رواية أحفاد أشرار الجزء الثانى
فى صباح يوما جديد محمل ببداية لمجهولا غامض
بمنزل آية
لم تذق طعم النوم منذ حلم البارحة حتى صباح اليوم
دلفت لأيقاظ دينا حتى تستعد لمدرستها ثم أعدت الفطائر السريعة لها ولأختها حتى تذهب لرؤية جدتها المريضة فوالدتها لم تعد منذ أمس لمرضها .
إستيقظت دينا من نومها ثم أبدلت ثيابها وتوجهت لمدرستها
أما آية فرتبت المنزل وتوجهت لترى جدتها .
بقصر الجارحي
دلف ياسين لغرفة يارا ليقظها حتي تلحق جامعتها فوجدها مستيقظة وعيناها متورمة من البكاء
ياسين بفزع:_ يارا مالك ؟في أيه؟
تطلعت له قليلا ثم أنفجرت باكية بأحضانه قائلا ببكاء:_ماما وبابا وحشونى اووى يا ياسين
أغمض عيناه بألم يعتصف وجع قلبه ثم فتحها مجددا بقوة قائلا بصوتا يغمره الحنان:_خلاص بقا يا حبيبتى هو أنا أثرت معاكى في حاجة ؟
أشارت له بمعنى لا فأخرجها من أحضانه قائلا بزعل مصطنع:_مش بين واضح أنى كنت اخ فاشل
يارا بلهفة:_لاااا أنت أعظم أخ في الدنيا كلها.
وأزاحت دموعها ليبتسم بأنتصار قائلا:_طب عشان الكلمتين الحلوين دول ياسين الجارحي هيتكرم وبنفسه ويوصل حبيبة قلبه للجامعة
يارا بفرحة:_بجد يا ياسين
ياسين ببسمة جاذبة:_بجد يا حبيبتى يالا قومي غيرى هدومك
يارا بسعادة:_حالا
وركضت يارا إلي خزانتها بلهفة شديدة
أما ياسين فتوجه لغرفته حتي يبدل ثيابه هو الأخر .
بمنزل والدة صفاء
كان عليها الذهاب لمصر لمتابعة الكشف مع الخاص بحالتها فأخبرتهم أنها ستذهب في الحال بأصطحاب آية كالعادة
وبالفعل أعدت آية نفسها للذهاب لمصر كالمعتاد فجدتها تتابع بالمشفى الحكومى الخاص بالسكري وتذهب شهريا لجلب دواءها
صعدت معها للقطار وقلبها ينبض بشئ غريب يحوي الخوف والفزع لا تعلم لماذا ؟!
فجذبت مصحفها الصغير الذى لا يفارقها أينما كان وإنشغلت بتلاوة أياته الكريمة التي تريح الأنفاس
بأيطاليا
وبالأخص بقصر الأحلام فهو للجميع إنجازا متميز مصمم بطريقة إحترافية فهو مالكا لعائلة الجارحي
بغرفة يحيى
دلفت بهدوء حتى تفزعه كما أعتادت منذ الصغر لا تعلم أن السحر أنقلب علي الساحر
توجهت للفراش ثم سحبت الغطاء لتجده فارغ فألتفت لتبحث عنه ولكنها صرخت فزعا عندما وجدته خلفها .
ضحك يحيى ثم قال بمرح:_المفروض أنا الا أخاف صح !
ملك بغضب شديد وهى تستقيم بوقفتها:_المفروض
توجه يحيى لخزانته ثم جذب قميصه ليرتديه تحت نظراتها الخجلة ولكنها شغلت عيناها بلوحة موضوعة بركنا بالغرفة رفعت الغطاء لتتفأجئ برسمه كبيرة تحوي عائلة الجارحي جميعهم بكبرياء وعظمة
ملك بزهول:_أنت بترسم ؟!
يحيى بلا مبالة وهو يصفف شعره:_أيوا
ركضت إليه سريعا ثم جذبته للمقعد وجذبت مقعد أخر وجلست أمامه مباشرة
تحت نظراته المملؤه بالدهشة
ملك بسعادة:_يالا
يحيى بستغراب:_يالا أيه ؟
ملك:_أرسمني
يحيى:_دلوقتي
ملك:_أيوا ولا عشان ملامح حلوه مش هتعرف ترسمنى
إبتسم بسخرية لتلك الحمقاء كيف يخبرها أنه رسم لها الآلآف من الرسومات:_مش حابب أرسمك
ثم وقف ووضع الأسكتش والأقلام التى وضعتهم ملك علي قدميه ثم توجه للمرآة مجددا وأكمل تصفيف شعره
ملك بغضب:_كدا ماشى أنا مش هكلمك تاني
يحيى وهو يتصنع اللامبالة:_أوك
ملك بغضب أكبر:_ومش هخرج معاك.
يحيى ببرود:_أفضل
ملك بحزن:_وهسيب البيت
يحيى وهو يضع برفانه:_لو البيت مش عاجبك مفيش مانع تروحي أي أوتيل
ملك بدمع يلمع يعيناها:_مش عايزة أكلمك تانى
وحملت حقيبتها الصغيرة ثم توجهت للخروج لتجده يقف أمامها بفزع عند رؤية دموعها
يحيى بخوف:_أنتى زعلتي يا ملك ؟
دفشت يده بعيدا عنه بغضب شديد قائلة بدموع:_لا مش زعلانه أنا هروح أي أوتيل
يحيى بهدوء:_أنا كنت بهزر معاكى
ملك بدموع:_أنت مش بتهزر أنتى مش مستحمل قعدتى معاك
صدم يحيى وظل يتطلع لها لم يشعر بثقل لسانه فكم يتتوق لرؤيها كيف يخبرها أنها نبض قلبه ؟
خرجت ملك من المنزل بأكمله وهو مازال يفكر بحديثها
جلس علي الفراش بأهمال يترنح من ذكريات مرءت عليه ليفقد السند والدعم نعم هو وياسين السند والدعم القوى الذي فقده بسبب تلك المخادعة.
بلاش بااااك
بقصر عتمان الجارحي
يحيى بغضب جامح:_واضح أن كلام المرة الا فاتت مجبش معاك نتيجة لكن المرادي جايز تفهم التعليمات كويس
ولكم يحيى عز بغضب جامح ليترنح أرضا
رعد في محاولة للتحكم بيحيى:_خلاص يا يحيى سيبه
يا ياسين
هبط ياسين مسرعا وأتابعته هى لترى ماذا يحدث ؟
ياسين بصدمة لرؤية يحيى يبرح أخاه ضربا فيحيى قوي البنية لا يقوى عليه سوى الدنجوان حتى رعد لم يقوى علي فض النزاع
هبط ياسين مسرعا وأبعد يحيى عن عز بصعوبة شديدة
ياسين بعصبيه:_سيبه
ممكن تفهمني فيه أيه ؟
يحيى بغضب وهو يحاول الوصول لعز مجددا:_الحيوان داا مش بيفهم بالكلام سبنى أربيه
ياسين لرعد:_خده يا رعد من هنا
وبالفعل حمل رعد عز وصعد به للأعلي وتبقت هى تتأمله من أعلي
ياسين:_أقعد.
يحيى بغضب:_مش هقعد
ياسين بهدوء مميت:_قولتلك أقعد يا يحيى
وبالفعل أنصاع له يحيى وجلس والغضب يتلون بعيناه
ياسين:_فاهمني في أيه
يحيى:_الزفت دا كل يوم يرجعلى من بره وش الصبح لا وأيه سكران سيادته مش لقى الا يقفله فاكر أن بسفر جدي وبابا يعيش بحريته
ياسين:_وأنت شايف ان دا الحل
نظر له يحيى بعدم فهم ليكمل هو:_أنك تمد أيدك علي أخوك
زفر يحيى بغضب ثم قال:_والحل أيه ؟
ياسين:_عمر الحل ما كان بفرض القوة يا يحيى وانت عارف عز بيجى بأيه
أحسبها صح يا أبن عمي
وصعد ياسين للأعلي تاركه يحسم أموره
صعد ليجدها تقف والخوف بدي عليها
ياسين بستغراب:_واقفه كدليه يا حبيبتى
روفان بتوتر:_ها أنا طلعت علي أصواتكم العالية
أحتضنها ياسين بحبا شديد قائلا بحنان:_أسف يا عمري هحسبهم بعدين
روفان بعدم فهم:_ليه تعاقبهم ؟
إبتسم ياسين قائلا:_أيه حد يزعج أميرتي هيكون مصيره حساب الدنجوان
إبتسمت إبتسامة بسيطة ثم قالت:_وأنا بموت في الدنجوان وعقابه
ضحك ياسين بصوتا جاذبا ثم حملها بين ذرعيه وتوجه لغرفتهم
بعد قليل صعد يحيى هو الأخر لغرفته
ومازال شاردا في حديث ياسين
خلع قميصه ثم ألقى بنفسه علي الفراش وأغمض عيناه حتى يقاوم ألم رأسه التى تهاجمه.
