رواية لقد كنت لعبة في يده الجزء الثامن

 

 رن هاتف سالى فأخرجته من حقيبتها لتجدها امها الحبيبه فردت: الو
مجيده: الو ايوه يا سالى وحشتينى اووى ياحبيبتى عامله ايه؟
سالى: انا الحمد لله يا ماما ازيك وازى بابا وسيرين والبنات كلكم وحشتونى خالص
مجيده: احنا الحمد لله ياحبيبتى انتى وجوزك كويسين ؟



سالى: الحمد لله يا ماما
مجيده: ايه الصوت اللى جنبك ده؟صوت عيال
سالى بفرح: ده سليم جبناه النهارده ...عسول اووى يا ماما
مجيده:بجد ربنا يكرمك يا بنتى ويطعمك ويفرحنى بولادك ...شبه مين بأه؟
سالى: نسخه من جاسر ...سبحان الله يا ماما
مجيده: ربنا يخليه وعقبال ما اشوف نسختك ...خدى خدى بابا عاوز يكلمك
سالى: الو يا بابا ...الو ...الو

انقطع الخط ولم تتمكن سالى من سماع صوت والدها الحبيب وحضر جاسر للطاوله وجدها ممسكه هاتفها فنظر لها فى استفهام فقالت بصوت حزين: بابا كان هيكلمنى والسكه اتقطعت
رد عليها جاسر فى جمود: طيب اتصلى انتى بيه
سالى: بحاول الشبكه مش عارفه مالها
جاسر: طيب يالا بينا نتحرك وفى البيت ابقى كلميه
قامت سالى وامسكت بسليم فقال لها جاسر: هاتيه اشيله
سالى: اتفضل... بس سمى عليه.

حمله جاسر ومد سليم يده لسالى فقالت له مداعبه: انا جايه معاكم هروح فين
جاسر: اتعلق بيكى اووى
سالى مبتسمه: وانا كمان...القلوب عند بعضها ...خلصت اللى كنت عاوز تعمله؟
جاسر: ااه ..اعملى حسابك هنروح نتغدى ونلم حاجتنا ونطلع على المطار كلمت شركه سياحه وحجزت طياره الساعه 10 بالليل
تعجبت سالى وقالت: بسرعه كده؟
جاسر بشك: لسه عايزه تقعدى؟

سالى: لاء عادى ..انت بس ماكنتش قايل قبل كده كنت متخيله اننا هنقضى كام يوم لسه ...لكن طبعا احب ارجع بلدى فى ااقرب وقت
جاسر بتهكم:لا وماله ما احنا هنرجع مصر ان شاء الله لكن لو ليكي حد تعرفيه ولسه عايزه تقعدى عشانه احنا تحت امرك والله
نظرت له سالى متعجبه فهاهو قد تغيرت معاملته فى اقل من ساعه وقالت: لاء ماليش انا كل اللى ليا فى مصر
جاسر بعدوانيه: وهما مين؟
سالى باستغراب: اهلى ...هيكون مين؟

وصلو الى السياره ففتح جاسر لسالى الباب واعطاها سليم المتلهف لها اغلق جاسر الباب وركب السياره فقالت له سالى: احنا هنروح فين؟
جاسر: على البيت
سالى: طيب ممكن تحود على محل المخبوزات اللى شفناه واحنا جايين شكل سليم حبيبى جاع
جاسر: ماشى اجيبله ياكل ايه؟
سالى: ممكن باتيه بالجبنه
جاسر: وانتى ؟
سالى: مش عاوزه
اوقف جاسر السياره قبال المخبز وترجل منها وعاد بعد قليل حاملا كيسا ورقيا كبيرا
سالى: ايه كل ده ...هات طيب الباتيه...

اطعمت سالى سليم الصغير بحب واكل الصغير واستكن قليلا لها ونام بعد فتره نظر له جاسر بحنان ونظر لسالى يرواده الشك فيها لما لم تخبره عن الرجل الذى كان جالسا معاها ؟من هو؟ هل كانت تعرفه من قبل ؟اكانا متفقين على اللقاء ؟
اسئله كثيره دارت بخلد جاسر فشعر بالغضب منها ومن نفسه فكبرياءه تمنعه من ان يسألها ليس الان على الاقل..
اوقف جاسر السياره قبال البيت وترجل منها وفتح لسالى الباب ...

صعدت سالى للطابق الاعلى واضعه سليم الصغير لينام فى غرفتها وصعد ورائها جاسر
وما ان وضعت سليم على السرير وخلعت له حذائه حتى قال لها جاسر: تعالى انا عاوزك
تعجبت سالى للهجه الامر فى صوته فشحذت اسلحتها النفسيه وخرجت ودخلت غرفته المقابله
وجدته ينفث سيجارا فى هدوء ناظرا من النافذه
قالت له: خير؟

نظر لها جاسر غاضبا: مين اللى كان قاعد معاكى فى المول ؟
تفاجأت سالى فقد غادر ايهاب قبل ان يعود جاسر فقالت: انت بتراقبنى بأه مش رايح تعمل مشوار ولا حاجه
جاسر بنفاذ صبر: ردى عليا وبلاش كتر جدال
سالى بهدوء: ده ايهاب
جاسر بسرعه: ايهاب مين؟
سالى ببرود: طليقى

شعر جاسر بالغضب يتضاعف: وحضرته جاى وراكى من مصر لامريكا بقى... وعرف مكانك من مين؟اكيد انتى اللى قولتيله يقابلك مش كده ؟
سالى بعصبيه: ايه الهبل اللى انت بتقوله ده ...ياسلام ..على اساس انى عارفه امريكا كويس اووى وكنت عارفه انك هتسيبنى وتروح فى مشوار خيالى وروحت مكلماه وقلتله يجي يقابلنى... مش كده؟

جاسر: امال عرف منين؟ توصل الصدف انكم تتقابلو هنا بقى ماتتقبلوش فى مصر وتتقابلو فى امريكا عيل انا عشان اصدق بقى ؟
سالى ببرود: ااه توصل... عايز تصدق عايز مش عايز انت حر
جاسر: مااااااشى هصدق بكيفى لكن الحكايه فيها ان..ايه بقى اللى خلاه يقعد معاكى واتكلمتو فى ايه؟
سالى بعند: شىء مايخصكش
امسك جاسر بذراع سالى وشدها اليه بقوه: ماتنرفزنيش احسنلك انا العفاريت الزرق بيطنطوا قدام عيني
عندها سمعت صوت صراخ سليم نظرت له سالى بحنق ونفضت ذراعها وقالت: عن اذنك الولد صحى.

خرجت سالى غاضبه منه ...لقد تزوجها بالخداع ...واتهمها فى شرفها واتهمها بالاستهتار ...ورنت كلمته مره اخرى فى اذانها يو ار نوت ماى تايب ...ومغازلته الواضحه للمضيفه ..و..و...و...الى متى سوف تتحمله الى متى ستتحمل شكه بها وانتقاده الدائم لها فهى مهما فعلت لن تتمكن ابدا من ارضاؤه
دخلت غرفتها وحملت سليم الصغير بحنان وقالت: بابا صحاك ...معلش تعالى نغير وتاخد حمام قبل ما نسافر يالا بينا ياجميل
خرجت سالى من غرفتها وتوجهت حامله سليم الى جاسر الذى كان لازال غاضبا وقالت له: عايزه هدوم وحاجات من اللى جيبناها عشان احميه
جاسر: هتعرفى تحميه؟

سالى: ااه مش قضيه يعنى
جاسر: طيب هجيب الاكياس من العربيه
خرج جاسر وعاد بعد قليل ليجد سالى تحدث والدها فى الهاتف: وانت كمان يا بابا واحشنى ..احنا ان شاء الله راجعين النهارده بس اظن هنوصل بكره الصبح
قال لها جاسر معلنا عن دخوله: الحاجه اهيه ...باباكى على التليفون
سالى: ااه
جاسر: هاتى اكلمه
سالى: بابا جاسر عايز يكلمك

جاسر: الو ..ازيك ياعمى ...احنا الحمد لله كويسين ...الطياره معادها الساعه 10 بالليل يعنى هنوصل على الصبح كده واخويا هيستنانا فى المطار وهنطلع على القصر ..لاء ..لا ء ..ماتتعبش نفسك انت طبعا تنورنا لكن اول ما نرتاح من السفر هنبقى نجيلكم ان شاء الله ..ماشى ..حاضر ..مع السلامه
كانت سالى قد جهزت ملابس سليم ليستحم واعدت الماء الدافىء له دخل جاسر الحمام معها ووضع اصبعه فى الماء فقال: مش سخنه المايه شويه ..الدنيا حر
سالى: الاطفال مش بيستحوا ابدا بمايه ساقعه زينا فى الصيف لازم المايه تكون دافيه صيف او شتا
خلعت سالى ملابس سليم الصغير ووضعته فى "البانيو" وامسكت به جيدا وظل سليم يلعب بالماء فرحا فضحك الاثنان.

جاسر: عامل زى دكر البط
سالى: حبيبى كان عايز يستحمى من بدرى ...نيجى للحظه اللى كل العيال بتكرها
جاسر: ايه؟
سالى: الشامبو
وبالفعل بكى سليم عند نزول قطرات الماء فوق رأسه قليلا فهدأت سالى من روعه وقالت بصوت حنون: الشامبوو عشان شعرك ينضف وتبقى ريحتك حلوه
واخيرا انتهت سالى ونشفت سليم جيدا ساعدها جاسر بحمله ووضعه على السرير برفق البسته سالى ملابسه وقالت: نسيت اعمله كوبايه لبن يشربها
جاسر: اعملهاله ازاى.

سالى: دفى بس اللبن شويه مجرد تعرف تحط صوبعك فيه وحطه فى كوبايته اللى جبناها
عاد جاسر بعد قليل حاملا كوب اللبن الدافىء تحسسته سالى وجدته ساخنا فقالت: ده سخن اووى
جاسر: انتى قولتيلى احط صوبعى فيه واتحملت حرارته
سخرت منه سالى وقالت: على كده انت حمال قسيه بقى
نظر لها جاسر بعمق وقال: عشان تعرفى
سالى هاربه من نظراته: طيب امسكه بقى عبال ما انزل ابرد اللبن

عادت سالى بعد قليل لتجد جاسر يداعب ابنه الذى يضحك له فرحا فابتسمت واعطته الكوب ليطعمه اياه وقالت: انا هدخل اخدلى شاور انا كمان وهوا ممكن ينام بعد مايشرب على فكره
دخلت سالى الحمام واستحمت وخرجت مرتديه مئزرا ورديا اللون لتجد سليم يغط فى نوم عميق وجلس جانبه جاسر مغمضا عينيه تنتحنحت سالى ففتح جاسر عيناه وقال: انا هطلب غدى تحبى تاكلى ايه؟
سالى: هات اى حاجه بس تكون موثوق فيها وياريت يكون معاها سلطه او خضار عشان سليم او ممكن انا اعمل حاجه هنا
جاسر: طيب براحتك شوفى ايه وقوليلى
سالى: طيب

وقفت سالى تنتظر خروجه ولكنه ظل جالسا على السرير فقال لها فى تهكم: بتتكسفى... الغريب انك كنتى متجوزه قبل كده ..لاء وطليقك شوفتيه من ساعه فاتت ..يعنى كل دى ذكريات عدت عليكى المفروض
سالى: مافيش داعى لكلامك معايا بالاسلوب ده من فضلك احنا اتفقنا انى ام لسليم وبس
ثم اتبعت بسخريه:ده غير ان انا نوت يور تايب

جاسر: لكن انا جوزك قدام الناس ومش هسمحلك انك تنسى او تتناسى ده ...مفهوم...ولسه انا ماخلصتش كلامى معاكى ولازم اعرف انتى قولتيله ايه واديتيله الفلوس اللى اديتهالك ليه؟
دهشت سالى لمعرفته بأمر الاموال التى اعطتها لايهاب وقالت: فلوسك هرجعهالك على داير مليم.

عندئذ قام جاسر من على السرير وحمل سالى بسرعه من على الارض وخرج بها وتوجه الى غرفته فيما كانت سالى تدفعه لتجعله ينزلها ارضا الا ان جاسر كان اقوى منها بكثير ودخل الغرفه واغلق الباب بقدمه وضعها على السرير وامسكها بقوه ونظر لها فى عينها وقال: انتى عاوزه ايه بالظبط هه؟ ردى ..فكرك هصبر عليكى لحد امتى ؟
شعرت سالى بالخوف فقد قيد حركتها بالكامل وجسمه جاثما فوقها وانفاسه تلفح وجهها فقالت: عاوزاك تسيبنى.

قام جاسر بهدوء ونظر لها بسخريه: عامله نفسك جدعه وبتقفى وتتحدينى وانتى عارفه كويس انك مش قدى ...ردى اديتله فلوس ليه
قالت سالى وهى لاتزال نائمه على ظهرها: ظروفه متلخبطه وبيشتغل عامل نظافه ومعهوش ينزل مصر ولا يعيش هنا اديته الفلوس على سبيل المساعده مش اكتر
جاسر بهجوم: لسه بتحبيه مش كده؟

عقدت سالى حاجبيها بغضب وقامت وقالت: انت فيك مخ تفكر ولا انت واخد الدنيا بالدراع وبس والمهم اللى انت عاوزه يحصل وخلاص ...
نظر لها جاسر بغيظ:احترمى نفسك واتكلمى معايا عدل انا فيا مخ يوزن بلد وعشره زيك كمان ..ايه معنى ان واحده تقابل طليقها وتديله فلوس الست بتطلق وبتاخد مؤخرها ونفقتها ولو قدرت تاخد اللى وراه واللى قدامه وتطلع عين اللى جابوه لا تعملها.

