-->

رواية قاسي ولكن أحبني الجزء التاسع عشر

 

 سجن

كورت نفسها وهي تبكي بحرقه متسطحه.. علي الارضيه البارده المليئه بالاتربه والرائحه النتنه.. الممزوجه بسحابه بقايا سيجاره قبل رحيله، حاولت تحريك يدها او ساقيها، ولكن يدها وساقيها مقيده بخشونه، بكت بحرقه اكثر قائله بصوت ضعيف: -بابا



شعور اليتم يؤلمها. موت عزيزها وغاليها يجعل قلبها يتمزق الما علي موته، خوفها.. تبخر منه.. ليتبدل بالحقد، اخذ اعز ما تملك قتله بدما بارد، ابشع الموت...كانت تتذكر كلماته التي طعنت قلبها بلا رحمه او شفقه

يس بصوت خشن وهو يتنفس سيجاره:
-ايوا قتلت ابوكي... تحبي اقولك قتلته ازاي كمان يااا نور

شهقت بصدمه قائله بصوت باكي:
-ابويا.. عملت فيه ايه.. ابويا فين

نفس سيجاره لتكون دوائر رماديه في الهواء.. قائلاً بصوت جامد:
-قتلته وحرقته بمية النار
وادفن وشبع موت كمان


لم تتمالك اعصابها لتصرخ بقوه
وبكاء يغرق وجهها قائله بهستيريا:
-لا ابويا لا انتا كداب... ابويا عايش
انتا كداب.. ابويا عايش. ابويا عايش

سمعت صوت صرير باب يفتح. ...
فأيقنت انه هو... لعنتة حاضرها البشع
صوت قدميه يداوي المخزن الواسع

اغمضت عيناها بقوه محاوله تصنع النوم
وهي تعتصر جفنيها محاوله السيطره علي شهقاتها الموجعه...

نظر لها بسخريه علي سذاجتها
وتقدم منها وهو ينفس سيجاره بهدوء
نزل لمستواها وهمس في اذنها وانفاسه الاهبه تلفح رقبتها واذنها:
-عارف انك صاحيه.. افتحي عينك ياحلوه

انهي جملته وهو يتحسس رقبتها بأنامله وصولا لكتفيها وهو يتفحصها بنظرات صارمه ممزوجه برغبه

فتحت عيناها ونظرة الغضب تتفاقم
ثم بصقت في وجهه بكل قوتها
قائله بصوت ضعيف متحشرجه:
-اوعي ايدك الو***عني...

اغمض عينيه بغضب قائلاً بصوت غاضب وهو يمسح وجهه:
-ماشي يانور.. انا هوريكي ايدي هتعمل فيكي ايه

انكمشت في نفسها محاوله فك يدها
ولكن لا فائده.. ليهجم عليها كالاسد البري
امسك خصلاتها بقوه لتصرخ هي بألم

ثم وقف واوقفها معه ثم تحدث بغضب هادر كسي عينيه وهزها بعنف:
-كان زمانك مرميه علي سرير واحد دلوقتي وروحك مفارقه الحياه وانا الي نجيتك وتقوليلي ايدي الو***

تحاملت علي وجعها وتكلمت بشجاعه جعلته يشدد قبضته علي خصلاتها:
-اه انتا اصلا*** ومش راجل
قتال قتله انا هبلغ عنك واشوفك بتدعدم قدام عيني ياو**

صفعه تلتها اخري لتسقط أرضاً
وانفها ينزف بغزاره...ليمسكها مره اخري قائلا بغضب عاصف:
-عيدي كلامك كدا انا ايه يا*** يابنت الحرامي

تكلمت بوهن وهي تعافر الاغماء ودموعها تغطي وجنتيها:
-ابويا مش حرامي يازباله انتا اوسخ من انك تتكلم عليه أصلاً

صفعه اخري لتجعل شفتيها تنزف هي الاخري وتسقط أرضاً وهي تصرخ بوجع
لتسمع صوته الغاضب:
-ان ما خليتك تتمني الموت ومتلاقيهوش يابنت عوض مبقاش يس

امسك يدها ساحبا اياها لتقف ولكن قواها خارت بالكامل
توجه الي الحائط ونظر الي الاساور الجديديه المعلقه به

ثم فك وثاق يدها وهي تتهاوي بين يديه
ووضع الاساور حول كفها وفعل المثل في الاخر فكانت معلقه علي الحائط
ورأسها منخفضه

ليمسك فكها بين يديه قائلاً بصوت شرس غاضب وهو يزيد من قبضته:
-شوفي نفسك عامله ازاي دلوقتي
متعلقه زي الحشره متكتفه

لم تستجب له بل سبحت في ظلام دامس غائبه عن الوعي بالكامل
غير باليه بقيدها الحديدي للذي يعتصر كفيها ,او بنظراته الحارقه وقسمات وجهه الغاضبه... سمحت لنفسها اخيرا ان تغرق في ظلام ضعفها

نظر لها بغضب لم يشفي بعد
ثم ترك وجهها وخرج من المخزن تاركاً اياها معلقه علي حائط لا تعلم مصيرها
لا تعلم سوا انها وقعت في براثنه ولن يخرجها منه سوا الموت...

يقف امام فراش صغيرته ويتأملها بأبتسامه هادئه... عيناها الواسعه وبشرتها الصافيه تجعله شارد في ملامحها التي اخذتها من والدتها

مد اطراف انامله الصلبه وتحسس وجنتاها بخفه... لتضحك الصغيره بصوت جعل قلبه تتعالي دقاته...ضحكاتها التي تسللت اذنيه بدون استأذان.. تشبه والدتها التي اكتسحت قلبه وارهقت رجولته

لتسلك سيدرا طريقها لوالدها
بضحكاتها البريئه الناعمه
همس ادم بصوت هادئ:
-وكأن امك ادتك قلبها وعنيها

شعر بيدها تحاوط ظهره
ورأسها تميل عليه قائله بصوت ناعم:
-صاحي قبلي ومصحتنيش ليه

التفت لها بكامل وسامته وشموخه
ثم عانقها بقوه قائلاً بصوت رخيم:
-صباح الخير ياتقي

ابتسمت وهي تنظر لعينيه الحالكه:
-وسيدرا كمان صحيت زيك

اجاب وهو يلتقط فتاته بين يديه:
-هي الي صاحيتني أصلاً

اقتربت تقي من فتاتها وقبلت جبهتها قائله بحنو ام افتقده ادم:
-ياروحي انتي صاحيه بدري...كنتي بتضحكي لبابا ياقمري..

ضحكت الطفله بصوت كالموسيقي علي اذان ادم ليبتسم هو الاخر اثر ضحكتها
لتقول تقي وهي تنظر له ضاحكه:
-عرفتي تضحكي بابا يانجمتي

شرد ادم في حوريته وهي تداعب صغيرتها...حنونه... هادئه...جميله
ليعشقها قلبه اكثر من ذي قبل

وضعت تقي صغيرتها في فراشها الصغير قائله بستعجال:
-هروح اعملها حاجه دافيه

ولكن في غضون ثانيه وجدت نفسها بين ضلوعه يعانقها بقوه ووجهه في عنقها
ليس مجرد عناق كالسابق... بل عناق متملك جعل عضلات ظهرها تصدر صوتاً من عناقه

تألمت من عناقه الساحق
ولكنها ابتسمت وداعبت خصلاته برقه
سمعت همسه وهو يقول بتملك واضح:
-متنزليش تحت خالص هقول لرحمه تعملك الي انتي عايزاه...طول ما جواد في القصر متطلعيش من الاوضه

فتحت عيناها علي وسعيهما بصدمه واضحه لتشعر به يشدد يده عليها قائلاً ببطئ حاد:
-سمعتيني ياتقي

ابتعدت عنه قائله بصدمه وملامح مشتته:
-ادم انا كدا هتحبس في الاوضه طول اليوم.. وبعدين انا لبسي واسع وبحجابي
قولي اعمل ايه تاني

