رواية أحفاد أشرار الجزء الاول


 قلب قاسي لم يعلم الحب كيف السبيل لقلبه المتعجرف ؟
يعيش حياة عسكرية بقيود يصنعه بنفسه فهو الحفيد الأكبر لعثمان الجارحي، أكبر رجل أعمال في الشرق الأوسط.

من هو هذا الأحمق الذى يجرء علي الوقوف أمام أحفاد الجارحى ؟!

ورث عنه القسوة والقوة ليتعامل مع الجميع بكبرياء وغرور لم يتجرء أحدا علي الحديث معه فهو الموت المدمر للاعداء. أما الحفيد الأخر لعثمان فهو رمز للغرور والتعالي لم يبالي بمشاعر أحدا من قط.
ولكن ماذا لو وقع في شباك فتاة بسيطة ترأه مغرور وترفض الخضوع له كيف سيكون تصرفه ؟!

وذلك القاسي ماذا سيكون مصيره أمام تلك العنيدة الأخرى ؟!

وذلك الذي يهرب من العشق تحت مسمي أبيه فيجعلها ترددها باستمرار لتعلم أنه لها أخا لا غير هل ستحطمه أم سيحطمها أم القيود ستكبل للنهاية ؟!
هل سيصمد أحفاد الجارحي عمالقة السلطة أمام تلك الفتيات البسيطة ؟!

كل ذلك وأكثر في الجزء الأول من رباعية أحفاد الجارحي.

 الفصل الأول

زلزال أفتك بالجميع نعم أنه الوقت المحدد لياسين الجارحي فالجميع يسرعون لمكتبهم قبل دلوفه للشركة حتي لا ينالوا العقاب الخاص به عقاب ياسين الجارحي
أنقطعت الهمسات وتبقا الصمت هو السائد، ليهبط من السيارة التي تشبة المركبة الفضائية شابا في بداية العقد الثالث من عمره كلمة وسامة ليست وصفا له عيناه البنيتان ممزوجة بالقسوة والجفاء حتي لحيته البسيطة تزيد وسامته أضعافا بلونها الذي يشبه شعره البني الكثيف .

دلف بطالته الخاطفة للانفاس بخطوات واثقة تحمل الغرور والكبرياء ثم توجه لمكتبه ليفتح له العامل الباب مسرعا حتي يكشف المكتب الذي يشبه المتاحف الأثرية يسع لألأف من الأشخاص كان يركض خلفه طقم كامل من الحارس والسكرتيرية الخاصة به وبعض المؤظفون.
خلع جاكيته ثم ناوله للحارس الذي ألتقته علي الفور
ياسين بوجه خالي من التعبير:_رعد وصل ؟
السكرتيرة:_لسه يا فندم
ياسين وعيناه علي الملفات:_أول ما يوصل يجيلي مكتبي هو وعز
السكرتيرة:_حاضر يافندم.

أشار لها بيده لتخرج علي الفور ثم وضع قدما فوق الأخري يقرء ما بيده ليرفع عيناه بعاصفة من الغضب جلجلت الخوف بأبدان الرئيس المسؤال عن المنشئات
ياسين بصوتا قاسي يتحكم به قليلا:_فاهمنى أيه دا ؟
إسماعيل بخوف شديد:_أسف يا فندم محتاج كمان شهر
وضع ياسين الملف بقوة كبيرة علي المكتب قائلا بغضب:_أنت مجنون صح العماير دي هتتسلم بعد أسبوعين من دلوقتي تقولي شهر
رجلا اخر:_يا فندم المشكلة بسيطة وهتتحل بأذن الله
ياسين بصوتا كالرعد:_المشكلة الا حضرتك بتقول عليها بسيطة دي وصلتني معنى كدا أنها كبيرة عارف ليه
عشان مشغل معيا شوية بهايم مبتفهمش
اسماعيل وعيناه أرضا:_يا ياسين بيه رئيس العمال الشغال في الجبس طمع في فلوس زيادة وأنا رفضت أديله أكتر من حقه فوقف عن الشغل وسحب عماله من العمارات.

ياسين بغضب:_شغل إبتزاز عايز أسم الحيوان دا لازم يعرف هو غلط مع مين عشان يكون عبرة لغيره شوف واحد غيره والا يطلبه ادهوله لازم العماير دي تخلص قبل اسبوعين من دلوقتي فاهم
إسماعيل:_حاضر يافندم
ياسين بحذم:_كل واحد علي شغله
وبالفعل ما أن أكمل حديثه حتي أنصرف الجميع وتبقا هو ونظراته تتوعد لهذا الرجل بالكثير .

بقصر كبير للغاية من يرأه يساوره الظن أنه بأمريكا أو بأحدي الدول الأوربية كانت تجلس فتاة في بداية العقد الثاني من عمرها تعيناها الرومادية وشعرها الأسود المائل للبني قليلا
تشاهد التلفاز بملل رهيب ثم أغلقته والقت الجهاز المتحكم به بجانبها لتجد من يضع يده علي عيناها
يارا بسعادة:_عز
وسحبت يده من علي عيناها لتتفأجئ به أمامها
حمزة بغضب:_عز تصدقي أن أنا غلطان قولت البت مخنوقة أفك عنها شوية وأنتى تقوليلي عز
يارا بفرحة:_ حمزة أنت جيت أمته ؟

حمزة بغضب مصطنع:_أنتي مالك مش هقول خاليكي في عز بتاعك ياختي
يارا بضحكة جميلة:_ والله عارفة أنك بس بخدعك
ثم أخفض صوتها:_ وبعدين يا غبي هو حد هنا دمه شربات غيرك
ومحدش بيعمل الحركات دي هنا غيرك أنت
حمزة بتفكير:_يا سلام كان ممكن يكون رعد أو عز أو أخوكي ياسين أشمعنا أنا !
أنفجرت يارا صاحكة ثم قالت:_في أيه يا عم هو أنت بتغير من عز ولا أيه هههههههههه.

عز بغضب:_أتكلمي باسلوب كويس يا يارا متنسيش أني في مقام ياسين بالظبط
أستدارت يارا خلفها لتجده أمامها بطالته المخيفة ونظراته القاسية
يارا بدموع تلمع بعيناها لهذا العاشق القاسي فهي تعشقه من الطفولة وهو يعتبرها أختا له:_أنا أسفه يا عز كنت بهزر مع حمزة مش أكتر والله
رفع يده أمام وجهها قائلا بتحذير:_أبيه عز ماتنسيش
يارا بألم:_حاضر
وصعدت يارا لغرفتها بالأعلي حتى لا يرى أحدا دموعها
حمزة بغضب:_في أيه يا عز يارا بتهزر.

عز بنظرات كالسهام:_ممكن تخاليك في نفسك ثم أن سيادتك مش في الجامعة ليه لحد دلوقتي
حمزة بغرور:_يابنى أنا حمزة الجارحي محدش يقدر يكلمني نص كلمة أروح بمزاجي أقعد بمزاجي عادي يعني
عز بغموض:_أوك خاليك براحتك وأنا هكلم رعد أو ياسين فى الموضوع دا
حمزة بخوف شديد:_لااااا أبوس أيدك أنا هجري علي الجامعة حالا أوع تعملها
وركض حمزة مسرعا لسيارته ثم هرول لجامعته فمن هو ليقف أمام هؤلاء القساه
تطلع له عز بسخرية ثم جلس يرتشف القهوة وبيده القهوة الأدمن له ليستمع لهاتفه فجذبه ليجد ياسين
عز:_أيوا ياسين.

ايوا الملف بتاع ...
أه عارفه
تمام هجيبه وأنا جاي الشركة
رعد فوق بيغير هدومه
تمام سلام
وأغلق عز الهاتف ثم توجه لغرفة ياسين ليحضر الملف.

 

بالأعلي
بغرفة أقل ما يقول عليها قصرا متكامل
كان يصفف شعره بغرور فلما لا فهو معشوق الفتيات وحلم الوصول له أقل ما يكون مجرد حلم صعب المنال أنه الرعد بذاته رعد الجارحي
تناول هاتفه ومفاتيح سيارته ثم توجه للأسفل ليلمح يارا تصعد للأعلي ودموعها علي وجهها
رعد بلهفة:_يارا أنتي كويسة
يارا ببسمة كاذبة:_أيوا يا أبيه أنا كويسة
رعد بتعجب:_أيه أبيه دي مش قولتلك أنا رعد وبس
ثم لمح أبن عمه يصعد الدرج ليقول بفهم:_أه تاني أشارت له برأسها ثم أكملت طريقها بحزن
تقدم عز منه قائلا بجدية:_رعد كويس انى لحقتك في ملف ياسين عايزه هجيبه وجيلك متتحركش
رعد:_دا أمر ولا.