سالى: ااه فى كده ..بس فى ستات بنات ناس من الاول ويفهموا فى الاصول وبيتقوا الله ..سيدنا ابو بكر كان بيتصدق على واحد كان هوا من ضمن اللى اتكلمو عن شرف السيده عائشه فى حادثه الافك ومع ذلك فضل يتصدق عليه بعدها
مش كل حاجه خد وهات وده قصاد ده ...واللى يعاملنى بالسيئه انا بقى بعامله بالحسنى زي حضرتك كده ومش عشانك ولا عشان خاطر سواد عيونك ...لاء عشان خاطر انا كده وبعامل ربنا فى الاخر
شعر جاسر بالحرج وتقزم غروره ليصبح فى ادنى مستوياته فلم يملك الا الصمت.

غادرت سالى الغرفه واتجهت الى غرفتها ابدلت ثيابها لفستان ابيض عارى الكتفين يصل الى اسفل الركبه بقليل يتوسطه حزام بنيا رفيعا ورفعت شعرها لاعلى تاركه بعضا من خصلاته تنزل بنعومه على ظهرها العارى وانتعلت صندلا خفيفا بنى اللون بشرائط مجدوله يحمل تصميما اغريقيا اضاف لقدميها اغراءا ووضعت احمر شفاه بلون مشمى ناعم ورشت عطرها المفضل.

نزلت الى المطبخ وفتحت الثلاجه واخرجت بعضا من الخضروات الطازجه واعدت حساء خضروات وضربت القليل منه فى الخلاط ليصبح ناعما واخرجت شرائح الفراخ المتبله الجاهزه للشوى وقامت بشيها نزل جاسر بعد قليل كان قد استحم وارتدى تيشرت بلون ابيض ماركه اديداس يعلو بنطال من الجينز اللبنى اللون حاملا ابنه بحرص استدارت سالى لدى شعورها بحركه خفيفه فوجدتهما معا الاب وابنه النسخه المصغره منه فابتسمت ابتسامه واسعه وقالت: صحيت.

رد عليها سليم باصوات طفوليه سعيده فقالت سالى بصوت طفولى: انت تقول ايه هه ايه رايك ناكل هممم دلوقيتى هه بس تاكل اكلك كله كله
ابتسم جاسر وقال: انا كنت ناوى اغديكم بره
سالى: لاء مافيش داعى انا خلاص تقريبا خلصت بس قعد الاستاذ هنا وتعالى اعملنا سلطه
جاسر: نعم؟
سالى: ايه سلطه ..ماتعرفش السلطه ؟
جاسر: لاء اعرف بس انتى ناويه تشغلينى كتير ولا ايه ؟

سالى بحده: اشمعنى انا بشتغل
جاسر: ياستى بعاكسك بس يا ساتر هو الواحد مايعرفش يقولك كلمتين الا وتهبى فيه ..امسكى سليم طيب
سالى: هات حبيب قلبى السكر ده
جاسر: يابختك ياسى سليم سالى هانم بجلاله قدرها راضيه عليك
نظرت له سالى رافعه حاجبيها وابتسمت داخلها
انتهت العائله الصغيره من تناول طعامها ومر الوقت سريعا فى اعداد الحقائب والتجهيز للسفر القريب وغادرت عائله جاسر ارض امريكا بسلام عائدين الى ارض مصر الحبيبه.

كان اسامه فى انتظار اخيه فى المطار وما ان رأى جاسر يسير بالقرب من سالى التى تحمل سليم الصغير حتى تهلل وجهه وانطلق سريعا بأتجاهم سلم على اخيه واحتضنه وسلم على سالى ورأى سليم ينظر له بتعجب فقال له: حمد لله على السلامه ...مصر كلها نورت سليم جاسر هنا يا مرحبا يا مرحبا
اعطته سالى الطفل الصغير وحمله اسامه بحب وقال لاخيه: نسخه منك نسخه طبق الاصل يا جاسر.

جاسر: انا حلو كده
اسامه: لاء الصراحه هوا احلى مش كده يا سالى ؟
سالى:كده ونص
اسامه: بيعجبنى انا وانتى دايما على نفس الخط
جاسر: طيب مش يالا بينا يا ابو خط
وصلت السياره الى ارض القصر المشيد وترجل جاسر واسامه
فتح جاسر لسالى الباب وحمل سليم الصغير ونزلت امه"سوسن هانم " مهروله على درجات السلم الرخامى القليله واتجهت الى جاسر واحتضنته وامسكت بسليم الصغير الذى ما ان حملته جدته بعيدا عن ابيه حتى بكى فقالت له سوسن: بس بس بس بابا اهوه ..وانا ناناه مش عارفنى ...ناناه سوسن
ثم توجهت بالحديث الى جاسر متجاهله الترحيب بسالى تماما وقالت: هو اكل من امتى؟

جاسر: لسه واكل من قيمه ساعه بس
سوسن: امال ليه بيعيط ...ثم قالت لسالى بحده: انتى اكلتيه ايه؟
شعرت سالى بالغيظ من معامله حماتها ونظرت لها فى تحدى ولم ترد عليها فقال جاسر: ماتقلقيش من الاكل اديه لسالى بيبقى هادى معاها ..هوا بس عشان مستغرب المكان.

سوسن: سمى عليه اما نشوف ...وبالفعل توقف سليم عن البكاء ودفن رأسه بقوه فى كتف سالى لكأنما يهرب من جدته العجوز
شعرت سوسن بالحنق والتفت ودخلت القصر بشموخ تاركه الجميع
سارت سالى بتمهل بالقرب من جاسر الذى كان يشعر بالضيق هو الاخر من معامله امه لسالى بهذا الشكل ...فهذا ليس ما اتفق عليه معاها من قبل لقد وعدته انها ستحسن معامله سالى ولكنهاالان قد اخلفت بعهدها.

دخل جاسر القصر ورحبت به الخادمتان وحاولت احداهما حمل سليم لكن سالى قد رفضت بأدب جم
نزل زياد من الطابق العلوى وتوجه الى حجره المعيشه الواسعه فرحا بعوده اخيه وابنه وما ان دخل حتى قال بصوت فرح فاتحا ذراعيه بترحاب: حمدلله على سلامه سليم الصغير
نظر له جاسر بغيظ وما ان اقترب منه زياد حتى عالجه جاسر بقبضه يده فى وجهه واسقطه ارضا صرخت سوسن فى هلع: زياد!...جاسر ايه اللى انت عملته ده
حاول زياد القيام ونجح بمساعده اخيه اسامه ونظر الى جاسر بعمق فقد كان متوقعا ردة فعل عنيفه من اخيه وهذا دليل قاطع على انه استطاع ان يصيب وترا حساسا لديه.

فابتسم وخالجه شعور بالنصر وقال: ايه هيا امريكا بتعمل فى الناس كده
جاسر: لا وانت الصادق ده اللى الاخوات بيعملوه فى بعض
كانت سوسن تشعر بالتوتر فأدرات ابصارها بين الجميع وشعرت انهم يعلمون السر وراء تصرف جاسر الا هى فقالت بعصبيه: ماتفهمونى فى ايه ولا افضل زى الاطرش فى الزفه كده
ظل جاسر ناظرا لاخيه فى تحدى
تحرك اسامه مقتربا من امه رابتا على كتفيها محاولا تخفيف التوتر الناجم عن تصرف اخيه الاكبر فقال: ابدا يا ست الكل ماتشغليش بالك زياد اصله بوظ حاجات فى الشغل اثناء ما جاسر كان مسافر فجاسر انتى عارفه مابيحبش الغلطات.

تظاهرت سوسن بالتصديق ونظرت الى سالى بأعين ضيقه شاعره انها هى السبب فأنظار زياد مركزه عليها بقوه هو وجاسر فقالت فى هدوء: طيب بطلو بقى شغل العيال وانت يا سى رامبو اطلع غير انت ومراتك وسيب الولد للداده تاخد بالها منه
قالت سالى فى تحدى: لاء سليم هيفضل معايا ولو احتجت مساعده هبقى اطلبها
سوسن بترفع: انتى تنسى اللى اتعلمتيه فى محرم بيه ده خالص انتى دلوقتى فى كفر عبده يعنى مستوى تانى هنا الدادات هما اللى بياخدو بالهم من البيبيهات
شعرت سالى بالاهانه واحمر وجهها فقال جاسر بغضب: وانا ابنى مش هتربيه داده واللى تقول عليه سالى يتنفذ هيا المسئوله عنه وهيا اللى ليها الكلمه... والكلمه الاخير ترجعلى.

قالت سوسن: انت بتتحدانى ياولد ...بتعصى كلامى هتمشى كلامها وكلام امك لاء؟
جاسر: لا انتى ولا هيا ...كلامى انا وبس اللى هيمشى ..وانا قلت سالى هيا المسئوله عنه يبقى سالى لان لا قدر الله لو حصله حاجه هيا اللى هسألها
اسامه: ايه يا جماعه ماتوحدوا الله اطلع يا جاسر ارتاح انت ومراتك وسيب سليم انا نفسى ااقعد معاه وشويه نرمين جايه ومعاها مريم والعيال هتلعب مع بعض
هز جاسر رأسه وقال:يالا يا سالى
خرجت سالى بصحبته وصعدت الى الطابق الاعلى معه دخل جاسر غرفته ودعاها للدخول: اتفضلى واقفه عندك ليه؟
دخلت سالى وقالت باستفهام: انا فين اوضتى ؟

جاسر بهدوء: هيا دى
سالى بتوتر: وانت هتنام فين ؟
اغلق جاسر الباب وقال: هنا
سالى: لاء ..انا عايزه اوضه ليا لوحدى حتى سليم يكون معايا فيها
جاسربقوه: طول ما احنا قاعدين هنا طول ما انا وانتى هنقعد فى اوضه سوا لا امى ولا زياد ولا حد من الخدم ياخد باله من حاجه لما نرجع الفيلا ابقى نامى فى اوضه لوحدك
سالى: واحنا هنرجع امتى؟

جاسر: على اخر الاسبوع ...هنقضى 4 ايام هناك ونيجى هنا نقعد يوم ولا اتنين على حسب
سالى: وهروح لماما امتى ؟
جاسر: وقت ما تحبى بس مافيش بيات نهائى ماعنديش ست تبات بره بيتها...مفهوم ؟
سالى بعند: بس انا هنام على الكنبه
جاسر: لا انتى ولا انا هنام على الكنب ..الكنبه دى للقعاد مش للنوم ...ثم قال بتهكم:اطمنى انا ماعنديش جرب ولا هعديكى بحاجه
سالى بتحدى: اما نشوف ..يحلها حلال ساعه النوم انا هدخل اخد شاور
رد جاسر مشاكسا: اجى اساعدك؟
لم ترد عليه سالى وحملت بعضا من ملابسها ودخلت الحمام واغلقت الباب باحكام
تمدد جاسر على السرير واغمض عينيه وراح فى نوم عميق

خرجت سالى من الحمام وجدت جاسر نائما بعمق شعرت بالنوم يداعب جفنيها هى الاخرى فرحله السفر كانت متعبه للغايه
تمنت لو كان بأمكانها النوم فهى تخشى ان تترك سليم لوقت طويل فتعطى الاشاره لحماتها المصون بالاستعانه بالمربيه فضلا عن انها لن تستطيع النوم بجوار جاسر
فتحت سالى حقيبتها واخرجت هاتفها النقال من حقيبتها وخرجت به الى الشرفه وحادثت والديها
ورد عليها ابيها فقالت: الو ازيك يا بابا؟

محسن بصوت فرح: لولو ...حمدلله على سلامتك عاملين ايه كلكم؟ انتم فين دلوقتى ؟
سالى: لسه واصلين القصر من شويه يابابا
محسن: هاه واخبار الجماعه ايه؟... اظن مبسوطين بسليم الصغير
سالى: جدا يا بابا ...وماما ازيها وحشتونى اووى
محسن: انتم مش ناويين تجيولنا ؟

سالى: مش عارفه والله يابابا نقدر نيجى النهارده ولا لاء ...بس اكيد بكره ان شاء الله هكون عندكم... انتم وحشنى اوووى
محسن: وانتى اكتر يابنتى خدى ماما عايزه تسمع صوتك
مجيده:لولو حمدلله على سلامتك يا ضنايا
سالى: الله يسلمك يا ماما
مجيده: عامله ايه ؟ مبسوطه ؟ وجاسر كويس معاكى ..وحماتك طمنينى ؟

سالى: ماتقلقيش يا ماما كله كويس
مجيده: يعنى حماتك بقت كويسه معاكى؟
سالى: اهو يا ماما ربنا يهدى
مجيده: ربنا يلين قلبها يارب ...صاحبتك منى فيها الخير كلمتنى كذا مره تسأل علينا وبتسلم عليكى اووى
سالى: كده ..طيب هبقى اكلمها بس ارتاح شويه لانى مصدعه جدا
مجيده: سلامتك يا حبيبتى بالله عليكى ما تتأخرى علينا نفسنا نشوفك اوى
ترقرق الدمع فى عيون سالى وقالت: وانتو والله نفسى اشوفكم خاالص
مجيده: ربنا يقرب البعيد يابنتى خدى بالك من نفسك ومن جوزك ...ربنا يهدي سرك يارب

سالى: اامين يارب ..ماشى يا ماما وابقى سلميلى على سيرين
مجيده: ادعيلها خلاص ولادتها قربت ...عقبالك انتى كمان
سالى:ربنا يكرمها يارب ..لا اله الا الله
مجيده: محمد رسول الله ..مع السلامه حبيبه قلبى مع السلامه
سالى: مع السلامه يا ماما
اغلقت سالى هاتفها وتساقطت دموعها فى صمت مشفقه على ذاتها شاعره بالحسره ..لمن تحكى وممن قد تطلب النصح
شعرت بالغضب من جاسر يتزايد بداخلها فهو من خدعها واوهمها بالحب...فحين انه لا شىء يقوده الا كبرياؤه مما دفعه لضرب اخيه زياد لانه قد اخبرها الحقيقه ..الا يخجل؟

