياستي سي ادم عامل ايه
لسه بيضايقك بردو
اجابت ببتسامه عاشقه ظهرت في كلماتها الرقيقه:
بيضايقني اوقات وبيخليني طايره في السما اوقات بس في الحالتين احلي حاجه انه جنبي ياهند
اطلقت هند تصفيره قويه جعلت تقي تضحك وتبعد الهاتف عن اذنها
تقي بضحك:
افتكرت ان الجواز عقلك والله
اجابت بغنج:
عقل ايه ياختي دا جنان بذاته
اياد هيجنني ياختي غير الملل الي انا فيه دا اياد راح الشغل وسابني
اجابت ببتسامه تصحبها ضحكه:
بكره تتعودي وتجيبي نونو يسليكي
اجابت هند بحماس:
قوليلي بقيتي في الشهر الكام دلوقتي
تقريبا كدا السادس او السابع صح
ضحكت تقي قائله:
لا ياستي انا في السابع
وعلي فكره طلعت بنوته
هند بصراخ مرح:
سيدرا زي ما اتفقنا صح
-ايوا انا اهو نفذت وعدي انتي كمان لما تجيبي نونو ولد سميه مالك
-ان شاء الله ياتوتا... اقفلي بقا احاول احضر الغدا قبل ما اياد يجي عشان ميشمتش فيا
-ماشي ياديدا وانا كمان هروح اعمل كدا يالا سلام
اغلقت تقي الهاتف وهي تقف لتدلف داخل القصر وهي تمشي بخطوات بطيئه ويدها خلف ظهرها وبطنها الذي ظهر عليه الحمل منتفخ
دلفت تقي داخل القصر لتجد رحمه تعطي اوامر التنظيف للخدم
تقي ببتسامه:
داده رحمه انا هعمل الاكل بنفسي
نظرت لها رحمه بجديه:
مينفعش ياتقي انتي حامل والحركه الكتير وحشه لان جسمك ضعيف لسه
وغير كدا ادم بيه ادانا انهارده اوامر ان محدش يخليكي تعملي حاجه
ولو حد سابك تعملي حاجه يعتبر نفسه مرفود وشدد علي كلامه
تقي بستسلام:
طيب هطلع انام مش عارفه بقيت انام كتير اوي ياداده
ابتسمت رحمه بحنان وهي تمسح علي خصلاتها البندقيه:
هو الحمل كدا ياحببتي بيجي بأكل ونوم بس انتي جيلك بنوم بس
ابتسمت تقي لحنان تلك المرأه التي تعوضها بحنان جدتها الراحله

 

يدخن السجائر بشراهه كأن شفتاه تنتقم منها ليسحب انفاسها الاخيره ويلقيها بغضب دفين
قال بغضب وصوت مرتفع:
يعني انا طلعت من السجن عشان اتحبس هنا ولا ايه
الحارس بصوت غليظ:
لما يجيلنا اوامر من شوقي باشا
اننا نخرجك تبقي تخرج
تنفس امجد بغيظ قائلاً بغضب:
ماشي كلمهولي بقا اما اشوف اخرتها
اخرج الحارس الهاتف من جيب سترته
واتصل بشوقي ليقول بصوت متزن:
شوقي باشا...لا كله تمام... هو عايز يكلمك وعايز يخرج من المزرعه
...حاضر ياباشا...حاضر... مع السلامه
امجد بحده وهو يقترب منه:
مش قولت عايز اكلمه
اجاب الحارس ببرود وهو يخرج من منزل المزرعه:
الباشا مشغول وبيقولك هيجيلك بكره
تمتم امجد بغضب:
ماشي يا شوقي حسابك تقل انتا كمان
انا هخربها عليكو كلكو

 

-عمار احنا داخلين علي اكبر استثمار في مصر واحنا الي في الصداره والفتره دي عايزك تركز معايا
كان ادم يتكلم بجدية المعهوده
ولكن عمار شارد الذهن يفكر في شهده
النائمه... ولكن تلك النومه كانت طويله
ادم بصرامه:
عمار انا بكلمك وانتا مش مركز شغلك بقا مش عاجبني
هب عمار بغضب لم يعهده ادم من قبل:
لو مش عاجبك شغلي انا مش هشتغل عندك في ايه يااخي ارحمني وحس بقا
كفايه اني سايبها دلوقتي وقاعد معاك
شهد بتضيع مني شهد خلاص هتموت
عارف يعني ايه الي اخيرا لقيتها تسيبك وتموت
ثم ضحك بسخريه ومراره:
هو انا بقول الكلام دا لمين لأدم باشا الصياد الي مبيحسش بحد بيدوس علي الناس بس كأنهم حشرات تحت رجليه
قاطع كلماته لكمة ادم له
ليترنح خطوات واضعا يده مكان الصفعه
ادم بغضب وصوت جهوري:
دي عشان عليت صوتك عليا
ثم لكمه مره اخري ليترنح عمار بوجع
ادم بغضب اكبر:
ودي عشان ضربت المثل بمراتي
الي محدش يجيب سيرتها علي لسانه
رفع عمار يده ليلكمه ولكن يد ادم كانت اسرع وامسك يده ولكمه مره اخري
-ودي عشان تكون راجل وتستحمل
وتحاول تقوم علي رجلك ومتعيطش زي النسوان
وقع عمار أرضاً ووجهه مليئ بالكدمات والدم الذي نزف من فمه وانفه
مد ادم يده له ليساعده علي القيام قائلاً بصوت حاد وعينين مظلمه:
ليك اجازه مفتوحه تكون فيها جنبها
مش عايز اشوف وشك غير وانتا قادر تشتغل
امسك عمار يده ونظر له بحده
ثم خرج من المكتب تحت انظار العمال وهم ينظرون له بدهشه
وانطلق الي شهده... الي سمرائه الحسناء
الي تلك التي سلبت عقله وتركته تائه
بينما تنهد ادم بغضب
وهو يحدث نفسه ان ما فعله هو الصواب ان لم يفيقه سيقع أرضاً سييأس بسهوله ويترك تلك الراكضه في الفراش
ادم بتنهيده قويه:
ربنا معاك يا عمار قلبك اتحبس خلاص
ثم رجع مره اخري ليجلس امام مكتبه وهو يتابع عمله بتركيز تركه هارباً