انكمشت قسمات وجهه غاضباً واعتصر كفها بيده قائلاً:
-كلامي مفهوم ولا لا ياتقي

نفخت خديها غاضبه وحركت رأسها بأيجاب قائله:
-حاضر ياادم مش هطلع من الاوضه خالص حاجه تانيه

وقف امام مرأاته وهندم ملابسه مره اخري قائلاً ببرود:
لا خلاص كدا

تناست تقي غضبها وتقدمت منه قائله:
-انتا رايح الشغل! انتا لسه جرحك ملمش ياادم كدا هتتعب نفسك

تكلم ادم بنبره جامده وهو يرتدي ساعته:
-بقيت كويس ياتقي زي ما قولت مفيش خروج من الاوضه

انهي كلماته واقترب منها مقبلا ثغرها ببطئ.. وقبل جبهة صغيرته وغادر الي عمله وعقله مشوش وهواجس غيرته تتفاقم عليه

تنهدت تقي بقلة حيله وجلست علي فراشها تنظر الي فراغه
وهي تتذكر طول فترة علاجه في القصر لم يدعها تخرج من الغرفه لا يعجبه ما ترتديه.. تذكرت صراخه عليها وجملته التي جعلتها مصدومه

تقي بحيره وعي تنظر الي ملابسها الواسعه تماماً:
-ادم الهدوم واسعه جدا.. ايه المشكله فيها دي قد جسمي مرتين والحجاب طويل

صرخ بها ادم وامسك زراعيها بقوه لتتألم:
-واسعين بس بردو مخلينك حلوه البسي هدوم سوده ياتقي زي ماقولت..ولا اقولك متنزليش خالص هقول لرحمه تطلع الأكل هنا

ابتعدت تقي عنه والصدمه تعتلي وجهها
ليست مسأله غيره او تملك.. تخطي ادم تلك المرحله لتكون غيرته وسواسه

خلعت تقي حجابها واقتربت من فراش صغيرتها وحدثتها قائله:
-شوفتي بابا بيعمل فيا ايه ياسيدرا
بقا لاغيتي خالص.. هو الي يختار البس ليه اخرج امتا اعمل ايه

بابا لسه قاسي ياسيدرا بابا عايز يحبسني في صندوق ازاز
وأنا خايفه يجي اليوم وازهق
خايفه صبري وحبي يخلصو
خايفه ادورله في يوم علي حاجه حلوه
ملاقيش غير القسوه وبس

انهت كلاماتها وعيناها تدمع
نظرت لصغيرتها لتجدها نائمه بين يديها
ابتسمت تقي بحب وقبلت جبهتها قائله:
-انتي احلي حاجه في حياتي يانجمتي

وضعتها في فراشها واتجهت الي احد إدراج الطاوله المجاوره للفراش
واخرجت اجندتها الصغيره وقلم

وخطت بداية السطور كلمات ارادت قولها في وجهه ولكن خوفها يمنعها
اعطني الحب او اعتقني بسلام
اعطني القوه في حبك وليس
الخضوع له.. والانحناء لك
اعطني قلبك لألقنه فنون العشق
لا تعطني قسوه تشبع قلبي منها
لا تعطني وجعاً تصرخ روحي منه
لا تعطني برود يفقدني حبي لك
وان لم تسطع ابعاد قسوتك عني
فأعتقني من سجنك وابعد عني زراعيك

انهت حروفه تأملت كلماتها التي اخرجتها من صميم قلبها المتعب من قسوته
ثم اغلقت الاجنده و اتجهت الي الشرفه
لعل نسمات الشتاء تداوي جراح قسوته

خرجت صباح اليوم الي مكانها المفضل
شجرة البرتقال...
جلست اسفلها كما اعتادت من فتره طويله.. تغمض عيناها ببطئ وتفتحها مره اخري وتتأمل خضرة الارض التي تحيط بها من كل حانب

وتذكرت اخر حديث مع ابن عمها علي
ذاك الذي صرح لها بأنها له فقط
متناسيا زوجته الجميله ومتناسيا الحدود والعادات والتقاليد من حوله

لتفيقه هي علي صفعتها التي احتلت وجهه الخشن لتتحول عينيه الي عيني صقر جارح ليمسك يدها بقوه مؤكدا لها انه سيرد تلك الصفعه عندما تكون.. زوجته

بكل بساطه نطق تلك الكلمات وخرج من غرفتها بهدوء مريب... بكل بساطه يريد ان يتزوجها علي امرأته البريئه

ليختفي من حياتها لمدة اسبوعين
لم تراه ولو صدفه حتي وهذا ما زاد من ارتياحها في منزل عائلتها

اغمضت عيناها سامحه الي رائحة التراب الممزوجه بالمطر تحتل انفها
لتستنشق ذاك الهواء العليل مخزنه اياه في رئتيها

راوضها شعور ان عينين تتابعها
كما اعتادت في الفتره الماضيه
فتحت عيناها لتجد امامها... على

وقفت بغضب لتغادر المكان
ولكن يده كانت اسرع وامسك يدها

التفتت له بنظرات حاده ليترك يدها
ولكن قابلها بنظرات مشتاقه حتي النخاع
وكأن عيناه تحاكيها عن شوقه وعتابه عليها شوقه لعيناها التي تمثل له شمساً
وعتابه علي تلك الصفعه

سماح بنبره حاده وهي تحاول سحب يدها من قبضته:
-سيب ايدي والا والله هصوت والم عليك الناس كلها

ابتسم بسخريه وسحبها الي صدره
لتصتدم به بغضب..
علي بنبره غاضبه:
-خلي حديتك زين معايا يابت السكندريه اني منسيتش الجلم اياه بس زس ماجولت جبل سابج هرده تاني

تململت بين يديه يديه محاولا الفرار منه
ولكن يدها الاخر وضعها علي ثغرها ليكتم كلاماتها...

في ثوان معدوده اصتدم ظهرها الي الشجره وسد جسده امام جسدها الصغير مقارنة به

حاولت ان تصدر صوتاً ولكن كلماته منعتها ولكن جعلت صدمتها اكثر من غضبها...

علي بصوت متهدج وهو يتحسس وجنتيها الساخنه:
-هطلبك من ابوكي انهارده هتبجي مرتي جدام البلد
ومحدش هيتجوزك غيري ياسماح
اني بس يابت عمي الي هكون راجلك

ثم طبع قبله صغيره علي جبهتها
وغادر تاركاً اياها تأكلها الصدمه والغضب

غير منتبهين لذالك الي يصور كل ما يحدث بينهم ونظراته الخبيثه تعتلي وجهه قائلاً بصوت خشن:
-باااه علي جلة الحيا... بكره كل الصور دي هتبجا علي كل اللافلفونات الي في البلد
وهتبجا الفضيحه لسما ياولاد النجعاوي

لم تبكي دمعه واحده منذ سجنها
أربعة عشر يوماً لم تبكي او تأكل
اصبحت تعيش علي الماء فقط
أصبح جسدها هزيل عيناها ذابله
بشرتها شاحبه

اقتربت منها احد المسجونات وهي تمضغ العلكه بطريقه مقززه:
-هو ابو الهول هينطق امتا ياعنيا
بقالك اسبوعين ياختي قاعده مكانك مبتتحركيش يعني ولا بتقولي ايتها كلمه

تحدثت شهد بصوت هادئ يخالف تعب جسدها وحلقها:
-ابعدي عني

شهقت المدعوه نحمده وهي تضع اصابعها علي جبهتها قائله:
-وانا كنت قربت يادلعدي
قومي كدا وكلمينا ,,ولا اقولك قومي هزيلنا شويه

ثم اطلقت ضحكه رقيعه تبعتها ضحكات الاخريات ومازالت شهد هادئه
اخرجت نحمده سيجاره من داخل عبائتها ودخنتها ونفست الدخان في وجه شهد

التي سعلت بشده.. لتقول نحمده بنبره ساخره:
-شكلك مجربتيش قبل كدا يابت
اقولك خدي جربي.. دي محشيه وتعجبك

