-->

رواية أحفاد أشرار الجزء السابع عشر

 

 .حينما تصعب عليك الأمور فأستمع جيداً قبل أن تتسرع
_لا يا عدي ...
صوت العميد أكتسح الأرجاء فأثار ذهول الجميع من تواجده بذلك الوقت الحساس! ..
صعد الدرج ليقف أمام الجميع بسكون أستغلها ياسين وأنسحب بهدوء،أقترب العميد من عدي قائلاٍ بضيق من حديثه السيء عن والده
_الموضوع مش زي مأنت متخيله ...
تطلع له عدي بعينان تزداد تمرداً فأقترب منه رعد قائلاٍ برجاء


_طب فاهمنا ايه الحقيقة ؟ ..

حظى ببعض لحظات الصمت ثم قال بهدوء
_الموضوع أترتب ببراعة لدرجة أن أي حد مشكش فيه وللأسف مكنش هيتكشف لولا اللي حصل ..
هامت نظراتهم بأهتمام فأكمل وعيناه تطوف عدي
_ وصلنا بلاغ من واحد كان فى المقابر ولمح حد بيفتح قبر من مقابر الجارحي وخرج بجثه وبعدين قفلوا القبر تاني ...

ذُهل الجميع فأسترسل حديثه بأهمية
_طبعاً لما الموضوع وصلني كان لازم أقولك بس الحالة اللي أنت كنت فيها منعتني فمكنش عندي حل تاني غير ياسين  بيه وبأمانه كان نعم الأختيار طلب مننا نكتم الخبر ونبدأ أجرائتنا بالسر والأهم أننا نلاقي الأجابة على أسئلتنا مين دول ؟ وليه سرقوا الجثة؟ ياتري ناس من اللي بيسرقوا الأعضاء وتوجيهم لقبور الجارحي كانت صدفة ولا كل دا متخططله والأهم من كل دا ليه بيعملوا كدا ؟ ..
تابعه الجميع فى صمت وأنتباه يحفل على الوجوه، أقترب منه عدي قائلاٍ بلهجة تميل للضيق
_وليه مقولتليش الكلام دا يا فندم ؟ ..

تطلع له العميد قائلاٍ بثبات
_ياسين الجارحي منعني ..
ثم أكمل بحدة كنوع من التأنيب
_كان خايف تحط أمل أنها عايشة ومحدش لسه فينا متأكد من الأجابة على السؤال دا ..
أقترب منه عمر بفضول
_وعرفتوا أزاي ؟ .

أكمل حديثه بهدوء
_أبتدينا بالدكتور اللي أقر واعترف بكل شيء وقال أن رحمة من البداية معندهاش أي شيء دا ملعوب من البداية تنفيذ لأوامر شخص بيبعتله أول كل شهر مبلغ وقدره ..
تلونت عين عدي بالدماء القاتمة فود أن يرى هذا الطبيب فيفتك به ولكنه ألتزم الصمت ليستمع لما حدث ...
أسترسل العميد حديثه قائلاٍ بلهجته الصارمة مع عدي.

_ياسين الجارحي اللي مش عجبك دا هو السبب الأكبر أننا نربط بين اللي بيحصل وبين زعيم المافيا دا بس الخطوة اللي مكنتش محسوبة أختفاء الدكتور دا فجأة ودا أغضب باباك جداً وبدأ فى البحث عن أي شيء يوصلنا للناس دي بس أنت كملت اللي هو عمله وقدرت تكشف هالة بعد ما عرفت انها اللي اخدت الCD من مكتب مازن وكالعادة نفذت العملية بدون ما تقول لحد وبرضو ياسين الجارحي هو السبب بأنقاذك لأنه ببساطة يا عدي أب عظيم ..
شعر بوخذة تحتل قلبه لما تفوه به فوضع عيناه أرضاً بخزي بينما إبتسمت آية بخفوت بأنه يفعل ذلك لأجلهم هو برئ لم يرتكب تلك الجريمة البشعه التى وصفها عدي له..

أقترب منه ياسين بغضب
_تسرعك دا أكبر غلط يا عدي أنت أهانت عمي قدامنا كلنا وأنت عارف كان ممكن يعمل فيك أيه ورغم كدا كان ساكت طول الوقت وسايبك تتكلم .
رمقه عمر بنظرة نارية قبل أن يجذب زوجته إلي غرفتهما
_عمرك ما هتتغير ..

تطلعت له آية بأنكسار وألم فحاول أن يقترب منها ولكنها هبطت من أمامه سريعاً، لحقن بها الفتيات لمعاونتها على حمل رحمه للأعلى ومعالجة جروحها، إبتلع الجميع ما بجعبتهم لعدي فتوجه كلا منهم لغرفته كدليل على غضبهم مما فعله بينما ظل رعد وأدهم مع العميد ..
أنسحب عدي من أمامهم محطم القلب تتردد الكلمات التي تفوه بها على مسماعه فتمزق صدره كالسكين التالم، لا يعلم إلي أين الذهاب كل ما يشعر به بأنه أرتكب ذنباً فاضح، وقف لثواني بذهول فلأول مرة يقف على عتبة بابه ...نعم أمام غرفة ياسين الجارحي ...قبض على يديه بألم وهو يتذكر تلك المسافة الفاصلة بينه وبين الفراش المتهالك ليكشف عن وجه تلك الفتاة فكيف سيكون حاله أن أخبره العميد وزرع الأمال بأنها على قيد الحياة وأصبح الأمر سراب؟! ...

أن كان لم يحتمل تلك المسافة الضئيلة فكيف كان سيحتمل ذلك ؟ ..
ياسين الجارحي هو من قدم له الحصن والحماية من ذلك الخناجر الحادة ورغم ذلك ماذا قدم له ؟ ...
طرق الباب بخفوت ثم فتح وولج يبحث عنه فوجده يقف أمام شرفته بكبرياء موليه ظهره بثباته الذي يلحق به، تردد كثيراً بالأقتراب وبالنهاية فعلها، وقف خلفه لثواني تطورت لدقائق ومازال كما هو لا يعلم من أين يبدأ أو ماذا سيقول ؟ ..
_مفيش داعي للأعتذار ..

قالها ياسين دون النظر إليه أو حتى ان يستدير فأقترب منه عدي ليقف جواره فكان على نفس طوله كأنهم شقيقين و ليس أب وإبنه ...
طال الصمت قليلا حتى قال عدي بصوتٍ متقطع من الخزي
_الأعتذار مش كافي
إبتسم دون النظر إليه
_بس بالنسبالك شيء عظيم أن عدي الجارحي  يعتذر بس مفيش داعي
تطلع له بذهول فوضع ياسين يديه بجيب سرواله قائلاٍ بثبات
_متستغربش أنا مش زعلان منك لأني لو مكانك هعمل أكتر من كدا ...

ثم إبتسم وعيناه هائمة بالسماء
_من اول ما شيلتك على أيدي وأنا عارف أنك نسخه مني عشان كدا متأقلم على طباعك ..،وصمت قليلاٍ بشرود قطعه بكلماته الخبيثة
_وبعدين يا أهبل أنت فاكر أنك لما تقولي يا بابا هفرح وأخدك فى حضني دانا لو صبغت شعري هبقى أصغر منك
إبتسم عدي فلم يجد سوى أنه يحتضنه لأول مرة منذ الصغر، أنقلبت ملامح ياسين للسعادة لأول مرة فربت على ظهره بحنان ثم أستعاد جديته فأخرجه ليتطلع له وينصت لما سيقول
_رحمة محتاجالك.

أشار له بتفهم وغادر والسعادة تمتزج مع روحه لأول مرة، وقف ياسين يتأمل الحدائق التي تلمع تحت ضوء القمر كأنه تعمد أن يبرز جمالها الأخاذ فى مظهر ألهي مبدع، حتى المسبح مياهه تتشكل بألوان ذاهية بفعل الضوء ...
شعر بوجودها خلفه فأستدار ببسمته الفتاكة، بقي ثابتٍ لدقائق يتأمل بسمتها ثم قال ببسمة عذباء
_حبيت أوفر عليكِ مجهودك بالكلام عشان أسامحه .
أسرعت لأحضانه بسعادة ودمعة فرح تلمع بعيناها بعدما تخفت لتستمع ما يدور بين الأب وإبنه، أحتضنها بجنون ثم همس قائلاٍ بعشق _مش عارف هتعملي فيا أي تاني..

تعالت ضحكاتها قائلة بمكر_سبني أفكر
تطلع لها بخبث _أوك نفكر مع بعض ..
وولجوا سوياً للداخل لينسدل الستار الأبيض الذي أخترقه ضوء القمر بخفية

بغرفة عدي .
ولج للداخل متلهفاً لرؤياها فود أن يتأكد بأنها ليست حلماً، رأها تفترش الفراش كعادتها ولكن بحجم هزيل ووجهاً شاحب، أقترب منها بحزن فجلس جوارها يتأمل وجهها الممتلأ بالكدمات بغضب يلوج بعيناه كالوحش المتحرر كأنه يقسم على الأنتقام ...
حطمت ذكرياته بسمة طفيفة حينما تذكر مقتها للون الذي عاونتها الفتيات على أرتدائه فكانت تكرهه كثيراً، توجه لخزانتها فجذب القميص القطني ثم عاونها على أرتدائه، قبض على يديه بقوة حينما رأى قدميها تحاوطها هالة من الجراح العميقة فكانت علامه على تلك الأساور الحديديه التى كانت ترتديها، أقسم على أن ينتقم منه على ما فعله بنبضه العاشق ...

تشنجت ملامحها كمن رأت كابوساً مروع فأنهارت باكية بقوة دون فتح عيناها، أقترب منها عدي سريعاً قائلاٍ بألم
_رحمة ...
_متخافيش يا حبيبتي .
حاول أن يجعلها تسترد وعيها ولكن لم يتمكن من ذلك، جذب المياه التى تغطي زهرات المزهرية فسكب منها بضعة قطرات ثم مررها على وجهها ففتحت عيناها بأنزعاج، بدت الصورة مشوشة ببدأ الأمر حتى باتت حقيقة، تطلعت له بصدمة فرددت بضعف ودموع
_عدي ! ..

أغلق عيناه بسعادة يدوي بها آنين قلبه على سماع أسمه مجدداً منها، تطلعت للغرفة بلهفة ثم قالت بخوف وبكاء
_لا مش حلم ..
رفع يديه على وجهها بحنان
_لا يا روحي مش حلم ..أنتِ هنا فى القصر وأنا جانبك ..
وجذبها بقوة لأحضانه فأخرجت آنينها بدمعات قوية تخرج ما كبته القلب من آنين وجراح قائلة من وسط دمعاتها ..
_كنت فاكرة أن خلاص مش هشوفك تاني ...كنت بدعي ربنا يأخدني بجد عشان أج...

قاطعها بحدة
_لااا مش عايز أسمع الكلام دا أنتِ متعرفيش أنا مريت بأيه ولا حسيت بأيه ؟ .
ثم أحتضن وجهها بيديه
_أسوء من الموت بمراحل ...نار كانت بتحرق قلبي ومفيش شيء يطفيها ...أنا حاسس أني رجعت للحياه من جديد ..
إبتسمت وهى تتأمله بأشتياق فجذب ما بيده ثم أنحني ليضمد جراح قدماها مقسماً على أن يذقه أضعاف ما رأته معشوقته ..
طرقات باب الغرفة بيد رقيقة جعلته يتنبئ بمن هناك ؟ ...
تركها وفتحه ليجد نور أمامه بالصغيرة قائلة ببسمة هادئة لعدي
_أكيد هتفرح بيها .

إبتسم لها بأمتنان فحملها للداخل بعد أن غادرت ..
كانت تسترخي على الفراش فشعرت به يقترب منها، فتحت عيناها لتجده يحمل فتاة بين يديه، بمجرد رؤيتها تحركت غريزتها فتحملت على ذاتها ونهضت لتقترب منه بدموع ولهفة
_لينا ؟ ..
أشار لها ب لا فأنكست رأسها بخيبة أمل ليكمل ببسمته الفتاكة
_ رحمة .
رفعت عيناها له بصدمة تلونت بهبوط الدمع بصمت وذهول فأقترب منها ليضعها بين ذراعيها، تطلعت له بعشق أزداد لأضعاف مضاعفة ثم نقلت نظراتها من عليه بصعوبة لتتأمل هذة الصغيرة ذات الوجه الملاكي فأخذت تقبلها بجنون ودموع، إبتسم عدي وأحتضناهما معاً ليشهد ضي القمر على عشق مختلف من نوعه بين قلبين يتصلان بربط الروح والهوس ...