دخلت سالى ونظرت اليه يغط فى نوم عميق... كيف له ان ينام ويغمض جفنه... الا يؤنبه ضميره ولو بقدر يسير مما فعله بها ...لكنه بالطبع يظن ان زواجه منها فى حد ذاته اعظم تعويض بالاضافه الى الانتقال للعيش فى قصر والديه... فهاهى والدته تحتقرها وتذكرها بنشأتها مقارنه اياها بالقصر الفخم...اهذا ما يظنه ايضا ...ستعلمهم انه بالفعل يوجد فارق ولكن ليس كما يظنون
خرجت سالى من الغرفه ومشت بضعه خطوات ولاحظت ان الخادمه تحمل سليم صاعده به الدرج
فسارت سالى باتجاها وسألتها: بيعيط ليه؟

الخادمه: شكله محتاج يغير
سالى: طيب هاتيه انا هغيرله
الخادمه: مايصحش يا فندم انا اغيرله
سالى: لاء معلش لو احتجت مساعده هبقى اندهلك ..اسمك ايه؟
الخادمه: نعمات
سالى: طيب يا نعمات هاتيه
نعمات: سوسن هانم خليتنا نحضره الاوضه اللى على يمينها انا جهزتها بنفسى ورصيت فيها حاجته
سارت سالى برفقه نعمات وشعرت بالضيق لوجود غرفه سليم فى الناحيه الاخرى من القصر بعيدا عن غرفتها بكثير
دخلت سالى الغرفه وجدتها غرفه واسعه معده باهتمام وعنايه فائقين بها الكثير من الالعاب وتطل على حديقه القصر الخلفيه مما يمنحها الهدوء الذى يحتاجه الطفل ملحق بها حمام صغير.

ابدلت سالى حفاض سليم المتسخ
واعدت له نعمات رضعه دافئه وقالت لسالى: طيب هاتيه انيمه عشان برضه ترتاحى من السفر
كانت سالى تشعر بالتعب فقالت لها: بس خدى بالك منه
نعمات: ماتخفيش عليه دا انا اللى مربيه ابوه ...ياما غيرتله وعملها عليا ...ايامهم ماكنش فيه بامبرز ولا حاجه
سالى: بجد مايبنش عليكى !
نعمات: انا جيت من البلد وكان عمرى بتاع 12 سنه ...وكان الله يرحمه سليم بيه لسه عايش والست سوسن هانم ماكنتش ليها خبره بالاطفال وخلقها كان ديق اووى كمان ...وبس ومن ساعتها وانا معاهم لحد ما شاء الله اما شوفت ولادهم
سالى: ربنا يديكى الصحه

نعمات: مش عاوزاكى تقلقى من حاجه انا مربيه على ايدى دى 6ولاد وبنتين ههههههه منهم جاسر واسامه وزيزو
ابتسمت سالى وقالت: ماشاء الله ربنا يخلى ...طيب هروح ارتاح ..وخلاص انا مطمنه انه معاكى
ذهبت سالى باتجاه غرفتها مره اخرى وجدت جاسر لازال نائما فغيرت ملابسها لبيجامه قطنيه بشورت قصير ونامت بجوار جاسر على السرير مبتعده عنه بقدر الامكان
استيقظت سالى بعد نصف ساعه شاعره بضغط على جانبها وجدت انها يد جاسر تحيط خصرها وقد اقترب منها كثيرا الى ان التصق بجسدها فدفعت يده بعيدا وقامت شاعره بعدم الارتياح واتجهت للأريكه ونامت عليها.

فتح جاسر عينيه شاعرا بالضيق لرفض سالى له فقام واتجه الى الحمام ليغتسل وخرج ليجد ان سالى لازالت نائمه فأمسك بالغطاء ووضعه عليها وخرج واتجه الى غرفه ابنه الوحيد ليجده نائما كالملائكه
نزل جاسر درجات السلم واتجه الى غرفه المعيشه الواسعه وجد اخيه زياد يتابع مباراه لكره القدم الاوروبيه فى سأم
رفع زياد انظاره ليجد جاسر ينظر له فى حنق تاركا اياه وخرج الى الشرفه.

فقام زياد وخرج هو الاخر محدثا اخيه: للدرجادى ...هههههههه ده يظهر انه ماكنش شهر عسل خالص وسالى قلبتها بغم عليك
نظر له جاسر وقال ببرود: لا ابدا مش زى ما انت فاكر انا وهى دلوقتى سمن على عسل وعرفت اصلح معاها لكن اللى مستغربله هوا انت ...قولتلى انك هتبقى واقف مشاهد ايه اللى خلاك تغير رأيك...بتحبها؟
زياد: كنت فاكر نفسى بحبها ...انا بقولك عشان انا عارف انك شكاك ...لكن انا خلاص اتفقت مع آشرى على الجواز كمان شهرين بأذن الله..لكن مش عشان كده انا قولت لسالى.

جاسر: امال قولتلها ليه ؟
زياد: عشان ماينفعش تبتدى حياتك ..حياه جديده مع انسانه نضيفه زيها بالخداع ..كانت لازم تعرف الحقيقه وده لمصلحتكم
جاسر: لا والله مصلح اجتماعى حضرتك ...وانت مالك ؟ماتخليك فى حياتك
زياد: لو انا هخلينى فى حياتى يبقى انت كمان تخليك فى حياتك ..ويوم ماتشوفنى بغلط مايبقاش ليك حق انك تتدخل
جاسر بعند: انت بتغلط انا لاء.

زياد: اهي الجمله دى اكبر غلطه كلنا بنغلط وانت كمان بتغلط ..بس الفرق اننا كلنا مكن نتعلم انت لاء... لانك مابتعترفش اصلا انك غلطت.
جاسر: غلطاتى اللى انت شايفها هى عين الصح ..وده الفرق اللى بينى وبينك ...نظرتك ديقه وعلى طول مستعجل وماعندكش تقييم للامور
زياد: لاء عندى... بدليل انى اللى عملته حصل بسببه كل اللى كنت عاوزه واتوقعته
جاسر: اللى هوه ايه؟

زياد ضاحكا: اللى انت فيه دلوقتى ...عن اذنك يا ...كوتش
نزل زياد درجات السلم المؤديه الى الحديقه من الشرفه وركب سيارته وانطلق بها الى خارج اسوار القصر تاركا زياد يود ان يركل شيئا ما دخل الى الغرفه ليجد ان امه تقف ناظره له بحده فقال لها: خير؟
سوسن: ايه اللى بينك وبين اخوك وايه علاقته باللى اسمها سالى؟
جاسر: اولا اللى بينى وبين اخويا ده شىء خاص بينا ..ثانيا بقى انا لاخر مره بقولهالك اذا ما اتعاملتيش مع سالى بشكل احسن من كده زيها زى آشرى ونرمين هتكونى بتزودى الجفا اللى ما بينا
سوسن: انا امك ياولد ..عارف يعنى ايه امك؟

جاسر بتهكم: لاء الصراحه مش عارف عرفينى انتى ...اصل اللى عرفته ان الام هيا اللى بتفضل جنب ولادها ...هيا اللى بتقف جنب جوزها ...هيا اللى بتسعى لولادها فى الخير ...انما انتى طول الوقت كنتى بتقولى لبابا الله يرحمه ..خد عيالك وطلقنى ...وان من حقك تعيشى فى المستوى اللى يليق بيكى ...صح ولا انا غلطان ؟
سوسن: خلاص خلصت ...يا جاسر بيه يا محترم ..انا فى وقت من الاوقات كرهت ابوك وكرهت ضعفه وتخاذله وكانت دى طريقتى انى ادفعه .. عشان يحسن مستوانا والا كان فضل زى ماهو محلك سر ...وجاى حضرتك تعيد نفس الشريط من اول وجديد روحت اتجوزت واحده مش من مستواك... لاء وايه وهتربيلك ابنك ...ونعم التربيه
جاسر بتصميم: هتربيه على الرحمه والحب والعطف ...اظنك ماسمعتيش قبل كده بالمفردات دى... معلش بس دوول اللى حسيت انهم ناقصين اووى واخترت واحده تعوض ابنى بيهم ...عن اذنك يا ...امى ...

تقدم جاسر بضعه خطوات الى الباب ليغادر ثم استدار وقال: ااه على فكره احنا هنمشى بكره وهنبقى نيجى السبت اللى جاى ان شاء الله تانى
صعقت سوسن لدى سماعها بهذا الخبر فقالت فى حده: انت كنت قايل ان هتعيش معايا هنا انت وسليم
جاسر: انا كنت قايل انى هعيش انا وسليم وسالى ...لكن حيث انك هتعاملى سالى بالاسلوب ده فأنا ماسمحش بكده ...وآسف يا امى كرامه مراتى من كرامتى ...وحفيدك هتشوفيه كل اسبوع يومين واى وقت تحبى تيجى تزورينا ..اهلا وسهلا
سوسن: بأه كده يا جاسر هتعمل زى اخوك وتخلينى اشوف ابنك بمواعيد.

جاسر بهدوء: ده احسن للكل حتى تريحى اعصابك شويه بدال ما انتى على طول بتهرى وتنكتى فى روحك ده غلط على صحتك
فى تلك الاثناء كانت سالى قد استيقظت وتناولت هاتفها وحادثت صديقتها المقربه "منى"
سالى: الو ايوه يا منى
منى: سالى مش معقول رجعتى امتى
سالى: من قيمه كام ساعه كده اخبارك ايه؟
منى: انا الحمد لله وحشتينى اووى ..عامله ايه آخر مره ماعرفتش اكلمك وماحكيتليش على حاجه خالص
سالى: احكيلك على ايه عادى يعنى
منى: هوا ايه اللى عادى؟ عامله ايه مع جاسر؟

سالى: عادى كل شويه خناق ومناقره وقرفت الصراحه ..وامه استقبلتنى استقبال زى الزفت... مافيش غير سليم هوه اللى مصبرنى والله
منى: سليم ..ابنه؟ هوا جه معاكم ؟
سالى: ااه جبناه ...الولد عسول اووى ودخل قلبى من اول ماشفته؟ حساه انه ابنى اووى يا منى
منى: انتى طيبه اووى سالى ربنا يرزقك بالذريه الصالحه
سالى بسخريه: هههههههه وده منين ان شاء الله؟
منى: ايه ده بتتكلمى جد؟ ماحصلش حاجه خالص؟

سالى: لاء طبعا ..بعد ماعرفت الحقيقه
منى: ماتحبيكهاش بقى يا سالى ..انتو اتجوزتو خلاص احسنلك تتعايشى وتحاولى تقربى منه
سالى: انتى ازاى تقولى كده ...انا بقيت مش طيقاه كمان بيدينى كلام زى السم اخر مره قايلى يو ار نوت ماى تايب
منى: نعم ..امال مين هيز تايب ان شاء الله ..تلاقيه بيغيظك بس
سالى: لا يا منى لما واجهته بالكلام اللى قاله زياد ..قالى انى انا اللى فضحت نفسى باستهتارى
منى: انتى برضه قولتيله ليه كده ؟
سالى: كان لازم والا كنت هخليه يقرب منى ازاى بدال ما يعتذر منى ..أهانى ...انتى اصلك يامنى مش حاسه انا اتخدعت فيه اد ايه؟
منى: طيب وبعدين ؟ هتفضلو كده.. بس الاسم متجوزيين

سالى: ااه
منى: بطلى عند ياسالى وفكرى بعقلك انتى مستفيده ايه ...ايه العيشه دى ؟ الجواز حب ومده ورحمه ...مش كبر وعند وجفا
سالى: طيب اعمل ايه بجد مش طايقاه يجى جنبى وعايزه اعذبه زى ما عذبنى واخليه يقول حقى برقبتى ويجى لحد عندى يترجانى انى اسامحه مش هرضى بأأقل من كده
منى: ودى هتعمليها ازاى يا سوبرومن ...؟
سالى: مش عارفه بس مش هنخ ليه بالسهوله دى وانا حاسه انى بعرف اضغط عليه وكده يعنى زى ما انتى فاهمه بس ده مش كفايه
منى: يعنى هوا كده سايبك عادى يعنى
سالى: ااه قولتله انا ام لسليم وبس وينسى انى مراته
منى: طيب وهوا بقى ملتزم بالاتفاق ده؟
ابتسمت سالى وقالت: مش اووى ساعات بيستهبل كده

منى: وانتى لما بيستهبل بتعملى ايه؟
سالى: ساعات بستهبل انا كمان
منى: والله انتى هبله فعلا ...يابنتى انتى بتحبيه بتموتى فيه
سالى بصوت مجروح: بس هوا وجعنى اووى يا منى ..جرحنى جامد
منى: سامحيه يا سالى
سالى: مش هينفع بالسهوله دى... كده هيفهم انه ممكن يعمل فيا اللى مبداله بعد كده... ومايعمليش وزن.