انهت كلماتها وهي تمد يدها بالسيجاره لها... ابعدتها شهد عنها وقد بدأ الغضب يتصاعد داخلها

نحمده وهي تلوي فمها بحنق:
-يابت حد يرفص النعمه ويقول لا خدي جربي بس

صرخت تقي بغضب وهي تدفعه بعيد عنها:
-بقولك ابعدي عني ياوليه انتي ايه مبتفهميش ولا ايه

شهقت احد النساء بصدمه
وتمتمت الاخري مترحمه علي شهد

تقلصت ملامح نحمده واصبحت غاضبه واقتربت منها وامسكت خصلاتها بغضب:
-جرا ايه يابت...شايفه نفسك علينا ليه
ايه بت بارم ديله ياعنيا ولا ايه

تأوهت شهد وقالت بصوت غاضب:
-ابعدي عني بقولك يازباله انتي

رفعت نحمده رأسها لباقي السجينات قائله بغضب:
-دي عايزه تتربي تعالي يامره منك ليها عليموها الادب

تجمعت حولها بعض النسوه وتهجمو علي شهد وابرحوها ضرباً وهي تصرخ وتحاول حماية نفسها من بطشهم

صدح صوت العسكري في الزنزانه قائلاً بصوت عالٍ ووكيل النيابه يقف بحانبه:
-بس يامره انتي وهي بس

ابتعدو عنها سريعاً حالما رأو وكيل النيابه
لتضح شهد وهي غائبه عن الوعي ملقاه أرضاً والدماء تهبط من انفها بغزاره

اقترب منها وكيل النيابه وهبط لمستواها ليجده انفاسها منقطعه...
نظر لهم بحده قائلاً:
-كل واحده شفتها وهي بتضربها هتتعاقب بلاش شغل الهمج دا

ثم حمل شهد بين يديه واتجه الي مكتبه وسط نطرات الصدمه التي تحتل وجوه كل من رأو ذاك المشهد

سار بها الي مكتبه وهي بين يديه ساكنه
ليس لها حول ولا قوه رفع نظره عنها ودلف مكتبه واضعا إياها علي الاريكه الجلديه.. ليسمع صوت العسكري يقول:
-ياباشا نحطها في حبس انفرادي ونجيبلها حكيم الوحده بدل ما تتعب نفسك مع اشكال و***

رمقه بنظره حاده لينزل العسكري رأسه مغمغما بعتذار... ثم تحدث غيث بصوت آمر:
-روح هات كوبايه ماية يالا

خرج العسكري في لمح البصر
بينما جلس غيث علي الكرسي بجوار الاريكه وهو يتفحص شهد بنظرات جاده

تلك التي رأاها منذ ايام في محضر سرقه
واستشف برائتها ولكن اراد ان يجد دليل علي أفكاره... لتثيت برائتها اليوم..
ويعترف البواب ان عمتها نعمه دلفت الي شقتها ودست فيها ذهبها

وعندما زجرها البواب اسكتته بورقات ماليه معلله ان تلك مجوهرات شهد
لذالك صدر امر الافراج عنها مساء اليوم

كان يعلم انها لا تأكل وصامده
اراد ان يعلم الي اين قوة تحملها
فعلم الان ان قوة تحملها كبيره...اكبر من كل الذي تعرضت له حسب تحريه عنها

تمتم غيث قبل دخول العسكري بحروف اسمها قائلاً ببطئ:
شه-د

عصر اليوم بعد يوم ...امطرت السماء بقطراتها الالماسيه البيضاء ثم توقفت الامطار لتزين الشمس السماء الغائمه
وتعكس اشعتها علي مياه الاسكندريه

لتكون لوحه فنيه جميله مكونه من سماء غائمه . ... وشمس ساطعه... وامواج هائجه

تنفست نازلي الهواء العليل وتحدثت
لتسمع سعال حفيدها الحبيب جواد
نظرت له بقلق قائله:
جواد انتا اخدت برد ولا ايه

جاء جواد ليتحدث سعل مره اخري
لتقول رحمه بأبتسامه وهي تضع فنجان القهوه امام نازلي:
-مدام تقي بتعمل اعشاب حلوه اوي للبرد
هخليها تقولي ازاي واعملك يااستاذ جواد

ابتسم حواد بمتنان وهو يحك انفه الاحمر:
-شكراً ياداده..البرد هيموتني

تحدثت نازلي بجديه:
-والمدام مش هتتكرم علينا وتنزل تقعد هنا ولا ايه بظبط

تحدثت سميه أخيراً:
-ادم مانعها من الخروج من الاوضه ياماما
هي عايزه تنزل بس ادم هيتعصب عليها
...انتي شايفه بيعاملها ازاي

ابتسمت نازلي بتشفي:
-احسن نوعيتها مبتجيش غير بكده

حركت سميه رأسها بنفاذ صبر
لتتكلم نازلي وابتسامه غامضه ترتسم علي ثغرها:
-رحمه روحي نادي تقي تعمل الاعشاب وانتي روحي البادروم هاتيلي صور فريده حطيهم في اوضتي

رحمه بعدم استيعاب:
-بس يانازلي هانم ادم بيه قال ان..

قاطعتها نازلي بحده:
-نفذي كلامي وانتي ساكته يارحمه

ذهبت رحمه لتقي بينما تحدثت سميه بريبه:
-انتي ناويه علي ايه بظبط

ابتسمت نازلي ولم تتكلم
بينما جواد يتابع تصرفات جدته بحنق

ترددت تقي ان تهبط وتعد المشروب كما قالت رحمه علي لسان نازلي
ولكنها حسمت امرها هامسه في نفسها:
-هروح اعملهلها بسرعه قبل ما ادم يجي ولما يجي هقوله بهدوء

ثم وضعت الحجاب علي رأسها
وهبطت الي غرفة الطعام لتعد المشروب
وهي تسرع في اعداده خشيه ان يأتي زوجها في اي وقت

دقائق معدوده وامسكت تقي الكوب واتجهت الي التراس لتعطيها المشروب
اقتربت تقي منهم وهي تقول بخفوت:
الاعشاب اهي يا تيته

تمتمت نازلي بسخريه:
-تيته... اديه لجواد.. جواد هو الي تعبان

قالت تقي بحرج وهي تتجه لجواد:
-اتفضل الاعشاب

ابتسم جواد بمتنان قائلاً وهو يأخذ الكوب:
شكراً جدا ياتقي

منحته ابتسامه صغيره واستدارت لترجع الي غرفتها

ولكن سمعت صوته وهو يذكر اسمها بغضب... تجمدت محلها وهربت الدماء من وجهها... غضبه لا يبشر بخير

لتلتفت له لتري عينيه تشتعل غضباً
ويتقدم منها ممسكاً يدها بقوه حتي كاد ان يكسر يدها... تمتمت بوجع:
-ادم

وقف جواد واقترب منه محاولا تهدأته:
-ادم اهدي تقي نزلت عشان تعمل الاعشاب عشان جالي برد وو

قطع كلماته لكمة ادم له
ليترنح جواد منها... وتشهق كل من سميه ونازلي وتقي بصدمه

ادم بصوت هادر ونبره شرسه:
-اسمها مدام الصياد الزم حدودك يابن وليد

سمع صوت نازلي تتكلم بصرامه:
-الزم حدودك انتا يابن فريده
العيب علي مراتك الي مبتسمعش كلامك

شهقت تقي بصدمه وخوف وعي تطلع الي نازلي الي ترمقها بستحقار

لم يتكلم وانما سحب تقي الي غرفتهم ولم يأبه بأنها كادت تسقط اكثر من مره
فتح باب الغرفه ودفعها داخلها بغضب

لترجع الي الخلف بتوتر وخوف قائله:
-انا نزلت اعمله لجدتك مش جواد والله
ياادم بس لما عملته اتفاجأت انه ليه

