رواية أشواك الحب الفصل الأول
الحب يشبه الزهرة، نزرعها ونرويها فتكبر برعايتنا لها، وتأتي بالرائحة الزكية والجمال، ولكن لكل زهرة أشواك، ويجب أن نحترس منها، ولا نبكى جرحنا، فدوما بعد الألم يأتي الشفاء، لانهرب ونترك من نحب يعاني مرتين، مرة لما به من ألم وأخرى لكسره بتركنا له،
وهنا تظهر حقيقة هذا الحب وهل يكمل الطريق أم يضيع منا؟ هل نستطيع الحفاظ عليه وسط صرعات الحياة؟ وهل فعلا هو السلاح الذى نستطيع به تخطي الصعاب؟ وكم سيصمد؟ أسئلة صعبة والأصعب الإجابة عليها؟ في وقت الشتات. فى منزل ايثار.
استيقظت ايثار فتحت عينها، ونظرت بجوارها الى مكان عمار الخالى، وتذكرت كم تألما الاثنين عندما افترقا، اخذت نفس وزفرته وكأنها تخرج مابقى من الم هذه الايام، ولمست بيدها وسادته وتنهدت بحب وعشق فهو الانسان الوحيد الذى استطاع ان يحتويها، شعرت معه بالامان، وجدت بين ذراعيه مكان تختبئ به من العالم وقسوته، انساها بحبه لها كل ماعشته من الم قبله، فابتسمت قائله: حبيبى يا عمار مهنش عليك تصحينى ومشيت (تنهدت)ربنا ما يحرمنى منك يارب..
ونظرت باتجاه السرير الصغير الذى به طفلهم الصغير ذو الثلاث سنوات، انه ثمرة حبها هى وعمار، يشبه والده كثيرا، اخذت نفس وزفرته قائله: يااااه اربع سنين مرو على جوازنا كانهم اربع ساعات، يارب يباركلى فيك ياحبيبي هدية ربنا ليه مؤمن حبيبي..
واقتربت من سريره وظلت تنظر له وتتأمل ملامحه، وقبلته فى جبينه بحنان كى لا تقلق نومه، دخلت الى المطبخ لتعد لها كوب قهوه بالحليب، فرن هاتفها فاسرعت اليه كى لا ييقظ مؤمن، نظرت به وجدتها نادين فاجابت مع ابتسامه واسعه: حبيبتى صباح الخير.
نادين فى سعاده: احلى صباح على حبيبتى اخبارك ايه ؟
ايثار: الحمد لله بخير اخبارك انت ايه ؟
نادين: زهقانه خالص ماتيجى تقعدى معايا وروحى على معاد الغدا ؟.
ايثار: هكلم عمار وارد عليكى.
نادين: مترخميش كلميه وتعالى.
ايثار مازحه: حاضر يا ستى متزوقيش، هكلمه واقوله يبعت العربيه.
نادين: خلاص هستناكى نفطر سوى ماشى.
ايثار: ماشى هكلم توتا اطمن عليها واكلمه واجيلك.
انهت المكالمه معها وطلبت رقم توتا، واذا بمؤمن ياتى اليه وهو عابس الوجه ويقول بطريقه طفوليه: ماما السرير باظ تانى..
ابتسمت ايثار وجلست على ركبتيها واحتضنته قائله: حبيب ماما متزعلش هصلحه بس استنى خالتو ردت هكلمها واصلحه.
قبلته ووضعت الهاتف على اذنها قائله: احلى صباح على احلى البنات.
توتا: صباح الورد عليكى.
ايثار: لو صحيتى يلا تعالى نفطر سوى ؟
تردد توتا قائله: صحيت وفطرت ونزلت الجامعه كمان.
تضايقت ايثار قائله: وليه مكلمتنيش اخلى عمار يبعتلك العربيه ؟.
عبست قائله: بقولك ايه انا عايزه اروح موصلات وبلاش الخوف الزياده ده.
غضبت قائله: ده مش خوف بس انا عايزه ابقا مطمنه عليكى.
كانت توتا تعلم انها محقه، لكنها تريد الاعتماد على نفسها، فهى لم تعد صغيره، ابتسمت قائله
: بصى يا ابله انا بحبك ومش بحب ازعلك، بس كمان ماينفعش اعتمد عليكى فى كل حاجه، انا كبرت.
ايثار: انا اكبر منك ومش بخرج غير بالعربيه فيها ايه دى.
توتا: طب بصى انا وصلت خلاص هنتكلم باليل ماشى..
هزت راسها ونفخت قائله: ماشى يا ستى خلى بالك من نفسك.
توتا: حاضر بس متبقيش زعلانه.
ابتسمت: خلاص مش زعلانه نتكلم باليل سلام.
انهت المكالمه وحملت مؤمن وتحركت نحو الغرفه، ونظرت على السرير فراته قد افترش على الارض تماما، اخذت نفس وزفرته قائله: ايه السرير التعبان ده؟! هو كل شويه يبوظ! (متذكره)بس عمار قعد يقولى عمله عموله ومش عموله ده كل شويه يتفسخ من بعضه..
مؤمن عابسا: انا مش عملت حاجه هو اللى باظ، انا زقيتو بايدى بس.
ابتسمت قائله: ياخراسى(قبلته فى خده) حبيبي يا ناس، متزعلش خلاص، هكلم بابا ونروح عند خالتو نادين وباليل نبقا نصلحه.
قفذ مؤمن فرحا: هيه هيه هيه هروح عند خالتو نادين العب مع ايثار هيه هيه هيه.
ضحكت ايثار قائله: طب يا حبيبي هكلم بابا على ما نجهز.
اخرجت الهاتف من جيبها طلبت عمار لحظات واجاب قائلا: صباح الخير على حبيبتى ونور العيون..
ابتسمت ايثار بسعاده قائله: احلى صباح على احلى واغلى راجل فى الكون.
عمار سعيدا: صباح الدلع وحشتينى جدا.
ابتسمت ايثار فى دلال: وانت كمان وحشتنى قوى (معاتبه)كده تمشى منغير ما تصحينى ؟
عمار: مهنتيش عليا شايفك تعبانه طول اليل مع مؤمن فقولت اسيبك ترتاحى.
عبثت قليلا قائله: راحتى انى اشوفك واملى عينى برؤيتك، اللى بيصبرنى على بعدك الحبه دول، هو مؤمن حته منك فيها ريحتك..
تنهد عاشقا: مش هتاخر عليكى هخلص شغلى واجيلك جرى.
ايثار: هستناك متتاخرش(متذكره)، اه صحيح ممكن اروح عند نادين شويه ؟
عمار: اكيد طبعا هبعتلك العربيه وخليكى اعدى اخدك وانا مروح.
ايثار: ربنا ما يحرمنى منك ابدا.
عمار: ولا منك يا عمرى.
انها معها المكالمه واذا بفارس يدخل عليه المكتب قائلا: صباح الخير.
عمار: صباح الخير تعالى.
فزع فارس عندما راى كف يده موضوعه بجبيره قائلا: مال ايدك يا عمار ؟.
تنتحنح قائلا: ابدا الباب قفل عليها.
متعجبا: باب ايه اللى يعمل كده ده صوباعك اتكسر ؟!
متهربا: باب العربيه بس رزع جامد الحمد لله ربنا ستر يلا بس نشوف شغلنا.
تضايق فارس قائلا: شغل ايه بس روح انت ارتاح مفيش شغل مهم اصلا النهارده.
عمار رافضا: لاء دى حاجه بسيطه وبعدين انا مش تعبان.
شعر فارس ان هناك امر يخفيه عنه قائلا: خلاص انت حر هروح مكتبى..
عمار: سامح اللى ماسك الشركه بتاعت نادين هيجى بعد شويه جايب مشروع كبير عايزنا نشاركهم فيه احنا وشركة محمد بدران.
فارس: احنا اشتغلنا معاه قبل كده، وعمومانشوف دراسة الجدوى، الشركه دى شركه سمعتها سبقها بس يوسف اجازه النهارده.
عمار: مفيش مشكله نشوفه احنا ولما يجى بكره يقول رايه.
فارس: خلاص تمام..
تركه فارس وعاد الى مكتبه، نظر عمار الى يده المصابه واخذ نفس وزفره فى زهق واسند راسه على ظهر الكرسى واغمض عينيه..
فى منزل يوسف
كانت شهد تقف فى المطبخ تعد الطعام، دخل لها يوسف وهو يحمل طفلهم الصغير وهمس قائلا: الولد نام بس عايز يغير وانا مش بعرف خديه غيرليه وانا هخلى بالى من الاكل.
هزت شهد راسها بالموافقه واخذته منه برفق وهمست قائله: حاضر بس خمس دقائق وطفى البوتجاز..
فهز راسه بالموافقه خرجت هى بالطفل، وقف يتابعها وهى تخرج، وتذكر كم كان خجولا جدا عندما خطبها، وابتسم فقد مر على زواجهم عدة اعوام، وقد تحول هذا الخجل الى عشق ولهفه، وضع يده على شعره واعده الى الخلف، والتف لينظر
الى الموقد، ولاحظ النافذه مغلقه فقال مستنكرا: ايه ده هى قفله شباك المطبخ ليه كده المطبخ يصهد..
وفتح النافذه واغلق الموقد، واذا بشهد تضع يدها على كتفه، فالتف ونظر لها متأملا جمالها قائلا: ايه الجمال ده حبيبى ناوى يدلعنى بقا.
ابتسمت شهد بدلال قائله: ان مكنتش ادعلك مين يعنى يدلعك.
اقترب منها يوسف وحوطها بذرعايها ليجذبها اليه فانتفضت فزعه وصرخت وهى تنظر خلفه قائله: فار، فار
فار اهاااااااا فار الحق يا يوسف فار.
انتفض يوسف هو الاخر قائلا: فار هو فين الفار ؟.
فالتف راه ناحية النافذه خرجت شهد مسرعه واغلقت باب المطبخ على يوسف، صعق يوسف صارخا بها وهو يحاول فتح الباب: افتحى الباب يا شهد، ده مش وقت هزار، انت بتحبسينى مع الفار؟! انا بخاف من الفيران.
