رواية قدر بالإجبار الفصل الاول
عجبت لأناس يروني حملا ثقيلا علي الأعناق، بل ويروني كالعار إذا علموا بأن المولود فتاة، هرعوا كأني لعنة ستصيبهم بالدمار، فما إن تفتحت عيناي حتي أصبت بالذهول من مجتمع؛ يرى المرأة كائن خلق المتاع بل سلبت منها الكرامة والكيان ،حتى إذا أخطأت هاجمتها أصابعهم بالإتهام، رغم أنها بريئة.
ولكنها خلقت لذلك هكذا، ما أزعم مجتمعنا الدامي، فأصبح يجلد النساء بأسواط أشد قسوة، فصارت في قفص محجور بالعيون، أصابع تشير إليها لأنها مازالت عزباء، وأخرى تشير لهذه المطلقة، وأخرى تشير لمن تعرضت للإغتصاب دام علي يد أحدهم، فصار طليقا؛ كأنه لم يفعل شيئا ، وصارت كالمذنبة في أعين الجميع..!
أهذا هو مجتمع أراد التقدم؟ فكيف وبه النساء تهان؟ أهانوا من أوصاهم به رسولهم الكريم، أهانوا من كرمها الله سبحانه وتعالى بآية قرآنية ، فلم يعنيهم شيئا سوى النزوات...!!!
----------
ثياب ممزقة علي جسدها توضح ما خلفها من أثار الضرب القاسي الذي تلقته من هذا اللعين الذي ركض خلف شهواته الدانيئة بقتل برائتها!، هتك عرضها كان بالنسبة له تلذذ لقضاء ليلته كالعادة رغباته الدنيئة بقضاء ليلة مع فتاة عذراء من أهل الصعيد أو العزب لضمان أغالق أفواههم خوفا من.
العار، أصبح هذا اللعين علي علم كافي بتقاليد عادات الصعيد وتقاليد أهالي القري، يراهم سلع رخيصة الثمن لقضاء متاعه الدنيئة، غير عابئ بما تحمله خلفها من حياة أسرة كاملة معلقة برقبتها!، سلطة عائلته جعلته يتمادي بالفتك بهن كأنهم عبيد..
تحت رحمة جلاد لا يعرف سوى إختيار تعيسة الحظ الذي سيسلب منها حياتها!، عشرات بل تكاد تصل لعشرون فتاة قضي علي حياتهم لقضاء ليلة مريضة محفلة بالتعذيب ليذبح حياتها بمنتهي البرود!، فتحت عيناها بصعوبة والدموع عالقة بجفنها الثقيل، دوار رأسها الثقيل، رفعت يدها بمحاولت عسيرة إستعادت جزء من وعيها فرفعت يدها علي رأسها.
تحجب ألمها الشديد، إنتفضت بجلستها بفزع حينما تذكرت ما حدث لها فأخذت تنظر بهلع لجسدها لينساب الدمع دون توقف وهي ترى ذاتها ممزقة الثياب وبحالة أعلمتها جيدا بأنها
خسرت أغلي ما بحياة الأنثى!، لملمت نادية
ملابسها، الممزقة لتخفي جزءا من جسدها ومعه تلملم شتات أنفاسها؛شهقات أنينها كان يحتد كلما تذكرت مالامح وجه هذا البغيض الذي حطم حياتها فظلت تدافع بأستماتة عن عرضها حتي فقدت.
وعيها، نهضت نادية من علي هذة اأرض العامرة
بالمحاصيل الزراعية علي عكس حالها البائس، أنفضت ثيابها ببكاء حارق لتجذب حجابها الملقي أرضا فوضعته علي كتفيها.
لتخفي أثار تمزق ثيابها، ثقل قدماها كان أصعب من تفكيرها بمصيرها القاسي مع عائلتها، عبرت الحقول سريعا خشية من أن يرأها أحدا لتسرع بخطاها للمنزل والخوف يكاد ينهش قلبها قبل أن يتمكن من بقاياها، رأها بعضا من الجيران بحالتها المزرية ولكنها جاهدت بعدم المبالة بنظراتهم المتفحصة.