دني منها وعيناه غاضبه مشتعله كاللهيب
وقسمات وجهه منعقده.. لترجع الي الخلف بخوف

ادم بتوعد وهو يغرز اظافره في زراعيها قائلاً بصوت جهوري:
انتي بتاعت ادم بس انتي ملكي انا
اهتمامك ليا انا كلامك معايا انا

تقي بألم وهي تحاول الفرار منه:
ادم مالك في ايه كان تعبان وو

قاطعها بصوت عنيف:
تعبان ولا يغور يموت متطلعيش بره الاوضه الا وانا في القصر واسم راجل ميجيش علي لسانك ياتقي... انا وبس

ثم تابع بتهديد وهو يضغط علي يدها
ولو شوفتك بتضحكي قدامه بس
هوريكي الويل ياتقي... قولي بقا قاسي قولي متملك قولي غيور

اقترب من اذنيها هامسا بحده وانفاسه الحاره تلفح اذنها ورقبتها:
انا محدش يقدر يبص لحاجتي ياتقي
وانتي من حاجتي هقتل الي يبصلك بصه متعجبنيش ومش هتردد دقيقه

حركت رأسها بخوف من ذاك المتملك
الذي ذاقت غيرته الناريه التي يظل يحاصرها بها حتي اصبحت سجينة قسوتة وتملكه
براثن قسوته

جالس في حديقته يداعب نجمته الصغيره.. التي اسرت قلبه القاسي، لم يكن يعلم أنها ستكون ملجأه وقت غضبه... ضحكتها وهي تمسك اصبعه فس قبضتها الصغيره... عيناها التي تجعله يبتسم... تجعله ينسي غضبه من والدتها.

يحملها بين يديه ويبتسم بستمتاع، ليجد يد سميه توضع علي كتفه وتصحبها كلماتها قائله:
-بقيت ياأما في مكتبك او مع سيدرا حتي بتقعد معاها اكتر من تقي

اختفت الابتسامه لتحل محلها البرود
ليقول بصوت مرتفع:
-رحمه تعالي خدي سيدرا

دقائق وكانت سيدرا بين يدي رحمه
بينما سميه تتأمل ادم وتحاول تستشف ما يدور في رأسه

سميه بصوت جاد:
-مش كفايه عقاب لتقي,, انتا كدا بتكرها فيك ياادم.. بلاش تندمها علي صبرها دا

 

اخرج سيجاره ودخنها ببرود قائلاً:
-لا مش كفايه..

قالت بنبره غاضبه:
-بطل برودك دا وكلمني زي الناس
اول مره اشوفك زي احمد ياادم

لوي ثغره بسخريه لتكمل هي بحده:
-ومش هتفوق الا لما تقي تزهق وتسيبك
ساعتها هتندم الف مره علي قسوتك دي

تقلست قسمات وجهه ليرمقها بنظره شرسه قائلاً بصوت حاد:
-لما تسيبني هتكون ميته وبس ياسميه
ولو قولتي الكلمتين دول تاني هيبقا رد فعلي وحش وهنسي انك عمتي أصلاً

ثم وقف بغضب وصعد الي غرفته وهو يتذكر كلمات سميه وهواجس خوفه ان تقي تصبح نسخه مصغره من فريده يداهمه...لتتردد في عقله كلمه واحده
سيكون مصيرها الموت...ان ابتعدت انش واحد عنه

بينما سميه فتحت عيناها بصدمه جاليه علي ملامحها...قائله في نفسها:
-ادم القاسي احسن بكتير من ادم الوحش ربنا يستر ومتبقاش احمد بجد

كانت تتابعه من شرفة الغرفه وهو يداعب ابنتها الصغيره... رغم بكاؤها ابتسمت بحنو ان احدهما يبتسم
رغم عقابه لها بأنها لن تخرج من الغرفه مطلقاً وجفائه معها الا انها اشتاقت الي عناقه الذي يسحق عظامها

ولكن كبريائها يجعلها صامته
يجرحها في وضح النهار وفي غسق الليل يحتضنها وكأن شيئا لم يكن... وعندما تنير الشمس يبتعد عنها ببرود قاتل

تاركاً اياها تصارع دموعها مانعه اياها بالهطول والضعف امامه.. تلعن قلبها الساذج الذي يعشقه رغم افعاله بها

هبطت دموعها علي وجنتيها الشاحبه
وهي تراه يبتسم بتساع مع نجمتها
ولكن وخز في قلبها اشتد وهي تراه غاضب متجه الي مدخل القصر
وملامح سميه مصدومه

شعور بات يلازمها.. الخوف.. من ذاك الحبيب القاسي صاحب ردود الافعال الغير متوقعه ابدا

ثوانٍ وشعرت بباب الغرفه يفتح بقوه
فأيقنت انه هو ادم
التفتت له بوجه خالي من التعابير
بوجه فقد لذة الحياه وسعادتها...
ليقابلها هو بوجه متهجم غاضب

اقترب منها بخطوات ثابته ليقول بصوت جهوري:
-حضري هدومك انتي وسيدرا

اقشعر بدنها لتقول بخفوت:
-هنروح فين

استدر موليها ظهره قائلاً ببرود:
-نفذي كلامي وبس.. حضري هدوم كتير لان مش هنرجع دلوقتي

وسار ناحية الباب مره اخري ليخرج
ولكن كلماتها اوقفته

استجمعت شجاعتها قائله:
-بتعاملني كدا ليه ياادم.. انا عملتلك ايه
حلفتلك اني نزلت عشان اعمله لجدتك
وبردو بتعاملني ببرود

التفت لها وابتسامة سخريه ترتسم علي وجهه قائلاً بصوت حاد:
-المفروض اصدق يامدام الصياد ولا ايه
اوعي تفتكري عشان بحبك يبقا اهبل

ادمعت عين تقي لتقترب منه قائله:
-طب فهمني ليه بقيت كدا غيرتك بقت وحشه اوي وبقيت بتشك فيا ياادم
وكأن حبك ليا انتهي

اجاب ببرود اكثر:
-شوفي تصرفاتك الي خلتني اشك فيكي
وحبي ليكي ممكن ادوس عليه لو حسيت انك بتستغفليني

فتحت فاهها بصدمه قائله بصوت مهزوز:
-ادم انتا بتقول إيه انتا مبقتش طبيعي

اقترب منها حتي التصق بها وامسك فكها قائلاً بغضب هادر:
يعني ايه مبقتش طبيعي ياتقي
اعدلي لسانك معايا.. قسماً بالله لو قولتي كلمه متعجبنيش تاني هوريكي ايام سودا علي دماغك.. ماشي

هزت رأسها بوجع ودموعها اخذت مجراها علي وجنتيها.. ليدفعها بقوه
لترجع الي الوراء وتصتدم في فراش طفلتها وتقع أرضاً

اطلقت صرخه صغيره تتلوها دموع قائله بصوت ضعيف:
-ادم

اقترب منها سريعاً والقلق احتل معالم وجهه.. امسك يدها قائلاً:
-انتي كويسه

انفجرت باكيه بحرقه وهي تضع كفيها علي وجهها.. لم تحتمل قسوته تلك
ولن تحتمل الشك ولا التملك
لن تحتمل ان تري ادم السابق الذي تزوجها عنوه عنها وذاقت من مراره قسوته حتى تشبع قلبها

جسي علي ركبتيه وامسك يدها قائلاً بقلق واضح:
-تقي بصيلي وقوليلي ايه واجعك

ابعدت يدها وصرخت به بنهيار:
-قلبي الي وجعني منك... مش قادره استحمل اشوفك بتبعدني عنك لمجرد انك بتغير ياادم... متخلنيش اكرهك بالله عليك.. متخلنيش اكره حضنك ياادم

متخلنيش افقد الامان الي بشوفه معاك
انا استحملت كتير ياادم متخلنيش احس اني رخيصه قدام نفسي
لو شايف اني بستغفلك او بخونك طلقني قبل ما اكرهك ياادم

كلماتها جعلته يريد معانقتها ولكن قلبت موازينه كلمة الطلاق جعلته ييقن انها تريد غيره لا محال

امسك خصلاتها بقسوه حتي تألمت بشده ليقول بصوت هامس حاد:
-اطلقك ! قولتلك مليون مره ان الموت بس الي هيبعدك عني ياتقي ..انتي لحد دلوقتي قولتي طلقني مرتين.. التالته هتلاقي نفسك مش قادر تنطقي بعدها

صرخت تقي بوجع جسدي ونفسي
ليتركها ويخرج من الغرفه تاركاً اياها تبكي بألم...