كانت شهد تنتفض من الفزع وتمسك بالباب بكل قوه قائله: لاء موت الفار الاول مش هخرجك الا لما تموته.
غضب جدا يوسف وهو يركل الباب بقدمه قائله: افتحى الباب لما اخرج هقتلك انتِ افتحى..
شهد من الخارج وهى تحكم قبضتها على الباب وهى تصرخ: مش هفتح بتفتح الشباك ليه موت الفار الاول.
حاول يوسف ان يتمالك نفسه ويهدأ ونظر ناحية الفأر ليبحث عن شئ يقتله به، بدا فتح الادارج واخراج الادوات ورميها على الارض.
شهد من الخارج عندما سمعت الدبكه التى احدثها فى المطبخ فصرخت قائله: ايه اللى بيحصل جوى الفار عمل ايه ؟
صرخ يوسف من الداخل غاضبا: بدور على حاجه اموته بيها..
خرج الفأر خائفا من كثرة الاصوات فى المطبخ، اسرع يوسف واغلف النافذه، واخذ نفس وزفره ووضع يده على راسه، تحرك نحو الباب قائلا: افتحى الباب يا شهد خلاص الفار خرج.
نظرت شهد من ثقب الباب بترقب قائله: مموتوش ليه ؟
يوسف متوترا: هرب هرب اعمله ايه انا يلا افتحى الباب ده بدل ما اكسره فوق دماغك..
هدأت شهد بعض الشئ ابتلعت ريقها، وتنبهت الى ما فعلت فهى تعرف انه يخاف الفائران، وضعت يدها على صغرها لا تعرف ماذا تفعل؟ ففكرت ان تفتح الباب وتجرى واردت ان تلطف الجو ببعض الكلمات قائله: طب يا سوفه يا حبيبى خلاص هفتح اهو.
نظر يوسف للباب غاضبا: سوفه ؟!دلوقتى بقيت سوفه افتحى افتحى..
اخذت شهد نفس وزفرته تركت الباب وتحركت مسرعه من امام الباب، فتح يوسف الباب وخرج اسرع ليلحق بها، كانت تجرى فى البهو، لحق بها فامسكها من ملابسها (زعبوط البيجما ) ونظر لها قائلا فى غضب: بتحبسينى مع الفار يا شهد اعمل فيكى ايه دلوقتى ؟
نظرت اليه شهد باستعطاف وترجى قائله: يعنى يرضيك يا سوفه يا حبيبي الفار يدخل الشقه ها يرضيك يعنى ؟!.
هدأ يوسف ونظر لها قائلا: سوفه وحبيبك ومن شويه مش هتخرجينى الا لما اموت الفار ها ؟!
شهد فى دلال: يعنى ان مكنش سوفه حبيبى هو اللى يموته مين يعنى يموته ها؟ وكمان مش انت السبب، يعنى قولتلك هات حد يصلح السلك وانت طنشت.
ترك يوسف ملابسها، فقد تذكر انها طلبت منه تصلحيه، وقد نسيه تماما فتحنح ونظر لهاقائلا: ما انت عارفه كان عندنا ضغط شغل وبعدين خلاص الدنيا راقت وهصلحه متزعليش بقا..
شهد مازحه وهى تخبطه فى كتفه بكتفها: خلاص عفينا عنك.
ضحك يوسف قائلا: عفيتى عنى ولا انا اللى عفيت عنك.
ضحكت شهد قائله: وانا ايه وانت ايه مش احنا واحد بردو.
لف يوسف يده حول خصرها وقربها منه، واذا بصوت الطفل ياتى من الداخل وهو يبكى، نظرت شهد ناحية الباب قائله: مهند بيعيط.
تركها يوسف بضيق قائلا: اه مهند بيعيط وانا اتفلق.
فضحكت شهد قائله: ماهو بردو حته منك..
يوسف ضاحكا: خلاص يا ختى روحى للحته وسيبى الاصل، وانا هغرف الاكل.
شهد: لاء خليك هجيبه ادهيولك واغرف انا.
دخلت شهد احضرت مهند واعتطه ليوسف وذهبت لتضع الطعام..
فى الجامعه عند توتا
كانت توتا تقف فى مكتبة الجامعه بحوار احد الرفوف، وتمسك فى يدها كتاب تتصفحه، دخل شاب وسيم نظر يمينا ويسارا، وعندما راها تهلل وجهه فرحا وبدت عليه السعاده، نظر اليها وكانه وجد شئ ضاع منه، واسرع متجها نحوها كأنه صاروخٌ منطلق، لم تلاحظه فهى كانت تركز فى القراءه، وقف الشاب على بعد خطواط منها قائلا: انت ياانسه لوسمحتى ؟
فتنبة توتا ونظرت اليه قائله: فى حاجه يا استاذ ؟.
اشار الشاب الى الكتاب فى يدها قائلا: الكتاب ده بتاعى.
تضايقت توتا من طريقته فقالت مستنكره: يعنى ايه بتاعك انا واخده من على الرف فى المكتبه ؟
تضايق الشاب قائلا: انا اللى طالبه من ادارة المكتبه وهما جيبينو ليا بس يظهر انهم نسيو وحطو على الرف.
نظرت اليه توتا بعدم تصديق قائله: يا سلام! يعنى هما نسيو وحطو على الرف، قول كلام معقول..
غضب الشاب من طريقتها فى الكلام ونظر اليها فى حده قائلا: يعنى مثلا هكدب عليكى ليه؟ اسالى امينة المكتبه، وان قالت مش كتابى هسبهولك.
تضايقت توتا وشعرت انه قد يكون محق، وهى لا تريد ان تعطيه الكتاب، فتحججت قائله: انا مسالش حد، لو فعلا كتابك مكنش اتحط على الرف، عن اذنك.
وتركته وتحركت مسرعه لتذهب بالكتاب، فلحق بها ووقف امامها قائلا فى غضب: ايه قلة الزوق دى انا بكملك تسبينى وتمشى ؟.
غضبت توتا من اعتراضه طريقها
نظرت اليه قائله فى غضب: انا اللى قليلة زوق ولا انت فى حد يقف قدام بنت كده ؟
زاد غضبه قائلا: يعنى بقولك ده كتابى تسبينى وتمشى، وكمان زعلانه (خطف الكتاب من يدها) قولتلك ده كتابى..
اخذ الكتاب وخرج دون النظر لها، ظلت توتا مكانها للحظات فى حالة صدمه من تصرفه، ثم خرجت من المكتبه وذهبت الى قاعة المحاضرات وهى تشعر بغضب شديد، جلست فى المدرج الثانى وهى عابسه وتتحدث فى عقلها: ايه البنى ادم ده ثأيل ورخم ياخد الكتاب ويمشى ده معندش ريحة الزوق..
واذا به يدخل من الباب ويقف امام المكتب ويبدأ فى الكلام: السلام عليكم انا الدكتور معتز محمد بدران، معيد معاكم هنا، ومن النهارده هنبقا مع بعض فى السكشن ده، وهشرح لكم....
اتسعت عينها وتجهم وجهها ونظرت عليه فى صدمه، فتحت فمها ووضعت يدها على صغرها، وتذكرت انه كان غاضبا منها جدا، وهذه الجزئيه مهمه لا يمكنها تركها، وظلت تفكر وهى تحاول ان تدارى نفسها، كى لا يرها حتى انتها من الكلام، قامت بعض البنات والتفت حوله تساله عن بعض الاشياء، فانتهزهتها فرصه وخرجت مسرعه ظناً منها انه لم يرها، لكنه راها ولاحظ عليها الارتباك وفهم انها تهرب منه، فابتسم من تصرفها الطفولى..
فى مكتب فارس
اتى سامح وجلس مع فارس، واتى عمار هو الاخر، قدم سامح لهم بعض الاوراق، وشرح لهم المشروع كاملا
ابتسم عمار متحمسا: تمام مشروع جميل، ومبدأيا كده واضح انه فعلا محتاج شريك معنا.
فارس: وشريك تقيل كمان مش عادى.
هز سامح راسه قائلا: بالظبط؛ وده اللى خلانى افكر فى شركة بدارن.
عمار: تمام طب هما هيجو امتى نتكلم معاهم ؟.
سامح: احنا هناخد لهم المشروع ونعرضه عليهم، هما شركه ليها تقلها، وانا بعت لهم نبذه عن المشروع، وهما وافقو مبدأيا، بس قولت لازم اجى اشرح لكم، وتدرسو برحاتكم ونروح لهم بكره.
فارس: تمام حدد معاهم المعاد، وبكره ان شاء الله نروح لهم.
نظر له عمار فى قلق قائلا: بس معلش يا سامح احنا كده هنبقا ثلاث شركات مش كتير على المشروع..
سامح: بالنسبه لحجم المشروع لاء، وبعدين انا قولت احنا اشتغلنا مع بعض قبل كده، وانتو اولى.
فارس: طب تفتكر شركة بدران هترضى بموضوع الشراكه ده ؟
سامح: ايوه انا كلمتهم وهما رحبو جدا.
عمار: يبقا تمام هنقرأ دراسة الجدوى كويس، وان شاء الله نتقابل بكره فى المعاد.
قام سامح وقف قائلا: طب عن اذنكم انا بقا..
وتركهم وخرج نظر فارس الى عمار قائلا: هعدى على يوسف وانا مروح اوديله المشروع واقوله يدينا رأى نهائى بكره.
عمار: افضل بردو، عشان منتاخرش فى اخد القرار، ولو انى شايف ان الكلام كده حلو.
فارس: وانا كمان شايف كده.
قام عمار وقف قائلا: طب هرجع مكتبى اخلص شوية حجات واروح.
فارس: وانا كمان هخلص حبة حجات واروح.
وتركه عمار وعاد الى مكتبه
....
فى منزل نادين.
كانت نادين تجلس هى وايثار فى البهو، وبالقرب منهم مؤمن يلعب مع ايثار الصغيره، وكانتا تجلسان تشاهدهما وتتحدثان.