لمالبسها الممزقة بشكوك والبعض الأخر بنظرات إستحقار لعودتها لمنزلها بمثل هذا الوقت المتأخر من الليل فبلأرياف، تعد جريمة بشعة للغايةولجت نادية لداخل منزلها لتغلق بابه سريعا كأن وحشا
ضخما يركض خلفها، إستندت برأسها علي الباب لتبكي بشهقات متتالية كأنها باتت بأمان لفعل ما يحلو لها، الا تعلم!بأن أن من بالداخل أسوء ممن كانت تواجههم. كنت فين لحد دلوقتي يابت.
تفوهت به والدتها بنظرات شرسة تكاد تبتلعها، إستدارت نادية ببطء شديد لترفع يدها في محاوالت فاشلة لتحجب جسدها الشبه متعري، شهقت الأم بفزع وهي ترى حالة إبنتها المذرية لتسقط أرضا مرددة بصدمة يا حزنك يا أمال، ولطمت وجهها بيديها معا يا نصيبتك السودة يا أمال، يا فضحتك وشمات الناس فيك وفي بنتك.
خرج أبناءها علي صوت صراخها ليسرع إليها إبنها الأصغر، هشام بلهفة في أيه يا امه زداد نحيبها لتكمل بكلماتها الباكية هودي وشي فين من، الناس.
هنا خرحت عن كبتها بصرخات باكية جعلت من حولها ينتبه لها، إقترب منها أخيها األكبر بنظرات متفحصة إشتدت بحدتها لروؤيته بوضوح ما أصابها فما كان منه الا أن هوى على وجهها بالصفعات المتتالية كأنها من ترجت المغتصب القاتل!لبتر براءتها ليصرخ بها بغضب لا مثيل له مين اللي عمل فيك كدا يا بنت، ال رفعت يدها لتحجب ضربته القاسية عن وجهها قائلة بدموع، وهي تسارع لحماية وجهها من لكماته القاتلة معرفوش ولله.
، أنا كنت راجعة من الدرس وأ!بترت كلماتها حينما عاد لضربها بقوة أكبر مرددا بشمئزازوأنا مش قولتلك الف مرة مفيش دروس متأخر فرحانه، بنفسك وماشية تتمختري علي الطريق إزدادت ضربته ومعه حدة كلماته، فهي تعلم جيدا بما سيلحق بها!، فما أن مس المرأة سوءا ألقوا الحجج على تصرفاتها الطبيعية التي تحق لها.!أأصبح طلبها للعلم بمثابة تصريح لمن يحق له إدانتها؟!هل أصبحت هي الجانية؟ غالبا ما يكون فكر الأهل كحال الكثيرون كتركهم للجاني..!وترهيب الفتاة!، إبنة العائلة التي ربت وترعرعت بينهما.
واجهت ظلما بشع بأتهامات أخيها وعدم شفقة والدتها عليهاوبما تعانيه من ألم جسدي ونفسي كل ما يهمها المظهر!األجتماعي أمام أناس لا تشبع عيونهم دمعات األخرين رأت الظالم يحجب الضوء عن عيناها لتسقط فاقدة للوعى من كثرة ما تعرضت له من ضربا مبرح وإعتداء وحشي، غاصت بآآلم تختبرها لأول مرة بين أفراد عائلتها!، فحينماتعرضت لما رأته عادت مسرعة للمنزل...!لمنزلها ظنا بأنه حماها ومن بداخله سند لها الا تعلم بأنه يتوجب عليها الهرب من أناس داخل.!وخارج منزلها.
إستعادت نادية واعيها بعد فترة لتبدأ بتحريك جفن عيناهاالثقيل بصعوبة، اغلقتها سريعا حينما لفح الضوء عيناها، فعادت لتفتحهما ببطء حتي تعتاد علي الإضاءة المحاطة لهاوجدت والدتها تجلس على الأيكة المتهالكة التي تستحوذ ركنا كاملا من الغرفة الصغيرة التي تفترشها قطعة صغيرة، من الحصير، حاولت التحرك لتسرع لوالدته تبكي، تلوم، تعاتب، تقص لها عن مأساتها لعلها تشعر بنيران قلبها.