عز:_لا مش أمر دا طلب مني ليك
تبسم الرعد قائلا:_هستانك تحت
ثم توقف قائلا:_أه نسيت خف من الا بتعمله لأني انا الوحيد الا فاهمك يابن عمى
وأرتدا رعد نظارته ثم هبط للأسفل بطالته الجذابه وتبقا عز يفكر بحديث إبن عمه ولكن أتفض تلك الأفكار عن باله وتوجه لغرفة ياسين ثم جذب الملف وهبط للأسفل ليصعد للسيارة بجانب رعد ويأمر السائق بالتوجه للشركة الرئيسية او المقر الرئيسي للجارحي
فياسين يترأسه المقر الرئيسي ورعد وعز يترأسون ادارة الشركات الأخري

 

بمدنية الدقهلية
بأحدي المدن البسيطة كانت تعد الطعام للجميع وهي تردد بعض الأيات القرانية بصوتها العذاب نعم هي تعتاد الذكر والتسبيح بتلك الأوقات المتفرغة عندما ترتب المنزل أو تعد الطعام
دلفت دينا للداخل لتستمع لصوتها العذب
دينا:_أية
التفت لها أية وتبسمت ثم قالت بسخرية:_ماما زعقتلك صح
دينا بغضب:_أه ياختي قالتلي قومي حضري الفطار مع أختك بدل قعدتك كدا
أية:_ههههه أحسن الفول عندك أعمليه اما أخلص البيض
دينا بغضب:_هو كل يوم أعمل الفول
أية:_نصيبك ياختي.

وبالفعل بدءت دينا بتحضير الفول وآية بأعداد الطعام
خرجت الفتياتين علي أصوات الخناق المعتاد بين والدهم ووالدتهم كالمعتاد
محمد بضيق:_طب بس أنا في أيدي أيه أعمله الشغل مزنق مع الناس كلها
صفاء:_أتصرف يا محمد بناتك علي وش جواز هنجبلهم منين مش كفيا سحابنا ورقهم من الثانوي العام ودخلنهم الفني وآية كان نفسها تكمل كلية معرفتش بسبب الفلوس
محمد بغضب:_خلاص يا صفاء أنا معيا وقصرت معهم مهو علي يدك الشغلانه الاخيرة أتنصب علينا فيها وإتحملت أنا وأبو عاطف حساب العمال
صفاء:_أنت الا طيب وبيتضحك عليك بسهولة
محمد بصوتا مرتفع:_أنا سايبلك البيت ونازل عشان ترتاحي خالص.

وبالفعل هبط محمد ولم يستمع لنداء إبنته الصغري دينا وهي تبكى فتلك الفتاة مزيج من الطبية والعند
أما أية فتقدمت من والدتها ووبختها علي ما تفعله بوالدها
صفاء بدموع:_طب يابنتي أنا اعمل أيه بقوله يسيبني أشتغل مش راضى مأنتوا محتاجين مصريف ولبس
آية "_يا ماما هو بأيده أيه ربنا هيفرجها بأذن الله
دينا بعصبية شديده:_أنتي حرام عليكي كل يوم تكلميه كدا انا زهقت والله احنا كنا اشتكينا من قلة الفلوس ولا اللبس
آية:_عيب كدا يا دينا متكلميش ماما كدا
تركت دينا المنزل وتوجهت لمنزل جدتها
أما آية فظلت جالسة بجوار صفاء تواسيها وقلبها محطم علي ما به عندما فسخت خطبتها لعدم قدرة أهلها علي تجهيزها فنالت شماتة الجميع لا تعلم بأن الله يبعث العوض لمن نال الصبر

وصلت السيارة أمام المقر وهبط عز ورعد بطالتهم الجذابة فالكل منهم جاذبيته الخاصة
ثم توجهوا لمكتب ياسين
ياسين:_يا أهلا بالرجال إتاخرتوا كدليه
عز:_أنا كنت بالأجتماع إمبارح ورجعت القصر متأخر يعني براءة يا ريس أسال أخينه دا
رعد بغصب:_متلم نفسك يالا
عز:_ولو ملمتش هتعمل أيه
رعد بغرور:_ والله أنت عارف كويس ولا نسيت
عز:_فاكر ياخويا
ياسين بهدوء تام:_خلصتوا محاضرتكم اليومية
كان الصمت الأجابة.

ياسين:_تمام مطلوب منك يا رعد أنك تكون متواجد بالمنصورة بكره
رعد بستغراب:_منصورة ؟!ليه ؟
ياسين:_العماير مخلصتش ومعاد التسليم قرب ينتهي وانت عارف لو جدك نزل من السفر ولقى غلطة ولو صغيرة هيحصل أيه
رعد بغرور:_اه وانت عايزاني أنا بقا الا أشرف عليهم صح
ياسين بغموض:_كدا فهمت
رعد:_مستحيل طبعا
ياسين بحذم:_رعد من بكره تكون بالمنصورة والا انت عارف كويس غضب عتمان الجارحي
زفر رعد بغضب ثم توجه للشركة المسئول عنها
وكذلك عز توجه ليترأس شركته كالمعتاد
أما ياسين فقام وتوجه للشرفة يتأمل الفراغ بشرود
ثم أفاق علي صوت الهاتف فجذبه بأبتسامة بسيطة.

ياسين:_أيوا يا حبيبتي
يارا:_حبيبتك أه ماهو بين
ياسين:_ليه بس في أيه ؟
يارا:_أنت أخ أنت
ياسين:_طب ممكن حبيبة قلبي تهدا وتفهمني في ايه
يارا:_حضرتك ناسي أنك وعدتني أنك هتخرج معيا النهاردة تشتريلي الا انا عايزاه
وضع يده علي رأسه بتذكر:_أوبس نسيت
يارا بحزن:_وانت من أمته بتفتكر حاجة بقولك عليها
ياسين:_حبيبتي متزعليش والله نسيت أنتي عارفه اني ماسك المقر الرئيسي لحد ما جدو يرجع من السفر والشغل كله عليا بس أوعدك أول ما يرجع من السفر هخدك في المكان الا تحبيه.

يارا:_طب والبارتي بتاعت صاحبتي لازم أخرج اشتري فستان للسهرة
ياسين:_ولا يهمك هبعتلك مصممة الأزياء تعملك احلي فستان
يارا:_الحفلة بليل يا ياسين الله
ياسين بتفكير:_طب خلاص البسي وأنا هخلص شوية حاجات وجاي
يارا بسعادة:_أحلي أخ في الدنيا ربنا يخليك ليا يا حبيبي ياررب
ياسين بحزن:_ويخليكي ليا حبيبتي
أغلق الهاتف وذكريات فقدان والديه تلحقه فهو توال تربية يارا بمفرده فكان لها الأخ والأم والأب وكل شئ
ولن يقبل لأحد أن يحطمها مثلما حطم هو .
ولكن هل للمجهول أراء أخري ؟

بمكتب عز
كان يتابع عمله عندما تفأجئ بحمزة يدلف ووجهه مملؤء بالكدمات والغضب متمكن منه
عز بفزع:_أيه الا عمل في وشك كداا ؟
حمزة بعصبية:_الحيوان دا إبن أنكل عاطف مستقصدني في الجامعه
عز بغضب:_وانت صغير لما تأخد حقك
حمزة:_وجدو هيسكت
أنقض عز علي حمزة ولكمه لكمة قوية أسقطته ارضا قائلا بغضبا جامح:_جدك لو شافك مضروب هيولع فيك يا حيوان
حمزة بوجع:_اه انا ألا أفتكرتك هتكون طيب عن أخويا طلعت أبرد منه
جذبه عز من قميصه قائلا بغضب:_مين دا الا بارد يالا.

حمزة بألم:_اااه حقك عليا أنت وولاد عمك ملايكة الرحمن
تركه عز ثم أرتدا جاكيته وتقدم منه قائلا:_ادمي يا صابع البرومبة
حمزة بخوف:_علي فين ابوس ايدك بلاش ياسين ولا اخويا رعد ايديهم تقيله
عز بحذم:_استرجل يالا أنا هخدك الجامعة أشوف اذي الحيوان دا يمد أيده علي حد من عيلة الجارحي
حمزة بفزع:_وجدك يا عز الرجل ده شريكه
عز بغضب:_أمشى أدمي
وجذبه عز للسيارة ثم توجه للجامعة.

