-->

رواية أحفاد أشرار الجزء العشرون

 

 لم يحتمل عدي رؤيه والدته هكذا ؛فتتابع ياسين من خلال الممر السري بأسفل القصر،ولج الي الداخل بخطوات ثابته محمله بالثبات
الهدوء يخيم علي المكان والظلام يسوده.
تطلع يمينا ويساراً بحثاً عنه ولكنه لم يجده
_كنت متوقع أنك هتيجي
أستدار ليجده يجلس علي مقعد في منتصف الغرفه مستنداً علي ظهره بإسترخاء ...



فألتزم عدي الصمت لدقائق معدوده خاضها بالتطلع اليه...
فقطع الصمت قائلاٍ بهدوء_مش هقدر أكمل بخطة حضرتك أنا مش هكون السبب في القضاء عليها...
رفع عيناه يتأمله ببسمة مكر كأنه نال ما سعى لأجله ثم نهض عن مقعده متوجها للشرفه المظلمه بالغرفه،أسدل الستار العازل عن الضوء ثم وقف ينتعش بالهواء بصمتٍ وثبات زرع الغضب بنفس عدي!...
ليقطع صمته أخيرا هو الاخر
_عايزني أرجع؟

اقترب منه قليلاٍ بعينان عابستين قائلاٍ بخبث يضاهيه _ يعني أيه؟
أستدار ياسين إليه حتي وقف أمام عيناه قائلاٍ بتحدي لامع_ حياتي معرضه للخطر عشان أظهر لازم تضمنلي حياة بدون مخاطر..
رفع يديه يحك طرف أنفه ليخفي إبتسامته الساخره قائلاٍ بهدوء_معتقدش أن ياسين الجارحي يخاف من الموت !
إبتسم ياسين قائلاٍ بثقه_زي ما قولتلك لو ضمنتلي حياة بدون مخاطر هرجع القصر...
تطلع له بنظرة مطوله ثم قال ببسمة مكر_ أتفقنا
وتركه وغادر بقناعة خادعة،راقبه ياسين حتي تخفي من أمام عينيه بذهول ولكن يعلم بانه سيتمكن من فعل المحال! ...

بالقصر ...وبالأخص بغرفة مليكة ...
إبتسمت قائلة بصوتٍ منخفض_أنا متوقعتش أن بابي يعملنا مكان فخم كدا لا وكمان ضم نسرين لينا ..
أشارت لها نور لتكمل هى الحديث _أنا كمان أتفاجئت لما قالي من شوية أنها هتكون معانا ...
رفعت شروق ساعة يدها بتراقب _زمانها على وصول ...
رفعت رحمة يدها تكبت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث _مش متخيلة نظرات حازم ليها بعد ما يعرف أنها هتعيش معانا هنا فترة ...
تعالت ضحكات داليا بعدم تصديق_مهو الوحيد اللي خطوبته طولت كدا بيصعب عليا والله ...
رمقتها رانيا بمكر _ما يصعبش عليكم غالي يا حبيبتي منك ليها أحنا لازم نستعد للحرب دي كويس ومتنسوش أن ياسين الجارحي فى صفنا يعني هنكسبهم هنكسبهم..

توغدت الأحلام ففرشت بورود عطرة أمام عيناهم لتقطع أسيل أحلامهم قائلة بأرتباك _معقول أنا أحارب أحمد ! ... لا مستحيل ...
لوت شروق فمها بسخط_يا حنينة ! ...
أستدارت بوجهها إليها فرفعت يدها بتحذير _أتكلمي عدل يا شروق أحسنلك ...
قالت بسخرية _ولا عمري أتكلمت عدل غير النهاردة ...
أسيل بغضب_أسلوبك مستفز ..
لوحت بيدها ببسمة متبخترة _بس عسل وأتحب ...

رمقتها بغيظ_كدا طب أنا بقى مش هكون معاكم بالحوار دا ..
كادت أن تجيبها ولكن أسرعت رانيا بالحديث مشيرة لها بالصمت _أسكتي أنتِ يا شروق ثم أستدارت إليها ببسمة مكر _ولا يهمك يا جميل مش عايزة تكوني معانا براحتك طبعاً ..
إبتسمت أسيل بأنتصار لتكمل الأخرى بخبث _بس أنزلي بقا قولي لأنكل ياسين على قرارك العسل دا ..
ووجهتها نحو الدرج لتعد سريعاً برعب فتعالت الضحكات بين الفتيات، تأوهات من الآلآم فوضعت يدها حول جنينها بألم فلمحتها رحمة لتسرع إليها بذهول _مالك يا مليكة؟ ...

قالت بألم تتابعها_مش عارفة ...
أقتربت منها نور قائلة بأهتمام _معاد ولادتك أمته ؟ ..
أجابتها شروق نيابة عنها _الدكتورة حددتلها معاد بعد يومين ...
خرج صوت مليكة المتقطع_مش قادرة ...أنا بولد ...
التفوا من حولها بزعر وأرتباك،فأشارت نور لداليا قائلة بصراخ _نادي عمر وياسين ..
أشارت إليها وهرولت للأعلى حيث يجتمع الجميع ...
بالأعلى ...

كان يتمدد أحمد وعمر على الأريكة ولجواره كان يجلسمازن ومعتز أما على الأجهزة الرياضية فكان يركض ياسين على جهاز الركض ولجواره كان يتمرن جاسم ورائد أما أمام طاولة الطعام كان يعد حازم الشطائر الصغيرة لهما ...
معتز بعد تفكير_وبعدين يا شباب هنفضل كدا كتير ..
عمر وعيناه مغلقتان_كدا الا هو أزاي يعني؟
رمقهجاسم بنظرة غضب _وأنت هتشيل هم أيه وأخوك داخل بصدره وفاكر أنه هيقدر يهزم ياسين الجارحي وشددنا معاه ..

عمر بسخرية _هو أنا ليه مبسمعش صوتك فى وجود عدي يا جاسم ؟ ..
تعالت الضحكات الشبابية فقال رائد بخبث_ فى فرق بين الجبن والاحترام ولا أيه يا أحمد ؟ ..
رفع يديه على عيناه المغلقة ليحد من هذا الأزعاج غير عابئ بهم،توقف ياسين عن الركض ثم جلس يجفف حبات العرق المتناثرة على جسده الممشوق ..
حازم بغضب _بقالى ساعة بحاول أفهم من حد منكم سبب ادعاء ياسين الجارحي موته وقبلت اعمل الاكل وكل حاجة وفى الاخر تتخانقوا من غيري طب دي تيجي؟..

تدخل مازن بخبث _خدوا راحتكم بالكلام والنبي ما لينا الا بعضينا ..
كبت ياسين ضحكاته وهو يرى ما يحدث أمام عيناه من مشاجرات عنيفة بينهما ...
أنفتح الباب على مصراعيه لتطل من خلفه داليا ومروج لتخبرهما بما يحدث بالاسفل،جذب ياسين قميصه الأسود ليرتديه دون أن يغلقه ثم هرول مسرعاً للأسفل ليجد معشوقته تبكى من الألم ...

أحتضن وجهها بيديه قائلاٍ بقلق_ متخافيش يا حبيبتي ...
وضعن الفتيات عيناهم أرضاً حينما وجدوا ياسين يرتدي قميصاً مفتوح يبرز عضلات صدره بوضوح فلم يهتم لغلقه كل ما أهتم به الركض بأقصى سرعة يمتلك لرؤية معشوقته،حملها ثم توجه للمشفى مسرعاً ليلحق الجميع به بفزع وخوف ...

بالأعلى ...وخاصة بغرفة آية ...
فتحت عيناها المتورمتان ببطء شديد،أستندت على مرفقها لتجلس بضعف، نظرات منبعثة بألم مكبوت وكيان لاطالما شهد التحطيم فبات أمر واقع ولكن هذة المرة كان من أختيار معشوقها،تشعر بأن هناك أمراً غامض بسكون الجميع ولكن ماذا ستفعل سوى الصمت؟! ...
أحست بوجود أحداً بغرفتها فتفقدت المكان بهدوء لتجد عدي يجلس على مسافة قريبة منها،أثرت الصمت والهدوء كأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة برضا تام، أقترب منها عدي بمحاولة مستميتة للحديث ولكن أنتهى أمره بالفشل ...

في مكانٍ أخر معتم للغاية ..
ولج أحداهما إلي الداخل ببسمة ماكرة بعدما حقق أحد الامانى الثمينة لرئيسه، أقترب أكثر من مقعده الذي يعتليه بسكون قائلاٍ بصوتٍ يكسوه الغرور _ ياسين الجارحي لم يعد له وجود
دخان كثيف يعبئ الغرفة بجانب منعزل، أستدار بمقعده ببسمة تسللت لوجهه يسكنها النصر _أذاً لقد فعلها هذا الاحمق ...
أشار له الرجل بتأكيد ؛ فقال جون بأستغراب_ ولكني أشعر بالقلق حيال قتله!
نفي قلقه سريعاً _ لقد أكتشف أمن المشفي هويته فقتلوه ولكن في نهاية الامر فقد خلصنا من ياسين وهذا ما أردناه..
إبتسم جون بتأكيد_ أجل
فلنحتفل اذا
علت أصوات الكؤوس المليئة بالمحرمات ليرتشفوها غير عابئين بالمحرمات أحتفالا بما ظنه نصراً بأن القضاء على ياسين الجارحي أصبح حقيقة ولكنه لا يعلم بأنه من حفر قبره بيديه ودعي مراسم دفنه لعدي الجارحي!

بالمشفى ...
صراخ يعج بالمكان ...صراخ يحمل ألم ومعاناة تعاد أقوى ثاني ألم على العالم بأكمله ...ربما لو علم الرضيع بما تعاني به هذة الأم لجلبه لهذا العالم لما جرأ على تركها ولو لثواني معدودة ! ...
كانت تبكي ...تصرخ ...ويديه تضغط على يدها قائلاٍ بألم يجتاز هذا القلب فيجعله كالرماد_هانت يا روحي ...
رفعت عيناها بألم إليه فهو من يحاول تسكين ألمها،أشارت له الطبيبة بأنه يبالي حسناً بسحبها من بؤرة الألم فواصل ياسين حديثه وهو يجفف حبات عرق وجهها بحنان _أنا عارف أنك بتكرهي المكان دا دقايق وهخرجك يا حبيبتي ...

تمسكت بيديه ببكاء وكادت بالصراخ مجدداً فرفع وجهها قائلاٍ بهدوء_بصي لي يا مليكة ...
أنصاعت إليه ليكمل حديثه وقلبه يرتجف حينما تذكر حديث الطبيبة عن حالتها الحرجة التي قد تلجئ للجراحة أن لزم الأمر ..قال ببسمة يجاهد لرسمها _أنا أختارت الأسم خلاص ..
إبتسمت بألم ودمعاتها تملأ وجهها الأبيض المكتسح بحمرة البكاء،شعرت بهبوط يطوف بها فأغلقت عيناها بأستسلام ليطرق على وجهها برفق _مليكة خاليكِ معايا ...أفتحي عيونك ...

فتحت عيناها بوهن فرغم ألمها الا أنها تشعر بالراحة لوجوده لجوارها، كبت أخر صراخاتها ليسود الغرفة بكاء طفلها المنتظر لتتوقف عن الصراخ أخيراً وتغلق عيناها للراحة ...قبل ياسين جبينها بخوف لتشير له الطبيبة بالخروج بعد أن طمنته بأنها على ما يرام ...
وضعت الممرضة الصغير بين يديه فتطلع له بنظرة مطولة وعينان تلمعان بحماس وصدمة بأناً واحد ليضمه لصدره ببسمة واسعة،خرج به ليجد الجميع بالخارج حتى عدي وآية أنضموا إليهم،التفوا من حوله ليروا الصغير بين يديه وضعه ياسين بين ذراعي أبيه قائلاٍ ببسمة لمعت بعيناه _حفيدك يحيى ..