 

في شركه اخري تنافس شركات الصياد
وهي شركة(A-s) وتحديدا شركة عبد الحميد.. الشهاوي
رجل في الخامسون من عمره
لم يقترب الشيب من رأسه او العجز منه
وكأنه يتحدي الكبر ان يقترب منه هطوه
كان يخرج علبه ذهبيه عريضه
ليأخذ سيجاره منها ثم يغلقها ببطئ
بينما شوقي يجلس امامه
الشهاوي بنبره هادئه:
كان عايز ايه ياشوقي
تنحنح الاخر بحديه قائلاً:
عايز يخرج من المزرعه ياباشا
وعايز يقابلنا
اخذ الشهاوي نفس عميق من سيجارته
ليقول ببطئ هادئ:
المناقصه بعد اسبوع ياشوقي
عايز اخلص من امجد وابن الصياد
لو حصله حاجه هتبقا فيا انا
عشان كدا قبل المناقصه عايز يبقا ملوش اثر حتي لا هو ولا امجد
شوقي بأيجاب وهويعدل تلابيب قميصه:
امرك ياباشا الموضوع هيخلص خلال يومين متقلقش ياباشا
الشهاوي ببرود:
انتو الي لازم تقلقو لو الي قولته متنفذش
مفهوم ياشوقي
توتر شوقي من تهديده الخفي ليقول بجديه:
مفهوم ياباشا حاضر يومين وهتلاقي اخبار كويسه
حرك الشهاوي رأسه بأيجاب
وهو يفكر في تلك المناقصه
التي ستجعله من اغني الاغنياء حتي اغني من ذاك الادم

 

دخلت الشمس في قلب مياه البحر
ليبتلعها بتساع ويأخذ اشعتها في باطنه
ليدخل الليل بغسقه الجميل معلنا عن امسيه هادئه بحضور القمر
استيقظت تقي بعد غروب الشمس
وهي تطلع حولها بنعاس لتجد الظلام قد حل هامسه:
ادم لسه مجاش
قامت من الفراش بكسل ولكن تعب بسيط يداهم بطنها وظهرها
تأوهت تقي بخفوت
تحركت ببطئ تتحسس طريقها في الظلام حت وصلت الي زر المصباح
ضغطت عليه لينتشر الضوء في ارجاء الغرفه
فتحت تقي باب الغرفه لتخرج منها
والتعب يداهمها بقوه اكثر
تقي بصوت مرتفع نسبياً:
داده رحمه... داده رحمه
جائت رحمه علي مناداة تقي
وهي تطلع لها قائله:
ايوا ياتقي... عايزه تاكلي
تقي بألم وهي تضع يدها خلف ظهرها:
بطني وضهري ياداده بيوجعوني اوي
رحمه بقلق وهو تمسك يدها:
طب اجبلك الدكتور او اتصل بأدم بيه
تقي بنفي وهي تسير بألم:
ادم قال انه هيتأخر في شغله
بلاش تقلقيه علي الفاضي ياداده
سارت تقي هي ورحمه عبر الممر الكبير ليصلو الي غرفة الطعام
رحمه بأيجاب:
طب اقعدي وانا هعملك نعناع تشربيه وهتبقي بخير ياتقي
جلست تقي علي الكرسي امام الكونتر وهي تقول:
ياريت ياداده حاسه بتعب جامد
رحمه مطمئنه:
دا عشان انتي في السابع بس
متقلقيش هعملك اكل خفيف ونعناع هتشربيه وتبقي بخير
حركت تقي رأسها بأيجاب
لتعد رحمه طعام خفيف ومعه كوب نعناع ساخن يهدأ من ذاك الوجع

 