في احد شوارع باريس
جالس يتأمل الماره من حوله
ورائحة القهوه الفرنسيه تملئ المكان

فقدت باريس سحرها في عينيه منذ رحلت سميه...أصبحت بنسبة له مجرد بلد غريبه باردة الأجواء

جالس في الكافيه المفضل عند سميه
وهو يتأمل محلها.. كم اشتاق لها
يريدها زوجته لكي لا تفارقه مطلقاً
يريد ان تشيب خصلاته معها
ويموت قربها

امسك هاتفه طالبا سكرتيرته قائلاً:
-ليزا قومي بلغي كل مواعيدي
سأسافر مصر غدا

-علم سيد معتز هل اخبر الانسه روما
ام أنها ستسافر معك

-لا ليزا انا سأخبرها الغي المواعيد فقط
اراك مساءا

ثم اغلق الهاتف قائلاً بأبتسامه:
-عشانك انتي وبس ياسميه هرجع مصر بعد سنين

في منزل نور عوض...
تقف امام الشرفه الخشبيه المتهالكه
وهي تبكي بحسره علي زوجها وابنتها المفقودين.. اصبحت سيرة عائلتها كالعلكه في افواه النساء... يلعنون في ابنتها الوحيده نور.. من تقول ان هناك من غواها وهربو بعيداً.. وأخرى تقول انها هجرت عائلتها لظروفهم الماديه

والكثير من الشائعات...
التي كلما سمعتها تشعر بأن قلبها يموت الااف المرات...ولكن رغم ذالك لم تشك دقيقه واحده في ابنتها
راودتها الظنون ولكن استغفرت ربها
وذكرت نفسها بأدب ابنتها الحبيبه

اخرجها من شرودها يد نسمه علي كتفها قائله بصوت حزين:
-ياخالتي تعالي كلي لقمه الله يسترك هتقعي مني

جلست هاجر بتهالك علي الكرسي وهي تبكي بحسره وألم:
-بنتي يانسمه بنتي بعيد عن حضني
اكل ازاي واشرب ازاي

جلست نسمه بجوارها قائله بدموع:
-ونبي ياخالتي وانا كمان هموت عليها
يارتني ما قولتلها تخرج تجيب الاكل

رفعت هاجر نظرها للأعلي قائله بترجي:
-يارب رجعلي بنتي.. يارب احميها
ملناش غيرك يارب

ربتت نسمه علي كتف هاجر قائله:
-هنروح القسم ونشوف عرفو مكانها ولالا
متقلقيش ياخالتي هتلاقيها

حركت هاجر رأسها وهي تبكي بحسره
سمعت نسمه رنين هاتفها فأجابت بتأفأف:
-ايه يامه قولتلك قاعده مع خالتي هاجر
...اوف بقا عريس ايه يامه في الظروف القرف دي...مش جايه تولع ام سعيد هي وابنها في ساعه واحده... مش هتجوزه بردو

اغلقت نسمه الهاتف تحت نظرات هاجر الشارده... وقفت نسمه بستعجال ولفت حجابها الصغير على نصف خصلاتها:
-معلش ياخالتي همشي عشان اجيب العشا لأمي.. سبتلك الاكل علي التربيزه

حركت هاجر رأسها بأيجاب
لتخرج من المنزل وتتجه الي منزلها
ولكن شعرت بيد تسحبها الي مدخل مظلم وتكتم صرختها

منعم بصوت خافت:
-يابت انا منعم اسكتي هتفضحينا

ابعدت يده عن ثغرها لتقول بحنق:
-عايز مني ايه يامنعم.. مش فضيناها سيره والورقتين اتقطعو وخلاص

مرر منعم يدها علي جسدها التي تفصله العبائه السوداء:
-يهون عليكي منعم حبيبك... لحظه شيطان يانونه ميبقاش قلبك اسود

نسمه بغنج:
-قصدك لحظه شرب ياعنيا
وبعدين كان زمان تاكل عقلي بكلمتين انما دلوقتي لا جبرنا

قرب انامله من شفتيها المطليه بالحمره:
-يابت خلاص انا هروح اخطبك من امك علي ما اجمع قرشين واجبلك حتيتين دهب

اعلنت الفرحه طريقها لوجهها لتقول بلهفه:
-حقا يامنعم هتخطبني

منعم بخبث:
هخطبك يانونه قلبي... بس انتي وحشاني اوي يابت.. انا موحشتكيش ولا ايه

لوت شفتيها بضيق وهي تبتعد عنه:
-قول كدا بقا تلاقيك عايزني عشان كدا وبتضحك عليا بكلمتين

حاوطها مره اخري قائلاً بحزن:
-يابت انا بحبك بجد وهخطبك من امك
هكدب عليكي ليه بس ...خلاص يابنت الناس كدا انتي معوديش عايزاني

امسكت نسمه يده قائله بدلال:
-لا مصدقاك يامنعم بس بكره تيجي تطلب ايدي من امي بقا ونتلم

ضحك بخفوت قائلاً:
هنتلم متقلقيش بس تعالي نروح الاوضه فوق قبل ما حد يشوفنا

صعدت معه غير بالين بحجم فادحتهم
في الدنيا والآخره...

وضعت وجبه العشاء على الطاوله
وهمت للذهاب الي غرفتهم لتنام ولكن اوقفتها يده وهو يقول:
-بردو مش هتاكلي معايا ياهند

نظرت له بجمود قائله:
-عملت ساندوتش وكلته هخش اخلص ورق الشغل عشان اجتماع بكره

وقف امامها قائلاً بترجي:
-هند ارجعي زي ما كنتي انا اسف اني زعلتك والله مااقصد.. سيبك من الشغل ومن كل حاجه

ضحكت ساخره:
-هو مش الشغل دا الي هزأتني عليه قدام المواظفين وقولتلي مش بهتم بشغلي يااستاذ اياد

حاوط وجهها بين كفيه قائلاً بحنو:
-ياقلبك.. الكلام دا من اسبوع وكنت ساعتها متعصب.. انا اسف مره تانيه
ارجعي تاني هند مراتي وبنتي
مش موظفه عندي احنا في بيتنا دلوقتي
نظرت له بعتاب ودموع ولم تقل شئ
ليحتضنها بقوه
وحنو قائلاً:
-انا اسف ياحببتي بجد اسف اي بيت بيحصل في خلاف ودا طبيعي
متزعليش بقا

انتحبت بين ضلوعه بقوه لتجعله يندم علي بكاؤها وغضبها منه
هند ببكاء:
-اياد انتا اتغيرت بقيت بتهيني وتعاملني وحش عشان البت المعفنه دي

ضحك اياد علي طفولتها قائلاً:
-اسف ياحببتي متزعليش بقا

ابتعدت عنه ومسحت عيناها قائله:
-خلاص يااياد مش زعلانه منك
بس متزعقليش تاني قدام حد

اجاب بأبتسامه صغيره:
-طيب يالا نتعشي بقا عشان نقعد انا وانتي قاعده رومانسيه كدا

أجابت بيأس:
-يبقا ناوي تتفرج علي ماتش كوره
ماهو دا بنسبالك رومانسيه

ضحك بقوه قائلاً:
-دا انتي شايله ومعبيه مني بقا

جلست حول المائده:
-جداا يالا بقا ناكل عشان نلحق استديو التحليل من اوله

جلس اياد امامها يتأملها بحب قائلاً:
-نفسي نجيب بنوته كدا احنا كمان ياهند
وتبقا زيك في جنانك وشقوتك

ابتسمت هند بحماس:
-الله ويبقا عندي بنوته حلوه صغننه كدا
ياريت والله يااياد

ابتسم اياد قائلاً:
-لما نخلف مش هخليكي تشتغلي ياهند

هند بأبتسامه واسعه:
-عادي هشغل نفسي بيها وبس وهكون صحبتها واختها قبل مااكون امها

اجاب بنبره عاشقه:
-هتبقي ام حنينه اوي ياهند

مدت يدها لتمسك يده قائله بمرح:
-وانتا هتبقا اب عسل وكيوت اوي يااياد

ابتسم وداعب اناملها بيده قائلاً:
-بتكلمي باباكي ياهند!