رفع يحيى عيناه ببسمة لمعت بهما الدمع والفرحة تتربع على عرشهما بعدما أختار أسمه لحفيده، أطمئنت على إبنتها ثم توجهت لتجلس بمفردها قليلاٍ،عقلها يكاد يقف من كثرة التفكير وهناك سؤالا واحد يروادها
لما يخدعها بأدعاء موته؟! ..نعم هى على ثقة تامة بأنه على قيد الحياة ...
ختمت تفكيرها بتذكر وعوده لها بأنه لجوارها على الدوام مازال أن هناك نبضات تخفق بداخل القلب،منحها عقلها بمسار عليها أن تخطو يه لقطع شكوكها،راقبت من حولها بأهتمام ثم غادرت سريعاً حينما ولجوا لغرفة مليكة بعد أن تم نقلها ...

سلكت طريقاً طويلاٍ بأنفاس متقطعة من الركض،خشيت أن يراها أحداً من الحرس المطوفون للمشفي ...
وقفت تتأمل نفطة متباعدة عنها وعيناها تتأمل المكان جيداً كأنها تبحث عن أحداهما قائلة بصوت يكسوه الغموض وهى تتوجه لحافة الموت بقدماها
_هنهي المهزلة دي يا ياسين ...
وتوجهت لتقف أمام قطبان القطار القادم من بعيد بغضب جامح،أرتجف جسدها برعب فأغلقت عيناها بخوف مرددة بهمساً منخفض _عارفة أنك عايش وجانبي ...دا نهاية لتفكيري يا ياسين ..
أطبقت على جفنها برعب وقلبها يرتجف بأنها تركض خلف السراب ولكن بداخلها تثق به ! ...تثق بوجوده لجوارها ...تعلم بأنه لن يعرضها لخطر هكذا ويقف مكتوف الأيدي...

بأحد المشافي ...
تتابعه للداخل ليستلم عمله البسيط بعد قضاء رحلة معافرة للتعين بأحد المشافي الخاصة مثل التى كان يعمل بها لينتهي الأمر به بهذا المشفي المبسط، ولج خلفه لأحد الغرف الخاصة بالمرضى ؛ فطافت عيناه المكان بحزن حينما رأى الغرفة تحوى أكثر من خمسة عشر مريض، أنتهت جولته بتفحص المكان حينما توقف الطبيب أمام غرفة منفصلة عن غرفة المرضى فعلم بأنه سيتوالى هذة الحالة،ولج للداخل خلفه فأقترب آسلام منه ليشير الطبيب على الفراش قائلاٍ بهدوء_دي الحالة اللي هتستلمها كبداية ليك معانا ..

أكتفى بأشارة بسيطة من رأسه،غادر الطبيب الغرفة فجذب أسلام الملف المتعلق على طؤف فراشها ليطوفه الحزن حينما علم بأنها فاقدة للوعي منذ ما يقرب الخمسة أعوام،بذل الأطباء مجهوداً كبير لعودة وعيها ولكن دون جدوى!، ألقي نظرة سريعة عليه ثم وضعه على الطاولة ليدرسه فيما بعد ثم أقترب من الفراش لتظهر له ملامح من يقبع عليه بوضوح، شرد على الفور بملامح من رأى لا يعلم أن كان بشرياً أم ماذا؟!...فتاة بملامح ملائكية،تغلق عيناه بذعر كأنها ترى كابوساً مؤلم، الدموع تنثدر من عيناها بصمت، وقف كالعاجز أمامها!، لا يعلم لما يخفق قلبه هكذا! ...

خرج عن تفكيره قائلاٍ ببسمة هادئة وهو يلمح أسمها بهذة الورقة الصغيرة المطوية بين يديه _أهلا يا ...
وقع عيناه على أسمها فقال بأبتسامته الجميلة _نهى . ...
ثم جذب مقعده ليجلس جوارها _أحب أعرفك عن نفسي، أنا دكتور آسلام هتابع حالتك من أول بكرا ...بس حبيت النهاردة أعرفك عن نفسي وأتعرف عليكِ ..
بدت ملامحها ثابتة للغاية ليكمل بهدوء طال بتأملها وشرود ينغمس به رغماً عنه _ تعرفي أنك جميلة أوى ..

ثم أنقطع عن كلماته ببسمة بسيطة ليجذب الملف ويكمل قراءة معلوماتها المدونة ...
بعيداً عنه ...بعالم نسجه خيالها، كانت تجلس ببكاء يستحوذ عليها حتى بالغفلة، أستمعت لصوتٍ جديد يخترق عالمها المنعزل عن الجميع،تراقبت الصوت جيداً ...كلماته ...رائحته المقربة من أنفها ...شعور مريب أرتب قلب نهى لا تعلم بأن الماضي سراب ومن يجلس أمام عيناها حقيقة غامضة يتغمدها العشق ليخلد بتاريخ العمالقة ! ...

بغرفة مليكة ...
رفع عمر يديه على خصلات شعرها برفق قائلاٍ بخوف _بقيتي كويسة يا حبيبتي ..
أشارت إليه مليكة بخفوت_الحمد لله ...
أقتربت منها دينا ببسمة بسيطة _تستاهل الحمد يا روحي ...
شروق _كدا تخضينا عليكي ؟
مروج ببسمة مكبوته وهى تشير على بطنها المنتفخة _عقبال ما تخضينا عليكي أنتِ كمان ياختي ...
رمقتها بنظرة تحذيرية بأن تفقد أعصابها أمام الشباب ..

لجوارهم كان يحيى يحتضن ملك وبين ذراعيها كانت تحتضن حفيدها فقالت بدموع سعادة _فى شكل منك يا يحيى ..
لم يستطيع التوقف عن الضحك ليقول بصعوبة _ملامحه لسه مش باينه يا قلبي ...
رمقته بنظرة غضب فأقترب منهم ياسين لتشكو له ملك _شوف باباك يا ياسين بقوله شكلك بيقولي أيه ؟! ..
جلس جوارهم ببسمة جعلت الوسامة تستمد طاقتها منه _شكله جداً على فكرة ..

تعالت ضحكات يحيى على دهاء إبنه الذي يرضى والدته على حساب دهابته الحمقاء،وضعت شذا الطفل على الفراش المجاور لمليكة  ثم أشارت لملك للانضمام لدينا ويارا للعودة للقصر فانصاعت لها،توجهت للخروج ولكنها توقفت على صوت رائد الذي قال بمرح_بلاش طنط تعرف أن ياسين الجارحي عايش والا رقبتنا هتطير ...
كبتت شذا ضحكاتها بصعوبة فأشارت له بخفة _سركم فى بير ..

وغادرت على الفور، أستدار للعودة فوجد حازم أمام عيناه يتأمله بنظرة ساخرة ليستدير قائلاٍ للفتيات _صدقتوني لما قولتلكم عضلات أجوزكم دي نفخ ...
تعالت ضحكات السخرية بينهما وتأججت نظرات الغضب الشباب،قطع ما يحدث ولوج نسرين للداخل فأسرعت لتقف جوار مليكة ببسمة هادئة _كدا مش تستنى لما أرجع ..

ألتفت الفتيات من حولها بسعادة لعودتها فأقترب منها حازم بذهول_أنتِ بتظهري أمته وبتختفي أزاي؟
إبتسمت بغرور_لا المرادي بأمر من ياسين الجارحي بنفسه ..
إبتلع ريقه برعب _ نهار أسود ياسين الجارحي ! ...
وعملتي أيه عشان أمرك يوصل لفوق أوي كدا ...
رمقته بنظرة غرور _لا دي أسرار حرب ...

إبتسم وهو يتأملها بأشتياق فوقفت جوار رحمة بخجل وخوف من نظراته،طرق معتز بحذائه على قدم حازم ليترك نظراته عنها فصرخ بألم ليتركهم ويجذب الحلوى التى أحضرها للأحتفال بالمولود ليحاول فتحها ...
أقترب عدي من الفراش ليجلس جوارها قائلاٍ ببسمته العذباء _حمدلله على سلامتك يا حبيبتي ...
قالت ببسمة واسعة لوجوده لجوارها_الله يسلمك يا عدي ..

تطلعت ليسارها فكان يجلس عمر وعلى يمينها يجلس عدي فقالت بدموع لمعت بعيناها _ربنا ما يحرمني منكم يارب أنتوا أعظم نعمة فى حياتي ...
إبتسم عمر بمشاكسة _ما أحنا مرمين جانبك على طول ياختي مش جاية تقولي كدا غير لما شوفتي الموت ..
رمقه ياسين بغضب فشاركه أحمد البسمة قائلاٍ بمرح وهو يتأمل الفتيات جميعاً _عندك حق يا عمر البنات كلها مش معترفة بالأخوة لأنها ضاعت وسط خناقات توم وجيري المستمرة بنهم ...

رفعت كل فتاة وجهها لأخيها بحزن فحديث أحمد لمس جانب من القلب،إبتسم حازم بمكر حينما توصل لفكرة فقال بحماس للفتيات التى تشعرن بالحزن على حديث أحمد _من رائي المتواضع كل واحدة تدي لأخوها حتة حلاوة من دي وتصالحه رغم أني جايبها ليا بس أن شالله محد حوش ..
تعالت الضحكات بينهما فرفعت مليكة يدها ببسمة حماس _هات يا حازم ..
أقترب منها سريعاً فحملت قطعتين وقدمتها لعمر الذي تناولها ببسمة واسعت ثم قربتها من فم عدي الذي تناولها ووضع قبلة على جبينها ببسمته الفتاكة، أسرعت أسيل إليه قائلة بمرح_بيعمل فيا مواقف تجنن بس مش مهم نديه حلاوة .

إبتسم الجميع على حديثها وخاصة زوجها، أقتربت أسيل من جاسم ففتح فمه بأبتسامة مرتفعة ليتناولها ومن ثم أحتضنها ليطوف بها وسط سيل ضحكاتها وسعادة أحمد لسعادتها، جذبت مروج الحلوى ثم قدمتها لمعتز لتقف أمامه تتذكر مشاكسته الدائمة لينفجروا سوياً من الضحك حتى داليا قدمت لرائد الحلوى ليحتضنها بفرح، جفف حازم دمعاته الزائفة _جطعتوا جلبي والله ...

ثم وضع العلبة لجواره ليخطف قطعة من الحلوى ليضعها بقوة بفم أحمد المنصدم من رد الفعل ليقول الأخر بتبختر _أنا أختك وأخوك أتنين فى واحد ..
تعالت ضحكات جاسم بعدم تصديق وهو يرى أحمد يسعل حد الموت ليرطمه أرضاً،أسرع معتز اليه بالماء فأرتشافه ليقترب منه بغضب _مش هترتاح الا لما أخلص عليييييك وأخلص البشرية من غبائك ..

قال ياسين بصعوبة من بين ضحكاته على ما حدث_طب أحمد ربنا بالنهاية كلت حلويات لكن أنا لا ليا أخ ولا أخت ...
رفعت رحمة عيناها لعدي الذي أشار لها بوجهه ببسمة صغيرة فأقتربت لتجذب قطعة حلوى من العلبة، أقتربت منه لتقف على مسافة محدودة قائلة ببسمة صغيرة _بس أنا بعتبرك أخويا الكبير .
إبتسم ياسين بفرحة ثم تناول الحلوى لتقف رحمة جوار عدي الذي قبل يدها وأحتضنها بعشق،أما نور فأقتربت بحيرة من أمرها ليقطعها حازم بمرح_بتفكري فى أيه ؟ .
أجابته بضيق _أنا بعتبركم كلكم أخواتي هأكل مين ولا مين ؟! ...