منى: والله معاكى حق كلهم كده ..معتز اللى كان هيموت على كلمه منى اول ماوفقت عليه واتخطبنا ..تعالى شوفى الاماره اللى بيتأمرها عليا ركب ودلدل رجليه ...شكلى هعمل عصيان مدنى زيك ويبقى يورينى سيادته
سالى بصوت خفيض: ربنا معاكى بصى سلام دلوقتى..شكل جاسر كده جه
منى:طيب سلام ياجميل وابقى كلمينى
اغلقت سالى الهاتف ودخل جاسر ليجد سالى مستيقظه جالسه على الاريكه فقال لها: صحيتى ؟ برضه نمتى على الكنبه
سالى: كده اريح

جاسر: بجد..طيب ياستى كله الا راحتك ..كنتى بتكلمى مين؟
سالى: واحده صحبتى
جاسر: مين؟
سالى: وانت مالك؟ انا بسألك انت بتكلم مين؟
جاسر: لاء لكن انا بسألك ولما اسألك تجاوبى
سالى: جاوبت واكتر من كده مش هتكلم
جاسر متنهدا: سالى بجد ساعات مابيبقاش فيا خلق للمجادله والمقاوحه معاكى ..فقصرى وهاتى من الاخر.. كنتى بتكلمى مين
سالى بعند: واحده صحبتى

نظر لها جاسر وابتسم وقال: طيب ايه رأيك نفضل عايشين هنا على طوول؟
اظلم وجهه سالى وقالت: انت قلت اننا هنبات هنا يومين وبعدين هنمشى
جاسر بتمهل: ده عشان خاطر اريحك فأذا انتى مش هتريحينى انا ممكن كمان ما اريحكيش هاه قولتى ايه؟
رفعت سالى حاجبيها واتسعت عيناها وقالت: انت بتلوى دراعى بأه؟

جاسر بهدوء: لايا حبيبه قلبى ..انا بس بوريكى السكه ماشيه ازاى.. هتتعبينى هاتعبك هتريحينى وتبقى مطيعه ...هعملك اللى انتى عاوزاه
سالى ببرود: لا وعلى ايه تريحنى اصلا ماتعمل اللى فى دماغك وتسيبنى اخبط دماغى فى الحيط... ان كان كده على قلبى زى العسل انى ااقعد هنا ..وماله دى حتى طنط لطيفه اووى اووى والواحد مابيشبعش من القاعده معاها ...واكيد انا وهيا هنتفق سوا ...انا شايفه ان ليها خبره فى تربيه الاطفال واكيد هستفاد منها
امتقع وجهه جاسر ونظر الى سالى بفزع حتى كادت ان تضحك ولكنها تماسكت امامه وقالت: هاه هتودينى عند ماما النهارده ولا امتى ؟

جاسر بصوت مكتوم: خلينا بكره
سالى: اوك ... هروح اشوف سليم زمانه صحى
جاسر: هتخرجى كده ؟
سالى: ااه فيها حاجه
جاسر: فيها ان اخويا عايش معانا هنا
سالى: انا لسه كنت شايفه عربيته خارجه
جاسر: ولو
قامت سالى بسرعه وقالت بصوت ضاحك: خليك فريش بقى ماتحبيكهاش... سلام يا جاسوره
خرجت سالى ولم تدع لجاسر فرصه ليعترض

فخرج جاسر ورائها وامسك بها والصقها بالحائط وقال: للصبر حدود يا بنت محسن انا بقولك اهوه ...خشى جوه غيرى هدومك
نظرت سالى له وجدت التصميم فى عينيه وفضلت عدم الخوض فى تلك المعركه الخاسره ..وعادت سالى الى الداخل واغلقت الباب خلفها باحكام ولم تدعه يدخل
ابدلت سالى ثيابها وخرجت لتجده فى انتظارها صامتا
سار جاسر بجوارها الى غرفه ابنه الذى كان مستيقظا تداعبه نعمات بسرور
جرى سليم باتجاه سالى وحملته سالى بفرح وقالت: يا صباح الانوار بعد الضهر ازيك ؟وحشتنى اووى اووى
نعمات: كانت قلقانه عليه ومش راضيه تسيبه معايا يا جاسر شوفت ما اطمنتش الا لما قولتلها انى انا اللى ربيتك وشيلتك وانت صغير.

جاسر: ربنا يديكى الصحه يا داده
نعمات: ويخليك ليا وتفرح بيه يارب طيب هستأذن انا واذا احتاجتى حاجه انا تحت امرك
خرجت نعمات فقال جاسر لبسيه هدومه عشان نخرج
سالى: هنروح فين؟
جاسر: لاهلك
تفاجأت سالى وقالت: انت كنت مش قلت هنروح بكره
جاسر بسخريه: غيرت رأئي عندك مانع اننا نروح النهارده ؟

سالى: لاء ابدا يكون احسن لانهم واحشنى جدا
جاسر: انا قلت كده برضه هروح اغير هدومى عبال ماتجهزيه
خرج جاسر تاركا سالى تفكر فى السبب وراء تغيير رأيه ولكنها لم تصل لشىء
فقالت لسليم بحبور: تعالى يا بطل نغير وتروح تشوف جدو محسن وتيته مجيده ..يالا بينا.
رن جرس باب منزل عائله محسن اتجهت مجيده لتفتح الباب متسائله داخلها:ياترى مين؟
فتحت مجيده الباب وعلت ملامحها الدهشه والفرحه لدى رؤيتها لابنتها وزوجها وابنه وقالت بصوت عال:سالى ..مش معقول
قام محسن تاركا جريدته واتجه الى المدخل ليجد ابنته الصغرى تحضنها امها فتهللت اساريره واتجه صوبهم قائلا: يامرحبا ...يامرحبا طيب مش كنتو تقولولنا ياولاد.

سالى: جاسر حب يعملهوالكو مفاجأه انا كنت هتصل ااقولكم جايين
محسن: والله احلى مفاجأه ...اتفضلو اتفضل يا جاسر يابنى اتفضل
دخل جاسر قائلا: السلام عليكم
محسن: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ...يا اهلا يا اهلا ..البيت نور ...بسم الله ماشاء الله ...ده ابنك..الله اكبر الله اكبر
مجيده: نسخه طبق الاصل منك ..اللى خلف مامتش والله سبحان الله...ربنا يباركلك فيه يا بنى
جاسر: امين يارب

مجيده: تعالو اتفضلو على الصالون
محسن: لا صالون ايه سيبنا ايه للغرب تعالو نقعد فى الليفنج
مجيده: البيت مضلم من غيرك يا لولو
جاسر: ماهو ضلم عندكو ونور عندنا
محسن: طيب الحمد لله انا اهم حاجه عندى انه بيتكم ينور بيكم
مجيده: اتغديتو ولا لسه
جاسر: لا ماتتعبيش روحك

مجيده: لااا ودى تيجى ...حالا نحضر الغدا ...حتى عشان الصغنن ده ...
ثم توجهت بالحديث لسليم المحدق بها وقالت:مالك انت مستغرب ليه ده بيت تيته وجدو ونور بيك والله...
ثم انصرفت مجيده الى المطبخ لتعد طعام الغداء
وقال جاسر: هوه كده مش عارف ليه كل مانروح مكان يقعد متنح كده
محسن: عادى الاطفال كده بس سيبه ساعه هيجيب البيت فوقه ...تحت ...نزله يا جاسر خليه يمشى مش بيعرف يمشى
سالى: ااه بس هوه يمكن مكسوف
وضع جاسر سليم ارضا فقام واتجه الى حيث سالى وامسك بقدميها
فقال محسن: كده ...طيب تعالى عندى شويه

جاسر: مش عارف سالى عملتله ايه ده معداش يومين واتعلق بيها خالص
محسن: كل الاطفال كده ...بنات اختها وولاد بنات خالتها وولادعمها لما كانو صغيرين دلوقتى هما فى اعدادى ...كلهم كانو بيشبطوا فى سالى ...سبحان الله ربنا جعل ليها قبول عندهم
جاسر: بركاتك يا سالى
سالى: انا هقوم اساعد ماما
جاسر: يالا همتك عايز ادوق الاكل من ايدك النهارده

نظرت له سالى بغيظ ولكنها حاولت التماسك والتظاهر بالمزاح معه حتى لا يلحظ والدها فقالت: من عنيا يا حبيبى انت تؤمر
اتجهت سالى الى المطبخ ودخلت لتجد ان والدتها تعد اطياب الطعام فقالت سالى: ايه ده يا ماما ؟ ايه كل ده ؟
مجيده: ما انا كنت عامله حسابى ان الاكل ده لبكره ان عيشنا فكويس انكم جيتو النهارده ...المهم طمنينى ..اخبارك ايه؟ هه؟ مبسوطه؟
سالى: الحمد لله يا ماما
مجيده: طمنينى عليكى يا سالى امال انا حاسه انك مش مبسوطه ليه؟

سالى: ليه بتقولى كده يا ماما ؟
مجيده: يعنى انا مش عارفاكى يا بنتى مالى مش شايفه فى عينك الفرحه اللى كنت شيفاها قبل كده ؟ انتى زعلانه انه جاب ابنه ؟
سالى: لا طبعا يا ماما ...ده سليم بقى خلاص حته منى والله
مجيده: ما انا عارفه انك بتموتى فى الاطفال ربنا يرزقك يابنتى وافرح بعوضك ..امال حصل ايه؟
سالى: ماحصلش حاجه يا ماما انا كويسه ماتشغليش بالك كل ماهنالك انى تعبانه شويه انتى عارفه السفر وكده وكمان مش واخده على القصر عندهم
مجيده: حماتك عامله معاكى ايه؟
سالى: اهوه شويه كده وشويه كده ربنا يهدى
مجيده: استحمليها ومهما تعمل اوعى تشتكيله منها دى امه مهما عملت عمره ماهيقولك امى غلطانه ماشى ياحبيبتى

سالى: ماشى يا ماما
سمعت مجيده صوت محسن قائلا: يا مجيده انتى وقفتى ترغى مع بنتك ونسيتى الغدا ولا ايه ؟
خرجت مجيده: خلاص انا مخلصه من بدرى ان بس سايباكم تتكلمو براحتكم
محسن: ياستى نتكلم على الغدا ...وبعدين سليم الصغير مزمزق وجاسر محتاس معاه
خرجت سالى سريعا من المطبخ واتجهت الى جاسر الذى كان يقف حاملا ابنه ويحاول تهدئته فقالت: ماله؟

جاسر: ماعرفش فجأه فتح فى العياط ومش فاهم منه حاجه
سالى: طيب ادهونى كده... بسم الله الرحمن الرحيم
جاسر: هوه بيسكت معاكى ومعايا لاء ليه ؟
ابتسمت سالى وقالت: عشان عارف انى هريحه
جاسر: ازاى بقى
سالى: عايز يغير ياترى حضرتك هتغيرله؟

جاسر: طيب ما ساعات بساعدك
سالى باستغراب: ده كان امتى ده
جاسر: لما حميته معاكى
ضحكت سالى: ااه لما حطيت صباعك فى البانيو وقلتلى المايه سخنه ...ولا لما رحت وعملتله رضعه لبن سخنه وانا بردتها لا والله نعم المساعده
جاسر: كده ..طيب من هنا ورايح هساعدك فى كل حاجه عشان ماتتريقيش عليا تانى

سالى: هتغيرله البامبرز
جاسر: لا انا شايف انك تقدرى تتصرفى فى الموضوع ده منغير ماتحتاجى مساعدتى
سالى: ما انا قلت كده برضه
غادرت سالى الى الحمام وجلس جاسر فى انتظار عودتها فدخل محسن وقال يالا يا جاسر الغدا ..الله امال فين سالى ؟
جاسر: بتغير لسليم
محسن:طيب تعالى اغسل ايدك فى الحمام التانى ونقعد عبال ماتجيبه وتيجى
تناول الجميع طعام الغداء بشهيه مفتوحه وايضا سليم الصغير والذى ما ان اانتهى من تناول الطعام حتى اصدر اصوات شبيهه بمواء القطط

فهمتها سالى على الفور فقالت: هقوم انيمه
مجيده: انا كنت محضرالك اوضتك وهدخلك سرير الولاد بتاع بنات اختك عندك تنيميه فيه وغير هدومك ياجاسر وارتاح شويه
جاسر: لا نغير ايه احنا شويه وهنمشى
محسن: ومستعجلين على ايه ادخلو ريحوا البيت بيتكم
اصر محسن ومجيده على جاسر ان يبدل ملابسه وينام ليرتاح قليلا فأذعن جاسر لطلبهم وقال: طيب فين سرير الولاد ده ادخله انا
مجيده: هوا فى الاوضه القديمه بتاعه سيرين جنب اوضه سالى
اتجه جاسر الى غرفه سيرين وحمل السرير الصغير الحجم ووضعه فى غرفه سالى

كانت تلك المره الاولى التى يدخلها جاسر فوضع السرير ارضا ووقف يتأمل محتويات الغرفه البسيطه كانت الغرفه غايه فى التنظيم وممتلئه باللعب والدمى المحشوه بكافه الاحجام بها مكتبه صغيره تحوى كتبا وقصصا اغلبها لسلسه روايات رجل المستحيل والبعض الاخر روايات احلام الرومانسيه وقف جاسر يتصفح احدى الرويات وابتسم ابتسامه جانبيه لدى قرائته لاحدى المشاهد الساخنه بين بطلى القصه.

دخلت سالى حامله سليم النائم ولاحظت على الفور جاسر الذى كان يعبث بأغراضها فشعرت بالضيق
وضعت سليم برفق فى السرير وغطته بعنايه فيما ظل جاسر يعبث فى اغراض سالى الحانقه عن عمد حتى عثر على الكارت الذى بعثه لها مع باقه الزهور ذاك اليوم فتوجهت اليه وجذبته منه بعنف وفتحت احد الادراج والقته فيه باهمال وقالت: من فضلك ماتدعبسش فى حاجتى ..مايصحش كده
جاسر ببرود: ليه...انا جوزك وبعدين الكارت ده بتاعى انا اللى كنت باعتهولك

عندئذ فتحت سالى الدرج مره اخرى وامسكت بالكارت وشقته الى نصفين قائله بعصبيه: وادى الكارت ..ارتحت
نظر لها جاسر بعتاب وقال: كده تقطعيه.. وانا كاتبلك بنفسى الكلام اللى فيه
فقالت سالى: تصدق معاك حق المفروض انى ماكنتش قطعته لانه شاهد على كدبك
ثم اتبعت بتهكم:صباح الورد على احلى ورده فى حياتى هههههههه ...بس ياخساره الورده طلعت نوت يور تايب
زم جاسر شفتيه وظل صامتا ينظر الى سالى التى كانت ترد له النظره فى تحدى
عندها طرق الباب فاتجهت سالى لتفتحه وجدت والدتها مجيده تقول: خدى البيجامه عشان جاسر يلبسها... سبحان الله وانا اللى كنت زعلانه انى نسيت احطها فى جهازك
سالى: شكرا يا ماما تعبتى نفسك

مجيده: تعبكم راحه حبيبتى ...سليم نام خلاص
سالى: ااه
مجيده: طيب ريحوا انتو كمان شويه ولا اعملكم شاى
سالى: لا يا ماما مالوش لزوم
مجيده: طيب ريحى انتى كمان شويه وانا فى اوضتى ماشى
انصرفت مجيده واغلقت سالى الباب ووضعت البيجامه على طرف السرير وقالت: البيجامه دى ماما جايبهالك مخصوص
ابتسم جاسر وقال: وهيا عرفت مقاسى منين ؟
سالى: يومها كنا عند البياع قالتله عايزه بيجامه لواحد طول بعرض
جاسر: للدرجادى !وانتى نقتيها معاها؟
تجاهلت سالى السؤال لان اجابته ستعيد عليها الذكريات الاليمه وسرحت بذاكرتها متذكره ذاك الحدث
ففى ذلك اليوم نزلت هيا ووالدتها لتشترى له البيجامه والروب كما هو متبع عند البعض حيث تشترى العروس لعريسها تلك الاشياء كهديه الزواج
وانتقت له سالى تلك البيجامه بنفسها كحليه اللون بها خطوط رفيعه من اللون النبيتى من قماش الستان اللامع يرافقها روبا من نفس الخامه واللون ذاته تكلفت بضعه مئات من الجنيهات.

ولم تأبه سالى لثمنها قدر اهتمامها بأن تعجبه متخيله كيف ستكون ليله زفافها
بدأ جاسر فى خلع ملابسه تحت انظار سالى والتى انتبهت فجأه لما يفعله فأحمرت وجنتها بشده وادرات وجهها بسرعه وابتسم جاسر بمكر وتناول البيجامه وارتدى البنطال فقط كما تعود تاركا القطعه الاخرى جانبا واتجه الى السرير وقال لسالى: انتى بتنامى على انهى جنب
سالى: نام فى الجنب اللى يريحك
جاسر: انتى مش هتنامى

نظرت سالى الى سريرها الضيق الذى احتل معظمه وقالت: لاء مش جايلى نوم ..انا هطلع بره اشرب قهوه حاسه انى مصدعه
جاسر: طيب لو مش هتنامى يبقى البس واخرج معاكى مايصحش انام وانتى تقعدى بره كده ممكن مامتك تفكر اننا زعلانين ولا حاجه
شعرت سالى بأنه قد يكون محقا فقالت: خلاص انا هخلينى قاعده هنا
جاسر: هتقعدى على طرف السرير كده ..هتتعبى على فكره
سالى بعند: خليك فى حالك انا كويسه
جاسر: براحتك
اخلد جاسر الى النوم او بالاحرى تظاهر بالنوم

اما سالى فقد جلست شاعره بالسأم والنوم يداعب جفنيها هى الاخرى فهى لم تحصل على قسط وافى من الراحه
واشتاقت للنوم فى سريرها فنظرت بعمق الى جاسر ولاحظت انتظام تنفسه وسكون حركه عينيه فاتجهت الى المساحه الخاليه من السرير ونامت على جانبها ..غاصت سالى فى الاحلام سريعا
فتح جاسر عينيه اخيرا ونظر الى سالى النائمه الى جواره فى حنان وملس على جبهتها وحرك بعضا من خصلات شعرها المتمرده ليرى وجهها بصوره اوضح واقترب منها ووضع قبله ناعمه على ثغرها ثم عاد للنوم مره اخرى مسمتمتعا بالقرب منها والنوم على فراشها.

استيقظت سالى ووجدت ان جاسر يغط فى نوم عميق يحيط خصرها بذراعه فابعدت ذراعه برفق وقامت من على السرير واتجهت الى سليم الذى كان مستيقظا هو الاخر مصدرا اصواتا تدل على شعوره بالملل رفعته سالى برفق وخرجت من الغرفه لتفاجىء بسكون المنزل نظرت فى الساعه فوجدتها قد جاوزت الحاديه عشر مساءا توجهت الى غرفه المعيشه لتجد والدها يتابع احد برامج "التوك شو " باهتمام فقالت له: ازيك يا بابا امال فين ماما؟

محسن: ازيك انتى يا لولو ...ماما دخلت نامت من شويه وحلفتنى اخليكم تباتو لبكره الوقت يابنتى اتأخر
سالى: مش عارفه يا بابا ماكنتش عامله حسابى
محسن: مش عامله حسابك على ايه؟
سالى: يعنى لبس لسليم
محسن: لاا ماتقلقيش من الناحيه دى خالص اختك سايبه لبس كتير من بتوع البنات جوه عندها فى الاوضه وبعدين دى ليله يعنى
سالى: طيب ربنا يسهل ...هو جاسر لسه نايم مش عاوزه اصحيه بقاله كام يوم مانمش
محسن: سيبيه مرتاح ماتقلقيش نومه انا هقوم احضرلكم العشا

سالى: خليك يا بابا انا هعمله
محسن: لااا انتى من هنا ورايح تيجى هنا ملكه متوجه عن اذنك سمو البرنسيس ...ها الاستاذ الصغنن ده ياكل ايه؟ اظن فى السن ده كنت بعمل لبنات سيرين سيريلاك او زبادى بالبسكوت والفاكهه ..ابعت اجيب من الصيدليه سيريلاك
سالى: لاا يابابا ماتتعبش روحك اى ساندوتش او خلطه الزبادى اللى كنت بتعملها ده سلومه عسل خالص وماشاء الله مش مغلبنى فى الاكل نهائى
محسن: ماشاء الله لاقوة الا بالله .. ربنا يبارك فيه بس ملاحظ انه ساكت كده مش بيلاغى كده ويتحرك يامه
سالى بأسف: انا كمان ملاحظه كده بس يمكن عشان ماكنش حواليه ناس يامه قبل كده.

محسن: ربنا يبارك فيه ويجعله من الصالحين هقوم احضر العشا واقلبى القناه هاتى قرآن يسمعه ويهدى بيه
سالى: ماشى يابابا
نفذت سالى اقتراح والدها وماهى الا دقائق حتى تفاجأت بجاسر يقف عن مدخل الغرفه اشعث الشعر يفرك رأسه بقوه ...فقالت: صحيت
اتجه جاسر الى الاريكه وجلس بجوارها وقال بصوت اجش: سيبتينى نايم ليه كل ده الساعه داخله على 12
سالى: مردتش اقلقك وحسيت انك عايز تنام وعامه انا صاحيه من ربع ساعه بس مش اكتر
جاسر: تقلنا عليهم كده والوقت اتأخر ...يالا بينا طيب اجهزى عشان نمشى
عندئذ دخل محسن وقال: لا تمشوا ايه ابدا والله مايحصل ..انتو هتباتو معانا.

جاسر: لا نبات ايه ماينفعش
جاسر: ليه يابنى هوا بيتنا صحيح مش قد المقام لكن يساع من الحبايب ميه
جاسر: العفو ياعمى ابدا والله مش القصد بس كده هنبقى بنتقل عليكم
محسن: ياسيدى جت على الليله ان ماكنش الارض تشيلكم نشيلكم فوق راسنا ...واحنا نفديك الساعه سليم يبات عندنا وينور بيتنا ..وبعدين الحاجه حالفه عليا ياتباتو يا اما هتطلع عليا ماتشات المصارعه الحره اللى بتتفرج عليها يرضيك هههههههه انا راجل عجزت وعضمى مايستحملش
ضحك جاسر وقال: لا ان كان كده خلاص وماله ماجاش على سواد الليل

محسن: طيب يالا تعالو عشان نتعشى سوا بقى
رد جاسر ناظرا الى سالى: وكمان تعبت نفسك ...يظهر ان سالى مدلعه على حسكم هنا
محسن: اه طبعا انا قايلك من اول يوم دى آخر العنقود
جاسر: طيب يا آخر العنقود مش تقومى بأه
قامت سالى حامله سليم وتقدمت جاسر وجلست على طاوله السفره وتناولت طعامها بشهيه واطعمت سليم
انتهى الجميع من تناول طعام العشاء الخفيف وقال محسن: انا هقوم اعمل الشاى
سالى: لا يابابا انا اللى هعمله ولا مش نفسك تشربه من ايدى

محسن: ياسلام يا لولو وانا اطول
قال جاسر بمكر: ولا انا طايل ياعمى
عندئذ دخلت مجيده غرفه الطعام فقالت: ايييه معقول يا سالى ...كده برضه؟ بس نقول ايه عروسه بقى وبتدلع عليك ياجاسر
نظرت سالى بحنق الى جاسر المبتسم
فرد جاسر: ماهو الدلع واخد حده معايا ...بس عمى فهمنى انها ضريبه آخر العنقود فماقدرش ااقول حاجه
قالت سالى متجاهله جاسر: صوتنا صحاكى يا ماما
مجيده: خفت لاتمشوا اول ماسمعت صوتكم قلت اخرج اشوف فى ايه
سالى: لا يا ست الكل بايتين ...تحبى تشربى شاى معانا
مجيده: لا بلاش شاى ...ممكن شاى بلبن

محسن: وانا كمان يا لولو
جاسر: ولو ممكن انا
عندئذ اصدر سليم صوتا عاليا لينبهم لوجوده فقالت له سالى بحنان: وانت كمان يا روحى هوا انا اقدر بس انت لبن منغير شاى
مجيده: ايه رأيك يا جاسر ...اظن مش هتلاقى فى حنيه سالى على الاطفال ربنا يفرحنى بذريتكم عن قريب
جاسر: يارب ولو ان عن قريب دى صعبه شويه
مجيده مستنكره: ليه بقااااااا..؟

نظرت سالى بغضب الى جاسر والذى تجاهل نظراتها وتابع قائلا: سالى اصلها عايزانا نأجل الخلفه بتقول كفايه عليها انها ام لسليم وبس
مجيده: هيييييه ..اخس عليكى يا لولو ..ليه يابنتى كده ...دا انا وابوكى عايشين لليوم ده ..لا مالكيش حق ..اوعى تكونى بتاخدى حاجه ...وانت يا جاسر متطاوعهاش انت ااعقل منها ولا انت مانفسكش تخاوى سليم
جاسر بابتسامه ماكره فرحا بتحقيق هدفه فى اثاره حنق مجيده على ابنتها: لا ازاى... نفسى طبعا... دا نفسى ولا فى عشر عيال بس هيا تشد حيلها
شعرت سالى ان الدم يفور فى عروقها فقامت غضبى وقالت: انا هروح اعمل الشاى.

مجيده باستنكار: روحى ...اهربى ..هقولك ايه ربنا يهديكى
محسن: اسمحلى يا جاسر بس حيث انك اللى فتحت الحوار ...احنا نفسنا طبعا نفرح بولادكم بس كمان انتو اتجوزتو بسرعه ادوا نفسكم فرصه
اعترضت مجيده: يدوا نفسهم فرصه لايه يا محسن خلينا نفرح بيهم
جاسر: انا فاهم عمى قصده ايه ...حضرتك تقصد اننا نعيش كام يوم كده قبل ما نزود مسئوليتنا وعشان كده انا موافق سالى ...انا مقدر انها برضه لسه صغيره ...انا بس حبيت افتح الكلام من بدرى فى الموضوع ده عشان انا عارف الاهل بالذات بيبقوا مستعجلين على موضوع الخلفه ...بس دى رغبه سالى وانا بحترم رغبتها طبعا ...لان الامور اللى زى دى مافيهاش غصب.

محسن: عين العقل يابنى ...عداك العيب ...وعن نفسى انا مش هتدخل
مجيده باصرار: لكن انا هتدخل ..ما اختها اهيه اتجوزت وهيا فى نفس سنها وحامل فى لرابع مره ..انا هقوم اكلمها واعقلها
جاسر: لا ياطنط معلش مش دلوقتى انا مش عاوزها تزعل منى
مجيده: ماشى يابنى ..ماشى ...ربنا يهديهالك وتبطل عندها شويه
جاسر: ايوااا .احسن دعوه

دخلت سالى الغرفه حامله صينيه بها اكواب الشاى الساخنه فقالت فى حنق: دعوه ايه ان شاء الله يا استاذ جاسر؟
جاسر: انك تبطلى عندك شويه... تخيل ياعمى حتى بتعند معايا فى الاكل بس يظهر انها نفسها بتتفتح معاكم هنا
محسن: لا هيا طول عمرها اكلتها ضعيفه... ربنا يستر وسليم مايخدش الطبع ده منها
جاسر ضاحكا: على كده هعين مراقب عليهم هما الاتنين يشوف اكلهم
شعرت سالى بالسأم من الحوار الذى افتتحه جاسر وترقرق الدمع فى عيناها وقالت: طالما لسه ماخلصتوش تقطيع فى فروتى انا هدخل انيم سليم
مجيده: تعالى بقى يا لولو ماتبقيش قماصه امال ...دا احنا كلنا بنحبك يابنتى وعاوزيين مصلحتك.

ردت سالى: انا ماتقمصتش بس سليم شكله عاوز ينام عن اذنكم
انصرفت سالى حامله الصغير
فقال جاسر: يظهر انها زعلت عامله الشاى كله احمر ولا كوبايه شاى بلبن
محسن: هههههههههه هيا كده اما تزعل مابتركزش اووى
جاسر: انا هقوم اصالحها ...هيا غلطتى فعلا
مجيده: لا ياحبيبى انت ماغلطتش احنا اهلها وانت جوزها وعايزين مصلحتكم ...وخلاص مش هدخل على الاقل دلوقتى وكويس انك قولتلنا عشان يبقى عندنا خبر... وكلها اسبوع واختها تولد وكمان سليم معاها كل دوول هيرققوا قلبها ويخلوها تشتاق للحمل سالى بتموت فى العيال.

جاسر: طيب تصبحوا على خير
محسن: وانت من اهله يا جاسر
مجيده: وانت من اهله بس ايه مش هتشرب الشاى
جاسر: هاخد الكوبايه اشربها جوه عن اذنكم
انصرف جاسر الى الغرفه ودخل بهدوء ليجد ان سليم قد استسلم للنوم اما سالى فكانت تقف فى مواجهه النافذه مديره له ظهرها تتساقط دموعها فى صمت
شعر جاسر بالذنب فقد استغل اشتياق والديها لذريه ابنتهما فى الضغط عليها عله يستطيع الاقتراب منها
تقدم جاسر بضعه خطوات منها ووضع يده على كتفيها برفق.

شعرت سالى بالرجفه تسرى فى جسدها فاستدارت تواجهه بغضب وقالت ودموعها لازالت تنهمر بغزاره على وجنتيها: انت عاوز ايه بالظبط ...فهمنى ...عاوز منى ايه ...انت مش مكفيك اللى عملته فيا؟ لازمته ايه تدخل بابا وماما فى اللى بينا تحب اخرج ااقولهم ..هه تحب ااقولهم انك متجوزنى عشان ترجع ابنك وبس ... وانى انا مش طيقاك وعايشه معاك عشان خاطرهم هما ..عشان مايتقهروش على طلاقى للمره التانيه ...ولانها فى الاول والاخر غلطتى لانى انا اللى اتسرعت ووافقت عليك
شعر جاسر بالصدمه من كلامها ونظر لها شاعرا بالحزن وقال بهدوء: مش طيقانى! ...وعايشه معايا عشان خاطرهم ..كتر خيرك يظهر انى انسان سىء فعلا للدرجه وحقك عليا ياستى واوعدك انها آخر مره ادخل اهلك فى حاجه وكتر خيرك انك عايشه معايا بتربيلى ابنى ...تصبحى على خير.

اخذ جاسر الوساده ووضعها ارضا وتمدد على الارض مديرا جسده لسالى التى وقفت شاعره بالضيق فقد تفوهت بكلمات جارحه لم تظن انها قد تمسه الى ذلك الحد ...ولكن يبدوا ان سورا اخرا ُبنى بفعل اقوالها ليفصلها بعيدا عنه لترتفع الاسوار ويزداد عدد الجدران لتضيف مزيدا من الاتساع للهوه العميقه التى تفصلهما عن بعضهما البعض.

لم تنم سالى ليلتها شاعره بالذنب تجاه جاسر فهاهو ينام ارضا ليبتعد عنها
ولم تجرؤ سالى على الحديث اليه ...وما ان اشرقت شمس الصباح حتى قام جاسر وخرج بهدوء من الغرفه واتجه الى الحمام
خرج من الحمام بعدما انهى اغتساله ليجد ان سالى قد استيقظت الاخرى واعدت الافطار فى محاوله منها لأصلاح الامور
فذهب الى غرفه النوم وارتدى ملابسه فى عجاله
طرقت سالى باب الغرفه دخلت لتجد جاسر واقفا امام المرأه يمشط شعره باهتمام فقالت: صباح الخير
رد جاسر باقتضاب: صباح النور
سالى: انا حضرت الفطار

وضع جاسر المشط جانبا وقال:مش عاوز ...وياريت تلبسى هدومك عشان انا مستعجل ..يادوب اوصلك انتى وسليم واروح على الشركه
قالت سالى باندهاش: انت هتروح الشغل؟!
ارتدى جاسر ساعته الفاخره قائلا فى سخريه: ااه معلش ياعروسه شهر العسل يادوب مالحقش يكمل اسبوع بس اظن بكملت... راجل مش طيقاه... وبتربيله ابنه ...ما انتى مضطره والا هيبقى اسمك مطلقه للمره التانيه ...فبكملت بقى وربنا يعينك
شعرت سالى بالصدمه من حديثه فهى لم تظن ان كلماتها لحظه غضبها ستجعل تفكيره يتخذ هذا المنحنى الذى يصل بهم الى درب مسدود نهايته ...فصمتت واتجهت الى سرير سليم واوقظته برفق وحملته وخرجت به واتجهت الى الحمام.

عادت سالى بعد قليل لتجد ان الغرفه اصبحت خاويه فأبدلت ثياب سليم وملابسها وخرجت بعد قرابه النصف ساعه لتسمع اصوت لوالدها و لجاسر يتحدثان عن طرق الزراعه وانواع النباتات المختلفه اتيه من الدور العلوى
وبعد قليل نزل محسن درجات السلم يتبعه جاسر
وما ان رأته سالى حتى قالت: صباح الخير يا بابا
محسن: ياصباح الورد
قال جاسر بحزم: هاه جاهزه
محسن: ما تستنوا تتغدوا معانا النهارده دا حتى سيرين جايه على الغدا هيا والبنات
جاسر: معلش ياعمى ورايا شغل.

محسن: طيب دى مانقدرش نقول فيها حاجه... بس ماتسيبهم وابقى حود عليهم حتى عشان ماتنزلوش بالولد الصبح بدرى كده ياخد لطشه برد لا قدر الله ولا حاجه
اومأ جاسر موافقا وقال: طيب مافيش مانع بس اعفينى انا من الغدا انا هتأخر وبلاش تستنونى بقالى فتره مارحتش الشركه
رد محسن: كان الله فى عونك
جاسر: معاكى كل حاجه لسليم ولا اخلى السواق يجبلك حاجته من القصر
سالى:لا اطمن جايبه كل حاجته معايا
جاسر: اناولك حاجه قبل ما امشى ؟

سالى: لاء شكرا ..
محسن: بالسرعه دى طيب افطر الاول
جاسر: لا انا هفطر فى المكتب عشان انا كده متأخر عن اذنك ياعمى وسلامى لطنط
انصرف جاسر ودعته سالى بصمت بعدما قبل ابنه الصغير متجاهلا اياها رافضا النظر اليها
حاولت سالى تناسى شجارها مع جاسر بالحديث الى امها واختها تاره والحكى لهم عن القصر ومداعبه سليم والاطفال تاره اخرى الا ان ذكرى خلافها مع جاسر ظلت تطاردها طوال اليوم.

حتى حضر جاسر فى السادسه مساءا واصطحبها عائدين الى القصر فى صمت
ما ان دخلت سالى للقصر بصحبه جاسر حامله سليم حتى استقبلتهم سوسن هانم باستنكار شديد قائله: وانت لحقيت تجيبه لما تاخده بعيد عنى وتباتو بره ...اسمعى اهلك واحشينك تتفضلى تروحيلهم انشالله تقعدى عندهم على طول لكن حفيدى تسيبه هنا
تفاجأت سالى من هجوم سوسن عليها بهذا الشكل والاكثر مفاجأه لها ردة فعل جاسر فقد تجاهل هجوم والدته عليها ببرود تام وقال لوالدته: خليهم يحضرولى العشا ...انا طالع اخد شاور.

صعد جاسر السلم تاركا زوجته بمفردها تواجهه والدته التى تنظر لها بأعين ناريه وقالت لها: هاتى الولد
اذعنت سالى لطلبها على الرغم من عجرفتها وقالت: اتفضلى ...عن اذنك انا طالعه فوق
اخذت سوسن سليم واتجهت الى غرفه المعيشه تاركه سالى التى كانت تشعر بقمه الذل والمهانه
صعدت سالى الى الغرفه دخلت لتجدها خاويه فأبدلت ثيابها ودخلت الى الحمام واستحمت هى الاخرى علها تهدىء قليلا
وعندما انتهت ظلت جالسه بمفردها شاعره بالاهمال الذى يتعمده جاسر تجاهها ...تسائلت سالى عن مكانه ..ترى اين يكون هل يعقل انه قد ترك الغرفه ...

شعرت بعد قليل بالاشتياق الى سليم فتوجهت الى الطابق السفلى لتسمع اصوات زياد عاليه يداعب ابن اخيه فدخلت الى غرفه المعيشه
لتقابلها سوسن ويعلو وجهها نظره ازدراء واضحه وما ان راى سليم سالى حتى جرى باتجاهها قائلا فى سعاده: ااااالى
امسكته سالى ورفعته فى الهواء فقالت سوسن صارخه: انتى مجنونه ايه اللى انتى بتعمليه ده ممكن يقع من ايدك
شعرت سالى بالغضب الشديد فردت ببرود ناظره لسوسن فى تحدى: وحضرتك شوفتيه وقع
قال زياد محاولا تلطيف الاجواء: ماتخافيش يا سوسو امال ما انا كنت بلاعبه من شويه والاطفال بيفرحوا بالحركه دى ...بس ايه يا سالى سليم اتعلق بيكى وعرف اسمك كمان طيب اتوسطيلى عنده يقول زياد

جلست سالى على الاريكه ووضعت سليم على قدميها وقالت: قول زيااد ...زياد
ظل سليم ينظر اليها فارغا فمه فجلس زياد الى جوارها وقال ضاحكا: هوا الواد عامل كده ليه هوا اسمى فى مخدر موضعى ماله فاتح بوقه كده
ضحكت سالى بشده ناظره الى سليم وقالت: عشان بس مستغرب الاسم
فى تلك اللحظه دخل جاسر الغرفه ليجد زوجته تجلس الى جوار اخيه والمسافه بينهما لا تتجاوز السنتيمترات تتبادل معه حوارا ضاحكا
فشعر بالنيران تشتعل داخله وقال فى هدوء: ماتضحكونا معاكم
رفع زياد انظاره وقال دون ان يدرى بأفكار اخيه ولا نظره الشك المطله من عينيه: تعالى شوف ابنك فاتح بقه ازاى
ثم توجه الى سليم الصغير بالحديث وقال: يابنى ااقفل بوقك حاجه تدخل كده ولا كده
تقدم جاسر للامام وقال لسالى بجفاء: هاتيه

حمل جاسر ابنه واتجه الى الكرسى وجلس يداعبه فقال زياد: انت مالك قعدت بيه بعيد اووى كده
جاسر: طول النهار ماشفتوش عايز اشبع منه
سوسن بلؤم: طيب انت طول النهار وفشغلك وانا هنا لوحدى سايبه للغرب يتمتعوا بصحبته ليه ؟
شعرت سالى بالدم يتصاعد الى خديها وانه من المحال ان تتقبل اهانات والده جاسر بعد الان فقالت:عن اذنكم انا طالعه اوضتى
نظر زياد الى والدته وقال بغضب: ماما من فضلك مايصحش كده
سوسن: ايه يا ولد ؟انت مالك انا بكلم اخوك

جاسر: اونا هسيبكم تتخانقوا براحتكم ...وحمل ابنه وخرج ونادى بصوت عال: نعمات ...نعمات
حضرت نعمات مهروله وقالت: ايوا يا جاسر بيه
جاسر: من فضلك يا داده طلعيه ينام
نعمات: حاضر عن اذنك
توجه جاسر الى غرفه المكتب وما هى الا لحظات حتى دخلت والدته دون ان تطرق الباب وقالت: انت خليتهم ليه يحضرولك اوضه تانيه؟ايه ياعريس حد يسيب عروسته فى شهر العسل تنام لوحدها.

رد جاسر ببرود: من فضلك يا ماما ماتتدخليش دى حياتى وانا حر فيها وانا كبير مش صغير على فكره
سوسن: هه جالك كلامى... روحت جيبت واحده مش من مستواك واديك مش مرتاح وكلها ايام وتطلقها... كويس عقلك فى راسك تعرف خلاصك
لم يشأ جاسر ان يرد على والدته او ان يدخل معها فى جدال عقيم فآثر الصمت
ولم تنتظر منه سوسن ردا وخرجت شاعره بأنها كانت محقه مما منحها راحه وشعورا بالنصر وتصميما لمتابعه خطتها فى اقصاء سالى عن حياه ابنها.

مرت عده ايام وظل التوتر سيد الموقف بين جاسر وسالى وسط سعاده غامره شعرت بها سوسن ولاحظه زياد
كان جاسر يستيقظ فى الصباح الباكر ويتناول افطاره بمفرده ويتجه الى عمله ولا يعود الا متأخرا للغايه ولربما ينتصف الليل ويظل غائبا
اما سالى فكانت تشعر بالسأم الشديد فحماتها لم تمكنها من رعايه سليم بالشكل اللذى اعتادت عليه واولت "داده نعمات" مسئوليه رعايه سليم بل مواعيد استيقاظه ونومه وظلت سالى تحارب حتى تحتفظ بمكانتها والا فما قيمتها.

وذات يوم رن هاتف سالى المحمول كان المتصل والدها يبلغها بأن سيرين اختها قد وضعت مولدها طالبا منها المجيىء لزياره اختها وولدها الذى تبين انه ذكرا
اتصلت سالى بمكتب جاسر رد عليها صوت نسائى ناعم بدلال فأحرزت سالى انها السكرتيره قالت لها سالى: عاوزه اكلم جاسر لو سمحتى.