شعر يحيى بحركة غريبة بالغرفة ففتح عيناه ليجدها تتأمله بنظرات غامضة سحب قميصه ثم أرتداه بشكل سريع وأهمال ثم قال:_فى حاجة يا روفان ياسين كويس
أقتربت منه ونظراتها تتفحصه بطريقة مقزازة ثم قالت:_لحد أمته هتتجاهلنى يا يحيى
يحيى بعدم فهم:_أتجاهلك مش فاهم ؟
أقتربت منه بطريقة مخله وهو بصدمة كبيرة لا يقوى أن يتقبلها
روفان:_أنت عارف كويس أنى بحبك أنت يا يحيى عمرك ما كنت ليا صديق أنت أكتر من كدا
دفشها يحيى ليقول بغضبا جامح:_أنتى مجنونه صح أيه الجنان ده
روفان:_أنا فعلا مجنونه بس بحبك أنت يا يحيى كنت غلطانه لما أختارت أكون مرت ياسين الجارحي أنا بحبك يا يحيى بحبك أووي ومستعدة أطلب الطلاق من ياسين عشانك.
قاطعها صفعة قوية من يده أسقطتها أرضا
يحيى ببركان من جحيم:_ألا سمعته دا مش هقوله لحد عارفه ليه لان حياتك هتكون التمن عارفه لو ياسين كان هو الا سمعك دلوقتى كان زمانك مدفونه بسابع أرض
وتوجه يحيى للباب ثم فتحه بعصبيه شديدة
:_أخرجي من هنا مش عايز أشوف وشك تانى والا صدقينى أنا الا هخلص عليكى مش هو
وقفت وعيناها يتطير منها الشرار تتوعد له بالهلاك لرفضه لحبها المتيم
خرجت تتوعد له بالكثير ولكن لن تنال سوى الكثير والكثير .
أفاق يحيى من بركان الماضى علي صوت أحدا ما يهبط الدرج فخرج ليجد ملك تحذم أغراضها وتتوجه للخروج
هبط مسرعا خلفها ثم اوقفها قائلا بسخرية:_أيه دا بجد ؟!
ملك ببكاء:_لو سمحت يا أبيه أوعى من طريقى أنا كنت غلط لما جيت من أمريكا هنا أنت أصلا مش حابب وجودي
حمل يحيى الحقيبة ثم قال:_بطلى هبل يا ملك
جذبت منه الحقيبه بغضب:_مش هقعد هنا تانى
يحيى بهدوء:_ملك متختبريش صبري أكتر من كدا وأطلعي على أوضتك.
ملك بعند:_أنا مش هطلع فى أي مكان هخرج من هنا وحالا
جذبها يحيى للدرج ولكنها لا تستمع لحديثه وتدفشه بعيدا عنها لتكف عن الحركة عندما يهوى علي وجهها بصفعة قوية نزفت علي أثرها
نظرت له بصدمة وهو بغضب:_أنتى عايزة أيه أوك أنا موافق أرسمك موافق أتجرح من جديد أحفظ ملامحك أكتر من كدا وأتحمل الآلم الموجود بقلبي عشان سعاتك شايفني مجرد آبيه ليكى.
نظرت له بصدمة ليجذبها بالقوة لغرفته ثم دفشها على الفراش وفتح خزانته وأخرج منها صورا كثيرة وألقاها بوجهها
صدمت ملك لرؤيتها صورا كثيرة وأسكتش خاص يحوى صورا مرسومة بيده لها
لم تشعر بتلك الدمعة الخائنة التى هوت علي وجهها لا تعلم هل البكاء لم فعله أم صدمة لما تستمع له
يحيى بحزن:_كل دول ليكى أنتى كل ما أقرب منك خطوة بتبعدينى ألف.
أنا ليكى مجرد أخ وبس من وجهة نظرك أهتمامى بيكى خالكى متشوفيش مسمى للعلاقة غير آبيه صح
رفعت عيناها البنية لتلتقى بعذاب ملأ عيناه ليجعلها من خضرة الأعشاب لأرض بور
لم يتحمل يحيى نظراته وخرج مسرعا من المنزل بأكمله يقود سيارته بجنون لا يعلم لأي وجهة يقودها ولكن ما يعلمه أنه بحاجة للسكون .
أما هي فسمحت لنفسها تفحص اغراضه لتكتشف حبا مخفى بقلبه العاشق .
بجامعة يارا
أوصل ياسين يارا بسيارته الخاصة ثم هبط ليصلها للداخل تحت نظرات إعجاب من الفتيات
الفتاة الأولي:_مش ده ياسين الجارحي
الفتاة الأخرى بهيام:_أيوا هو بجماله يخربيت كدا
فتاة أخري:_أنا سمعت أنه كان متجوز
الفتاة الأولى:_أيوا وأنا كمان سمعت كدا بس مرأته ماتت
فتاة أخري:_اكيد ماتت من دعوات البنات عليها أو من الحسد
ضحكت الفتيات وظل سر وفأة روفان أمر مخفي حتى على ياسين.
عاد ياسين لسيارته بعدما أوصلها ليفتح له السائق الباب مسرعا فيعتلى سيارته بكبرياء
جذب الحاسوب وعمل على بعض الأوراق الخاصة به ثم استمع لصوت هاتف يأتى من أمام
السائق بخوف:_أنا أسف يا بيه
ياسين بهدوء:_عادى رد
السائق بسعادة:_بجد
ياسين بوجها خالى من التعبيرات:_ذي ما سمعت.
وبالفعل رفع الشاب هاتفه ليوقف السيارة بصدمة كبيرة والدمع سال من عيناه
تعجب ياسين ثم سأله بأهتمام عن ما به ليعتذر الشاب بخوف لما ارتكبه فهو يعلم عائلة الجرحي جيدا
ولكن تفاجئ بياسين يسأله عن ما به فقص عليه ما اخبرته به والدته عبر الهاتف أن والده مريضا للغاية وأنه بمشفى السكري الحكومي
ياسين:_طب ما أخدتهوش ليه عند دكتور متخصص المستشفيات الحكومية دي ذي عدمها
الشاب بدمع وحزن:_أحنا ناس علي قدنا يا بيه هنجيب منين فلوس لدكتور ذي دا
ياسين بغموض:_اطلع علي المستشفى
السائق بصدمة:_مستشفى أيه ؟
ياسين:_الا والدك فيها
السائق:_بس يا فندم
قاطعه ياسين بحدة:_أظن سمعت كلامي كويس
الشاب بفرحة:_أيوا يا فندم حالا
وتوجه الشاب سريعا للمشفى او للقدر الذي سيبدل حياة ياسين الجارحي
بالمقر الرئيسي لشركات عتمان الجارحي
بالشركة الخاصة برعد
كان يتابع عمله علي الحاسوب
عندما دق هاتفه برقم غريب
رعد "_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا عم محمد
لا مفيش أزعاج ولا حاجه
نعم مش معقول خلصت أذي ؟!
لا طبعا من بكره هكون عندك بأذن الله
حاضر برعاية الله
وأغلق رعد الهاتف وهو في حالة تعجب من هذا الرجل البسيط ولكن سرعان ما تبدل حاله عندما وجد رسالة نصيه تحوى ان جده عتمان الجارحي سيهبط لمصر بالاسبوع القادم
بالمشفي
أجلست آية جدتها ثم توجهت لتحضر لها الدواء
لتعلم من الأستقبال أن مكان تسليم الدواء قد نقل للجانب الخلفي فظلت تبحث عنه
أما بالخارج
فهبط ياسين الجارحي بنفسه لينقل هذا الرجل للمشفي الخاص بعائلته
دلف مع الشاب للداخل ليرى يعيناه المشفى المبسطة وبعض المؤظفون الذين يتطاولون علي المرضى لانها مشفى حكومي
توجه للداخل ليرى والد الشاب المريض.
فأخبر رجاله بنقله بسيارة خاصة للمشفي الخاص به
فقاموا علي الفور بنقله للسيارة الخاصة وتوجه ياسين لسيارته هو الأخر ولكنه توقف عن الحركة والتفت بصدمة تجاه ليجد ظلها
تخشب مكانه ورفض عقله التصديق أقترب أكثر ليتقطع شكه ولكنها كانت أختفت من أمامه
أسرع خطواته التى تشبه الركض ليراها مجددا.