طلت الشمس بضوئها القوي على قصر الجارحي ...
تململت ملك بفراشها فوجدته فارغ فجلست علي الفراش بحزن ودموع فأصبحت بائسة لا تعلم ما الذي أصاب زوجها فيحاول جاهداً لأخفائه عنها ...
أما بالمشفي ..
قال الطبيب بحزن وهو يتأمل التقارير من أمامه ..
_كدا الوضع بقى خطير يا يحيي بيه لازم نلاقي المتبرع ونعمل العملية فوراً وبأقصى سرعة ..

تطلع له بوجه شاحب يوحي بالتعب الشديد
_قولتلك مش هعملها أكتبلي أي مسكنات بس أقوي من اللي كتبتها أهر مرة ..
حاول الطبيب أقناعه بلطف
_أنت ليه مصر على اللي فى دماغك دا ..حياتك فعلا على الهوامش ..
إبتسم برضا
_الأعمار بيد الله يا دكتور ..

ونهض قائلاٍ لتوديعه بلهجة تحذيريه
_ كل اللي طالبه منك أن محدش من القصر يعرف وخاصة ياسين ..
أخفى أرتبكه بحرافية ..
_متقلقش ..
حمل يحيي أغراضه وتوجه للمغادرة، فتح الباب ليتصنم محله قائلاٍ بصدمة
_ياسين ! ...
ربما الآن حان وقت كشف لغزاً أخر بحياة ياسين الجارحي ولكنه لن يقف مكتوف الأيدي ربما عليه أن يخضع لأصعب أختبار بحياته لأنقاذ رفيق الدرب ولكن هل أنتهت الألغاز أم أن هناك أشياء خفية تخبئ لتلك العائلة ؟ ...
ما مجهول كلا من ...نور ...أحمد...أسيل ...جاسم ...حازم ...مازن ...مروج
وأخيرا ...
أختبار سيتطلب وحدة ابناء العم فهل سيفلح ذلك العنيد بأن بكون حلفٍ لهم ؟!

أليس هناك ميثاقاً يسجل ذاك العشق المخلد بين النسمات المبتورة على سماع دقات القلب ..فربما لو علم المؤرخون به لمحو قصص عشق روميو وقيس وسجلوا بسرور قصتي ! ...

جعلته الصدمة فى حيرة من أمره فأخذ يتأمل من يقف أمامه طويلاٍ،هو بذاته ..ذات الطالة ونفس ذلك الشموخ ولكن بعينان مزقت ثباتها فأصبحت تحوي الحزن والعتاب ..
كاد يحيي بالتحدث ولكنه صمت حينما أشار له ياسين بذلك،كان الطبيب يتراقب ما يحدث بينهما بأهتمام فخشى أن يعلم يحيي بأكتشاف ياسين الجارحي بما يحدث معه بعد أن أتي للطبيب منذ ما يقرب لثلاث أيام فعلم منه بكل شيء، ولج للداخل فلحق به يحيي كالظل والقلق يسكن بين قسمات وجهه،جلس على المقعد المقابل للطبيب بهدوء حطم بصوته السائد بنبرة الثابت المصطنع
_النتيجة طلعت ؟ ..

أجابه بتردد من وجود يحيي بعدما كشف أمراً أرده سراً
_النهاردة الصبح والحمد لله فى تطابق والفحوصات كلها تمام ...
أجابه دون تردد
_جهز للجراحه بأسرع وقت ..
صُدم يحيي مما يستمع إليه فقال بأستغراب
_أنت كنت تعرف ؟ ..

نقل نظراته المتعلقة بعين الطبيب إليه لتسود لحظات الصمت المكان فعلم الطبيب أنهم بحاجة للحديث،أستاذن لمباشرة حالة أحد المرضى حتى يترك لهم مساحه من الوقت،طالت نظراته المتغلفة بالصمت قائلاٍ بلهجة ساخرة
_ خدعتني وفضلت تخبي عليا تعبك واللي يهمك محدش يكشف الحقيقة ..حتى أنا يا يحيي !.
قالها ياسين بحدة وعيناه قد أشتعلت بفتيل من الغضب الجامح،سحب نظراته بحزن .
_أقولك أيه أني شايف عمري بينتهي قدام عينيا ...أقولك أني خلاص هقابل وجه ك..
قاطعه حينما وضع يديه أمام وجهه بألم
_متكملش .

الخوف لحق بلهجته كالبرق الذي مزق صفحات السماء، تطلع له بثبات ألتمسه بصعوبة ليستكمل حديثه مجدداً
_هتعمل العملية وهتكون بخير بأذن الله ..
رفع يحيي عيناه بتمعن فعادت كلماته التى تفوه به منذ قليل للطبيب تتضح له شيئاً فشيء مصطحبة بيدها صدمة كبيرة ؛ فقال بصعوبة بالحديث
_اللي بتفكر فيه دا مش هيحصل يا ياسين ..
تطلع له طويلاٍ كأنه يسترجع ذكرياتٍ قضاها بصحوبته طوال تلك الأعوام فقال ببسمة ألم
_مكنتش هتتردد ثانية واحدة لو أنا اللي كنت مريت بنفس اللي أنت فيه ..

كاد بالحديث فقطعه سريعاً حتى لا يطول هذا النقاش المؤلم
_متحاولش لأنك واثق أني مش هغير رائي الجراحه هتتعمل بعد أربع أيام زي الدكتور ما حدد ولوقتها محدش هيعرف حاجه عن الموضوع ..
نهض عن مقعده بغضب
_مش هيحصل يا ياسين مستحيل أعرضك لخطر زي دا لأي سبب من الأسباب ..
نهض هو الاخر قائلاٍ بهدوء
_مش باخد رايك انا بعرفك باللي هيحصل ..
وتركه وغادر الغرفة فلحقه الأخر بحزن وضيق مكبوت بصدره ..

 

بقصر الجارحي
ظل جوارها طوال الليل كأنه يحاول أشباع تلك العينان التى أقتحمتها الظلام طويلاٍ، تارة بينها وتارة أخري للصغيرة التى تحتضنها بقوة كأنها تخشي أن يصبح ما تراه سراب،تأن قلبها بآنين مزلزل كلما وقعت عيناه على تلك الكدمات الزرقاء التى تحيط بوجهها،تأججت الدماء بعروقه فأخذ يجاهد فكرة تركها والذهاب للقصاص من ذلك اللعين، مرر يديه على خصلات شعرها الحريري ثم طبع قبلة عميقة على جبينها، إبتسم وهو يرى صغيرته تفتح عيناها بأنزعاج لتستقر نظراتها عليه ...
أخرج هاتفه ثم ألتقط عدد من الصور لمعشوقته الغافلة وملاكه الصغير، أحضر البيبرونة الصغيرة ليضعها بفمها مشيراً له ببسمته الجذابة.

_ثواني وراجع
وتركها وولج لحمام الغرفة حتى يغتسل أستعداداً للذهاب لمبتغاه
ظلامٍ دامس، أنفاس تتقطع، رائحة كالموتى تحيطها، أغلال تحاوطها مجدداً ...تلك الغرفة بذكرياتها المخيفة،الرجفة القاتلة من أقتراب
أحداً للداخل عادت لتستحوذ عليها من جديد ...لم تحتمل روحها البقاء لمدة أطول بذلك الحلم اللعين،نهضت من كابوسها المروع مطلقة صرخة محتقنة بألم مرير، رفعت يدها على صدرها تخفف من حدة أنفاسها المضطربة فتطلعت للغرفة بخوف من أن يصبح كابوسها حقيقة، سرت الدموع بعيناها وهى تحمد الله على نجاتها مما مرت به ...
خرج مسرعاً بعدما وضع المنشفة حول خصره،أسرع إليها حينما وجدها هكذا،جلس أمامها فأزاح يدها المحتضنه لوجهها قائلاٍ بقلق
_أنتِ كويسة ؟
أشارت له بأنكسار بأنها ليست بخير ثم أرتمت بأحضانه تبكي بضعف وأنهيار،شدد من أحتضانها وبداخله جمرات من النيران يود أطفائها بقتله لذا عزم على ما سيفعله...

بالأسفل ...
تألق ببذلته الأنيقة وتسريحة شعره الأسود بحرافية تاركاً رائحة البرفنيوم ترفرف بالأرجاء كأعلان لهبوطه للأسفل، طاف بنظراته القاعة العملاقة فوجد معتز غافل على الأريكة، أقترب منه ياسين بأستغراب من وجوده هنا !، حركه بلطف
_معتز ...
بدت علامات الضيق على ملامحه فهمس بخفوت
_ نامي يا حبيبتي دا ألم عادي مش ولادة
كبت ياسين ضحكاته فهو يعيش مع تلك الظاهرة المؤلمة ..
_معتز بيعمل أيه هنا ؟

قالها رائد وهو يقترب منه بذهول، أجابه بسخرية
_واضح كدا أنه مطرود ..
_كالعادة يعني
لفظ بها  جاسم بشماته بعدما جذبه بقوة، فتح معتز عيناه فبدء بأستعابة الأمور، جلس كلا منهما على المقاعد المجاورة له ليبدأ الحفل الخاص .
جاسم بأبتسامة واسعة وعيناه تجوب رائد بتسلية
_طرد ولا أنسحاب
رمقه بنظرة نارية فتعالت ضحكات رائد قائلاٍ بمرح يتمثل بجدية زائفة
_عيب يا جاسم معتز بس بيحب يغير جو مش أكتر ..

كبت ياسين ضحكاته وأخذ يتراقبهم بصمت وعيناه تتفحص ذاك الملف الذي تركه أحمد مع الخادم،علت الأجواء فيما بينهم فقال جاسم بسخرية بعدما وضع يديه على كتفي معتز
_فكرني يا ويزو أعملك خيمة صغيرة هنا أهو تتدفي فيها بدل الرعد اللي هنا دا ..
تأمله بغضبٍ جامح فأكمل رائد ببسمة واسعة
_والله فكرة وأهو يكون متخفي عن العيون بدل ما يكون مسخرة القصر ولا حديث الصحافة معتز الجارحي يتمدد خارج فراشه كل ثلاث أيام.

فقد التحكم بذاته فلكمهم بقوة ولكن لاذوا بالفرار للعمل وضحكات المشاكسة تسود الوجوه بينما بقي ياسين بمحله وبسمة صغيرة تزين وجهه الوسيم، جلس جواره بغضب وعيناه تجوب الفراغ، مر بعض الوقت والصمت سيد الموقف فزفر معتز قائلاٍ ببعض الضيق
_أنا أستهل اللي بيحصل فيا دا وأكتر أيه اللي خلاني أربط بين الجواز و الجنون ؟! .. لا وبعد كل دا مضطر أستحمل هرمونات الحمل والا هكون زوج مش لطيف والموضوع ممكن يوصل لطلاق وقضايا ومصايب سودة وغير كل دا مضطر برضو أستحمل رخامة الحيوانات دول عليا كل يومين ..

أغلق ياسين الملف ثم تطلع بالأرجاء بنظرة متفحصة أثارت أستغراب معتز، أقترب منه قائلاٍ بملامح غامضة
_الكلمتين دول مكبوتين عن ولاد عمك كلهم بس للأسف محدش عنده الشجاعة الكافية للأعتراف
تطلع له بذهول فأشار له بسخرية
_أسمع مني وبعدين لما تكون مطرود متفضحش نفسك كدا ...
وتركه وتوجه للخروج ثم أستدار قائلاٍ بغضب
_بات فى الحمام أو على التراس أشرفلك
وتركه وغادر ومعتز بصدمة من أمره فكاد فاهه أن يصل للأرض هكذا وجدوه عمر وحازم بعدما هبطوا للأسفل، أقترب منه عمر قائلاٍ بأستغراب
_خير المرادي ؟

أكتفى بنظرة نارية له فجذب عمر حقيبته غامزاً بعيناه بمرح
_أشوفك فى ظروف أحسن من كدا ..
وغادر للمشفى سريعاً، أعتدل حازم بوقفته والسرور يتربع بعيناه فقال بشماته _فينك يا ياسين يا جارحي تيجي تشوف الأملة اللى إبن أخوك فيها
أنتبه له معتز فأشار له بضيق
_هتحفل عليا أنت كمان هتشوف تصرف مش هيعجبك
إبتسم حازم بتسلية
_طب ياخويا كنت أعمل النمرة دي قبل ما يوصل بيك الحال لكرسي فى قصر الجارحي ..

أحمر وجهه من شدة الغضب فجذبه بقوة ليختل توازنهم معاً فأنقلبت الأريكة من فوقهم ..
تعالت الضحكات على الدرج فقال عز ببسمته الفتاكة
_لو تشوف يا أدهم شكله والمناقصة بتروح عليه وأسم الجارحي بيرفرف كدا ..
رعد _ياسين لعبها صح وكالعادة شركات الجارحي كسبت المناقصة
أدهم ببسمة هادئة _طول عمره ..والله كنت حابب أكلمه يأخد بريك شوية مش معقول الأجهاد اللي هو فيه دا لازم يعرف أننا معدناش زي الأول خلاص كبرنا ومحتاجين الراحه
عز بغضب _أتكلم عن نفسك يا حبيبي قال كبرنا قال .

تعالت ضحكات رعد قائلاٍ بعدم تصديق_ مفيش فايدة فيكم هتفضلوا زي مأنتم ..
قطع حديثهم صراخ معتز الغاضب
_هو اليوم االي بيبدأ بخلاقكم دا مش بتفائل بيه وأنت حسن الختام ..
حاول تحرير ذاته بضيق
_أهو أنت كدا مش بتشطر على حد غيري ياشيخ روح شوف برستيجك اللي بقا فى الأرض دانا لو مكانك مرفعش عيني من على الأرض ..

لكمه بقوة قائلاٍ بسخرية
_ورحمة جدك لأوريك السما أرض عشان تحرم تتدخل فى ما لا يعنيك ..
أسرع رعد وأدهم وعز للأسفل فجذبوا الأريكة ليتفاجأ كلاٍ منهم مما يحدث، فصل أدهم بينهم فصاح عز بغضب
_أنا حاسس أنكم بقيتوا أطفال من أول وجديد ..
معتز بهدوء
_يا بابا الحيوان دا أ..
قاطعه بحدة _وأنت بتتكلم تحترم إبن عمك فرق السن مش تصريح لقلة الذوق يا بشمهندس
همس أدهم بصوت منخفض لرعد_الله يرحم ..

رمقه رعد بنظرة تحذيرية ليتابع ما يحدث، صاح حازم بسعادة _يا عمي يا مروشني أنت والله طول عمري أقوله أتعلم من أبوك ..
نقل نظراته الغاضبة له فصحح حديثه بخوف _أقصد باباك ..
إبتسم أدهم قائلاٍ بغموض_عملت اللي طلبته منك يا حازم ..
عدل من ملابسه بجدية _كنت رايح والله يا عمي بس هنعمل أيه بقا أعترض الشيطان طريقي ...
حاول معتز الوصول له قائلاٍ بغضب _لا دانت مصمم بقى
جذبه رعد بلطف _خلاص يا معتز بلاش هيافة وأطلع غير عشان شغلك أحمد هناك من بدري لوحده ..

أخفض يداه بأحترام _حاضر يا عمي ..
وصعد للأعلى سريعاً فأبتسم حازم قائلاٍ بغرور _خدتوا بالكم وأنا بطربق الكرسي على دماغه
عز بسخرية_جداً
رعد بأبتسامة مرتفعه _عاش يا وحش
رفع أدهم يديه على كتفيه ببسمة مكبوتة بصعوبة _أنا بقول تروح عشان تلحق المشوار ..
أشار له وغادر على الفور تاركاً البسمة تطوف بهم ..

بالمقر الرئيسي لشركات الجارحي ...
زفر بغضب بعدما ألقي بالملفات أرضاً_دي مش طريقة شغل المقر هنا ملزوم مني ...لو عمي شاف الشغل دا موقفي هيكون ايه ؟
أجابه المسؤول بخوف يتابعه
_هراجع عليهم يا فندم ..
شدد أحمد على شعره الغزير كمحاولة للتحكم بغضبه الجامح وبالفعل تمكن من ذلك فقال بهدوء تشبث به
_كم مرة هتراجع يا أيمن ؟! ..المراجعه والتنسيق غلط من البداية ...
ثم أستند بجسده على المقعد ليتمكن من التفكير الذي أنتهي بفكرته فأفصح عنها _أجمعلي كل التيم فى غرفة الميتج أنا هكون معاهم الفترة دي
تطلع له الرجل ببلاهة فلم يشرف أحداً من الشركة على العمال بذاته من قبل ربما لا يعلم أحمد بأنه فتح باب خفي ورا آنينٍ مجهول ...

 

بالمعتقل
على صراخه المكان بأكمله فلم يرأف له وسدد له عدد من اللكمات،كيف يشفق عليه ولم يشفق على معشوقته ؟! ..
يرى أمامه الكدمات المتفرقة على جسدها حتى قدمياها فكان كالوحش المتحرر من طواف النيران فأخذ يطوف هنا وهناك ...
وقع أرضاً أسفل قدماه فأنحنى عدي أمامه عيناه قائلاٍ بصوتٍ شرخ حوائط المعتقل كأنه يضمه كالخيوط العريضة ليذكره بتلك الكلمات القاتلة
_وعدتك أن الموت هيكون أهون من اللي هعمله فيك وأديني بنفذ وعدي ليك
جاهد لخروج الكلمات ببسمة يرسمها عن تعمد _طول عمرك راجل وأد كلمتك يا باشا
تلونت عين عدي بالبني القاتم فجذبه ليقف أمام عيناه الفتاكة
_كويس أنك عارف أن الراجل بيكون أد كلمته أما أنت بقى فمتذكرش فى سوق الرجال بتلاته تعريفة
سعل بقوة لأنقباض أنفاسه بين يديه قائلاٍ بصعوبة بالحديث _بس علمت عليك ودي كبيرة ...لو تعرف كنت فرحان أد أيه وأنا ماسك حياتك فى أيدي وبخلص كل اللي فات منها ...

لم يحتمل عدي كلماته فلكمه لكمة أطاحت به أرضاً، توجه للخروج بعدما طرق على الباب الحديدي الأسود ففتح الشرطي الباب سريعاً، كاد بالخروج ولكنه توقف على كلماته المتقطعه
_هتندم ...خاليك فاكر كلامي ..
إبتسم بسخرية وأكمل طريقه لمكتبه فبعدما عادت إليه معشوقته مما سيندم ؟! ..لا يعلم أن هناك قطعة تحمل روح من ذاك العشق النقي لتغلفها الحرمان على يد هذا الظالم فأصبح يعاني منذ الوهلة الأولى ! ...
بمكتب مازن ...

كان يستند برأسه على المقعد، محتضن يديه الملتفة بشاش أبيض بعدما تعرض للكسر على أثر دفعة عدي حينما كان يحاول تخليص كبير حرس ياسين الجارحي، كان هائماً بسقف الغرفة، يرى تلك العينان السوداء الذي وقع أسيرها منذ اللقاء الأول، صورتها ترسم ببطء بكل حرافية، دقات القلب تتصل بعيناه فتتغمدها الأشواق والحنين لها،زفر بخفوت وألم فما الذنب أن أدى مهامه على أكمل وجه ؟ ...
قطع شروده ولوج عدي للداخل فأعتدل بجلسته والهدوء يشن على ملامحه، جلس أمامه بصمت طال قليلاٍ ثم قال بضيق وعيناه مركزة علي يديه_مكنتش اقصد
إبتسم مازن بخفة
_متأخدش في بالك أخدت منك على التذكار الدائم فى كل مهمة
أكتفى ببسمة هادئة بها سكن الألم وتربع
_بس دي مكنتش مهمة يا مازن دي كانت حياة وأستردتها ..

نهض عن مقعده ليجلس على المقعد المقابل له قائلاٍ بجدية _كنت بأستغرب من الحالة اللي وصلتلها دي بس لما شوفت رحمة عايشة حسيت أني ضايع بجد أزاي قدرت تحس أنها عايشة ؟!
إبتسم عدي قائلاٍ والحنين يقذفه حينما يتذكرها بمعسول ألحانها _لما تعشق حد أكتر من روحك نفسها هتحس بكل شيء بيحس بيه من قبل ما يتكلم أو يشتكى ..
إبتسم قائلاٍ بهيام _اه منه العشق يبهدل النفوس ويفضل زي الكنوز صعب الوصول
أنتبه له عدي فوقف يعدل من ثيابه قائلاٍ بثبات _هنسيب شغلنا بقى ونفتحها كلام عن الحب ! ..
إبتسم بألم _هو فين الحب دا ؟

رفع يديه على كتفيه بتفهم _هتتحل يا صاحبي
أشار له ببسمة صغيرة فأشار له عدي قائلاٍ بجدية
_أشوفك بليل بقى
أجابه بأستغراب
_هتمشي بدري كدا ؟!
إبتسم بغرور
_أنا جيت النهاردة عشان أخد أجازة وأطفي ناري مع الكلب اللي جوا دا
تطلع له مازن بأهتمام _والعميد وافق يديك اجازة بالسهولة دي ؟! ..
أرتدى نظارته السوداء بغرور كأشارة له بأنه أجاب على كلماته ثم غادر على الفور ...

سعادة تتغمدها كلياً حينما تذهب لذلك المكان المحبب لقلبها، رغم تباعدها الفترة الأخيرة لظروفها الطارئة الا أنها تعود إليه كالأم التى تشتاق لرؤية أطفالها !،فذلك المكان أغلي شيئاً لديها ليس لانه هدية معشوقها المميزة لأنه حلمها الغالي منذ الصغر ..

خطت بداخل الغرف المحتضنه لأكثر من عشرون طفلاٍ يأوهم هذا الميتم بكافة وسائل الحياة سواء بالمأكل أو بالملبس أو بالتعليم فكان ياسين يحرص على أتمام جميع الأمور، كانت آية بقمة سعادتها حينما أخبرتها المشرفة بأن ياسين  كان يأتي طوال المدة الماضية بدلا عنها لأنشغالها بما يحدث بالعائلة منذ أخر فترة، داثرت الغطاء على أحد الأطفال ثم مسدت على شعره بحنان فالأطفال يحبونها كثيراً ولكنها أتت بوقتٍ خلد معظمهم للنوم، خرجت للحديقة الواسعة التى أنشائها ياسين ليلهو بها الأطفال فجلست على الأريكة بشرود بزوجها الحبيب، كيف يتمكن من تسديد تلك المواقف ؟...كيف يتمكن من أن يكون بمثل ذاك الثبات وبداخله حنان يكفي عالم بأكمله ؟ ..كيف وكيف وكيف مائة سؤال ومازالت لا تعلم أجابة واضحة، بسمتها العاشقة كان تخطو وجهها المندثر ببعض التجعيد البسيطة، كونها كبرت بالعمر لا يعني أن يكف قلبها عن العشق ...

نهصت عن الأريكة بقلبٍ يخفق بشدة قائلة ببسمة خجلة بعدما تسلل لها رائحته المميزة _ ياسين
أستدارت لتجده يستند على أحد الأشجار بطالته الثابتة وعيناه الممزوجة بين الذهب والعسل الصافي، بسمته الصغيرة تلك التى تضاهيه وسامة ...
رفع حاجبيه بأعجاب _بدأت أمن بأحساس القلب يمكن عدي طالعلك ؟
علت بسمتها فأقتربت منه قائلة بضيق طفولي _محدش بيحب زيي على فكرة
رفع يديه يجذب طرف حجابها الذي رفرف بفعل الهواء، أغلقت عيناها لشعورها بنسمه عليلة حينما يقترب منها، طوفها بذراعيه بمكر _كنتِ بتفكري فيا ..
ازدادت حمرة وجهها فأبتعدت عنه بغضب _بتعرف أزاي ؟

إبتسم قائلاٍ بصوتٍ هامس لها بعدما رأى المشرفة تقترب منهم _زي مأنتِ بتحسي بوجودي
وغمز لها فأبتسمت بعشق حاولت اخفائه ففشلت، أقتربت المشرفة وبيدها طفلاٍ صغير والحزن يتقمص وجهها
_ياسين بيه الطفل دا لقناه أدام باب الملجئ من كام يوم أهتمينا بيه جداً بس مش مبطل عياط والدكاترة مش قادرين يتوصلوا لسبب مقنع لكل دا ..
حملته آية ببسمة أشفاق تحاولت لحزن حينما وجدت الصغير يبكي بقوة دون توقف، تطلع له ياسين ثم قال بحذم _يعني أيه الدكاترة اللي هنا مش عارفين يشخصوا حالته؟ ..

أسرعت بالحديث _ بيقولوا كويس بس زي ما حضرتك شوفته كدا ..
تطلع لمعشوقته فوجدها تتطلع له بحزن وهى تحاول إيقافه، أشار لها بيديه _هاتيه
تطلعت له آية بصدمة فرفع يديه لها لتقدمه له بصدمة، حمله ياسين ببسمة هادئة فسكن الصغير بشكل مفاجأ للجميع فقالت المشرفة بصدمة_مش معقول ! ..
إبتسمت آية بفرحة _الحمد لله سكت أهو
جلس على الأريكة والطفل بين ذراعيه، رأى أطفال كثيرة ولكن هذا الطفل أسره بشكلاٍ كبير، غفل الصغير بين يديه فحملته المشرفة للداخل ونظرات ياسين تلحق بها، نقل نظراته بصعوبة عليها فنهض قائلاٍ ببسمة ساحرة _يلا نرجع القصر ..

لحقت به بخطي بطيئة ثم وقفت قائلة بغصب _ياسين .
أستدار ليجدها خلفه أقتربت منه بغضب والشك يحاورها _الولد مسكوتش غير معاك أنت
ضيق عيناه بثبات _والمعني ؟
أجابته بغضب طفولي _اوعى تكوز بتخوني ودا إبنك ؟! ..
صمت لوهلة يتأملها بصدمة من تفكيرها المجنون لذلك العمر ثم أنفجر ضاحكاً بمحاولات عديدة لأستيعاب ما تفوه به ..
زفرت بغضب _بتضحك على أيه؟

وضع يديه حول كتفيها وتوجه السيارة معاً قائلاٍ بهدوء _هي غريبة فعلا أني أضحك لكن كلامك أغرب ميت مرة فبقول نكمل كلامنا لما نرجع أفضل لأنه هيحتاج أثباتات كتيرة متنفعش هنا ..
رمقته بنظرة نارية فأشار لها بالصعود وبسمة المكر تحتل ثغره، لا يعلم بأنها لامست جزء خفي فربما ما فعله من خير عظيم ببناء هذا المكان كان سبباً فى أحتواء حفيد ياسين الجارحي ! ...
لقاء وحنين ...خيانة وأنكسار ...شروخ وعتاب ...أنشودة وعشق ...تضحيات وعشق...
وقف أمام المقهى بأستغراب ؛ فأخرج الورقة المطوية بجيب سرواله يتأكد مجدداً من العنوان الذي بعثه به أدهم فرأه هو بذاته، زفر بملل فأعاد الورقة لجيبه مجدداً ثم أكمل خطاه للداخل ليسلم الحقيبته الصغيرة له كما طلب أدهم منه .
ولج للداخل ؛ فوجد المكان هادئ نوعاً ما، تنقلت عيناه من طاولة لأخرى بحيرة فكيف سيتعرف على الرجل الذي أتى للقائه ؟!، أقترب منه النادل ببسمة واسعة فأشار له بيديه
_أتفضل يا حازم بيه ..

ضيق عيناه بأستغراب لمعرفة أسمه ولكن لم يعلق فربما من الصحف أو المجلات التى لم تكف عن الحديث عن امبراطورية الجارحي، لحق به من باب جانبي محتضن خلفه قاعة صغيرة،مميزة للغاية بتصميم بسيط ملفت للأنظار، أشار له النادل بالدخول ففعل ولكن الذهول يلح بسؤاله لما سيلتقي بالعميل هنا ؟! ..
كانت أجابته بسيطة للغاية حينما ظهرت أمامه تلك الحورية بفستانها الوردي الفضفاض وحجابها المنسدل بحرية خلفها كأنه تاج ملون،عيناها المضيئة بفرحة اللقاء به، وضع الحقيبة من يديه على أقرب مقعد ثم صعد الدرج الصغير قائلاٍ بهمس _نسرين ! ..

كأن صوته كان القاطع لها من غفلتها التى حاوطتها بالتطلع له بعد غياب دام لثلاثة أشهر، أخفضت نظراتها عنه بخجل نعم هو زوجها ولكن لم يحدث زفافهم بعد، تطلع لها ببسمة سعادة وأرتباك من كونه حلماً سخيف فمنذ قليل أغلق الهاتف معها وقد أخبرته بأن خالتها مازالت مريضة وأن فرصة عودتها من الأسكندرية ضيئلة فكيف حدث ذلك ؟، طاف بعقله حديث أدهم عن مقابلته بشخص مميز فأبتسم بأمتنان للمفاجآة الكبيرة ..

ظل يتأملها بفيض من الوقت قطعه بصوته الرجولي العاشق
_وحشتيني
تلون وجهها بحمرة الخجل حتى بات كحبات الكرز الحمراء وهى تستمع لتلك الكلمة البطيئة التى ترفرف بين أعذوبة كلماته، أقترب بخطاه الذي صدح بالأرجاء قائلاٍ ببسمة مكر
_تسمحيلي
رفعت عيناها بأستغراب فلماذا يريد أذنها ؟ ..كانت الأجابة مبسطة حينما أحتضنها بشغف قائلاٍ بفرحة همسها لها بجنون
_أخيراً ...

كأن اشعة الشمس أحاطت بها فأزاحت طبقة البرودة عن جسدها لتحترق،رفعت أصابعها لتبتعد عنه بلطف قائلة بمجاهدة للحديث
_حبيت أعملك مفاجأة
_أحلى مفاجأة فى الدنيا كلها
قالها وعيناه تخطف نظرات سريعة لوجهها فقالت بخجل
_مش هنقعد
تطلع جواره ببلاهة فوجد طاولة ممتلئة بالطعام الشهي،إبتسم بعدم تصديق _أنتوا مجهزين كل حاجه بقى
جلست على الطاولة قائلة بتأكيد
_أنكل أدهم اللي جهز كل دا ..

ضيق عيناه بأستغراب فأعتدل بوقفته قائلاٍ بأشارة يديه
_ثواني بس أنتِ مش قولتيلي أن خالتك لسه مريضة وأنك هتفضلي فى أسكندرية أسبوع كمان ؟! ..
إبتسمت بمشاكسة
_أممم مش فاكرة ..
أقترب منها بخبث
_عادي يا روحي نفتكر مع بعض .
تراجعت خطوة للخلف فرقعت يدها بخجل بعدما خمنت ماذا سيفعل ؟

_دا أول عيد ميلاد ليك وأنا معاك ففضلت أكون أول واحدة تقولك كل سنة وأنت طيب ..
ثبتت نظراته عليها بعدم تصديق لما تتفوه به، رفعت يديها إليه قائلة بأرتباك بعدما فتحت العلبة الصغيرة بخجل _عارفة أنها مش من الماركات الغالية اللي بتلبسها بس أنا وفرت كتير من مصروفي عشان أجبهالك ..

نزع ساعة يديه الباهظة عن يديه ثم أقترب منها فرفع يديه مقابل لها قائلاٍ وعيناه تحتضن ملامحها _دي أغلى هدية جاتني في حياتي
لمع دمع السعادة بعيناها فوضعتها بيديه بسرور، أما هو فبقي يتأملها بعشق، أنهت مهمتها بنجاح فقالت بفرحة _ يارب تع.
بترت كلماتها حينما رأته يتأملها بنظرات هائمة،أحاطتها بشعاع طائف بالحنين ..
أقترب وتلك المرة لم تستطيع أن تتحرك، كم ودت الصراخ لقدمها بالتحرك ولكن فتك بها ذاك القرب المهلك ...

بالمقر الرئيس لشركات الجارحي ..
أسرع الجميع للمكان الذي أخبرهم به المسؤول للأجتماع مع أحمد الجارحي شخصياً،جلسوا يتراقبن حضوره والتوتر يسود الأجواء، كانت تجلس جوارهم والحيرة باللقاء به أم بعدم رؤياه تسود وجهها !، أهناك رابط بين خطوط القدر بالجمع بينهم بعد تلك السنوات ؟ ..
أنقطعت الهمسات الجانبية حينما ولج أحمد للداخل ليصعد الدرج الصغير المودي للطاولة الطويلة التى تتوسط ذلك الصرح، بمنتصفها ميكرفون كبير الحجم ليسهل للجميع سماعه .

وقف أحمد يتأملهم بثبات ثم شرع بالحديث قائلاٍ بلهجة عملية
_طبعاً أغلبكم مستغرب سبب الأجتماع دا المفاجأ دا ...
تعمد الصمت للحظات ليكمل بلهجة مالت للضيق قليلاٍ
_المقر هنا هو أساس الشركات والمصانع فلما يجيلي كذا ملف بحسابات تخسر بالملايين يبقى دا لعب عيال عشان كدا هيكون في مراقبة أكتر من كدا ...

تابعوا حديثه بأهتمام فأسترسله بحدة
_فياريت أي حد شايف نفسه مستهتر يطلب النقل لقسم تاني وصدقوني أنا هحترم دا لأني بجد لو لقيت غلطة ولو صغيرة مش هتهاون لحد...
وأنهى كلماته مشيراً بيديه تجاه باب القاعة
_أتفضلوا ..
أنصعوا له جميعاً فتوجهوا للخروج، أرتدى نظارته وجذب الملفات ليهم بالخروج هو الأخر فتوقف بأستغراب وهو يراها أمامه !، صاح بذهول _سارة ؟
أنتبهت له فتوقفت عن الخطى لتتطلع له بنظرة غامت بالماضي لوهلات، أقترب منها ببسمة صغيرة
_معقول تكوني بتشتغلي هنا وأنا معرفش ..

لحظات مرت عليها ببعض الآلآم وأخري بآنين وحقد،كلما تذكرت كلماته التى ظلت معها لسنوات كشيئاً ملموس كلما حاولت تخطى قلبها للزواج بأخر،طال الصمت وغزت النظرات فقطعته بحدة صوتها
_عدد الموظفين كتير فأكيد مجتش فرصة ..
أشار لها بتفهم ثم قال بلهفة
_طمنيني طارق عامل أيه ؟ ..دا مفكرش مرة يكلمني من ساعة التخرج
اجابته بهدوء
_طارق سافر لندن من سنتين تقريباً وأستقر هناك
إبتسم قائلاٍ بتذكر
_كانت دي أمنيته وحققها ..

تطلعت له بنظرة مطولة ثم قالت بأقتضاب
_هرجع الشغل لو مفيش عند حضرتك مانع
أنكمشت ملامح ببعض الضيق فقال بجدية
_طارق أخوكِ كان أقرب صديق ليا طول الجامعة فأكيد أنا لسه بمكانته ولا أيه ؟
تغمدها الآنين لتتذكر ما مر منذ أعوام حينما كان يعاملها أحمد كشقيقته فواجهته بنهاية الأمر بحبها الذي تقبله بغضبٍ شديد .
أكتفت بأشارة بسيطة له ثم غادرت للعمل وبداخلها عاصفة مريرة من الألم للقاء به وهناك وعداً كانت قد قطعته من قبل ربما ستسنح لها الفرصة للتحقق منه ولكن ماذا لو كان على حساب قلب أسيل ؟! ...

بقصر الجارحي ..
كانت تجلس جوارهم بالأسفل وصغيرتها بين يدها، ترفض تركها كمن عثرت على روحها بعد حياة شبه مميتة، تعالت ضحكات نور وداليا والفتيات جميعاً بفرحة عارمة لعودة تجمعهم من جديد ...
إبتسمت أسيل بسعادة
_أخيراً أتجمعنا من جديد ...
شروق بفرحة وهى تحتضن رحمة
_الحمد لله على رجوعك يا روحي والله كنا هنموت من غيرك ..
إبتسمت رحمة قائلة بصوتٍ مازال شاحباً بعض الشيء
_أنتوا والله كنتوا وحشني جداً
ثم رفعت الصغيرة لتقبلها بحنان _ومش عارفة أشكركم أزاي على أهتمامكم ببنتي .