هرعت إليها فأنكبت علي وجهها أرضا كان هناك من يشل حركاتها بقوة!، إستدارت بعيناها المتورمة من البكاء لتجد قدماها مقيدة بأغالال حديدية، تخجب حركاتها بربطها بطرف.!التخت المعدني.!أجرمت فعليهما معاقبتها رفعت عيناها لوالدتها بصدمة؛ فخرج صوتها المتحشرج بصعوبة أنا معملتش حاجة يامه أنا كنت خارجه من الدرس، في حالي وهللا هو اللي شدني الغيط أنا مالي يامه قالت كلماتها الأخيرة ببكاء حارق لتسترسل حديثها دون يأس.
من صمت والدتها الملحوظ فكيني يامه أنا معملتش حاجة، وهللا، أنا جريت علي هنا وأ، ياريته كان قتلك وال أننا نتفضح أدام الناس كدا.
كلمات قطعت بها والدتها حديثها، كلمات تمنت الموت علي، سمعاهم، كلمات زادت بهما ثقل حملها ولج أخيها الصغير للداخل ليجلس جوار والدته بنظرات يرمقها بها بحدة كأنه جلبها من منزل احدهما لتو ليقول بلوم عشان تمسكيها التلفون أوي وأنا حذرتك قبل كده بالش الزفت دا إلا، لما تتزفت وتتجوز معبرتنيش
ندبت بمعصمها علي رأسها ببكاء أدتهولها عشان لما تغيب، بالدروس أطمن عليها مكنتش أعرف أن كل دا هيحصل.
صرخت نادية ببكاء أنا معملتش حاااااجة ليه بتكلموني، علي أني أنا اال أ
قطعت باقي كلماتها بصراخ رهيب حينما ركلها بقدميه ببطنها
مرددا بغضب ليكي عين تتكلمي يا بنت ال، ، أنت هتتلقحي، هنا لحد ما نشوفلك صرفة مفيش خروج.
تأوهت من الألم فألزمت الصمت حتي لا تنال عقوبة مزدوجةمن ضربه الشنيع، تكورت علي ذاتها بمنتصف الغرفة التي حرصت والدتها علي إطفاء ضوءها وإغلاقها حتي لا يرى إبنتها أحدا!، بقي الليل وسكونه وظلام الغرفة الكحيل رفيق دربها المحفور بالأشواك، صعبت الرؤيا مع كثرة بكائها.!لتنغمس بنوما مؤلم ما بين اليقظة والالوعي.
، بمكان أخر بعيد عن الأرياف، وبأحد الملاهي الليلة الخاصة كان يرتشف كأسه بتلذذ عجيب يرسم علي ملامحه، يشعر بالسعادة لإرضاء شهواته المريضة
، إقترب منه أحد أصدقائه أخبارك يا نمس
، إستدار راجح برأسه بنظرات تعالي زي ما أنت شايف
جذب حازم المقعد المجاور له قائالا ب
تأفف ما خالص يا عم، مش قولتلك أنا غلطان ومعتش هتدخل في تصرفاتك.
رمقه بطرف عيناه بنظرة غاضبة ليسترسل حازم حديثه بصوت منخفض حتي ال يستمع له من حوله أنا لما قولتلك كدا كنت خايف عليك، حادثة الإغتصاب إتكررت كتير بالعزبة يعني، لو مسكوك المرادي محدش هيعرف ينجدك
إبتسم بسخرية ال من الناحية دي إطمن محدش يقدر يعملي، حاجة
زفر حازم بضيق يابني إفهم، جدك مش هيقدر يعملك حاجة، لو أهل العزبة مسكوك
، رفع كاس الخمر لفمه بنظرات تسلية قولتلك متقلقش عليا.
، وضع حازم عيناه أرضا بأستسالم انت حر بتصرفاتك
وضع الكأس بقوة حتي أنه إحتك بالطاولة بصو ت
..!مزعج تصرفاتي!، الوقتي مبقتش تعجبك تصرفاتي؟
نهض عن مقعده ليقترب منه بخوف ملحوظ فقال بأرتباك أنا، مقصدش أنا أ
، قاطعه بحدة تقصد وال متقصدش متفرقش بالنسبالي كتير
ورمقه بنظرات غاضبة ليتوجه مسرعا لسيارته فلحق الأخر، به ليسرع بالصعود لجواره
تحرك بسيارته ليقطع حازم الصمت مجددا قائلا بهدوء لجئ إليه حتى لا خسر من يعيل ما يرتشفه من محرمات لعينة !يا عم والله نا خايف عليك عشان كدا إتكلمت.
