رواية اغتصاب طفلة الفصل الرابع

 

 ((نظر اسلام ل وسام التي شعرت بالضيق بسبب كلمات والدته فنظر الي زينب قائلآ ...))
اسلام:ياامي الله يرضي عليكي وسام مش مجنونه هي بس اتعرضت لحادثه خلت اعصابها تتعب شويه
((نظرت له زينب بضيق قائله ...))
زينب:انا قولت اللي عندي يا اسلام وكلامي مش هرجع فيه ابدآ


اسلام:طيب يا امي خلاص كلها سواد الليل بس والصبح هاخد وسام ونسافر علي بلدها و...
((قاطعته وسام قائله ...))
وسام:مفيش داعي يا دكتور انا كبيره بما يكفي لدرجة اني اعرف اسافر بلدي لوحدي
اسلام:خلاص يا وسام كلها سواد الليل بس ... بعد اذنك يا امي وسام هتنام في اوضتي وانا هنام في الصاله لصبح وهنسافر
((زفرت زينب في ضيق وتركته لتدلف الي غرفتها وهي تتمتم قائله ...))
زينب:ابقي هلي بالك لا تجيلها نوبة جنان بالليل تقوم تولع لنا في الشقه
((فتغلق الباب خلفها فينظر اسلام الي وسام ويقول ...))
اسلام:انا اسف جدآ يا وسام بس والدتي والله طيبه بس مش عارف مالها النهارده

 

((تبسمت وسام له لتخفي المها قائله ...))
وسام:مفيش داعي انك تتأسف يا دكتور انا عارفه ان هي دي النظره اللي هتكون في عيون المجتمع ... عارفه ان كل الناس هيتهموني بالجنون
اسلام: بكره تروحي لوالدتك وتعيشي وسط الناس اللي بيحبوكي واكيد هيعوضوكي عن كل اللي شوفتيه ده
وسام:نفسي اترمي في حضن امي اووووي ... حاسه وانا بعيده عنها وكأني في غربه ... ومتأكده ان هي الوحيده اللي لما تطبطب عليه هنسي كل وجعي
اسلام:طب اتفضلي نامي بقي عشان مشوارنا الصبح طويل اوي ومجهد ... انتي هتنامي في الاوضه اللي هناك دي
((ليرفع اصبع مشيرآ الي احدي الغرف فتنظر له قائلآ ...))
وسام:بس انا مايرضينيش اني اطردك من اوضتك واخليك تنام علي الكنبه
اسلام:ياستي انا متعود علي نومة الكنب وبلاش تتعبي قلبي بقي وروحي نامي
وسام:بس يا دكتور انا ...
((قاطعها اسلام قائلآ ...))
اسلام:اولآ سيبك من كلمة دكتور دي احنا اصدقاء دلوقتي وثانيآ يلا علي الاوضه
((ابتسمت وسام له وتركته لتدلف الي غرفته وتتسطح علي الفراش وتذهب في نوم عميق وهي تحلم بالعوده الي قريتها الصغيره وملاقاة والدتها التي لم تراها منذ اشهر طويله ... اما هنا صعدت سمر هي الاخري مع شوقي علي سلالم واحد من المنازل التي يبدو عليها التواضع ليقفا امام باب احدي الشقق لينظر الي سمر ويحدث نفسه قائلآ ...))

شوقي:اعمل ايه بس يا ربي في المصيبه دي ... منك لله يا اسلام دبستني وهربت ... طب انا لو دخلت دلوقتي ولقيت فارس جوه هينفخني ولو مالقتوش وجه هو ولقي المصيبه دي معايا برده هينفخني ... اعمل ايه بس ياربي ... انا ادخل واتكل علي الله ... اتشهد بس الاول ... اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدآ رسول الله
((ثم اخرج مفتاح باب الشقه وفتح الباب ليدخل رأسه ليتجول بنظره في انحاء المنزل اولآ فيعود الي الخلف ناظرآ الي سمر قائلآ ...))
شوقي:انتي تستني هنا وانا هدخل الاول ولو سمعتيني بناديكي او بصرخ او بستنجد بحد ... تدخلي علي طول تنقذيني
((فضحكت سمر علي اسلوبه الفكاهي هذا فحمل الحقيبه فنادته قائله ...))
سمر:انت واخد شنطتي ليه سيبها
شوقي:شيفاني اهبل ولا ايه ... اسيب الشنطه عشان تاخديها وتهربي مني
سمر:انا لو عايزه اهرب مش هيهمني الشنطه
شوقي:ازاي اجدع ... دي فيها هدومك واوراقك وكل حاجه كل حاجه

((نظرت سمر له بغيظ قائله ...))
سمر:لا ذكي
شوقي:ما انا عارف... استني هنا بقي
((دلف شوقي الي المنزل فوجد شاب ثلاثيني يتمتع بجسد رياضي وملامح تتناسب مع شخصيته القويه يخرج من احدي الغرف يرتدي بنطلون جينز علي تيشيرت اسود يظهر عضلاته لينظر له ويقول ...))
الشاب:الحمدلله علي السلامه
((نظر له شوقي ولم ينطق ببنت كلمه ليبدأ الشاب في التجول في انحاء المنزل حتي وصل الي المطبخ وشوقي يراقبه بصمت فيفتح باب الثلاجه ويخرج منها زجاجة ماء ويقول بنبرته الحازمه ...))
الشاب:شكلك عامل مصيبه ... انطق فيه ايه
((ويفتح الزجاجه ويبدأ في ارتشاف الماء ويقول شوقي مترددآ ...))
شوقي:بصراحه يا فارس انا جايب معايا بنت
((ليفرغ فارس الماء الذي في فمه في وجهه شوقي قائلآ ...))
فارس:نهارك اسود ومنيل ... هي وصلت معاك لكده
شوقي:لا يا عم انت فاهم غلط ... دي سمر
((اقترب فارس من شوقي وامسك بياقة قميصه قائلآ بغضب ...))
فارس:وايه يعني سمر ... خوفت انا كده ... تكون مين سمر ولا زفت دي ما هي واحده زيها زي اي واحده من الشارع
((دلفت سمر علي صوته العالي لتقف مصدومه من كلماته التي حكم عليها بها دون سابق معرفتها لتقول والدموع في عينيها ... ))
سمر:انا هي سمر ... بس للعلم انا مش من الشارع ..انا بنت ناس ..ومحترمه ...وصحفيه .. مشكلتي الوحيده اني جيت الدنيا دي يتيمه ..
((ثم خرجت من المنزل ليقول شوقي ...))