رفعت مليكة يدها على كتفيها بحنان
_متقوليش كدا يا رحمة أنتِ عارفة كويس أنك أخت لينا كلنا ..
شاركتها رانيا البسمة قائلة بأمتنان وهى تتطلع لنور _بصراحه نور كانت بتعتني بيها جداً والصغنونه الحلوة دي مكنتش بتسكت غير معاها ..
أجابتها أسيل بتأكيد _أيوا أنا حاولت أخدها كذا مرة أبداً .
إبتسمت لها رحمة فكادت بالعودة لشكرها من جديد ولكنها صمتت حينما حذرتها نور من ذلك بعيناها، فنهضت لتجذبها من بين يديها لتحتضنها بحنان _والله ما عارفة أنام من غيرها ..

تعالت ضحكات رانيا قائلة بغمزة عيناها _ متقلقيش هيجي اللي يسهرك ياختي ..
تطلعت لها رحمة بفرحة لتسرب الشك إليها _أيه داا بجد ؟
أكدت لها رانيا بعد أن أشارت لها فتهللت أساريرها قائلة بفرحة صادقة_الف مبرووك يا نور ربنا يكملك على خير يارب
إبتسمت بخجل فأخذت الفتيات تهنئها على خبر حملها الذي أصبح ملموس للجميع على عكس أسيل التى شعرت بوخذة تحتل قلبها فلم تعلم لما سببها ...

بالأعلى ...
طاف بها الحنين ؛ فشعرت بحاجتها إليه ...لا تعلم ماذا يريد هذا القلب ؟ ..أيريد رؤياه أو اشتاق إليه؟!
توجهت لخزانتها العملاقة فأخذت تبحث عن صورته التى كانت تحتفظ بها منذ أيام خطبتها، وجدتها محفوظة بصندوقاً صغير ذهبي كما كانت تضعها من قبل، تأملت ملامحه لثواني فأنهمرت الدمعات الحارقة علي وجنتها،تشتاق اللقاء به ولكن ما أن تراه يعيد الماضي برؤياها ذاك الفيديو المؤلم من جديد، رفعت يدها تمررها على جنينها بألم فكم ودت العيش لجواره بتلك اللحظات السعيدة ولكن ربما لم تحظو بذلك، شعرت بحاجتها للهواء فجلست على التراس وبيدها ذلك الهاتف الصغير، تطلع له بنظراتٍ هائمة بين سماع صوته وعودة الذكريات ...جهاز صغير الحجم سيخطف أشواقه لسماع صوت المحبوب، مر الوقت ومازال القرار صعبٍ للغاية لينتهي بسماع صوته بعد أن طلبه الحنين ! .

رفع هاتفه بأستغراب لذلك الرقم المجهول فلم يستمع الرد، بقى هادئاً يستمع لتلك الأنفاس المترددة ...خفق القلب المرتبك ...ملمس الدموع القاتلة
_مروج ..
قالها مازن عن ثقة بأنها ستكون معشوقته،فتحت عيناها بصدمة فكادت بأن تغلق الهاتف بأرتباك كأنه يراها ولكن لم تستطيع ...تريد سماع صوته .. القلب يريد المزيد ! ..
صمت لوهلة لعلها تبدى أي رد فعل ولكن النتيجة كانت غير منصفة فأكمل قائلاٍ بألم مصاحب له
_لحد أمته العذاب دا ..حابب أعرف فترة العقاب هتكون لحد أيه ؟ ..

طال صمتها ومعه أستنذف صبره فقال والخوف يقاومه باللا يفعلها
_أنا صبرت كتير يا مروج لكن خلاص مش هقدر أتحمل أكتر من كدا ولا هتحمل أتحاسب على شيء ماليش ذنب فيه أنتِ اللي هتحطي نهاية للطريق دا ...
كفت عن البكاء وتابعت حديثه بخوف من ما سيتفوه به ليسترسل هو حديثه
_لو عايزة نكمل حياتنا مع بعض أرجع من شغلي ألقياكي فى البيت لو رجعت ملقتكيش هيكون ردك وصلي وأوعدك أني هخلصك من العلاقة دي فى أقرب وقت ..
وأغلق الهاتف بقلب مذبوح بلا رحمة فأغلق عيناه ثم أستند بجسده على المقعد بخوف من قرارها المصيري ! ...

بغرفة دينا .
أنتظرت حتى أنتهت حديثها ثم قالت بهدوء
_مش مبرر يا ملك أنا شايفة أنه عادي
رمقتها بنظرة منزعجة ثم صاحت بغضب _هو أيه اللي مش مبرر ؟ ...بقولك أنا شاكة أنه مخبي عليا حاجة
أجابتها دينا بحرص
_فلنفترض أن كلامك صح هيخبي أيه يعني ؟ .

أستندت بظهرها على الأريكة بحزن _معرفش بس قلبي بيقول أن يحيى بيخبي على حاجة كبيرة
أقتربت منه ببسمة بسيطة _أنتِ على طول كدا يا ملك بتكبري الموضوع وفى النهاية مش هيطلع حاجة .
أجابتها بتمني _ياريت يطلع كلامك صح يا دينا ...

بمكتب قصر الجارحي
تطلع له ياسين بقلق فقال بتوتر_يا عمي المقر كويس والدنيا كلها تمام فمفيش داعي لوجود عدي ..
رفع ياسين الجارحي عيناه قائلاٍ بعد وهلة قضاها بتأمل ملامحه بتسلية
_أنا مبخدش رأيك أنا بعرفك باللي هيحصل من أول الأسبوع الجاي عدي هيكون معاك ..
قطعه بأرتباك _بس أ...

رفع يديه فأبتلع باقي كلماته،أشار له بثبات _اللي بقوله هو اللي هيمشي ..
رفع ياسين عيناه لوالده الذي يجلس أمامه فأشار له يحيى بأن لا جدوى بالحديث مع ياسين الجارحي فأنسحب من النقاش بصمت، أما ياسين فجلس بأنتظار أنضمام عدي إليه ليخبره بقراره المفاجأ ..

بالمقر ...
جلس رائد على المقعد المقابل له قائلاٍ بهدوء _أحنا عملنا اللي علينا يا أحمد
زفر بضيق _عارف بس أنا مش حابب أشوف عدي وعمي بالموقف دا
أجابه بنفاذ صبر لتحمله ذنبٍ ليس به حق _ما دا كان هيحصل وأنت عارف كدا كويس ..
أشار له بتفهم فقطع حديثهم ولوج معتز للداخل قائلاٍ ببسمة صغيرة _مساء الخير
رمقه رائد بنظرة نارية _والله فيك الخير أنك لسه فاكر ان في شغل بأنتظار معاليك ..

جلس على المقعد المجاور له قائلاٍ بغضب _كل يوم نفس الأسطوانة بتاعتك وبرضه نفس الرد .
تعالت ضحكات أحمد فوجه حديثه لرائد بسخرية_الراجل بينام كل يوم على الكرسي ودا مش مريح فلازم نحطله أعذار ولا أيه ؟
تعالت ضحكات رائد فرمقهم بنظرات نارية، نهض عن مقعده وجذب الحاسوب بغضب ثم خرج لمكتبه وسط ضحكاتهم المرحة ...
نهض أحمد هو الأخر فحمل جاكيته قائلاٍ بمكر _معتز حالته ساءت أوي ..
تعالت ضحكات رائد قائلاٍ بسخرية _كلنا مرينا بنفس التجربة متقلقش الدور عليك بس المرادي هلقيك نايم مع الحرس ..
اعدل جاكيته قائلاٍ ببسمة ساخرة _لا بتحلم أنا مش خرع زيكم .

غمز له بمكر_الأيام جاية يابو حميد ..
رمقه بغضب _على فكرة الواد معتز دا لوز اللوز ..
أنفجر ضاحكاً فأبتسم أحمد قائلاٍ بهدوء_هرجع القصر أريح شوية ...
أشار له بتفهم فهبط أحمد للجراج الخاص بالسيارات، أسرع العامل بفتح باب سيارته فأبتسم له بخفوت ثم صعد وتقدم بها خارج إمبراطورية الجارحي، رأها تقف بالموقف الخاص بسيارات الأجرة فتوقف أمامها قائلاٍ بأستغراب
_أنتِ لسه هنا ؟

رفعت عيناها لتجده أمامها فقالت بأرتباك _المواصلات وحشة النهاردة ..
أشار لها بهدوء_أنا ممكن أوصلك لو معندكيش مانع ..
وقفت بأرتباك من قرارها ولكنها بحاجة للعودة لمنزلها لشعورها بالأعياء الشديد، صعدت بالخلف فتحرك بها أحمد لمنزلها الذي كان يتردد عليه حينما كان بالجامعة، ساد طريقهم بالصمت هائمة هى بحزنٍ عميق سار جزء من حياتها فبداخل قلبها سراً عميق أن فتشت به سيحطم أسرتها وربما لن تحتمل والدتها ما فعلته فستسقط ضريعة لذلك، توقفت السيارة أمام المنزل فأنتظر أحمد هبوطها ولكن وجدها شاردة الذهن، أستدار يتأملها بتعجب فقال بهدوء_ سارة ..
أفاقت على صوته فتأملت المكان بتفحص لتجذب حقيبتها بأبتسامة صغيرة_ شكراً يا أستاذ أحمد .
إبتسم بخفة _قولتلك أنا زي طارق بالظبط فياريت أحمد بس ..
أشارت له بأمتنان وخرجت من السيارة فغادر على الفور ..ربما الخير الذي فعله تلك المرة سيغزو قلبه بأسهام متعددة بمجهول أليم للغاية! ...

أستنشقت الهواء كأنها تتنفس لأول مرة،عيناها تتنقل بين كل ركن بالغرفة بأشتياق، عادت من جديد بعد أن أنقطع الأمل بالعودة ...
بذاك الركن ترى ذكري له وهنا تغمدها حضنه الحنون، تجولت رحمة بكل أنشن بالغرفة كأنها ولدت من جديد،فتحت خزانته وأخرجت جاكيته المفضل فأحتضنته ببسمة رقيقة،مررت أصابعها على عطره المفضل لها، جذبتها لتنثره بالغرفة ببسمة واسعة كأنه يحاوطها، جلست على المقعد المجاور لها وجاكيته بيديها،تتذكر ما مر عليها من ذكريات كان يرتديه حينها، أغلقت عيناها والعطر بين يديها،بسمتها تزين وجهها الذي أنير بعد مدة من الأرق والتعب،فتحت عيناها بفزع حينما تحرك المقعد بلطف فأذا بها تلتقي بعيناه الساحرة، تطلعت له ببلاهة وهى تتطلع له تارة وللعطر والجاكيت بين يدها تارة أخري، تلون وجهها بالخجل الشديد فلم تعلم أين تخفي أشياءه،جذبها عدي لتقف أمام عيناه فجذب ما تخفيه خلف ظهرها، وضع البرفنيوم والجاكيت على الفراش ثم أقترب منها بمكر _أنتِ عارفة أني مش بحب حد يقرب لأغراضي الشخصية ..

إبتسمت لمشاكسته فتوقفت عن التراجع للخلف ثم رفعت وجهها لتكون مقابل له _وأنا مش أي حد على فكرة
حك أنفه بأسلوبه الساحر _أممم واضح كدا أنك أخده حبيتين جراءة اللي للأسف مش بتدوم كتير ..
إبتسمت بغرور _دا كان زمان اللي شاف الموت بعيونه مبقاش يهمه حاجه
تطلع لها قليلاٍ ثم أنفجر ضاحكاً ليقول بصعوبة من بين ضحكاته الرجولية _قربي منك أصعب من الموت ! ..
تأملته بعشق وحنين لرؤية ضحكاته،كف عن الضحك ليتأملها ببسمة هادئة، لفحت وجهها نسمات من الهواء العليل لتسقط خصلات من شعرها فأخفت عيناها اللامعة ببراءة ظاهرة،أزاحها بأطراف أنامله قائلاٍ بعشق_شايفة أيه يا رحمة؟ ..

تأملت عيناه قليلاٍ ثم قالت بثبات
_شخص غير اللي أعرفه
أشار لها بمعني لا ليقترب منها هامساً وهى بين أحضانه
_شخص فاق من غيبوبة القسوة بعد ما شاف أد أيه كان عاجز وحياته بتنسحب منه .
لمعت عيناها بالدموع لتذكر ما مرت به فشددت من أحتضانه قائلة برجاء نقلت لها بأصابعها المرتجفة
_عايزة أنسى .