إبتسم الشباب جميعاً فتزمر حازم بضيق _وأنا مين هيأكلني ؟! ...
حملت رانيا قطعة الحلوى لفمه بمرح لتتعالى الضحكات فيما بينهما بسعادة ...
أستغل حازم أنشغال كلا منهما بمعشوقته ثم وضع يديه على خصرها يقربه منه بهمس _وحشتيني موت وعندي كلام كتير عايز أقوله ...تعالى نخلع ..
أرتعبت نسرين من نظراته ومما ينوى فعله،قبض على معصمها لينفذ ما ينويه فرفعت يدها لأحمد قائلة بمكر _أحمد حازم عايزك ..
وهرولت مسرعة من أمام عيناه لتلحق بالفتيات للأسفل للعودة للقصر واللقاء السري بياسين الجارحي للتخطيط بالعمل بالمقر! ...

صدح رنين هاتف عدي فرفعه دون الكلام ليأتيه صوت مازن
_كله تمام يا وحش أكل الضربة صح وعلمت عليه فاضل أخر خطوة ومش هيكون له وجود ..
أغلق الهاتف ببسمة ثقة تلمع على وجهه لهذا الأحمق الذي أستهان بقوة الوحش الثائر ...

بالمصعد ..
ولجت نسرين لتلحق بهما للأسفل فأذا به يلحقها للداخل بتوعد ...
أقترب منها بعيناه التى تكاد تبتلعها
_بتبيعيني يا سو ...
تراجعت للخلف بزعر _حازم أعقل كلها كام أسبوع وهنتجوز يا حبيبي ..
وقف يتأملها بتفكير _مهو المدة طويلة والمشاعر كتيرة ...
والنبي ليقة وعسسسل ...

كبتت ضحكاتها بصعوبة فأقترب منها ليحصرها بين ذراعية، أشارت له بتحذير _أبعد والا هصوت وأنادي على عدي أو أحمد وشوف هيعملوا فيك أيه ؟
أعتدل بوقفته بغضب _ أوكي أتعدلنا ..
إبتسمت بسعادة لأخافته ولكن سرعان ما عادت للزعر حينما رأت عيناه مقربة منها،تاهت بعيناه ليبتسم قائلاٍ بخبث
_مجبتليش حاجة وأنتِ راجعة من السفر ..
_هااا! ..

قالتها بأرتباك من قربه المهلك لها ليبتسم بمكر _هدية مثلا أو شوكولا كالمعتاد عنك ..
أشارت إليه بنعم ثم فتحت حقيبتها لتدس يدها لها دون النظر لما بها ثم قدمتها له لينفجر ضاحكاً قائلاٍ بصعوبة _أحط منه قبل النوم وبعده ولا أيه ؟ ..
صعقت حينما رأت أحمر الشفاة بين يدخا لتدخله مسرعة ثم أخرجت الشوكولا لتقذفها بوجهه بغضب ..
تحكم بذاته ليقف بهدوء وهى ترمقه بغضب، وقف جوارها فتركته لتبتعد قليلا ولكن كادت بالتعثر ليحاصرها بين ذراعيه بنظرات حالمة بالعشق ..

دفشته بعيداً عنها لتزفر قائلة بغضب _أغتصبني عشان ترتاح يا حازم ..
يلااا ...
كبت ضحكاته بصعوبة ليغمز بعيناه بمكر _مستعجلة على أيه يا روحي ..
أطبقت على يدها بغيظ لتخرج من المصعد قبل أن ترتكب جريمة مخيفة ...

أستسلمت لمصيرها ولكن شيئاً أفاقها من هذا الجنون هل ستغضب ربها !، حاولت آية الابتعاد عن القطبان ولكن حينما فتحت عيناها تخشب جسدها لرؤية القطار المسرع إليها فشعرت بأن قدماها قد بترت، توقف عقلها عن التفكير وقلبها عن الدق لتنطق الشهادتان بصوتٍ مرتجف،سطع ضوءه على وجهها لقربه منها فصرخت لظنها بأنه سيرتطم بجسدها ولكنها أفاقت على يديه تجذبه بعنف لتقف أمام عيناه .. عين ياسين الجارحي!...

شعرت بأن قدماها قد شُلت عن الحركة،أرتجف جسدها ومعه أنخفق ضربات القلب بأنها اللحظات الأخيرة،شعرت بقوة تسحبها من محلها لتخرجها من الهلاك الطاغي التي كادت أن تغمس ذاتها به!، فتحت آية عيناها بخوف من رؤية الموت مجدداً ولكنها كانت نظرات مختلفة من نوعها،لقاءٍ مميز بين عينان يغمدها الحزن والحيرة والعتاب لتنهيها هي بضعف فسقطت مغشي عليها من أثر الخوف المزعوم ...

حال بينها وبين الأرض سريعاً ليحتضن وجهها بين يديه الدافئة قائلاٍ بهلع_ آية...
أغلقت عيناها غير عابئة بصوته المنادي لها فكيف تستمد الطاقة بعد ما فعلته كادت بأن تخسر ربها بعد فعلتها الشنيعة التى كادت بفعلها،حملها ياسين بين يديه ليسرع بها لسيارته،أسرع الحارس بفتح باب السيارة فوضعها ياسين برفق،أغلق باب سيارته ووقف بطالة سحبت النور من أمامهم  ليضع كلاٍ منهما عيناه أرضاً بخوف شديد مما  سيفعله بهما ..

خرج صوته الثابت على عكس المتوقع _تعليماتي ليكم كانت أيه ؟ ..
إبتلع عثمان (كبير حرس القصر) ريقه بصعوبة ليخرج بكلمات متقطعة_ حماية ومراقبة آية هانم ...
لمجرد سماع أسمها يتردد على لسان رجلاٍ غيره تملكه النيران لتحطم ثباته ليهوى بلكمة قوية أطاحت بهذا الجسد العملاق ليظن من حوله بأنه غاضب لما حدث ...
طاح صوته الرعدي المكان _ومفيش حاجه من دي حصلت ..
لأنكم ببساطة متنفعوش لأي شيء غير للمظاهر والغرور بنفسكم ..
ورمقهم بنظرة مرعبة ثم صعد لسيارته بعدما أشار للسائق الذي هب بالصعود للقيادة ليقود بذاته عائداً للقصر ...

بغرفة مروج ..
قالت وهى تتوسط صدره العاري لتكمل حديثها عن ما حدث بالمشفى_ بصراحة فكرة الواد حازم كانت جميلة وكل واحدة أكلت أخواها والنفوس اتصلحت ..
أستكملت حديثها بحماس دون أن تشعر بقسمات وجهه الحزينة وشروده المريب _ بس معتقدش الخلافات اللي بيني وبين معتز تنتهي بقطعة شوكلا وحلويات أحنا بينا أ...
وأستكملت كلماتها دون توقف لم ترى من سبح بشواطئ الماضي المتأجج بمياة مغمورة بآنينٍ خافت ..

_حرام عليك يا أخي أنت معندكش أخوات بنات ؟ ..
تفوهت بها بغضبٍ جامح ليبتسم ببرود وهو يتابع تناول طعامه _عندي واحدة بعد عنك أرزل ما يكون ...
توسطت خصرها بيدها _كدا يا مازن ..أنا رزلة ؟.
أكمل تناول طعامه دون أكتثار_جداً يا روحي ..
سحبت الطبق من أمامه_أوكي مفيش أكل بقى شوفلك ست تعملهولك أنا مش هعملك بعد النهاردة..
نهض عن مقعده فضيق عيناه بتفكير _دا تهديد بالأرتباط ولا أيه ؟..

رفعت كتفيها بدلال_ سميه زي ما تحب ...
أخفى بسمته بنجاح _أنجزي وقوليلي عايزة كام ؟ ..
صرخت بفرحة ثم طبعت قبلة على وجهه_أنت أفضل أخ بالعالم كله .
أشار بيديه بسخرية_أدخلي بالتقيل بلاش تمهيدات ...
أجابته بأحتراماً يطوف بها عن تعمد_20ألف بس ...
_بس! وجاية على نفسك ليه كدا؟ ..

قالها بأسلوب ساخر فقالت بهدوء_يدوب يا مازن والله دا أول عيد ميلاد لمصطفي بعد ما بقيت خطيبته  وأنا عايزة أعمله حاجة مميزة كدا ...
ضيق فمه بسخط_مميزة تكون ب20ألف! ..
أجابته بغرور_طبعاً لأني أتفقت مع طايرة خاصة هتنقلنا لمكان مثالي رتبت فيه كل حاجه الجاتو وال...
قطعها بحدة_بسسسس بسسس هكتبلك شيك بالمبلغ وأنزلي أسحبيه...
أحتضنته بفرحة فرفع يديه يمسد على شعرها بحنان وسعادة لفرحتها لم يكن يعلم بأنه سيظل ذكرى جميلة فقط!..

عبثت عيناه أنشودة حزن طافت بكيانه،رفعت مروج عيناها لتجد هالة من الاحزان تغمره لتذكر شقيقته،نهض من فراشه سريعاً قبل رؤيته بهذة الحالة فجذب قميصه الموضوع على احد المقاعد ثم خرج للتراس لشعوره بأنه بحاجة للتنفس!، نهضت خلفه مسرعة لتقف جواره بصمت قطعته بعد دقائق بندم لما تفوهت به _ أنا أسفة يا مازن مقصدتش أني أفكرك بيها ..
أستدار ليكون مقابلها فأبتسم بألم_مين قالك أني نسيتها ؟ ...
هوت دمعة من عيناها على ما يخفيه من آلام فجففها بيديه ثم قربها منه ليحتضنها بقوة ...

بغرفة آية ..
ألتزمت الصمت بعدما أستردت وعيها، بماذا ستتحدث بعد الذي فعله بها ؟ ..
جلس على طرف الفراش وهى توليه ظهرها،بقى صامتٍ للحظات ثم قال بصوتٍ هادئ_ هتفضلي كدا كتير ؟ ..
لم تجيبه وظلت كما هي فأعتدل بجلسته ليكون بجانبها _طب مش عايزة تسأليني عملت كدا ليه ؟..
عشقت الصمت فألتزمت به ودموعها كالسيل،أزدادت معاناتها معه فكلما أخبرته أنه عالمها يتعمد جرحها من جديد، نهض ياسين ليقترب منها،أنحنى ليكون مقابل وجهها،اليأس يحاوطها،الصمت يغلفها ...

شعر بالألم لما حل عليها فكان يتوقع بان تشاجره،تصرخ بوجهه ولكنها بحالة رضا تام بما تمر به ! ..
مرر يديه على وجهها بحنان _آية !..
أخرجها صوته من الحالة التى أستحوذت عليها ؛ فرفعت عيناها الممتلأة بالدموع إليه،كانت نظرة أشبه بالخناجر الممتدة لأعناق قلبه ...طال صمتها ونظراتها إليه لتقطعها بصوتٍ مبحوح _أخرج برة ...
صعق ببدأ الأمر مما قالته فتطلع لها قليلاٍ، جذبها لتجلس أمام عيناه قائلاٍ بثبات_ قولي اللي جواكِ...
رفعت عيناها إليه ببسمة ألم _مش هتعاقبني لو مكنش كلامي فى صفك ...
مرر يديه يزيح دموعها ببسمة هادئة_عمري ما قسيت عليكِ بعقابي ..

كلمات بعثت بها بالماضي لترى ذكرياتٍ حفرت بالورود ولكن أي حياة كهذة التى تمنع الزوجة من معرفة مكنونات زوجها ! ...
أغلقت عيناها ليبتل وجهها بالدموع مجدداً ولكن تلك المرة كانت أقوى من ذي قبل،لأول مرة يراها هكذا،جسدها ينتفض من كثرة البكاء ليجذبها لأحضانه قائلاٍ بخوف_آية أهدي ...