أجابه ببسمة تعلوها السخرية تخاف عليا من دول!، دول، أخرهم تربية المواشي شغل الغيط اكتر من كدا متحلمش
حك حازم أنفه كمحاولة لإخفاء ملامح الغضب التي تشكلت علي مالمحه !بس الفالحين دول أهم حاجة عندهم الشرف.
أخرج راجح من جيب سترته السوداء سيجارا منتفخ علي غير عادته ليلفه جيدا بطرف لسانه ثم مرره لصديقه الذي تناوله منه بفرحة عجيبة ليسرع بأشعالها، إبتسم الأخر بتهكم..!كأنه يعلم كيف السبيل لجعله صامتا جذب سيجارا أخر من جيب سترته ليشعلها قائال بلهجته الساخرة والفضيحة عندهم أهم عشان كدا محدش فتح بقه إلا، عدد بسيط ودول أنت شوفت جدي ساكتهم إزاي. أشار له بأنصياع لينغمس بسيجاره الذي يحوى أنواعا متعددة.
من المخدرات، حياتهم أصبحت عبارة عن مزيج من المحرمات..!بشتى أنواعها حتي وإن كان هتك األعراض أحداهما.
مرت الأيام ومازالت الجراح بقلبها لم تلتئم، حالها كحال أمس وغد، مكبلة بأغلال تعيق حركاتها بغرفتها المظلمة، تعاملهاعائلتها كأنها أجنت أو إرتكبت ذنبا فاضح، تركوا الجاني..!وإختاروا معاقبة المجني عليها.
أيام خلف الأخرى ودمعاتها لاتتوقف!، ذكري ما حدث لا يترك مخيلتها، وجهه البشع يلاحقها كأنه يتعهد ان يذكرها بما مرت، به علي يديه اللعينه.
، توسطت الشمس كبد السماء لتعلن عن صباح يوما مؤلما لها ضمت نادية ساقها إليها لتالمس تورم قدميها علي أثر الرابطة الغليظة التي تقيدهما، شعرت بلأسى لما يحدث معها منذ أيام متالحقة ظنت بأنها ربما تحن والدتها إليها ولكن إزداد الأمر سوءا فكل ما يعنيها ان تخبئها بداخل تلك الغرفة.
..!أطول مدة تستطيع حتى يدفن سر ما حدث مثلما إعتقدت إنفتح الباب لتظهر من خلفه والدتها، إقتربت منها لتضع ما، تحمله أرضا قائلة بثبات مريب كلي
أشاحت نادية عيناها عن الطعام لتتطلع لوالدتها بدموع كمحاولة لنيل شفقتها لتخرج عن صمتها بكلماتها كدا يامه، تسيبوهم يعملوا فيا كدا
كادت بالخروج من الغرفة ولكنها توقفت حيال سمعها لصوتها.
لتستدير بجسدها كليا قائلة بسخط بيعملوا أيه؟!، بيداروا علي فضيحتنا السودة وسط الخلق
رفعت صوتها بعض الشيء فضيحة!، انا عملت أيه يا ماما، أنا ماليش أي ذنب
صرخت ببكاء وكأنها لم تستمع ألبنتها مين اللي هيرضي، يستر عليك، وأخواتك البنات مين اللي هيرضي يتجوزهم بكت نادية بقلب ممزق للغاية فلم تدع لها الفرصة لسماعها..!فكيف ستشعر بها.
كفت عن الحديث لتردد بهمسا مسموع ياسر كلامه صح أنا لازم أوافق علي جوازك من جوز خالتك وأهو هيستر عليك، وعلينا من الفضايح
هوت كلماتها كالصاعقة علي مسماعها فاشارت لها بيدها انامستحيل اتجوزه دا أد ابوي.