علي الجانب الاخر
كانت تبحث عن مكان صرف الدواء لتجد أحدا ما يجذبها من ذراعها بقوة كبيرة صرخت لأجلها ألما
فتحت عيناها لتجد شابا ينظر لها بصدمة كبيرة بدت من ملامحه الوسيمة نعم أنه ياسين الجارحي حلم ملايين الفتيات يقف أمامها بملامح متخشبه
خلع نظارته لعلها تخدعه لكن كانت الصدمة تزداد أضعافا مضاعفة
حاولت أيه انا تسحب يدها من بين قيود يده القويه ولكنها فشلت
ياسين بصدمة:_روفان
آية بغضب:_من فضلك سيب أيدى.
لم يجيبها وظل يتأملها بصدمة هي معشوقته التى كن لها الحب ولكن لا يعلم أنها طعنته آلآف من الطعنات
نجحت آية في جذب يدها من بين براثينه ولكن مازالت نظراته تتابعها بصمت
أسرعت بخطواتها لتختفى من أمامه مباشرة
أتى الحارس علي الفور ليرى أمر ياسين
فنظر له بأعين كالجحيم قائلا وهو يشير بعيناه لها:_عايز كل حاجة عن البنت دي
الحارس:_تحت أمرك يا فندم
ياسين بتحذير:_معاك لبليل لو ضاعت منك حياتك التمن
الحارس بخوف:_ حاضر
وغادر مسرعا يلحقها أم ياسين فأرتدا نظارته ليخفى الحزن بعيناه لفقدان معشوقته ولكن أرد التأكد من شئ وتلك الفتاة الطعم الذي سيسهل له ما يريد .
ولكن ما مصيره من تلك الفتاة ؟
هل سيكون الشبه لها تعاسه لجحيم حفيد الجارحي أم للراحة والنعيم ؟
ما الذي يخبأه يحيى ؟
ماذا لو تقابل رعد مع تلك الفتاة ؟
وأخيرا ما الأمر المجهول بين عز ويارا ؟
ركضت بزعر من نظراته وبداخلها تشعر بأنها تعرفه منذ سنوات لا تعلم ما الذي يربطها بهذا الشخص كل ما تعلمه أن عليها الفرار لأنقباض قلبها .
توجهت لجدتها ثم ناولتها الدواء وأخذتها لمحطة القطار مسرعة فجسدها يرتجف تخشى رؤية هذا الغامض مجددا
لا تعلم بأن هناك من يراقبها ويجمع عنها ليكون القيود بيد السجان
توجه ياسين للشركة شاردا الذهن بذكريات مضت بأوجاع عليه
كان يجلس علي مكتبه بشرودا تام يرى تلك الفتاة أمام عيناه عيناها البنيتان المملؤءة بالضعف والخوف تأبى تركه
قاطع شروده صوت طرقات علي الباب
فأذن لها بالدلوف
السكرتيرة:_الوفد وصل يا فندم
ياسين بهدوء يعاكس العاصفة بداخله:_خلى رعد يقابلهم
السكرتيرة:_حاضر
وتوجهت للخروج ولكنها توقفت علي صوته
ياسين:_مش عايز أي مقابلات أو أتصالات حولى كله لرعد وعز
السكرتيرة:_تحت أمرك يا فندم
أشار لها بيده فخرجت علي الفور وتركته يسترجع ماضى نسج علي يد تلك الفتاة التى عادت لتيقظ مشاعره المكبوته مرة أخري.
تعجب رعد وعز من طلب ياسين بأن يحل رعد محله اليوم فياسين يرفض أن يحل محله أحد
عز بستغراب:_تفتكر فى أيه ؟
رعد بشرود:_مش عارف بس الا أنا متاكد منه أن فى حاجة وكبيرة أووي كمان
عز:_طب خلاص لما نخلص شغل نبقا نتكلم بالقصر ونعرف فى أيه
رعد:_عندك حق هروح أقابل الوفد وأنت خاليك بمكتب ياسين عشان المكالمات من امريكا وايطاليا
عز:_تمام
وتوجه عز ليحل محل ياسين الذي غادر لغرفته القديمة بالقصر التى تحوى ذكرياتها ذكريات ليلة لم تنسى.
بغرفة الأجتماعات
دلف رعد باطلالته الساحرة التى تخطف الأنفاس لتخطف إنتباه تلك المتعجرفه التى رفضت الأرتباط منذ سنوات وكانت السبب الكبير بحزن والدها ألياس الشافعي فكم تمنى رؤية أحفاده قبل أن يلقى حتفه فهو لم يمتلك من الأولاد سواها
يفعل المستحيل لأرضائها ولكن ماذا لو كان طلبها تلك المرة رعد الجارحي ؟!
دلف الرعد ثم جلس علي المقعد الرئيسى يستمع بحرص للجميع نعم لاحظ نظراتها الجرئية ولكنه أعتاد علي ذلك
على عكس إلياس كان سعيدا للغاية بأن هناك من لفت إنتباه إبنته ليان
إنتهى الأجتماع ولكن لم تنتهى نظراتها له
حتى أنها تعمدت أن تتعثر بخطواتها لتستند عليه كانت نظرات رعد لها تحمل الغضب ولكن عليه التحمل حتى لا يغضب عتمان الجارحي.
كان عز يتابع عمله بمكتب ياسين ويستقبل مكالمات هاتفية بخصوص العمل
عمل بطاقة كبيرة على الملفات الخاصة به وبياسين إلى أن قطع هذا العناء رنين الهاتف الخاص بمكتب ياسين رفع عز الهاتف وهو يستند برأسه للخلف بتعبا شديد ولكنه أستقم بجالسته عندما إستمع صراخ يارا
يارا ببكاء:_ياسين الحقنى تعال خدنى من هنا
عز بلهفة:_ يارا فى أيه ؟
قطع الأتصال ليقتلع قلب عز
فحمل مفاتيح سيارته وركض بسرعة كبيرة ليصطدم برعد ومعه إلياس وإبنته
إلياس بغضب:_مش تفتح يا حيوان
لم يجيبه عز وهرول لسيارته مسرعا
في حين ان الغضب تملك من الرعد لسب إبن عمه في حضوره
ليان بغضب لرعد:_البنى ادم ده لازم يترفد دا موقفش يعتذر مش عامل احترام لحد
رعد بغضبا جامح:_ياريت تتكلمى بأسلوب أفضل من كدا
إلياس بتعجب:_أنت بتدافع عنه يا رعد بيه دا مجرد موظف حقير.
رعد بصوتا مملؤء ببركين الغضب:_ الحقير دا الا هيفكر يتكلم عن أي حد من عيلة الجارحي
إلياس بعدم فهم:_طبعا بس أحنا متكلمناش عن حد
رعد:_الا حضرتك بتشتم فيه دا يبقا عز الجارحي إبن عمي
صدم إلياس واعتذر كثيرا لرعد الذي لم يتقبل أعتذاره فكان كل ما يشغل خاطره سبب ركض عز بهذه الطريقة
كان يجلس بين ذكريات مرءت منذ سنوات يجلس بين الأوجاع والآلآم
يتذكر ما حدث وتلك الذكرى المميته لقلبه النابض بالحياة
بلاش بااك
عاد ياسين للقصر ثم صعد لغرفته يتتوق لرؤية ما تعده زوجته لأجله فهى أخبرته علي الهاتف انها تعد له مفاجئة فعاد سريعا للمنزل ليرى ماذا هناك ؟
دلف للغرفة بهدوء يبحث عنها ولكن داب الفزع بقلبه حينما رأي الأشياء متناثرة بأرجاء الغرفة فتش عنها بلهفة وخوف إلى أن رأها ملقة أرضا والدماء تغرق وجهها
أنقبض قلبه وركض إليها بزعر يحملها بين ذراعيه ليجد ثيابها ممزقة وجسدها مملوء بالكدمات.