حاولت الأسترخاء بداخل أحضانه كالمعتاد ولكنها لم تستطيع فدفعته عنها بلطف قائلاٍ برجاء وبكاءاً مستمر _أخرج يا ياسين  ...أخرج من فضلك ...
وأزدادت بالبكاء لينصاع لها فخطي أول خطواته ليستدير قائلاٍ بثبات _ لو  بتبعدي عني خطوة فأنا هقربك ألف يا آية ...أن هخرج  عشان  خوفي عليكي متفكريش هروب من مواجهتك ...
وتركها وغادر لتنفطر من البكاء على ما يفعله بها ...فأخذت تفكر فيما فعلته منذ قليل لو لم تكن فعلته لكان يستمر الآن بخدعته القاتلة لها !...

بغرفة مليكة ..
ظلت ملك جوارها لعلمها بما تمر به شقيقتها لذا قامت بواجب الأم على أكمل وجه، تطلعت لها لتجدها قد غفلت فأقتربت من ياسين الذي يحتضن صغيره بين يديه مستنداً برأسه على الطاولة في سبات عميق،ربتت على يديه بخفة قائلة بهدوء _ياسين ..
تمتم بخفوت _ أممم..
مسدت بيدها على خصلات شعره الطويل _قوم يا حبيبي نام جنب مليكة ...

فتح عيناه بصعوبة ليجد زوجته قد غلبها النوم بعد عودتهم من المشفى فجذبت ملك الصغير من بين يديه ثم وضعته بتخته الصغير، توجهت للخروج ببسمة هادئة _يالا يا حبيبي تصبح على خير ...
قال ببسمته الهادئة _وحضرتك بخير ..
غادرت ملك لغرفتها بينما تمدد هو لجوارها ليجذبها برفق لأحضانه ثم لحق بها بنوماً عميق بعد تعب طال لساعات معها ...

ولجت ملك للداخل بخطوات بطيئة حتى لا تيقظ يحيى كما كانت تظن،أنغمس الضوء بالغرفة بأكملها بعدما ضغط على المفتاح لجوار فراشه لتصرخ قائلة بفزع_خضتني يا يحيى ..
بقى يتأملها بنظرات محفزة بالغموض ليقول بتذمر_ محدش قدر ياخدك مني ولا حتى إبنك وهو صغير يجي يعملها وهو كبير! ..
فشلت بكبت ضحكاتها لتعلو الغرفة بعدم تصديق _أنت غيران من إبنك يا يحيى؟! ..

رمقها بنظرة غضب لتعلو ضحكاتها شيئاً فشيء على نظراته الغاضبة،أقتربت منه لتحاول القول بثبات _طيب متزعلش حقك عليا ..
ولاها ظهره لتقترب رغماً عنها فصرخت بفزع حينما خطفها بين ذراعيه لتظل جواره على الفراش حاولت الصراخ على حركاته المفاجئة ولكنها تحلت بصمتٍ يطوفه عالم لا يسوده الحديث ! ...

تطلعت للساعة الموضوعة على الحائط بغضب من تاخره بالصعود،النهار على  وشك الأنتصار وهو بالخارج! ..
خرجت رحمة للبحث عنه لتجد القصر يغلفه الهدوء، طاف عقلها صالته الرياضية فصعدت لأخر طابق بأستخدام المصعد، لأول مرة ترى المكان المشترك لممارسة الرياضة الجماعية بين الشباب، كانت عبارة عن طرقة طويلة للغاية عبارة عن عدد لا بأس به من الغرف ...
كل غرفة حاملة لأسم احدهما، أول غرفتين كانوا لأحمد وياسين ...وغيرهم بالأسماء حتى جذب أنتباهها ضوء مشع من أخر غرفة تحمل أسم معشوقها ...
خففت بخطاها لتقف أمام الغرفة دون أصدار أي صوت، أستمالت بجسدها لتري بعيناها ما يحدث دون أن يرأها من بالداخل !...فهى لا تنكر حبها لرؤيته يتدرب ويواجه المصاعب بسهولة ! ...

لمحته يقف أمام كيس مغلف ضخم لونه أبيض شفاف ممتلئ بالثلج،كان يلكمه فينفجر بالمياه التى تعبئ المكان فتندثر على صدره العاري وشعره المتساقط على عيناه ليخفي جزء كبير من وجهه، ركلة هنا وهناك كانت تفتك بالأكياس المقيدة بأحكام، طافت عيناها بنظرات أعجاب وهى تراقب حركاته المدبرة بأحكام كأنه لاعب محترف ...

بحثت عنه بأستغراب حينما أختفى من الغرفة فأنحنت أكثر بجسدها للبحث عنه وحينما لم تجده ولجت للداخل لتفتش عنه بصدمة،صرخت بفزع حينما حاوطتها يد ترتدى قفازات سوداء خاصة بالتدريب لتعلم بأنه خلفها،أزدردت ريقها بأرتباك من أفتضاح أمر مراقبته ..
أدارها لتقف أمام عيناه ليشير لها بثبات _بتعملي أيه هنا ؟

إبتلعت أرتباكها لتحل ذاتها  بقوة مصطنعة _ أنت عارف أني مش بعرف أنام غير لما بتكون موجود ودا أساساً مش وقت تدريب ..
جذب المياه يرتشف منها بثبات لترمقه بخجل وضع المياه ليستند بجسده على الطاولة بهدوء _ بقالي فترة مدربتش أغلب وقتي بالمقر ...
أشارت إليه بأقتناع ليقربها إليه بخبث _وبعدين ليه كنتِ بترقبيني من هناك ..
إبتلعت ريقها بأرتباك فقالت بتوتر _ وأنا هرقبك ليه ...
لمعت نظراته بالخبث فقالت بأرتباك _الحكاية وما فيها أني كنت بتعلم حركتين أدفع فيهم عن نفسي بدل جبني دا ..
كبت ضحكاته ليكمل بذات الثبات _وأتعلمتي ؟ ..

أجابته بغرور _أيوا طبعاً تحب أوريلك ؟ ..
أشار إليها بهدوء وهى بكبت ضحكاته بالكد، أقتربت من الكيس المغلف ثم تطلعت له بغرور فأقترب ليهمس لها قبل أن تفعل ما كانت تفعله _بلاش ..
أشارت إليه بتكبر _دي سهلة جداً ..
رمقها بنظرة شك_والله ..
أشارت له بتأكيد فأبتسم وهو يرمقها بنظرات التوفيق لترفع يدها لتضرب الكيس ببسمة واسعة لم تستمر طويلا لتجلس أرضاً قائلة بأستسلام _ ألحقني يا عدي أيدي  اااه ..

تعالت ضحكاته الرجولية بعدما تصديق لما فعلته هذة العنيدة ليجلس جوارها أرضاً ثم خلع القفازات لتجذب يديه سريعاً فى محاولات بائسة لتدفئة يدها بعدما أندثر الثلج عليها قائلة بصراخ _دفيني ...
علت ضحكاته قائلاٍ بسخرية _ما كنتِ جون سينا من شوية أيه اللي حصلك ؟
رمقته بغضب_ أنت بتتريق عليا الحق عليا أني طلعت أدور عليك ..
حك يدها لتصل إليها التدفئة سريعاً فأكملت بغضب _وبعدين فى حد يتدرب بالتلج فى الوقت دا ..

رفع عيناه المذهبة إليها بغرور_شوفتيني يبقى في ..
تطلعت له قليلاٍ ثم تركته يدفئ يدها لتخطف نظرات بالغرفة الغامضة التى تحوى عدد مهول من الميداليات وصور له عديدة بالمهارات الرياضية فأستدار إليه بخفة ودلال _عدي ..
_نعم ..
_هو مفيش تمرينات خفيفة ليا كدا بعيد عن التلج ...
تعالت ضحكاته ليجذبها لتقف أمام عيناه ثم أرتدى ملابسه العلوية،أغلق الأنوار وجذبها للهبوط وهى بأحضانه قائلاٍ بمكر _عيوني يا روحي أدربك زي ما تحبي بس أخلص فترة المقر دي علي خير ..

صعدت معه للمصعد فبدا عليها الأرتباك فقال بتفحص_ مخبيه حاجة عني ؟ ..
أشارت له عدة مرات بالتأكيد فقال ببسمة زادت وسامته _ ومالك متحمسة اوي كدليه ...
ثم جذبها اليه _أعترفي ..
أشارت له بحزن _للأسف سر بيني وبين أنكل ياسين مش هقدر أبوح بيه غير بالوقت المناسب ...بس بقولك اهو عشان تهيئ نفسك ..
بقى ثابتٍ أمامها فتسلل الرعب لها لتسرع بالحديث_ هو مش أنا ..

قربها إليه بخبث_ نشوف الموضوع دا بعدين ...
بقيت بأحضانه ليتوقف المصعد فشهقت بصدمة،أستدار عدي بأستغراب لما تتطلع له فوجد ياسين الجارحي  أمام عيناه ..
تركته وتوجهت لتقف أمام عين ياسين قائلة بأرتباك _متقلقش يا عمي السر فى بير ومستحيل يخرج ..
بقي ثابتٍ كما هو رغم بسمته الخفيفة على حديثها ليشير إليها بالمغادرة فأنصاعت على الفور، راقب عدي ما يحدث بينهما بذهول ثم خرج من المصعد ليقف أمام والده بثبات مثله_حضرتك بتصنع حاجز بيني أنا ومراتي  .

تحل بالصمت لفترة طويلة والثبات تاجها ليخرج عنه قائلاٍ بثقة _ متفكرش بالحواجز لأنها ملهاش عدد ...
وتركه وتوجه للمغادرة ولكنه أستدار مشيراً له بأعجاب _ أستخدام مهنتك مع شغلك الخارجي  فى الوقت الصح بذكاء تستحق التحية ..
وتركه وغادر ليصعق عدي حينما صرح له ياسين بعلمه بمخططاته فى التخلص من جون الاحمق ليستقر فكره بأنه من المحال التغلب أو معرفة مكنونات عقل ياسين الجارحي ...

سطعت الشمس بأشعتها الصفراء المتوجة، تسللت لتغمر مكتبه الصغير بفيض من خيوطها ففتح عيناه بنوم بعدما غفل على الملف الخاص بها ...
توجه للحمام المجاور لمكتبه فغسل وجهه ثم توجه إليها سريعاً بقلبٍ يطرب طرباً غريب ...
جلس أمامها بنظرات شفقة بعدما قرأ عن حادثتها التي فقدت خطيبها بها وأيضاً الوعى لخمسة سنوات متتالية، إبتسم وهو يتأملها فقال بصوته العذب الذي يتخلل لعالمها بدفئه الصادق رغم مجهودات الأطباء من قبل
_صباح الخير يا نهى ...ها أحسن النهاردة ولا أيه ؟ ...

ثم مال بعيناه على الغرفة ليكمل ببسمة صغيرة _تعرفي أني منمتش أمبارح فضلت أقرأ ملفك طول الليل ...فلو مش هتنزعجي ممكن أمدد هنا شوية فى أوضتك الجميلة دي ..
قالها بأسلوب مرح ليتمدد على الاريكة المجاورة لها بصمت طال لساعة كاملة قضاها بالتطلع لها، خرج بفكرة واضحة بأن غرفتها الخاصة تطوفه لأنها تمتلك عائلة ثرية للغاية، راقب حركاتها فكم كانت ساكنة للغاية، نهض عن مقعده ليقترب منها بهدوء
_تعرفي أن ملامحك بريئة أوى ...