لم تعيرها إنتباها واكملت طريقها للخارج فتمسكت نادية بجلباها الطويل قائلة برجاء والدموع تتساقط من عيناها كالشالالت أبوس رجلك متعمليش فيا كدا أبعدتها عنها لتكمل طريقها للخارج صافقة الباب خلفها دون أي إهتمام بها، إحتضنت ذاتها بمحاوالت عسيرة لتطيب جراحها..!المتتالية كأنها من تعمدت ما حدث لها جذبت حجابها المطوي لجوارها لتلفه حول رأسها ثم جذبت، سجادة الصالة لتشرع بأداء صلاة أتمتها لحاجتها لعون الله، لشعورها بأنها لم تعد تمتلك سواه هوأطالت بسجودها والدموع ترافقها كأنها تؤنس وحدتها، لم تعد بحاجة لضوء يحجب ظلامها فشعورها بأن حياتها علي المشارف يحاوطها منذ الوهلة التي إستباح هذا اللعين جسدها...!الهزيل.
صعد راجح للطابق السادس من البناية الحديثة الطراز برفقة أصدقائه، ولجوا لداخل الشقة الخاصة بأحداهما ليجد البعض منهما بالداخل، يجتمعون حول طاولة صغيرة تحوى عدد لا بأس به من الكؤوس الفارغة ولجوارها زجاجات من الخمر، فكان أحداهما يلف المال علي شكل أسطوانة دائرية.
الشكل ليلتقط بأنفه المخدرات ببسمة بلهاء وعلي يسارهم يجلس الأخر بجوار فتاة ليل رخصت ذاتها لقضاء ليالي بثمن تحدده لهم!، جلس راجح علي أحد المقاعد ليشير له صديقه قائلا وهو يحدج من تجلس لجواره بنطرة مقززة متيجي، تجرب
رمقه راجح بنظرة غرور لا ماليش في النوعية دي أنا بحب، القطط اللي بتخربش
جذب حازم الكأس ليتمايل يسارا بعدم إتزان قائال بضحكة، مرتفعة بيحب الجوالت المفتوحة.
شاركه الأخر بحديثه المرح والمشكلة أنه عنده مكان مكيف، ومحدد في قلب الغيط يعني لو قفشوه هيروح في داهية
، أجابه راجح بمرح حد ليه شوق في حاجة
، أشار له حازم بالنفي أحنا نقدر خد راحتك يا معلم
وتعالت ضحكاتهم لتشاركهم ضحكات الفتاة الخليعة ليغلق أحد
، الأبواب التي تضم بحوائطها كل ما حرمه الله
.
إستغلت الليل بظلامه الكحيل وتسللت علي أطراف أصابعها
، حتي بلغت الغرفة، فتحت الباب برفق لتتوجه إليها سريعا.
إنحنت لتحركها برفق مرددة بصو ت يكاد يكون
، مسموع نادية
، فتحت عيناها بفزع فبعد تلك الليلة لم تشعر بالراحة قط إعتدلت بجلستها حينما إتضح لها ملامح زوجة أخيها األكبر
..!فقالت بأستغراب صفاء، بتعملي أيه هنا؟
، إلتفتت يمينا ويسارا بتفحص شش وطي صوتك
ثم تطلعت لها لتخرج من جيبها مفتاح قائلة بهمس سرقت المفتاح من ياسر.
ضيقت عيناها بعدم فهم فحررت قدميها من الأغلال لتقف الأخرى أمامها بذهول فأشارت لها بأعين عرف البكاءطريقها إهربي من هنا يا نادية، أنا عارفة أنت أد ايه بتكرهي جوز خالتك الله يرحمها وعارفة هو عايز يتجوزك، ليه؟
وضعت عيناها أرضا بقهر طول عمره ونظراته ليا كانت قذرة وأمي مكنتش مصدقاني الوقتي ما صدق الفرصة تيجيله علي، طبق من دهب
. وضعت يدها علي كتفيها بحنان إهربي من هنا.
قالت بدموع هروح فين يا صفاء أنا معرفش حد، وهما، بيحاكموني علي حاجة انا ماليش ذنب فيها
وبعينين يشوبهما الحقد قالت سايبن الحيوان اللي عمل فيا كدا، وبيعاقبوني أنا
أخرجت صفاء حقيبة بلاستكية صغيرة لتضعها بيدها مرددة ببطء وعيناها علي باب الغرفة الشنطة دي فيها فلوس.
وعنوان أختي هي إتجوزت بالقاهرة وجوزها مسافر انا كلمتها، وفهمتها كل حاجة روحيلها وهي هتساعدك ربتت على كتفيها بحنان أنا عارفة أنك مالكيش ذنب في، اللي بيحصل دا ومقدرتش أتحمل أشوفهم بيعملوا معاكي كداحاولت أتكلم مع أخو ك بس أ.