ياسين بزعر:_روفان روفان
فتحت عيناها ببطئ وهى تحارب الأغماء
تساقطت الدمع من عيناها كأنها تودعه للمرة الأخيرة
بدءت تلفظ أنفاسها الأخيرة والدمع يسيل من عيناه ولكنه تجمد عند لفظ أسم يحيى علي لسانها
أحتضانها ليستمع جيدا ما تريد أخباره به فأستمع لأسمه يترنح بين شفاتها للمرة الأخيرة ثم غادرت لحياة أخرى لا ينفعها بها سوى ما فعلته بدنياها تذكرة للهناء أو لتعاسة أبدية
واد لو أصبح له أجنحة ليصل لها بأقصى سرعة توجع قلبه لسماع بكائها نعم هو يعشقها حد الجنون ولكن فرض عليه التبعاد عنها تضحية لأجل أخاه لا يعلم أن هناك خطأ ما سيكشف عن قريب ولكن ماذا لو فقدها ؟
وصل عز بزمن قياسي للجامعة ثم هرول للداخل يبحث عنها بالمدرج كالمجنون
لم يجدها بالداخل ولكن علم من صديقاتها بأنها وقعت من أعلى الدرج وكسرت قدماها وأنها الآن بغرفة المدير ومعها طبيبة تعالج جرحها
توجه مسرعا للداخل ليجدها تجلس علي المقعد وقدماها على طاولة صغيرة ملفوفه بشاش أبيض وجهها يعتصر ألما
وقف المدير والخوف حليف وجهه فهو يعلم جيدا مع من سيقع نفسه !
أنحنى عز لها والخوف بدي علي وجهه ليقول بلهفة ممزوجة بخوف شديد:_يارا أنتى كويسة ؟
يارا بندهاش لرؤية عز كانت تتوقع مجئ ياسين:_الحمد لله يا آبيه
:_طب أيه الا عمل فيكى كدا
يارا بخوف شديد وهى توزع نظراتها بين المدير والطبيبة:_مفيش أنا وقعت من على السلم مأخدتش بالى
زفر بعضب شديد قائلا بصوتا مرتفع:_يعنى مش عارفه تخدى بالك من نفسك ولا حتى تبصى أدمك وانتى نازلة مفيش فايدة فيكى هتفضلي مهملة كدا على طول
نظرت له بدمع يلمع بعيناها ثم وضعت عيناها أرضا بحرج شديد.
المدير بأرتباك:_محصلش حاجة يا فندم مأخدتش بالها بس
هدء عز قليلا ثم قال:_بعد أذن حضرتك
شهقت يارا من الصدمة عندما حملها عز وخرج من المكتب لسيارته
وضعت يدها حول رقبته بطريقة لا أرادية لتلتقى نظراتهم بلقاء طويل تنظر له بتعجب لمعرفة هذا الشخص الغامض وينظر هو بحزن لعشقه المنزوع من قبل التضحية
أنزلها برفق للسيارة ثم صعد هو الأخر وتوجه للقصر
كان الصمت سائد المكان إلى أن دق هاتفها فألتقته بأرتباك.
لاحظ عز توترها حتى حديثها القاصر علي كلمات مختصرة أوزع الشك بعقله فجذب الهاتف ثم فتح الأسبيكر ليستمع للأتى
حمزة:_يا بت رودي بقولك عايزك بموضوع سر جداااااا
أنا حبيت يا يارا وقعت فى الحب يابت مش قادر أصدق أنااااااا بحب يا ناس
كان عندك حق لما قولتيلى أن الحب دا أجمل أحساس بيخطفنا لعالم تانى عالم خيال
أنا من أول نظرة وقعت خايف أقوم من الحلم دا
عز بسخرية:_ لا متخافش مش هتقوم منه رعد هيخليك تحلم بهدوء
حمزة بفزع:_ عز طب أذي أنا طالب يارا.
عز بغضب:_عمالي فيها روميو يالا دانت نهارك أسود
حمزة بخوف:_ليه بس
عز:_أقفل يا حيوان
حمزة:_حاااضر
وأغلق حمزة الهاتف وهو يحدث نفسه عما سيفعل به الرعد
كانت تكبت ضحكاتها ولكن لم تستطع فأنفجرت ضاحكة وهو يتأملها بعشقا لم يرى له أحدا مثيل
حتى هي تاهت بسحر عيناه وتوقفت عن الضحك.
كانت تخبره بنظراتها لما البعد والفراق والعشق محفور بعيناك
لما تعاقبنى بقسوة لوقوع قلبى بأسر عيناك لا تعاملنى بقسوتك وأحتوينى بأحضانك لأرتوى الأمان
أما هو فقطع عشقه بتذكار كلمات من جحيم تجعله يتنزل عن عشقه
يرن صدى الحديث برأسه
(أنا بحب يا عز بحب من سنين بس للأسف هى شايفانى مجرد آبيه ليها أنا بتعذب اوووي )
كلمات يحيى تجعل بينه وبين عشقه سد منيع يتغلبه بالقسوة والجفاء نعم يعلم أنها تعشقه ولكن يضحى لأجل سعادة أخاه لا يعلم أن لأخاه ملكة أخري
وصل عز للقصر ثم هبط وحملها بين ذراعيه مجددا ثم توجه لغرفتها.
كان وجهها يشتعل من الخجل وقلبها يتألم علي معاملته معها نعم إستمعت لحديثه وعلمت أنه متزوج من أخرى
وضعها عز بحذر على الفراش ثم توجه للخروج بصمت ولكن تخشب مكانه عندما لمح شيئا ما مخفى خلف الخزانة
دب الرعب بقلب يارا عندما توجه عز للصندوق الذي يحوي ذكرياتها معه منذ الصغر
جذب عز الصندوق وفتحه لينظر بندهاش شديد عندما وجد أشياء عائدة له وأشياء أخرى قدماها لها منذ الصغر نعم هذا العقد أهداه لها بعيد ميلادها السابع عشر والعروسة البيضاء أعطاها لها منذ الطفولة.
لما تحتفظ بأشياء قدمها لها إبتسم إبتسامة بسيطة ولكنها تحاولت لحزن كبير فقد إمتنع عن هدايا بعيد ميلادها منذ فترات طويله حتى لا يعلقها به فهو يظن أن يحيى يحبها لا يعلم بأن حبه لملك
حرم العشق على قلبه وقلبها تحت مسمى التضحية
وقف عز ثم تطلع لها قليلا فوضعت عيناها أرضا بخجل شديد
جلس لجوارها محتضن رأسه بيده لا يعلم ما الذي عليه فعله قلبه يتألم مثلها وأكثر
رفع عيناه لها قائلا بتعب شديد
عز:_أنتى ليه بتصعبيه عليا
يارا بعدم فهم ؛_هو أيه
عز:_البعد
يارا بصدمة:_بعد !
عز بحزن:_تعرفي يا يارا أصعب حاجة فى الدنيا دي لما يكون أتنين فاهمين بعض كويس وبيمثلوا عدم الفهم
وضعت عيناها أرضا تتجاهل نظراتها ثم قالت ببكاء ؛_طب لما أنت فاهم كدا ليه بتجبرني على علاقة أنت شايفها بمسمى تاني
عز بحزن:_عشان ميتفعش يا يارا
يارا بدموع:_عشان متجوز.
إبتسم بسخرية قائلا:_دي لعبة رسمها عليا بنت ال... مفكره انها تقدر تخدع عز الجارحي وأنا ذي ماتقولي عاجباني اللعبة
نظرت له بعدم فهم ثم أقتربت منه بجلستها ووضعت يدها علي كتفيه كأنها تلتمس الحنان ليدلف لقبا قسى عليها كثيرا
:_أنت بتحبني ؟
أستدار بوجهه لها ليكون مقابل لها تطلع لها قليلا ثم قال بصوت يحمل طغيات العشق بأحضانه:_أنا بعشقك مش بحبك
لم تسعها الدنيا بفرحتها كأنها طائر يحلق بأعنان السماء نعم أعترف بعشقه لها بعد شقاء وعذاب .
أحتضنها عز وهو يردد كلمات دفنت بقلبه لسنوات نسجت بعذاب نسى الكون بأكمله والدموع تخبرها بصدق حديثه
ولكن أتت تلك الذكرى مجددا بخاطره ليدفشها بعيدا عنه وهو يشدد علي شعره الغزير بغضبا جامح
ترك الغرفة بخطوات سريعة كأنه أرتكب ذنبا كبيرا
صار العشق محرما عليه بعدما ظن انها عشق أخاه لا يعلم أن لقلبه ملكة أخري أسما على مسمى ملك
بأيطاليا
عاد يحيى للمنزل بوقت متأخر للغاية ليتفأجئ من الخادمه بأن ملك تركت المنزل وعادت لأمريكا مرة أخرى
فجلس على المقعد بأهمال وحزن دافين بعيناه فتلك الفتاة تنجح دائما فى كسر قلبه وتحطمه لا يعلم لما يستهدفه الجميع لما يتعمد الجميع كسره
لم يعد يتحمل كل ذلك ألن ينصفه أحد لا الحب ولا الصداقه ولا الأخوه
لم ينصفه سوى الحزن الدائم له .
بالدقهلية
وبالأخص بمنزل محمد
عادت آية للمنزل بعدما أوصلت جدتها عادت وجسدها يرتجف مما رأته من هذا الرجل الغامض لا تعلم لما كانت نظراته مسلطة عليها بتلك الطريقة نظرات تتردد بعقلها كأنها تعرفه جيدا تردد الأسم بعقلها روفان وظل سؤالا محيرا لها لما نعتها بهذا الأسم
خرجت دينا من غرفتها لتجدها تجلس بشرود وخوفا بدي علي ملامحها
جلست لجوارها بهدوء تسالها عما بها انكرت آية بعدم وجود شيئا ثم دلفت سريعا لغرفتها تعيد ذكريات ما حدث مع هذا الشاب الغامض
دارت اسئلتها في حوار
لما نعتها بهذا الاسم ؟
لما حملت نظراته الحنين والاشتياق كانه يعرفها منذ سنوان وسنوات ؟
من هذا الشخص وماذا يريد ؟
كانت أسئلة غامضة مثله ولكنها ازاحتها عن بالها وحمدت الله انها بخير
دلفت المرحاض وتؤضأت وخرجت لتصلي العشاء بوقتها .
بمكانا أخر مخيف للغاية كقلوبهم المهينه
كان يجلس العدو اللدود لعائلة الجارحي وخاصة لياسين المنافس القوي الذي تمكن لأول مرة من الرابح علي شركات المنياوي فكون معه العداء الشديد
جلس بيبتسم بتفاخر عندما علم بكسر قلب ياسين الجارحي بعد الضربة الأخيرة التى تمكنت منه لا يعلم انه الآن كالاسد الجاريح يتنظر فرصة ليتقض عليه
كان يعد لمهاجمة جديدة ونظرات الخبث تتمكن منه لا يعلم بعد من هو ياسين الجارحي .
بقصر الجارحي
ترك عز الغرفة مسرعا والدمع يكاد ينهمر من عيناه لا يريد ان يحظى بشئ ملك لغيره
علي الجانب الأخر
كان يجلس رعد بالأسفل وتلك الفتاة البسيطة ترفض تركه لا يعلم لما يشعر بأشتياق لرؤية تلك العينان السوداء شعورا غريب يطارده لا يعلم بما هذا القلب المتعجرف ينظر لفتاة بسيطة هكذا لطالما ظن أنه سيعشق حورية لم يتخيل أن فتاة عادية تجذب إنتباهه
أقترب منه أخيه الصغير بخوفا شديد ليقول بأرتباك:_رعد.
رعد بتأفف لرؤية هذا الأحمق:_نعمين
حمزة بخوف:_لو مزاجك متقلب أمشي وأجي بعدين
زفر رعد وقال:_عايز ايه يا حمزة خلصني
حمزة بسعادة وهو يجلس بجانبه براحه:_هو الواد عز قالك حاجة
رعد بستغراب:_حاجة أيه دي ؟!
حمزة بسعادة:_يبقا مقالش الحمد لله الحمد لله تحيا الحق وينصر الله المظلوم
رعد بذهول:_أنت مجنون يالا
حمزة بحزن مصطنع:_بيقولوا كدا بس الله أعلم لازم بالزمن ده تتوقع أي حاجه
رعد بغضب:_عندك حق تعال بقا.
وركص رعد خلف حمزة الذي وصل لغرفته بزمن قياسي
أما رعد فوفر بغضب علي أخاه الأحمق ثم توجه للبحث عن ياسين
ليجده بتلك الغرفة التي تحمل ذكريات تحمل له أوجاع وآلم مخوذ بقلبه
رعد بحزن:_تاني يا ياسين نفيش فايدة فيك
ياسين بأعين تشع شرارت من جحيم:_مش قادر أنسى يا رعد منظرها أدمي علي طول بشوف دموعها بين أيدى اسمه وهي بتردده
رعد بهدوء:_عشان قالت اسمه يبقا هو الا عمل كدا.
ياسين بعصبيه:_طب فاهمني انت ليه هنتطق أسمه وهو بتموت قولي
رعد بحزن:_معرفش يا ياسين بس الا أنا متاكد منه أن يحيى مستحيل يعمل كدا
ياسين بصوتا مرتفع يحمل الغضب بين افواهه:_اكيد هو يا رعد وانا هثبتلك ده وهثبتلكم كلكم
رعد بعدم فهم:_أذي أنت ناوي علي أيه يا ياسين ؟
ياسين بغموض وهو ينظر لرسالة الهاتف:_هتعرف بالوقت المناسب
وتركه ياسين وهبط للحارس الذي بعث له برسالة أن معلومات تلك الفتاة أصبحت بحوزته وهو الآن بالأسفل وبأنتظاره.
بغرفة يارا
كانت تبكي بحزن شديد قلبها يتألم لمعاملته الجافة معها لا تعلم ماذا ارتكبت ليعاملها هكذا يعترف لها بحبه الشديد وعشقه المتيم ويجرحها بالمقابل كيف ذلك ؟
لا تعلم لما يضع خطا احمر بين قلبه وقلبها .
هبط ياسين للأسفل ثم دلف لمكتبه ليجلس بكبريائه المعهود يستمع له بأنصات وأعين تحمل الوعيد والغموض
الحارس:_أسمها آية محمد 21 سنة بنت هادية جدا وفي حالها كبيرة أبوها اتخطبت قبل كدا مرة وسابها بسبب تاخير الجهاز ليها أخت واحده اصغر منها بسنتين
أبوها رجل صناعي علي قد حاله وكمان الا عرفته انه اشتغل بعمارة من عمارات الجارحي بالمنصورة
رفع ياسين عينه قائلا بأهتمام:_متأكد
الحارس:_ايوا يا فندم
أشار له الدنجوان بيده ليخرج من الغرفة ويبدء الدنجوان بوضع خطته لتقترب المسافة بينه وبين تلك الفتاة .
في صباح يوم محفل بلقاءات غامضة
وصل رعد المنصورة لمقابلة هذا العامل وبداخله ارتباك كبير بعد طلب ياسين الغريب منه هو يعلم أن ياسين الجارحي لا يفعل شئ الا إذا كان مخطط علي مستوى محترف
دلف إلى العمارة ليتفأجئ ببراعة هذا الرجل البسيط بفريقه المحترف رغم حاجتهم للعمل ألا أنهم علي أعلى أحتراف
نال العمل إعجابه رغم بساطتته الا أنه نفذ بأحتراف.
أبدى رعد اعجابه بالعمل ولكنه تعجب لعدم وجود محمد فأخبره شريكه بأنه مريض ولم يأتى اليوم وأنه بمحله بالعمل فعليه أن يتناقش معه
سلم له رعد المال وطلب منه عنوان محمد فتعجب الجميع فهم علي قدر كبير من معرفة عائلة الجارحي حتى رعد ما كان ليفعلها ولكنه أرغم من قبل الدنجوان .
وبالفعل توجه رعد للعنوان وبداخله شعورا رهيب لا يعلم ما سببه ما بين السعادة والأرتباك من قرار ياسين بتعين محمد منصب كبير بأمبراطورية الجارحي بمصر لا يعلم لما أتخذ هذا القرار المفاجئ ولماذا ؟!
وصل رعد للمنزل وأسرع السائق بفتح باب سيارته تحت نظرات دهشة من الجميع فهو لهم مثل بطل بأحد المسلسلات بسيارته وسائقه الخاص
هبط رعد وتوجه للمنزل ثم دق المنزل لتفتح صفاء وتزيد دهشتها عند رؤيته
رعد بحرج:_دا بيت عمى محمد ؟
صفاء بندهاش:_أيوا يا بني أتفضل
وبالفعل دلف رعد للداخل ثم جلس علي الأريكة البسيطة براحة نفسية رهيبة يشعرها بمنزل بسيط للغاية
كان يتأمل المنزل بأعجاب فعلى الرغم من انه بسيط ولكن هناك شيئا غامض به يفتقده بقصر مشيد بأتقان دلفت صفاء وهي تحمل العصير فوضع رعد عيناه أرضا
صفاء بأبتسامة بسيطة:_أبو آية بيصلى الظهر وجاي حالا.
رعد:_ في انتظاره
إبتسمت صفاء ثم خرجت والتعجب مصيرها فهذا الشخص يبدو عليه الغناء الفاحش ولكن تذكرت عندما قص عليها زوجها عن اصحاب العمارة التى يعمل بها
بعد قليل
دلف محمد وعلي وجهه ابتسامة جميلة:_يا أهلا بيك يا أبنى نورت والله
رعد ببسمة جذابه:_النور بوجودك يا عمى أنا كنت جاي أطمن علي حضرتك وبعتذر علي أني جيت من غير معاد
محمد:_متقولش كدا بيتك يابني تشرفني في اي وقت شرف لينا زيارتك.
رعد:_الشرف ليا أنا أنا مش هطول علي حضرتك أحنا عايزين حضرتك رئيس للعمال بعمارات القاهرة يعنى أنا شقت شغل حضرتك وعجبني جدااا عشان كدا هتكون مسؤال عن العمارات كلها تجمع العمال الا تحبهم ومش هتشتغل هتشرف عليهم بس
محمد بندهاش:_القاهرة !
رعد بخوف من فشل ما كلف به من قبل الدنجوان:_ايوا يا عم محمد هناك المستقبل افضل من هنا وكمان راحة لحضرتك
محمد بتفكير:_انا مش ممانع يابني بس انت عارف مصر كبيره وعما اجر شقة وكمان بناتي ما ينفعش اسيبهم
رعد:_احنا هنعطي حضرتك شقه وبناتك طبعا وزوجتك هيكونوا معاك
محمد بتفكير:_والله يا بني ما عارف أقولك أيه؟
بس أديني مهلة أفكر وارد عليك
رعد بتفهم:_ أكيد طبعا أنا هرجع مصر النهاردة عشان شغلي ودا رقم تلفوني اول ما حصرتك تفكر كلمني ولو محصلش نصيب أسلمك باقى العمارات
محمد بسعادة:_ربنا يكرمك يابني
رعد:_الله يخليك أستأذن أنا بقا
محمد:_لا ميصحش لازم تفطر معنا
رعد:_ سبقتك يا رجل يا طيب بأنتظار مكالمتك
محمد بفرحة:_بأذن الله يابني.
وتوجه محمد معه للباب في نفس لحظه دلوق بناته
صدمت دينا لرؤيتها هذا الشاب مجددا نعم هو بنفسه من انقذ هذا العاجز من قبل
بينما رفرف قلب رعد مجددا وتأكد أن هناك رابط غريب بينه وبين تلك الفتاة
لا يعلم كم من الوقت ظل يتطلع لها ولا قلبه كم من الألحان عزف كل ما يعلمه ان عليه الهروب من نظراتها الساحرة
ارتدا رعد نظارته التى تجعل ساحر متمكن ثم هبط لسيارته التى تنتظره أمام المنزل ما أن رأه السائق حتى فتح له الباب مسرعا وأنطلق ليرمقها نظرة أخيرة .
كانت آية تتابع السيارة بدهشة لم يسبق أن رأت أحد بسيارته من قبل بهذا الحى البسيط
فدلفت لتسأل أبيها وتبقت دينا علي الدرج تنظر لمكان السيارة الفارغ بتعجب وإندهاش .
من حظ رعد انه لم يلفت إنتباهه وجود آية والا كانت الكارثة زارته هو الأخر فقد كان أهتمامه بتلك الفتاة التى تلاحقه
رفع الهاتف ليقول كلمتين مختصرتين:_كله تمام
ثم أغلق مسرعا ليعود بذكرياته لتلك العينان الفتاكه
بمكتب ياسين الجارحي
أغلق الهاتف مع رعد وأسند رأسه للمقعد وهو يخطط لتلك الفتاة بالكثير لهدم حياتها البريئة لتدفع تذكرة حساب لم ترتكبه أو لتقع في براثين ذئب سيخضعها له بعدوان وسيخسر الكثير
فهل ستتمكن من غزو قلبه ؟
آية سيكون مصيرها العذاب وستكون من الخدم علي عكس أختها كيف ذلك ؟
ماذا لو كشف السر الذي اخفاه يحيى ؟
هل ستتدهور العلاقه بين يحيى وياسين ام ستتحسن بدلوف آية الشبيه لروفان بحياتهم ؟
ما موقف عتمان الجارحي من قلوب أحفاده أو لعلمه ان احفاده تاركوا الأميرات وتم أسرهم من قبل فتيات بسيطة ؟
ياسين، آية، رعد، دينا، يحيى، ملك، عز، يارا، حمزة مجهول روابط عشق متفارقة هل سيجمعهم القدر أم سيعمل علي تفريقهم ؟!
دلفت آية للداخل لتجد أبيها يجلس والسعادة تزين وجهه يقص لصفاء عم حدثه رعد عنه
صفاء بفرحة لا توصف:_ طب ومستاتي أيه يا محمد
محمد ببعض الخوف:_مكنش ينفع أرد عليه في وقتها كدا وبعدين ما تنسيش أن بنتك لسه في أخر سنة بالدراسة هتسبها أذي
صفاء:_مين قالك انها هتسبها هتكمل تعليمها عادي حتى لو هنعملها منزلي وتنزل علي الأمتحانات الفرصة متتعوضش يا محمد
محمد:_القرار دا صعب يا صفاء هنسيب بلدنا وهنروح بمكان جديد علينا.
صفاء برجاء:_بناتك كبروا يا محمد ومحتاجين مصريف وأنت كبرت ومعتش حمل البهدله الشغل دا راحه ليك ربنا بعتهولك عشان عارف بظروفنا واديك شايف لا لينا عيل ولا تايل مين هيصرف علينا
محمد بتفكير:_سبيني بس أصلى أستخارة وربنا يقدم الا فيه الخير
كانت آية تتابع حديثهم بصمت تشعر بفرحة وخوف بذات الوقت تعلم ان والدها لم يعد يقوى علي هذا العمل المجهد
أما دينا فدلفت للداخل وتفكيرها بهذا الوسيم بداخلها بعض الحزن لعمل والدها لديه ولكنها تصفع روحها لتفق علي حياتهم البسيطة.
بقصر الجارحي
كانت بغرفتها تتخفى حتى لا يراها ياسين فيحزن كثيرا لأجلها حاولت القيام لتهبط للأسفل ولكن قدماها تؤلمها بشدة تناولت هاتفها لتطلب حمزة فأجابها برسالة انه بالجامعة فتحملت على نفسها وخرجت لسور الدرج تنادي على أحد من الخدم ولكن لا رد فالقصر كبير للغاية
أختل توزنها لرفع قدماها عن الأرض فهوت أرضا لتصرخ ألما.
كان بغرفته يحادث أخاه بالهاتف
عز بشتياق:_مش ناوي ترجع بقا يا يحيى
يحيى بحزن:_مش هقدر يا عز حتى ياسين مش هيتحمل وجودي كدا افضل
عز:_بس أنا محتاجالك جانبي
يحيى بألم:_غصب عني يا عز سامحني أنت مش مجرد أخ ليا انت كل حياتي وأنت عارف كدا كويس
أنا منجحتش كصديق ولا حتى البنت الا حبتها نجحت بعلاقتي معها.أكمل بسخرية مزقت قلب عز:_كنت ليها مجرد أخ عمري ما تمنيت حاجة ذيها يا عز كنت أتمنى تكون ليا علي الأقل جرح قلبي يخف شوية وتكون الصبر للحياة دي.
هوت دمعة علي وجه عز لنقل شعور يحيى بالعذاب إليه فقبض بيده بعزم لفعل شئ لأجله
ترك الهاتف وركض للخارج عندما أستمع لصوتها
ركض ملزمة الأرض وتصرخ ألما حملها بلهفة وخوف بدى بوجهه وعيناه الرومادية ترفرف بحبا وخوف عليها
حملها للفراش وهى تنظر له بغموض
وضعها عز علي الفراش ثم صرخ بها بصوتا مرتفع قائلا بغضب:_أنا مش قولتلك ألف مرة ما تعندنيش ليه مش بتسمعى الكلام
نظرت له قليلا ثم قالت ببكاء:_أما أنت تسمع لقلبك الأول ساعتها ممكن أسمع كلامك.
وضع يده يشدد علي شعره الطويل بغضب يتحكم به ثم لمعت بعقله حل لمأساة اخاه ولكن عليه طعن قلبه بخنجر مسنون
جلس بجانبها علي الفراش يتأمل الفراغ تارة ويتأملها تارة أخري
ثم قطع الصمت قائلا بهدوء:_بتحبيني يا يارا ؟
يارا بدموع ممزوج بالبسمة:_أنت لسه بتسأل أنا بحبك أكتر من نفسي يا عز
أغمض عينه يتحمل وجع قلبه الذي ينزف ثم قال بعين تسقط الدموع:_ولو طلبت منك ترحمي قلبى وتقدميلي خدمة مش هنسهالك العمر كله وهعتبر دا أكبر دليل أثبات لحبك ليا.
يارا بفرحة وهى تزيح دموعها:_هعمل أيه حاجه قولي انت حابب أعمل أيه وأنا هعمله فورا
تطلع لها قليلا ثم قال بجفاء مصطنع:_تقبلي تتجوزي يحيى
تطلعت له يارا بصدمة كانت كفيلة بأخراسها لم تقوى علي الحديث فعفت عنها دموعها ذلك وهبطت كشلالات من بركين حارقة لوجهها
كانت دموعها وصدمتها كفيلة بجعل سيوفا تحترق جسده لتمزق قلبه لشطرين
وأخيرا أستعادت صوتها لتقول بشيئا من الصدمة:_انت عايزني أتجوز أخوك يا عز
عز بصمود:_لو بتحبنى يا يارا.
يارا بدموع كشلالات:_بتقتلنى بأيدك وتقولي لو بتحبينى
صرخ عز بصوتا جعله تشعر بألمه:_أرحميني يا يارا أنا الا فيا مكفيني متعرفيش أنا جارلي أيه عشان أقول الكلام دا
يارا ببكاء يمزق قلوب الأشداء:_طب ليه يا عز ليييه؟!
لم يتمكن عز من الصمود فتوجه للخروج تم توقف ليقول لها:_بأنتظار رايك بس خاليكى فاكره أن دا أثبات حب ليا
وقبل أن تتحدث خرج مسرعا حتى لا يضعف
دلف غرفته وسمح لنفسه بالأنهيار بكى لأول مرة بكى لقسوة قلبه علي معشوقته كيف يقبل بذلك أحبه لها قليل أم أن حبه لأخيه أكثر لا يعلم أفرض عقوبة لها أم لقلبه المسكين .
بالمقر الرئيسي لشركات الجارحي
كان يجلس علي مقعده مغمض العيناين يتذكر ذكريات مرءت عليه بسعادة معها نعم هى كانت له النبض لم يعلم بعد أنها من كانت تطعنه بظهره بالخفاء لا طالما أعتقد أنها تعشقه ولكن لم يحين وقت كشف الحقيقة بعد
أفاق ياسين من شروده بذكرياتها علي صوت رعد
رعد بلهفة:_كل الا أنت عايزه أتعمل ممكن أفهم بقا كل دا ليه ؟
ياسين بهدوء:_مفيش يا رعد أنت قولت شغله كويس والعمالة هنا مش كافية
قاطعه رعد قائلا بسخرية:_على أساس أني مش عارفك ياسين أنا واثق أنك عملت كدا لسبب ودا في دماغك انت وبس
ياسين بنفاذ صبر:_أنت عايز أيه يارعد
رعد بهدوء:_عاوز أفهم دماغك يا ياسين دا رجل بسيط ومش حمل دماغك دي عايز منه أيه
ياسين بغضبا جامح ؛_مش شغلك انت عملت الا أطلب منك
رعد بعصبيه:_فاهمني طيب ناوي علي أيه.
ياسين بحزم:_خلاص يا رعد قولت خلاص الله
وترك ياسين الغرفة بأكملها لينظر رعد للفراغ ليجدها تحتلها هي بعيناها السمراء نعم يتعجب لكونها فتاة بسيطة للغاية رأى أفضل منها بكثير حوريات للجمال ولكن تلك البسيطة لها طابع خاص يجعله ينجذب لها
عاد ياسين للقصر ثم توجه لغرفته سريعا حتى لا يراه أحدا بهذة الحالة
دلف والحزن متمكن منه ولكن عليه ذلك ليقطع شكه ببراءة يحيى
بأيطاليا
كان يجلس علي الأريكة بتعبا شديد لا يعلم لما يشعر بوجع رهيب يطارده حتى أنه حاول الوقوف ولكن لم يستطيع
دلف والده من الخارج ثم توجه له بذهول قائلا ببعض الغضب:_أنت هنا ليه مش عندك شغل وإجتماع مع المندوب الروسي
يحيى بتعبا يجاهده:_مقدرتش أروح يا بابا
أحمد بتعجب:_ليه مالك
كاد أن يجيبه ولكنه سقط أرضا فاقدا الوعي ليقتلع قلب أحمد ويصرخ بالخدم ليحضروا وسيلة نقل
وبالفعل حملوه بسرعة كبيرة للمشفى ليتفحصه الطبيب ويأمرهم بتجهيز غرفة العمليات علي الفور لأجراء الجراحه
إندهاش أحمد عندما أستمع للعمليات فأخبره الطبيب أنها جراحة مبسطة للزيدة
وبالفعل تم نقل يحيى للعمليات
بكت كثيرا ولكن لن يفيدها ذلك فمحبوبيها قلبه خلق للقسوة فتحملت علي قدماه ثم توجهت لغرفته بهدوء حتى لا يشعر بها أحد
طرقت علي الباب ليفتح عز بذهول لرؤيتها
يارا بقوة كبيرة وملامح هادئة:_أنا موافقة
تخشب عز مكانه ولم تتمكن الكلمات من الخروج كيف لها أن تصير ملكا لأخر
أستدارت يارا وخطت بخطوات سريعة بعض الشئ رغم معاناتها وألم قدامها خشية من رؤية دموعها
أما هو فكان يود الصراخ بصوتا مرتفع للغاية أو يحتضنها بتملك ويخبرها أنها ملكه.
صعد حمزة والسعادة حليفته علي حبه الذي أكتشفه لتو لزميلته بالجامعة لا يعلم أنه فخا للفوز به
فأراد أن يشرك يارا معه بها فتوجه لغرفتها ليجدها تبكى بشدة
توجه لها بخوف ولهفة ليشاركها حزنها كما أعتاد فهي له الأخت الحنونة.
خرج يحيى من العمليات وأستعاد واعيه بضعف شديد ليجد جده ووالده أمامه
عتمان بنبرة راسميه:_حمد لله علي سلامتك
يحيى بصوتا متقطع:_الله يسلمك يا جدي
أحمد بخوف:_أنت كويس يا حبيبي
يحيى:_أطمن يا بابا أنا بخير
عتمان بغضب "_في أيه يا أحمد مالك كدا دي عملية بسيطه جدا.
أحمد:_معلش يا بابا مأنا لازم أخاف علي أبني برضو
عتمان بعصبيه:_وحفيد عتمان بيه الجارحي مش عيل فاهم هو رجل وقوي يستحمل أصعب من كدا
أحمد ببعض الخوف:_حاضر يا بابا
عتمان بحذم:_علي شغالك يالا
وبالفعل غادر أحمد وهو يرمق يحيى بنظرات أسف فتقبلها بأشارة بسيطة فهو يعلم جيدا عتمان الجارحي
بينما جلس عتمان علي المقعد بكبرياء وضعا قدما فوق الأخر بتعالى.
أمتلأت نظرات الشك بعيناه ثم قال بنبره جاده:_لحد أمته هتخبي عليا الا حصل يا يحيى
يحيى بأرتباك وهو يتصطنع عدم الفهم:_هو ايه الا حصل يا جدي ؟
عتمان بهدوء مخادع:_مش دا الأجابة علي سؤالي
يحيى بعينا مجهدة:_صدقني مش فاهمك
وقف عتمان وتوجه للفراش ثم أنحنى ليكون بالمقابل له
أرتعب يحيى فنظرات عتمان لا تحي بالخير.
عتمان:_أيه الا حصل بينك وبين ياسين يا يحيى
يحيى بتعب شديد:_محصلش حاجه يا جدي
عتمان بنبرة تحذريه:_فاكرني عبيط يالا أنت وهو مكنتوش بتفرقوا بعض فجاءة ألقيك عايز تمسك الشغل بأيطاليا ومنعزل تماما عنه وهو ولا فرقه معاه فهمني ايه الا حصل لكل دا
يحيى وهو يقاوم الجراحه:_صدقني مفيش حاجة حصلت أنا كنت حابب أغير جو مش أكتر.