شوقي:ايه يا حضرة الظابط هو من كتر تعانلك مع المجرمين مابقيتش تعرف تفرق بين الناس المحترمه واللي مش محترمه ... سمر دي مريضه من اللي كانوا في المركز وانا خرجتها علي مسؤليتي عشان اهلها كلهم متوفين
((ثم تركها وخرج خلف سمر وهو يناديها لتقف وهي لا تهتم لأمره ومتجاهلاه تمامآ حتي وصل لها ليمسك بيدها فتقول ...))
سمر:ارجوك يا دكتور شوقي ... انا مش مرغمه اني افضل ملازمه ليك علي طول ... وانت مش ملزم انك تهتم بيا ... انا لا مجنونه ولا انت لسه دكتوري ... ومشكور اوي انك طلعتني علي مسؤليتك وماتخفش مش هعمل حاجه تسببلك أي اذيه
شوقي:طب ممكن بعد اذنك تتفضلي معايا نرجع البيت ... واوعدك ان فارس مش هيتعرضلك تاني ... وبعدين فارس ظابط هيفضل طول الوقت بره البيت وهتبقي انتي واختي بس اللي في البيت
((سمعت سمر كلمه ان فارس شرطي ففكرت في نفسها قائله ...))
سمر:فارس ظابط ... طب اللي يحب يستخبي من حاجه هيلاقي فين مكان أأمن بيت ظابط ... بكده انا هقدر اعمل اللي انا عايزاه من غير ما حد يشك فيه ...
((لتعود من شروده علي صوت شوقي وهو يقول ...))
شوقي:يلا بقي ياسمر الدنيا ليل وما ينفعش وقفتنا كده
((هزت سمر رأسها بالأيجاب فيأخذها شوقي متجهآ الي منزله مره اخري ليجد فارس قد دلف الي غرفته الخاصه فينادي باسم تقوي فتخرج فتاه تبلغ من العمر سبعة عشر ربيعآ فتنظر له قائله ...)

تقوي:ايوه يا ابيه
شوقي:احب اعرفك ب سمر ضيفتنا لكام يوم كده
تقوي:اهلا وسهلا بحضرتك نورتي البيت
((ابتسمت سمر لها قائله ...))
سمر: حبيبتي البيت منور بأصحابه
شوقي:دي تقوي يا سمر ... اختي الصغيره ... وان شاء الله هتبقي اصحاب اووي
تقوي:اه طبعآ
شوقي:سمر هتبات معاكي في اوضتك يا توتي
سمر:انا ممكن انام في اي مكان ... حتي لو علي الكنبه هنا
تقوي:لا مستحيل انا اوضتي جميله اوي وهتعجبك
سمر:انا مش عاوزه ازعجك بس
تقوي:مفيش ازعاج ولا حاجه ... يلا عشان تغيري هدومك بقي وترتاحي
((دلفت سمر مع تقوي الي غرفتها ليذهب شوقي الي غرفة تشقيقه فيجده يقف في الشرفه ينفث غضبه في دخان سيجارته فيقول ...))
شوقي:علي فكره كده غلط
فارس: عارف ياشوقي ومن فضلك بلاش نتكلم فؤ الموضوع ده
شوقي:انا رجعت سمر تاني وهي دلوقتي مع تقي في اوضتها
فارس:ودي بقي هتفضل هنا لأمتي ...
شوقي:مش كتير ما تقلقش لحد ما حالتها النفسيه تتحسن
فارس:بس ياريت بسرعه لان دا بيت وسط حاره والناس بتتكلم اكتر ما بتسمع
شوقي:طب ممكن نتكلم شويه
فارس:في اي وقت تاني ... انا نازل عشان عندي مأموريه مهمه

((ليأخذ فارس جاكيته ويخرج من الغرفه ثم من المنزله برمته ليتوجه شوقي الي غرفته ويذهب في نوم عميق ... لتشرق شمس الصباح معلنه حلول يوم جديد لتخرج وسام من غرفتها لتجد اسلام يجلس في انتظارها فيعرض عليها تناول الفطار ولكنها ترفض بالرغم من انها تتدهور جوعآ ولكن معاملة زينب لها كانت كفيله بأن تتمني ان تخرج من ذلك المنزل بأسرع وقت ممكن لتخرج هي واسلام من المنزل متوجهين الي بلدة وسام ... خرج شوقي من غرفته علي صوت ضحكات سمر وتقي التي كانت تدوي في ارجاء المنزل ليجد طاولة الطعام تحوي مجموعه من الاطباق وبها كل ما لذ وطاب من الاطعمه الشعبي التي تكون فطور شهي لكل من يتناوله فيجلس وهو يقول ...))
شوقي:الله الله من ايام الحاجه الله يرحمها ماشوفناش السفره دي مرصوصه كده
تقوي:صباح الخير يا أبيه ...دي ابله سمر هي اللي موضبه الفطار النهارده
سمر:مش قولنا بلاش ابله دي ونخليها سمر علي طول
شوقي:طب يلا عشان انا واقع بصراحه وشكل الاكل فتح نفسي
((جلست تقوي لتتوجه سمر الي حقيبتها وتخرج منها دفتر الشيكات وتمضي علي احدي ورقاته وتعطيها الي شوقي و ...))
سمر:انا عوزاك تروح تصرف الشيك ده لو سمحت
((ليطلق شوقي صافرة انهار حين يري المبلغ المدون ويقول ...))
شوقي:واااااو ... 20 الف ... ايه ده كله

سمر:ده مبلغ كده لزوم المصاريف وكده لاني مش بحب اني اكون عاله علي حد وتحددولي ميزانيه مقابل اني عايشه معاكم
شوقي:لا استني بقي ... احنا صحيح ناس علي قدنا وبيتنا متواضع بس واحد فينا ظابط والتاني دكتور ونقدر نصرف مش بس علي ضيفه واحده لا 10 و 20 كمان
سمر:لا ما هو لو انا ماصرفتش علي نفسي لا هاكل ولا هشرب ولا اي حاجه
شوقي:طب افطري ونشوف الموضوع ده بعدين
سمر:هاتروح البنك ولا اقوم من علي الاكل
شوقي:هروح يا سمر هروح ارتحتي
سمر:كده بقي اكل
((وبدأوا جميعآ في تناول الطعام لتقول تقوي ...))
تقوي:هو ابيه فارس فين
شوقي:نزل بالليل عشان كان عنده مأموريه
((لتمر بضعة دقائق ليجدوا باب الشقه يفتح عليهم ويدلف منه فارس فينظر لهم ويقول متجاهلآ سمر ...))
فارس:السلام عليكم
تقوي / شوقي:وعليكم السلام ورحمة الله
تقوي:تعالا افطر يا ابيه دا سمر مجهزلنا فطار عسل ولا اجدعها شيف في مصر
((نظر فارس الي سمر لتبادله نظراته هي الأخري ليقول ...))
فارس:لا مش جعان ... انا هدخل اخد دش و اغير هدومي وراجع القسم تاني