ثم إبتسم قائلاٍ بصدق_ أنا حابب أعرف كل حاجة عنك يا نهى ...
نهض قائلاٍ بوعد _هرجعلك تاني مس هتأخر ..
وتركها وتوجه لمكتب صديقه الذي عانى مع المدير لتعينه بالمشفي الخاص بعدما اتنشر عنه ما فعله من قبل ...ولج لمكتبه ليخبره بحاجته بالتحدث للطبيب المعالج لها قبل أن يتركها فأخذه لمكتبه وبالفعل جلس معه على الفور ليخبره بعدم الفائدة من علاجها ..
قال بهدوء_من حوالى خمس سنين في حادث مؤلم شافت فيه خطيبها بيموت ادام عيونها وهى وقعت على حجر كبير جداً عملالها أصابة خطيرة بالرأس وأتنقلت هنا على طول..

ثم قال بتعجب_ معلوماتها بالملف اللي سبته حضرتك مقرأتوش؟
آسلام بفضول_أيوا قراته بس أنا عايز أعرف عنها أكتر من كدا ...
أجابه بتفهم _بص يا دكتور آسلام اللي أعرفه عنها أنها يتيمة الأب والأم معندهاش غير أخ واحد ظابط شرطة ...ثري جدااً وعنده نفوذ ملهاش أول من أخر وخاصة أنه مناسب عيلة من أكبر  عائلات البلد . ...

ضيق عيناه فلمس سؤاله ليكمل من تلقاء نفسه_ عيلة الجارحي..أخد بنت عز بيه ...
وأستكمل حديثه مجدداً_أخوها بيحبها جداً ودا الواضح من طريقته ..عمل المستحيل عشان يرجعلها وعيها لدرجة أنه أقترح يسافرها برة مصر بس الدكاترة قالوا أنه مش هتفرق كتير ...
أستمع له بحرص ولكن صدمته مريبة ...كلما حاول الأبتعاد عن تلك العائلة يوصمه بهم روابط وأن كانت بعيدة المدي ...

بالمقر الرئيسي لشركات  الجارحي ...
كان الشباب يجتمعوا بمكتب عدي فولج رائد قائلاٍ ببسمة تصل لأخر وجهه_ المناقصة رست علينا ...
تخل أحمد عن مقعده بصدمة _أزاي؟!
أجابه بفرحة_زي ما بقولك كدا ..
أقترب منه معتز بذهول_مش خسرناها ورست على جون الكلب ..
إبتسم رائد على كلماته الاخيرة ثم قال _أتقبض عليه بتهم ملهاش عدد وبالتالي مفيش أكفئ منا بعده ودا اللي الشركات قالوه ...
عمر بذهول _ثواني ثواني ..قولت أتقبض عليه ؟..

أشار إليه بتأكيد لتصل له ما يود عمر التلميح إليه فأستدروا جميعاً ليجدوا عدي يجلس بثبات متناهي ...يتابع عمله ببرود وكأنه على علماً مسبق بما حدث ...أقتربوا منه جميعاً فأنحنى جاسم على مكتبه مشيراً إليه بفرحة _أنت السبب ورا القبض عليه صح ..
لم يجيبه وأكتفى بنظراته الثابتة فأبتسم عمر قائلاٍ بفخر _كدا عرفت كنت بتخطط لأيه أنت والزفت مازن ضربة معلم صحيح ...
أكتفى ببسمة صغيرة فتركه عمر وانضم للشباب ليقول حازم بفرحة وهو يخرج من البراد الصغير العصائر_لا لازم نحتفل ..

أيده الجميع وأرتشفوا العصائر فأستغل ياسين  لهوهم بالحديث وأقترب من عدي ببسمة هادئة _مبروك عليك أول هدف ضد ياسين الجارحي ..
رمقه بنظرة مطولة ثم أغلق حاسوبه قائلاٍ بثبات مميت _كان عارف من قبل ما يتقبض عليه ..
ياسين بصدمة _أييه؟ ..
أكتفى  بهزة بسيطة من رأسه ليتملك ياسين الدهشة من هذا الرجل الغامض حقاً ...

قطع الحديث والصمت ولوج احد المؤظفين ليخبرهم بأن هناك من يود رؤيتهم بالقاعة الرئسية للأجتماعات ...
خرجوا جميعاً ليتفاجئوا بياسين الجارحي ويحيى ورعد  أمام أعيناهم ...
تطلع لهم بثبات قطعه بصوته المتزن_وجودي هنا مش معناه رجوعي للأدارة..
تأمله الشباب بأستغراب فأكمل حديثه_ فكرت كتير وأتوصلت أني مش ببساطة هسلمكم الأملاك وأنا مش ضامن هتقدروا تحافظوا عليها ولا لا عشان كدا بعت عدد كبير من الأسهم لأشخاص جديرين بالثقة ..

وقع الخبر على مسمع الجميع بصدمات تكاد تفتك بهم فأقترب منه يحيى بصدمة_أيه اللي بتقوله دا يا ياسين أنت فقدت عقلك؟ ..
أستدار بطرف عيناه إليه_مفيش داعي للكلام خلاص أنا وثقت العقود ..
أحمد بهدوء_ بس كدا غلط يا عمي ..
ياسين بذهول_معقول يا عمي تدخل ناس غريبة بثروة الجارحي! ..
عمر _بجد مش مصدق اللي بسمعه دااا ..
رائد _ الأسهم اللي اتباعت دي ممكن تضر الشركات جداً ..
جاسم_ أكيد وبالأخص المقر ..

حازم _ويا ترى بقا اللي اشتروا الاسهم دول أجانب ولا عرب ؟! ...
قالها بصوت مرتجف أما ياسين الجارحي فكان يتطلع لعدي يتراقب رد فعل ولكنه وجد عيناه تغمرها الثقة والثبات كأنه خمن ماذا هناك؟ ..
أشار اليهم ياسين بأن يتابعوه قائلا بثبات _أكيد لازم تتعرفوا على شراكائكم ...

اتبعوه بالطرق المتتابعة حتى نهاية الباب الموصود لتظهر من أمامهم أكتر من مكتب متجدد بألواناً ذهية كانوا يعتقدون بأنه يعد المكاتب لعمر وعدي ولأجلهم ولكن باتت المفاجآة واقعية ...وصلوا معه لغرفة بنهاية الطرقة ففتحها ليجدوها مجهزة بعناية للأجتماعات لتكون الصدمة تاجهم والذهول نصيبهم حينما وجد كلاٍ منهما حوريته تجلس بثقة على مقاعد العملاء ليعلموا الآن مخطط ياسين الجارحي الذي إبتسم بمكر وعين تلمع بمجهول الجميع ...

راقب "ياسين" تعبيرات وجوههم ببسمة مكر تخفى الكثير،أقتربوا منهم بصدمة تصاحب الوجوه فكادت أن تفتك بهم،حاول كلا منهم الحديث ولكن بوجود "ياسين الجارحي" عجز اللسان عن النطق فتراقبوا ما يحدث بصمت،تأججت النيران بعين "عدي" فتطلع لرحمة بنظرات غامضة،رأى بعيناها الخوف من نظراته فرأف بها ولازم الثبات، جلس "ياسين" على المقعد المترأس للطاولة ليشير لهم بصمت فأنصاعوا له وجلسوا أمام الفتيات بالجهة اليسرى لياسين، كلا منهم يرمق فتاته بنظرات مختلفة ما يين الصدمة والذهول والغضب والأرتباك إلي أن قرر أن يقطع ما يحدث قائلاٍ بصوته الثابت وبنبرة مصرحة للجميع_أعتقد مفيش أختلاق على قرار أخده "ياسين الجارحي"!...

قالها بلهجة غضب حينما رأى خوف الفتيات يلمع بعيناهم وهما يتطلعون إليهم، سحبوا نظراتهم سريعاً له فأكمل بحذم_وجودهم هنا بأمر مني ...
خرج "رائد" عن صمته بأرتباك_بس مينفعش يا عمي ...
نقل نظراته إليه ليقول بصوته الثابت وملامحه التى تتحلى بالأسترخاء والثقة _ ليه؟ ..
فرك يديه بأرتباك فلم يعلم ماذا سيقول_ عشان ...عشان ...
إبتسم لأرتباكه_ أقولك أنا ...

ونهض عن مقعده ليستند بيديه على حافته واضعاً يديه الأخرى بجيب سرواله تاركاً نظراته تطوف بوجوههم بتسلية _ عشان أخدت أن العمل للرجال فقط مش مسموح للست أنها تكون زي الراجل ...
كاد "ياسين" بالتحدث فأشار إليه بالصمت ليكمل حديثه الغاضب_قصر "الجارحي" مش زي أي حد التعليم اللي أنتم وصلتوله يهيائكم لعقلية متشبهش التخلف اللي منتشر بكل مكان بس أعتقد أتساويتوا بيهم ..
رفعوا عيناهم إليه ليكمل بثبات وثقة_مفيش نقاش هيحصل بالموضوع دا لا بوجودي ولا بدونه ...
ثم شدد على كلماته الاخيرة _أظن فهمتم كلامي؟ ..

أشاروا له بتأكيد فسعدت الفتيات كثيراً حينما حذرهم من عدم التحدث بالموضوع بعد غيابه فكلا منهن تشعرن بالخوف القاتل ...
أسترسل حديثه_ البنات هتستلم الشغل من دلوقتي بس مع فرق بسيط ...
تطلعوا له جميعاً بأهتمام ليكمل بخبث_هيكونوا ضد ...يعني أعتبروا نفسكم شركتين جوا المقر ...
تحل الجميع الصمت فأبتسم بمكر وهو يتأمل الشباب_شايف الخوف من المنافسة بقى العابر على وشوشكم ...
"أحمد" ببسمة سخرية _خالص يا عمي ..

"جاسم" بغضب مدفون ونظراته عليها _يا مرحبا بيهم ...
"عمر" بوعيد_لا هنخاف من ايه اهم حاجه بس تعرفهم أن المعاملة هنا هتكون مختلفة يعني مفيش عواطف ولا الكلام دا ...
رمقته "نور" بغضب لتقول بثقة _ودا المطلوب يا مستر "عمر" ..
أطبق على يديه بغضبٍ جامح ليتوعد كلا منهما لمعشوقته،كانت النظرات محملة بالكثير الا "عدي" نظراتٍ ثابتة لأقصى حد، تابعه "ياسين" لأخر لحظة فلم يجد ما تمناه على عكس "رحمة" فكانت ترتجف خوفاً من القادم ...

أنسحب الشباب لمكاتبهم بأمر من "ياسين الجارحي" وتبقى هو معهن ...
جلس على مقعده يتأملهم بهدوء ثم نقل نظراته لنور بأعجاب _عجبني ثقتك بنفسك ..
إبتسمت بسعادة _فى حد ميثقش بنفسه ومعاااه "ياسين الجارحي" ...
إبتسم قائلاٍ_ألتزموا بالتعليمات وأوعدكم بتجربة ناجحة ...
تحمست الفتيات جميعاً فنهض متوجهاً للخروج _كل واحدة تروح مكتبها وتبدأ شغلها وانا على أتصال بيكم ...
وغادر "ياسين" من الغرفة تاركهم بفرحة تكاد تطوف بالعقول وترقب للقادم بحماس! ...

أجتمع الشباب بمكتب "معتز" ...
صاح "رائد" بغضب لعمر_أنا معتش فاهم أبوك بيفكر في أيه بالظبط ! ...
أجابه بأستسلام_ولا أنا ...
"جاسم" بعصبية_أزاي يسمحلهم يشتغلوا وهما بالوضع دا؟! ...
"معتز" بغضب ساخر_هو دا اللي فرق معاك؟ ...وطب والمبدأ نفسه !...
"أحمد" بهدوء_أنتوا مكبرين الموضوع على فكرة ...