بمكتب رعد
كان مستند علي المقعد وعيناه مغلقة ثم فتحهم بشكل مفاجئ ليجد تلك الحمقاء تقف امامه تتطلع له بأعجاب شديد
رعد بغضب:_أنتي واقفه كدليه؟
السكرتيرة بأرتباك:_أنا كنت بجيب لحضرتك الملفات دي
رعد بغضب:_سيبهم عندك وأخرجي من هنا
السكرتيرة بخوف شديد:_حاضر يا فندم
وخرجت مهرولة للخارج أما هو فخرج من ممر سري لغرفة ياسين
ثم اتجه للمقعد وجلس بتعب شديد
ياسين بتعجب:_مالك يابني في أيه ؟

رعد بغضب دافين بصوته:_مش عارف يا ياسين الا عمالته البت دي هيطلع من نفوخي أنا رعد الجارحي تعمل فيا كداا
ياسين:_يابني أنسى بقاا وعيش حياتك
رعد بنظرات نارية:_مش قبل ما أخد حقي منهم
ياسين بغضب:_تاني يا رعد تاني !
رعد بعصبية:_تاني وتالت ورابع أنت مش حاسس بالنار الا جوايا
ياسين:_طب الا يريحك أيه وأنا معاك
نظر له رعد بخبث ليبتسم ياسين بمكر هو الأخر
تحالف ياسين مع الرعد تعني نهاية فورية للطرف الأخر..

بجامعة حمزة
كان يجلس وسط الكثير من الشباب وتتعال ضحكتهم علي حديث نادر المنياوي فهو يمتلك نفوذ وسلطة تجعل الكثير يلين له
كان يتابع حديثه ليسقط أرضا علي أثر ضربة قوية للغاية
رفع عيناه ليجد عز يقف أمامه بطالته الطاغية
لم يكتفى عز بضربة واحدة فقط وكيل له عدة ضربات جعلت وجهه ينزف بغزارة
ثم توجه لسيارته بعدما أنهى عمله تحت نظرات إعجاب من الجميع فعز يمتلك عينان باللون الأزرق وشعر غزير باللون الأسود وبشرة قمحية اللون
صعد حمزة بخوف بعدما رأى ما فعله عز بهذا الأحمق وعلم الآن أنه يعيش بعالم الأدغال .
وندم كثيرا علي الأستهانه بقوة عز فهو شخصية غامضة مزيج من الطيبه والقسوة بشخصا واحد.

أرتدا ياسين جاكيته ثم هبط للأسفل وسط نظرات الجميع وأعجابهم به ولكنه إعتاد علي ذلك وتوجه لسيارته ثم ذهب مع يارا لشراء ما يلزمها

بمنزل محمد
عاد والبسمة تزين وجهه بعدما طرح الأمل بكيانه ليفرح زوجته بأن الله منا عليه بعقد عمل مع أكبر شركة بمصر والعالم العربي
شركة الجارحي وأن وافقه الله سيكون لهم الكثير من الأموال والرزق لزواج إبنتيه .
سعدت صفاء كثيرا بذلك وحمدت الله أن يقدم الخير لهم ويبعد الشر عنها وعن بناتها لا تعلم بأنها ببداية الطريق لدلوف طريق محفل بالسعادة وبعض الأشواك ولكن هل ستصمد تلك الفتيات أم سيغلب أحفاد الجارحي؟!
أسرار والغاز جعلت مراد يخفي حبه عنها ويجعل خط أحمر بينه وبين حبه الوحيد ؟
كيف ستدلف تلك البسيطة حياة الرعد المتعجرف ؟
ماذا لو حاربت حصون القاسي من قبل حورية بسيطة هل سيصمد أم سيكون مصيرها كمن دلفت لحياته ؟
ماذا لو عاد كبير تلك العائلة والواضع للقوانين والسيطرة ؟
هل سيتمكن الحب من الأنتصار ام سيغلب بعاصفة الكبرياء والسلطة ؟!

أتى الصباح المحمل بهمسات مجهولة لأحفاد الجارحي
بغرفة ياسين
إستيقظ ياسين من نومه وهبط للركض لأكثر من ساعة في الهواء الطلق
ثم عاد مجددا للقصر ليتفاجئ بحمزة غافل علي الأريكة
تطلع له ياسين بغضب ثم أقترب منه
ياسين:_أنت يا بني
لا رد
ياسين بغضب وصوتا مرتفع أوقع حمزة أرضا:_أنت يا حيوان
حمزة:_مين فين لييييه
ياسين بملامح متخشبة توحي بالقتل القريب لهذا الأحمق:_أيه الا منيمك كدا.

حمزة برعب:_أنا فين أه لا دانا كنت بره إمبارح وأختصرت الطريق ونمت هنا أسهل
ياسين بسخرية:_يا رجل
حمزة:_أيوا دا الا حصل
أقترب ياسين منه في حين أنه تراجع للخلف بزعرا شديد
ياسين بصوتا منخفض وتعبيرات وجها غامضة:_الحقيقة فاهم
أشار له بوجهه سريعا فأبتسم ياسين ثم عاد للمقعد وضعا قدما فوق الأخري وبيده هاتفه يتفحص ما به
تابعه حمزة وهو يبتلع ريقه من الخوف ليرفع ياسين عيناه المملؤة بالحدة والغصب فيتحدث حمزة بسرعة كبيرة جدا فهو عالق مع كبير أحفاد الجارحي الدانجوان بنفسه
حمزة مسرعا:_خايف من أخويا.

أشار له ياسين بيده ليكمل حديثه وبالفعل أنصاع له ليكمل مسرعا:_عشان الكدمات الا في وشي لو شافها هيخلص عليا وأنا مفيش حتة سليمة
كان الصمت الحليف بينهم يتابع ياسين عمله علي الهاتف ويكمل حمزة حديثه فالجميع يفهمون ما يريد الدنجوان قوله بالأشارات لما يكلف عناءه بالحديث
حمزة بأرتباك:_نادر إبن أنكل عاطف
رفع عيناه من الهاتف لتتقابل مع حمزة ليبث الخوف بقلبه ويفتك به
وقف ياسين وتقدم منه والغضب الشديد بدي علي وجهه
حمزة بخوفا لم يرى له مثيل:_لا أبوس أيدك بلاش ضرب أنتوا مالكم ياجدعان بتتحاولوا لما بتسمعوا الأسم ليه.

جذبه ياسين بيدا واحدة ثم رفعه علي الحائط
تطلع له حمزة بفزع ووزع نظراته بينه وبين الأرض بتعجب شديد
ياسين بغضب جامح:_سايب إبن المنياوي يعلم عليك يا حيوان
رعد بتعجب:_هو في أيه ؟
حمزة بصوت مختنق:_رعد الحقني
هبط الجميع علي صوت حمزة فركضت يارا مسرعة لأخاها
يارا بخوف:_سيبه يا ياسين
ياسين:_مالكيش دعوة أنتي يا يارا
أتجهت يارا لرعد قائلة لخوف:_أبيه رعد أعمل حاجة.

رعد بعدم مبالة:_سبيه يتربا
عز بنوم:_عملت أيه علي الصبح يا زفت
حمزة بصوت متقطع:_ والله ما عملت حاجه الحقيني يا يارا أخوكي هيموتني
يارا ببكاء:_سيبه يا ياسين
ما أن رأى ياسين دموع يارا حتى تركه علي الفور وهرول إليها
ياسين بلهفة:_خلاص والله سبته
واحتضنها ياسين لتهدأ ثم قال بغضب لحمزة:_مش عارف أنت عامل فيها أيه
رعد بستغراب:_والله نفس سؤالي دا أخويا وانا نفسي أولع فيه
حمزة وهو يلتقط أنفاسه:_كح كح ربنا ينتقم منكم
رعد بغضب:_أنا الا هكمل عليك المرادي لو فتحت بوقك
عز:_خلاص يا جدعان الواد كدا هيضيع مننا
رعد:_أنا هنزل أتاخرت
سلام
عز:_مع السلامة ياخويا
وغادر رعد لمصيره المجهول الذي ينتظره ليخوض معه بمعركة غامضة .