ايثار: امال فين مرام انا قولت هتقولى لها تيجى ؟
تنهدت نادين فى حزن: مامتها زاد عليها التعب، وقاعده معها بيتبادلو عليها هى واختها.
نظرت اليها ايثار حزينه: ربنا يشفيهالها يارب ماتيجى نروح لها ؟.
تالمت نادين قائله: مش هينفع النهارده، عبدالله واخد التطعيم بتاع السنه ونص، وتعبان، ده لولا المسكن منيمه كان زمانه بيعيط.
ايثار متأثره: يا حبيبى ده التطعيم ده صعب قوى، انا فاكره ساعت ما اخده مؤمن.
نادين: الحمد لله، قوليلى ايه مش ناويه ترجعى الشغل تانى ؟
تنهدت ايثار قائله: بفكر بس خايفه على مؤمن مش عارفه هيتأقلم فى الحضانه ولا لاء..
ابتسمت نادين قائله: دخليه الحضانه اللى كانت فيها ايثار حضانه جميله.
ايثار: هى فكره بردو، ابقا اوديه كام مره يجرب، وان حسيت انه اندمج معاهم ادخله فيها.
شعرت نادين ان هناك شئ يضايق ايثار وتخفيه عنها فقالت: حاسه ان فى حاجه قلقاكى ؟
ترددت ايثار فهى لا تريد ان تحملها همها فتنهدت قائله: مش موضوع قلق، بس اول مره هيبعد عنى، مش عارفه الفكره نفسها مخوفانى..
ضحكت نادين قائله: كلنا بنبقا كده فى الاول، وبعدين نتعود اجمدى كده.
ابتسمت ايثار قائله: هجمد ان شاء الله.
نادين: بقولك تعالى ندخل المطبخ اعملك قهوه باللبن، واجبلك الحلويات اللى عملهالى مصطفى.
ابتسمت ايثار قائله: يلا بينا.
دخلتا المطبخ اعدتا القهوه، واحضرت الحلوى، وبقيتا معا حتى اتى عمار اخر النهار اخذها، وعادو معا الى المنزل، دخلت ايثار لتوتا للاطمأنان عليها.
نظرت توتا الى ايثار قائله: ابله ايثار وحشتينى.
ابتسمت ايثار قائله: وانت كمان وحشتينى رغم انى زعلانه منك.
توتا مترجيه: يا ابله مش عايزكى تزعلى، انا قولتلك عايزه اعتمد على نفسى، وبعدين من ساعت ما دخلت الجامعه واحنا بنتناقش فى الموضوع ده.
نظرت اليها ايثار مستنكره: يعنى فهمتى انى مش هغير راى ليه مصره على قرارك ؟.
فركت توتا فى راسه قائله فى قلق وتفكير: انا بحبك ومش بحب ازعلك، بس خلاص مايمفعش، الافضل انى اتعود اعتمد على نفسى، وانت اللى تساعدينى على ده، وكمان مش عايزه حد يشوف العربيه وهى بتوصلنى، ويفهم حاجه غير الحقيقه، انت اكيد فاهمنى.
فهمت ايثار ما تقصده فسكتت، فاقتربت منها توتا وامسكت ذراعها وهى تمازحها قائله: تعالى يالا انا عامله اكل حلو قوى هناكل سوى..
نظرت اليها ايثار فى عبوس: لاء طبعا انت عايزه تروحى الجامعه لوحدك ماشى لكن الاكل زى ما احنا.
توتا مازحه: وهو انا اقدر ازعلك، اكيد طبعا، بس بصراحه نفسى هفتنى على الكبده الاسكندرانى فعملتها.
تهلل وجه ايثار فرحا، وقد سال لعبها قائله: الله كبده اسكندرانى انا بحبها جدا، يا اروبه انت اصلا شاطره فى عميلها.
ضحكت توتا قائله: وعملت حسابك انت وعمو عمار، هعملكو سندوتشات زى بتاعت المحلات..
ايثار فى سعاده: ماشى يا اروبا طلما كده بقا، احكيلى عملتى ايه النهارده فى الجامعه واحنا بنعمل السندوتشات.
نظرت لها توتا فى عبوس قائله: متفكرنيش يا ابله اتخنقت مع واحد وطلع المعيد بتاعى وبقا شكلى نيله خالص.
ضحكت ايثار قائله: نيلتى ايه؟ وملقتيش غير المعيد اللى تتخانقى معاه..
توتا غاضبه: وهو انا كنت اعرف، هو اللى دخل عليا المكتبه، وعايز ياخد منى الكتاب، ويقولى ده كتابى، ولما رفضت اديهوله خطفو منى وسبنى ومشى.
ضحكت ايثار قائله: يا مجنونه طب ما تديهوله ينفع كده ؟!
توتا: اللى حصل بقا المشكله انه بعدها دخل لنا سكشن، وكنت قاعده فى تانى مدرج، وكنت عماله استخبه عشان ميشوفنيش، بس شافنى وجت عينى فى عينه، ربنا يستر بقا..
ضحكت ايثار قائله: ماشى يا مجنونه ربنا يستر، هاتى كفايا السندوتشات دى، همشى انا وهجيلك تانى بعد شويه.
توتا: ابقى هاتى مؤمن العب معاه شويه، قبل ما اقعد اذاكر.
اخذت ايثار الطبق وتحركت نحو الباب وهى تقول: ماشى هغيرله بس كده واشطفه واجبهولك..
خرجت ايثار ودخلت الى شقتها، وجدت عمار يقف والجبيره فى يده، فوضعت الطبق من يدها واسرعت اليه فزعه: ايه مال ايدك يا عمار مالك يا حبيبى؟ اتاريك مكنتش عايز تنزل من العربيه قبليا، عشان مخدش بالى.
ابتسم عمار قائلا: ايه كل الخضه دى، جذع بسيط بس الدكتور قال يتربط افضل.
ايثار وهى تمسك بيده المصابه قائله: لاء طبعا اكيد تعبك وبيوجعك، مكنش المفرض تكمل شغل، كنت جيت على البيت ترتاح..
ضمها عمار اليه بيده الاخرى قائلا: ما انا جيت اهو، خلاص بقا يلا حضرى لنا الاكل على ما اغير لبس.
ايثار: كل السندوتشات دى على ما اخلصه، دى كبده اسكندرانى اكيد بتحبها.
ابتسم عمار قائلا: ايووووو كبده اسكندرنى، وحشانى من زمان اكيد توتا اللى عملاه صح.
ضحكت ايثار قائله: ايوه ولقيتها عامله حسبنا معها.
ابتسم عمار قائلا: بنت جدعه ربنا يكرمها فى دراستها، ويرزقها بابن الحلال اللى يريح بالها..
ايثار فى سعاده: اللهم امين، هدخل معاك اساعدك وانت بتغير، طلما مؤمن لسه نايم، وبعدين ناكل السندوتشات سوى.
دخلا الاثنان معا الى غرفتهم..
فى فيلا محمد بدران
دخل معتز وهو يحمل باقة من الزهور، اقترب من مديحه وهى تجلس، على كرسى فى البهو قبلها فى خدها قائلا: وحشتينى يا ست الكل.
ضحكت مديحه وقبلته قائله: انت كمان وحشتنى يا حبيبي.
قدم لها الزهور قائلا: احلى ورد لاحلى ام فى الدنيا.
ابتسمت مديحه واخذت منه الزهور قائله: ربنا ما يحرمنى منك ابدا، ديما كده فاكرنى..
امسك معتز يدها وقبلها قائلا: انسى مين حد ينسى امه بردو، ربنا يباركلى فيكى يارب، هطلع اغير هدومى واجى عشان نتغدى.
مديحه: طب يا حبيبى حتى يكونو اخوتك جم نتغدى مع بعض.
فرح معتز بمجئ اخوته قائلا: يعنى هتبقا سهره صباحى، وهلعب مع ولادهم العساسيل دول..
تحرك وصعد الى غرفته ليغير ملابسه، دخل فادى ومعه طفلين فى السادس من عمرهم، اسرعا اليها وقدم كل منهم لها زهره واحتضنها قائلين: تيتا حبيبتى بنحبك قوى يا تيتا
احتضنتهم هى الاخرى قائله: وانا كمان بحبكم جدا يا حبايب تيتا وحشتونى.
نظر اليهم فادى قائلا فى سعاده: ازيك يا ست الكل وحشتينى جدا.
واقترب منها واحتضنها، وجلس الى جوارها، نظرت اليه مديحه قائله: امال فين وعد ماجتش معاك يعنى ؟.
تنهد فادى قائلا: تعبانه قوى، الحمل تعبها المره دى، مش عارف ليه ؟
حزنت مديحه قائله: طب وسبتها لوحدها وجيت؟! ده كلام بردو، يلا روح لها متسبهاش لوحدها.
فادى: هى اللى اصرت انى اجى، وقالت انها هتنام على ما نرجع.
مديحه: وانت تسمع كلامها بردو، الست لما بتبقا تعبانه، بتبقا عايزه جوزها جنبها مكنتش جيت.
فادى: قولتلها اودى الولاد وارجع، قالت لاء اقعد مع اخواتك وانا هنام..
مديحه: طب خلاص سلم على اخوتك، واقعد معاهم شويه وروح لها.
ابتسم فادى قائلا: حاضر مش هطول، امال فين اخوتى مجوش لسه ؟
مديحه: زمانهم جاين مفيش الا معتز هو اللى فوق.
واذا بمعتز ينزل من الاعلى قائلا: فادى حبيبى وحشنى جدا.
قام فادى وقف واتى اليه معتز احتضنه قائلا: ميزو حبيبى واحشنى يا دكتور.
احتضنه معتز قائلا: وحشنى قوى يا فادى، ووحشنى ولادك العسل دول.
اتو اليه واحتضنه وهم يقولا.
محمد: عمو معتز انا بحبك قوى، مع انى زعلان عشان بقالك كتير مش بتلعب معايا زى زمان.
قبله معتز قائلا: معلش كان عندى مذاكره، بس خلاص متزعلش هفضى نفسى لك مخصوص، عشان نلعب.