يمسك يدها وينظر لوجهها بنظره حانيه
قائلاً بهمس ضعيف:
مش كفايه كدا بقا قومي ياشهد
انا خلاص بدأت أيأس حياتي اتغلبطت
ثم مسح علي خصلاتها برقه
يراجع حياته قبل ان تظهر فيها
كم استهتر ولم يبالي
كم كان شخص لا يعتمد عليه
سكير يهوا النساء... ولكن الآن عاشق ارهقه الحب وارهقت شهد رجولته
انتشله من زكرياته تحريك اهدابها
ظن انه من اشتياقها يتخيل طلت عيناها
ولكن مره اخري حركت اهدابها
عمار بلهفه وهو يمسك يدها بقوه:
شه-د شهد
رمشت عدة مرات ثم فتحت عيناها ببطئ
الرؤيه ضبابيه عيناها الفيروزيه مظلمه
تغطي عيناه الدموع كما اعتاد ان يراها
نظرت شهد حولها ومازالت الرؤيه غير واضحه ولكن وجه قريب منها بشده
حتي ادركت ملامحه... عمار
خرجت منها بخفوت ليمسك يدها الاثنتين قائلا بسعاده:
ايوا ياروح عمار
لحظات... بل دقائق لتستوعيب انها في مشفي...ترتدي زي المرضي.. يدها معلق بها حقنه..
شهد بخفوت وتعب:
انا هنا ليه ياعمار
صمت عمار ولم يجب عليها
لتداهمها الزكريات زكري اغتصاب هاني لها كما اعتقدت
صرخه مداويه اطلقتها ليهتز جسد كل من يسمعها ويرتجف جسد عمار خوفاً عليها
عمار وهو يحتويها بين يديه:
اهدي ياشهد محصلش حاجه صدقيني
اهدي بس
ظلت تبكي بقوه وهي تضع يدها علي عيناها
ليدلف الطبيب ومعه ممرضه واشار لعمار ان يخرج... فخرج عمار وقلبه يتمزق علي صغيرته... حبيبة فؤاده
خرج من الغرفه وصراخها يعلو اكثر
خوفها ورهبتها يعمي عيناه
لن يكفيه ان يصاب هاني بكسور او حبس سنوات لا يكفيه ان يقتله حتي
صراخها يعلو لدرجه ان صراخها اصبح مبحوح يكاد يجزم انها لا تقدر ان تلفظ حرف واحد
اقتراب الطبيب منها جعلها تصرخ بهستيريا وتبعتد وهي تمسك اطراف الفراش تصرخ وعينيها فزعه وكل انش فيها يرتعش قائله بصوت مبحوح:
ابعد عني كفايه ابعد
الطبيب مطمئنآ وهو يقترب منها بحذر:
انسه شهد اهدي ومتخافيش هتاخدي حقنه تهديكي بس
زاذ بكاؤها وصراخها يعلو اكثر
ترجع الي الخلف بخوف
دلف عمار الي الغرفه بسرعة البرق قائلاً بلهفه وهو يقترب منها حتي وقف امامها:
شهد اهدي انا هنا
نظرت له شهد بتوسل قائله بصوت متقطع اثر بكاؤها:
عم-ار
دني عمار منها وحاوطها لتلصتق الي صدره وبكاؤها يهدأ تدريجياً
مسح عمار رأسها بحنو قائلا:
عمار جمبك ياحببتي انا موجود
متخافيش
نظر لهم الطبيب وقد فهم حالة شهد
وهي حالة رهاب الرجال... بستثناء عمار
خرج الطبيب من الغرفه وتبعته الممرضه
بينما عمار يربت علي رأس شهد لتهدأ
عمار وهو يمسح دمعاتها:
اهدي ياحبيبتي والله مقربش منك انا لحقته قبل ما يعملك حاجه
ارتفعت شهقاتها مره اخري
وهي تتمسك به بقوه وتهز رأسها
رفع عمار وجهها له ونظر لفيروزتيها الدامعتين قائلا بجديه:
والله العظيم ما جه جنبك
شهد بصوت متقطع وهي تنظر لجسدها بتقزز وبكاء اكثر:
ابعده-م عني ياعم-ار لمسوني ابعده-م
صدم عمار من فعلتها بجسدها
وهي تفرك يدها ووجهها بقوه وبكاء
عمار بتشتت:
طب حاضر ياحببتي ثواني
امسك هاتفه واتصل علي شقيقته
واجاب مسرعاً:
مريم تعالي بسرعه علي مستشفي*** عشان تكوني جنب شهد متتأخريش
ثم اغلق هاتفه وامسك يد شهد قائلاً لها بنظره حانيه:
اهدي ياحببتي مريم اختي هتيجي دلوقتي وهتساعدك تاخدي حمام وتغيري هدومك
اراحت رأسها علي الوساده وهي تردد ببكاء:
ابعدهم عني ياعمار ابعدهم عني
نظر لها بحنان وشفقه وهو يلمس علي خصلاتها قائلاً بحزن في صوته:
انا جنبك ياشهد محدش غيري جنبك

 