وقطعت باقي كلماتها بالصمت لعلم نادية بطباع اخيها الحادة، ألتقطت منها المال وجذبت حذائها لتخرج معها لساحة المنزل فتسللت والأخري تراقب الطريق حتي خرجت من المنزل لتهرول ركضا بدموع فهي تعلم بأنها تخطئ ولكن أي...!خطأ هذا الذي إرتكبته لتعاقب بمثل ما إختروه لها؟
عاد لمنزله في تمام الساعة الرابعة صباحا، فصعد الدرج
لألعلى بخطوات غير متزنة، خرجت جدته من غرفتها لتحدجه، بنظرات قاتلة والأخر يصعد للأعلى ويدندن بحالة عدم وعي
زفرت بغضب لتعود لغرفتها، خلعت معطفها لتتمدد علي
الفراش فشعر بها زوجها فقال وعيناه مغلقة مش قولتلك، زمانه راجع؟
تطلعت له بغضب مش عارفة انت جايب البرود دا معاه، إزاي
إستدار فوزي إليها هو لسه عيل عشان أخاف عليه، راجح بقي راجل وشنبه خط.
إستقامت هدي بجلستها بضيق من كلماته وعشان بقي راجل تسيبه يرجع البيت وش الصبح من غير ما تعرف بيروح..!فين وال بيسهر مع مين؟
جذب الغطاء علي جسده الثمين براحة يعمل اللي يريحه هو. مش صغير
زفرت بغضب حتي بعد قواضي الإغتصاب اللي هو متهم فيها هتسيبه برضو كدا لحد ما نلاقي كارثة جديدة
، أجابها ببرود متلفقاله عشان مركزي
إبتسمت بسخرية ال٦قواضي!، يعني البنات دي هتتبلي عليه..!عشان يضروك في مركزك.
ألقي بالغطاء أرضا بعصبية يووه أنت عايزة أيه في ليلتك دي؟
تطلعت له مليا لتقول بهدوء يا فوزي أنا خايفة علي الولد دا هو اللي بقيلنا من أبوه الله يرحمه، خايفة يضيع بسبب، أفعاله ومصايبه اللي مبتنتهيش أشار لها بطرف فمه نامي وإطمني طول مانا موجود مش، هيجراله حاجة
ونهص من علي الفراش قائال بضيق أما أروح أنام في اي، أوضة بدل الهم اللي علي الصبح دا
وترك الغرفة بأكملها لتتطلع األخري للفراغ مرددة
، بخوف ربنا يستر.
صعدت نادية للباص المتوجه للقاهرة بعد طريق شاقة.
بارتباك ما بين قدم تقدمه وقدما أخر يسحب خطاها بأن تعود لمنزلها، شعلة بقلبها دفعتها للمضي حتى تستعيد حقها، قوة غريبة ولدت بداخلها تحثها على القتال ألسترجاع حقها، تجربةقاسية جعلتها تمقت جبن الأهل الذين يروا الفتيات عار ولعنة لمثل هذا اليوم الذي تفقد به أعز ما تملك!، فأصبحت منهن ما تجد الموت أفضل وسيلة لإنهاء رحلة متاعبهم، أرادت لو تمكنت من القصاص من كل لعين حاول الفتك ببراءة احداهن..!بداخلها شرارة لن يطفئها حنين الكلمات ساعات قضتها بشرود وتمعن فيما حدث لها، كلمات والدتها وأشقاءها تلاحقها كالندبة التي لا تترك الجسد، تذكرها بتقاليد ورثتها بعض العائالت رغم تقدم الزمن وتطوره...!
عادات في كل زمن نجحت ببتر حقوق المرآة، يدعون بأنهم بطريق...!النهضة ومازال حقها مهدور هبطت من السيارة بأقدام مثبتة علي الطريق كأنها لا تعلم.