ضحى: وحشتنى جدا جدا ومش هعمل زى الواد ده، واقولك زعلانه عشان عارفه انك مش فاضى.
نظر اليها محمد عابسا: يا سلام ياختى، يعنى انا وحش وانت الحلوه.
ضحى مازحه: طبعا لازم تبقا البنات حلوه..
ضحك معتز قائلا: انتو الاثنبن حلوين وانا بحبكم جدا.
واحتضنهم معا كان فادى ومديحه يضحكان هما الاخران، دخل معتصم، وهو يمسك فى يده طفل فى الثالث من عمره، ويسند بيده زوجته ويبدو عليها الاعياء، قامت مديحه اسرعت اليهم قائله: ايه حبيبتى عامله ايه دلوقتى؟ايه اللى خلاكى تيجى، وانت تعبانه كده ؟.
رودينا بصوت ضعيف: زهقت من النومه قولت اجى اشوفك، واتحرك شويه، وبعدين هانت خلاص كلها اسبوعين واخلص الشهر الثالث، وهبقا كويسه.
معتصم: شايفه يا ماما مش بتسمع كلامى، كل ما اقولها ارتاحى تقولى الكلمتين دول.
ابتسمت مديحه قائله: معلش يا حبيبى الواحده بتبقا زهقانه من النوم.
رودينا: قوليله يا ماما لحسن تعبت اقوله وهو مش عايزنى اتحرك، من ساعت ما بدأ الحمل..
وقف الطفل الصغير ووضع يده على خصره، ونظر ل مديحه عابسا بطريق طفوليه: يحنى محدس عبينى ولا كلمنى، هو انت كمان مبقتوش تحبونى، زيهم انا زحلان منك يا تيتا.
نزلت مديحه وجلست على ركبتها واحتضنته قائله: يا خراشى على حبيب قلبى، حد يقدر يشوف القمر ده وميحبوش، (قبلته فى خده) بس كنت بطمن على ماما يا روح قلب تيتا.
ضحك معتصم قائلا: يا واد بطل لماضه بقا كده تتعب تيتا..
ضحكت مديحه قائله: ملكش دعوه انت، احمد ده حبيبى وانا هلعب معاه.
ات محمد وضحى وامسك كل منهم ذراعها قائلين: وانا يا يتيتا وانا يا تيتا.
احتضنتهم جميعا وهى تضحك قائله: حبايب تيتا وروح قلب تيتا.
قامت وجلست وهم حولها، وجلس معتصم ورودينا على الاريكه، بجوار مديحه، نظرت مديحه نحو الباب قائله: امال مازن وبسنت فين ؟
معتصم: بيتخانقو وجاين.
تنهدت مديحه قائله: مفيش فايده فيها مش هتبطل غيره..
رودينا: معلش يا ماما ليها عذرها، عدم خلفتها مخليها ديما خايفه ليتجوز غيرها.
مديحه: لا اله الا الله، لازم يبقا عندها ثقه فى نفسها اكتر، هى كده بتخصره.
رودينا: قولتلها كتير، بس من ساعت ما باباها مات، وهى بقت اوفر قوى.
معتصم: خوفها عليه زاد، حاسه ان هو كل ما ليها فى الدنيا، خصوصا بعد هجرة اخوها..
هزت مديحه راسها فى حزن قائله: اه يعنى عليها، الدنيا خبطت فيها مره واحده، ابوها مات، وبعديه على طول ماتت نبيله، اللى كانت مكان امها، واخوها هاجر طفشان من افعال امه، وطلع عندها مشاكل فى الخلفه.
فادى: تعرفى يا ماما فعلا زى ما يكون كله جاى مع بعض.
تنهدت مديحه فى حزن: ربنا يصلح لها الحال.
دخل مازن يبدو عليه الغضب، وهى خلفه عابسة الوجه، اقتربا منهم ابتسم مازن قائلا: السلام عليكم..
مديحه مبتسمه: وعليكم السلام اهلا يا حبيبى، اهلا يا بسنت، تعالو يا ولاد اقعدو معنا، على ما فوزيه تحط الاكل.
جلس الاثنان بجوار بعضهم، على الاريكه امام مديحه، دون كلام.
فنظرت اليهم مديحه قائله: يا بسنت يا بنتى يا حبيبتى، متزعليش نفسك كده وفكيها شويه.
نظرت اليها بسنت فى ضيق قائله: قوليلو هو انا معملتش حاجه.
مازن فى حده: تقولى ايه انا، عملت ايه اصلا عشان تزعلى ؟!.
نظرت اليه بسنت فى غضب قائله: وكمان مش واخد بالك من تصرفاتك؟!
مديحه: خلاص يا ولاد مينفعش تتخانو فى اطفال قاعدين، يلا اسكتو دلوقتى وبعدين نتكلم.
بسنت فى غضب: كلام ايه يا ماما ؟!
شعرت مديحه انها غاضبه لدرجة ان اى كلام لن يؤثر معها فى هذا الوقت فابتسمت قائله:
طب يلا الاكل جاهز يلا ناكل وبعدين يحلها ربنا..
قامو جميعا جلسو على الطاوله، وتناولو الطعام، وعادو الى البهو مره اخرى، ربطت مديحه على ظهر فادى قائله: يلا يا حبيبي روح لمراتك وسيب الولاد معايا.
فادى: بلاش عشان ميتعبوكيش.
ابتسمت مديحه قائله: يتعبونى ده ايه، انا بفرح بيهم خلى الباص يجى ياخدهم من هنا الصبح، وخليهم معايا.
اقترب الاطفال من فادى امسكت ضحى يده قائله: بابا حبيبي ممكن تخلينا مع تيتا ؟
محمد: اه يا بابا هى وحشانا خالص خلينا معها ؟.
وكانو ينظرون له بنظرات البرأه والترجى فابتسم قائلا: ماشى خلاص خليكو معها النهارده.
الاطفال وهم يقفذون: ها هاهاهاها هنبات عند تيتا.
اقترب احمد من معتصم بوجه عابس طفولى قائلا: سوفت يا بابا، تيتا قالت هتاخد محمد وضحى، ومقالتس حليا انا زحلان.
فجذبته مديحه واحتضنته قائله: انا اقدر انا مقولتش عشان انت قاعد منغير ما اسال مش كده ؟
احمد فى فرح: هاهاهاهاهاها هبات مع تيتا هاهاهاها.
ضحك الجميع.
مديحه: يالا ياولاد روحو العبو فى اوضة الالعاب، على ما اتكلم مع ابهاتكم شويه واحصلكم.
الاطفال: حاضر يا تيتا.
واسرعو وهم يضحكون الى غرفة الالعاب، قام فادى قائلا: طب انا همشى بقا، وهجيلك الصبح قبل ما امشى على الشركه.
سلم على اخوته وذهب، نظرت مديحه الى معتصم قائله: يلا خد انت كمان مراتك وروح، شكلها تعبان وسبلى اللاثنين دول، انا هكلمهم يمكن ربنا يهديهم..
معتصم: طب ماشى بس يوم الجمعه هنيجى نقعد مع بعض من اول اليوم.
ابتسمت مديحه قائله: اكيد طبعا وكل جمعه كمان.
اخذ معتصم رودينا وذهب بعد ان سلم عليهم، نظرت مديحه الى مازن قائله: قولى بقا ايه اللى مزعلك انت ومراتك ؟
وقبل ان يجيب وقف معتز قائلا: طب هطلع انا كمان ارجع حبة حجات.
معتصم: استنى هاجى معاك عايز اتكلم معاك(نظر الى مديحه) واتكلمى انت مع بسنت يمكن تعرفى ايه سبب المشكله..
فهزت راسها بالموافقه وصعدا الاثنان الى الاعلى، دخلا الغرفه وبدأا يتحدثان
مازن: اخبار ناديه ايه ؟
معتز: دى امك يعنى بلاش ناديه دى.
مازن: بقولك ايه بلاش الكلام ده، انا زهقت من عميلها، يعنى رجعت تشوف بعد العمليه، وبدل ما تتغير لاء راحت عملت كام عملية تجميل شوة منظرها زياده، ومفيش فيها فايده بردو..
معتز: معلش ماهى اللى استعجلت ومصبرتش، والدكتور قالى اى عمليات تجميل دلوقتى هتضرها، وهى مش صبره بردو ربنا يستر.
مازن: لولا خوفى من ربنا، كنت منعت عنها الفلوس وريحت دماغى.
معتز: معلش اصبر عليها شويه، ربنا هيصلح الحال ان شاء الله.
مازن: ربنا كريم، المهم سالت لى حد فى المراكز بره عن علاج لحالة بسنت ؟
معتز: متقلقش انا بشوف الموضوع ده.
مازن: انا نفسى افرحها وتبطل غيره بقا..
معتز: اخر مركز بعتله هيرد عليا بعد ايام متقلقش.
مازن: انا مش قلقان انا عايزها تهدا، وتبطل جنان انا زهقت من الخناق كل يوم.
معتز: ان شاء الله.
مازن: تعالى الشركه بكره فى اجتماع مهم، فادى عايزنا فيه.
معتز: حاضر هشوف ظروفى واكلم فادى.
مازن: طب هنزل لهم انا بقا زمانهم خلصو كلام.
ابتسم معتز قائلا: ماشى يا سيدى.
تركه مازن ونزل وجلس هو يتصفح بعض الكتب.
فى شقه فى برج سكنى
دخلت سوزى تنظر الى الشقه بنظرات متفحصه ونظرت الى رجل يقف الى جوارها قائلا: تمام يا عادل الشقه دى تمام، وشكرا ليك على مساعدتك ليا.
عادل: طب خلاص هسيبك ترتاحى واجيلك بكره..
نظرت اليه باعين مليئه بالحقد والغل قائله: ارتاح انا مش هرتاح الا لما انتقم من نادين، وصاحبتها وادمر حياتها، زى ما دمرت حياتى، بقالى سبع سنين فى مستشفى المجانين، شوفت كل انواع الذل والاهانه، ومش هاهدا ولا ارتاح، الا لما انتقم منهم، وادمر حياتهم زى ما دمرو حياتى.
عادل: وانا معاكى مدام هتدفعى، اللى عايزه هعمله سلام..