عتمان بصوتا مرتفع للغايه:_ماشي يا يحيى أنا هعرف بطريقتي وساعتها هتشوف وش عمرك ما كنت تتصوره بأحلامك الوش الا الكل عارف بيه عتمان الجارحي هتشوفوا بنفسكوا أنتوا الأتنين
وخرج عتمان صفقا الباب بقوة كبيرة للغاية ليتنهد يحيى بألم
دلفت الممرضة قالت بقلق
(الحوار مترجم )
الممرضة:_هل أنت بخير سيدي ؟
يحيى بتعب:_أنا بخير هل يمكنني الحصول علي الهاتف ؟
الممرضة:_ولكنك مازالت مريضا
يحيى ببعض العصبية:_قلت لكى أنني بخير أحضري هاتفي في الحال
الممرضة:_أجل سيدي
وبالفعل أحضرت له الهاتف وغادرت
رفع الهاتف بأنتظار سماع صوته
ياسين بجمود:_نعم لسه في حاجة حابب تقولها
أطبق يحيى علي يده بقوة كبيرة ثم قال:_جدك بيفحر في الا فات ولو موضوع روفان دا أتعرف الا هيدفع التمن رعد وعز وحمزة وأكيد يارا الكل هيدفع تمنه غالي
ياسين:_أيه الا حصل ؟
قص عليه يحيى ما حدث
ياسين:_أكيد هيعرف كل حاجة
يحيى:_دا عتمان الجارحي وأنت أكتر واحد عارفه مفيش غير حل واحد
ياسين بنبرة جاده:_عارفه هكون عندك في أقرب وقت بس مش لوحدي
يحيى بستغراب:_مين هيكون معاك ؟
ياسين بأعين من جحيم:_خاليها مفاجئة بس هتعجبك
وأغلق ياسين الهاتف وعيناه تشع بغموضا لا يفقه أحد
مرء الليل علي الجميع بهالات من الفكر والحزن والدمع
وأتى الصباح بقرارت أتخذها البعض بحكمة وأنتقام
بمنزل آية
أتخذ محمد القرار وأخبر رعد به فأتجه رعد لغرفة ياسين ليخبره هو الأخر
بقصر الجارحي
وبالأخص بغرفة الدنجوان
كان يصفف شعره البني بشرود بحديث يحيى ليجد رعد أمامه يتأمله بصمت
توجه ياسين للخزانة ثم جذب جاكيته وأرتداه ونظراته مسلطة علي رعد الصامت وعيناه تحمل الكثير من الأسئلة
ياسين وهو يعد حقيبته الصغيرة:_هتفضل واقف كدا كتير
أقترب رعد منه ليقول بنبرة جادة:_ناوي علي أيه يا ياسين
زفر بغضب:_تاني يا رعد.
رعد:_تاني وتالت ورابع لحد ما أعرف أيه الا في دماغك
ياسين بهدوء يعاكس ما يدور بعقله:_ قولتلك هتعرف بس بالوقت المناسب
رعد:_أوك يا ياسين الرجل رد عليا وموافق
أبتسم ياسين بثقة ثم توجه للشرفة يستند بقدميه علي المقعد وعيناه تتحلل بغموض فشل رعد كالعادة في فك شفراته
:_أستقبله بنفسك وسلمه الشقة الا قولتلك عليها.
رعد بغضب مكبوت:_ماشي لما أشوف أخرت الا بتعمله دا أيه
وخرج رعد من الغرفة حتي لا يفقد التحكم بغضبه ليصطدم بأخاه
رعد بغضب:_مش تفتح يا أعمى
حمزة بهدوء:_أسف يا رعد
وتركه حمزة وصعد غرفته تحت نظرات تعجب رعد الذي صعد خلفه مسرعا ليرى ماذا بأخيه ؟
دلف حمزة لغرفته ثم جلس علي الفراش بحزن شديد فجلس لجانبه رعد والقلق ينهش قلبه
رعد:_مالك يا حمزة في أيه ؟
حمزة بدمع يلمع بعيناه:_مفيش
رعد:_مفيش أذي في أيه ؟
دلف عز هو الأخر عندما وجد رعد يصعد مسرعا للأعلي
وكذلك ياسين صعد ليرى ماذا بحمزة؟ فهو أستمع لحديثه مع رعد
حمزة بحزن:_حزين علي حالنا يا رعد
عز بندهاش:_ماله حالنا يا أستاذ حمزة هو في حد في مصر كلها ذي عيلة الجارحي.
حمزة بعصبية شديدة ودمع يهوى علي وجهه:_مفيش حد فى تعاستنا أنا من وجهة نظركم غبي بس فاهم كل واحد علي حقيقته أنت يا عز جواك هم وحزن محدش عارفه غيرى
ورعد من جواه مكسور علي ماما وبابا وطريقتهم معنا كل الا يهمهم الثروة والنفوذ أحنا أخر أهتماماتهم حتى ملك بقت نسخة منهم
يارا على طول حزينة مفيش حد بحياتها غيرنا وللاسف كل واحد ملهي بشغله
ياسين عايش بقسوة لحد ما نهت حياته كلها.
يحيى أنجبر علي البعد والفراق ومستحمل كل دا ومجبور يواجهه
كل واحد في عيلة الجارحي جواه شرخ كبير بيدريه بالقسوة والغرور أنا فخور بنفسي أني مش مشابه أي حد فيكم
وتطلع حمزة للجميع بنظرة أشفاق حتى الدنجوان الواقف خلفه بذهول ثم خرج من الغرفة.
وضع عز عيناه أرضا فحديث حمزة لمس حزن قلبه
وكذلك رعد الذي أبتسم بسخرية لنسب الغباء لاخيه فكشف أنه الغبي الأكبر
أما ياسين فأرتدا نظارته وغادر لسيارته بمنتهي الكبرياء فعليه الصمود لينعم براحة الذنب ويمحى شكوكه بصديق دربه .
بالدقهلية
أعدت صفاء كل ما يلزمهم بعد أن توجهت لوالدتها وأخبرتها ما حدث فكان من تلك العجوز أن أيدت قرارهم فالحياة أصبحت شاقة للغاية وعليهم جمع ما يكفيهم بها
كانت دينا سعيدة للغاية فلاطالما حلمت بسفرها لمصر ورؤيتها
أما آية فكان الخوف ينهش قلبها وذلك الغامض يتردد أمام عيناها تشعر بأنها سترأه مجددا
ولكنها أستعانت بالله فهو الحريص لها من كل شئ وأعدت ملابسها وبعض المتعلقات بها وبدينا ثم خرجت لأبيها الذي ينتظرهم بسيارة أستأجرها لأجل تلك الرحلة التى ستكون مجهولة لهم .
توجه لمصر بعدما أعطى الورقة التى دون بها العنوان الذي أعطاه له رعد .
تألق رعد بقميص أسود وبنطلون من نفس اللون وساعته الفاخرة
ثم صفف شعره وأرتدى نظارته التى تزيداه جاذبية ثم غادر ليستقبل محمد وعائلته كما أخبره الدنجوان
مجرد التفكير بها كان يجعل قلبه يترفرف بطريقة غير طبيعية مما زاد حيرته
بالمقر الرئيسى
كان يتابع عمله بتركيز إلى أن دق الهاتف فنظر له ليجد أسما يلمع كهيبته فرفع الهاتف ليستمع له
عتمان:_أتفأجئت ولا أيه !
ياسين برونق لا يليق بسواه ؛_وهتفاجئ ليه أهلا بعتمان بيه
ضحك عتمان بقوة وقال:_مش عارف ليه يا ياسين بتفكرني بنفسي وأنا صغير نفس القوة بكلامك وثقتك الزيادة دي
ياسين:_أكيد حفيد الجارحي لازم يكون بيشبهه ولا أيه
عتمان:_أكيد يا دنجوان.
ثم أكمل بخبث:_أنا كنت بكلمك عشان أقولك توقف الصفقة اليومين دول
إبتسم الدنجوان بمكر ثم قال:_بالفعل وقفتها أذي هكملها ويحيى مريض
أكد له الدنجوان معرفته بمرض يحيى فزال الشك قليلا وأبتسم بفخر لدهاء حفيده
فأكمل الدنجوان:_أنا هكون بأيطاليا بأقرب وقت معيا بس كذا صفقة هخلصهم وأسيب رعد يتوالى هو المشروع
عتمان بقتناع:_هكون بأنتظارك
ياسين:_مش حضرتك نازل مصر الأسبوع الجاي.
عتمان بغموض:_غيرت رأيي
ياسين بتصنع اللامبالة فهو يعلم لم يريد عتمان البقاء:_أوك نتقابل عن قريب
عتمان:_أبقى هات يارا معاك
ياسين:_يارا هبعتها مع عز أنا لسه مقلتش ليه
عتمان:_أوك سلام
ياسين:_مع السلامة
وأغلف ياسين الهاتف وبداخله حماس كبير للقاء بها مجددا فهى له الورقة الرابحة الذي سيواجه بها يحيى
مفتاح لكشف لغزا كبير فماذا باللقاء القريب .
كيف ستكون آية الورقة الرابحة لياسين الجارحي ؟
وكيف سيخضعها له ؟
ماذا لو كشفت الأسرار !
ماذا لو وقع المتعجرف في الشباك !
هل أنتهى العذاب بقلب العاشقين عز ويارا أم ستزيد المشاقة والعناء
هل سيسترد يحيى حبه أم ستدلف أخري حياته
من تلك المخادعة لحياة حمزة وماذا لو تعرض للخطر
ما المكيدة المحفورة للياسين ويحيى ؟!
هل سيجمع القدر العشق أم القسوة ؟
تااااابع ◄ أحفاد أشرار