مبتغاها، ترى أناس مختلفة عن أهل عزبتها الصغيرة ولكن...!بنظرات متشابهة كانت كالضائعة التي فقدت هويتها، لم تستمع لصوت الإنذار أو إشارات البعض لها بالتحرك من أمام السيارات فكل ما ترأه هو ملامح لمستقبل ستختاره بيدها، هل ستمضي بطريقها لتظل ذكري هذا اليوم الكابوس المروع الذي سيقتحم حياتها أم ستبدأ رحلة معافرتها للقصاص من هذا الشيطان الذي لم يعي، معاني الإنسانية؟
السيارات تمر من أمام عيناها كتذكار بكل سنوات حياتها أعوام قضتها بتحذيرات مشددة من والدتها منذ أن بلغت بألا
تقترب من أي شاب علي وجه الأرض حتي طالت تحذيراتها
أخواتها!، تحذيرات وقوانين تجعلها كالمقيدة بأغالال وكانها أصبحت ذات الثالثون عاما، قتلوا بداخلها ركن الطفولة بدون
أي شعور أو شفقة بها، كأنها مجرد سلعة خلقت لتبلغ فتتزوج
، وتنجب فتكرس حياتها لتربية الأبناء وتحمل ما يخصهم.
تجمعت هالة مخيفة من القوة بعيناها؛ فرفعت يديها لتزيح دمعاتها لتمضي بطريقها، مضت نادية بطريقها حتي
إستدالت على مكانها، كانت تسكن بالطابق الثاني من عمارة.
متوسطة الحجم، يبدو أنها من الطراز القديم، صعدت نادية لأعلى حتي وصلت أمام باب الشقة فطرقته بخجل ولكن عليها..! ذلك فإلى أين ستذهب؟
فتخ الباب لتجد صابرين شقيقة زوجة أخيها أمامهاتستقبلها بترحاب وسعادة بثت السرور بنفسها، ولجت للداخل لتجدها مشابهة لشقيقتها تغمرها الطيبة والحنان يتدفق من نظراتها قبل أفعالها فكانت تربت عليها بحنان وتدفعها للمضي.
قدما، مرت الأيام ومازالت نادية تبحث عن أي خيطا رفيع
يصلها لهذا اللعين، إلي أن أهدتها صابرين علي محامي محترف يعمل بمثل تلك القضايا ببراعة، رفضت نادية
اللجوء إليه فمحامي بمثل تلك الموصفات من المؤكد سيكون
نفقاته باهظة وهي لا تحمل مالا كافي ورغم ذلك رفضت.
صابرين الحجج التي وضعتها أمامها فأخذتها وتوجهت، لمكتبه.
بعيدا عن أجواء القاهرة
بين غيامة الحقول الحالكة، وأصوات الضفادع المخيف كأنها
تزف أحد ضحاياه، كانت ترفص بقدميها بعنف وهي تحاول
تخليص ذاتها من بين براثينه، جذب الكاشف المعدني المعلق
بجيب بنطاله األسود ليهوي به على رأسها عدة مرات حتى
فقدت وعيها فألقي بها أرضا بين الحقول ليشرع راجح.
بالإعتداء الوحشي عليها، لم يعد يعلم عدد ضحاياه من كثرة
ممارسته للرزيلة فهو يعلم جيدا كيف السبيل للهرب من هذا
المكان وخاصة بعد تكرر فعله الشنيع، يضع بأفترضاته السوء
ويضع أيضا مكانة جده ومركزه الذي يمكنه من مساندة أفعاله الدنيئة، أنهي فعلته ليترك تلك الفتاة غائبة عن الوعي محلها
ليعتلي سيارته ويغادر ببرود رسم علي وجهه اللعين.
بمكتب المحامي الشهير فريد أيوب
إستمع لها بتركيز وعالمات الحزن تحتل معالم وجهه لينهي
صمته القاطع قائال بأستغراب معقول لسه في ناس بتفكر.!بالطريقة دي؟
أجابته صابرين بأسي للأسف في، بس أحنا جينا لحضرتك، عشان تشوفلنا حل. رفع عيناه لنادية التي تتطلع أرضا بدموع تغرو وجهها ليقول
بحيرة من أمره الموضوع صعب أنها متعرفهوش ولا حتى، تعرف إسمه
ثم صمت قيالا وعيناه تراقب تصرفاتها فسكنت الشفقة عيناه ورغب بمساعدتها حقا فقال بهدوء طيب أنت تعرفي توصفي!مالمحه يعني فاكراه؟
رفعت عيناها له قائلة بسخرية مؤلمة !مستحيل أنساها.