غادر الرعد وصعد ياسين للأعلي ليبدل ملابسه فحان وقت العمل
أما بالاسفل تبقا عز يراقب يارا وهي تقوم بمعالجة الكدمات بوجه حمزة
حمزة بألم:_ ااااه براحة يا يارا
يارا بحزن:_معلش يا حمزة
ثم قالت بستغراب:_هو ايه الا عمل فيك كدا
حمزة بغضب وهو يدفشها:_قومي يابت أنتى كمان من هنا
يارا بغضب:_كدا طب تستهل الا بعملوك فيك وأكتر
وحملت يار الاسعافات الأولية ثم تركت الغرفة لتجده يقف أمامها
كانت نظراته لها غامضة لم تفهم ما تحمله تلك العيون القاسية ولكنها وضعت عيناها أرضا ثم أكملت طريقها فهو كما قال لها من قبل بمثابة أخا لها .

بمنزل محمد
قامت آية بتنظيف المنزل كعادتها صباحا وتحضير طعام بسيط لها ولوالدتها صفاء المشغول بالها بعمل زوجها فاليوم هو أول يوم له بالعمل
كتنت تدعو الله أن يعوض عليه ما فقده لأجل بناتها فالمجتمع التي تعيش به يهتم بالمظاهر كجهاز العروس والكثير والكثير
كان الحزن ملكا لقلبها لانها تعلم ما يشغل عقل والدتها ولكن ليس بأمكانها المساعدة كم ترجت والدها أن تذهب للعمل في أحدى مصانع الملابس المجاور لهم ولكنه رفض ذلك وبشدة .

تناولت صفاء بضع لقمات بسيطة ثم حمدت الله وقامت لتؤدي صلاة الظهر في وقتها حتي آية كذلك كما أعتادت منذ الصغر
أنهت أية صلاتها ثم دلفت لتحضر الغداء قبل عودة دينا من المدرسة فشردت بما مرء من حياتها وكيف تتحمل حديث مملؤء بالسخرية وتبادله ببسمة بسيطة ولكن قلبها كان يتحطم ببطئ شديد أعتادت تلك الحياة البسيطة لما يعاقبونها علي حياة فرضت عليها هل شكت لهم حالها تحمد الله كثيرا علي ما به فهناك من هم أقل منها كثيرا هناك من يقضي جوعه نوما ولكن هى تتناول طعامها يوميا فتحمد الله لا تعلم أن المجهول سيقودها لحفيدا من أحفاد الجارحي لتري معه مجهول أصعب بكثير مما هي فيه .

بشركات الجارحي
وبالأخض بالشركة التابعة لعز الجارحي
كان يتابع عمله بأحتراف كم درب من قبل عتمان الجارحي ليستمع لأصواتا بالخارج
تعجب كثيرا من هذا الأحمق الذي يثير الجدال بشركته فتوجه للخارج والغضب يتملك منه
عز بغضب:_في أيه ؟
السكرتيرة:_الست دي يا فندم عايزة تدخل لحضرتك من غير ما أعطى لحضرتك أذن
صدم عز عندما وجدها أمامه فقال بوجها خالي من التعبيرات:_كل واحد يروح علي شغله وأنتى أتفضلى أدخلى
دلفت للمكتب وهي ترمق السكرتيرة بغرور.

دلف عز والغضب يكاد يعصف به قائلا لها بصوتا مكبوت:_ممكن أفهم أنتى بتعملي أيه هنا ؟!
تالين بتكبر:_أنا أجي في الوقت الا يعجبني يا عز ماتتساش أنا أكون أيه ولا اقدر أعمل أيه
زفر عز بغضب شديد:_اسمعي يابت أنتى مش عز الجارحي الا يتهدد فوقي لنفسك قبل ما أفعصك تحت جزمتي
واقفت تالين ثم أقتربت منه بطريقة مقزازة قائلة بدلع مصطنع:_بحبك يا عز بحب قسوتك وكبريائك دا
دفشها عز لتسقط أرضا قائلا بصوت أشبه بفحيح الأفعي:_أيدك الوسخه دي لو أتمدت عليا أوعدك أنك هتمشي بدراع واحد
تالين بدلع:_كدا يا عز
عز:_ بره
نظرت له بغضب ثم خرجت وهي تتوعد له بالكثير أما هو فجلس يحسم أموره عندما يعلم جده عتمان الجارحي ما حدث بينه وبين تلك الفتاة.

بالمقر الرئيسي
وبالغرفة الخاصة بالأجتماعات كان يجلس بكبريائه المعتاد يتابع الحديث بتمعن شديد يرى نظرات إعجاب اعتاد عليها ولكن لم يبالى سوى بعمله
إنتهي الأجتماع وخرج الجميع ليرفع هاتفه يحادث إبن عمه الذي أجاب علي الفور
رعد:_أيوا يا ياسين
ياسين:_أنت فين
رعد:_علي الطريق تممت علي كل حاجة بنفسى في عامل جديد إستلم الشغل وأنا ادتله عمارة واحدة بس تحت الاختبار يعنى
ياسين:_والمعنى
رعد:_المعني اني هرجع بعد ما يخلص أشوف الشغل لو لقيته كويس هعطيله باقي الشغل لو كدا نشوف واحد تاني
ياسين بعدم مبالة:_اوك
قطع حديثهم اصطدام قوي كاد أن يفتك برعد
رعد بندهاش:_في أيه ؟

السائق:_مش عارف يافندم هنزل أشوف حالا
رعد:_أوك
ياسين بقلق:_ في أيه يا رعد
رعد:_مش عارف في حاجة بالعربية
ياسين:_أذي يعنى
هبط رعد من السيارة ليجد السائق يبدل عجلات السيارة.

رعد بهدوء مصطنع:_المفروض ان حضرتك بتشتغل عند عتمان الجارحي من 3سنين وعارف أن العربيات مبتخرجش غير بعد تدقيق ولا أنا غلطان
السائق بخوف شديد:_يا فندم دا غلط مش مقصود ممكن حاجة عملت كدا
رعد بغضب جامح:_متجدلنيش وشوف شغلك
السائق بخوف:_حاضر يا فندم
ياسين:_أهدا شوية مش كدا
رعد:_أنا هادي أهو شايفني بشد في شعري.

ياسين:_أوك يا رعد لما أشوف أخرة عصبيتك دي أيه سلام
أغلق رعد الهاتف ثم شدد علي شعره الكثيف ليتحكم بغضبه ولكن زاد أضعافا مضاعفة عندما رأي فتيات تلمحه بنظرات أعجاب
رعد بستغراب:_أيه دا ؟
السائق:_دي الظاهرة مدرسة يا فندم
صعد رعد بالسيارة بغضبا جامح من نظراتهم ثم قال بصوتا يشيه إسمه كثيرا:_أقفل الزفت داا
وبالفعل أنصاع السائق له وأغلق شباك السيارة ثم عاد ليكمل عمله
أما رعد فجذب حاسوبه وأخذ يشغل وقته بقضاء بعض الأعمال الهامة
علي الجانب الأخر
كانت دينا تعبر الطريق مع مجموعة من أصدقائها والبسمة تزين وجهها ثم تبدلت لحزن شديد وغضب جامح عند رؤيتها لبعض الشباب يضايقون رجل كبير بالسن لديه مشاكل عقلية.

كان يصرخ لرميهم الحجارة عليه ويبكى مثل الأطفال حتي ينال الرحمة التي لا تعرف الطريق لقلوبهم
تملك الغضب منها وتوجهت لهم تحت محاولات فاشلة من أصدقائها حتي لا توقع نفسها بالمتاعب ولكن لم ترى أمامها سوى شخصا عاجز يطلب المساعدة وهى لن تتخل عنه مهما كلف الامر
دينا بغضب:_أيه الا أنت بتعمله داا
الشاب:_وأنتي مالك أنتي
الشاب الأخر:_بس يالا حرام تزعل الموزه دي
دينا بغضب جامح:_أحترموا نفسكم بقا حرام عليكم الا بتعملوه دا لو والدكم ترضوا حد يعمل فيه كدا.

شاب أخر:_ههههه وأنتي مالك ياختي هو كان من بقية عيلتك
الشاب الأول:_والله أنتي عسل هههههه
دينا بدمع يلمع بعيناها:_من فضلك سيبه حرام عليك كدا
الشاب:_يالا يا بت غوري من هنا
إستمع رعد لبعض الهممات والأصوات المرتفعه فتطلع للمصدر ليرى تلك الفتاة الحمقاء من وجهة نظره لتصديها لأربع شباب بمفردها أتظن نفسها قوية لتلك الدرجة
أشتد الحديث بينها وبين الشباب يريدون فرض قوتهم علي هذا الرجل الضعيف وزاد هذا العجوز من تشدده علي يد دينا لعدم تركه لهم كأنه يتذكر ما فعله معه بأمورا مشينة.