((ثم دلف فارس الي غرفته ليخرج بعد ثواني معدوده ومعه ملابسه ليتجه الي المرحاض ... اما هنا حيث كانت وسام واسلام قد وصلا الي وجهتهم وبعد ان هبطا من سيارة اخر مواصله وكل عيون من بالبلده مسلطه عليهم وتراقبهم كما الصياد الذي يراقب فريسته وينتظر اللحظه التي سينقض عليها فيها ليلتهمها ... كانت وسام تحاول بشتي الطرق ان تخبئ نفسها من تلك النظرات التي جعلتها تشعر وكأنها عاريه وكل منهم يلتهم جسدها ... وصلا الي منزل وسام ليطرقا الباب منتظرين اجابه من الداخل ليأتيهم الرد من خارج المنزل ... كانت امرأه تقف وسط حشد من الناس بل اكاد اجزم ان القريه بأكملها تجمعت امام منزل وسام ليشاهدون الموقف ... فتقول المرأه ...))
المرأه:بتخبطي عايزه مين يا وسام
وسام:عايزه امي ياخاله
المرأه:هو اللي بيموت بيرجع تاني
((تلقت وسام ضربه اخري علي رأسها لتجعلها تصرخ بالمرأه قائله ...))
وسام:ايه اللي انتي بتقوليه ده ... مين اللي مات
المرأه:هو انتي فاكره بعد الفضيحه والعار اللي جبتيهم لأهلك امك هتقدر تعيش عادي كده
((كانت الصدمه كفيله ان تجعل وسام تنفجر باكيه حتي وقعت علي الارض مغشيآ عليها لتأتي فتاه عشرينيه وتحملها مع اسلام وتأخذهم الي بيتها لتعلق بعض النساء قائلين...))

أمرأه 1:هتاخديها بيتك ليه يا فرح
فرح: عشان وسام تبقي بنت الاستاذ محمد استاذي اللي علمني اني ماتخلاش عن حد محتاج للمساعده
امرأه2: ياريته كان علم بنته انها تحافظ علي شرفها
((كاد اسلام ان يتكلم لتسكته فرح قائله...))
فرح:ارجوك يا استاذ ما تتكلمش اهل البلد معبين ولو انفجروا ممكن يموتوها
((صمت اسلام وظل يستمع الي التعليقات السخيفه التي تحتوي علي اتهامات مخله توجهت الي تلك البريئه الغارقه في عالم آخر ليس بيدها حيله للدفاع عن نفسها ...حتي وصلا الي منزل فرح ليضعوها علي ااحدي الأرائك و يتسائل اسلام قائلآ...))
اسلام:هو ايه اللي حصل

((كادت فرح ان تتكلم ولكن استوقفها رؤية وسام وهي تضع يدها علي رأسها وتفتح عينيها ببطئ ليهرول اليها اسلام فتستند عليه قايله ...))
وسام:اسلام ... هو فيه ايه ... فرح ايه اللي حصل
((تنهدت فرح بأسى لتبدأ حديثها قائله ...))
فرح:بعد ما الاستاذ محمد اتوفي الله يرحمه واتدفن والدتك قعدت فتره كبيره برا البلد ولما رجعت بدأوا اهل البلد يلسنوا عليكي بالكلام وماستحملتش وماتت من القهر والحسره
وسام:وايه عرف اهل البلد باللي حصلي
فرح:يوسف ... قالهم ان سبب موت الاستاذ محمد انه طلقك يوم الدخله عشان اكتشف انك مش بنت بنوت
وسام:ايييييه
فرح:زي ما بقولك كده قالهم انه اكتشف انك كنت علي علاقه بواحد ومرضاش يتجوزك فطلقك ورماكي في الشارع ولما ابوكي عرف مات من الصدمه
وسام:والناس صدقته
فرح:للأسف يا وسام الناس هنا مالهاش الا الظاهر والظاهر ان بنت كانت بتفش كل عريس يجيلها ويوم ما اتجوزت اتطلقت في ليليتها وابوها مات بجلطه تاني يوم تفسير ده كله ايه بقي


((نظرت وسام اللي فرح لتصطنع القوه وتقول ...))
وسام:ويوسف فين يافرح
فرح:اتجوز وخد اهله وسافروا يعيشوا في مصر بس بيجوا هنا في المناسبات يزوروا اهل مراته
وسام:اتجوز مين
فرح:اتجوز داليا بنت العمده تعرفيها طبعآ
وسام:طبعآ اعرفها دي كانت اعز صحباتي وسرها كله معايا
فرح:ناويه تعملي ايه بقي
وسام:هفتح بيت اهلي واقعد فيه لحد ما اثبت برأتي
فرح:اهل البلد مش هيسبوكي يا وسام
وسام:وانا قادره بعون الله اني اقف قصادهم
((فنظر اسلام لها ليقول ..))
اسلام:مش لوحدك يا وسام انا معاكي
وسام:مش هينفع ... انت لازم ترجع بلدك
اسلام:انا مش هسيبك تواجهيهم لواحدك ... انتي محتاجه راجل يقف جمبك
وسام:اسلام اسمعني ...
((قاطعها اسلام قائلآ ...))