بعد عناء عمل طويل
يريد ان يلقي نفسه في احضانها لكي تأخذ تعب جسده وتلقيه بعيداً كما تعود
دلف الي الي القصر ليجده مظلم
ولكن ضوء خفيف يأتي من غرفة مكتبه
اقترب من غرفة المكتب وحاجبيه معقودان بحده... فهو لا يحب ان يقترب احدهم من صومعته الخاصه
فتح الباب بقوه كالاعصار
ولكنه سمع شهقه عاليه
ليجد حوريته تجلس على الأريكه وقسمات وجهها فزعه
ابتسم ادم فور رؤيتها واقترب منها
قائلا ببتسامه:
ايه الي مصحيكي لحد دلوقتي
اقتربت منه تقي وهي تضع يدها علي قلبها:
خضتني ياادم
جذبها اليه وعانقها بقوه مغلقاً عينيه مستمتعا بشعور الراحه الذي يداهمه كلما اقترب منها
همس ادم لها وهو مازال يحتضنها:
ايه جابك المكتب
تعلثمت تقي قائله:
يعني اصل ااااا
ابتعد عنها وهو يضحك لخوفها
ثم رمق الكتاب التي تحمله بيدها
ليمسكه قائلا:
اممم اشعار نزار قباني
اجابت تقي بخجل وهي تعيد خصلاتها مع باقي شعرها:
كنت تعبانه شويه قولت اقرأ اشعار من الي عندك في المكتب
ادم بقلق وهو يمسك يدها:
مالك تعبانه في ايه
اجابت ببساطه:
متقلقش ياحبيبي شوية تعب بس عشان انا داخله الشهر السابع
-يعني انتي كويسه دلوقتي ياتقي
اجابت ببتسامه واسعه:
اه والله كويسه كلت وشربت نعناع وبقيت فله
ضحك ادم علي جملتها وهو يكرر:
فله!
ضحكت تقي هي الاخري قائله:
متدقش يادوما
لم يتمالك نفسه لتنفلت منه ضحكه قويه اظهرت اسنانه البيضاء بينما تقي تضحك لضحكه
نظرت تقي حولها لتقول بنبهار:
بس عندك كتب كتير اوي عن الشعر والادب مكنتش اعرف انك بتحب القرايه
ابتسم ادم وهو يتطلع الي نظراتها المنبهره قائلاً بنبره هامسه جانب اذنها:
و لولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشق ولكن عزيز العاشقين ذليل.
حاوطت تقي عنقه قائله بنفس الهمس:
بحب صوتك وانتا بتقولي الشعر
وانتا بتغني كمان
احتضنها قائلاً:
وانا تعبااان وعايز انام جدا
امسكت تقي يده وتوجهت الي حجرتهم
خلع ادم سترته واخذ بنطال قطني من خزانته وتوجه الي الحمام لينعم بحمام دافئ يزيل تعب يومه
بينما خرجت تقي من الغرفه
وذهب الي غرفة الطعام لتحضر له وجبه يةولكن وجدت الطعام موضوع علي الكونتر يجب تسخينه فقط
همست تقي ببتسامه:
تسلميلي ياداده رحمه...

 

جلس محمد امام زوجته فاطمه التي تهجم وجهها فجأه
محمد بتفكير:
بقالي شهر بفكر في كلام علي يافاطنه
ودا غير انا واخويا اتصالحنا وبقينا عال العال
فاطمه بتوجس:
اوعي تكون عايزنا نرجع البلد يامحمد
دا عيلتك مش قابلني بعد ما اتجوزنا
ولو رجعت معاك ممكن ي..
قاطعها محمد بجديه:
فاطنه اسمعيني احنا لازم نرجع
لمصلحة بنتك سماح
فاطنه بقلق:
مالها سماح يامحمد ...
محمد بتنهيده قويه:
بنتك لسه منسيتش الي حصل معاها يافاطنه ومصطفي قدام عينها ديما
وبعدين لينا هنا ايه اهلك واهلي في الصعيد
اجابت فاطمه بدموع:
طب وهدير يامحمد هدير متجوزه ومخلفه هنا وجوزها واهله هنا
حياتنا هنا يامحمد... بقالنا هنا26سنه
دني منها وضعا رأسها علي صدره قائلا:
انتي خايفه يافاطنه!
انفجرت باكيه وهي تقول:
خايفه يامحمد هربنا من الصعيد مع بعض
واتجوزنا غصب عنهم لو رجعنا اكيد هيعملو حاجه
اجاب محمد بلطف:
تفائلو بالخير يافاطنه وبعدين اهلي مش هيعملو حاجه
مسحت فاطمه تلك الدموع التي غزت وجهها الذي بدأت التجاعيد تنبت بها وابتعدت عنه قائله بخوف:
بس اخوي هيعمل يامحمد فواز هيعمل
انا خايفه منه يامحمد
احتضنها مره اخري هامسا بدعاء:
ربنا يستر يافاطنه ربنا يستر

 