السكرتيره: اسفه يافندم اصله مشغوووول خاااالص
اشتاطت سالى غضبا وقالت: حولينى ليه
السكرتيره: وحضرتك تبقى مين؟
سالى بصرامه: انا المدام
ماهى الا ثوان حتى اتاها صوت جاسر الرجولى قائلا بخشونه: نعم؟

سالى: سيرين ولدت وعايزه اروح لماما
جاسر: بالسلامه
فردت سالى علها تستفزه: وهبات ليلتين
جاسر متهكما: وماله ان شالله عشر ليالى ولا اقولك الف ليله وليله ...اسمعى انا مش فاضيلك تروحى تأدى واجب الزياره وترجعى الساعه 7 سبعه ودقيقه انتى حره ساعتها
سالى: 7 ايه الساعه 4 يعنى عبال ما اركب موصلات واقعد وارجع اكون مالحقتش حتى ااقولهم السلام عليكم
جاسر: خدى السواق يوصلك ...
لم تسمع سالى المزيد فقد انهى جاسر الاتصال.

شعرت سالى بالغيظ وقامت وابدلت ملابسها ونزلت واتجهت الى نعمات الجالسه فى المطبخ قائله: داده لوسمحتى خلى السواق يجهز عايزه اخرج
نعمات: حاضر من عنيا
سالى: انا مش هتاخر خدى بالك من سليم
نعمات: فى عنيا حبيبتى ماتقلقيش
خرجت نعمات واستدعت السائق ورأتها سوسن الجالسه فى الفرانده الواسعه فسألتها سوسن: نعمات انتى بتندهى على السواق ليه؟

نعمات: سالى هانم عايزه تخرج
سوسن: هانم فى عينك ...انا بعت السواق يجبلى حاجه روحى يالا
نعمات: لكن انا شيفاه قاعد جوه ..يمكن جه
نظرت لها سوسن بتعالى وقالت: وانا قلت انى بعته كمان انا خارجه كمان شويه ..يالا امشى من هنا
سمعتهم سالى وشعرت بالحنق من حماتها الكاذبه وخرجت رافعه رأسها وخرجت من بوابه القصر الواسعه واستقلت احدى سيارات الاجره ونقدته مبلغا محترما ليوصلها الى بيت ابيها.

وصلت سالى الى البيت وما ان دخلت حتى استقبلتها الصغيره ايمان بالترحاب: اتووو..ماما جابت لينا نونو ولد
ابتسمت سالى وقالت: وانا جيبتلكم حاجه حلوه
خرجت مجيده من المطبخ وقبلت ابنتها وقالت: طيب خليها دلوقتى لحد ما يتغدوا
سالى: معقول ماتغدتوش لحد دلوقتى
مجيده: لاء العيال هما اللى لسه ماتغدوش.

سالى: طيب حطيلى اكل معاهم ياماما عبال ما ادخل ابص على النونو ...سيرين طبعا نايمه
مجيده: ااه نامت الحمدلله ولدت طبيعى زى كل مره عقبالك ياحبيبتى يارب
دخلت سالى الغرفه بحرص ورأت مولود سيرين نائما فى السرير بجانب امه فقبلته سالى برفق شعرت بها اختها ففتحت عينيها وابتسمت وقالت: شوفتى حلو ازاى
سالى: ربنا يباركلك فيه هتسموه ايه؟

سيرين: محمد
سالى: مصر كلها اسمها محمد يابنتى اختاروا اسم تانى
سيرين: لااا دا كان ندر عليا
سالى: يتربى فى عزكم اظن ابوه مش سيعاه الفرحه
سيرين: يووووه دا بعت يجيب البلد كلهم ويعزمهم على العقيقه من دلوقتى
سالى: حقه ههههه المهم انه يطلع ولد صالح
سيرين: امين يارب وعقبالك يالولو لما اشيل ولادك.

هزت سالى رأسها بحسره فلاحظتها اختها وقالت: ماما قالتلى انكو مأجلين بس انا اعرف انك بتموتى فى العيال دا انتى طول عمرك كان نفسك تتجوزى بس عشان تخلفى ...احكيلى انتى مش مبسوطه مع جاسر ؟
سالى: ماتشغليش بالك بيا ...انا الحمد لله خدى بالك انتى من نفسك ومن صحتك عشان تقومى بالسلامه
سيرين: بجد احكيلى يا سالى ...يابنتى انا اختك مالناش غير بعض ...بعد ربنا وبابا وماما طبعا وبعدين انا خبره عنك ..مالكم بجد؟

انهارت دموع سالى وقالت: ادعيلى ياسيرين بالله عليكى كل ما اجى على بالك تدعيلى
احتضنت سيرين اختها الصغرى وقالت: دعيتلك وانا بولد والله وهدعيلك على طول ربنا يهدى سرك ويسعدك يارب
دخلت مجيده وقالت: سيرين ...اخوات معتصم جم عاوزيين يباركولك ...ادخلهم؟
سيرين: هما لحقم !ماشى يا ماما دخليهم بس استنى اسرح شعرى
سالى: انا هطلع اسلم عليهم واساعدك شويه يا ماما قبل ما امشى جاسر منبه عليا متأخرش على سبعه اكون هناك
مجيده بأسف: مش هيسيبك تباتى

سالى متنهده: لاء مارضيش
مجيده: ماشى يابنتى طاعه الزوج واجبه برضه روحى اتغدى مع العيال وخدى بالك منهم
مر الوقت سريعا وانتبهت سالى الى الساعه فوجدتها فى تمام السادسه فقررت ان تتصل بالشركه وتطلب سائقا فهى لن تعود فى سياره اجره ليعلم جاسر ان امه قد حرمتها من استخدام السياره الموجوده فى القصر
رد عليها عامل الامن فطلبت منه سالى ان يرسل لها سياره لتقلها من بيت ابيها واملته العنوان
سمعت سالى زامور السياره فسلمت على عائلتها ونزلت درجات السلم مسرعه وتفاجئت بسياره زياد تقف مصفوفه الى جانب الطريق فاقتربت منها لتجد انه زياد بالفعل
ابتسم لها زياد وترجل من سيارته قائلا: مفاجأه مش كده؟

سالى: امال فين السواق؟
زياد: اركبى
فتح لها زياد باب السياره فوقفت سالى متردده
فقال لها زياد:اركبى ياسالى في ايه هنفضل واقفين فى الشارع ...يابنتى انا اخو جوزك مايصحش الناس واقفين يتفرجوا علينا
ركبت سالى على مضض وركب زياد وانطلق بالسياره فقالت له: امال السواق مجاش ليه؟
زياد: انا مروح وانتى مروحه لازمته ايه السواق؟ هاه ازيهم الجماعه فوق؟

سالى: الحمد لله
زياد: كنتى بتزوريهم زياره عادى كده؟
سالى: قصدك ايه؟
زياد: يعنى ماتكونيش بتشتكيلهم من حاجه
سالى: واشتكيلهم ليه..انا الحمد لله كويسه وبعدين اختى ولدت فجيت اطمن عليها
زياد: بجد ...مبروك جابت ايه
سالى: محمد
زياد: محمد! ليه؟ حد يسمى محمد؟

سالى: امال يسمو ايه؟
زياد: زياد ...على اسمى
ضحكت سالى: ياسلام باماره ايه؟
زياد: باماره انى نفسى فى عيل يتسمى على اسمى
سالى: وهما مالهم؟
زياد: خلاص يبقى اعتمد عليكى انتى وجاسر بقى.

ثم اتبع بمكر ناظرا لها نظره جانبيه: بس ازاى ...وكل واحد فيكو بينام فى اوضه
انتبهت سالى الى مايقصده زياد فقالت بتهكم: هممم وياترى عندك حاجه تقولها بس مش عاوز وقلقان على اخوك بس لانى عزيزه عليك هتقولها دلوقتى ؟
زياد: دا انتى قلبك اسود اووى على فكره
سالى: انا برضه على العموم شكرا
زياد: سالى بجد انا عملت كده عشان مصلحتكم ولا انتى كنتى تحبى تفضلى على عماكى
سالى: لاء ماكنتش احب انى افضل على عمايا بس كنت احب تنورنى بدرى عن كده شويه ...فليقل خيرا او ليصمت
زياد: واللى انا قولته مش كان خير ...مش كان خير انك تعرفى.

سالى: ااه عرفت ويارتنى ماعرفت لان ببساطه مافيش حاجه اتقدمت خلاص بح بقيت متجوزه اخوك مافيش طريق عوده
زياد: وانا قولتلك بعد ماكتبتوا الكتاب عشان مايبقاش فيه طريق عوده بس عشان تكملى طريقك صح
سالى: وانت شايف انى عارفه امشيه صح!
زياد: لاء انتى مش عاوزه تمشيه صح مش مش عارفه لاء مش عاوزه تفرق ...انتى تقدرى تعيشى احسن عيشه على فكره.

سالى: ااه معاك حق بس دا على اساس ان الست الوالده راضيه عنى ومسلهالى العيشه اووى وانا يمكن اللى بتبطر
زياد: اسمعى يا سالى انتى متجوزه ااقوى واحد فين ...واللى يكاد يكون الوحيد اللى بيقف فى وشها... لو انتى ظبطتى معاه امورك هتلاقى كل حاجه اتظبطت ...واضح انك عكيتى الدنيا مع جاسر عشان كده سايبك تدخلى عرين الاسد وتقعدى فيه لوحدك
سالى: انا خلاص تعبت وزهقت ومن فضلك مش عاوزه كلام فى الموضوع ده.

ظل زياد صامتا حتى وصلو لاعتاب القصر فقال: طيب ممكن تفردى وشك ...اهم حاجه انك ماتحسيش اللى حواليكى بالى فيكى على فكره
اوقف زياد السياره وترجل منها فتحت سالى الباب وصعدت السلم برفقه زياد فتح زياد الباب ودخلت سالى لتجد ان جاسر يقف قبالها ناظرا لها بغضب شديد هى واخيه
قابلت سالى نظراته ببرود وصعدت الى غرفتها دون التحدث اليه
شرعت سالى فى تغيير ملابسها عندها فتح الباب ودخل جاسر غاضبا كما كان وامسك بذراعها بقوه وشدها اليه وقال: حمد لله على السلامه ياهانم الساعه كام دلوقتى
سالى: ماهى قدامك بتسأل ليه؟

جاسر: ردى عليا الساعه كام؟
سالى: الساعه 7 وربع
جاسر: وانا قايلك لو جيتى سبعه ودقيقه ساعتها هيكون ايه ؟
سالى بألم: اللى حصل ...سيب دراعى
لم يترك جاسر ذراعها وقال: وانا مش قايلك تاخدى السواق معاكى جايه مع زياد
كادت سالى ان تبكى وقالت: الست والدتك مارضيتش روحت فى تاكسى واتصلت بالشركه وانا راجعه يبعتوا سواق من هناك نزلت لقيته زياد جيت معاه ...قالى انه كده كده مروح فياخدنى على سكتى ..اوعى بقى سيب دراعى ..دراعى وجعنى.

ترك جاسر ذراعها تاركا عليه علامات حمراء من أثر قبضته فجلست سالى على السرير تبكى فى الم ووقف جاسر ناظرا لها شاعرا بالذنب وخرج صافقا الباب
اتجه الى غرفه اخيه الذى كان يتحدث فى الهاتف وقال له: سيب اللى فى ايدك
نظر له زياد وقال: طيب يا آشرى معلش هكلمك تانى
اغلق زياد الهاتف ونظر له فى برود وقال: خير مالك داخل كده

عندئذ امسك جاسر بتلابيب قميص زياد وقال: مالكش دعوه بمراتى...رايحالها بيت ابوها توصلها ليه... فيه ايه بينك وبينها
دفعه زياد بقوه وقال: انت اتجننت مراتك بقت اختى ...جرالك ايه للدرجادى مابقتش تفرق
اتجه جاسر الى الباب: انا لاخر مره بحذرك يازياد مالكش دعوه بيها وتبعد عنها احسنلك
خرج جاسر ولم ينتظر اجابه من اخيه والذى كان ينظر له باندهاش شديد ثم قال: دا اكيد اتجنن
مر المساء وخرجت سالى من غرفتها واتجهت الى غرفه سليم لتجده يغط فى نوم عميق جلست سالى الى جواره وملست على شعره الغزير الناعم حتى نامت بجانبه
فى الصباح دخل جاسر غرفه ابنه ليجد سالى نائمه على الارض واضعه رأسها على طرف السرير.

فأوقظها جاسر بحنان وقال لها:سالى ...سالى ...انتى نايمه كده ليه؟
فتحت سالى عيناها واعتدلت فى جلستها وقالت: راحت عليا نومه وانا قاعده جمبه
جاسر: طيب قومى نامى فى اوضتك
سالى: ماشى
جاسر: على الساعه 3 جهزى نفسك انتى وسليم هعدى عليكم اخدكم نروح نزور اهلك ونبارك لعمى واختك
هزت سالى رأسها وشعرت بالعجب فقالت: ماشى
اتجهت سالى لغرفتها ونامت من شده تعبها
مر اليوم سريعا وعند الساع الثانيه فى الظهيره اعدت سالى نفسها للخروج واتجهت الى غرفه سليم والبسته ملابسه ونزلت به الى الطابق السفلى فرأتها سوسن فقالت لها: انتى واخده الولد ورايحه بيه فين
سالى: جاسر هيعدى علينا ونروح مشوار

سوسن: مشوار فين؟
سالى: مشوار خاص
سوسن: اتكلمى معايا عدل يا بنت انتى
اتسعت عينا سالى وبدأ سليم فى البكاء وقالت بغضب: انا اتكلم زى ما انا عايزه وحضرتك اللى تراعى الفاظك انا سكتالك لانك ست كبيره وفى مقام والدتى لكن مش هسمحلك بالتطاول عليا.