اسلام:خلاص مفيش كلام يتقال ... يلا بينا علي بيتك
((وقف اسلام ليمد يده ل وسام لتنظر له بخوف شديد فيبتسم لها كي يبث الطمأنينه الي قلبها فتبادله ابتسامته وتضع يدها علي يده وتقف لتذهب معه خارجين من منزل فرح متوجهين الي منزلها ليحاول اسلام مرارآ وتكرارآ فتح الباب ولكنه لم يستطيع فلم يجد وسيله امامه سوي كسر الباب ليدلفا الي المنزل ومع اولي خطواتها شعرت وكأن انفاس اهلها وريحهم الطيبه تحيط بها ترحيبآ لوصولها بعد مدة عامين كاملين بعيدة عن منزلها وقفت لبعض الوقت تتجول بنظرها في ارجاء المنزل ليمر علي خاطرها بعض ذكريات الماضي فتعود من شرودها علي صوت اسلام وهو يقول ...))
اسلام:ياااااه البيت ده محتاج تنظيف كتير اوي
((فتجيبه فرح قائله ...))
فرح:ماتقلقش كلها ساعتين نظافه وهتلافيه بيضحك قدامك
اسلام:بيضحك ازاي يعني
فرح:اقعد انت بس واتفرط وهتفهم انا اقصد ايه
((ثم توجهت الي وسام قائله ...))
فرح:يلا يا وسام بدأت المعركه
((لتبتسم وسام وتقول ...))
وسام:يلا بينا
((لتبدأ فرح مع وسام معركتهم في التنظيف ... اما هنا كانت سمر تجلس مع تقوي ويشاهدان التلفاز ليدلف فارس الي المنزل و يلقي نظره عليهم و...))
تقوي:حمدلله علي السلامه يا ابيه
فارس:الله يسلمك
تقوي:احضرلك تاكل
فارس:لا كلت برا
((ثم دلف الي غرفته متجاهلآ سمر التي كانت تنظر له بضيق وغيظ وبمجرد ان اغلق باب غرفته عليه زفرت في ضيق قائله ...))
سمر:ياسااااااتر ... تقيل بشكل
تقوي:هو مين ده اللي تقيل ... ابيه فارس
سمر:هو فيه هنا حد غيره
تقوي:لا يا سمر مالكيش حق تقولي كده انتي ماتعرفيهوش
سمر:ومش عاوزه اعرفه ... ما الجواب باين من عنوانه اهو
((ليدلف اليهم شوقي فيصمتون و ...))
شوقي:السلام عليكم
سمر /تقوي:وعليكم السلام
شوقي:جعاااااان
تقوي:5 دقايق وهيكون الاكل جاهز
((ثم تركتهم تقوي لتتوجهه الي المطبخ فينظر الي سمر قائلآ ...))
شوقي:وانتي ايه اخبارك بقي يا ست سمر
سمر:عايزه اخرج
شوقي: هنروح فين
سمر:انا اللي هروح
شوقي:ممنوع
سمر:يوووووووه بقي انا زهقت
شوقي:مفيش خروج لواحدك يا سمر
((زفرت سمر في ضيق لتتوجه الي الغرفه وتغلق الباب بغضب لتأتي تقوي حامله صينية الطعام وتنظر الي باب الغرفه الذي اغلق بغضب فتنظر الي شوقي قائله ..))
تقوي:هو ايه اللي حصل
شوقي:مفيش حاجه يلا نتعشي
تقوي:انا اتعشيت مع سمر
شوقي:طيب ... اتعشي انا بقي
تقوي:طب انا هدخل اشوف سمر
شوقي:ايه ده طب مين اللي هيعملي شاي
تقوي:مع نفسك بقي
((ثم تركته وتوجهت الي الغرفه فوجدت سمر تجلس علي الفراش وتبكي و .. ))
تقوي:مالك يا سمر زعلانه ليه
سمر:عايزه اخرج واخوكي حابسني
تقوي:اكيد فيه سبب يعني
سمر:يكونشي خايف اني اتوه مثلآ
تقوي: لا طبعآ انتي مش صغيره بس ممكن فيه خطر انك تخرجي لوحدك
سمر:طب ممكن اطلب منك طلب
تقوي: اه طبعآ اتفضلي بس اهدي الاول وبطلي عياط
سمر: طب ممكن تخليني اخرج بره شويه بكره
تقوي:انا اسفه يا سمر بس مش هينفع اني اخالف اوامر ابيه شوقي
سمر:طب هو هيعرف منين بس ... انا هخرج اشم شوية هوا بس وهاجي بسرعه
تقوي:مش هينفع يا سمر ماتزعليش مني بس 2
ما اتعودتش اني اخبي شئ عن حد من اخواتي ... نامي وانا هتكلم مع ابيه ممكن يوافق انك تخرجي ... تصبحي علي خير
((ثم توجهت الي الجهه التي تنام فيها من الفراش وتسحب الغطاء لتضعه عليها وتدير ظهرها لسمر وتنام ... اما هنا بعد ان انهت وسام وفرح تنظيف المنزل جلستا بتعب مع اسلام و ...))
فرح:اااااه ... جسمي اتدشدش
وسام:معلش يا فروحه عارفه اني تعبتك معايا
فرح:ماتقوليش كده يا وسام انتي زي اختي ... هاقوم بقي اجيبلكم حاجه للأكل من البيت عندنا
اسلام:لا مالوش لزوم عرفيني بس مكان اي سوبر ماركت وانا هاروح اشتري منه اكل
فرح:هههههه سوبر ماركت ... انت هنا في قريه متطرفه يا دكتور يعني لو لقيت دكان بقاله ولا اتنين يبقي انجاز
وسام:هو بكره ايه
اسلام:بكره الجمعه

فرح:خلاص انا هجيبلكم اكل من بيتي وبكره السوق ننزل نشتري لوازم البيت منه
وسام:قولتيلي بقي يوسف بيجي هنا امتي
فرح:هو انا بتكلم في حاجه وانتي بتتكلمي في حاجه تانيه خالص
اسلام:قالتلك انه بيجي في المناسبات بس يا وسام
وسام:تمام اوي كده ... واتجوز داليا امتي
فرح:في نفس الاسبوع اللي اتجوزك فيه ... انا هاقوم اجيب الاكل
((لتقف فرح لتخرج من المنزل وتتوجهه الي منزلها فيقول اسلام ناظرآ الي وسام ...))
اسلام:ناويه علي ايه يا اوسام
وسام:شايف دي
((ومدت يدها اليه مع ورقه ليأخذها منها ويفتحها قائلآ...))
اسلام:ايه دي
وسام:ده الجواب اللي كنت كتباه لبابا وبشرحله فيه كل اللي حصل معايا لقيته في دولاب ماما في وسط هدومها مع صور ليا
اسلام: انتي كتبتي الجواب ده ازاي
وسام:بعد ما كسرت الفازه واخدت حتة ازاز منها كنت بفكر انتحر بيها بس قررت اني اخد حقي من نبيل الاول وبعدين انتحر ... دورت في الاوضه ...قلبتها ... لحد ما لقيت اجنده مع وقلم في درج من الادراج ... كتبت الرساله وكتبت عليها عنوان بيتي وقررت اني اموت نبيل وانتحر ان الناس لما تلاقي جثتي وتشوف الجواب هيعرفوا يوصلوا لاهلي ... بس ارادة ربنا اني افضل عايش لحد النهارده عشان اخد حقي من اللي أذاني
اسلام:بس نبيل مات
وسام:تاري مكنش عند نبيل وبس
اسلام:قصدك سمير صح ... بس هتوصليله ازاي ... وهتعملي فيه ايه
وسام:المهم انت لازم تسافر بقي
اسلام:مش هينفع اسافر واسيبك
وسام:ومش هينفع تفضل هنا ... اهل البلد مش هيقبلوا فكرة ان شاب وبنت اغراب يعيشوا مع بعض تحت سقف بيت واحد
اسلام:بس احنا مش اغراب عن بعض يا وسام
وسام:بس بالنسبه ليهم واللي باين لهم اننا اغراب
اسلام:تتجوزيني
((تصدم وسام من طلبه هذا وتقول ...))
وسام:اييييه ... انت بتقول ايه يا اسلام
اسلام:بقولك تتجوزيني
وسام:شفقه علي حالي و تعاطف معايا ولا ...
اسلام:ولا ايه ...
وسام:ولا قولت تتجوزني يمكن تطلع من ورايه بمصلحه انت كمان
((لينصدم اسلام بدوره من رد فعل اسلام فيقول ...))
اسلام:ايه اللي انتي بتقوليه ده