_هو الموضوع كبير أصلا يا أستاذ "أحمد" ..
صاح بها "رائد" بصوتٍ كالرعد فأقترب منه "أحمد" بهدوء_ طب أهدى بس ورايح أعصابك كدا ..
أقترب منه "حازم" بتفقد _أنا ليه حاسس أنك فرحان ؟ ..
أستدار بوجهه إليه بغضب _خاليك فى نفسك ...
ثم قال مشيراً إليهم_أحنا أتعلمنا كويس والمفروض نشجعهم ...
جذبه "عمر" بغضب_ متروح تحيهم أفضل ...

كبت بسماته بصعوبة فقال بهمساً ساخر_لو ينفع مكنتش أتاخرت ..
ترقبه الجميع بغضب فتدخل "ياسين" قائلاٍ بهدوء_أنا مش موافقكم فى التفكير الرجعي دا هما أكيد مأخدوش الشهادات دي عشان يركنوها على الرفوف مثلا؟! ...
كاد "معتز" بالاعتراض فقطعه ببعض الحدة_غضبكم مش بسبب مساندة "ياسين الجارحي" ليهم غضبكم لأنهم عملوا كدا بدون علمكم فبلاش حوار طويل مزيف ! ...
شعروا بالحرج لصدق كلامه فعاد كلا منهم لمكتبه فقال "عمر" بأستغراب_هو "عدي" فين؟ ..
أشاروا له بعدم معرفتهم بمكانه فجلس على مكتبه بذهول من أختفائه المفاجأ! ..

أما بغرفة الأجتماع الخاصة بالفتيات ...
قالت "شروق" بسعادة_ حد مصدق اللي حصل دا ؟! ..
"داليا" بسعادة_محدش نطق بحرف!.
"مليكة" بغرور_هينطقوا أزاي فى وجود بابي! ...
"رانيا" بضحكة مرتفعة للغاية _خدتوا بالكم من كلام نور؟ ...
تعالت الضحكات فقالت بغرور_فرشت جناحاتي بقا مدام ورانا دهر جامد ..
"نسرين" بتأييد_الكينج معانا الخوف عليهم هما ...

"مروج" ببسمة سعادة _الحمد لله "مازن" مش بيجي هنا خاالص ...
"نسرين" بحماس_طيب مش يالا نشوف المكاتب بقى ...
"أسيل" ببسمة مشرقة_يالا يا بت أنا لمحت أسمائنا محطوطة أدام كل أوضة .
نهضوا جميعاً فقالت "مليكة" ببعض التعب_طيب أنا هرجع القصر بقى أريح شوية وأشوف "يحيى" وبكرا بأذن الله أبقى أشوف مكتبي براحتي ...
"أسيل" بهدوء_مأنا قولتلك بلاش تيجي أنتِ لسه تعبانه ...
نهضت ببسمة هادئة_مقدرتش بصراحة محضرش الجلسة دي وأشوف عيون "ياسين" لما يعرف .
لكمتها "داليا" بخفة_أممم الحب وسنينه ..

تعالت الضحكات بينهما ليكفوا عن الضحك حينما أقتربت "مروج" من"رحمة" الشاردة للغاية فقالت بأستغراب_مالك يا بنتي سرحانة فى أيه ؟ ..
خرجت من طوفان شرودها قائلة ببسمة صغيرة _ولا حاجة يالا نخرج من هنا ..
أتابعوها بحماس فدلفت كلا منهن لمكتبها الخاص بسعادة من تصميمه المبهج فكيف لا ينال أعجابهم وقد بُني بأشراف "ياسين الجارحي"!، ولجت "رحمة" لمكتبها مشغولة البال حتى أنها لم تتطلع لمكتبها المرتب،أغلقت الباب وعيناها أرضاً بقلبٍ يرتجف من الخوف حينما تذكرت نظرات "عدي" ...

أشاحت فكرها عن رأسها وتقدمت لتكمل خطاها فشهقت رعباً حينما وجدته يجلس على المقعد بأنتظارها،أزدردت ريقها الجاف بصعوبة خاصة حينما نهض عن مقعده وتقدم منها، تراجعت للخلف حتى أصطدمت بباب الحائط،أقترب ليقف أمام عيناها فقالت بأرتباك وصوتٍ يكاد يكون مسموع_مكنش ينفع أقولك والله أنكل "ياسين" كان مشدد علينا أن أ...
_ششش...

قالها بعدما وضع يديه أمام وجهها فصمتت برعب سطر بعيناها رأف لحالها فقال ببسمة صغيرة جعلت عيناه كالبندق الشهي _مين قالك أني مضيق من وجودك ؟ ..
تطلعت له بصدمة فرفع يديه على خديها بحنان _بالعكس حاسس أن "ياسين الجارحي" أول مرة يأخد قرار صح ...
كبتت صدمتها بالكد فأقترب ليهمس جوار أذنيها _كنت أتمنى ميقسمناش لفريقين لأني للأسف مش بقبل بالخسارة يا روحي ..
وختم كلماته بقبلة عميقة على جبينها غامزاً بعيناه الساحرة _مكتب جميل ..
وغادر على الفور، رفعت يدها على صدرها تهدأ من خفق القلب المجنون ...لا تعلم حالة التوتر والأرتباك التى تحاوطها أهى من الخوف أم من قربه المميت ونظرات عيناها المتعمدة الهلاك لأنفاسها الثقيلة!...

بتجمع الشباب ...
على صوت الآذان المقر بأكمله فنهض "رائد" قائلاٍ ببسمة هادئة وهو يراهم منهمكون بالعمل_الصلاة يا شباب ..
أغلق كلا منهما حاسوبه ونهض مسرعاً ليلبوا نداء الله عز وجل إليهم ...
لحق "جاسم" بهما فوجدها تخرج من مكتبها والأرتباك يبدى على ملامحها أقترب منها بعد مدة من التفكير بأن يكمل طريقه غير عابئ بها ولكنه أنصت لقلبه بالنهاية

أرتبكت للغاية حينما رأته يقترب منها فقال ببعض الحدة _واقفه كدليه ؟ ..
أجابته "داليا" بتوتر _كنت بدور على المسجد عشان أصلى ..
أعتدل بوقفته قائلاٍ بثبات _تعالى ...
لحقت به فأشار لها على المسجد الخاص بالنساء وكاد بدلوف الجانب الاخر للصلاة فقالت بتوتر _"جاسم" ..
أستدار إليها فقالت بهدوء _متزعلش مني ..

تراقبها بصمت فقالت بحزن _أنا بكون مخنوقة من قعدة البيت يا "جاسم" فمصدقت أنكل "ياسين" يعرض علينا حاجة زي دي ..
رق قلبه إليها فعلى صوت الاذان لاقامة الصلاة فرفع يديه بخفة على يدها _مش زعلان يا روحي هستانكي بعد الشغل نروح سوا ..
أشارت إليه بفرحة فأبتسم لها وولج سريعاً حتى هى أنضمت للصفوف النسائية ...

بعيداً عن مقر شركات "الجارحي" ...وخاصة بقسم الشرطة ...
أخبر الشرطي "مازن" أن هناك من يود لقائه فسمح له بالدخول، ولج "آسلام" للداخل يتأمل المكتب بأعجاب لتقع عيناه على شاباً يتوسط المكتب بعمراً ينهز التاسعى والعشرون علم بأنه المنشود،أشار إليه "مازن" بالجلوس فجلس قائلاٍ ببعض الارتباك
_أنا "آسلام" الدكتور المعالج لأنسة "نهى" أخت حضرتك ..

تطلع له "مازن" بأهتمام فأكمل قائلاٍ بهدوء_حبيت أقابل حضرتك عشان أط...
قطعه بصوتٍ ساخر _أطمنك على أختك واقولك فى أمل أن اختك ترجع بس محتاج معلومات دقيقة عنها ..
تطلع له "آسلام" بأستغراب من لهجته الساخرة ليكمل حديثه بغضب _مش دا اللي هتقوله ؟ ...
ثم قال بعصبيه _تعرف سمعت الكلام دا من كام واحد قبلك ؟ ...وكله بينتهي بالفشل بالنهاية بس مع جرح جديد بيسببه ليا بدون رحمة ..
تفهم "آسلام" ما مر به فقال بهدوء_أنا حاسس بحضرتك وعارف أنت مريت بأيه بس صدقني أنا بأذن الله هكافح ومش هيأس غير لما تستعيد واعيها وتشوف بعيونك..
وغادر "آسلام" المكتب بحزن فكان يود معرفة الكثير عنها ولكن وضع أعذار لأخيها فالمآساة التى يمر بها ليست هينة ...

تعلمت الفتيات سريعاً بمساندة "ياسين الجارحي" اليهم و"رعد وعز" فبدا الامر سهلاٍ بالنسبة إليهم حتى أن "ياسين" ضم لهم أول صفقة وطلب من الفتيات والشباب أعداد الملف المناسب ولكن سيكون الأختيار لملف واحد فقط ...
هنا لمعت العقول وازدادت الاخرى رعباً من القادم ...
أنتهى الدوام وعاد الجميع للقصر فأجتمعت الفتيات بمكتب "ياسين" بالقصر ...

أما بحديقة القصر ...
كان "جاسم" يتمدد على الأريكة الخاصة بالمياه ولجواره "رائد" أما على الطاولة المجاورة لهم كان يجلس "ياسين" و"أحمد" ينهون أخر صفحات الملف بعد تنفيذ فكرة "عدي" ...
بالمسبح ..
كان يسبح "عمر" بحرافية ولجواره "معتز وحازم" بسباق لمن سيفوز،أسرع "عمر" لحافة المسبح قائلاٍ بصراخ حماسي_كسبت ..
خرج "معتز" خلفه بغضب _مش ناوي تخسر أبداً ...

أجابه بغرور _معنديش مانع أخد بطولة السباحة للمرة السابعة ..
صاح "حازم" بصراخ _محتاج مساعدة هنا ...
أستدار "معتز" بغضب إليه ثم أكمل طريقه للأعلى،جذب المنشفة ليضعها حول خصره ثم تمدد على الأريكة جوارهم، أما "عمر" فوضع المنشفة حول خصره ثم صعد للأعلى ...
خرج "حازم" بنظرات غاضبه من أنشغال كلا منهما فتمدد أرضاً جوار المسبح ...

وضعت الفتيات الخطة وتركتن التنفيذ "لنسرين" بعد أن أخبرهم "ياسين" بأن عليهم التصرف بذاتهم تلك المرة فتركهم بمكتبه وصعد لغرفته، قالت بأرتباك _وتفتكروا هيرضى يساعدني؟..
أجابتها "مليكة" بتأكيد _طبعاً هيقبل بس خلصي قبل ما نتجمع على العشا تكوني قاعدتي مع "حازم" وأستدرجتيه لحد ما يبدل الملفات ببعض ...
تطلعت لرحمة ونور فوجدتهم يدفعونها بحماس فتوجهت لتنفيذ مهمتها المخيفة من وجهة نظره ...

بدأت الفتيات بأن تخلى المسبح بطريقتهم فطلبت "شروق" معتز بهاتفها وطلبت منه الصعود لشعورها ببعض الدور وكذلك فعلت الفتيات ليبقي "حازم" مستلقي أرضاً جوار المسبح،أقتربت منه "نسرين" بدلال .
_زومي ...
أزاح يديه من أمام عيناه ليجدها تقف أمامه،جلست على المقعد القريب منه فقال بغضب _محتاجة حاجة ...

رفعت عيناها للأعلى لتجد "مروج" وداليا بالشرفة يبعثون لها الحماس بحركات يدهم فأشارت لها "مروج" بأن تقترب منه،رمقتها بنظرة مميتة ولكنها انصاعت لها بنهاية الامر هو زوجها،رفعت يدها على كتفيه بدلال _محتاجة حضنك ...
وصاحت ببكاء زائف فجذبها لأحضانه قائلاٍ بسعادة _ حضن بسسسسس وعهد الله مستعد أحضنك لمليون سنة قدام ...