وتركها وخرج واغلق الباب نظرت فى غضب وكره قائله: انت زيك زيهم ولولا انك لقيت ان كل حاجه هتروح لاخواتى، مكنتش طلعتنى اصلا، الله يرحمك يا سليم، لولا عقد الجواز اللى كنا عاملينه، عشان اورثك لما تعمل لعبة موتك، كنت فضلت بقيت عمرى فى مستشفى المجانين، بس خلاص انا طلعت وهعرف ازى اجيب حقى منهم كلهم..
فى منزل نادين
عاد مصطفى(مارك) من المطعم وذهب الى نادين فى غرفة عبدالله، كانت تضعه فى السرير فاقترب منها دون اصدار صوت، ملس على شعره الخفيف بيده وقبله فى جبينه، مع ابتسامه حانيه، ونظر على ساقه وهى ملتهبه من اثر التطعيم، وبدى عليه التاثر والالم لاجله، امسك يده قبلها ودعا الله له بالشفاء، وتحرك هو ونادين وخرجا من الغرفه، واغلقا الباب بهدوء، نظر مصطفى الى نادين قائلا(عربى مكسر ): امال فين ايثار ؟.
ابتسمت له نادين قائله: تعبت من اللعب مع مؤمن، ونامت بعد ما اكلت.
مصطفى: حبيبت قلب بابى وحشتنى كتير، بنوته عسل زى مامتها.
ابتسمت نادين بخجل قائله: لاء دى قمر زى باباها، ادخل غير هدومك على ما احضرلك العشا.
اقترب منها ولمس وجنتها بوجنته وهمس فى اذنها قائلا: عملتلك اكل مخصوص بايدى هغير وارجع على طول.
ابتمسمت نادين وهمست قائله: حبيب قلبى وعمرى كله ربنا مايحرمنى منك ابدا..
فنظر الى عينها فى شوق وحب، وقبلها فى وجنتها بحنان ودخل الى غرفته، تنهدت نادين وذهبت ووضعت الطعام على الطاوله، لحظات واتى مصطفى نظر لها بحب قائلا: ايه رايك ؟
ابتسمت نادين بسعاده قائله: فكرتنى بايمنا الجميله، مش هو ده الاكل اللى كنت بتعمله وانا فى شقتك.
اقترب منها وضمها اليه قائلا: اول مره تقولى عليها ايام جميله، ديما تقولى انها ايام صعبه..
نادين وهى تنظر الى عينه: ايام جميله عشان كانت سبب انها تجمعنا سوى، حتى لو كانت وقتها صعبه.
ابتسم مصطفى قائلا: عمرى ماتخيلت ابدا ان غريبة اطوار زيك ممكن تغير حياتى ؟!
ضحكت نادين قائله: تصدق وحشتنى جملتك دى! وكمان بحبها جدا.
فاقترب منها وهمس فى اذنها قائلا: وانا بيحبك غريبة اطوارى، وبيعشقك يا ملكة ايامى واحلامى(نظر الى عينها بشوق وحب ) وحشتينى كتير كتير.
فاحمر وجهها خجلا قائله: يلا الاكل هيبرد..
ابتسم مصطفى قائلا: متخفيش انا اللى عمله بايدى وعمره مايبرد.
فضحكت قائله: طب يلا انت اكيد جعان وتعبان.
فابتسم وهز راسه بالموافقه،
جلسا معا على الطاوله، وبدأا تناول الطعام، تذكر الايام التى اختباءت فيها نادين فى شقته، وكيف انها غيرت كل حياته، فهو لم يتخيل يوما تاتى فتاه وتغير كل معتقداته، ويترك دينه ووطنه، فحبها لدينها واصرارها عليه، جعله يحبه يراه بشكل اوضح واجمل.
فى منزل فارس.
دخل فارس ومعه زوجته، تحمل علي يدها طفلتهم الصغيره، وهو يمسك فى يد ابنه صاحب الخمس سنوات، والذى يشبه كثيرا والذى فرح وجرى مسرعا عندما راى جده وجدته يجلسان فى البهو قائلا: هاهاهاه جدو حبيبيى تيتا حبيبتى هاهاها
فتح فهمى يده وهو يحتضنه ويقبله قائلا: سيف حبيب قلب جده.
سيف وهو يحتضنه: جدو حبيبى وحشتنى جدا جدا يا جدو، وانا بحبك خالص خالص يا جدو..
فهمى وهو يحتضنه فى سعاده: انا اللى بحبك جدا ولد ياعسل انت حبيب قلب جده يا ناس.
ايمان مازحه: كفايا سبهولى شويه، والولد السكر ده، حبيب قلب تيتا وروح قلبى كمان.
اسرع اليها سيف قائلا: انا كمان بحبك قوى يا تيتا وحشتينى خااااالص.
ايمان وهى تحتضنه: حبيبي يا ناس عسل وسكر شهد مكرر.
اقترب منهم فارس مازحا: الله الله الواد هيخلص الحب كله، وانا اروح فين سبلى حبه يا سيف..
سيف ضاحكا: لاء يا بابا جدو وتيتا حبيبى ومش هسبلك حاجه.
ضحك الجميع على كلماته الطفوليه الجميله
ريناد ضاحكه: مش عارفه اتعلم اللماضه دى فين بس ؟!
ايمان وهى تضحك: لاء دى مولود بيها طالع لابوه.
ضحك فارس قائلا: حبيبي يا ناس ابنى وخليفتى فى الملاعب.
فهمى ضحكا: ربنا يسعدك يا حبيبى ويباركلك فيه، ديما يدخل علينا كده بالفرح والسعاده.
فارس: ويباركلى فيكم وميحرمنى منكم ابدا..
نظرت ايمان الى ريناد قائله: هاتى البنوته العسل دى، لما اشلها حبه وحشتنى.
ابتسمت ريناد قائله: معلش يا طنط اصلها نايمه.
فهمى: طب اطلعو طلعوها وريحو تلقيكو تعبانين من الصبح.
فارس: حاضر وانت يا سيف العب معاهم شويه واطلع نام.
ابتسمت ايمان قائله: ملكش دعوه بيه سيبو معنا وروح انت.
فارس: انا خايف عليكى لحسن تتعبى، كانت معاكى البنت الزئرده رومى بنت شهد، بقالها يومين وكمان بابا شكله تعبان..
فهمى: انا مش تعبان ولا حاجه اطلع منها انت بس، وبعدين رومى دى عسل انا بموت فيها شقيه زى امها، (قبل سيف) والواد العسل ده حبيب جدو يلا خد مراتك وامشى من هنا.
ضحك فارس قائلا: خلاص هطلع منها، بكره تندم يا جميل، يلا يا ريناد قبل ما يرجعو فى كلامهم..
فضحكو جميعا وصعد فارس وريناد الى غرفتهم، دخلت ريناد وضعت الطفله على سرير صغير بجوار سريرهم، ودخل فارس الى الحمام اخذ حمام وغير ملابسه وخرج، نظر بارجاء الغرفه فلم يجدها فدخل الى غرفة الملابس فوجدها بها فاحتضنها من الخلف قائلا: الجميل بيعمل ايه ؟
وضعت يدها على وجنته قائله: كنت جاى اغير بس شوفت الخيمه دى فقولت اتفرج عليها، هى ايه دى اصلا ؟.
نظر لها فارس بحنين وشوق قائلا: يااه هى الخميه دى لسه عايشه فكرتنى بذكريات كتيره.
وتنهد بشوق وقبل ريناد فى وجنتها واكمل: تعالى ندخل ننام وسيبك من الخيمه.
تعجبت ريناد قائله: صوتك ونظراتك ليها مليانه حنين، وكأنها بتفكرك بشئ جميل، بحد بتحبه.
قاطعهم صوت بكاء الطفله فضحك فارس قائلا: روحى شوفى بنتك يالا وانا هطلعلك لبس على زوقى..
ابتسمت ريناد وتحركت نحو الطفله، اما فارس نظر الى الخيمه وابتسم بشوق وهو يقول فى عقله: يااااه فكرتنى بإيثار (تنهد) هو انا فعلا حبيتها بجد ولا حب امتلاك، مش عارف ليه اول ما شوفت الخميه، نطت كل الذكريات فى عقلى، وكانى شايفها قدامى، وحسيت انى مشتاق لها، وجويا احساس مش فاهمه، اكيد ده احساس وقتى، يلا ما اروح اشوف ريناد لحسن تضايق..
خرج من غرفة الملابس، وقد نسى ان يخرج لها ملابس، كانت ريناد قد اسكتت الطفله اشارت له بعدم الكلام، وكانت متعجبه من تاثره الواضح عليه فهمست فى اذنه: ايه مالك ؟
ابتسم فارس متهربا وهو يهمس: مفيش حاجه ادخلى غيرى انت وانا هفضل جنب رؤا على ما تغيرى وتيجى..
فهزت راسها مع ابتسامه خفيفه، ودخلت غرفة الملابس بحثت عن الثياب التى اخرجها فلم تجد، فتعجبت وقال فى عقلها: امال كان بيعمل ايه؟! معقول فضل يبص على الخيمه كل الوقت ده، يا ترى بتفكره بأيه؟! بكره اعرف من طنط ايمان ايه سر نظراته ليها.
وظلت تنظر للخيمه بقلق وخوف للحظات، وغيرت ملابسها وخرجت.
فى فيلا محمد بدران
نظرت مديحه الى بسنت وتنهدت بالم قائله: ايه يا بنتى مش تبطلى غيره بقا ؟.
نظرت اليها بسنت بحزن قائله: مش حاسه بحبه ليا خايفه يضيع منى، هو كل دنيتى مليش غيره فى الدنيا اعمل ايه ؟
امسكت مديحه يدها وربطت عليها بحنان قائله: تعرفى انا كمان كنت زيك مليش غير محمد، وكان هو كل دنيتى حاسه بيكى وفهماكى، بس اللى بتعمليه غلط هيضيعه منك.
اغمضت عينها بحسره قائله: مش عارفه اتحكم فى قلبى، عقلى مش بيبطل تفكير خايفه يكون اتجوزنى بس عشان يرضيكى..