كانت الشمس تنشر لهيبها ونسمات البحر تلفح اوجه المارين لتكسبهم رائحة البحر المنعشه للقلب.. عصر اليوم
كان اياد يتابع عمله في منزله
كان منغمسا بأشغاله التي زادت بكثره
اشغلته عن زوجته العنيده
دلفت المكتب وهي بكامل زينتها
شورت جينز يصل لنصف فخذيها
تي شرت قصير بلون الاصفر يكشف عن كتفها الابيض
وخصلاتها الي تصل الي بعد خصرها
بسواده وموجاته المحببه
بعيون بنيه زينتها الكحله السوداء
واحمر شفاه بلون الاحمر الصارخ
جلست هند امامه قائله ببتسامه:
ايدو أعملك حاجه تشربها
نظر لها اياد بنشغال:
لا ياحببتي شكراً لسه القهوه مخلصتش
ثم ساد الصمت... اياد منشغل بعمله وهند تنظر له بصمت وداخلها الف حديث وحديث
تنحنحت هند مره اخري قائله بمرح وهي تقترب منه وتنظر في الاوراق:
قولي بقا ورق ايه دا
اياد ببتسامه صغيره:
ورق شغل مش هتفهمي فيه ياحببتي
سيبيني بس اركز في الشغل دلوقتي
نظرت له بضيق واحراج
ليكمل هو عمله غير مبالا بها
تكلمت مره اخري بختناق:
أياد انا زهقت من القاعده لوحدي
بقالك اسبوعين مشغول عني في شغلك
مش بشوفك الا ساعة الغدا او نص الليل وقت النوم
ترك اياد الاوراق ونظر لها بعيونه الزرقاء قائلاً بحنق:
حببتي متنسيش اني اهملت الشركه في اول جوازنا ولازم اعوض كل الاهمال دا
وبعدين انتي مش صغيره عشان تخافي من القاعده لوحدك
نظرت له بدموع محبوسه واصطنعت الابتسامه قائله:
فعلا عندك حق انا مش صغيره
انا ماما وحشتني وعايزه اشوفها
هتصل بمازن يجي ياخدني ليها
اياد بأيجاب وتحذير:
هتروحي تقعدي كام ساعه وهتيجي ياهند مش عايزك تباتي هناك. البسي وانا هوصلك
نظرت له بسخريه
ثم خرجت من المكتب صافعه الباب خلفها بينما هو تنهد بضيق ثم عاود الانشغال بعمله الذي لا ينتهي
ذهبت هند الي غرفتها وهي تبكي من تجاهله لها وانشغاله الدائم
امسكت هاتفها واتصلت بصديقتها
لتجيب في ثوان قائله ببكاء:
ايوا ياتقي
اجابت تقي ببتسامه واسعه:
ديدا ازيك ياقرده
بكت هند اكثر قائله:
مش كويسه ياتقي
اجابت بقلق:
مالك ياهند بتعيطي ليه... ابوكي زعلك تاني ولا ايه
-لا ياتقي بابا مزعلنيش اياد هو الي مزعلني مشغول ديما مش فاكرني اصلا
الشغل والنوم هما الي ملازمينه وانا زي اي كرسي في البيت
تقي بقلق:
طب اهدي وقوليلي حصل ايه مخليكي كدا وصلي علي النبي
هند ببكاء اكثر:
عليه الصلاة والسلام
مش حاسه اني في بيتي ياتقي
اول شهر في الجواز كان حلو وبعد كدا
انشغل عني خالص مبقتش اشوفه
اجابت تقي بنبره هادئه:
طب ماهو لازم يشتغل ياهند
وبعدين انتي كنتي فاكره ايه يعني
انفجرت هند باكيه لتقول تقي مهدأه اياها بحنان:
طب اقعدي اتكلمي معاه ياهند
-عملت كدا ياتقي وقالي انتي مش صغيره وقالي مشغول
تنهدت تقي قائله:
طب اهدي وقومي صلي ركعتين كدا
وان شاء الله تهدي
مسحت هند دمعاتها:
شكرا ياحببتي هصلي وهكلمك
اغلقت تقي الهاتف وهي تهتف بدعاء:
ربنا يهديلك حالك ياهند

 

في مكان اخر تحديدا في مزرعة عبد الحميد الشهاوي
كان امجد يجلس علي الكرسي وبيده كأس votki وبيده الاخري سيجاره
وينظر امامه بشرود
بعد دقيقه فتح الباب ودلف شوقي وعلي محياه ابتسامه صغيره قائلا بنبره ساخره
عامل ايه ياامجد! شايفك كويس حالق دقنك وصابغ شعرك وامورك تمام
ابتسم امجد ابتسامه صغيره تخفي في طياتها غضب كفيلا ببتلاع شوقي وحراسه ووقف امام شوقي مباشره
امجد بجديه:
هفضل هنا لأمتي ياشوقي
انا مخرجتش من السجن عشان اتسجن هنا
ضحك شوقي بخفه وهو يجلس علي الاريكه واضعا ساق علي الاخري:
ريلاكس ياامجد اهدي خلاص هتطلع انهارده وهتنفذ بكره
اجاب امجد متسائلا:
بكره! مش بدري اوي كدا
اجاب شوقي بحده:
رجعت في كلامك ولا ايه
-لا مرجعتش بس مستغرب من قرب المعاد كدا
اجاب شوقي بنبره حاده:
هتموته بكره بس مش من ناحية مراته
لان شكلهم كويسين مع بعض
انتا هتقتله بنفسك ياامجد
رفع امجد حاجبيه بتعجب:
طب ما تبعتو اي راجل تاني يقتله
وقف شوقي وهو ينهدم بدلته:
اظن احنا عندنا الحل دا قبل ما انتا تقولو
واحنا عملنالك خدمه وانتا هترد الخدمه
هترد الجميل يعني ..وبعدين شوف بقا
عايز تسمه عايز تضرب بنار عايز تولع فيه
المهم عايز راسه ياامجد فاهمني
صمت امجد للحظات ثم قطع صمته قائلا:
ماشي ياشوقي