أحتضنته ببسمة رقيقة رسمت على شفتياها لحديثه فكادت بالأستسلام وتناسي خطتهم ولكن سرعان ما عادت لارض الواقع،شعرت بقطرات المياه تحاوطها فأبتعدت عنه بأستغراب لتشهق بفزع حينما رأته عاري الصدر،وضعت يدها تخفي عيناها قائلة بصراخ _أنت قاعد كدا أزاي؟
رمقها بنظرة ساخرة ثم أقترب منها لتتراجع للخلف ويدها على عيناها _ يعني بقالك معايا عشر دقايق ولسه مكتشفة السر العظيم دا! .
رفعت أصابعين لتراه يقترب فصرخت بتحذير_البس التي شرت عشان نعرف نتكلم وأ...

بترت كلماتها بصرخة قوية حينما تناست ما خلفها وتراجعت لتستقر بأحضان المياه،صرخت بخوف وهى ترفع يدها وتهبط أسفلها _س ا ع د ن ي(ساعدني) ..
تطلع لها بسخرية _مهو مينفعش أقرب أنا مش لابس قميص أو تي شرت ...
وجذب أحد الفواكه يتناولها بتلذذ فصاحت وهى تجاهد للخروج من المياه_قررررب ...
قضم من التفاح قائلاٍ ببرود _يفضل يكون بأسلوب أفضل من كدا ..
صرخت بغضب _همووووت يا حيوان ..

ألقي ما بيديه حينما وجدها تغرق حقاً ليس أدعاء فألقي بذاته بالمياه ليجدها أختفت للأسفل،هوى أسفل المياه ليجذبها بقوة للأعلى بعدما جذبها لأحضانه،فتحت عيناها لتجده مقترب منها،وقعت عيناها على خصلات شعره المتمردة على عيناه، ذراعيه التى تحتضنها بقوة كأنها لا تعلم من يكون؟، لم تراه بمثل هذة الجاذيبية والقوة من قبل ...حمدت الله كثيراً بأنه زوجها والا لما كانت ستتمكن من التطلع إليه فكانت تخشى الله .
تعالت ضحكاته قائلاٍ بصوتٍ ساخر _أدعي ربنا أن محدش من الخدم يكون شافك وأنتِ بتصرخي عشان أقربلك ..

تجمد الغضب بعيناها من ضحكاته المفرطة فلكمته بغضب ليبتعد عنها فغاصت اسفل المياه من جديد لتتعلق برقبته سريعاً ...طافت النظرات ببعضها البعض تحت ضوء القمر الخافت ...رفعت عيناها بصعوبة للاعلي لتجد نظرات تعنيف من الفتيات فعادت لما تريده قائلة بأرتباك _حازم أنا عايزة مساعدتك وعارفة أنك مستحيل تخذلني ..
إبتسم بغرور _أكيد يا بنتي دانا زومي حبيبك ..

كبتت ضحكاتها بصعوبة على عودته لأسلوبه المرح وهذا سيسهل مهامها فقالت بدموع زائفة _أنا خايفة نخسر فأنكل "ياسين" ميخلناش ننزل المقر تاني وأنا فرحت عشان هكون جانبك على طوول ...
تطلع لها بتفكير _طيب وأنتم معملتوش الملف ليه ؟ ..
أجابته بخبث _يا زومي النهاردة اول يوم لينا بالمقر المفروض أنكل "ياسين" يصبر علينا مش معقول هنفهم الشغل من أول يوم! ..
أيدها قائلاٍ بهدوء_وأنا هساعدكم فى أيه ؟..

رفعت يدها المرتجفة حول رقبته كما أخبرتها "مروج" التى نالت من السب ما يكفي قائلة بدلال _هديلك ملف تبدله مع الملف اللي عدي وياسين عاملوه ..
جحظت عيناه ليصيح بغضب _أنتِ مجنونه ؟! ..
أجابته ببسمة واسعة _لا انا عاقلة وعارفة أنك ادها وتقدر عليهم كمان وبعدين الموضوع مش هيتكشف انت هتحط الورق بتاعنا وتديني الورق اللي عملوه بليييز يا حازم عايزة أكون معاك بالمقر على طول ..

رمقها بنظرة مطولة ثم قال بعد تفكير _أمري لله هاتي الورق ..
قبلته بنلقائية قائلة بفرحة _ميرسي يا قلبي ..
تطلعت له بصدمة عما فعلت فشهقت بخجل لتحاول الابتعاد حتى تختفي من أمام عيناه ولكنه جذبها حينما غمرتها المياه ...جذبها للخارج فاسرعت للخروج بوجهاً متورد من الخجل وخاصة بوجود الفتيات يرقبن ما يحدث من الاعلى ..

قلبه يكاد يتوقف من الآلم،تحبس ذاتها بالغرفة وترفض اللقاء به، وضع يديه على الباب العائق بينه وبينها فكاد بأن يحطمه ولكنه توقف لم يشيء أرهابها كعادته أراد وأن يبدل شيئاً بسيط بشخصيته الغامضة،رفع يديه على الباب قائلاٍ بهدوء
_أنا عارف أنك سمعاني وواثقة أني أقدر أكسر الباب دا وأدخلك بس مش هعملها يا "آية" هسيبك مع نفسك شوية لحد ما تيجي بنفسك وتسأليني عملت كدا ليه ؟ ..
وغادر "ياسين" للأسفل بحزن يكاد يشق صدره على محبوبته ...

بالمشفي ...
مرءت الثواني ...فالدقائق ...فالساعات وهو لجوارها ...يحدثها عن نفسه وعن كل تفاصيل حياته حتى أسراره قصها عليها ...صوته أخترق عالمها فأصبح المحبب لديها،حطم أحزانها وطعلها تنتبه لها هو! ...جذبها لتستمع إليه عنوة فشعرت بشيء ينبض بصدرها الذي ظنته توقف وبتر مع الأحزان ...
رفع "آسلام" ساعة يديه فأقترب منها قائلاٍ ببسمة هادئة _هشوفك بكرا ...تصبحي على خير ...
وأغلق الضوء وغادر فلو ظل قليلاٍ لراى بسمتها التى رسمت على وجهها لتو فربما طافته السعادة بأنه يبدى حسناً بخطوات علاجها ...

على مائدة العشاء ...
كان يجلس الجميع بصمت ...يتناولون الطعام بسكون، هبطت الفتيات فأقتربوا من "ياسين" ليقدموا له الملف فقالت "نور" ببسمة واسعة _خلصنا الملف يا أنكل ..
وضع الملعقة من يديه ثم جذبه إليه بأستغراب_بالسرعة دي! ..
أشارت له بفرحة بينما تطلع الشباب لبعضهم البعض بأستغراب، بدت نظرات ياسين الاعجاب فقال ببسمة هادئة _برافو ...
ثم أستدار للجهة التى يجلس الشباب بها ليضم أصابعه على بعضها مستنداً بوجهه عليها _البنات أسرع منكم ؟! ..
قال "عمر" ببسمة هادئة_ ودي تيجي هات يا "جاسم" الملف ..

وبالفعل أنصاع اليه واسرع للملف الذي تم استبداله فوضعه امام "ياسين" ليصيح بسخرية وهو يلقي به متوجهاً للأعلى _دا تهريج ...
تطلع بعصهما للبعض "عدي" عيناه معلقة بفرحة الفتيات وهمساتهم المنخفضة فجذب الملف الموضوع أمامه ليعلم الآن بخطتهم ...
قالت "داليا" بفرحة_شوفتوا بقى نقدر نعمل أيه ؟ ..
"نور" ببسمة عالية _سبيهم مش قادرين يتكلموا ...

"عمر" بغضب _ألزموا حدودكم فى الكلام وبلاش قلة ذوق ..
تطلعت له "نور" بغضب فأشار لهم "جاسم" بغضب_ اطلعوا فوق ..
انصاعوا له وغادروا على الفور بينما صعد "عدي وياسين " للاعلى بصمت ...
كبت "حازم" ضحكاته بصعوبة على مظهرهم الغاضب فشعر بالراحة لذلك لا يعلم ماذا سيحدث له بالغد! ...

بغرفة "مليكة" ..
ولج للداخل فوجدها تقف جوار فراش الصغير وتتأمله بأرتباك، أقترب منها ببسمة هادئة فهو يعلم سبب زعرها جيداً ...
رفع يديه يحاوط كتفيها قائلاٍ ببسمة هادئة _أدعى ربنا أن "عدي" ميكتشفش اللي أنتم عملتوه ..
تطلعت له بصدمة من معرفته للامر ثم قالت ببسمة ثقة _لا أطمن أحنا مفيش علينا أي دليل ..
تعالت ضحكاته بعدم تصديق على حديثها فقالت بعشق _"ياسين" ..

كف عن الضحك وتأملها بعيناه الساحرة لتقول بخجل _مزعلتش مني عشان خبيت عليك ؟ ..
جذب المقعد وأجلسها عليه لينحنى ليكون على مستواها قائلاٍ بهدوء رجولته الطاغية _فى حدود لكل حاجة يا روحي يعني أنا مقدرش أقتحم خصوصياتك اللي بينك وبين حد من عيلتك ولا أجبرك تفشي سر أئتمنك عليه أخوكِ أو باباكِ أو حد قريب منك خاليكِ واثقة من دا ..
أرتمت بأحضانه بسعادة فلاطالما كانت تتمناه لأنه أفضل شباب عائلة الجارحي وقد أستجاب الله لدعواتها وحصلت علي ألماسة أمبراطورية "الجارحي" ...

أزالت الشمس ستائر الليل المظلم ليسطع النهار مضيئاً بفضلها .
بالقصر ...
توجه للهبوط فتوقف حينما تسلل صوتٍ ما اليه ...
_صباح الخير يا وحش...
أستدار "عدي" بعدما خرج من غرفته وكاد بالهبوط ولكنه توقف على صوت "جاسم"، أستدار ليجده يحمل باقة من الزهور الحمراء ويتوجه للهبوط فأشار إليه بأستغراب_أيه دا ؟ ..
أجابه ببسمة واسعة_ورد ...
أجابه بسخرية _لا والله وأنا اللي أفتكرته شجر
ثم صاح بغضب _واخده على فين يعني؟ ..

قال ببسمة واسعة_ جبته لداليا عشان أصالحها على اللي حصل امبارح بالمقر كنت منتهى قلة الادب بصراحه ...
يلا سلام بقا ...
وغادر "جاسم" سريعاً فأكمل "عدي" طريقه للأسفل ليجد "عمر" يستعد هو الأخر للرحيل وبيديه باقة من نفس الزهور صاح بصدمة _ودا أيه دا أنت كمان ؟ ..
إبتسم وهو يقربه من أنفه ليتعطر برائحته_كنت رخم أوى أمبارح مع نور ..هسبقكم بقى عشان الحق احطها بالفازا قبل ما توصل ..

وغادر عمر هو الاخر وعدي بحالة من السكون ...أكمل طريقه للاسفل ثم توجه للمقر،هبط من سيارته متوجهاً لمكتبه بطالته الساحرة وخطاه الثابت ...
شعر بخطى تلاحقه أستدار ليجد "حازم" أمام عيناه ...يحمل نفس الباقة ويدندن بأغانيه الحمقاء وما أن رأه حتى وقف بأحترام بعد أن كان يتغزل بالسكرتارية فقال ببسمة واسعة
_صباحو فل يا عمهم ...

أستغل ثباته ووقفته الساكنة ليهرول سريعاً للراوق الخاص بالفتيات ليقدم باقته لمعشوقته أما عدي فولج للممر المودي لمكتبه الذي يترأس غرف أبناء أعمامهم، مر من أمام الغرف فالقي نظرة سريعة ثم أكمل طريقه ولكنه توقف عن الحركة ليعود تدريجياً للخلف ليصعق حينما رأى "أحمد ومعتز ورائد ومازن" يعدون نفس الباقة بالمكتب المشترك،أنقلب المقر لزهور حمراء مندثرة هنا وهناك ...