لم يفهم رعد لم تتعارك معهم تلك الفتاة ولم يكلف نفسه عناءا لذلك فأكمل عمله علي الحاسوب
صعد السائق وقاد السيارة ليصبح رعد بالمقابل لها فيري هذا الضعيف المتمسك بيدها
رعد للسائق:_أستنا وقف العربية
وبالفعل أوقف السائق السيارة وهبط رعد الجارحي ليري ماذا هناك ؟

حاولت دينا أن تحرر هذا الضعيف من براثينهم ولكنها لم تتمكن فجذبوه بالقوة وهى تبكى لأجله قلبها يمتلأ بالحنان علي هذا المسن وهؤلاء جردوا من الرحمة
توقفت دينا عن البكاء وتحولت نظراتها لأندهاش عندما وجدت هذا الوسيم ذات الجسم الرياضي التي تراه بالتلفاز يلقن هؤلاء الشباب درسا لم يرؤه من قبل تحت صدمات دينا المتلاحقة فكانت تعتقد ان ما ترأه بالأفلام خيال وهي ترأه الآن بعيناها
أنهى رعد معركته التي يخرج منها دوما الرابح ثم توجه لسيارته وتلك الحمقاء تنظر له بفم مفتوح كالبلهاء
تركها وصعد لسيارته وهي تنظر للفراغ بصدمة
بسيارة رعد وضع يده علي قلبه بتعجب وأخذت الأسئلة تتردد كثيرا علي مسمعه
لما ترك سيارته وهبط للمساعدة ؟

أكان رفقة لهذا الرجل أم لدموع تلك الفتاة الغامضة ؟
لما شعر بزيادة ضربات قلبه عندما مرء من جوارها ؟
من هي تلك الفتاة ؟
أخرجه من بحور شروده صوت السائق حينما أخبره أن الهاتف يدق منذ مدة
فرفع الهاتف ليتفأجئ بعتمان الجارحي الكبير لتلك العائلة له هيبة خاصة به .

أنهى ياسين حديثه ثم توجه ليحتل المكان الذي لا يليق بسواه ياسين الجارحي من عمالقة رجال الأعمال الأكثر جاذبية وثراء الشاب المرغوب من الفتيات ولكن قلبه مغلق بقيود صنعه بنفسه بعدما حدث معه أخيرا نعم أحب مرة واحدة وفرض عليه التنازل عن حبه للغز مجهول ماذا لو كشف ؟
من سيدمر ؟.

بقصر عتمان الجارحي
عاد عز للقصر وتلك الأفكار تطارده ماذا لو علم عتمان بما فعله هل سيغفر له أم سيعاقبه علي خطئه مثلما عاقب أبيه من قبل
رأته يارا وهو يتوجه للأعلي شاردا فنغمس الرعب والخوف بقلبها وصعدت خلفه بخطوات مرتبكة لا تعلم أتفعل الصواب أما سيغضب عليها كالعادة
دلف لغرفته ثم جلس علي الفراش بتعبا شديد محتضن وجهه بيده
كانت تستند علي الباب وتتأمله بخوفا شديد ثم كسرت الصمت قائلة بتوتر:_أنت كويس يا أبيه.

رفع عز عيناه ليجدها تقف أمامه لا يعلم كم من الوقت تأملها لا ينكر أن نظراته لها كانت تحمل السعادة لرؤية الخوف بعيناها
صمت قليلا ثم أبتسم قائلا:_تعالي يا يارا
دلفت يارا للداخل وبداخلها خوف من أن يتحاول مجددا فهو متقلب المزاج كما تعتقد لا تعلم أن القسوة معها هو من يصنعها لأن مصيره محدود
لا يريد أن يكسرها بيده
وقفت أمامه بأرتباك ليشير بيده للمقعد:_قعدي
جلست يارا ونظرتها له بأهتمام شديد ليكمل هو قائلا:_ليه طلعتي تساليني مالي
صمتت ولم تجد الاجابة.

ليجيب هو:_طب أنا أهمك ذي حمزة
رفعت عيناها التي تأسر القلوب ثم وضعتها مجددا ما أن التقت برومادية عيناه الساحرة
تبسم قائلا:_طب حمزة مرح ورعد ممكن يكون بيشبه ياسين أنا بقا ليه أنا حد غلس موت وبرزل عليكي جدا ورغم كدا مش بلاقي منك غير الطيبة والحنان ليه يا يارا ؟
تلون وجهها بحمرة الخجل وزاد إرتباكها لتعبث بشعرها تارة وتفرك بأصابعها تارة أخري فيبتسم هو بتسلية
لتقطع لحظاته عندما وقفت وقالت مسرعة كأنها تهرب من شبح مخيف
يارا بلهفة:_هخلي الخدم يحضرولك الغدا
إبتسم إبتسامة هادئة:_أوك
فغادرت علي الفور تكاد تكون خطواتها أشبه بالركض لتصطدم بأحدا ما
حمزة بألم:_اااه مش تفتحى
يارا بتوتر:_ها أسفة
وأكملت طريقها ليجذبها بالقوة قائلا بتعجب:_مالك يابت في أيه أنتي كويسه ؟

يارا:_اه
لا
اه
حمزة:_مش مطمنلك يابت كملي طريقك أرتاح بس من الأصابات دي ونشوف أيه الا مخبياه
عز:_حمزة
حمزة بغضب:_اييييييييه
عز بنظرة تحمل الوعيد:_هو أنا سمعت صوت عالي ؟
حمزة بخوف:_لا دانا كنت بكلم البت يارا
ثم استدار لها قائلا بجدية زائفة:_مش قولت كملي طريفك واقفه ليه
يارا بتعجب:_أوك
وتركتهم وهبطت للأسفل
تحت نظرات عز الحاملة للغموض ولكنه أفاق قائلا لحمزة:_تعال ورايا.

حمزة:_هو أنت مسمعتش أنا قولت أيه من شوية بقول هتعالج من الاصابات مش هزودها
جذبه عز من قميصه لغرفة المكتب ثم أعطى له حقيبة مغلقة بها ملفات هامة وطلب منه أن يسلمها لياسين بيده فرفض حمزة وطلب منه ان يبعث أحدا من الحرس ولكنه جذب وهرول للسيارة عندما علم بأن الحقيبة تحوي أوراقا هامة تخص عتمان الجارحي نفسه
فهرول ليلتقي بمصيره هو الأخر فتلك البسطاء معركة لأحفاد الجارحي.

فتيات بسطاء أبسط أحلامهم الزواج بدون احتياج لأحد تتسم عائلتهم بصفات متغلبة علي البعض وهو تجهيز الفتيات للزفاف كيف سيكون المصير مع السلطة والنفوذ؟
من تلك الفتاة التي ظهرت بحياة عز ؟
لما يشعر رعد بأشياء غريبة تجاه تلك الفتاة ؟وهل يتسلم من الرعد المتعجرف أم ستدفع الفاتورة بقسوة ؟
ماذا لو دلفت تلك الشبيهة حياة ياسين لتذكره بماضيه المؤلم ؟

لما يضع عز خط أحمر بالعشق الدافين منذ الطفولة ؟
ما رد عتمان الجارحي عند رؤية أحفاده يطلعون لأقل من المطلوب فالمتواقع لهم الزواج من أميرات مثلما كان يخطط ؟ماذا سيكون رد فعله ؟
لكل فعل رد فعل ما هو الرد علي ما سيفعله عتمان ؟!

بالمقر الرئيسي
كان حمزة متجه لمكتب ياسين ولكنه توقف عن الحركة عندما لمح تلك الفتاة التي جذبت إنتباهه بطالتها الساحرة فهى تنجح فى جذب إنتباه الجميع بعيناها الزرقاء
حمزة بأعجاب:_أنتى جديدة هنا ؟
شذا بتعجب:_ليه
حمزة:_يعني أول مرة أشوفك
شذا بغضب:_وأنت مين أنت عشان أشوفك ولا مشفكش
حمزة بزعل مصطنع:_طب بس أهدا يا جميل
كادت أن تكمل حديثها الفظ معه ولكن اوقفها هذا العامل
:_حمزة بيه ياسين بيه في إنتظارك يا فندم
حمزة بتذاكر:_أه تمام.