ابتسمت مديحه قائله: انت عبيطه، يعنى لو متجوزك عشان يرضينى مطلقيش ليه لما فضحتيه، وخسرتيه ثفقه كبيره السنه اللى فاتت ؟
تنههدت بسنت قائله: مش عارفه، ولا فاهمه، سعات بحسه طيب جدا، وبيحبنى جدا، وسعات احسه بعيد ومش حاسس بيه اصلا.
ابتسمت مديحه قائله: يا بنتى مش كل الرجاله تعرف تعبر عن مشاعرها، وده مش معناه انه مش بيحبك، بس هما كده طبيعتهم، وبعدين الحب افعال مش اقوال..
تنهدت بسنت فى تردد: طب قوليلى انت اعمل ايه عشان احس بالامان، جويا احاسيس ملغبطه وخايفه يضيع منى ؟
فكرت مديحه قائله: طب اسمعى بطلى خناق وتعاليلى بكره، وانا هتكلم معاكى يكون الجو هادى، ونعرف نفكر سوى.
بسنت: حاضر.
مديحه: بس متنكديش عليه النهارده، وعدى الموضوع وبلاش خناق.
بسنت: حاضر..
ربطت مديحه على كتفها قائله: يحضرلك الخير ويريح بالك يا بنتى يارب، اهو نازل اهو اضحكى بقا كده، ومتخليهوش يشوف القلق اللى جواكى.
فهزت راسها بابتسامه حزينه، نزل مازن الدرج ووقف الى جوارهم قائلا: كنتو بتقطعو فى فروتى صح، اكيد شكلتلك منى انا عارف.
نظرت اليه بسنت بضيق وقبل ان تتكلم قالت مديحه: تشتكى ده ايه ده كانت بتشكر فيك، ويتصوفلى حبك ليها..
جلس مازن الى جوار مديحه ووضع يده على كتفها قائلا: هو انا مش عارفها يعنى، (قبلها فى وجنتها) انت بس اللى بتحبى طيبى خاطرى.
قامت بسنت وقفت قائله فى غضب: هروح العب مع العيال احسن من حرقة الدم.
مديحه: لاء اقعدى تعالى جنبى هنا هقولكم كلمتين..
وجزبتها من ذرعها واجلستها الى جوارها ووضعت يدها على ظهرها وبيدها الاخرى امسكت يد مازن ووضعتها فوق يد بسنت قائله: امسك ايدها يا مازن، واوعى تسبها احضن ايدها بأيدك، حسسها بحبك ليها، خليها تلاقى فى لمست ايدك الامان، مش بس فى حضنك.
تنهد مازن قائلا: هى اللى مش ساكته ولا راضيه، ومهما اعمل لها بردو مش عجبها..
اردت بسنت ان تتحدث فربطت مديحه على كتفها قائله: يا واد ده من حبها ليك، وخوفها عليك، اللى بتحبك كده اوعى تزعلها.
اخذ مازن نفس وزفره قائلا: انا اصلا لا حبيت، ولا هحب غيرها، بس هى تهمد بقا وتهدا؛ وتفهم انى راجل عملى، ومش بعرف اقول كلام حلو.
نظرت بسنت الى عينه قائله: يعنى مش هتسبنى ولا تبعد عنى ؟
نظر مازن لعينها قائلا: مقدرش ابعد عنك اصلا..
بسنت بحيره وهى تنظر لعينه: بشوف فى عينك كلام بس مش بتقوله، وبخاف اكون بضحك على نفسى.
تنحنحت مديحه قائله: بقولك ايه يا واد انت وهي، خدها يلا وروحو كملو كلام فى بيتكو مينفعش كده.
فضحك الاثنان وقبلاها فى وجنتيها فضحكت قائله: ربنا يفرحكم يلا روحو..
قاما الاثنان ونظر كل منهم للاخر بحب، وامسك مازن يدها ووضع يده حول خصرها وتحركا معا وعادا الى منزلهم، قامت مديحه ودخلت تلعب مع الاطفال ولحظات واتى معتز وظل يلعب معهم.
فى فيلا فادى.
دخل فادى الفيلا وصعد الى غرفة النوم، وجد وعد نائمه، تحرك ببطئ كى لا ييقظها، وجلس بجوارها على السرير، ونظر لها بحب وعشق وهو يتاملها، تنهد ووضع يده وملس على شعرها بحنان، وقبلها فى جبينها، فتحت وعد عينها ونظرت لها وابتسمت قائله بصوت ضعيف: فادى حبيبى جيت امتى ؟
مسح بيده على وجنتها قائلا: لسه جاى حالا عامله ايه دلوقتى ؟
امسكت يده وقربتها من قلبها وتنهدت قائله: الحمد لله طلما انت معايا ابقا بخير..
قبل فادى يدها قائلا: انت حبيبتى وعمرى كله، بكره لازم نروح المستشفى ونطمن، عشان وشك اصفر خالص.
وعد: حاضر انما فين الولاد ملهمش حس ليه ؟
ابتسم فادى قائلا: ماما مسكت فيهم وهما ماصدقو، فسبتهم هيباتو معها، واهى فرصه عشان ترتاحى شويه، وكمان نكشف ونطمن.
ابتسمت قائله: هما بيبحبوها جدا، وبيفرحو لما بيروحو هناك.
فادى: وهى كمان متتخيليش بتفرح بيهم قد ايه..
وعد: طلما هما هناك خليك انت، وانا الصبح هروح المستشفى واكشف واطمنك.
فادى رافضا: لاء طبعا، مش هسيبك تروحى لوحدك.
وعد: بس انت عندك معاد مهم بكره، انت ناسى ؟
فادى متذكرا: تصدقى كنت ناسى، بس مش مهم هروح معاكى، وابقى ارجع لهم على المعاد.
وعد: مش عايزه احس انى اتسببت فى خسارتك.
قبل فادى يدها ووضع اصبعه على شفتيها قائلا: هوس بطلى كلام بقا وقوليلى كلتى ولا لاء ؟.
ابتسمت قائله: الحمد لله، اكلت السندوتش اللى كنت سايبهولى، بس مش هقدر اكل تانى.
فادى: طب خلاص هدخل الحمام واغير هدومى واجى انام.
فهزت راسها دون كلام، قبلها فى جبينها وقام دخل الى الحمام.
وفى الصباح ذهبا معا الى المستشفى، ودخلا الى الطبيب، وبعد ان فحصها نظر الى فادى قائلا: انا هتصل بالمعمل يجى ياخد بعض العينات، عشان يعمل شوية تحاليل..
دق باب الغرفه ودخلت رانيا ابتسمت قائله: صباح الخير ازيك يا فادى (احتضنت وعد ) وحشتينى جدا عامله ايه دلوقتى ؟
ابتسمت وعد قائله: الحمد لله احسن كتير.
رانيا مازحه: ايه ست انت الدلع ده، هو حتت العايل ده اللى يعمل فيكى كده.
ضحكت وعد قائله: انت بتقولى فيها، مش عارفه ليه كده من اوله تعب.
الطبيب: التحاليل هتبين عن اذنكم، دقيقه انا والاستاذ فادى..
شعر فادى بالقلق وخرج معه، وقف على باب الغرفه نظر اليه الطبيب قائلا: حالة الطفل مش مطمنانى، والافضل انها تفضل معنا هنا شويه.
زاد قلق فادى قائلا: اللى شايفه افضل لها انا معاك فيه، المهم تطمنى عليها.
الطبيب: طب تمام هروح اعمل الاجراءت، واقولهم يحهزو لها اوضه عن اذنك..
هز فادى راسه بالموافقه، وقد امتلاء قلبه بالخوف عليها، اخذ نفس وزفره، ودخل لها الغرفه، ابتسم ليدراى ما به من قلق، واقترب منها قائلا: الدكتور شايف انك تفضلى هنا شويه يطمن.
وعد: خلاص اللى يعجبك، بس يلا روح انت على شغلك ورانيا معايا اهه.
فادى: لاء هفضل معاكى لحد لما يكلمنى يزيد، هو يتصل عليا قبل المعاد بشويه، وبعدين مش هعرف اشتغل وانا قلقان عليكى..
رانيا: طب هروح انا امر على الحالات بتاعتى، على ما تنتقلى للاوضه واجيلك على هناك.
وعد: وحشتنى المستشفى والعيانين.
رانيا مازحه: مستشفى وعيانين، طب قولى وحشتينى انت، بقا كده دى اخرتها.
ضحكت وعد قائله: انت عارفه انك وحشانى اصلا، وبعدين منا قولت انت بتاكلى وتنكرى.
رانيا: اكل، وانكر، ليه قطه، ماشى يا صاحبتى، نصايه ورجعالك، عن اذنك يا فادى..
تركتهم وخرجت، لحظات ودق الباب، اتت الممرضات ومعهم كرسى متحرك، جلست عليه وعد ونقلوها الى غرفتها، واتا اليها الطبيب نظر الى فادى قائلا: هى فطرت ؟
فادى: ايوه خليتها تاكل قبل ما نيجى عشان ماتتعبش.
الطبيب: طب تمام بتوع المعمل هيبعتولك حد ياخد العينات.
فادى: هو معتز مش موجود ؟
الطبيب: الدكتور معتز عنده عمليه بعد شويه، بيجهز لها.
وعد: انت عارف وقته ضيق بين الجامعه والمستشفى..
فادى: اصلى كنت عايزه فى شغل مهم.
الطبيب: اول ما يخلص العمليه هخلى يجيلك.
وعد: هو شغال مع الدكتور الامريكانى ؟
الطبيب: ايوه هيفضل معاه طول فترة وجوده فى مصر، عن اذنكم انا عشان امر على المرضا، وهجيلك تانى يا دكتوره.
فادى: اتفضل حضرتك انا هفضل معها.
فى شركة فادى
دخل يزيد الى مكتب مازن ونظر اليه قائلا: السلام عليكم
نظر اليه مازن وابتسم قائلا: وعليكم السلام اهلا يا يزيد..