 

وقفت مذهوله من حديثم
كأن صاعقه ضربت رأسها
اب هارب.. كيف هرب.. هو لا يقدر ان يفعل ذالك... ولكن وخز في قلبها يخبرها انه ليس بخير ابدا... اصابه مكروه
نور بتشتت وهي تدخل خصلاتها الذهبيه في الحجاب المفكوك جزئيا:
هرب انتا بتقول ايه ياأخينا... لا ابويا ميعملش كدا وهيهرب ازاي اصل
العسكري بصوت غليظ:
هرب زي الفار هنقول إيه شوية غجر بيتخدفو علينا
نور بصراخ وهي تدفعه:
قطع لسانك راجل ***صحيح مين دا الي هرب يامجنون انتا ابويا مش سارق عشان يهرب
دخل الحبس ظلم في اختلاس
ودلوقتي بتقولو هرب
امسك العسكري يدها ولواها خلف ظهرها قائلا بغضب:
اه يابنت ال*** بتمدي ايدك انا هنوريكي
خرج الضابط من مكتبه علي صوت العسكري ونور قائلا بحده:
ايه الي بيحصل هنا
العسكري وهو يترك يدها سريعا ويضع يده قرب رأسه:
لامؤخذه ياباشا البت ال*** بترفع صوتها وبتشتم ياباشا
نظر الضابط اليها بتمعن وهو يتفحص قمصها الاسود وجيبتها الجينز الباهته
وحجابها الموضوع علي رأسها بفوضاويه ليظهر خصلاتها التي تنافس اشعة الشمس
الضابط بنبره جاده:
انتي مين
نور ببكاء:
انا نور عوض الي انتو بتقولو عليه هرب وهو اصلا معملش حاجه ولا هرب
الضابط بتمعن:
انتي جايه تقولي الكلمتين دول ومعطلانه بصوتك العالي ولسانك الطويل
نور ببكاء اكثر:
انا جايه اشوف ابويا
انتو عملتو فيه إيه ماانتو ظلمه وبتدوسو علي الغلابه وبتسيبو ال
قاطع كلماته صفعة العسكري لها وهو يقول:
اتكلمي عدل يابنت***
قوة الصفعه جعلت انفها وشفتيها ينزفو
وهي تضع يدها علي وجهها الذي تحول صفحه حمراء وازدات دموعها انهمارا
الضابط بغضب وهو ينظر للعسكري:
قولتلك تمد ايديك عليها
العسكري بتوتر:
ياباشا البت بتتكلم اا
قاطعه الضابط بحده:
امشي غور من قدامي وليك جزا
ثم حول نظراته لنور قائلاً بجديه:
اتفضلي خشي ياانسه وقولي حصل ايه من الاول
حركت نور رأسها بأيجاب وهي تمسح لؤلؤاتها الممزوجه بدمائها

 

كانت نائمه بهدوء عكس استيقاظها
خط الدموع تحت عيناها يؤلمه بشده
بكاؤها يزيده ألم فوق المه
ولكن ما يجعله صامد تشبثها به
امسك يدها وقبلها بهدوء هامسا:
هغيب وارجعلك ياحببتي
بس هرجع وهكون رجعتلك حقك
دلفت مريم الغرفه وهي تحمل كوبي قهوه قائله ببتسامه:
جبتلك قهوه ياعمار عشان تفوق كدا
وقف عمار واقترب من مريم مقبلا رأسها:
شكرا يامريم انك فضلتي معاها طول الليل
نظرت له مريم مطولا:
بتحبها اوي كدا ياعمار
نظر عمار لشهد النائمه:
متستهلش غير اني احبها يامريم
شهد مميزه في ضحكتها في حدتها
في سمرها وشعرها القصير
ثم ضحك بحزن:
حتي في قصرها وانها قد اللعبه مميزه
والدموع الي بشوفها في عنيها مميزه
هي مميزه لانها شهد يامريم
ابتسمت مريم ثم قالت بتمعن:
وهتتمسك بيها عشان بتحبها ولا صعبانه عليك
اجاب عمار ببطئ:
انا معرفش يعني ايه حب يامريم
بس انا بخاف عليها بحب ضحكتها
نفسي تعيش بأمان من غير صدمات
عايز احميها عايزها بعيد عن الكل
مستعد اكمل معاها حتي رغم ظروفها
معرفش بقا دا ايه بس الي انا عارفه
ان شهد بس الي خليتني انسان يامريم
تنهدت مريم ثم ربتت علي كتفه قائله:
متقلقش ياعمار كله هيبقا بخير
بس الدكتور قال لازم تتابع مع دكتوره نفسيه عشان الخوف الي بقت فيه
تنهد عمار قائلا بغضب مكتوم:
شهد مش عايزه دكتور نفسي
شهد عايزه حقها يرجع وتبقي بخير
مريم بحيره:
طيب بردو لازم تتابع مع حد ياعمار
دي بقت بتخاف من اي راجل يقرب منها الا انتا
ابتسم بهدوء:
انا هغيب اسبوع يامريم انا هسافر
وهرجع اكون جمبها تاني مش هتحتاج لحد
خلي بالك من نفسك ومن شهد
بلاش تسيبيها وانا هوصي حمزه عليكو
اجابت وهي عاقده حاجبيها:
هتسافر فين.. وافرض صحيت سألت عليك
تنهد عمار بقوه:
لازم يامريم لازم اسافر في شغل مهم
المهم كلمي حمزه عشان بيتصل ومبترديش
عبست مريم:
لا مش هرد
امسك وجنتيها ببتسامه:
لما ارجع هشوف حوار الفرح دا
لانه كلمني وقال انه عايز يعمل الفرح قريب وانتي مش راضيه
مريم بضيق:
افرح ازاي في ظروفك دي
تركها عمار قائلا:
ملكيش دعوه بيا... ولما نرجع هنشوف
هاتي حضن بقا عشان هسافر دلوقتي
عانقته مريم بقوه قائله:
خلي بالك من نفسك ياعمار
منحها ابتسامه صغير وهو يربت علي خصلاتها بحنو
ثم اقترب من شهد لثم يدها وجبهتها قائلا بهمس:
مش هتأخر عليكي
وغادر الغرفه وهو يتوعد لكل من انتهكها بدون رحمه وجعلها زهره ذابله