وغمز لها حمزة ثم دلف للمكتب وتبقت هي تتطلع له حتى أختفى من أمامها فنظرت للعامل ثم قالت بصوتا منخفض:_هو مين دا
ابراهيم بستغراب:_حد ما يعرفش حد من عيلة الجارحي
شذا بتعجب:_دا حفيد عتمان بيه ؟

إبراهيم بتأكيد:_حمزة الجارحي الحفيد الصغير لعتمان الجارحي
شذا بستغراب:_هما كام واحد
إبراهيم بأبتسامة بسيطة:_كدا الموضوع محتاج شرح
بصى يا ستي
شذا بأهتمام:_معاك
إبراهيم:_عتمان بيه الجارحي عنده تلات أولاد وبنت واحده بس
أول إبن ليه هو محمد الجارحي ودا متوفى هو وزوجته من 10سنين عنده ولد وهو ياسين بيه الجارحي طبعا لا غنى عن التعريف
شذا بتأكيد:_طبعا
إبراهيم:_وياسين بيه مالوش غير أخت واحده يارا دى بقا حياته كلها هو ليها الأب والأخ وكل حاجة.

تانى إبن لعتمان بيه هو رضا الجارحي ودا يا ستى عايش هو ومراته بأمريكا من سنين مش بينزل خالص ماسك الشركات الخاصة بالجارحي عنده تلات أولاود رعد بيه وحمزة دا وكمان بنت إسمها ملك مسافرة مع والدها ووالدتها من سنين رافضة العيش في مصر علي عكس رعد بيه حابب الأستقرار هنا وبحكم تعليم حمزة عتمان بيه خاله هنا في مصر.

تالت إبن لعتمان بيه هو أحمد الجارحي ودا بقا يا ستي حكاية لوحده لأنه ليه مكانة خاصة في قلب عتمان بيه مش بيسيبه ذي ظله كدا مكان ما بيروح وراه عنده ولدين يحيي الجارحي ودا أغلب وقته بيكون بره مصر لانه هو المسئوال عن فروع شركات الجارحي بالخارج واخوه التانى عز بيه الجارحي أنتى عارفاه طبعا
البنت الوحيده لعتمان الجارحي فدي بقا يا ستي في المستشفي من سنين طويله ومحدش عارف السبب.

شذا بذهول:_ العيلة دي كبيرة أووي
إبراهيم:_مش كبيرة بس أي حد يفكر يقف قصاد حد فيهم بيكون بيقدم نفسه للموت برجليه
ياسين بيه القوة في حد ذاتها أقوى واحد في أحفاد الجارحي متستقليش بهدؤه دا الكل بيعمله ألف حساب وحساب محدش يقدر يقف أدامه في السوق لأنه برغم عمره الصغير بس محترف بالمجال دا عشان كدا عتمان بيه سلمه رئسة الشركات برغم وجود أعمامه لكن ذكائه الا وصله لهنا
أم رعد بيه فدا أسم علي مسمى غضبه ذى الرعد بينسف أى حد أدامه محدش يقدر يقف أدام العاصفة الكل بيتجنبها
أم عز فدا بقا كوكتيل مختلف تماما عنهم مزيج من الطيبة والقسوة بيعرف أذي يتستعمل قوته واذي يستعمل هدؤه
وحمزة بقا فده الا مش شبه العيلة دي نهائي أسلوبه مرح بيحب الضحك والهزار مالوش في الجدية والشغل والكلام دا متعلق بيارا أخت ياسين جدا وهي كمان متعلقة بيه.

شذا بأهتمام:_طب ويحيي
إبراهيم:_يحيي الضلع الرابع لأركان الجارحي بنفس أسلوب رعد بيه مبيحبش القيود بيشبه ياسين بيه كتير بس ماتنسيش أن ياسين بيه الدنجوان بتاعهم
كان هو ويحيي مش بيفرقوا بعض أبدا علي طول كنت أشوفهم مع بعض
أفتكر مرة من سنين حصل خلاف كبير بين ياسين بيه ويحيي محدش كان عارف ليه بس من يومها ويحيي ساب أدارة الشركات هنا
تلبشت تلك الفتاة بخوف شديد ليبتسم ذلك الرجل الحامل من العمر خمسون عاما قائلا بأبتسامة بسيطة "_عرفتي أنها مش عيلة كبيرة وبس
أحنا ناس علي قدنا بنمشي جوا الحيط نفسه خاليكي في نفسك ومالكيش دعوة بحد الأسلوب الا كنتي بتكلمي بيه حمزة بيه من شويه لو كان مع أخوه أو إبن عمه مكنش زمانك وقفه أدامي دلوقتي
وتركها إبراهيم وغادر لعمله وتبقت هي تفكر بحديثه عن تلك الكتلة من القسوة

بمكتب ياسين
دلف حمزة ليجده يجلس بكبريائه المعتاد يتابع عمله علي الحاسوب بتركيز وأحتراف
حمزة ببعض الخوف:_الملفات أهي يا ياسين
ووضعهم حمزة علي المكتب ثم توجه للأنصراف سريعا ولكنه تلبش مكانه عندما إستمع لأسمعه من فم الأسد بنفسه
ياسين:_أستنا هنا أنا سمحتلك تخرج
أستدار حمزة بخوف ثم قال:_محبتش أعطلك
ياسين بهدوء:_تعال يا حمزة
تقدم حمزة منه ثم جلس حينما رأي أشارة ياسين له بالجلوس.

أغلق ياسين حاسوبه ثم وقف وتوجه لحمزة الذي وضع يده علي وجهه بتلقائية ليبتسم الدنجوان إبتسامة لا تليق لأحدا سواه ثم قال:_ما تخافش مش هعمل فيك حاجة
حمزة:_يعني أشيل أيدى
زفر بغضب قائلا:_شيلها
رفع حمزة يديه لينظر له برهبة بأنتظار حديثه
ياسين بهدوء يعاكس طبعه الحاد:_أنا عارف يا حمزة أن طبعك مختلف عننا حتي رعد أخوك مش بتشبهه ودا شئ خارج عن أردتك ومالكش دخل فيه بس ألا ليك تتحكم فيه هو شخصيتك واحد ذي الزفت ابن المنياوي دا بعد الا عمله معاك هيفتكر أنك ضعيف.

حمزة:_وأنا يعني كنت هعمل أيه
ياسين بصوتا غاضب:_تدافع عن نفسك مش تسيبه يعلم عليك كدا
حمزة ببعض الخوف:_حاولت يا ياسين بس هو كان أقوى مني
هنا إبتسم الدنجوان بخبث قائلا:_ودا الا النقطة الا أنا بكلمك فيها أنا هعلمك أذي تدافع عن نفسك
حمزة بصدمة:_بجد يا ياسين !
ياسين بجدية:_بعد الشركة تكون في الصالة الرياضيه بتاعتي بس الا في أوضتي عشان محدش من ولاد عمك يتريق علي سعاتك
حمزة بصدمة وهو يحدث نفسه بصوتا منخفض:_نهار اسوح الدنجوان هيدربنى معنى كدا اني هكون أقوى من الكل ذيه ومحدش هيقل معيا بعد كدا
ياسين بعدم فهم "_أنت بتقول أيه ؟

حمزة بفرحة:_والله ما بقول حاجة من النجمة هتلقيني بغرفة العمالقة بتاعتك دي نجمة أيه دانا هروح أستناك من دلوقتي
وركض حمزة وهو يتحدث مع نفسه ويتابعه الدنجوان بنظرات مملؤة بالسخرية
وضع يده علي شعره البني الكثيف قائلا بملل:_شكلك هتتعبني معاك يا غبي ثم إبتسم بخبث:_ بس علي مين دانا الدنجوان

بمنزل دينا
عادت دينا من المدرسة وهى شاردة فى هذا الشاب الوسيم حتي أنها لم تلقي التحية المعتادة بالمنزل
كانت آية ترتب الأريكة حينما رأت دينا تدلف وهي بوادي أخر يبعد آلاف الآميال عنها فأتجهت إليها بستغراب:_دينا
لا رد
دينااااااااا
فزعت دينا وقالت بغضب:_أيه خضتيني يا شيخة الله.