شدد من أحتضانها بكلماته التى تحمل وعد الآمان
_هتنسى يا روحي أوعدك ..
قطع حديثهم طرق الخادم الذي أخبره بالهبوط لمكتب ياسين الجارحي تعجب عدي للغاية فأشار له بأنه سيلحق به ..

ظل بسيارته يتراقب منزله من بعيد،يخشي الصعود للمنزله فيتحطم قلبه ويخيب أمله بعدم رؤيتها ...
زفر بضيق فبنهاية الأمر سيصعد،صعد الدرج المودي لشقته بالطابق الثالث، ولج للداخل والخوف يسري بداخل قلبه،أغلق باب شقته بخيبة أمل حينما وجد الظلام يرمم المكان بأكمله، جلس على احد المقاعد بحزن فرفع يديه يحتضن وجهه بألم ..
ظل هكذا لدقائق أنهاها بتفكير عميق بأنها أختارت الحرية، لمعت عيناه بطائفة من النيران ؛ فجذب مفاتيح سيارته ليحررها كلياً من هذة العلاقة،فتح الباب ثم توجه للمصعد، فتح بابه فتخشبت قدماه حينما رأها أمامه ! ...

تطلع لها بألم كأنه يحاورها عن ما تسببت له من آنين،أما هي فتأملته بأرتباك ما بين الخوف والآمان ...ما بين الأقتراب والفرار ...لم يترك لها مساحة لعودة خوفها من جديد فجذبها لأحضانه قائلاٍ بعتاب
_ليه بتعملي فيا كدا ؟ ..
شعرت بأن حاجز الخوف قد تحطم كلياً فقال ببكاء _أسفة ..
أخرجها من أحضانه بنظرة نارية وقد لمعت عيناه بثبات أستعادة بقوة _ أسفة ! ...أنتِ عارفة أنا كنت رايح فين دلوقتي ؟ ..

تطلعت له بأهتمام فأكمل بسخرية_كنت نازل أطلقك ومش فارق معايا أنك حامل ولا أي حب كان بينا في يوم من الأيام ..
رفعت يدها على وجهها من هول الصدمة فأبتسم بألم بدى لها _عارفة أيه الأصعب من اللي أنتِ فيه دا ؟ ..
لمع الدمع بعيناها فأقترب منها ليحاصرها بين ذراعيه ولوحة المفاتيح الخاصة بالمصعد حتى صار وجهه مقرب لها _أنك تشوفي الأمان بيتحول لخوف أصعب بكتير ..
تطلعت له بأعين باكية فأكمل ببسمة ساخرة _مش خايفة مني ممكن أرفع أيدي عليكِ أو أ..

صرخت ببكاء _كفايا ..
ثم توجهت لفتح باب المصعد حتى تهرب من كلماته،جذبها بقوة لاحضانه فبكت بضعف كأنها تخرج آلامها،رتب على ظهرها بحنان بعدما أنب ذاته لما تفوه به فقال بعشق
_بلاش نتكلم فى اللي فات ..
ثم قال بمزح _بس ما قولتليش حمدلله على السلامة مش شايفة القطر اللي دخل فى أيدي ..
تطلعت لذراعيه ثم تعالت ضحكاتها على كلماته فهى تعلم جيداً بمن يقصد، تطلع لها بشغف فكفت عن الضحك ليهمس ببسمته الساحرة _وحشتيني ..
تسلل الحزن لوجهها لما فعلته فأسنكانت بين ذراعيه،أحتضنها بحنون وسعادة عارمة تطوف به، وهمسات العشق ترفرف بارجاء المصعد، فتح عيناه بصدمة حينما وجد الناس من خلفه يتأملون ما يحدث بداخل المصعد،تلون وجهها بحمرة الخجل فتخبأت خلف ظهر مازن أبتسم قائلاٍ ببلاهة _ طبعاً لو حلفت من الصبح أني ظابط شرطة محترم وأن دي مراتي محدش هيصدقني فمفيش حل غير دا ...
لم تستوعب ما يتحدث عنه الا حينما جذبها وهرول للشقة المجاورة لهم فأغلقها بقوة،تعالت ضحكاتها بعدم تصديق فأقترب منها بهيام جذبه لعيناها ومن ثم لعالمهم الخاص ..

بقصر الجارحي...
وقف الشباب جميعاً بتراقبون ما سيحدث بين الشبل والأسد فربما قد شنت الحرب الدفوف وعلت بتحدي سافر للجميع ! ...
عاصفة من رماد ستطوف بقلب أحمد لتنتزع ما ستتمكن ليتحطم كلياً فيتجمع الأحفاد مجدداً كقوة هالكة للأعداء كيف ذلك ؟ ...
كيف سيتمكن عدي من التعرف على إبنه ؟...
ماذا سيخبئ القدر لعمالقة الجارحي(ياسين،يحيى) ؟
هل ستحتمل سماع خبر زوجها ولماذا سيدعي الموت ؟ ...
وحدة ستطوف بشباب الجارحي ليعود كلا منهم للمحاربة عن تلك العائلة فربما حان الوقت لعهدهم ..لقاء قريب مع
تراقبوا ما يحدث بين الأب وإبنه بخوفاً شديد وخاصة بعد أن ساد الصمت الأجواء ؛ فقطعها "عدي" بحدة
_حضرتك عارف ردي كويس دا مش شغلي ولا تخصصي ..
تطلع له بنظرات ثابتة فتحرك ببطيء ليقف أمام عيناه بهدوء
_دي أملاكك ومن واجبك تحميها زي ما ولاد عمك بيعملوا ..

بادله النظرات بتحدى أكبر كأنه يخبره بأنه لن ينخضع له،أخفى "ياسين" بسمته بصعوبة فاليوم يرى نسخته المصغرة أمام عيناه،نفس التمرد والكبرياء ذاته بدأ اليوم بتصديق معشوقته بأنه النسخة المصغرة له ولكن هيهات وجهه ثابت خالى من التعبيرات،يقف فقط بمنتصف قصره ويتأمله بكبرياء ...
خرج "عدي" عن صمته قائلاٍ بنفس لهجة والده
_وأنا مش عايز حاجة من الأملاك دي وهعمل تنازل رسمي بالكلام دا ..
تدخل "يحيى" مسرعاً بالحديث _أيه اللي بتقوله دا يا "عدي" ؟

رفع عيناه إليه بثبات _بقول اللي هيريح "ياسين" بيه ..
أقترب منهما فرفع يديه مشيراً "ليحيى" بعدم التداخل،رمقه بنظرة طافت به ثم قال بثباته الملازم
_ليه مش حابب تعترف أن خوفك الأكبر من أدارة الشركات مش عدم رغبة ؟
تطلع له بعين بعثت لهيب الغضب المكنون ؛ فصاح بلهجة غاضبة بعض الشيء _دا تحدي؟
أشار له بعدم مبالاة _سميه زي ما تحب
تعلقت نظرات الأبن بعين أبيه لوقتٍ لا بأس به فكان سيدهم الصمت الحائل على جميع الوجوه بتراقب لما سبحدث بينهم، قطعه "عدي" بنظرات غامضة
_وأنا قبلت ..

وتركه وغادر للأعلى بعدما ترك الأفواه منفتحه على مصرعها لما حدث حتى "رحمة" كادت بالجنون فلم تسعفها اللحظات سوى الأبتسامة بصدق لما قيل عن "ياسين الجارحي" ..
همس "جاسم" بصوت منخفض "لمعتز"_أنت مصدق اللي حصل دا ؟
رمقه بنظرة ضيق _لما تلاقيه فوق دماغنا هتعرف حقيقة ولا خيال ..
بدا الخوف يتربص به من القادم فكبت "أحمد" ضحكاته بعدما تسلل إليهم حديثهم...

بالأعلى ...وبالأخص بغرفة "حمزة الجارحي"
زفر بغضب _بقالي ساعة بحاول أفهم وخلاص صبري نفذ
رمقه "حمزة" بنظرة غاضبة _فى أبن بيكلم أبوه كدا ؟
أقتراب ليقف على مسافة قريبة منه قائلاٍ بسخرية _وفي أب محترم يبص بره بيته وهو بالسن دا ؟ ..
صاح بصدمة _الله يخربيتك أمك لو سمعتك هتصدق
حك رأسه بتفكير _يعني أنت مش بتكلم على مزة من بره القصر ؟

حمل الملف من جواره ثم هوى على جسده بعصبية _طول عمري أقول عليك أغبي خلق الله بس مش لدرجة أننا نتمرمط بالمحاكم وأحنا بالعمر دا ..
زفر "حازم" بضيق _يوه ما أنت اللي عمال تقول كلام مش مفهوم خدمة أيه وسر أيه خاليت دماغي لف
_هو أنت عندك دماغ أساسا
قالها "حمزة" ساخراً ثم أعتدل بوقفته
_ها هتساعدني ولا أشوف حيوان غيرك ...

رمقه بنظرة محتقنه ثم بادر بالحديث المنزعج _مش لما أفهم
زفر الأخر بغضب فجذب مقعده قائلاٍ بضيق _نوضح تاني بس خلي بالك دي أخر مرة
أخفى غضبه بنجاح فهمس بصوتٍ منخفض_هو أنت بتشتري الكلام كمان ...
وضع "حمزة" قدماً فوق الاخرى قائلاٍ بهيام _عايز أعمل حاجه مختلفة "لتالين" حاجة محصلتش قبل كدا ولا هتحصل بالتاريخ،ثم تطلع له ببسمة واسعة _فاهمني
أرتدى نظارته بغرور _ولا عمري فهمت غير النهاردة وبعون الله هبهرك أنت وهي ..

ضيق وجهه بتفكير ثم قال بصوتٍ ساخر _مش عارف أثق فيك بعد حركة الفازا اللي نزلت فى نص دماغي من كام شهر دي وكانت سهرة سودة على دماغك أنت وأخوك ..
إبتسم "حازم" بكبرياء _لا ثق وثق جداً كمان ...
وهمس بصوتٍ منخفض _ربنا يستر،ثم تنحنح قائلاٍ بجدية مصطنعة _هروح أرتبلك بقى الأمور ..
وتركه وغادر لينفذ خطته التى ستفتك بالخيوط الرفيعة بين الزوج وزوجته لتقودها لجنون من نوعاً خاص! ...

على التراس الخارجي ...
جلس الشباب جميعاً على السور ينظرون بهدوء لذاك الوحش الذي يقطع الطريق ذهاباً وإياباً كأنه قنبلة موقدة على وشك الأنفجار فى أي لحظة،وجهه يتلون ما بين الأحمر القاتم ولونٍ مخيف يقبض الأرواح،حملت الأطباق الممتلئة بالتسالي من الأسد الجامح تحت نظرات الذهول التى تحاوط الجميع وبالأخص زوجها الذي أشار لها بالتخفي فى الحال، أستدار "عدي" والغضب يتسلل بين قسمات وجهه فيجعل عيناه أشد حالكة من ذلك الليل الدامس ليجدها أمامه تلوك بعضاً من التسالي بفمها،رفعت الطبق الكبير من وجهه مشيرة له بخفة أن يتناول منه،تعجب "عدي" من وجودها هنا بذلك الوقت فأبتسمت قائلة بغرور _متستغربش أنا مش جبانه زي "مليكة" و"داليا" لذا ولذلك قررت أجي أنا اللي أنقلك الخبرية الأخيرة
ضيق عيناه بعدم فهم _خبرية أيه ؟ ..

جذبت "نور" احد المقاعد وجلست عليه تكمل طعامها تحت نظرات صدمات الشباب بأكملهم، تراقبها "عدي" بأهتمام فتطلع لها بنظرة تحثها على الحديث، وضعت الطبق جوارها ثم أشارت له بخفة _أقعد وأنا أفطمك على اللي بيحصل من وراك .
كبت ضحكاته بصعوبة على كلماتها الغريبة فجذب المقعد بخفة، أما بالقرب منهم
همس "جاسم" بصدمة _أنتوا شايفين اللي أنا شايفه ؟
"معتز" بذهول_أعتقد مراتك فى خطر يا "عمر"
قال وعيناه تتابعهما بصدمة _وأنت فاكر أني كدا هتحرك من مكاني دا عمر يا "معتز" مش لعب عيال انا لسه شباب ..

"رائد" ونظراته تتابع ما يحدث بين "عدي" و"نور" بتركيز _وقصة العشق اللي دمرت المستشفي بين الدكتور "عمر الجارحي" وأحد مرضاه دي راحت فين ؟ ..
أجابه بتفكير _كل حب أخره أنتحار يا معلم فأعتقد أني لسه ببداية الطريق متعمقتش أوي ..
"ياسين" بنفاذ صبر _هنتابع من بعيد كدا ! أنا هروح أشوف فى أيه ؟ ..
وبالفعل تركهم "ياسين" وتوجه مسرعاً إليهم فلحقوا به واحداً تلو الأخر ...
على الطاولة التى تحوى الوحش الثائر ...

أنهت تناول ما بيدها بتلذذ فزفر بسخرية _ لو حابه ممكن أخلي الخدم يجبلك كمان ..
تناولت أخر قطعة بيدها ببسمة واسعة _ميرسي يا "عدي" بس كدا هفقد وزني فى أول شهر لسه الطريق طويل لحد الولادة ممكن أقلب فيل ..
شدد على شعره بضيق فرسم بسمة زائفة_قولتيلي أنك عايزاني فى حاجه مهمة أيه هيا ؟
رفعت يدها بتذكار _أه ...ثم تطلعت جوارها بتفحص قائلة بصوتٍ تفوح منه السعادة والغرور _"ياسين الجارحي" ..
ضيق عيناه بأستغراب_ماله؟!

أجابته بملامح تلوح بالجدية _دخل باب الحرب بطريقة ذكية ...
صاح بسخرية _باب أيه ؟! ...
أجابته بغضب وصوتٍ مرتفع أستمع له الشباب بأكمله _أنا الحق عليا اللي جيت أنبهك وأقولك "ياسين الجارحي" جامع البنات تحت فى مكتبه وشكله كدا ناوي على معركة حربية من نوع خاص ..
"أحمد" ببسمة سخرية "لياسين"_ألبس يا معلم
أسرع "جاسم" إليهم بضيق _وأحنا مالنا أب وإبنه وبينهم حرب يدخلونا ليه ؟

أقترب "عمر" منها ببسمة ترسم بصعوبة _وأنتِ مش معاهم ليه ! ..
وقفت تتأمل عيناه قليلاٍ ثم قالت ببسمتها الرقيقة _أنا كنت معاهم بس خرجت أجيب شوية تسالي عشان القعدة تحلو فقولت بالمرة أعدي عليكم أنبهكم
_لا فيكِ الخير والله
قالها ببسمة عريضة وعينٍ تكبت الغيظ بحرفية،تطلعت لوجوههم جميعاً ببسمة أنتصار ثم حملت الطبق الموضوع على الطاولة وهبطت للأسفل، جلس "أحمد" جوار "عدي" بتفكير _تفتكروا هيعمل أيه ؟ ..
جلس "رائد" جواره بضيق _دا سؤال أكيد هيقلب نظام الحكم علينا
صاح "معتز" بغضب _هو أحنا ناقصين مش كفايا اللي أحنا فيه ..

تعالت ضحكات "جاسم" بسخرية _على رأيك هنام فين تاني ؟! ..
رمقه بنظرة نارية وكاد أن يلكمه فتدخل "أحمد" بضيق _أقعدوا بجانب منك له مش وقته ..
أقترب "عمر" من "عدي" بتردد_بقول أيه يا كبير الخناقات اللي بينك وبين "ياسين الجارحي" دي خالينا براها أحنا غلابة وأ...
آبتلع باقي كلماته حينما أستدار "عدي" بوجهه إليه فأسترسل حديثه ببسمة تكبت الغضب _دا مجرد أقتراح وليك حرية الرفض ..
ونهض من جواره مسرعاً يتراقب الدرج المودي لمكتب "ياسين الجارحي" بأرتباك وخوفاً من القادم ..

أما بالأسفل ...
ولجت للداخل ببسمتها الرقيقة ؛فأغلقت الباب قائلة بوقار يستحقه من يقف أمامها
_كله تمام يا عمي عملت زي ما حضرتك طلبت ..
أشار لها ببسمته الفتاكة ثم أشار لها بالجلوس فجلست جوار "رحمة" و"مليكة" بأنتظار ما سيقوله ...
جذب "ياسين" احد المقاعد ثم جلس ليكون أمام أعينهم،تحل بالثبات الملازم له لقليل من الوقت،يتراقب نظرات فضولهم بهدوء أنقطع بصوته العازف على أوتارٍ من الثقة الخاصة به
_طبعاً أنتوا حابين تعرفوا سبب الأجتماع دا ..

_أكيد طبعاً ..
قالتها "داليا" بسرعة فائقة فوضعت يدها على فمها بخجل فأسترسلت "أسيل" الحديث _بصراحه الفضول هيقتلنا وخاصة بعد ما حضرتك بعت "نور" تقول الكلام دا ليهم ..
ظهرت شبه بسمة خافتة على وجهه قائلاٍ بثبات _لا النقطة دي تخصني أنا . ثم فتح زر جاكيته ليجلس براحه، تنقلت نظراته الحاملة لشعوراً ما بينهم بهدوء، أقتطفها بحديثه الجادي
_الكلام اللي هقوله دا مش عايزه يطلع بره الأوضة دي ..
ترقب ردود الأفعال بنظراته ليجد ما أراده فشرع بالحديث..

_المجتمع اللي أحنا فيه أغلبه شرقي وبيمنع المرأة أنها تمارس حياتها بالطريقة اللي تحبها،مملكة "الجارحي" منعزله عن كل الكلام دا ...
ثم رفع عيناه بعيناهم جميعاً وبسمته تفتك بسحره رغم السن البادي على وجهه الوسيم _عارف أن كل واحدة كان جواها حلم وأستغنت عنه بعد الجواز ..
وضيق ملامح وجهه التي جعلته أكثر وسامة _يمكن أنشغال أو أكتر من سبب بس بالنهاية الفرصة موجودة ...
تطلعت له "مليكة" ببسمة واسعة _تقصد أيه يا بابي ؟
نقل نظراته إليها ببسمة ظاهرة تحيطها نظراتٍ واثقة
_أنا هعمل معاكم ديل ...

_أتفاق مع "ياسين الجارحي" ! ..
همست بها "شروق" بصدمة فسترسل "ياسين" حديثه _من بكرا الصبح هيكون بحساب كل واحدة فيكم 5مليون جنية لحرية الأختيار بين أنها تحقق لنفسها المشروع اللي تحبه وبين أنها تنضم لشركات "الجارحي" وتكون بكدا حققت طموحاتها وبقت خط اساسي فى اللي جاي...
صعقت "نور" وشاركتها بالصدمة "رحمة وشروق والفتيات ...
نهض عن مقعده ليقف أمامه بنظرة تسلية لرؤية الصدمة تكاد تبتلعهم، قطعت "رانيا" الصمت قائلة بأرتباك _ هو أيه اللي جاي بالظبط ؟ ..
لمعت نظرة المكر بعيناه فأبتسم بدهاء _هتعرفوا كل حاجه بالوقت المناسب المهم دلوقتي حابب أسمع رأيكم ..
"داليا" بفرحة _هو حضرتك تقول حاجه ونقول لا ..

"أسيل " بسعادة _دا أحلى خبر بحياتي كلها ..
علت البسمة على الوجوه فأشار "ياسين" بنظراته للخارج قائلاٍ بتحذير _لحد ما دا يحصل الموضوع يفضل بينا .
أجابته "نور" بتأكيد _طبعاً ..
وتوجهوا للأعلي، جلس على مقعده الرئيسي فرفع عيناه ليجد "رحمة" مازالت تقف أمامه بأرتباك، تطلع لها بأهتمام _فى حاجة يا "رحمة" ؟
أجابته بتوتر _أنا عارفة أن حضرتك بتعاملني زي "مليكة" وباقي البنات بس أنا مش هقدر أخد المبلغ دا أ...

قطعها بأستغراب وبه لمحة من الحزن _يعني عارفة أنتِ أيه وبتتكلمي كدا ؟ ...
وضعت عيناها أرضاً بأمتنان _حضرتك من قبل وفاة ماما وكنت ليا أب حتى ماما "آية" كانت دايماً بتكون لصفي أكتر ما بتكون بصف "عدي" .
ضيق عيناه بضيق مصطنع _طب واللي كان بيدخل فى تحديات ومفاوضات عشانك ؟! ..
تعالت ضحكاتها بتذكر فبادرت حديثها بمكر _ لا دا المتوقع من "ياسين الجارحي" لكن من أم تقف مع زوجة الأبن دا أنجاز ..
إبتسم بخفة _اجابة ذكية ترضي الطرفين .
شاركته البسمة ثم توجهت للخروج قائلة بفرحه بدت له بحديثها _عن اذن حضرتك ..
أشار لها بتفهم فغادرت على الفور ...

فتحت عيناها ببطء فوجدته يجلس جوارها،عيناه مملؤة بذكريات قضتها بين دفون الذكريات وعشقٍ تمثل بالجنون،لا تنكر دلالها الزائد ولكنه لا طالما كان بالسيد ذو العقل الفطن وقلب من ماس، تعلم كيف يمتص الجنون ببسمته الساحرة، أما هو ففضل أن يكون لجوارها حتى ينتهي الأسبوع فربما يكون الأخير من حياته،تذكر كلمات الطبيب "لياسين" بالخفاء عن فرصته الضئيلة بالنجاة، لا يهمه مغادرة الحياة ولكن ما يشغل باله معشوقة القلب والهوى، يعشقها حد الجنون فيجد بحزنها هلاكه ! ...بينه وبين الموت خطوة واحدة وهى من تشغل عقله ! ..
ظلت تتأمله بصمت، ترى بسمته التى أشتقت لها ..

زادت بسمته بمكر لرؤية أعجابها بعيناه بنظراتها _هى الوحيدة اللي فضلت زي ماهي ..
رمقته بنظرة غاضبة _أنت لسه زي مأنت على فكرة ..
تعالت صحكات "يحيى" بغرور مصطنع _بجد يعني أعجب ولا أيه ؟ ..
أقتربت منه لتكون على مستواه _نعم تعجب مين ؟
أجابها بخفة _المعجبين أنتِ متعرفيش كمية البنات اللي بتبعتلي ورد بالمقر ...

أجابته بحدة وقد صارت عيناها جمرات من نار _يا سلام
أبتسم بغرور _أسالي إبنك
تطلع لعيناها بعدما أقتربت لتقف أمامه هكذا ؛ فرفع يديه على وجهها بحنين _ميهمنيش غيرك يا "ملك" ..
ظلت كالصنم تتطلع له بعشق يشتد مع أعذوبة كلماته، كم ودت أن تعود لتمحو جنونها لتعش معه كل لحظة قضتها بدونه ...
أحتضن يدها بين أصابعه برقة ليطبع قبلة صغيرة فأبتسمت بخجل ...
قال وعيناه تحضن ملامحها بشوق كأنها أخر لحظات حياته_عايز أشوف بسمتك على طول يا "ملك" .
أنقلبت نظراتها لشك فأسرع بالحديث _تيجي نخرج نتعشى بره
أحتضنته قائلة بفرحة _أكيييد ..
وتركته وهرولت بخطى سريع لخزانتها فأبتسم على طفولتها التى مازالت تحتفظ بها بعد ...

أنهت الفتيات صعود الدرج والمرح يتنقل بينهم بكلمات الحماس للقادم فوقفن على أخر درجاته بصدمة حينما وجدوا الشباب بأنتظارهم ونظراتٍ غامضة تجوب بينهم...
وقفوا جميعاً يتراقبن ما سيحدث، أقترب "جاسم" من "داليا" ببسمة مصطنعه _كنتِ فين يا روحي؟ ..
تطلعت "لنور" بأرتباك ثم قالت بهدوء _كنت مع البنات
رفع "رائد" يديه حول كتفيها ببسمة زائفة _مع البنات فين بقى ؟..
أنكمشت ملامحها بخوف فتدخلت "رانيا" بالحديث بخفة _هو تحقيق ولا أيه ؟
أستدار "رائد" ليكون مقابلا لها _لا دا نوع من الدردشة ..

"أسيل" بسخرية وعيناها على زوجها_من امته دا ؟ ...على حد علمي أنكم منسجمين بالشغل أكتر! ...
"جاسم" بغضب _خاليكِ فى نفسك أنا بسأل مراتي
"نور" بخبث _يا جماعه الصوت عالي والاسد تحت أقصد أنكل "ياسين" ..
ضيق "عمر" عيناه بمكر _"نور" بتتكلم صح أعملوا الأستجواب دا فى غرفكم ..
"معتز" بغموض _فكرة برضه ..
همست "شروق" بغضب _الله يخربيتك يا "نور" ..
أجابتها بضيق _حد عنده حل تاني يعني ؟ .
تدخلت "مليكة " قائلة بعد تفكير _وليه نخبي يا جماعه هما أكيد هيساعدونا ...
أحتضنها "عمر" بسعادة _طول عمري أقول عليكي عاقلة ...

أسرع "جاسم" إليها بلهفة _هااا أنطقي ..
وضعت يدها على بطنها المتكورة بخفة _أنا كنت عند بابا بطلب منه يغيرلي غرفة البيبي ويعملي غرفة جديدة بس هو رفض ..
إبتسم "ياسين" على تلك الخدعة الزائفة التى لم تمرأ عليهم ففضلوا الصمت لتفكير جيداً بالقادم ..
"عمر" بجدية زائفة تكبت غضبٍ جامح _لا ميصحش أنه يرفض ...
"جاسم" بسخرية _ومجمعين بعضكم عشان كدا دا مطلب جماهيري بقى ..
أشارت "نور" على "شروق وداليا" بخفة _كلك ذوق بقى على وشك الولادات ..

تعالت ضحكات "أحمد" بعدم تصديق _مش عارف هتعملوا أيه فيهم تاني مش كفايا المرمطة اللي زيزو فيها
سادت الضحكات الوجوه فتلونت عين"معتز" بالغضب ؛ فأقترب منها فأسرعت بأنقاذ حياتها بأن وضعت يدها حول جنينها بألم مصطنع ليسرع إليها بلهفة _فى حاجة ؟ ...حاسة بأية ؟ ..
اجابته بأرتباك _حاسة أن أنا مش أنا ..

تلونت عيناه بالغضب فأسرعت بالصراخ _هموت يا "معتز" خدي بسرعه أوضتي أرتاح شوية ..
ضيق عيناه بشك ولكن لن يضعها فى مجمله الآن، حملها بين يديه وتوجه لغرفتهم، أما "نور" فأقتربت من "عمر" قائلة بدلال _دكتور فى أستشارة مستعجلة .
تطلع لها بعدم فهم فرفعت يدها تشير له بالأقتراب قائلة بحزن _هقولك بس مش هنا ..
أشار لها بتفهم وتوجه للغرفة معها ...
_طب يا شباب تصبحوا على خير بقى ..
قالها "رائد" بعدما احتضن معشوقته فتوجه هو الأخر لغرفتهم ...

خطت جوار زوجها لغرفتهما فوقف أمام الباب بغضب، رفع عيناه بستغراب حينما لم يجدها تدلف للداخل، قال بثبات يحيط به السخرية _عجبتك الواقفة بره ؟ ..
وضعت "مليكة" يدها حول خصرها بغضب طفولي _هو مش أنا حامل زيها ؟ ..
ضيق عيناه بعدم فهم لتكمل حديثها _شيل ..
إبتسم بعدم تصديق فأنحنى ليحملها بين ذراعيه مقرباً وجهها منه _مش بقولك طفلة ! .
تعلقت برقبته بدلال _دا شيء يرجعلي أنا على فكرة
رفع حاجبيه بأستنكار هامساً بخبث _نتكلم جوا أفضل .
أما بالخارج .

ظلت محلها بحزن ودمع يتلألأ بعيناها، أصبح الموضوع لها كالرغبة العارمة، أقترب "أحمد" منها ببسمته الفتاكة _شكلكم بتخططوا لكارثة فخاليكي معايا صريحة كدا عشان أقدر أحميكِ من اللي جاي ...
تعجب من عدم مشاكستها لما قاله فأقترب منها بأستغراب أنقلب لصدمة لرؤية دموعها، ما أن رفع وجهها حتى توجهت مسرعة لغرفتها حتى لا يرى أحد ما بها فلحق بها سريعاً ...

ولج "عدي" من الخارج بعد أن أنهي جلسته الخفية على التراس فتوجه لغرفته ولكنه توقف حينما تراقص قلبه بأنذارات خاصة جعلته يتيقن قرب معشوقته منه، ألتفت بعيناه بالمكان فأذا بها تصعد الدرج لتتوجه لغرفتها بعدما أنهت الحديث مع "ياسين"، كلما أنتهت من أحد الدرجات كلما أتضحت ملامحه شيئاً فشيء، قامته الثابته، عيناه المذهبة، خصلات شعره البني التى تتمرد على عيناه تارة وتنخضع له تارات أخري ...
أنهت أخر الدرج لتقف أمام عيناه،صمت يحيل بهما، بسمته البسيطة تزداد من طالته الساحرة ...

مر الوقت وطال الصمت فقطعه بثبات _أتحالفتي مع "ياسين الجارحي" ضدي ؟ ..
إبتسمت بخفة _هي حرب ؟ ..
ضيق عيناه بغموض _أعتبريها زي ما تحبي ..
أقتربت لتكون أمام عيناه قائلة بمكر _وليه متقولش أني حابه أشوف قدراتك ؟ ..
إبتسم بسخرية _مبجيش بالطريقة دي على فكرة .
زفرت بضيق فلمعت عيناها بخبث لتسرع بالحديث _مش شرط الطريقة النهاية بالنتجة ومعتقدش هتقدر تكسب تحدي "ياسين الجارحي" .
وتركته وتوجهت لغرفتها فأبتسم بتسلية للقادم ..

بغرفة "أحمد" ...
أقترب منها بحزن أخفاه بحرافية بسمته العذباء _أد كدا بتكرهيني يا "أسيل " ؟ ..
تطلعت له بصدمة فقالت _أنا ! .
أجابها بتأكيد والحزن يتغمد عيناه _أيوا عايزة بيبي يشغلك عني طيب أديني وقتي وبعد كدا أنشغلي دانا حتى كنت محضر تذكرتين سفر لتركيا زي ما كنتِ حابة ..
أسرعت إليه بلهفة وقد جففت دمعاتها سريعاً _بجد يا "أحمد" ؟ .

أحتضنها بعشق والحزن ينبع بقلبه علي ما تشعر به _بجد يا روح قلبي أنا خلاص حجزت أسبوع وهنكون هناك بأذن الله ..
طبعت قبلة على وجهه بسعادة _أنت أجمل زوج فى الدنيا كلها
إبتسم بمكر بعدما حاوطتها بذراعيه _"حازم" شربك حاجه النهاردة ؟
تذكرت ما حدث حينما تناولت ذاك المشروب فتلون وجهها بحمرة الخجل، تعالت ضحكاته ليجذبها بخفة لعالم لا تعرف بهما القلوب سوى العشق ..

بحديقة قصر "الجارحي" .
خطت خلفه بضيق فصاحت بغضب _أنت واخدني فين كدااا ؟ ..
زفر "حازم" بضيق _هخطفك يعني ! ..
تطلعت له "تالين" بغضب _أنت بتكلمني كدا أزاي يا حيوان ؟
تمتم بخفوت _هي ليلة سودة أنا عارف ..
ثم استدار لها ببسمة مصطنعه _أنا أقدر يا ست الكل دانا وجوزك عبد العال محضرلنك ليلة هتشكرينا عليها طول العمر ...
صاحت برعب _ كدا أتفائلت كل خير ..

إبتسم بغرور _ طبعاً لازم تتفائلي بس يلا عشان نلحق الراجل قبل ما ياخد برد ..
أجابته بذهول _برد أيه ؟ ..
أشار لها ببسمة غرور بعدما فتح باب سيارته _أركبي بس وهتتفاجئي بعون واحد أحد ..
همست بخفوت _ربنا يستر ...
صعد لجوارها وتوجه للمكان المحدد ..

بمركز الشرطة ...
ولج "مازن" بغضب _يعني أنت مكلمني بالوقت المتاخر دا عشان الحيوان اللي مرمي جوا ! ..
أجابه الشرطي بخوف _بيقول عنده معلومات مهمه ولازم يبلغها "لعدي" بيه وزي ما حضرتك عارف أنه فى أجازة ..
رمقه بنظرة ساخرة _فى أجازة ولا خوفت تكلمه ؟ ..
كبت الشرطي بسمته بصعوبة فتوجه "مازن" للمعتقل ليري ماذا يريد هذا اللعين تاركاً نظراته النارية كادت بأن تفتك به ...

تطلعت إليه بأستغراب _أغير هدومي ليه ؟ ..
أجابها "حازم" _يا ستي أعملي زي ما بقولك ..
جذبت منه الحقيبة المغلقة بغضب _مش عارفة مين الأبن بالظبط ...
وتوجهت "تالين" لأحد الغرف بعدما أتى بها "حازم" لفندق منعزل عن المدينة ..
خرجت بعد قليل قائلة بأستغراب _ملقاش غير فردة شوذ واحدة !
إبتسم بغرور _أيوا مأنا عارف الفردة التانية مع "حموزة" يا سندريلا..

_نعم أزاي يعني ؟ .
قالتلها بغضب فكاد بأن يجيبها ولكن على صوت سفير قوي بالمكان فجذبها للخارج بسرعة كبيرة _مفيش وقت ...
ركضت معه بفردة حذاء واحدة كادت بالصراخ ولكنه لم يستمع إليه، هبط من الباب الجانبي للجناح فأذا بها تخطو بمكان يشبه الغابة متجهاً بها نحو المياه التي تنتهي بخطوط من الخشب المنصوبة بأحكام لتودي بيخت ملون بالأضواء ...
صرخت ألماً حينما أنجرحت قدمها فنزفت بشدة لتصرخ به قائلة بضيق _الله يخربيت اليوم اللي شوفتك فيه أنت وأبوك ...
تعال السفير فلوح "حازم" بيديه بضيق _ما خلاص ياعم أنت ما صدقت أنا قايلك سفيرة واحده ..

أسرع "حمزة" إليهم فوجدها تجلس ارضاً وتحاول إيقاف نزيف قدماها ...
_أيه اللي حصل يالا .
قالها "حمزة" بأستغراب فرفعت عيناها لتجده يرتدي ملابس غريبة يبدو لها من الطراز الذي يسبق عهد الهكسوس ويرتدي قبعة كبيرة الحجم وحذاء يكاد يصل لمنتصف ركبتيه ! . .
أجابه بضيق _ مفيش رجليها أتجرحت ..
أسرع إليها بصدمه _أزاي ؟ .
دفشته بعيداً عنها بغضب _ لما أمشي فى غابة بدون شوذ هيجرالي أيه يعني غير كدا ! ...
تطلع له بوعيد _فكرة الحيوان دا
أجابهم بغضب _الحق عليا عملكم جو سندريلا والفارس اللي معاه الفردة التانية من الحذاء السحري وشموع ويخت وأنتوا أخركم فازا وردتين ...
"حمزة" بغضب _أه يا حيوان مستخسر فى أبوك وأمك يشوفوا البحر والشجر ؟ ..

كبتت غضبها قائلة بصعوبة بالحديث _الصبر يارررب ...
وتحملت على ذاتها لتنهض قائلة بغضب _فين الفردة التانيه خاليني أغور من هنا ..
أجابها "حمزة" ببسمة متسعة _فى اليخت يا روح قلبي ..
صرخت بغضب _أقتلك وأخلص ولا أصرخ ولا أعمل ايه ؟ .
إبتسم "حازم" بغرور _عندي الحل ..
"حمزة" _اللي هو ؟ .
أجابه مسرعاً _انك تشيلها لحد اليخت ..

_لااااا متفقناش على كداااا ...العمر مش بعزقة
قالها حمزة بغضب لتهوى "تالين" فوق رأسه بحقيبة يدها التى كانت تحوي أنواع من العطور فتحطمت على رأسه ليجحظ بعيناه بصدمة _نفس الأصابة ..
وتمدد أرضاً لتصيح بخوف بعدما تمسكت بذراع "حازم"_مات ؟ ..
أجابها برعب _تفتكري ؟ ..

بغرفة "عدي" ..
كان يحتضنها ويغط بنوما عميق الي ان دق هاتفه فرفعه بنوم ليجد "مازن" يحثه على القدوم للقسم باسرع وقت فربما الان حان الوقت لكشف اخر مجهول يخص "عدي الجارحي" ...

 

تااااابع ◄