 

كان يتابعها وهي ترتشف عصير الليمون
وهي تطلع اليه بأحراج
عادل بجديه وهو يستند برسغيه علي المكتب:
ها يا انسه في ايه بظبظ
ادمعت عيناها مره اخري:
ابويا دخل هنا ظلم مع ان معملش حاجه
وبقالي شهر مشفتوش كل اما اجي ادخل زياره يقولو ممنوع ويدخلو امي بس
ودلوقتي النطع الي برا دا بيقولي هرب
طب هرب ازاي بس ولو هرب كان جه عندنا
عادل بتهكم:
ياسلام ما وارد جدا انك جايه تعملي شو هنا عشان تغطي عليه انه هربان عندكو مثلا
نور ببكاء وهي تضع يدها علي وجهها:
اقسم بالله ماشوفت ابويا من شهر
ياباشا والله ما بكدب
نظر لها مطولا ثم قال:
ماشي يا انسه نور هشوف الحكايه دي
ارجعي بيتك دلوقتي
حركت نور رأسها بأيجاب
ثم قامت وخرجت من المكتب بهدوء
عادل بخفوت:
في حاجه غلط في الحكايه
عوض دا راح فين
صاح بصوت مرتفع نسبياً:
ياعسكري
دلف العسكري بسرعة البرق قائلا بحترام:
نعم ياباشا
عادل بنبره صارمه:
عايز اشرطة كاميرات المراقبه
علي زنزانه 7 تكون عندي انهارده
العسكري بطاعه:
حاضر ياباشا

 

جالس في مكتبه يتابع عمله بتركيز شديد فهو قد يتغير في كل شئ الا عمله
رفيقه الوحيد... ملازه
امسك ادم هاتفه يتصل بعمار:
ايوا ياعمار... في ورق ناقص في ملف المناقصه... ايوا الاسعار والخامه ومعلومات المناقصه كل دا مش لاقيه...
طيب ماشي
القي ادم هاتفه متأفأف بضجر
ليري حوريته تدلف مكتبه ببتسامه
وقف ادم وذهب اليها ممسكا يدها:
انتي مش قولتي تعبانه انهارده
قومتي ليه ياتقي
نظرت له تقي وهي تبتسم:
مش هتبطل قلقك دا.. انا بقيت تمام
اتجه ادم بها الي الأريكه وجلس واجلسها علي فخذيه لتقول بتذمر:
ما الكنبه واسعه لازم تقعدني كدا رجليك هتوجعك
امسك انفها مداعبا اياها:
ملكيش دعوه براحتي
امسكت تقي وجهه بيديها قائله بنظره قلقه:
ادم انا حاسه بأحساس وحش اوي
وكل ما اشوفك قلبي بيوجعني
امسك ادم يدها وانزلها من علي وجهه قائلا بجمود:
يعني ايه مبتحبيش تشوفيني
نفت تقي سريعاً قائله:
لا طبعا انا بستني الوقت الي اشوفك فيه
بس حاسه بنغز في قلبي وكمان عنيك زعلانه
ثوانٍ وتبدلت تعابير وجهه من الجمود الي الابتسام قائلا:
وعيني زعلانه ليه بقا
تقي بخوف ظاهر في عيناها:
معرفش ياادم حساك مش مبسوط
حاسه ان في حاجه وحشه هتحصل
حاسه انك هتبعد عني
ادم يجديه وهو يمسح تلك الدمعه التي هربت من عيناها:
مالك ياتقي في ايه انا جنبك ومش هسيبك ابدا... ليه الكلام دا بس
ابتسمت تقي ومسحت دموعها قائله بكذب:
لا دا انا بقول كدا عشان تقولي انك بتحبني وتقولي شعر
ضحك ادم بخفه وعانقها بقوه قائلا:
لا دا انا وحش أوي بقا عشان اخليكي انتي الي تطلبي تسمعيها
عانقته تقي بكل ما اوتيت من قوه
هاجس داخلها يخبرها انه سيبتعد
كوابيسها التي اصبحت تأتيها الايام الماضيه كل ليله انه سيبتعد
اخرجها ادم من شرودها قائلا:
حببتي لو فيكي حاجه قولي!
ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها:
لا ياحبيبي انا كويسه بس مش عارفه مالي اليومين دول
ابتسم ادم ووضع يده علي بطنها المنتفخ قائلا:
النجمه تعباكي ولا ايه
قالت تقي في نفسها:
ابو النجمه الي تاعبني
افاقها من شرودها للمره الثانيه
انه يحملها بين يديه
تلقائياً احاطت عنقه واراحت رأسها علي صدره قرب قلبه لتسمع دقاته المنتظمه
بعد ثوان وصل ادم الي غرفتهم
ومددها علي الفراش ثم دثرها
لتمسك تقي يده قائله بترجي:
خليك معايا دلوقتي ياادم
ابتسم ادم لها ثم مدد بجوارها
ووضع رأسها علي صدره عابث بخصلاتها البندقيه... بينما هي تملئ رأتيها بعطره الذي يذهب عقلها...