وضعت يدها علي خصرها قائلة بسخرية:_هو أنا دخلت عليكي أوضة مقفولة أيه الغباء ده
لم تجيبه دينا وخلعت حقيبتها ثم جلست علي الأريكة تخلع حجابها هنا تملكت الدهشة من آية كيف لتلك المشاكسة عدم مجادلتها بعدما إثارت جدلاها بالحديث
جلست آيه علي الآريكة المقابلة لها قائلة بتعجب:_مالك يا بت في أيه
دينا:_شوفتي يا بت يا آية أبطال الهند ألا يخرج من عربيته كدا أيه ويضرب الناس في الأفلام
آية بسخرية:_والله أنا قولتلك الأفلام الهندية هتلحس عقلك مفيش فايدة أنا هقوم أحضر الغدا
جذبتها دينا لتجلس:_أستنى بس ماما فين الأول
آية بستغراب:_عند نانا من الصبح ليه ؟
دينا بسعادة:_حلو اوووي إسمعي بقا يا ستي.

بمكانا أخر بأيطاليا
علي مكتب من أفخم ما يكون كان يجلس شابا في أوائل العفد الثالث من عمره يمتلك ملامح جاذبة للغاية عيناه بلون الخضرة شعره أسود كعيون الليل الكحيل نعم أنه يحيى الجارحي
كان يتابع عمله بأحتراف فهو من يدير شركات الجارحي بأيطاليا منذ سنوات جعل الشركة من رواد الشركات الأيطالية فعتمان الجارحي درب أحفاده جيدا ليتمكنوا من حماية تلك المملكة التي ورثها عن أبيه.

ترك العمل من يديه ثم تأمل تلك الصورة إلي جانبه ليحتل الحزن قسمات وجهه
صورة كبيرة هو بها ورفيقه المقرب ياسين الجارحي وتلك المجهول بينهم التي كانت سبب العداوة بينهم تلك التى حطمت خطوط كونت منذ سنوات وسنوات
دلفت السكرتيرة لتيقظه من زمانا عاش به بحبا مع رفيقه
(الحوار مترجم )
الفتاة:_هناك فتاة بالخارج تريد مقابلتك سيد يحيى
يحيى بستغراب:_من هى ؟!

السكرتيرة:_لا أعلم
يحيى:_حسنا أدخليها
السكرتيرة:_كما تريد سيدي
دلفت بخطوات أشبه للركض
ملك بسعادة:_أبيه يحيى
يحيى بفرحة:_ملك
أرتمت بأحضانه ليحتضنها بسعادة ثم أكمل بندهاش:_أنتى بتعملي أيه هنا ؟
ملك بأبتسامة جميلة:_بلاش أجى أشوفك
يحيى:_لا طبعا

أقتربت من المكتب لتصبح وجهها أمام وجهه مباشرة:_طب أيه رأيك بالمفاجئة دي
إبتسم إبتسامة ساحرة ثم قال:_مش وحشة
عبثت بوجهها الطفولي ليبتسم بتسلية كما أعتاد مضيقتها منذ الطفولة فأكمل بصوتا مصحوب بضحكة جميلة:_جميله جداااا
عادت للضحك من جديد قائلة بغرور:_عارفة أني جميلة جداا
يحيى بسخرية:_يا سلام
ملك بمكر:_أينعم وكمان واثقة أن إبن عمي العسل داا هيخدني جولة في أيطاليا
إنفجر يحيى ضاحكا ثم قال بسخرية:_بس إبن عمك العسل دا عنده شغل كتير جدا ولو جدك رجع من الأجتماع ممكن يخلص عليا وعليكى
ملك بغضب طفولي:_طب مينفعش نهرب
لم يتمالك يحيى نفسه من الضحك ليبدو أوسم مما هو
مين الا هيهرب.

كان صوتا قادما من خلفها لتتخشب ملامح وجهها وتلتفت له بخوف لتجده أمامها عتمان الجارحي بهيبته الطاغية بنظارته التي تعطيه رونق خاصا
وقف يحيى لتتراجع ملك ببعض الخوف وتتمسك بذراع يحيى بطفولية لا طالما أعتادت علي ذلك ولكن لا تعلم أنه يقاسي لأجلها يراها ملكة قلبه وتراه هو أبيه
يحيى:_اتفضل يا جدو.

وبالفعل تقدم عتمان ليجلس محل يحيى بكبرياء علمه لأحفاده فكيف يكون لنفسه ؟!
عتمان لملك:_ها يا ملك كنتى بتقولى أيه ؟
ملك بخوف:_مش أنا دا أبيه يحيى هو الا كان بيقول
كبت يحيى ضحكاته ثم قال:_كنت بقول أنى هعدي على المصانع وبعدين أخد ملك أفرجها علي أيطاليا
عتمان وهو يتابع الملفات أمامه:_أوك رضا أخباره أيه يا ملك
ملك بتوتر:_الحمد لله يا جدو
عتمان:_تقدروا تخرجوا عشان أكمل مراجعة الملفات
هرولت ملك للخارج كمن نالت حريتها لسنوات وجذب يحيى جاكيته وخرج هو الأخر يكبت ضحكاته علي تلك الطفلة الحمقاء

بمنزل دينا
آية:_الله يخربيتك طب أفردي إبن الحلال ده مكنش أدخل كان زمانهم عملوا فيكى أيه ؟
دينا بغضب:_وأنتى عايزاني أسيبهم يضربوه
آية:_لا طبعا مش كده بس علي الأقل تطلبي المساعدة من أي حد جانبك
دينا:_هو دا الا همك ومش همك الموز الا شوفته
آية:_ما هو دا أنا جايلك فيه يا أستاذة يا محترمه ربنا أمرنا بغض البصر وأنتى أيه ما شاء الله جبتي شعره ولون عينيه ووسامته لا ما شاء الله قمة الأدب
دينا بغضب:_بتتريقي عليا
آية بسخرية:_لا لسمح الله بفوقك
دينا:_والله يا بت المنظر الا شدني أنتي عارفاني كويس بقولك والله نفس الا بشوفه بالأفلام نزل من عربية أخر موديل وبسواقها وكمان لبسه ولا إبن رئيس جمهورية
آية:_يا بنتي كفيااا بتأخدي سيئات كدا
دينا:_ياررب يا آية تشوفي الا أنا شوفته
آية:_أنا هقوم أحضر الأكل أصل أتجنن عليكى
وتركتها آية وتوجهت للمطبخ تحضر الطعام بينما هي شاردة به .

بالمساء
عاد رعد للقاهرة بعدما تمم الأتفاقية مع محمد علي أنه سيعود حينما ينتهي هو وعماله من العمل ليقيم عمله ثم بعد ذلك يحدد مصيره
صعد لغرفته يرتاح قليلا وتلك الفتاة البسيطة بخاطره عيناها السمراء ولون بشرتها الغامق نظراتها الحاملة للقوة والضعف في ذات الوقت وذلك الحجاب الذي كان يحفظها من النظرات.

نعم رأى فتيات بحجاب من قبل ولكن ذات البشرة القمحية جذبت إنتباهه عندما وقعت عيناه عليها
لم تتركه منذ أن رأها حتي قلبه يرفرف مثلما الطير بالسماء
دلف للحمام السباحة الخاص بغرفته ثم هبط لدقائق تحت المياه الباردة لعلها تختفى من رأسه ولكن هيهات لم تقبل ذلك وظلت متشبسة به
صعد لأعلي المياه عندما شعر بحاجته للهواء يمسد علي شعره الغزير ثم يفتح عيناه الرمادية ليجد عز أمامه وبيده الهاتف
رعد بتعجب:_في أيه ؟

عز:_ملك بتحاول توصلك وتلفون سعاتك مقفول
رعد بتذاكر:_أه البطارية خلصت
وناوله عز الهاتف ثم خرج لغرفته
بينما صعد رعد الدرج الموجود بقاع المياه قائلا ببسمة تزين وجهه:_أخيرا أفتكرتيني
ملك بغضب:_أنا على طول فاكراك أنت الا ناسينى يا أستاذ رعد الجارحي
إبتسم رعد ثم أرتدا قميصه بأهمال قائلا بتحذير:_طب خالى بالك من الرعد
ملك:_كدا طب ماشي يا رعد أنا مخصماك هه
رعد:_مقدرش علي زعلك يا لوكة.

ملك:_مخصماك
رعد:_خلاص بقا
ملك:_تيجى أمريكا هصلحك
رعد:_طب ما ترجعى أنتى مصر
ملك:_مش واخده علي الجو عندك وبعدين هسيب مامى وبابى لوحدهم
رعد بألم:_ماما عامله أيه ؟
ملك:_الحمد لله يا حبيبي طمنى علي حمزة
رعد:_ذي ما هو غبي وكل يوم يتضرب
ملك:_ههههههه أنا مش عارفه دا أخوك أذي طب أنا أختك وقوية
رعد بسخرية:_ما هو واضح ياختي للأسف الشديد محدش فيكم طالعلي
ملك بحزن ليحيى الجالس بجانبها:_شايف يا أبيه يحيى رعد بيقول عليا ضعيفة
رعد بستغراب:_هو يحيى بأمريكا.