وسام:الحقيقه ... اللي انا وانت عارفينها كويس اوي ... ان محدش هيتجوزني الا عشان حاجتين اتنين بس يا اما متعاطف معايا يا اما شايف من ورايا مصلحه وهيستفيد
((ليثور اسلام غاضبآ ويقول بصوت عالي ...))
اسلام:انتي ازاي تفكري كده ... معقول ... اكتر من سنه وانا اعرفك ورابط حياتي جمبك ومش بفارقك عشان تقوليلي كده في الآخر ... و انا كنت اعرف حكايتك ايه الا من يومين بس ... انتي فاكره ان كل واحد هيقرب منك يبقي ليه مصلحه عندك ... ليه مايكونش بيحبك بجد من قلبه و ...
((لتقاطعه وسام قائله ...))
وسام:خلاص يا دكتور ... كل الكلام اتقال .. احتفظ بالباقي جواك عشان ما نجرحش بعض ... شكرآ ليك جدآ علي وقوفك جمبي ومساعدتي ... بس احنا طريقنا سوا لحد هنا وانتهي خلاق .. وكل واحد فينا وراه رحله طويله ولازم بمشي فيها ... انا رحلتي هتبدأ من دلوقتي .. بمجرد ما هطلع لأضتي من علي السلالم دي ... اما انت رحلتك هتبدأ من الصبح لما ترجع علي بلدك ... تصبح علي خير يا دكتور ...
((لتأتي لهم فرح ومعها الطعام وتدلف اليهم من الباب المفتوح وتتضعه علي المنضده قائله بمزاح ...))
فرح:وادي الاكل وصل عارفه ان عصافير بطنكم زمانها بتصوت
((لتنظر اليهم تجد كل منهم يدير وجهه عن الاخر لتقول ))
فرح:مالكم فيه ايه ...
وسام:انا مش جعانه وهطلع انام تصبحوا علي خير
((تعجبت فرح من وسام لتجدهها بدأت تسير متوجهه الي السلالم فتنظر الي اسلام فيقول ...))
اسلام:وانا ماشي
((لتقف وسام في مكانها لتقول فرح ))
فرح:هتمشي تروح فين
اسلام:هرجع بلدي احسن
وسام:انت ممكن تفضل هنا للصبح افضل
((قالتها وسام دون ان تستدير له حتي ليمد يده ويحمل حقيبه صغيره تحتوي علي بعض الملابس التي احضرها ظنآ منه ان هذه الرحله ستستغرق بضعة ايام ... اخذ حقيبته وسار متوجهآ الي الخارج قائلآ ...))
اسلام:رحلتي بدأت خلاص
((خرج اسلام لتتوجهه وسام الي غرفتها لتبكي بحرقه وتبدأ تمتمتها بحزن قائله ...))
وسام:طب ازاي ... ارجع ادي الامان لراجل تاني ... اعتمد عليه ... اديله مساحه في قلبي وحياتي ... طب لما يسبني ... ما هو اكيد هيسبني ... اصل مافيش راجل بيكمل مع واحده الطريق للأخر ... وحتي لو كنت واثقه في حبه ... انا دلوقتي مش اكتر من جمرة نار ... بركان مستني الانفجار في اي لحظه ... كان لازم ابعده عشان احميه انه يتحرق بناري

((كانت سمر تجلس علي الفراش بجانب تقوي التي تصطنع النوم حيث كانت تستمع الي صوت بكاء سمر حتي موعد آذان الفجر لتنهض تقوي وتنظر الي سمر قائله ...))
تقوي:مش كفايه كده بقي يا سمر
((لم تجيبها سمر واستمرت في البكاء و ...))
تقوي:يعني هو انتي لازم تخرجي
((هزت سمر رأيها بالايجاب فقلت تقوي))
تقوي:طب انا موافقه ... ممكن تبطلي عياط
((فرحت سمر كثيرآ ووقالت ))
سمر:بجد يعني انا هخرج ...
تقوي:اه هتخرجي ... بس بالله عليكي ماتتأخريش
سمر:حاضر ... والله مش هتأخر ... ساعه واحده بس
تقوي:خلاص اتفقنا قومي بقي عشان نصلي الفجر
سمر:يلا بينا

((كانت وسام تجلس علي فراشها تضم قدميها الي صدرها وتدفن وجهها بين يداها وتبكي لتستمع المنادي ينادي داعيآ الي الصلاه ... رفعت وجهها لتدعي الله ان يخفف الم قلبها ويمنحها القوه لتستطيع ان تتعايش مع الوضع الراهن وتثبت برائتها من تلك الاتهامات الوضيعه التي التصقت بها ... ثم استجمعت قواها لتقف علي قدماها متوجهه الي المرحاض لتتوضأ ثم تبدأ صلاتها ... وبعد ان انتهت من صلاتها امسكت مصحف لتبدأ في القراءه في خشوع وتمعن ... وهنا ايضآ سمر وتقوي انهت كل منهما صلاته لتمسك بالمصحب وتبدأ في قراءته وتمضي ساعات علي هذا الحال لتخرج تقوي علي صوت غلق باب الشقه لتدرك ان اخواها قد غادرا المنزل فتعود الي سمر قائله ...))
تقوي:ابيه فارس خرج هو وابيه شوقي
سمر:يعني انا كده براءه
تقوي:ساعه واحده بس
سمر:اكيد طبعآ ما تقلقيش
تقوي:ربنا معاكي