 

تطلع الي غرفتها بشرود
امسكت عدد من الروايات التي قرأتها سابقاً وهي تقول بتهكم:
كنت فاكره اني هعيش حياه زي الروايات
اتاري أياد مش هو البطل أصلاً
دلفت والدتها الغرفه ونظرت لها لتجد عيناها لامعه بدموع
اقتربت ايمان منها جالسه امامها:
مالك ياهند
اجابت نافيه مصطنعه الابتسام:
مفيش ياماما انا بخير
ايمان بحده:
كويسه ازاي جيالي عينك وارمه جوزك بيتصل من الصبح ومش راضيه تردي
وخليتي اخوكي يقوله انك هتباتي
ودخلتي اوضتك قاعده لوحدك
انتي مطلعتيش من بيتنا كدا ياهند
بكت هند بقوه وهي تنتفض من شهقاتها
عانقتها ايمان قائله:
كنت عارفه ان في مشكلة... ها في ايه
اجابت وهي تضع رأسها علي قدم والدتها:
اياد ياماما اتغير اول شهر كان حلو
والباقي مشغول مشغول مشغول
دا جدو سالم بيسأل عليا اكتر منه


ايمان برتياح:
هي دي ألمشكله الي مخلياكي كدا
اعتدلت هند في جلستها وهي تنظر لوالدتها:
المشكله ان مش دي الحياه الي رسماها ياماما.. كنت فاكره اننا هنكون اقرب من كدا هو هيروح شغله وانا اجهزله اكله
يجي نتغدا سوا ونتكلم كتير كل واحد يحكي تفاصيل يومه
ماما دي الجوازه دي اكيد كاميره خفيه
مش دا الي اتفقنا عليه
ضحكت ايمان علي كلمات ابنتها لتقول:
يخرب عقلك حتي وانتي بتعيطي يابت
مسحت هند عيناها قائله بحده:
مش دي الحقيقه!
وبعدين دا متجوز شغله مش انا
امسكت ايمان يدها قائله:
انتي الي بتألفي قصة حياتك ياهند
انتي الي تقدري تخليه جنبك ديما
مثلا يعني يرجع من الشغل انكشيه بهزار كدا بدل بوز البومه دا
حضري الاكل واسأليه علي رأيه
انتي ابدأي واحكي عن يومك
هو هيندمج وهيحكي هو كمان
جو رومانسي كدا يخرجه من ضغط الشغل وقرفه ...حاولي متخليش حياتكو ملل اعملي اي حاجه تخليكو مبسوطين
هند بنبهار وهي تمسك يدها:
الله دا انتي طلعتي جامده
ثم تابعت بتساؤل:
بس ليه مكونتيش بتعملي كدا مع بابا
تنهدت ايمان بحزن:
ابوكي مبيحبنيش ياهند
مش مستني كدا مني.. كان مستني كدا من الي كان بيحبها... انا زوجه وبس
هند بعدم استيعاب:
قصدك ايه ياماما بابا بيحب مين
ولو بيحب واحده تانيه اتجوزتو ليه
ايمان ببتسامه حزينه:
حبها بعد ما اتجوزنا بس بسببك سابها وكملنا مع بعض ياهند
هند ببلاهه:
بسببي! ليه ياماما
ربتت ايمان علي فخذها:
متفتحيش في الي فات ياهند
احنا قفلينه بعد عذاب بلاش تفتحي فيه
ثم تركتها وخرجت من الغرفه
وهند مازالت غير مستوعبه ما قالته ايمان للتو ولكن رجعت صبت كامل اهتمامها علي حديث والدتها عن حياتها
هند بعبوس:
والله لو جه اخدني هعمل الي ماما قالت عليه.. لو مجاش هخلي عيشته منيله
اتمت جملتها الاخيره وهي تتوعد بشر..

 

تااابع ◄