هند بشرود:
-لا بكلم ماما بس
بابا مبيرضاش يكلمني

اياد بتساؤل وهو يأكل:
-ليه ياهند

تنهدت بقوه قائله:
-حكايه قديمه لا هتتحل ولا هتتنسي...

جالسه في مكانها المفضل ..الشاطئ
وهي تتذكر غيث وكلماته البسيطه
وعرضه عليها بالزواج...ما زاد من صدمتها

ظنته يسخر منها ولكن جديته وصرامته
جعلته تبتلع كلماتها مره اخري

تذكرت معاملته الهادئه لها
تذكرت كيف طلب منها الزواج
حالما افاقت من اغمائها

غيث بجديه:
-تتجوزيني ياشهد

نظرت له بعد استيعاب:
-ايه

غيث بجديه اكبر:
-بقولك تتجوزيني..انا عايز اتجوزك بس جوازنا هيبقا خفي بدون فرح او اي هيصه ومش قصدي الجواز عرفي
قصدي نتجوز عن مأزون بس محدش خالص يعرف

شهد بجمود:
-وايه الي يخليني اوافق علي عرضك دا

ابتسم غيث بهدوء قائلاً:
-حياتك الملغبطه دي هي الي هتخليكي توافقي انتي جوز عمتك اغتصبك وعمتك قدمت فيكي بلاغ سرقه
والي كان بيحبك سابك

يعني ملكيش حد تلجأي ليه
وانا مراتي متوفيه ومعنديش اطفال
وعايز اتجوز بعيد عن اي حد

بلعت شهد غصتها قائله:
-وعايز الجواز سر ليه

تنهد غيث بهدوء قائلاً:
-اهلي هيرفضوكي شكلاً وموضوعا
ولو هتسألي انتي بالذات ليه هقولك عشان شايفك شبهي

حاولت شهد القيام من الاريكه وكادت ان تسقط أرضاً ولكن اسرع لها وامسك بها قائلاً:
-جوازنا هيبقا احتياج مش اكتر
انتي محتاجه حياه هاديه وانا بردو عايز حياه هاديه

نظرت له شهد بشرود قائله:
-هفكر في كلامك

امسكت الكارت الخاص به بين يديها
وكتبته علي هاتفها.. ترددت في اجابتها
ولكن حسمت امرها واتصلت به قائله:
-انا موافقه علي الجواز

-طيب تمام بكره هنكتب الكتاب لو معندكيش مانع

-مش هتفرق اي وقت

-سلام

اغلقت الهاتف واطلقت تنهيده قويه
هي لا تحتاج الي الحب.. تحتاج فقط الي حياه هادئه وأمنه
لن تحبه ولن يحبها يكفيهم شعور تلبية الاحتياج فقط... ذاقت مرارة الحب سابقاً ولم يجد نفعاً والان ستوافق علي حياه جديده مع شخص لا تعرفه

كل ما تعرفه عنه هو اسمه فقط
وعمله انه وكيل نيابه وارمل
غير ذالك لا تعرف... وهذا يكفي

اصبحت جثه هامده لا تعلم هل هي ميته ام لا ولكن اصبحت لا تشعر بدقات قلبها
لا تشعر بوجع في جسدها
لا تشعر بالبرد
لا تشعر بأي شئ سوا السكون

لا تري سوا والدها أمامها
يبتسم لها بحنو بالغ كما اعتادت
يضع يدها علي وجنتيها ومسحها بهدوء دفئه حنانه نظراته حبه دلاله لها
كل شئ تراه امامها

تسألت في نفسها اهي ماتت
فارقت الحياه وتري والدها
ام كل ذالك كابوس مرعب فقط

ولكن ما اكد لها ان كل هذا حقيقه مره
صوته اللعين الذي كرهت سماعه:
-قومي يانور حتي الموت مش هينجدك مني... انا كابوسك هبقا معاكي وانتي صاحية وانتي نايمه

ثم ختم كلماته برش ماء بارد علي وجهها
لتستفيق من جديد علي حياه سوداء
تعلن كل دقيقه عن حدادها ...

جالسه في السياره وعلي يدها ابنتها الصغيره وهو جالس بجوارها ينظر امامه بنظرات جامده
يتذكر حديث نازلي الذي جعل حياته رأساً علي عقب
كيف بثت سمومها له وفتحت جرحه من جديد جعلته خائف من فقدان زوجته وغاضبا منها...

بينما هي تنظر الي الزجاج العاكس في السياره تشاهد قطرات المطر
وعيناها تسقط كل ثانيه دمعه لتمسحها سريعاً قبل ان يراها

قسوته طغظ علي عشقه لها
وصبرها عظم علي حبها له
وفي الحالتين هي المتأذيه في ذاك العشق المليئ بالقسوه والبرود

سمعت ضحكاته الساخره وهو يقول:
-ايه زعلانه عشان سبنا القصر ولا ايه

تحاهلت سخريته لتقول بخفوت:
-إحنا رايحين فين

اقترب منها وهمس بصوت حاد جعل جسدها ينتفض منه:
-لأبعد نقطه عن الناس ياتقي
لأخر مكان ممكن تشوفي ناس فيه

ابتلعت غصتها بتوتر وخوف قائله:
-هتوديني فين ياادم...
اغتصاب

جلست مريم جواره قائله بصوت حنون:
-هتفضل ساكت ومتضايق كدا لأمتي ياعمار..عيش حياتك اشتغل واضحك وربنا هيبعتلك بنت الحلال الي تسعدك

نظر لها بسخريه قائلا بتهكم:
-وانتي مكنتيش شايفه دا في شهد صح
شهد كانت وحشه ومش هتسعدني!

تنهدت بضيق قائله:
-عمار فكر بالعقل شهد تستاهل حد احسن منك...انتا اكيد في يوم هتجرحها لانك قولت بنفسك انك كل مابتشوفها بتفتكر كلام لبيب...صح ولا لا

صرخ بنبره ضعيفه من اشتياقه:
-دا ميمنعش اني بحبها يامريم

وقفت مريم قائله بهدوء:
-انتا مبتحبهاش ياعمار انتا بتحب حزنها واختلافها صدقني انتا لو بتحبها كنت اتمسكت بيها رغم كلامي...واجه مشاعرك الاول ياعمار

ثم تركته وخرجت من غرفته بهدوء
تاركه اياه يصارع عقله
امسك سيجاره اخري يمتص دخانها بغضب كباقي الاخريات

افتقدها حد الموت..ولكن لن يقترب منها
هو لن يستطع ان ينسي ما مرت به
او ينسي كلمات لبيب وهي تتردد في اذنه كالرعد في ليلة شتاء قارصه

يدرك حجم ضعفه وتنازله عنها بتلك السهوله يدرك انها هي حبه الحقيقي
ولكن هي الحب المستحيل البعيد
الذي اذا احتفظ به سيحرقه
وان تركه سيؤلمه ...وهو اختار الألم

سيجعلها ذكري فيروزيه جميله
سمراء ناعمه مرت بحياته كامرار الكرام
اختار ان تقفل ستاره حمراء عليها لينتهي دورها في حياته... للأبد

انهي سيجاره وانتطلق الي عمله
ليفرغ به كل ضيق في صدره
تحت نظرات شقيقته الحزينه

نائمه ووجهها موجه الي الجه المعاكسه له..اصبح غامض قاسي القلب.. غيور حد الجنون.. او الجنون ذاته

تعشقه بكل جوارحها وتعلم انه يبادلها عشقها ذاك...ولكن
تعلم ان خلف كلمة لكن الكثير والكثير
عشقه لها تحول الي لعنه عليها

شعرت بذراعه تشتد علي ظهرها
مقربها منه بشده.. متمسكا بها في واقعه واحلامه تخشي اخر الجنون هذا

همس بصوت ناعم:
-بصيلي ياتقي

التفتت له لتكون امامه مباشره
انفاسهما تتلاحم لتصدر وتيره واحده
عيناهم متشابكه تحكي خوف وألم
وعشق مجروح متألم

بروده يدها الموضوعه علي صدره العاري الدافئ.. جعلت القشعريره تنشر في جسدها كالكهرباء

اقترب منها اكثر حتي التقط شفتيها وظل يقبلها بهدوء حتي استسلمت تقي له ولكن ثوانٍ معدوده وقسي في قبلته

غير أبه بقسماتها المتألمه ولا بيدها التي تحاول ابعاده عنها... بل زاد من قسوته حتى ذاق دماؤها في فمه

لتطلق صرخه صغيره تتبعها دموعها
دماء وعدم وجود هواء جعلها تدفعه بقوه وهي تنتحب بألم... ونظراته جامده خاليه من التعابير لتقول بضعف وبكاء:
-ادم

اعتدل في جلسته وهجم علي شفتيها مره اخري غير ابه بصرخاتها المكتومه
عشقها ارهقه وتملكه يقتله ذاتا

مكبلا يدها بيده وبيده الاخري يغرز أصابعه في خصلاتها البندقيه
متجاهلا بكاؤها الشديده

ليبتعد عنها لاصقا جبينه بجبينها قائلا بصوت متهدج:
-عايزك ياتقي عايزك دلوقتي

انهي كلماته وهو يمزق قميصها الحريري الذي استجاب قماشه الخفيف للتمزيق
ثم انقض عليها وكأنها عاهرته وليست زوجته وحبيبته

لم تتفوه بكلمه واحده وهو يقبلها
وجنتيها رقبتها شفتيها جبينها
لم توقفه بل ظلت تبكي بخفوت

قسوته اصبحت جسديه ونفسيه
يؤذيها نفسيا ثم ينقض عليها مكملاً باقي عذابه عليها...
ساكنه بين يديه تاركه اياه يفعل ما يشاء
حتي ان اعترضت لن يأبه وسيكون عنوه عنها وهذا سايزيد وجعها منه ان كان اخذه لها بمعني الاغتصاب

رغم انه يري دموعها ولكن لم يتوقف عن قسوته والمه لها يري بندقيتها تفيض بالوجع ولكنه يريد ان يشفي جرحه اولا
يريد ان تهدأ ثورته ويستكين غضبه

حتي وان كان هذا علي حساب ألم قلبها
وكسر مشاعرها وهدم لمعان عيناها
قسوته تخطت حبه بكثير
وتخطت صبرها اكثر

ليتركها بعد وقت ليس بقليل
وجهه بارد خالي من الندم او الحب
تاركاً اياها منكمشه في نفسها تبكي
بوجع وحسره علي قدر اقحمها في عشق قاسي متملك...

انتهت مراسم عقود الزواج
اصبحت زوجته منذ دقائق
ملامحها الجامده الخاليه من التعابير لم تثير تسأله فهو يعلم أنها وافقت بعقلها فقط مثله تماما

خرج المأذون والشهود من منزل غيث
لتحدق في الفراغ امامها بشرود تام
غير منتبهه لنظراته الهادئه

اقترب من الأريكه الجالسه عليها شهد
وجلس بجانبها لتنتبه له أخيراً لتسمعه يقول بنبره هادئه:
-مبروك ياشهد

لوت فمها بسخريه لتجيبه بهدوء:
-الله يبارك فيك

تنهد غيث بعمق ثم هب واقفاً وهو يقول:
-انا ورايا شغل دلوقتي وهرجع متأخر

اجابت شهد بنبره ساخره:
-مسألتكش براحتك

لم يمنع ابتسامته علي تمردها الملحوظ:
-ماشي عوزتي حاجه اتصلي بيا قوليلي

حركت رأسها بأيجاب ليذهب هو الي عمله تاركاً اياها في المنزل وحيده تتفحصه بهدوء وهي تسير في ممرات المنزل الواسع

لفت نظرها وجود صوره كبيره علي الحائط لغيث وفتاه اخري تتميز بالشعر الاسود الطويل وابتسامه واسعه تزين وجهها الابيض الناصع وهي بين احضان غيث المبتسم بقوه... تيقنت انها زوجته المتوفاه

سارت قليلاً لتجد منضضه ذهبيه موضوع عليها العديد من صور تلك الفتاه
منها وهي بمفردها تضحك بقوه واخري يشاركها فيها غيث

ابتسمت شهد بهدوء وهي تري ان زوجته تحتل قلبه ويعشقها من صميمه
ولكن سؤال راود ذهنها... لماذا لا يعيش علي ذكراها لماذا يتزوج بعد موتها

تنهدت بلا مبالاه واتجهت الي الغرف
لتجد ثلاث غرف اثنين بجوار بعضهم
واخري امامهم...دلفت الأولى لتجدها غرفته بلا شك لوجود ملابسه وعطره فيها... اغلقتها والتفتت لباقي الغرف

وتختار واحده تقطن بها
وبالفعل اختارت غرفه بلون الابيض عادئه بأثاث بسيط وجميل ...ارتمت علي الفراش بتعب وذهبت في نوم عميق

يحتسي اكبر قدر من النبيذ لكي ينسي موت ابنه الوحيد... رغم مرور الكثير علي موته الا انه مازال يتألم لأجله

ومايزده ألما انه يتحمل مسؤلية موته
بسببه مات طفله الذي لم يبلغ الخامسه من عمره... لم يتحمل هجر زوجته له بعد ان حملته تلك الجريمه وتركته

افاق من شروده علي اخر رشفه في الكوب امامه... وقف بتكاسل وخرج من الملهي وهو يترنح بعدم اتزان

ركب سيارته وانطلق بها بعدم وعي
لحسن الحظ ان الطريق خالي وإلا افتعل الف حادثه وهو يتجه لها... في المخزن

بعد قليل وصل الي المخزن بصعوبه
ثم اخرج مجموعه من المفاتيح من جيب بنطاله...لبث بعض من الوقت وهو يجد المفتاح المناسب ثم دلف الي المخزن ببطئ واغلقه خلفه

نظر لوجهها ليجده غارق بالدماء
ويداها تحولت الي اللون الازرق
من القيود الحديديه

خطي اليها بخطوات سريعه مترنحه
وفك وثاقها لتقع بين يديه كاجثه هامده
لا تبكي لا تسب لا تصرخ...ساكنه فقط
تمعن في وجهها وهي بين يديه

ثم انحني بها ليستطحها علي الارض
متفحصا ملامحها البريئه التي شوهها بجرمه وانعدام انسانيته

اقسم ان يهدم حياتها ولن يتردد ابدا
سيجعلها تطلب الموت منه ولا تجده
ولكن ماذا فعلت لتستحق الموت

يقدر ان يقتلها بهدوء
او تركها لشهاوي ولكنه لا يريد
يتلذذ بعذابها...ولكن لا يريدها ان تموت

تفحص جسدها بعين صقر جائع
يتفحص قدميها البيضاء الذي ارتفعت عبائتها من عليها... رقبتها...شفتيها المليئه بالدماء وجهها البريئ

رغبه جامحه تملكته ويريدها
شائت او أبت يريدها له... يريد مقابل لأنجاد حياتها من الشهاوي

مدت يده وتحسس قدميها بقوه ورغبه صعودا الي فخذيها ويده اشتد عليها
ونظرته لا تدل سوا علي الرغبه بها فقط