جلس يزيد بالكرسى بجوار المكتب قائلا: فين معتصم؟ عشان ندخل نراجع المشروع سوى، على ما يقرب المعاد ويجى فادى.
فتح الباب ودخل معتصم قائلا: السلام عليكم اسف على التاخير.
مازن: وعليكم السلام.
يزيد: مفيش تاخير ولا حاجه، يلا نروح اوضة الاجتمعات نتناقش هناك، عشان عايز اوريكم شوية حجات مهمه..
قام الثلاثه ودخلو غرفة الاجتماع وبدأو فحص الاوارق، وبعد بعض الوقت، نظر لهم يزيد قائلا: بتهيالى كده تمام كل النقط المهمه اتنقشنا فيها.
مازن: طب وفادى مش هيجى بدرى نقوله ؟
يزيد: انا اتكلمت معاه امبارح، واتنقشت معاه وخلصت الموضوع، متقلقوش هكلمو دلوقتى اصلا عشان يجى.
اخذ الهاتف من على الطاوله طلب رقم فادى لحظات واجابه قائلا: السلام عليكم ايوه يا يزيد.
يزيد: وعليكم السلام ايه اخبار وعد دلوقتى ؟.
فادى: الحمد لله احسن الدكتور حجزها عشان يطمن عليها.
يزيد: ربنا يطمنك عليها هتعرف تيجى الاجتماع ؟
فادى: ان شاء الله هما باقى على معادهم قد ايه ؟
يزيد: نص ساعه.
فادى: طب خلاص رانيا معها دلوقتى، هاجى احضر الاجتماع وارجع لها تانى.
يزيد: طب تمام احنا فى انتظارك.
انها معه المكالمه ونظر لهم قائلا: هيجى دلوقتى.
مازن: ومعتز مش هيجى ؟
يزيد: مسألتوش عنه، لما يجى نساله يلا نتمم على الورق على ما يجى..
جلس مره اخرى على الطاوله وظلو يتحدثون، حتى اتى فادى ودخل قائلا: السلام عليكم.
يزيد: وعليكم السلام يلا تعالى اقعد بص فى الورق بصه على ما الناس يجو.
معتصم: وعد عامله ايه دلوقتى ؟
مازن: ومعتز مش هيجى ؟
جلس فادى على راس الطاوله قائلا: وعد بخير بس الحمل تعابها شويه، والدكتور حجزها يعمل لها تحاليل، عشان يطمن، وكلمت معتز قالى انه موافق على اى حاجه نتفق عليها، وانه مش هيعرف يجى..
معتصم: ربنا يطمنك عليها، كلمت باص المدرسه يرجع الولاد على عند ماما ؟
فادى: اه كلمته وانا جاى لكم، وكلمت ماما فهمتها عشان متقلقش.
مازن: بسنت هناك عندها، اهى تساعدها وتراعى العيال معها.
فادى: كلمت الداد بتاعتهم، تروح لهم على هناك، تفضل معاهم لحد لما نخلص تحاليل وعد ونطمن عليها، هبص كده على الورق بسرعه عشان باقى دقيقتين.
يزيد: انا نبهت على السكرتيره تدخلهم اول لما يجو..
راجع فادى بعض الاوراق، دقائق واتى عمار وفارس وسامح، دقو الباب ودخلو
سامح: السلام عليكم .
قام فادى استقبلهم قائلا: وعليكم السلام اهلا يا استاذ سامح واهلا بضيوفك.
سلم عليه سامح قائلا وهو يشير عليهم: اعرف فارس فهمى، وعمار صفوت، مدرين شركة الاصدقاء، اللى هيكونو شركا معنا فى المشروع.
فادى: اهلا بيكو انا سعيد جدا بالتعرف عليكم، سمعت كتير عن شركتكم، والنجاح اللى حققتكو فى الفتره الصغيره دى..
ابتسم فارس قائلا: احنا اللى اسعد بتعرفنا على مدير شركه من اكبر الشركات فى المنطقه.
ابتسم عمار قائلا: فعلا انتو كمان فى فتره صغيره، خليتو الشركه من اكبر الشركات فى الوطن العربى كله.
ابتسم قائلا: وان شاء الله بالمشروع ده هنوصل للعالميه مش بس العالم العربى.
نظر اليه فادى باعجاب قائلا: عاجبنى قوى الاصرار اللى فى عينك ده، والثقه اللى شايفه فى وششكم..
ابتسم يزيد قائلا: فعلا وششهم مليانه ثقه تنبأ عن نجاح قادم، بامر الله.
فنظرو له بسعاده فقال فادى وهو يشير عليه: يزيد مدير شركة الصفوه(واشار على اخوته) ودول اخوتى وشركه معنا فى الشركه، معتصم ومازن، اتفضلو نقعد نتناقش فى المشروع، ونكمل التعارف.
جلسو جميعا حول الطاوله، وتناقشو فى كل بنود المشروع
فادى: تمام اتفقنا ان شاء الله، بكره تيجو نمضى العقود ونبدأ فى المشروع، ان شاء الله.
فارس: تمام اتفقنا..
سامح: اسم الشركه بتاعتنا هيبقا مخفى، لفتره زى ما شرحتلكم.
فادى: تمام انا فاهم ومعندناش اى مشكله.
وقف الثلاثه
سامح: طب نستاذن احنا بقا.
وقف فادى قائلا: احنا اتشرفنا بمعرفتكم، والشغل معاكم.
وقف يزيد قائلا: ان شاء الله تكون بدايه خير لنا ولكم، ان شاء الله.
عمار: بامر الله.
خرج الثلاثه بعد ان سلمو عليهم نظر فادى الى اخوته قائلا: فى اى حاجه مهمه عشان ارجع لوعد المستسفى ؟.
يزيد: استنى انا جاى معاك، عندى شوية حجات هخلصها هناك.
مازن: لاء مفيش، هبقا اجيب بسنت ونجلكم بعد الشغل، نطمن على وعد ان شاء الله.
معتصم: وانا هبقا اتصل عليك تطمنى، انت عارف حالة رودينا، مش هينفع اجبها واجيلك.
فادى: عيب الكلام ده انتو اخواتى ومفيش بنا حاجه من دى، وانت كمان يا مازن خليك انت ومراتك، راعو العيال مع ماما على مانرجع.
مازن: خلاص اللى يريحك..
خرج فادى هو ويزيد، نزلا وركبا السياره وذهبا الى المستشفا.
فى شقة سوزى
اتى عادل اليها قرع جرس الباب فتحت له قائله: اهلا يا عادل ادخل.
وتركته ودخلت الى البهو اغلق الباب ودخل خلفها، جلست على احد الكراسى، وجلس هو على الكرسى المجاور لها، نظرت اليه قائله: هاتلى واحده تخدمنى انا مش هقدر اعمل اى حاجه.
عادل: بسطيه، وانا ماشى هعدى على مكتب من بتوع المخدمين، يبعتلك واحده ثقه..
سوزى: وعايزك تجبلى كل المعلومات عن صاحبة نادين، اللى انقذتها واتسببت فى اللى جرى، وكل حاجه عن نادين هى كمان ؟
عادل: بسيطه خلال يومين كل المعلومات تبقا عندك.
سوزى: وعايزه كل تفاصيل الحادثه، وعايزه اعرف ازى دخلت البيت؟ ومين اللى كانو معها يومها ؟
عادل: هو ده صعب بس هحاول، لان محدش عرف اى حاجه، مكنش فى كاميرات تصوير فى المكان، ومحدش شاف حاجه غير سليم، وهو مقدرش ينطق بعد الحادثه..
سوزى: حاول تشوف تحريات النيابه، اى حاجه ولو معلومه بسيطه، عايزه افهم ازى دخلو الفيلا، وعدو كل المتاريس اللى كان عملها سليم، هتجنن من وقتها وعقلى هيقف من التفكير.
عادل: هحاول بس معتقدش انى هوصل لشئ بسهوله، لان الوحيد اللى كان يعرف سليم، واللى جم معها وقتها، وانت متعرفيش هما مين ومشفتيش حد منهم..
سوزى: انا كنت فى الاوضه بجهزها لسليم، والاوضه معزوله ومسمعتش حاجه، واتفجأت لما دخلت عليا، ولما حاولت امنعها زقتنى اتخبط فى الحيطه، كانت تخوف اصلا وعنيها بطلع نار، كانها وحش داخل عليا.
عادل: مش عارف، عموما هحاول واى معلومه هوصل لها هجبهالك، عايزه حاجه تانى ؟
سوزى: لاء خلاص شكرا ليك..
تركها عادل وخرج، جلست هى تتذكر هذا اليوم قائله: البنت دى ورها سر مش طبيعيه، لان مش ممكن بنت تفتح الباب كده، وزقتها ليا مش زقه عاديه، دى طيرتنى وهى كانها بتهش فرخه، اعرف بس سرها، وانا هعرف انتقم منها ازى.
ونظرت فى اصرار وغضب.
فى فيلا بدران
اتت بسنت الى الفيلا، ودخلت
كانت مديحه تجلس فى البهو، تلاعب احمد فاقتربت منها قائله: صباح الخير يا ماما..
ابتسمت لها مديحه قائله: اهلا يا حبيبتى تعالى اقعدى جنبى.
جلست الى جوارها احتضنت احمد وقبلتها قائله: حبيبى الولد العسل ده.
فرح احمد قائلا: حبيبتى انتى يا طنط انا بحبك خالص هتلحبى معايا ؟
بسنت وهى تحتضنه بسعاده: اه طبعا هلعب معاك يلا روح مع دادا الاوضه استنانى وانا هاجى العب معاك هناك.
احمد بفرح طفولى: هاهاهاهاهاها هنلعب هاهاها.
ضحكت مديحه قائله: طب يلا روح هناك استنها هقول لها سر واجيلك..
احمد بطريق طفوليه: حاضر يا تيتا متخفيش مش هبص عليكم، بس مترغيش كتير عشان مش تتاخر عليا،
ضحكت مديحه وقبلته فى وجنته، وتركهم وذهب الى غرفة الالعاب ابتسمت بسنت قائله: ولد زى العسل ربنا يبارك فيه لمامته وباباه.