أشتدت عيناه بالغضب فأطبق على معصمه بغضب، أقسم على أن يحطم وجوههم جميعاً فبعد ما حدث لهم بالامس بعدما فقدوا الصفقة لاجل حماقتهم يشاركوهم الاحتفال بالنصر! ...
خلع جاكيته ليتمكن من تلقينهم الدرس على اكمل وجه ولكنه تفاجأ بياسين من خلفه قائلاٍ ببسمة أستغراب _أيه دا أول مرة تيجي قبل معادك ؟ .
تطلع له ليرى الغضب بعيناه فقال بذهول _فى أيه يا عدي؟ ..

أجابه بغضب جعل الجميع ينتبهوا لوجوده وهو يشير له عليهم _بعد اللي حصل امبارح والكرامة اللي بقت بسابع ارض ولاول مرة "عدي الجارحي" ينهزم على ايد شوية بنات عمرهم مينتهزش ال25سنة بسبب الحيوانات دول ومتوقع هوصل هنا هلاقي وشهم بالارض محدش هيقدر يرفع راسه بحد القيهم بيجهزوا الورد كمان لا يبقى حياتهم انتهت وانا هحرص على دا
ارتعبوا جميعاً فالقوا بباقات الزهور من نافذة الغرفة لتهوى على رأس أحدهما ترى من؟!.

ارتعب ياسين من غضب عدي الهائج فوضع الملف الذي كان يحمله على الطاولة الجانبيه بجواره فتطلع له عدي بشك _ايه دا ..
اجابه ببسمة مصطنعه_دا ملف يا حبيبي ..
رفع يديه اليه بنظرة ثابتة ولكنه تفور بالكثير ...كبت ياسين ضحكاته بصعوبة ووضع الملف بين يديه،فتحه عدي ليجده يحتفظ باحدى الزهرات بين الاوراق فخلع نظارته السوداء بصدمة _حتى انت يا ياسين ؟!
رفع يديه وهو يدلف للغرفة _أحمد ..

وتطلع له ببسمة هادئة _عن اذنك محتاجه فى موضوع مهم جدااا ..
وولج سريعاً للغرفة لينضم لابناء اعمامه، مزق عدي الملف واطاح به ارضا ثم ولج للداخل ليشمر عن ساعديه ومن ثم أغلق باب الغرفة ...
همس "معتز" برعب_ انتهينا يا شباب ..
رائد بتاكيد _انا لسه 28 سنه صغير على الموت انا ..
ثم قال _انا ماليش دعوة يا عدي دي فكرة حازم الغبي الله يحرقه مطرح ما راح ..

كان هناك فانوس سحري فاذا بحازم يطرق باب المكتب قائلا باستغراب_انتوا قافلين الباب ليييه افتحوا ...
أشار عدي بعيناه لاحمد الذي نفذ تعليماته على الفور ففتح الباب وجذبه من ياقة قميصه للداخل ثم اغلق الباب ليروا بعيناهم جحيم عاصفة الوحش الثائر ! ...
أرتعب من نظراته فقال بهدوء_عيب يا وحش أحنا معاك فى التيم المفروض نساعد بعض مش نموت بعض ...
لكمه "عدي" بغضب فأنبطح أرضاً ثم نال "جاسم ومعتز" عدد من اللكمات ...
ولج "يحيى" للداخل ليجد "عدي" بقمة غضبه فقال بأستغراب_فى أيه؟..

ركض "حازم" اليه قائلاٍ بصراخ_أطلب النجدة بسرررعة ..
كبت يحيى ضحكاته قائلاٍ بسخرية _مينفعش المطافي ؟ ..
ثم قال مشيراً لهم_سيبونا لوحدنا ..
أنصاع له الجميع وخرجوا على الفور فجلس على المقعد بهدوء _فى ايه يا عدي؟ ..
قال بغضب _بعد اللي حصى أمبارح جايبن ورد وبيحتفلوا والغريبة أن "ياسين الجارحي" بيساعدهم واعتقد أنه اللي بدل الملفات ...

إبتسم بسخرية _يعني مكنش يقدر يعمل أفضل من ملفكم ؟ ..
ترقبه بأهتمام فلديه كل الحق هناك أحداً اخر من فعلها،خرج من صمته قائلاٍ بأستغراب _مين اللي ممكن يعمل كدا ؟ ..
ولج "حازم" للداخل كأنه أجابة لسؤاله قائلاٍ ليحيى ببسمة واسعة _الا بقولك يا عمي متعرفش بابا هيرجع أمته أصله وحشني أبن الأية ..
نقل "يحيى" نظراته لعدي ففهم على الفور فأقترب من "حازم" الذي رفع يديه على وجهه ظناً بأنه سيصفعه ولكنه تفاجئ بأن حاوطه بذراعيه قائلاٍ ببسمة هادئة _تعال يا زوما عايزك ..

إبتسم بفرحة وغرور ...نهض "يحيى" قائلاٍ بقلق _مترحش يا "حازم" ..
أستدار عدي اليه بعدما سحب يديه من على كتفي حازم فجذب حازم ذراعيه ليضعها مجددا خلف كتفيه قائلا بغضب ليحيي_فى أيه يا عمي ديدو عايزني فى موضوع لما أرجع أبقي احكيلي عايزني ليه .
وأشار اليه ببسمة واسعة _يالا يا ديدو ..
وتوجه معه للغرفة المجاورة ليعد "يحيى" من واحد لثلاث حتى أرتفاع صوت "حازم" وهو يصرخ بالنجاة ليتمتم بخفوت _غبي ..
توجه "يحيى" للغرفة ليجد "عدي" و"أحمد "بالداخل فقال بأستغراب لعدم وجود "حازم" _راح فين ؟

أشار "أحمد" للأعلى ليصعق قائلا بصدمة _قتلته ؟ ..
_فال الله ولا فالك أنا هنااا ...
قالها حازم بغضب فرفع "يحيى" عيناه ليجده متعلق بالنجفة العملاقة،كبت ضحكاته بصعوبة فأشار لعدي قائلاٍ بهدوء_تعال يا ابني عايزك ..
خرج معه للغرفة المجاورة وتبقى "أحمد" يعمل على حاسوبه غير عابئ بمن يقبع بالاعلى ..
تطلع له "حازم" بترقب ثم قال بصوتٍ هادئ_أحمد ...فكني ..
لم يعيره أنتباه فقال بغضب _فكني بقولك ...
نهض عن مكتبه ليتطلع له بغضب _ عدي غلطان انه خلصش عليك وارتاح ..

تطلع له بغضب _كدا دانا اخوك يا شيخ ...
إبتسم بسخرية _للاسف الحقيقة المؤلمة واسكت بقا عشان عايز أكمل شغل .
أجابه بخبث _كدا يعني مش هتفكني ؟ ..
_لا .
قالها ببرود وهو يرتشف قهوته ويتابع حاسوبه بتركيز فقال "حازم" بخبث_براحتك بقا بس لما أسيل تعرف أنك متجوز عليها ومراتك حامل فى السابع كمان أ..
بترت كلماته حينما صاح "أحمد" بصدمة _أيه اللي بتقوله دا يا حيوان ..
أجابه ببسمة واسعة _الحقيقة يا روحي وأبقى قابلني بقا لو عرفت تخلع منها ..
تحكم بأعصابه بصعوبة ليقول بغضب مكبوت _أنت عايز أيه يا حازم ؟ ..

أجابه بلهجة مرتعبة _عايز أنزل من هنا يخليك عيالك يا شيخ ..
قبض علي معصمه قائلاٍ بغضب _أوكي هتزفت أنزلك بس وقسماً بالله لو كررت كلامك دا تاني ولو حتى بالهزار أنا اللي هتطير رقبتك مش هو ..
أشار إليه بالموافقة فخرج أحمد وعاد بعد دقائق بالسلم النقال، وضعه أسفل النجفة وصعد أول درجاته ليجد "عدي و رائد ومعتز"من خلفه ...
تطلع له "عدي" بغضب _بتعمل أيه ؟ ..
أجابه بضيق _الحيوان دا بيهددني بموضوع "سارة" فكنت هفكه ..

كبت "ياسين" ضحكاته على ما سيحدث عنا وبالفعل أشار اليهم "عدي" بحذم وهو يغادر الغرفة _علقوه جنب أخوه ..
وبالفعل ما هي الا دقائق معدودة حتى عُلق أحمد جواره فرمقه بنظرات مميتة للغاية ...
رفع "معتز" يديه له بحزن _أسف يا صاحبي مجبور والا هتعلق جانبك..
أشار له بهدوء _ولا يهمك ياض ..
خرج معتز ورائد فأبتسم له ياسين بسخرية _مش عايز عصائر او أي حاجة يا حودة ..
رمقه بغضب _أنزلك بس صبرك عليا ..

تعالت ضحكاته فأغلق الباب وغادر على الفور ...
بالخارج ..
بحثت "أسيل" عن أحمد فلم تجده فأقتربت من "جاسم" الذي يتابع العمل بالخارج _مشفتش أحمد يا جاسم ؟
أجابها بهدوء _لا شوفيه بمكتبه ..
أجابته بحزن _مش هناك ..
قال بتفكير _هتلاقيه بالمكتب المشترك بتاعنا ..
أشارت له بخفة _طب تعال معايا نشوفه ..

لحق بها ففتحت الباب لتصرخ بفزع حينما رأته معلق جوار "حازم" , أقترب منهم "جاسم" بصدمة _بتعملوا عندكم أيه ؟
"حازم" بسخرية _ملقناش عندك شبكة فطلعنا نشوف فوق ..
"أحمد" بغضب _فكني يا جاسم ..
جذب السلم المتحرك ثم صعد أولى درجاته قائلاٍ بتفكير _"عدي" اللي علقكم صح ؟ ..
"حازم" ببسمة واسعة _هو في غيره ..
هبط مسرعاً قائلا بزعر _لا أسف مقدرش ...

وهرول للخارج فرمقه أحمد بنظرة غضب مردد بعصبية _جبان ..
صعدت "أسيل" الدرج المتحرك قائلة بلهفة _ "أحمد" حبيبي متخفش هنزلك ..
صاح بها بتحذير _أنزلي يا "أسيل" بطلي جنان ..
أجابته بخوف _مش هسيبك ..
تطلع لها "حازم" بخوف فالارتفاع شاق_هو طالع يتفسح أنزلي هتقعي ..

لم تستمع اليهم ووصلت لاخر الدرج فحاولت تحريره ولكن كان متعلق بملابسه فيصعب تحريره،أنثقلت قدماها فصرخت بفزع وكادت بالسقوط ولكن سرعان ما أنتشالها " أحمد" بين ذراعيه ...سقط الدرج وظلت محلقة بين يديه كأنها بين يدي رجلاٍ خارق يرفرف بالفضاء، تأملت عيناه ببسمة عشق فأبتسم رغماً عنه وتاه بعيناها وبسمتها الساحرة، ظلوا هكذا الصمت يغلفهم ونظراته تجرهم لعالم ليس به سواهما، تطلع لهم "حازم" بغضب ثم قال بسخرية _لو مش هقطع لحظات الحب الطاهر دا ممكن تلفونك أشوف حد ينزلنا ..

تطلع له بغضب فكاد بأن يجيبه ولكن أنفتح باب المكتب ليصعق كلا منهما حينما وجدوا "ياسين الجارحي" أمام عيناهم ونظرات الغضب تطوف به وبعضاً من بتلات الزهور تندثر على ملابسه ليشهق حاوم برعب فالزهور التى القوها من الشرفة علموا الان أستقرت فوق من ؟!..

 

تااااابع ◄