لتفتح عيناها ببطئ وتجده أمامها
ويده علي جسدها يتحسسه بحريه
صرخت بفزع وهي تحاول الحركه

ولكن يده احكمت عليها ليستلقي فوقها ويحاول تقبيلها رغم صراخها ومحاولاتها الفاشله انها تنجو من تحت يديه

ولكنه لم يترك لها الفرصه للمحاوله
صفعها عدة صفعات لتهدأ وتستكين ولكنها ظلت تعافر وتحاول الفرار

وهي تصرخ بترجي:
-ابعد عني ابعددد الحقوني ياناس
ابعد بالله عليك ابعد عني وربك سيبني في حالي

لم يأبه لترجيها ولا بكاؤها
لتصرخ بكل ما أوتيت من قوه
راجيه من ربها ان يحميها ويعفها

ولكن الخمر اسكره بالكامل لا يري امامه سوا فتاه تحاول التملص منه وهي تبكي وتصرخ بقوه

اغتصبها بدون رحمه بها
اغتصبها بدون خوف من لقاء ربه
لم يأبه لأستغاثتها وبكؤها المرير

لم يكتفي بمره او اثنين
بل بعد ان يفرغ من اغتصابها يغتصبها مره اخري بأبشع الصور... اغتصبها برغبه حيوانيه لا تنتمي للأنسانيه

اغتصبها حتي حتي اصبح تحت جسدها بركة دماء من جسدها المليئ بالكمدات
علامات تغطي كل انش فيها بدون رحمه

فقدت الوعي بعد اول مره اغتصبها
ولم يكفه ان استكمال ما يفعله
حتي وصل عدد اغتصابه لها اربع مرات متتاليه بدون ادني رحمه...

ملقاه في بحور دمائها
اغتصبت برائتها وهي ابنة التاسعه عشر
استحل لنفسه هتكها واغتصاب جسدها
وهي في بحور ظلماتها لا تعلم هل ماتت واستقام نبضها... ام ماذا

صفعه مداويه هبطت على وجنتي سماح الباكيه وهي تنتحب بقوه...
تقسم انها عفيفه لم يمسها ولكن الجميع ينظرون لها بتهام ومنهم والدتها

سماح وهي تقف أمام والدتها وهي تبكي:
-اقسم بالله ياامي ما عملت حاجه
والله انا زي ما انا علي مجاش جنبي والله

تحدثت فاطمه بغضب وحسره:
-امال الصور الي ملت تلفونات اهل البلد دي ايه ابوكي لو جه الصعيد وعرف هيموت

انحنت علي يد والدتها وهي تنتحب وتخبرها انها بريئه ولكن بلا فائده
وعلي يتابع الموقف بغضب وخزي

علي بصوت غاضب:
-قومي ياسماح انا معملتش حاجه غلط ولا انتي كمان عملتي حاجه تخليهم كدا

اجاب إسماعيل بهدوء وحده:
-اسكت ياعلي حتي لو معملتوش حاجه غلط البلد كلها عرفت ان بينكم حاجه

نظرت لهفه لسماح ببغض قائله:
-هي بنت البندر دي الي جابت العار لعيلتنا يابويا الحج

-خشي جوا يالهفه دلوقتي
نطق بها علي وهو في قمة
غضبه ومقته من الجميع
فاطمه بنكسار وهي تنظر لسماح:
-يعني هنعمل ايه ياحج

جلس إسماعيل علي كرسيه بتهالك قائلاً بنبره حازمه:
-علي هيكتب علي سماح انهارده
الفضيحه دي لازم تتكتم

شهقت سماح بفزع لتقول فاطمه بتعجب:
-انتا بتقول ايه ياحج ازاي وهو متجوز
لا ياحج انا كدا أستني محمد يجي من اسكندريه وناخدو بنتتا ونرجع بلدنا تاني

تمالك إسماعيل غضبه ليقول بحده:
-والفضيحه تفضل فينا يامرات اخوي
زي فضيحة هروبكم من البلد زمان كده

سماح ببكاء شديد:
-لا ياعمي ابوس ايدك لا
والله صدقني معملتش اي حاجه

وقف إسماعيل واقترب من سماح واوقفها امامه ليقول بنبره حانيه:
-علي مش هيأذيكي يابتي
وبعدين يرضيكي اهل البلد تفضل سيرتنا علي لسانهم كدا ولا نقطعه

انهارت سماح بين يدي عمها
ليحتضنها بحنو اب قائلاً:
-انتي شايفه ان انا ممكن اختارلك الوحش يابتي

هزت رأسها نافيه.. ليبتسم لها بهدوء مقبلا رأسها.. تحت نظرات علي الغاضبه
لتقول فاطمه ببكاء:
-ياحج طب أبوها

قاطعها إسماعيل بحده"
-انا كلمت اخويا يامرات اخويا
هو جاي في الطريق دلوقتي

لتخرج لهفه من غرفتها كالعاصفه قائله بغضب بالغ:
-علي جثتي ان واحده تاخد مني جوزي ياعمي...لبسوها في اي حد غير على
خرابة البيوت دي

صرخ بها علي قائلاً بغضب:
-اسكتي خالص يالهفه ولو اتكلمتي في الموضوع ده تاني هزعلك

بكت لهفه قائله بحده:
-هتتجوز عليا وبتزعقلي كمان ياعلي

قاطعهم اسماعيل بغضب:
-مش عاملين احترام للكبير الي هنا ولا إيه

اجاب علي بخفوت:
-اسف يابوي

وجه إسماعيل نظره للهفه الباكيه:
-خشي جوا يالهفه دلوقتي

دلفت لهفه الي غرفتها وبكت بحرقه تحت نظرات الجميع... لتبكي سماح أكثر تحت نظرات علي الحزينه

يريد ان يتزوجها ولكن ليس هكذا
يؤلمه ان يري والدتها تضربها امامه
يؤلمه ان يراها منكسره باكيه...

افاقت هاجر من نومها وقلبها يؤلمها
غريزة الامومه تخبرها ان ابنتها ليست بخير لتقول ببكاء:
-لا انا مش هقعد استني هنا
انا هنزل ادور علي بنتي لحد ما الاقيها

أرتدت حجابها علي عبائتها المنزليه
وهبطت من المنزل وهي تدعو الله ان تجدها في ظلمات الليل

علها تجدها وتشبع عيناها من رؤيتها سالمه...كانت تسير وسط الناس كالتائهه تبحث عن وجهها في وجوههم

غير مباليه بتلك الهمسات حولها
كل ما تبالي لأجله هي ابنتها الوحيده

لتقول بصوت باكي:
-يارب عترني في طريقها يارب
بنتي صغيره وغلبانه وملناش حد
ياررررب قلبي واكلني علي بنتي

استيقظت من نومتها القليله
لتتظر الي نفسها لتجد نفسها مازالت كما تركها...امرأه حزينه نائمه في فراشها تقاسي مرارة عشق القاسي

قالتها في نفسها بسخريه مريره
فعلته جعلتها تبكي من جديد ساخره من ذاك المحب الذي يعذب قلبها بتفنن... دفنت وجهها في الوساده وظلت تنتحب بقوه...اشعرها انها ليست زوجته بل فتاة ليب لا اكثر شعور جعلها تتألم وتلعن عشقها له

ولكن سمعت صوت وتيره انفاسه تعم الغرفه بهدووء
ايقنت انه رأي بكاؤها ووجعها منه

التفتت الي الجهه الأخرى لتراه جالس علي كرسي امام الفراش.. عاري الصدر يرتدي بنطال قطني فقط... ويدخن سيجاره بشرود تام غير منتبه لنظراتها المتفاجئه الفزعه

لتقول بصوت هامس ملىئ بالوجع والخزلان:
-آدم

انتشلته من شروده لينظر لها ببرود مصطنع ولكنها استشفت نظرة ندمه
ولكنه يكابر كعادته...

 

تااابع ◄