ابتسمت مديحه قائله: ويرزقك بطفل جميل زيه.
تنهدت بسنت قائله: ربنا يسمع منك يارب.
ربطت مديحه على ظهرها قائله: ربنا كريم بس انتى بطلى غيرتك الاوفر دى، واهدى شويه..
اخذت بسنت نفس وزفرته، وكانه تخرج معه كل ما بداخلها من هم وقلق قائله: مش حاسه بالامان، ديما خايفه، مازن مش محسسنى بحبه، وديما حاسه انى اخر اولوياته، وهو ده اللى بيخلينى اغير عليه.
تنهدت مديحه قائله: غلطانه مازن بيبحبك، بس هو عملى ومش بيعرف يعبر عن مشاعره، وانت لازم تبقى فاهمه ده.
بسنت فى حيره: انا فاهمه، بس سعات غيرتى بتغلب على عقلى، واتصرف بغباء..
مديحه: لاء اوعى لان ده هيخصرك انت، الرجاله معندهاش صبر زينا، فمتضيعهوش من ايدك.
زادت حيرة بسنت قائله: طب اعمل ايه؟ لما بتخيل ان ممكن يكون فى واحده غيرى فى حياته، ببقا هتتجنن وعقلى هيشت، وكمان عمليته الزياده، بتشككنى ديما فى حبه، بشوف الحب فى عنيه، لكن احس افعاله ناشفه جامده.
فكرت مديحه قائله: بصى انت اتجوزتيه وانت عارفه انه عملى، يبقا تصبرى وتتحملى شويه، ومتعمليش مشاكل تخصرك ليه..
نظرت بسنت الى الاسفل قائله: هحاول، بس اما احس ان قلبى مولع، والنار قايده فيه اعمل ايه ؟
ابتسمت مديحه قائله: اقراى قراءن، وهدى نفسك وفكرى بعقل، عشان الشيطان عايزك تضيعه منك، وتعيشى بعد كده ندمانه.
نظرت لها بسنت قائله: فعلا بندم جدا بعدها، وببقا مش عارفه اعمل ايه..
امسكت مديحه يدها وربطت عليها قائله: يبقا تفكرى بعقل، واول ماتحسى الشيطان بيلعب بعقلك، تلجأى لله وتقراءى قراءن، وتطلبى من ربنا يلهمك التصرف الصح، وتتصرفى بهدوء.
بسنت وهى تنظر لها بعبوس: هحاول ولو ان ده صعب.
ابتسمت مديحه قائله: مفيش حاجه صعبه، مره مع مره هتتعودى، وكمان انتى ديما اتكلمى مع مازن وقوليه حسسنى بحبك.
قاطعتها بسنت قائله: هو الاهتمام بيطلب، ده لازم يكون نابع منه هو..
مديحه: ايوه يا بنتى بيطلب، يا بنتى الرجاله متفهمش فى الحجات دى، واحنا علينا اننا نوجهم لها واحده واحده.
بسنت متعجبه: ازى يعنى مش فاهمه ؟!
ابتسمت مديحه قائله: الرجاله عملين وبيحسبوها قوى، فمش هياخد باله انت عايزه ايه، لكن لما تقوليله ياخد باله.
فكرت بسنت قائله: تصدقى فعلا سعات بحس كده، بحس انه مش فاهم انا عايزه ايه، هعمل زى ما قولتلى حاضر، وهحاول اهدى وربنا يصلح الحال..
مديحه مازحه: يلا تعالى نروح نلعب مع احمد، لحسن يقول انى رغيت كتير واخرتك عليه.
ضحكت بسنت وقامتا معا ودخلتا الى الغرفه التى بها احمد، فتح معتز الباب ودخل، سمع صوتهم فى غرفة الالعاب، فاقترب منها والقى التحيه، فقامت مديحه واسرعت اليه قائله: اهلا يا حبيبى طمنى وعد عامله ايه دلوقتى ؟
معتز: لسه الدكتور هيعمل لها تحاليل واشعات، وهى اللى هتوضح فى ايه.
نظرت اليه مديحه بحزن وقلق قائله: هى تعبانه قوى كده ؟.
معتز: والله يا امى مش عارف، الدكتور كلامه مطمنيش ربنا يستر.
زاد قلق مديحه قائله: لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يشفيها ويقومها لولادها بالسلامه.
معتز: اللهم امين، انا هطلع اغير هدومى، وانزل على الجامعه.
مديحه: مش هتتغدى ؟
معتز: بالليل لما ارجع، مش هينفع دلوقتى، متاخر يادوب الحق اغير واروح عن اذنك.
مديحه: ربنا معاك يا حبيبي..
تركها وصعد الى الغرفه، غير ملابسه ونزل مسرعا، ذهب الى الجامعه، دخل القاعه كانت توتا تجلس فى المدرج الثانى، ورأها ونظر عليها، فارتبكت من نظراته، ولكنه تخطت الامر بسرعه، وركزت فى الشرح، وبعد ان انتهى خرج الطلاب، كان هو يراقبها وعندما تحركت لتخرح من القاعه نادها، فتصنعت انها لم تسمعه، فنادها مره اخرى وقد تضايق، من تجاهلها له فى المره الاولى، فتوقفت مكانه وهى تشعر بالقلق والخوف، فهى لاتعرف ماذا يريد منها، كان معتز ينظر لها ويبدو عليه الغضب من تصرفها..
فى فيلا فهمى
نزلت ريناد وهى تحمل طفلتها وكانت تتلفت تبحث عن ايمان، فلم تجدها فشعرت بخيبة امل، وجلست فى البهو على الاريكه، فهى اتت لتتحدث اليها، وتسالها عن الخيمه، فالامر يسطير على تفكيرها، منذ رات هذه النظره فى عين فارس، اتت ايمان من المطبخ وراتها تجلس وهى شارده فتعجبت قائله: مالك يا ريناد سرحانه فى ايه ؟
انتبهت ريناد لصوتها قائله: ها اهلا يا طنط، كنت نازله اقعد معاكى ملقتكيش..
ابتسمت ايمان قائله: كنت فى المطبخ، بقولهم على تعليمات الغدا، ولو عايزه تقولى لهم على اكل معين روحى، هاتى رورو معايا.
تنهدت ريناد وقالت: لاء مش عايزه حاجه، كنت عايزه اسالك على حاجه ممكن ؟
شعرت ايمان بالقلق فى نظرة وصوت ريناد: اسالى يا بنتى انا سماعكى.
ترددت ريناد قائله: هى ايه الخيمه اللى عندى فى الاوضه دى؟ وليه فارس محتفظ بيها؟.
تعجبت ايمان قائله: خيمه ! خيمة ايه ( ابتسمت بتذكر ) اه افتكرت، دى الخيمه اللى كانت عملاها ايثار، فى الاسبوع اللى قعدته معنا لما كانت هتتجوز فارس هو محكلكيش ؟
زاد قلق ريناد قائله: حكالى،
بس مجبش سيرة الخيمه، ولا حكالى انها كانت عايشه معاكو هنا فى البيت.
تعجبت ايمان قائله: معقوله وليه ميقولكيش؟! ( متهربه)تلاقيه نسى او لان الموضوع مش مهم، ومش فارق معاه..
شعرت ريناد انها تتهرب منها، وان هناك ما تداريه عنها، واذا بشهد تفتح الباب وتدخل، وهى تحمل طفلها قائله: السلام عليكم وحشتونى جدا.
قامت ايمان احتضنتها وحملت منها الطفل قائله: حبيبتى يا شهوده، انت كمان وحشتينى، ووحشنى القمر ده، حبيب تيتا (قبلته واخذته منها) مهند العسل ربنا يحفظهولك يا بنتى.
اقتربت منها ريناد وهى تحمل طفلتها قائله: شهد وحشانى جدا انت كمان..
احتضنتها شهد قائله: حبيبتى الكبيره، والصغيره، رأروأه العسل اللى زى مامتها(قبلتها وهى على ذراع ريناد) يا خواتى على العسل حبيبة عمتو.
جلست ايمان واشارت الى شهد قائله: تعالى اقعدى جنبى يا حبيتى.
اتت شهد وجلست الى جوارها، وجلست ريناد الى جوار شهد،
ايمان: هو مهند نايم ليه كده كنت عايزه العب معاه ؟
شهد: مصحينى طول اليل منيمنيش ولد متعب.
ضحكت ايمان قائله: ربنا يحفظهولك، هطلع انيمه فوق فى الدفا..
شهد: طب اسبقينى انت هشرب فنحان قهوه، واحصلك لحسن راسى وجعانى من قلة النوم.
وجدتها ريناد فرصه لتتحدث اليها، وتسألها على ما تريد، فقالت: انا هفضل معها اشرب قهوه انا كمان.
ايمان: طب هطلع وانتو حصلونى.
تركتهم وصعدت الى غرفتها، كانت ريناد تتابعها بعينها، حتى تاكدت انها دخلت الغرفه، ونظرت الى شهد قائله: بقولك يا شهد كنت عايزه اسالك على حاجه؟
نظرت اليها شهد قائله: اسالى..
ترددت ريناد قائله: انت قبل ما اتجوز انا وفارس، حكتيلى شويه عن موضوع جوازه من ايثار.
تعجبت شهد قائله: اه حكلتلك بس بتسالى ليه دلوقتى ؟
ريناد: ليه مجبتيش سيرة الخيمه، وليه حذرتينى من غيرته الشديده، ومن ساعت متجوزنا وغيرته عاديه..
تعجبت شهد من السؤال قائله: غيره عاديه !ازى ده كان كل يوم يتخانق مع ايثار، بسبب الغيره غريبه دى، وكمان هو محكاش ليكى ليه عن موضوع الخيمه، يمكن نسى ولا حاجه، بقولك هطلع لماما، لحسن افتكرت حاجه مهمه، وخلى الدادا تطلع القهوه فوق عن اذنك.
وتركتها وصعدت مسرعه، وكانها تهرب منها، مما زاد قلق ريناد وشعرت انهم يخفون عنها امرا ما..
تاااابع ◄ أشواك الحب