((ابتسمت سمر لها وشكرتها لتخرج من الغرفه ثم من المنزل برمته لتبدأ رحلتها ... اما هنا حين كانت وسام في ((السوق)) مع فرح ... يتبضعون من اجل منزلها...لاحظت وسام ان الناس بدأت تتهامز وتتلامز عليها ... ينظرون اليها ويضحكون خفيه عليها ... بل والأدهي من ذلك رفض البائعون ان يبتعوها الاغراض ... فتركت المكان لتعود الي المنزل تاركه فرح لتجلس علي ارض منزلها تبكي بحرقه ... ذهبت لها فرح بعد ان قامت بشراء كل شئ ووضعته بجانبها و ...))
فرح:معلش يا وسام ... ده امر مؤقت وان شاء الله كل حاجه هتتغير ... ماتنسيش ان دي قريه مش مدينه متحضره
((مسحت وسام دموعها و ...))
وسام:ما تقلقيش عليه انا كويسه ... قومي انتي روحي عشان اهلك ... وخدي تمن الحاجات دي من الفلوس اللي في الدرج اللي هناك ده
فرح:عيب عليكي بجد هو احنا بينا فرق

وسام:لا طبعا يا حبيبتي بس انا لقيت فلوس في الخزنه بتاعة بابا الله يرحمه ... ومعلش يا فرح ... بلاش تيجي هنا تاني عشان محدش يسئ لسمعتك بسببي
فرح:لا يا وسام ما تقوليش كده انتي زي اختي
وسام:معلش انتي لسه قايله ان احنا في قريه مش مدينه ...
فرح:انا همشي من هنا دلوقتي ... بس هجيلك تاني اكيد
((خرجت فرح لتترك وسام خلفها تتألم مما اصابها بسبب ذنب لم تفعله ... وصلت سمر الي واحده من المناطق الشعبيه وتدلف الي منزل يقطن بها لتطرق الباب فتفتح لها امرأه كبيره في السن عمياء تسمي عائشه و ...))
سمر:السلام عليكم
عائشه:وعليكم السلام ... ايوه يا بنتي ... انتي مين
سمر:انا سمر يا ماما عيشه
عائشه:سمر ...يا حبيبتي يا بنتي ... وحشتيني اووووي
((لترتمي سمر في احضان عائشه و ...))

جلست عائشه وبجانبها سمر و..
سمر:شوفتي يا ماما عيشه اللي حصل ل طارق ولمار
عائشه:البقاء لله يا حبيبتي ... دا قدر ومكتوب علينا
تنهدت سمر بأسى لتنحدر دمعتها لتقول ...
سمر:طارق وحشني اوي ... كان هو سندي في الدنيا...
عائشه:هو البوليس مااعرفش مين اللي عمل فيهم كده
سمر:اتقيدت ضد مجهول ... قالوا ان طارق له اعداء كتير بسبب شغله في جريده معارضه بس ...
عائشه:بس ايه يا بنتي
سمر:بس انا عارفه مين اللي عمل كده وليه معاه فتح حساب
ردت عائشه بأستفهام ..
عائشه:تقصدي مين ...؟

ترددت سمر وبدا عليها بعض التوتر و...
سمر:سيبك انتي يا امي من الكلام ده ... قوليلي بقي من امتي وانتي بخيله كده مش هنعمل شاي ولا ايه
عائشه:لا مش شاي بس دا احنا هنحضر غدا بس البت فتحيه راحت تستقضى كام حاجه كدا من برا وزمانها جايه
سمر:طب انا هدخل اعمل شاي نشربه سوا والغدا هبقي اجيلك تاني

 

ثم توجهت سمر الي المطبخ واشعلت الغاز علي الشاي وبدأت في التجول في انحاء المطبخ لتصل الي نقطه معينه وتقف امام خزانه لتحركه من مكانها وتفتح خزينه سريه في الحائط وتخرج منها حقيبه صغيره وثم تعيد كل شئ كما كان وتعد الشاي وتأخذه هو الحقيبه وتخرج لتجلس مع عائشه ليحتسيا الشاي ثم تودعها وتخرج فتنظر الي ساعة يدها فتدرك ان الساعه التي وعدت تقوي انها لن تزيد عنها قد اوشكت علي الانتهاء ففكرت في نفسها قائله ...
سمر:طب انا اعمل ايه دلوقتي ... ارجع تاني لبيت شوقي وانفذ وعدي ل تقوي ولا ... اخد بتار جوزي واخته واجيب حقي من اللي عمله فيه كده ... طب ما انا ممكن اعمل الاتنين ... انفذ وعدي لتقوي وارجع وبرده ارجع حقي وكمان حضرت الظابط فارس ... ايوه المتكبر والمغرور ده اكيد هيساعدني كتير في تنفيذ هدفي ... يبقي توكلنا علي الله ارجع بقي ...

توجهت وسام الي غرفه مغلقه لتفتحها بعد معانا ودلفت اليها وتجولت بداخلها وهي تتسائل في نفسها قائله...
وسام:هما فين ... انا متأكده انهم كانوا هنا ... معقول بابا الله يرحمه غير مكانهم
لتقع عيناها في تلك اللحظه علي شئ ما فتتوجه اليه مسرعه و...
وسام:الحمدلله وصلتلهم ... جركنين جاز حلوين اوي ويكفوا بالغرض
ثم مدت يدها لتأخذ واحد منهم وتخرج به من الغرفه وتغلقها ثم تضعه بجانب باب الخروج من المنزل ثم تعود الي مطبخها لتبدأ في اعداد الطعام ... اما هنا عادت سمر الي منزل شوقي حيث كانت تقوي تجلس في انتظارها وكل دقيقه تنظر الي ساعة يدها بقلق شديد وتظن ان سمر خدعتها لتنتبه الي رنين الجرس و تذهب لتفتح فتجد سمر و ...
تقوي:يااااه ... اخيرآ يا سمر
سمر:ايه يابنتي ... كنتي فاكره اني هخلف وعدي ليكي ولا ايه
تقوي:بصراحه اه
سمر: ماتقلقيش يا تقوي ... انا مستحيل اخلف اي وعد وعدته لحد
تقوي: هو ايه اللي في ايدك ده
امسكت سمر بحقيبة الاوراق التي احضرتها معها و ...
سمر:الشنطه دي بتاعتي اما الظرف ده فلقيته محطوط قدام باب الشقه
تقوي:غريبه مع اني ماطلعتش بره ولو حد كان جه وخبط او رن الجرس اكيد كنت سمعته
سمر:مش عارفه بقي خدي اهو
اخذت تقوي الظرف من سمر ونظرت له وتقول ...
تقوي:دا مكتوب عليه اسم ابيه فارس
سمر:خلاص اديهوله
تقوي: طب يلا نجهز الغدا بقي
سمر: هدخل الشنطه بس للاوضه
تقوي: وانا هدخل الظرف ده لاوضة ابيه فارس
ثم توجهت سمر الي غرفة تقوي وتوجهت الاخيره الي غرفة فارس لتضت الظرف علي مكتبه الخاص وتخرج ومتوجهه الي المطبخ مع سمر ويمضي اليوم بلا احداث جديده حتي انسدل ستار الليل ليعم الظلام ... فتحت وسام باب منزلها لتلقي نظره فتجد ان الطرق خاليه فمدت يدها لتحمل العبوه وخرجت من منزلها وسارت حتي وصلت الي منزل مغلق ... نزعت غطاء العبوه وبدأت في افراغ محتوياتها حول البيت وعلي الابواب والشبابيك حتي فرغت العبوه تمامآ فأبتسمت بخبث قائله...
وسام: لازم اخليك تيجي لحد هنا بنفسك
ثم اخذت عبوتها الفارغه وابتعدت بضع خطوات لتشعل النار في قطعة قماش صغيره كانت معها لتقذفها علي البيت وفي اقل من دقيقه تشتعل النيران في كل انحاء المنزل ليتحول الي جمرة نار مشتعله ليبدؤا الناس بالتجمع فتهرب هي وتتوجه اللي منزلها وتدلف اليه مسرعه لتخفي العبوه الفارغه وتجلس وهي تحاول ان تخفف من توترها بسبب سماعها الي صوت صراخ النساء وحديث الرجال ففي مثل هذه القري الصغيره تنتشر الاخبار كسرعة البرق ... مرت لحظات لتسع صوت طرقات خفيفه علي باب المنزل وفتحته فوجدت اسلام يقف امامها لتقول بدهشه ...
وسام: اسلام

ليرد عليها عاتبآ ...
اسلام:انتي اللي عملتي كده يا وسام
قالت بتعجب ...
وسام: عملت ايه..؟
اسلام: وسام ... انا ما مشيتش من هنا ... امبارح طول الليل وانا قاعد قدام بيتك ... وطول النهار بلف في شوارع بلدك ... لما جه الليل رجعت اقف قدام بيتك ... وشوفتك وانتي واخده جركن في ايدك وماشيه ومشيت وراكي ... ليه ولعتي في البيت ده ...
تنهدت وسام بأسى ودلفت الي قاعة المنزل وتبعها اسلام لتقول له ...
وسام: ده بيت يوسف
اسلام: وحرقتيه ليه
وسام: عشان يوسف يرجع في اسرع وقت
اسلام: وانتي واثقه انه هيجي
وسام: مدام بيجي البلد حتي لو زيارات بسيطه ... اكيد هيرجع عشان يصلح البيت
اسلام: طب وبعد ما يجي
وسام:انت لازم تمشي من هنا يااسلام
اسلام:لا مش همشي يا وسام ... انتي بتحرقي نفسك بالنار اللي بتلعبي بيها
وسام: النار دي حرقتني من زمان ... واللي باقي مني مش اكتر من شوية رماد ... ودخان بيدخل صدور اللي ولعها
اسلام: انا خايف عليكي يا وسام عشان كده عاوزك ترجعي معايا القاهره ... واوعدك هجيبلك حقك بالقانون
وسام: لا يا اسلام ... مفيش قانون يقدر يجيبلي حقي ولا يشفي غليلي ... جرحي مش هيلم الا بعد ما اخد حقي بأيدي
اسلام: ايه اللي انتي بتقوليه ده يا وسام ... ده دمار
لتقاطعه وسا بصراخها قائله...
وسام: انت ايه اللي يجابك هنا ... انا مش طردتك برا بيتي ... واظن انك متأكد من رفضي لوجودك ... اتفضل بقي عشان عاوزه انام
كان اسلام يستمع الي كلمات وسام وقلبه يتأل بسبب رفضها لوجوده بجانبها .. وللمره الثانيه تهين كرامته وتقوم بطرده من منزلها ... فلملم اشلاء كبريائه ليستدير ويسير متوجهآ الي الباب فتستوقفه قائله ..
وسام: دكتور اسلام

لم يرد اسلام ان يجيبها ولكنه وقف لتقول ...
وسام: اتمني انك تسيب البلد في اسرع وقت لأن النار اللي ولعت النهارده دي هتمسك في البلد كلها وما أحبش انك تتأذي بسببي
انهت وسام كلامها ليخرج اسلام من المنزل فتتوجه هي الي الباب وتغلقه لتستند عليه وتبكي بحرقه علي فقدان شخص جديد كان سند لها ولكن ماذا تفعل ... تخشي ان تمنحه الكثير من الثقه فيخونها ... تخشي ان يكون هو الاخر خنجر يغرز بين اضلعه يصل الي قلبه لتموت علي يديه بأسم الحب ... ماذا لو كانت هي وماضيها المؤلم الذي يندس بين حنايا روحه وصولآ الي قلبه وتقتله بأسم الحب ... دلفت تقوي الي غرفة فارس قائله ...
تقوي:مساء الخير يا ابيه
فارس: مساء النور يا تقوي
تقوي: احضر لحضرتك العشا
فارس: اه وياريت تجيبيه هنا
تقوي:ليه بس يا ابيه ... دي سمر عسوله خالص ومحترمه ... وبعدين هي ذنبها ايه تعاملها وحش كده ... ما هو مش كل البنات وحشين والا كان زماني انا كمان وحشه
كانت كلمات تقوي كفيله بأن تجعل فارس يثور غضبآ عليها ليصرخ بها قائلآ ...
فارس: مش عايز اطفح يا تقوي اتفضلي علي اوضتك يلا
حزنت تقوي كثيرآ من كلمات فارس وطريقته الجافه معها فخرجت من غرفته باكيه وتوجهت الي غرفتها حيث كانت سمر تجلس وتقرأ الأوراق الخاصه بها فتفاجئ بدخول تقوي عليها فسرعان ما لملمت اوراقها لتعيدها الي حقيبتها وتحكم اغلاقها جيدآ فتجد تقوي تبكي فذهبت اليها و ...
سمر: مالك يا تقوي فيه ايه
تحدثت تقوي من بين بكائها و...
تقوي: ابيه فارس زعقلي وطردني من اوضته
سمر: وايه الجديد يعني ... ما هو ما بيعملش غير انه بيزعق ... وكله اصلآ نكدي
تقوي: لأ يا سمر ... ابيه فارس طول عمره طيب وحنين ... من بعد ما بابا وماما ما ماتوا وهو بيعوضنا عن فراقهم ... كان اطيب علينا من اي حد في الدنيا .. وبيخاف علينا وبيحمينا لحد ...
(

