عظماء الدنيا و عظماء الآخرة
والمشكلة
أن إسرائيل و هي الدولة الصغيرة التي عاشت و أعاشتنا معها على وهم أنها
الجماعة الضعيفة المضطهدة المهضومة الحقوق المعتدى عليها .. كـــــانت طول
الوقت تحاول أن تغتصب عطف العالم و اهتمامه ثم ثرواته ثم سياسته ثم زين لها
شيطانها أن تدير حكوماته بشبكة تحتية من المستشارين الماسون الذين دفعت
بهم في غفلة من الزمان إلى كراسي صنع القرار في كل حكومة .. و سلحتهم بكل
أساليب المال و الغواية و التهديد .
ألف
سنة من التنظيم الدؤوب و التخطيط الصهيوني المـاكر لتصعد فيها ذلك المرتقى
الصعب و تبلغ ذلك العلو المشهود و تصل إلى هذا الصلف السياسي .
و لكنه علو مفتعل بسيقان الآخرين .
و ارتفاع كاذب على أكتاف أمــريكية و أرجل أوربية .. و في خلسة من انقسام عربي و فــــــــــراغ ديني و تمزق إقليمي .
و لن تــــــدوم تلك الأكذوبة لأنها تمشي بيننا بلا أرجل و تعلو العالم بلا منطق .
و العالم يوشك أن يصحو بعد سكـرة طويلة على الأفعى الصغيرة الضعيفة المضهدة التي رباها في حجره ليفاجأ بها تحولت إلى تنين يلدغ.
و الشركاء الذين جمعهم الطمع سوف يفرقهم الطمع.
و الحكاية الطويلة التي استمرت ألف سنة توشك أن تبلغ نهايتها .
فأنــــت تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت .. و لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت .
و كـــــل ما يبنيه الطمع لابد أن ينهار لأن فيه جرثومة فنائه .
Mostafa Mahmoud
_ كتاب : عظماء الدنيا و عظماء الآخرة