أشار له بثبات تمام أوي
وطرق بأصابعه علي جرس جانبي ليطلب أحداهما فولج لتبدأ نادية بوصف دقيق لمالمحه ليدون خلفها المحامي المبتدئ
الذي يتمتع بمواهبة رسم الوجه لينتهي بعد ساعة كاملة من
رسم مالمحه حتي أصيب الهدف فرددت ببعض الخوف أه، هو.
أشار لها فريد بأن تهدأ قليلا ثم طلب منهما الذهاب ليتركوا له فرصة العمل علي إيجاد هذا الشخص أو جمع معلومات، سريعة عنه.
عادت للمنزل بصحبة صابرين فجلست نادية علي أخد
المقاعد بدموع ألمتها فأقتربت منها ببسمة هادئة لتربت علي
كتفيها متقلقيش يا نادية ربنا مش بيضيع حق المسلم أبدا.
أشارت لها الأخري ببسمة هادئة كأنها تحلم حلما ثمين
خلعت حجايها قائلة بحماس عايزاكي تتطمني فريد أيوب، محامي عقر مستحيل يخسر قضية.
ثم أشارت لها بخفة فكي الحجاب كدا وأقعدي براحتك لحد ما، أحضر الغدا.
بثت كلماتها عن هذا المحامي الأمان بقلبها بعض الشيء
أعتدلت بجلستها بأحلام بالقضاء علي هذا اللعين، كادت، بالتوجه لغرفتها لتبدل ثيابها ولكنها توقفت علي صوت الباب توجهت للباب بخوفا قاتل من أن يكون توصل إليها أحدا ولكنها تفاجأت بشابا يقف أمام عيناها تعرفه معرفة سطحية للغاية.
رأها بمنزل شقيقته فردد بأستغراب ناديه
بدى الإرتباك سيد الموقف فخرجت عنه قائلة بحرج إزيك يا، عمران
تعجب لوجودها فتيقن بأنها من الممكن قد تكون أتت مع
شقيقته لزيارة القاهرة، ولج للداخل فجلس علي أحد المقاعد.!بتفحص للمكان ليسألها بأستغراب أمال صفاء فين؟
علمت بأنه سيخمن بوجودها فجاهدت للحديث ولكن تخلت عنها
لكلمات، خرجت صابرين من الداخل قائلة بفرحة لرؤياه
، أيه النور دا أخيرا حنيت علينا.
جاهد ألخفاء مالمح الدهشة المستحوذة عليه قائلا
، بمرح أسحب نفسي وأخلع تاني
رسمت بسمة صغيرة علي محياها بينما تعالت ضحكات
، صابرين قائلة بأستنكار وأنت تقدر؟
إنسحبت نادية للداخل تاركة بعض المساحة الخاصة بهما.
ليشرع عمران بالحديث بأستغراب نادية بتعمل إيه هنا
.!من غير أختك وأخواتها عارفين بوجودها؟
وضعت عيناها أرضا بأرتباك ليرمقها بنظرات شك في أيه...!يا صابرين؟
شرعت بقص ما حدث علي مسماعه ليقبض علي معصمه
بضيق فقال بغضب وهي ذنبها أيه عشان يعملوا فيها كدا أيه..!الجهل دا؟
أجابته بتأييد جهل بس أنا إتصدمت لما صفا حكيتلي علي، اللي حصل عشان كدا وفقتها علي فكرة هروبها
إعتدل بجلسته ليراقب طريق غرفتها قائال بحذر بس لو
ياسر أو أي حد من البيت عرف أنها اللي هربتها مش هيحصل كويس.
أشارت له بغضب دا بني أدم راجعي ومتخلف أنا مش عارفة
. هي مستحملة العيشة معاه أزاي.
زفر بغضب هنرجع للكلام دا تاني وبعدين إحترمي وجود أخته
، وإنها ممكن تضايق لو سمعتك بتتكلمي عنه كدا
رمقته بنظرة غاضبة من طرف عيناه لتكف عن الحديث فقال، بعد تفكير طب وهي ناوية علي أيه؟
قربت منه طبق الفاكهة قائلة بحزن ودتها لمحامي شاطر، وأهو سايبنه يتصرف زي ما قال وربنا يسهل بالباقي بقى.
تاااابع ◄قدر بالإجبار