ملك:_لا أنا بأيطاليا
رعد:_طب أدي الفون ليحيى
ملك:_أوك
وبالفعل أعطت الهاتف ليحيى الذي ألتقته بشتياق لصوت الرعد
رعد بحزن:_أذيك يا يحيى
يحيى:_أهلا يا رعد أخبارك
رعد:_أنا كويس أنت الا أخبارك ايه
يحيى بغموض:_أحسن بكتير أطمن
رعد:_بقالك كتير مكلمتنيش ولا حتى أخوك عز
يحيى بألم:_ساعات بننجبر على البعد عشان الفراق ما يبقاش صعب يا صاحبى
رعد بحزن:_واثق أنك برئ يا يحيى.

يحيى بوجع:_بس هو لا
رعد:_أكيد هيجى اليوم الا الحقيقة فيه تبان
يحيى:_ولحد اليوم دا أنا هفضل هنا
كاد رعد أن يتحدث ليقاطعه الصوت الذي أشتاق يحيى لسماعه
ياسين:_رجعت أمته يا رعد ؟
رعد بأرتباك:_من ساعة
ياسين:_البس هدومك وتعاللى المكتب
رعد:_حاضر
وغادر ياسين إلي غرفته ليبدل ثيابه هو الآخر
أما رعد فأنهي المكالمة مع يحيى الذي إستمع لصوت ياسين بحزنا شديد

توجه ياسين لغرفته وخلع جاكيته بأهمال ليتفأجئ بحمزة يرتدي ملابس للملاكمة مضحكة للغاية
لم يتمكن ياسين من السيطرة علي نفسه وضحك بشدة علي هذا الأحمق
حمزة بغضب:_بتضحك علي أيه الله
نجح الدنجوان بالتحكم بنفسه ثم قال:_أيه الا أنت عامله فى نفسك دا
حمزة:_مش أنت قولتلى جهز نفسك.

ياسين:_قولت جهز نفسك مش أعدم نفسك أيه الا أنت مهببه دا
كان يتحدث وهو يشير علي الشئ الغامض الذي يرتديه حمزة علي رأسه
حمزة:_مش عارف والله أيه دا لقيتها مع البدالة قومت لبسها
ضغط علي شعره البني الغزير ليتحكم بغضبه الذي سيفتك بهذا الأحمق قائلا بصوت محتقن من الغضب:_خاليك هنا هغير هدومي وجاي
حمزة بسعادة:_أوك
وأبدل ياسين ملابسه لبنطلون أسود وتيشرت من اللون البني يشبه لون عيناه ضيق يبرز عضلات جسده ليجعله كمدرب كمال أجسام

شعرت بالملل فخرجت للشرفة لعل الهواء الطلق يكون لها الشفاء ولكنه كان المحطم لها عندما رأته يقف بشرفته هو الأخر يتحدث بهاتفه بغضبا جامح
عز بغضب:_أنتى عايزه أيه ؟
إسمعى يا زبالة أنتى الورقه

العرفى دي تبليها وتشربي مياتها

مش عز الجارحي الا يتهدد يا روح أمك أعلي ما فى خيرك أركبيه
وأغلق عز الهاتف وهو يزفر بغضبا جامح ليتفأجئ بها تقف والدمع يلمع بعيناها
عز بغضب شديد:_أنتى واقفه كدليه
ما أن أكمل حديثه حتي دلفت مسرعة للداخل والبكاء حليفها أم هو فألقى الهاتف بعصبية شديدة ليتهشم لألف قطعة .

أبدل رعد ملابسه وتوجه لغرفة ياسين لينصدم من التالي
حمزة ملقي أرضا يصرخ ألما وياسين بأنتظاره ليقف مجددا
رعد بندهاش:_هو في أيه؟
حمزة بصوتا متقطع من الألم:_ح ب ي ب ق ل ب ي ي ا ر ع د ا لح قن ي
(حبيب قلبي يا رعد ألحقينى)
رعد بسخرية:_مش لقى الا الدنجوان الا يدربك
وقع أرضا ليقول بغضب:_غبي
خلع ياسين القفازات الذي يرتديها قائلا لرعد:_سبك منه شوية وهيفوق تعال ورايا
وبالفعل أتبعه رعد لغرفة المكتب الخاصة لياسين
ياسين:_الملفات دي واقفة علي توقيعك ثم أكمل بسخرية وغضب مكبوت:_ولازم حد يبعتها للأستاذ فى أيطاليا يوقع عليها
رعد بهدوء:_مش كفيا بقا يا ياسين
أكمل ياسين تحضير الملفات بعدم فهم:_كفيا أيه ؟

رعد:_الا بتعمله فى يحيى ده
رفع عيناه بكتلة من جحيم تزينها قائلا بصوت يحمل تحذيرا للرعد:_متتكلمش في الموضوع دا تانى يا رعد
رعد:_بس هو مالوش ذنب فى موتها
ياسين بصوتا مرتفع للغاية:_قولتلك متفتحش الموضوع دا تانى محدش ليه دخل فيه فاهم
رعد بحزن علي حال رفيقه:_ذي ما تحب
وجذب رعد الملفات وخرج من الغرفة حزين علي ما وصل إليه الدنجوان
أما بالداخل
فحل الغضب قسمات وجهه حتي أنه أخرج صورة محتفظ به بمكتبه يتأملها بحزن شديد ثم ضغط علي النصف الأخر الذي يحمل صورة يحيى بغضب شديد يفتك بالشديد.

تقلبت من اليسار لليمين بأزعاج رهيب
ترى أنها تخطو طريقا مملوء بالأشواك وقدميها تنزف بشدة دموعها تنهمر بغزارة
ثم رأت شخصا غامض الملامح ينثر لها الأشواك التى تجرح قدماها
حاولت آية الصراخ ولكن لم تستطع فالأشواك تزداد وقدمها تزداد في النزيف أكثر وأكثر
تساقطت الدموع علي وجهها ولكن لم تكن كفيلة لأخراجها من حلمها المريب الذي سيلاحقها قريب على يد الدنجوان نعم سيكون هو مصيرها .
إستمعت دينا لصوت شهقات بكاء مكتومة فألتفت لتجد أختها تبكى بنومها فأسرعت لأيقاظها
إستيقظت آية علي هزات قوية من يد أختها لترتجف وهي تردد أسم الله الحافظ من كل شئ هو الله الرحمن الرحيم المالك القدوس
لتشعر ببعض الراحة عندما تتألوا دينا عليها بعض الأيات القرانية الكريمة فتبدأ تشعر بالراحة
ثم شعرت بالأرتياح لسماع أذان الفجر فقامت مسرعة تلبي نداء الله لها .

علي الجانب الأخر
كان يرى ماضيه يعاد من جديد كعادته كل ليلة ولكن تلك المرة يرى أمامه فتاة تشبهها كثيرا بل هى التي كانت بيوما معشوقته الخائنة التى خالفت بوعدها له
يجدها أمامه ولكن فرقا بسيط أن تلك الفتاة ترتدي شيئا غريب يخفيها منه ومن الأخرين لا يعلم ما هو كل ما يراه أنها تشبهها كثيرا
أفاق ياسين مفزوعا من نومه والعرق يبلل وجهه وجسده ليزيح الغطاء عنه ثم خرج بالشرفة يرتشف المياه بغزارة لرؤيته هذا الحلم هل ستعود حوريته المجهولة لحياته من قبل ما هذا الحلم المريب الذي يلاحقه من تلك الفتاة التى تحتمى بهذا الشئ الغريب ؟
كل تلك الأسئلة منحها ياسين لنفسه ولكن ماذا لو صار الحلم حقيقة ؟!

من تلك المجهولة التي فرقت بين ياسين ويحيى ؟
ماذا لو رأى رعد تلك الفتاة مجددا ؟!
هل يوجد أحد بحياة عز وهل ستتمكن منه أم سيتمكن منها ؟
ملك _يارا _يحيى _عز ضحايا لمسمى الأخوة وأبيه فمنهم المعاكس والعاكس كيف ذلك؟
وأخيرا ماذا لو عاد عتمان الجارحي ليعلم حقائق عن أحفاده ستجعل عاصفة من الغضب تحل بقصر الجارحي
كيف ذلك؟


تااااابع ◄

 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال