رواية أسمى معاني الغرام الفصل الأول
مقدمة الرواية
كم يمر بحياتنا من محن وآلام وكم نمر بصعاب قد نجتازها وقد ننهزم امامها لبعض الوقت، ولكن ليس عيباً ان ننهزم لبعض الوقت، الاهم ان نستطيع ان نثبت و نكمل الطريق.
قد نقابل الكثير في هذا الطريق، وسنعرف حقيقة بعضهم انهم يشبهون شوك الصبار ، وسنقابل من بداخلهم ايضا المر الزعاف ، واناسا اخرون يكونون مثل الدواء لجروحنا والشفاء لألامنا وقد نقابل حبا حقيقيا تكتمل به حياتنا ويكون هذا هو أسمى معاني الغرام.
شخصيات الرواية
محمد: العمر 35سنه مفتول العضلات جسمه رياضي قمحي اللون يميل للبياض ذو لحيه خفيفه شعره اسود ناعم
مديحه: العمر 29 رشيقة القوام بيضاء اللون شعرها بني ناعم وملامحها هاديه وجميله محجبه ترتدي لبس واسع فضفاض .
ناديه: العمر 25 رشيقة القوام بيضاء اللون شعرها اسود ناعم ترتدي وشاح بالكاد يخفي شعرها.
فادي: الابن الاكبر لمحمد يشبه والدته كثيرا.
وعد: طبيبه جميله بيضاء اللون ممشوقه القوام هادئة الملامح شعرها كستنائي ناعم محجبه وترتدي الفضفاض الواسع.
يزيد: شاب مفتول العضلات قمحي اللون يميل الي الاسمر الشعر اسود مجعد نوعا ما.
ضحي: دكتوره بيضاء اللون جميله الملامح لون الشعر كستنائي مموج قليلا محجبه وترتدي الواسع الفضفاض.
رانيا: دكتوره قمحية اللون رفيعه القوام هادئة الملامح باسمه محجبه وترتدي الفضفاض الواسع.
وباقي الابطال ستظهر في الاحداث
الفصل الأول
في سياره فخمه كان يركب شاب وسيم مفتول العضلات يبدو عليه الثراء ‘ رن هاتفه فنظر به وضع السماعات علي اذنه واجاب
الهاتف : فادي حبيبي وحشني قوي.
فادي : معتز حبيبي اذيك يا جميل انت كمان واحشني .
معتز : الحمد لله ازيك انت من ساعت ما بدأت المدارس وانا مش بشوفك.
فادي : معلش انت عارف من ساعت ما بابا مات وانا المسؤل عن الشركه وانت واخواتك لسه صغيرين.
معتز : انا عارف بس كنت عايز منك خدمه.
فادي : اأمر يا ميزو
معتز : عايزك تجبلي ورد وانت بتجيب لماما مديحه عشان اديه ل ماما عشان افرحها زي انت ما بتفرح ماما مديحه.
فادي بابتسامه حزينه : حاضر عنيا ليك ول ابله ناديه (اكمل في عقله) الشغل لهاني وبقالي فتره مش بيجيب ورد يلا اهي فرصه
معتز : يعني اعمل حسابي انك هتجبلي ؟
فادي : اكيد طبعا بص انا شايف بتاع ورد هقفل معاك وارح اجيب منه سلام.
انهي المكالمه وعينه علي محل الزهور ولم يري سيارة النقل القادمه من امامه‘انعطف يمينا ليقف امام محل الزهور واذا بسيارة النقل في وجهه حاول تفاديها لكن دون فائده‘ صدمت سيارته ومن شدة الصدمه انقلبت وفتحت بلونات الحمايه مما خفف الصدمه‘ ولكن اصابته في الراس كانت شديده ففقد الوعي‘ تجمع الناس حول السياره واخرجوه من السياره وبحث احد الاشخاص عن اي شئ يستدل به علي صاحب السياره‘ فوجد هاتفه ولم يكن به كلمة سر‘ فبحث في الاسماء فوجد رقم باسم والدتي الحبيبه فاتصل بيه لحظات وردت عليه
مديحه بابتسامه : ايوه يا حبيبي.
الشخص : حضرتك والدة صاحب التليفون ده ؟
مديحه بفزع : ايوه خير في ايه ؟
الشخص : هو الحقيقه ابن حضرتك عمل حادثه .
مديحه فزت واقفه بفزع : ايه حادثة ايه وهو وفين وعامل ايه ؟
الشخص : اهدي هوصفلك المكان وتعالي عشان اتصلنا بالاسعاف ولسه مجتش.
واخبرها عن مكان الحادث خرجت مديحه تجري كالمجنونه ركبت السياره‘ وعندما راها السائق علي هذه الحاله فزع وركب السياره وتحرك .
السائق : في ايه يا مدام مديحه ايه اللي حصل مالك بتجري كده ليه ؟
مديحه بفزع ورعب وبكاء : اطلع بسرعه ياعم حسن فادي عمل حادثه اجري بسرعه علي ما اطلب الاسعاف.
حسن بفزع : الاستاذ فادي ربنا ينجيه ويباركلك فيه ده مفيش زيه .
مديحه ببكاء : اجري بسرعه ارجوك .
اسرع السائق واتصلت مديحه بسيارك اسعاف خاصه واخبرتها بمكان الحادث‘وصلت مديحه الي مكان الحادث نزلت من السياره وهي تجري ببكاء‘ كان فادي ملقي بالارض ويقف بجوراه شخص
نظرت الي منظره وهو ملقي ونزلت علي الارض بركبتيها تهزه وتناديه ببكاء وفزع : فادي فادي حبيبي اصحي فادي رد عليا فادي ماتوجعش قلبي عليك يا حبيبي فادي فادي يارب يارب نجيلي ابني يارب يارب ما توريني فيه حاجه وحشه.
كان راسه ملطخ بالدماء اخرجت منديل وبدأت تمسح الدم عن وجهه وهي تبكي وتدعي
نظرت الي الشخص الواقف بجواره وقالت في غضب وحده وبكاء : انت واقف كده ليه مش تتحرك تعمل حاجه سايبه ينزف ووقاف تتفرج انت ايه مش بني ادم ؟
الشخص بحزن وتاثر : انا اسف بس هاعمل ايه الناس قالو محدش يقربله واتصلنا بالاسعاف ولسه مجتش.
واذا بسيارة الاسعاف الخاصه التي طلبتها قد اتت ونزل منها طبيب واثنين ممرضين يحملون نقاله صغيره‘اقترب الطبيب منه وبدا يفحصه
مديحه ببكاء للطبيب : طمني ارجوك ابني عامل ايه ابني جرا له ايه ؟
الطبيب : اطمني يا مدام الحمد لله النبض سليم بس هو مغمي عليه بسبب ان اصابته في الرأس وهننقله حالا علي المستشفي ونعمل كل الفحوصات اللازمه ونطمن علي كل حاجه .
قامت مديحه من علي الارض واتي الممرضين وحملوه برفق‘ وصعدو به سيارة الاسعاف صعدت مديحه معه جلست بجواره‘ وهي تبكي وتدعو الله له بالشفاء‘ اخذ السائق الهاتف من الشخص الذي كان يقف الي جوار فادي وشكره وركب السياره وسار خلف سيارة الاسعاف‘وصلت سيارة الاسعاف الي مستشفي خاص‘دخلو به فورا الي غرفة الاشاعه للاطمأن انه لا يوجد كسور‘كانت مديحه تجري خلفه كالمجنونه ووقفت تنتظر امام باب غرفة الاشاعه‘ولكن قدمها لم تحملها فجلست في الارض وضع القرفساء‘اتي السائق وراها تجلس هكذا فاحضر لها كرسي من الاستقبال ووضعه بجوارها
حسن ببكاء : قومي يا مدام مديحه اقعدي علي الكرسي قومي من علي الارض.
مديحه ببكاء : ابني بيضيع مني يا عم حسن انا مليش غيره في الدنيا هعمل ايه من غيره يارب نجهولي يا رب نجهولي وحياة حبيبك النبي نجهولي يارب.
حسن ببكاء : طب قومي من علي الارض عشان رجلك كده غلط علي رجلك .
قامت مديحه وهي تبكي وتستند الي الحائط‘ حاول حسن ان يساعدها لكنها اشارت له بيدها ان يبتعد‘ فهو يعرف انها لن تقبل يلمسها رجل غريب حتي لو بغرض المساعده‘ جلست علي الكرسي وظلت تدعو الله‘ اتي الطبيب فانتفضت واقفه
مديحه ببكاء : ها يا دكتور طمني ابني عامل ايه فاق ولا لسه.
الطبيب : اطمني ابنك الحمد لله بخير بس هو من اثر الخبطه قدامه شويه ويفوق هو مفهوش اي كسور‘ الايرباجز حماه بس راسه هي اللي اتخبطت في مكان حساس‘ وعشان كده مش هنعرف اثر الخبطه الا لما يفوق لكن هو مفهوش اصبات شديده اطمني.
مديحه ببكاء : ربنا يطمنك يارب طب ممكن ادخله اشوفه ؟
الطبيب : شويه كده هننقله اوضه عاديه وهتدخلي تقعدي معاه بس كنا عايزين شوية معلومات عنه .
حسن : انا السواق بتاعهم وممكن اقول لحضرتك كل اللي انت عايزه لان مدام مديحه معتقدش انها في حاله تسمح.
مديحه ببكاء : عم حسن هيقولك كل حاجه ولو علي الفلوس اسم شركة محمد بدران غنيه عن التعريف ده ابنه.
الطبيب : اكيد طبعا بس دي اجرأت ولازم تتعمل اتفضل معايا يا عم حسن علي الكتب .
ذهب معه عم حسن الي مكتبه‘ وماهي الا لحظات وخرج فادي علي السرير النقال تحركه اثنين من الممرضات‘سارت مديحه بجوار السرير وهي تنظر له وتبكي كانو قد نظفو له وجهه وشعره من الدماء‘دخلو به الي غرفه عاديه ووضعوه علي السرير وهي تقف معهم ولم تتوقف عن البكاء والدعاء
احدي الممرضات : اهدي يا مدام ابن حضرتك كويس وشويه وهيفوق الحمد لله الاشعات كلها سليمه
مديحه ببكاء : مش هطمن الا لما اسمع صوته.
احدي الممرضات : هو لسه قدامه شويه علي ما يفوق‘ والمفروض دكتور العيون هيجي يفحصه دلوقتي عشان الاصابه كانت قريبه جدا من اعصاب العين‘والافضل ليه انه يفضل نايم لحد بعد الدكتور ما يجي.
مديحه ببكاء : طب هو مجاش ليه ؟
احدي الممرضات : بيعمل عمليه هيخلصها ويجي وبعدين ده احسن دكتور عيون في مصر‘فاهدي كده واطمني ولو فاق قبل الدكتور ما يجي اندهي لنا نيجي بسرعه.
ذهبت الممرضات جلست مديحه بكرسي بجوار السرير وامسكت يد فادي وقبلتها وهي تبكي وتدعو الله
مديحه ببكاء : فادي حبيبي ربنا يشفيك ياحبيبي يارب اللهم لك الحمد انك نجيته تممها عليا يارب ويفوق ويبقي كويس حبيبي يا بني يا حته من قلبي.
واذا فادي يقول بصوت ضعيف : متعيطيش يا ماما انا كويس بس حاسس راسي وجعاني ومش قادر افتح عنيا
قبلت مديحه يده وخده وهي تبكي : الحمد لله حمدالله علي سلامتك يا حبيبي هنادي للدكتور حالا يجي يطمني عليك.
فادي بالم : انا ليه مش حاسس بعنيا ومش قادر افتحهم اه اه
رن مديحه جرس استدعاء الممراضات اتت احداهن قائلاة : ايوه يا فندم في حاجه حصلت ؟
مديحه : فادي فاق اندهي للدكتور بسرعه عشان تعبان ارجوكي.
خرجت الممرضه مسرعه نادت الي الطبيب‘ نظرت مديحه لفادي بابتسامه حزينه : ها يا حبيبي عامل ايه دلوقتي حاول تفتح عينك كده.
فادي بالم : مش قادر افتحها خالص مش حاسس بيهم اصلا
كانت مديحه تنظر له بتعجب فعينيه مفتوحه فزعت مديحه قائلاة : طب حاول تاني.
فادي بالم : مش حاسس بيهم اصلا وهو ليه الدنيا ضلمه قوي كده هو احنا بقينا بالليل
وضعت مديحه يدها علي فمها من شدة الصدمه.
وهي تقول بدون صوت : لاء لاء لاء اكيد في حاجه غلط لاء فادي لاء
فادي بالم : ماما انتي روحتي فين مش سامع صوتك ليه افتحي الشبابيك نوري لمبه الضلمه دي صعبه قوي
كانت مديحه ماتزال واقفه وتضع يدها علي فمها وقعت علي ركبتيها من شدة الصدمه وازادات في البكاء وهي تقول : لاء لاء حبيبي يا بني لاء اكيد الدكتور هيجي وهيطمني اه اكيد اه
فادي بالم : ماما انت خرجتي من الاوضه ليه صوتك بعيد كده.
كانت مديحه تتنفس بصعوبه من شدة البكاء حاولت تهدأة نفسها لتستطيع الرد عليه‘قامت وهي تمسح دموعها التي لا تتوقف وتاخذ نفس وتخرجه كي تهدأ وبدأت تقترب منه
فادي بقلق : ماما انت روحتي فين انت تعبانه رودي عليا ؟
مديحه ببكاء تحاول ان تداريه بصوت متقطع : انا كويسه.... انا كويسه يا حبيبي بس الخضه عليك لكن انا بخير ما دمت انت بخير
واغمضت عينها والدموع تنهمر منها وهي تقول في عقلها : اه يا قلب امك يا حبيبي يارب يارب ماتوجع قلبي عليه ابدا يارب.
دخل الطبيب وراي منظرها ففهم ان هناك امر خطير فاقترب من فادي
الطبيب : استاذ اه
فادي بالم : فادي اسمي فادي بس مش عارف ليه مش حاسس بعيني خالص ومش شايف حاجه خالص.
الطبيب وهو يفحص عينه : اصابتك كانت في عصب العين وهو ده السبب هاخدك دلوقتي علي غرفة فحص العين هو انت فادي بدارن ؟
فادي : ايوه حضرتك تعرفني ؟
الطبيب : انا دكتور مصطفي رشدي اظن انك افتكرتني كده ؟
فادي بالم : معلش اثر الخبطه مش فاكر بس اكيد لما افوق هفتكرك انا حاسس ان صوتك مش غريب عليا.
مصطفي : مش مشكله المهم هخرج انده الممراضات عشان يجو ينقلوك.
خرج الطبيب ينادي الممرضات وعين مديحه عليه تريد سؤاله عن حالة فادي‘ نادها فادي
فادي بالم : ماما تعالي جنبي هنا عشان احس بالراحه.
مديحه ببكاء: حاضر يا حبيبي انا جايه اهو.
اقتربت منه مديحه وامسكت يده فجذبها اليه وقبلها قائلا : ربنا ما يحرمني منك ابدا معلش كنت عايز اجبلك ورد بس العربيه سبقتني بقي.
تذكرت مديحه انه كان هناك محل زهور بجوار مكان الحادث ففهمت انه اصيب وهو يحاول احضار الازهار لها فازدات في البكاء
مديحه ببكاء شديد : انت احلي هديه من ربنا ليه قوم بس بالسلامه ومش عايزه ورد ولا حاجه.
اتي الطبيب ومعه الممرضات وقامو بنقله علي السرير النقال‘وتحركت به الممرضات الي غرفة فحص العيون اوقفت مديحه الطبيب
مديحه ببكاء :عايزه افهم ابني ماله فيه ايه ليه مش شايف ؟
مصطفي : الاصابه كانت في اعصاب العين وعشان كده مش حاسس بعنيه خالص بس بعد شويه هيبدأ يحس بيهم ويعرف انه مش شايف بس دلوقتي هعمله فحص واحتمال يدخل عمليات حالا.
مديحه ببكاء وفزع : عمليات عمليات ليه ؟
مصطفي : هي لسه الاصابه حديثه فممكن حلها بسرعه لكن التاخير يضرها عن اذنك.
مديحه ببكاء : يعني ابني هيرجع يشوف تاني ولا لاء.
مصطفي بتردد : مقدرش اجذم باي شئ دلوقتي بس الحاله حرجه
لم تتحمل مديحه الصدمه وكادت تقع فسندت علي الحائط‘حاول الطبيب ان يسندها فاشارت له بالابتعاد فاشار الي احد الممرضات ان تجلب لها كرسي‘وضعته خلفها وجلست عليها وازدادت في البكاء وكانت تتنفس بصعوبه
مصطفي : مدام مديحه فين ايمانك بالله انا عارف ان الموضوع صعب لكن لازم يبقي عندك صبر عشان انتي اللي هتصبري فادي.
مديحه وهي تحاول تمالك نفسها : معلش انا ام وده ابني الوحيد ومليش غيره في الدنيا.
مصطفي : اللي زي ابنك بيساعد المرضي والمحتاجين مايتخافش عليه‘انت عارفه ان ابنك متكفل بمصاريف عنبر كامل في المستشفي وبيجي كل شهر يسال العيانين ويطمن ان بيتم علاجهم فعلا ولا لاء‘علي فكره في كتير بيدفعو لكن محدش منهم بيجي يسال لانه بيأدي واجب انما ابنك بيعمل ده عن حب واقتناع يعني شخص مؤمن وهو في اختبار صعب دلوقتي نقف جنبه ونساعده ولا نهبط عزيمته.
مديحه ببكاء : معاك حق بس انا ام معلش هدخل اتوضي واصلي وادعي ربنا يصبرني من عنده.
مصطفي : اعتقد ان هي دي الام اللي ربت فادي.
مديحه ببكاء : طب ممكن تحط رباط علي عينه عشان ميعرفش انه مش هيشوف دلوقتي.
مصطفي : اكيد بعد العمليه عينه هتفضل مربوطه شويه وكمان هو هيبقا تعبان اثر الحادث وجسمه كله كدمات.
مديحه ببكاء : ربنا يحوش عنك يا حبيبي يارب .
مصطفي : عن اذنك هروح عشان ابدأ شغلي.
تركها وذهب الي غرفة الكشف وبدأ فحصه وطلب منهم تجهيز غرفة العمليات له فورا‘اما مديحه دخلت غرفة فادي توضأت وصلت وجلست تدعي الله ان يرزقها الصبر ويشفي لها ابنها
كان عم حسن بعد ان انتهي من كتابة البيانات ذهب الي الفيلا ليخبرهم بالحادث رن جرس الباب فتحت له العامله (فوزيه )
فوزيه بلهفه : كنت فين يا عم حسن ومدام مديحه راحت فين تجري كده.
اتت ناديه من غرفتها علي صوت فوزيه ونظرت الي منظره ويبدو عليه البكاء
ناديه بخضه : في ايه يا عم حسن ايه اللي حصل ؟
حسن ببكاء : فادي بيه عمل حادثه ونقلناه المستشفي ومدام مديحه معاه هناك.
ناديه بفزع : ايه فادي عمل حادثه طب هو عامل ايه دلوقتي ؟
حسن ببكاء : هما بيقولو مفيش كسور بس منظر العربيه فظيع مابقتش تنفع خالص وانا سبتهم وقولت اجي اقولكم عشان اخواته يبقو جنبه.
ناديه : اكيد طبعا انا هقول لهم وانت جهز العربيه عشان تودينا.
حسن ببكاء : حاضر يا مدام ناديه.
فوزيه ببكاء : ينفع اجي معاكو اطمن عليه انت عارفه انا هنا في البيت من قبل ما يتولد .
ناديه : خليكي هنا عشان منسبش البيت لوحده ولما نرجع هخلي عم حسن يخدك ويوديكي وكمان لو حد من الشغالين عايز يروح معاكي .
فوزيه ببكاء : طيب حاضر.
نادت ناديه : معتصم مازن معتز يا ولاد تعالو بسرعه.
فاتي اخوته ثلاثة شباب قريبين من بعض في السن والجسم ويشبهون فادي في الشكل
مازن : في ايه يا ماما ؟
ناديه بحزن مصطنع : يلا بينا بسرعه اخوكو فادي عمل حادثه في المستشفي يلا نروحله بسرعه.
معتز ببكاء فهو اصغرهم سنن : حبيبي يا فادي يلا بسرعه يا ماما لازم نروح مش ممكن نسيبه لوحده.
معتصم بحزن : وكمان زمان ماما مديحه مقطعه نفسها من العياط .
ناديه بضيق : هدخل اغير هدومي علي ماتستعدو بسرعه.
دخلت ناديه غيرت ملابسها وخرجت وجدتهم ينتظرونها خرجو جميعا وركبو السياره ولم يتوقف معتز عن البكاء‘ والحزن الشديد يبدو علي الباقين ‘تحركت بهم السياره وبعد بعض الوقت وصلو الي المستشفي اخبرهم حسن عن مكان غرفته.
ناديه : خليك انت هنا يا عم حسن واحنا هنطلع.
حسن بحزن : حاضر.
دخلو جميعا الي المستشفي وصلو الي غرفته دقو الباب‘ اسرعت مديحه الي الباب ظنا منها انه فادي قد خرج من العمليات وكانت تبكي بشده
مديحه ببكاء : اهلا يا حبيبي تعالو.
ارتمي معتز في حضنها وهو يبكي : ماله فادي يا ماما فيه ايه هو فين جرا له ايه .
مديحه وهي تحضنه وتربط علي ظهره ببكاء : اهدي يا حبيبي فادي في اوضة العمليات وجاي هو كويس الحمد لله.
مازن بحزن شديد : يعني الدكاتره طمنوكي عليه ؟
مديحه ببكاء : الحمد لله يا حبيبي.
معتصم ببكاء وهو يربط علي ظهرها هي ومعتز : انت جاي بدل ما تهديها يا معتز تعيطها اكتر.
مديحه ببكاء : ومين قالك انه كده مهدنيش ربنا ما يحرمكو من بعض ابدا ياولاد ويبارك فيكم.
ناديه بحزن مصطنع : ان مكنوش الاخوات هما اللي يقفو مع بعض مين اللي هيقف .
تركها معتز وبدأ يمسح دموعه قائلا : انا اسف بس مقدرتش امسك نفسي انت عارفه انا بحب فادي جدا
معتصم ببكاء : احنا كلنا بنحبه ماهو اخونا الكبير.
واذا بالممراضات يحضرن فادي علي السرير النقال وعيناه مربوطتتان وضعوه علي السرير وخرجو واتي الطبيب‘التفو جميعا حوله وكان معتز ومعتصم يبكيان
ناديه الي الطبيب : هي حالته عامله ايه دلوقتي وليه حطين رباط علي عنيه.
مصطفي : مين حضرتك وانتو مين ؟
مديحه ببكاء : دول اخواته ودي امهم.
مصطفي : اه كده فهمت عموما هو كويس الحمد لله والرباط ده مؤقت عشان لسه عاملين له عمليه.
ناديه : يعني هيتحسن بسرعه ان شاء الله.
مصطفي : ايوه عن اذنكم مدام مديحه عايزك دقيقه لو سمحتي.
خرج الطبيب ومديحه خلفه وابتعدو علي الغرفه
مصطفي : انا اسف اعتقد ان الامر طلع اصعب ما كنت فاكر.
مديحه بفزع : حبيبي يا بني طب انا ممكن اسفره بره واوديه اي مكان يتعالج ومايهمكش المصاريف.
مصطفي : طب انا هجبلك اسماء المستشفيات اللي عندها خبره في حالته دي واحجزلك عندهم وهبعت معاكم دكتور تبع المستشفي يكون معاكو وخلال كام يوم تبدأ رحلة العلاج .
مديحه ببكاء : انا هجهز كل حاجه وهفهم اخواته اننا هنسافر عن اذنك.
مصطفي : هو نايم دلوقتي والافضل محدش يصحيه وسبوه نايم للصبح انا هبعتلك اكل طلبت من واحده من الممراضات هتجبهولك بعد شويه لازم تاكلي عشان تقدري تقفي علي رجلك اللي جاي اصعب بكتير.
مديحه ببكاء : ومين له نفس بس انما حاضر هاكل.
عادت مديحه الي الغرفه دخلت وجدت معتز يجلس بجوار فادي ويمسك يده ويبكي‘ومعتصم يجلس في الجه الاخري ينظر اليه بحزن‘وناديه ومازن يجلسون علي الاريكه.
مديحه ببكاء :اطمنو الدكتور طمني بس هو هيحتاج علاج بره وانا هجهز كل حاجه خلال كام يوم‘مازن انت ومعتصم عايزكو تخلو بالكو من الشركه وتديروها لحد لما نرجع .
ناديه بتفكير : اكيد طبعا بس هو الموضوع هيطول ولا ايه ؟
مديحه : معرفش انا هبقي ارجع البيت بكره لما اطمن عليه عشان اخد لبس ليا وليه عشان السفر وهتصل بالمحامي يخلص الاجرأت القانونيه عشان مازن ومعتصم بعرفو يديرو هما الشركه لحد لما نرجع.
ناديه : طب هو مش هيصحي بقي نطمن عليه ؟
مديحه : لاء الدكتور قال هيفضل نايم للصبح خدي انت الولاد وروحي عشان يروحو الشركه من بدري .
معتز ببكاء : طب انا هفضل معاكي مش همشي.
مديحه : مينفعش يا حبيبي عشان مدرستك وابقي تعالي بعد المدرسه اطمن عليه.
ناديه : طيب حاضر وبكره الصبح هجيلك من بدري ان شاء الله.
خرجت ناديه ومعها الاولاد وهي تفكر وتقول في عقلها : ياتري ايه موضوع الرباط اللي علي عينه ده؟! اكيد وراه سر يكون فادي هيعمي دي تبقي احلوت قوي وكانت تمسك ذقنها بيدها وتنظر بمكر وخبث.
جلست مديحه بجوار فادي وامسكت يده وقبلتها وهي تبكي وتقول : يا تري الدنيا مخبيه ايه ليكي تاني يا بني يارب يا اللي مفيش احن منك حن علينا بجودك وكرمك.
وكانت تنظر لفادي فاغمضت عينها وبدأت تتذكر كل ما حدث في حياتها كانه شريط سينما تشاهده.
فلاش باك
استيقظت مديحه من نومها وكانها لم تكن تريد الاستيقاظ‘فاليوم هو يوم زواج زوجها وحبيبها من امرأه اخري‘جلست علي سريرها حزينه تبكي فهي لا تصدق ان هذا حقيقي تتمني ان يكون حلم وتستيقظ منه ‘ كانت تبكي بحرقه والم علي حبها الشديد له الذي جعلها تقبل بهذا الامر وتتحمل هذا العذاب ‘كانت تنظر الي المكان في غرفتها وتتذكر حياتهم بحلوها ومرها فرحها والمها ذكرياتهم الجميله معا‘كانت تعض علي شفتيها من الالم عندما تفكر انها قد تخصره او تفقده ‘ونظرت الي صورة زفافهم الموضوعه الي جوارها واحتضنتها وهي تبكي ‘ وتذكرة لحظة دخولها المنزل لاول مره وكم كان شعورها هذا اليوم جميل وكم كانت السعاده تملئ قلبها ‘اغمضت عينيها والدموع تتساقط منها فكانت وكانها تري هذه اللحظه.
كانت ترتدي فستان زفاف جميل والحجاب عليه جعلها رائعة الجمال فتح باب الفيلا وهو ينظر لها بحب قائلا : اتفضلي بيتك يا احلي عروسه في الدنيا كلها .
مديحه بخجل : تقصد جنتنا الجميله اللي هنعمرها ونملها بالحب والسعاده.
فابتسم وقبلها في جبينها وبدأ الاثنان يدخلا الي الفيلا والتي كانت مزينه بالبلونات والارض مليئه بالزهور المنثوره علي الارض بشكل رائع فنظر محمد الي هذا المنظر الجميل وكان يبدو انه تفاجاء به قائلا : ايه الجمال ده انت فعلا خلتيها جنه واحنا لسه مدخلنهاش امال لما نعيش فيها تبقي ازي.
ابتسمت مديحه في خجل وهي تنظر الي الارض‘ فضحك محمد من خجلها وامسك يدها وقبلها ودخلا معا واغلق الباب
محمد بسعاده : نطلع علي اوضتنا الاول ولا ناكل الاول.
مديحه بخجل شديد : نطلع نصلي ونغير هدومنا وننزل ناكل.
فضحك محمد وحملها وصعدا بها وامام باب الغرفه حاولت ان تنزل فتمسك بها قائلا : لازم تدخلي الاوضه وانا شيلك عشان افضل طول عمري شيلك في قلبي مش بس علي اديا.
فابتسمت مديحه في خجلودفنت راسها في صدر محمد ودخل بها الغرفه التي كانت مزينه باجمل اشكال الزينه وموضوع علي الارض والسرير الزهور بشكل قلب احمر جميل‘انزلها محمد بجانب السرير ونظر لها بحب قائلا : انت فعلا مبدعه ايه الروعه دي انت خليتي كل مكان تدخليه جنه وريحته عطره وكانك حوريه من الجنه.
واحتضنها في حب وحنان قائلا : يااه حلمت باللحظه دي كتير قوي واستنتها كتير قوي.
مديحه بخجل : انا هعمري هيبدأ من اللحظه دي معاك جوا قلبك وفي دنيتك وجنتك.
محمد بسعاده : وانا مش عايز اضيع لحظه من الوقت ده يلا نتوضي ونصلي.
فتحت مديحه عينه المليئه بالدموع وتنهدت وكان نار بداخلها وهي تقول بكل ما بدخلها من الم : واديك سبت الجنه والحوريه بتاعتك وروحت لواحده تانيه اه قلبي اه.
كانت تقولها وكان سكينا غرز في قلبها كانت تغلق يدها بقوه من شدة الالم بداخلها وتجز علي اسنانها وتبتلع ريقها كانه مر وحنذل من مرارة ما بها‘دق باب غرفتها انها الخادمه اتت اليها
مديحه وهي تمسح دموعها وتداري المها : ادخلي يا فوزيه.
دخلت فوزيه قائلاة : ايوه مدام فادي مشي خلاص علي المدرسه ركب الباص مع انه كان زعلان عشان حضرتك مانزلتيش زي كل يوم.
مديحه بابتسامه حزينه : خلاص يا فوزيه بعد كده هنام معاه في اوضته ومش هسيبه.
فوزيه بحزن عليها : معلش يا مدام قبلتي ليه انه يتجوز ما كان كفايا عليه فادي ولد مؤدب ومحترم وشاطر في دراسته.
تنهدت مديحه بالم وكان جوفها يخرج صهدا من شده النار التي بداخلها قائلة : ما ينفعش احرمه يكون عنده اولاد تاني خصوصا بعد ماخسرت بنتي اللي كانت في بطني في الحادثه اللي حصلت وخسرت معها كل امل ليا اني اكون ام تاني لما الدكتور شالي الرحم.
نظرت اليها فوزيه بحسره والم وربطت علي كتفها قائلاة : معلش اهو برضه ولاده هيبقو ولادك وبدل ما عندك ولد واحد هيبقي عندك اولاد كتير.
مديحه بابتسامه حزينه وهي تتمني ان لا تكون مخطأه : يارب ميكنش مجرد كلام.
واغمضت عينيها بالم وادارت وجهها للجه الاخري وكانها خائفه من الايام وما سيحدث بها فهي خائفه ان تكون قد اخطأت وتخسر حبيبها.
فوزيه بحيره فهي لا تجد ما تقوله : طب يا مدام انا هنزل احضر الفطار.
فهزت مديحه راسها بان تذهب وفتحت عينها ونظرت الي الباب وتذكرت يوم علمت بانها حامل لاول مره وكم كانت سعادتها‘وتذكرت سعادت محمد بهذا الخبر تنهدت واغمضت عينها
كانت تنتظره في الغرفه فتح الباب ودخل
محمد بابتسامه : مال حبيبي كسلان كده ليه ؟
مديحه وهي تكاد تطير من السعاده: انا مش كسلانه انا طايره من الفرح وعندي لك خبر سعيد.
محمد بشغف: خبر ايه اللي مخليكي طايره والسعادة بتتنطت من عنيكي ؟
مديحه ببعض الخجل والفرح : انا حامل.
محمد بسعادة كبيره : بجد معقول خلاص هبقي اب هتجيبي لي حته منك تقربني منك اكتر واكتر
فهزت مديحه راسها بسعاده فاحتضنها محمد بحنان وسعاده وحملها ووضعها في السرير
محمد بفرح شديد : ماتتحركيش خالص ومتعمليش اي حاجه ارتاحي خالص انا عايزه ولي العهد يجي قوي ومتين.
مديحه بضحك : ايه ده انت بتتشرط ؟
محمد : لاء طبعا انا بتمني يكون شبه بالظبط ويكون في حنيتك ويكون احلي هديه من ربنا ليا وليكي
اكملت مديحه : و يكون راجل عظيم زي باباه.
فتحت مديحه عينها ومسحت دموعها ودخلت توضأت وصلت ركعتين لله ان يبرد نارها ويعينها ويلهمها الصبر والسكينه‘وقامت ونزلت وجدت فوزيه قد اعدت الافطار‘ جلست علي الطاوله تناولت الافطار الذي كانت تبتلعه بصعوبه‘ ولكنها تناولته كي تستطيع ان تقف علي قدمها و لا تنهار امام زوجته الجديده وتبدو كضعيفه امامها‘بعد ان انتهت من تناول الطعام قامت ودخلت الي غرفة ابنها فادي‘جلست علي سرير فادي ونظرت علي السرير الذي وضعته بجواره لها كي تنام معه في الغرفه وقالت : عشانك انت يا فادي انا قبلت الوضع ده وعشانك هتحمل واصبر رغم ان المي اللي مش عارفه هفضل لامتي متحمله بس عشان متبعدش عن باباك.
حاولت ان تمنع نفسها من البكاء لكنها لم تستطع‘ظلت بالغرفه اتت فوزيه ودقت باب الغرفه فمسحت مديحه دموعها وتماسكت كي لا تبكي مره اخري قائلاة : ايوه يا فوزيه.
فوزيه : حضرتك ما دتيش اومر بالاكل اللي هيتعمل للغدي.
مديحه بتنهد : في حمام وبط هتعملو ده للعرسان اما انا وفادي هتعملو فراخ وقولي للطباخ يعملها بالطريقه اللي بيحبها فادي هو عارفها.
فوزيه بحزن : طيب حاضر يا مدام.
مديحه بالم شديد : انا هلبس واخرج وهرجع علي معاد رجوع فادي من المدرسه.
فوزيه : في اي اومر تانيه ؟
مديحه : علي ما البس اجمع كل اللي بيشتغلو في الفيلا هقول لهم الاوامر الجديده
فوزيه بتعجب: اومر ايه ؟
مديحه : هتسمعيها معاهم يلا روحي وانا هطلع البس واجي.
ذهبت فوزيه وتحركت مديحه وصعدت الي غرفتها امسكت مقبض الباب لتفتح كانت تحاول ان تمنع دموعها من النزول لكنها لم تستطع تساقطت منها رغم عنها فتحت الباب ودخلت اخرجت ملابسها وبدأت تغير ودموعها لم تتوقف انتهت من اردتاء ملابسها ولفت حجابها وقفت امام باب الغرفه تنظر لها وكانها تودعها اخذت نفس عميق ومسحت دموعها وفتحت الباب وخرجت وقفت للحظات بجوار الباب فكان باب غرفة العروس الجديد مفتوح‘كان محمد يقف بها يستعد للخروج‘فهو لم يستطع ان يدخل غرفه نومه هو ومديحه فدخل غرفته الجديده تحركت مديحه دون النظر اليه فراها محمد فخرج بسرعه وجذبها من ذراعها فلتفت اليه وهي تداري عينها منه قائلاة : ايوه يا محمد في حاجه ؟
محمد بحزن: مقدرش اتحمل انك تكلميني من غير ماتبصي في عينيا.
مديحه وهي تنظر بعيدا : وانا مش هقدر ابص لعنيك سبني دلوقتي
محمد : مقدرش اسيبك .
فامسك ذقنها بيده ولفها ناحيته لكنها لم تنظر اليه فلم يتحمل وسقطت الدموع من عينه
محمد بالم : ارجوكي انت عارفه انا بحبك قد ايه وعارفه انا اتجوزت ليه بلاش تكوني قاسيه عليا كده.
مديحه ببكاء والم: انا اقسي عليك يارتني كنت اقدر (تنهدت بالم) كنت سيبتك ومشيت بس قلبي معاك وملك بس مش هيقدر يتحمل.... ولم تكمل
محمد بترجي : بصلي عايز اشوف عنيكي ارجوكي انا تعبان وموجع عشانك.
عضت مديحه علي شفتيها من الالم وقالت ببكاء : مش هتقدر تشوفها من كتر الدموع اللي فيها سبني عشان اقدر اكون قويه.
محمد والدموع تملاء عينه : مقدرش اسيبك لاني حبيبك وانتي حبيبتي انت كل حاجه حلوه في حياتي انت دنيتي وجنتي ليه تحرمني منها.
اغمضت مديحه عينها وفتحتها وتنهدت بحرقه ونظرت اليه قائلاة : انا ببعد عنك عشان افضل حبيبتك لو فضلت جنبك وفي واحده تانيه في حياتك اخاف اكرهك وتموت كل ذكريتنا الجميله وده انا مقدرش اتحمله يوم ما قولت انك هتتجوز عشان تجيب اخوات لفادي قولتلك يوم جوازك هو اخر يوم لينا كزوجين وانت عارف اني مش هتحمل ده فبلاش توجع قلبي اكتر من كده ارجوك.
مسح محمد دموعها بيده قائلا : انا اسف بس غصب عني خايف علي فادي‘وانت عارفه ان قلبي ملكك انت وبس ومفيش واحده تقدر تاخد مكانك فيه‘عارف اني جرحتك ووجعتك بس بعدك عني عقاب ليا مقدرش اتحمله.
مديحه بالم وحرقه : ووجدي معاك وفي واحده تانيه في حياتك الم مقدرش اتحمله.
فجذبها اليه واحتضنها بقوه وكانه يودعها وهي ايضا احتضنته فهي تعلم انها اخر مره يحتضنها
محمد ببكاء : سامحيني واكيد يوم هتعذريني.
مديحه ببكاء : سيب الايام تداوي الجراح واكيد الالم اللي جوانا هيهدي مع الوقت.
كان محمد محتضنها ولا يريد تركها
مديحه : سبني عشان الشاغلين مستنيني تحت وممكن يكونو شايفنا.
فتركها محمد ومسح دموعه قائلا : طب ممكن بقي ماتبعديش عني حتي انت عارفه مقدرش اعيش وانت بعيده عني
مديحه بوجع : انت اللي اخترت البعد ده ومع ذلك انا موجوده مش بعيده.
فظل ينظر لها للحظات ثم تركها وذهب‘ظلت واقفه مكانها تحاول تمالك نفسها مره اخري وتنهدت بالم قائلاة : خوفك من ان انبك يعيش وحيد زي ما عيشت كان اكبر من حبك وهو ده الشيء اللي شفعلك عندي‘كنت عارفه ان الماضي هيأثر علي حياتنا لكن متخيلتش انه ممكن يوصلنا للدرجه دي.
نزلت مديحه بعد ان عدلت ملابسها كان كل من يعمل بالمنزل يقف ينتظرها وقفت امامهم
مديحه : انتو طبعا كلو بتشتغلو هنا في الفيلا من زمان وانا بعتبركو جزء من عيلتي عايزكو تعملو مرات محمد الجديده معامله حلوه.
فوزيه : احنا من قبل ما تيجي مش عايزنها تقولي نعملها حلو ازي يعني.
مديحه : انا عارفه انكو بتحبوني بس كمان بتحبو محمد ودي هتبقي مراته يعني جزء.... (واكملت بصعوبه) يعني جزء منه واحترمنكم ليها من احترمنكم ليه فاهمين.
الخدم بحزن : فاهمين.
مديحه : طب يلا كل واحد يروح يشوف شغله .
ذهبو جميعا وخرجت مديحه كانت حزينه قلبها موجوع فركبت السياره وطلبت من السائق ان يلف بها لبعض الوقت كي تهدأ‘ظل يلف بها لوقت طويل لم تشعر بالوقت كانت تفكر بكل ما حدث في حياتها منذ تزوجت محمد وحتي هذه اللحظه‘جا ء موعد عودة فادي من المدرسه فرجعت الي المنزل بعد ان اشترت له بعض الهديا‘دخلت المنزل وجلست في غرفته تنتظره عاد فادي من المدرسه دخل الي غرفته فوجد مديحه تنتظره وتنظر له بابتسامه‘فنظر لها بعتاب فهو حزن لانه لم يرها في الصباح قبل ان يذهب للمدرسه
مديحه بابتسامه : كده فادي يزعل من ماما.
فاسرع اليها واحتضنها قائلا : فادي مش ممكن يزعل من ماما انا اسف.
مديحه بابتسامه : وانا كمان مش هسيبك تمشي تاني من غير ماتشوف ماما عشان ماما خلاص هتنام معاك هنا في الاوضه.
فادي بسعاده : بجد يا ماما بس انت قولتيلي اني كبرت وما ينفعش حد ينام معايا في الاوضه واني بقيت راجل خلاص.
مديحه بزعل مصطنع : يعني امشي ؟
فادي : لا طبعا خليكي وانا بردو هفضل راجل عادي يعني.
فابتسمت مديحه : ماشي ياراجل يلا غير هدومك عشان تاكل ونقعد نكتب الواجب.
فادي : حاضر يا ماما بس عندي سؤال هو فعلا بابا هيجوز النهارده.
تنهدت مديحه بالم وابتسمت ابتسامه حزينه : اه ياحبيبي هيجوز عشان يجبلك اخوات تلعب معاهم.
فادي : بس انا مش عايز خلاص قولي له بلاش.
مديحه بابتسامه حزينه : خلاص يا حبيبي مبقاش ينفع اقوله‘وبعدين دول هيساعدوك كمان لما تكبر ويبقو سند ليك.
فادي : مش عايز انا عارف انك اكيد زعلانه وانا كمان مش عايزك تزلعي ماشي.
مديحه بابتسامه حزينه : انا مش ممكن ازعل وفادي حبيبي معايا.
فاحتضنها بحنان وقبلها في خدها ودخل الي الحمام.
مديحه : انا هخرج بره لحد ما تغير هدومك وارجع تاني.
خرجت واغلقت الباب وقفت تفكر وتقول في عقلها : ابوك مفكر انه لما يجبلك اخوات من ست تانيه هيبقو عزوتك ‘وتنهدت وقالت : ربنا قادر يخلف ظني.
ونادت علي فوزيه فاتت اليها
مديحه : حضري الغدا لفادي.
فوزيه : حاضر.
عادت مديحه الي غرفة فادي كان قد غير ملابسه فادي : انا معنديش مذاكره كتير النهارده ايه رايك نخرج نتفسح ؟
مديحه : بلاش النهارده خليها بكره ماشي.
فادي : ماشي اتفقنا.
مديحه : يلا حبيبي عشان تاكل .
خرجا الاثنان وتناولا الطعام وعادا الي الغرفه وانهي فادي دروسه كلها وجلس يلعب هو ومديحه التي كانت تلهي نفسها بالعب معه لعدم التفكير في زواج محمد‘في المساء نادت علي فوزيه فاتت اليها.
مديحه بالم تداريه : بصي يا فوزيه قولي للطباخ يحضر عشا العرسان وتحطي لهم في اوضتهم وتقفليها ومحدش يدخلها تاني لحد ما هما يجو وانا هدخل انام ومش عايزه حد يخبط عليا.
فوزيه : حاضر يا مدام.
ذهبت فوزيه الي المطبخ‘اما مديحه دخلت الي الغرفه مع فادي ونام فادي علي سريره واستلقت علي سريرها لكنها لم تستطع النوم‘ كانت حزينه جدا وتتالم من داخلها لكنها حاولت ان تمنع نفسها من البكاء‘ وكان ليدها الم شديد في راسها فاخذت حبه مسكنه من شدة تعبها فهدأت الالم بعض الشئ نامت‘ في اخر الليل بعد ان اتي محمد هو وعروسته الجديده فتح الباب ودخل كان ينظر في كل مكان يبحث عن مديحه‘وهدأ عندما لم يرها فهو يعلم انه ان راها يمكن ان يترك العروسه ويذهب اليها‘وقفت العروسه بخجل مكانها
محمد بجمود : يلا يا عروسه ادخلي بيتك.
العروسه بخجل : حاضر.
دخلت ووسار محمد بجوارها دون ان يمسك يدها حتي وصل الي الدرج انتظرت العروسه لحظات كانت تظن ان محمد سيحملها فصعد محمد درجتين ونظر لها بابتسامه مفتعله : يلا نطلع علي اوضتنا.
شعرت العروسه بخيبة امل وصعدت معه وصلا امام باب الغرفه فتح لها محمد الباب
محمد بابتسامه : يلا ادخلي دي اوضتك يا ناديه.
دخلت ناديه وبدأت تشاهد الغرفه بسعاده وفرح‘اما محمد ظل واقف للحظات ينظر الي باب غرفة مديحه وهو يتمني ان يفتح ويدخل لها بدلا من الدخول لعروسته الجديده تنهد وابتسم ابتسامه حزينه ودخل الي عروسته الجديده واغلق الباب‘في الصباح استيقظت مديحه وكانت حزينه تشعر بالم شديد في قلبها توضأت وصلت الفجر وخرجت من غرفة فادي كانت تشعر بالم في راسها‘فدخلت المطبخ لتعد لها كوب قهوه وضعت القهوه علي النار ووقفت وهي سارحه اذا باحد يضع يده لي كتفها ففزعت والتفت اليه اذا به محمد ‘فتوترت وتلجلجت عندما راته
محمد بحزن لاجلها : في حد يعمل قهوه في وقت زي ده ؟
مديحه بتردد : عندي صداع جامد مع اني نايمه بدري.
محمد وهو ينظر لعينها : عرفتي تنامي من غيري.
امتلأت عينها بالدموع وقالت بالم : اه عرفت انام.
محمد وقد امتلاءت عينه بالدموع : انا بقي معرفتش انام من غيرك معرفتش انام في حضن واحده تانيه.
مديحه بالم وبالدموع تملاء عينيها : انت اللي اخترت وده قرارك.
فجذبها محمد الي حضنه واغمض عينه قائلا :بشتاقلك وانت في حضني تقومي تبعدي عني.
مديحه وهي تحاول الابتعاد عنه لكنه لم يتركها : سيبني يا محمد انا مش هقدر اكون معاك سبني.
محمد : مقدرش اسيبك ارجوكي انت متبعديش عني.
مديحه باستسلام : حاضر مش هبعد عنك لكن الفتره دي خليك مع عروستك انا مش عايزها تكرهني.
تنهد محمد وتركها : طلما هترجعي ليا هسيبك.
مديحه : اطلع اوضتك بقي قبل عروستك ما تصحي وتاخد بالها وتزعل.
محمد بنظره ماكره : خايفه علي زعلها بجد ولا خايفه متقدريش تقومي اكتر من كده وتطلعي انت معايا.
فابتسمت مديحه : انت مجنون عايز عروستك تقول اني بحاول اخدك منها في يوم فرحها.
واذا بناديه تقف خلفهم وتنظر لهم وتقول في حده وغضب : لاء يا حبيبتي انا مش هقول انا متاكده.
تااااابع ◄ أسمى معاني الغرام