(صمتت تقوي حين وجدت نفسها تتحدث بأريحيه مع سمر عن كل ما يخص اخيها فنظرت اليها سمر و ...)
سمر: لو مش عايزه تحكي بلاش
تقوي: لأ هحكيلك ... ابيه فارس اتعرف علي بنت وحبها حب جنون ... كان بيعشقها وشايف فيها نصه التاني ... كان كل يوم بيحلم باليوم اللي هيتجوزوا فيه ... لحد ما في يوم كان في مأموريه سريه ... وكان متوقع ان بعد نجاحها يترقي لرتبه اعلا ...
صمتت تقوي ونظرت لسمر والدموع في عيناها لتقول ...
تقوي: اتسربت معلومات والمأموريه فشلت والمجرم اللي المفروض ان ابيه يقبض عليه عرف بخطة البوليس وهرب وطبعآ الترقيه محصلتش وبعد التحقيق اكتشفنا ان البنت دي هي اللي سربت المعلومات وابيه فارس اتعاقب طبعآ ...ومن بعدها وهو اتغير 180 درجه ... بقت حياته عباره عن شغل وبس .. حتي احنا بعد عننا .. وكأنه خايف يقرب من اي حد ... خايف يثق في اي حد فيتجرح تاني ...
رتبت سمر علي ظهر تقوي واحتضنتها بغرض التخفيف عنها ... في هذه الأحيان كان فارس متوجهآ الي باب غرفتها ليسعها وهي تتمتم قائله ...
تقوي: هو بيبعد عننا ليه ... طب حنا ذنبنا ايه بس ...احنا بنحبه ... والله بنحبه ...فارس القديم وحشني اووي ... وحشني طيبته وحنيته ... وحشني انه ياخدني في حضنه ويطبطب عليه

طرق فارس باب الغرفه ففتحت له سمر و ...
فارس: ممكن لو سمحتي تسيبنا لوحدنا شويه
خرجت سمر ليدلف فارس ويغلق الباب ويتوجه الي حيث كانت تجلس تقوي علي فراشها وجلس وجانبها ليمد يده ويضعها علي ظهرها ويحيطها بها ويضمها الي حضنه قائلآ ...
فارس: من غبائك انك تزعلي مني ... ومن غبائي اني ازعلك ... انتي مش بس اختي يا تقوي ... انتي بنتي ...انا اول ايد شالتك بعد ما اتولدتي ... انا اللي كنت بمسك ايدك عشان تخطي اول خطوه ليكي ..اول مره تكلي اكلتك بأيدي ... فاكره اول يوم في المدرس هانا اللي وديتك ... عمري ما فكرت ازعلك في يوم ... بس غصب عني يا سمر ... اوقات الانسان لما بيتجرح بيفقد ثقته حتي في نفسه ... انا اسف

احتضنته تقوي هي الأخري لتضمه اليها قائله ..)
تقوي: انا مازعلتش منك يا ابيه عشان زعقتلي ... انا زعلت عشان بعدت عني وانت اقرب حد في الدنيا دي
مرت تلك الليله وجاء يوم جديد ليحمل حدث جديد او خبر جديد كانت تنظر وسام ان تسمعه الا وهو خبر وصول زوجها السابق الي القريه مع زوجته ليقدم بلاغ عن حرق منزله ... خرجت وسام من منزلها متوجهه الي دوار العمده  كما يطلق عليه ليوقها (الغفر) و ...
غفير 1: استني هنا انتي رايحه فين
وسام: مش ده بيت العمده برده
غفير 2: ايوه يا بنت محمد نسيتي ولا ايه ... ولا السنه اللي كنتي بتصيعي فيها برا البلد نستك
وسام: مش هرد عليك: بس روح قول ليوسف اني عاوزه اقابله
غفير1: وانتي فاكره ان يوسف بيه هيرضي يقابلك
وسام: روح بس قوله اني عايزه اقابله
غفير2: انا هروح يمكن يقولي اضربك بالرصاص ونخلص من عارك
دلف ذلك الرجل البغيض ليجد كل افراد العائله المكونه من العمده وزوجته وابنه وابنته وزوجها يوسف يحتسون اكواب الشاي لينحني الغفير ليهمس ل يوسف قائلآ ...
الغفير: فيه واحده عايزاك بره يا يوسف بيه
يوسف (هامسآ): مي ندي
الغفير: وسام
صدم يوسف بعد سماعه لحروف اسمها لينتفض من مكانه فيقع كوب الشاي من يده فتنهال عليه التساؤلات و...
العمده: خير يا ابني فيه ايه
داليا (زوجة يوسف ): فيه ايه يا يوسف: هاااا ... لا ابدآ ... انا هاروح اشوف البيت فاضل فيه ايه سليم
ثم تركهم وخرج من المنزل ليجد وسام تقف علي البوابه الخارجيه وتنظر له فيتوجه لها مباشرة ويمسك بيدها غضبآ ويسير وهو يجرها جرآ الي خلف المنزل كي لا يراهم احد فتنزع يدها من يده بقوه فيقول ...
يوسف: انتي ايه اللي جايبك هنا
وسام: جايه اصفي معاك حساب قديم
يوسف: انتي اللي حرقتي بيتي
وسام: كنت عارفه انك ذكي
يوسف: وانا ما كنتش اعرف انك غبيه اوووي كده ... راجعه هنا ليه يا وسام ... اتعرفيش ان سيرتك بقت علي كل لسان في البلد
وسام: والفضل يرجع ليك
يوسف: طب تعرفي اني لو طلعت مسدسي دلوقتي وضربتك بيه اهل البلد بدل ما يسلموني للبوليس هيسقفولي ويتاوا جثتك وكمان هيدافعوا عنك

اجابته وسام ببرود تام وتماسك لا متناهي و ...
وسام: تؤ تؤ تؤ ... انصحك توفر رصاص مسدسك لانك هتحتاجه ..
تحدث يوسف بغيظ وغضب شديد من برود رد فعلها علي كلاه قائلآ ..)
يوسف: انتي جايه عايزه ايه يا وسام ... معقول عايزه حقك في البيعه
ابتسمت وسام استهزاء من كلمالته لترد عليه قائله ...
وسام:طب انت بعت البيعه الاولي وكسبت فيها كل الخير اللي انت فيه ده ... قولي بقي كسبت ايه من البيعه التانيه
بدأت الحيره تظهر علي ملامح وجه يوسف متسائلآ ..
يوسف:تقصدي ايه
وسام: داليا عامله ايه يا يوسف ... الا قولي صحيح هي كانت بنت يوم فرحكم ولا كنتوا مستعجلين ومشتوها بنقطتين دم من جرح العريس

 

 تاااابع ◄

أحدث أقدم

نموذج الاتصال