عندها دخل جاسر واستمع الى شجارهم فنظرت له سوسن بغضب وقالت: كويس انك جيت عشان تعرف تربيه الشوارع اللى جيبتها بترد على امك ازاى
احمر وجهه سالى ونظرت الى جاسر فقال لها جاسر بقوه: روحى على العربيه ..سمعتى
خرجت سالى رافعه رأسها تريد ان تبكى ولكنها عوضا عن ذلك تحلت بالقوه وهدأت من روع الصغير فى تلك الاثناء كان جاسر يقف فى مواجهه امه قائلا: يظهر انى ماليش احترام فى البيت ده ولا فيه لمراتى عشان كده من بكره هنرجع الفيلا
سوسن: فى ستين داهيه انا اللى غلطانه انى قبلت بالاشكال الزباله دي فى بيتى

جاسر: كتر خيرك ...وطالما هما ستين هنقصهم يبقى 59 ونمشى النهارده
خرج جاسر تاركا امه التى شعرت بالحنق الشديد وصبت جام غضبها على الخادمه المسكينه: نعمات نعمات ...انتى يازفته
خرجت نعمات مهروله من المطبخ فقالت لها سوسن: لمى كل حاجه اللى اسمها سالى دى فى الشنط يالا بسرعه وتعالى ارميهم هنا على الباب
ظلت نعمات واقفه فصرخت بها سوسن هانم وقالت: انتى واقفه عندك تعملى ايه؟اسمعى اللى بقولك عليه

ظلت سالى صامته لفتره طويله من الوقت تنظر الى جاسر المكفهر وجهه بزاويه عينها
وفجأه قال جاسر: انتى ازاى تردى على امى؟انتى مش شايفه ان غلطاتك كترت
شعرت سالى بهجوم مبطن فى سؤال جاسر فقالت: وانا غلطت فى ايه ؟ والمفروض كنت افضل ساكته لحد امتى؟.. دى قالت عليا انى تربيه شوارع
جاسر بعند:برضه مايصحش تردى عليها دى امى وفى مقام والدتك..

سالى: لكن هيا مش بتتعامل معايا على انى بنتها دى بتعتبرنى عدوتها... كأنى خطفتك ولا لفيت عليك... فحين ان الوضع معكوس تماما
جاسر: قصدك ايه ؟...قصدك انى انا اللى ضحكت عليكى ولفيت عليكى ؟!
سالى بعصبيه: والله تفهم زى ماتفهم لكن انا كمان مش ابقى سامعه شتمتى بودانى واسكت
جاسر بعنف: لاء تسكتى وتحطى لسانك جوه بوقك كمان...لان ليكى راجل ولا مش مالى عينك ولا انتى مش عملالى اى احترام ...النهارده بتردى على امى وامبارح تتأخرى وترجعى مع زياد لوحدكم ...فاكره نفسك هسكتلك لحد امتى ...انا قبل كده قولتهالك انا صبرى عليكى ليه حدود
سالى بصوت مكتوم: كتر خيرك والله ...انا مش عارفه لولا صبرك ده انا كان زمان حالى ايه دلوقت.

جاسر: بتتريقى حضرتك ...طيب لما نرجع لينا كلام تانى مع بعض
سالى بسرعه: انا مابتهددش على فكره
جاسر بوعيد: لمى الدور يا سالى انا مش فى كل وقت بيبقى ليا خلق عليكى ..ماتوصلنيش لحاجه وترجعى تندمى عليها
سالى: واوصلك لايه بقى ان شاء الله؟
جاسر:اخرسى ...سمعتى ...اخرسى
سكتت سالى عن الكلام شاعره بالغضب الشديد والحزن البالغ على ظلم جاسر لها ونظرت الى الخلف فوجدت سليم الصغير ينظر لها بعينين دامعتين يريد البكاء فقالت لجاسر: وقف العربيه
جاسر بنفاذ صبر: ليه؟.

سالى: عايزه انزل ااقعد جنب سليم شكله خاف من صوتك العالى
اوقف جاسر السياره جانبا وقال لها: اتفضلى يا ستى... صوتى انا اللى عالى وتصرفات حضرتك هيا اللى كويسه اووى
ترجلت سالى من السياره واتجهت للخلف لتجلس الى جوار سليم ورفعته من الكرسى المخصص له واحتضنته بحنان
لا تعرف اتحضنه لتهدىء من روعه ...ام تحتمى بأحضانه الصغيره لتنسى ألمها ؟

وصل جاسر الى منزل سالى وترجل من السياره وترجلت سالى من السياره حامله سليم
فتح جاسر صندوق السياره الخلفى واخرج اكياسا عديده تحمل هدايا لاهل سالى بأجمعهم
نظرت سالى باستغراب للهدايا التى يحملها جاسر وصعدت خلفه
رن جاسر جرس الباب ففتح له محسن والدها ورحب بهما
محسن: اهلااا يا دى النور.. يادى النور.

رسم جاسر ابتسامه ودوده على وجهه بسهوله مطلقه وقال: السلام عليكم ..ازيك ياعمى ..مبروك لسيرين
محسن: وعليكم السلام يا بنى الله يبارك فيك اتفضل ..تعالى يا لولو وحشتينى من امبارح للنهارده
سالى: انت كمان وحشتنى اووى يا بابا
محسن: هاتى العكروت الصغير ده اسلم عليه
حمل محسن سليم بسعاده وقال: يا اهلا وسهلا نورت البيت
وضع جاسر اكياس الهدايا على الطاوله المقابله للباب فقال محسن: ماكنش له لزوم تكلف نفسك كل ده يا بنى
جاسر: دى حاجه بسيطه ...معلش الحاجه كانت فى الشنط راجعين بيها من امريكا ..فعبال ما فكيت الشنط ..وجت المناسبه اهيه.

محسن: الله يكرمك... فى بيتها ...وماكنش له لزوم تكلف روحك
نظرت سالى لجاسر باستغراب فهى لم تعرف بأمر الهدايا التى احضرها من امريكا من قبل
خرجت مجيده لترحب بابنتها وزوجها بسرور شديد حامله طفل سيرين
فحمله جاسر برفق واسترجع ذاكرته يوم ان حمل ابنه لاول مره كان صغيرا فى الحجم مثل هذا الوليد
قضى جاسر بعض الوقت برفقه اهل سالى وقامت مجيده باعداد اوليمه فاخره على شرف جاسر
تناول الجميع الطعام وصعد محسن برفقه جاسر ليتناولا مشروب الشاى الساخن فى الاعلى تاركا سليم ليلعب مع اطفال سيرين بسعاده
وانفردت سيرين بسالى فى غرفتها وقالت: بس باين عليكم انكم اتصالحتو ..شكله مبسوط ...بس انتى مالك هاديه كده ؟

ابتسمت سالى وقالت فى سرها: اللى مايعرفش يقول عدس ...فردت على اختها وقالت: لا بس عاوزه انام
سيرين: ومين سمعك الولد مسهرنى طول الليل ومعتصم مصدع دماغى بمكالمات وغراميات
سالى: ربنا يصلح حاله ويهدى سركم
سيرين: اامين يارب ...زمانه جاى انتو قاعدين ولا ايه ؟
سالى: ادينى قاعده وقت مايقول يالا ...يالا
سيرين: وحماتك عامله ايه معاكى؟
سالى: ماشى الحال ..انتى اخبار حماتك ايه.

سيرين: كويسه ..اتهدت اخيرا لما جبت الولد ..تعرفى ياسالى انا بحمد ربنا ليل ويانهار.. دى كانت ناويه تجوزه تانى منها لله
سالى باستنكار: وجوزك ده ايه عيل عشان تسحبه من ايده وتجوزه واحده تانيه ؟
سيرين: انا خلاص مش عاوزه افتكر اللى فات انا عاوزه اعيش واربى ولادى.. وألمهم حواليا مع ابوهم
سالى: ربنا يحفظكم
سمعت الاختان طرقا على الباب ودخلت مجيده وقالت: جوزك جه يا سيرين.

قامت سالى واستأذنت وقالت: طيب انا طالعه عشان تبقوا براحتكم
خرجت سيرين ملقيه التحيه على معتصم والذى استوقف سالى يسألها عن اخبارها قائلا: ازيك يا سالى ايه ماحدش بقى بيشوفك كنا متعودين نشوف بعض كل يوم جمعه
ابتسمت سالى وقالت: معلش الايام جايه كتير
معتصم: لا بجد حاولى نتجمع تانى البنات بتحبك اووى ...هما ليهم كام خاله
سالى: وانا ليا كام ولاد اخت ...مبروك ما جالك يتربى فى عزك.

فى تلك اللحظه نزل جاسر درجات السلم ووجد زوجته تقف لتتحدث مع معتصم بمفردهم فأحمر وجهه واشتاط غضبا
واقترب منهم فقالت سالى: معتصم جوز اختى ..جاسر جوزى طبعا عارفه
معتصم: طبعا ازى حضرتك ؟
جاسر بصوت قوى: الحمد لله ...مبروك المولود
معتصم: الله يبارك فيك ...عقبالكم يارب ...وياريت نتجمع تانى ..لسه بقول لسالى انى كنت متعود اشوفها كل جمعه دلوقتى الوضع اختلف ...ياريت نفضل على الترابط اللى كنا عليه.

نظر له جاسر بحده وقال بصوت مكتوم: ان شاء الله...يالا بينا يا سالى انا ورايا شغل ...جهزى سليم وحصلينى انا هسبق... عن اذنك يا استاذ معتصم
معتصم: اتفضل ...فرصه سعيده وان شاء الله الزياره اللى جايه تشرفونا فى بيتنا
هز جاسر رأسه وانصرف ليلقى التحيه على حماته والتى رجته ان يمكث معهم لبعض الوقت فرفض بأدب
خرج جاسر وذهبت سالى لاحضار سليم سلمت على اختها وابيها وامها للمره الاخيره وخرجت
نزلت سالى درجات السلم
وفى طريق نزولها صادفت دكتور اشرف جارهم الودود والذى ابتسم بسعاده فور رؤيتها.

وقال اشرف بدهشه: مش معقول ...لحقيتى تتجوزى وتخلفى يا دكتوره ؟
ضحكت سالى وقالت: ااه شفت ..عصر السرعه
اشرف: ههههه ربنا يخلى ..الف مبروك ...طيب هتخاويه امتى بقى ...على آخر الاسبوع ههههههههه
ضحكت سالى وقالت: ربنا يسهل ...دعواتك
اشرف: ربنا يرزقك يارب انتى انسانه طيبه وتستاهلى كل خير
ابتسمت سالى واخفضت رأسها بخجل وقالت: ميرسى يا دكتور..عن اذنك.

ثم رفعت انظارها مره اخرى لتصطدم بأعين جاسر الذى كان ينظر لها بغضب شديد صاعدا درجات السلم بتمهل
فالتفت اشرف لا تلقائيا ليرى جاسر ناظرا له بقوه ..
فرد له اشرف النظره بتحدى ود جاسر ساعتها لو تمكن من اقتلاع عينيه
سارت سالى بهدوء ونزلت درجات السلم دون ان تنبس بنبت شفه
وصلت سالى الى باب المنزل الرئيسى وهمت بالخروج واستوقفها جاسر بحده وقال: استنى ..خدى الكاب نسيتيه فى العربيه ..حطيه على دماغه الدنيا بقت برد
نفذت سالى امره ثم ركبت السياره وانطلق جاسر بسرعه فائقه فاحتضنت سالى سليم وقالت لجاسر: هدى السرعه شويه.

لم يلبى جاسر رغبتها فقد كان سارحا فى خيالاته وصوره زوجته الاولى فى احضان عشيقها لا تفارقه وحلت بالتدريج مكانها صوره سالى ضاحكه لزياد... ثم لمعتصم ...واخيرا لجارها الوسيم ورنت كلماتها فى اذنه ...انا مش طيقاك ...مش طيقاك ...مش طيقاك
قبضت انامله على المقود بشده وسار فى طريقه متجها الى فيلته والتى لم يخبر سالى بأمرها
قالت سالى فى بقلق: احنا رايحين فين؟
لم يرد جاسر عليها وتجاهلها بوضوح حتى وصل الى باب الفيلا
والتى فتحت بوابتها اليكترونيا وتقدم منه الحارس بالترحاب
ترجل جاسر السياره وفعلت سالى المثل حامله سليم
قال الحارس: اهلا اهلا يا جاسر بيه حمدلله على سلامتك.. احنا مجهزين كل حاجه زى ماحضرتك امرت
جاسر: شكرا يا عبده... فين نعمات؟
عبده: لسه واصله من شويه وبتجهز اوضه البيه الصغير.

سار جاسر فى حديقه الفيلا الخضراء وصعد درجات السلم القليله تبعته سالى ودخلت الى الباحه الواسعه وراءه
واستقبلتهم "داده نعمات " قائله: يا اهلا يا اهلا حمدلله على السلامه ...
جاسر: الله يسلمك يا داده
نعمات: انا حضرتلكم الاوض ورصيت الهدوم كلها وكمان اوضه سليم هوه نام ولا ايه ؟
سالى: ااه نام بس ممكن يصحى تانى
نعمات: طيب عنك انتى عشان ترتاحو... انا هروح انيمه فى اوضته ولو عوزتوا اى حاجه رنو الجرس ...اخلي منيره تحضر الغدا يا جاسر بيه ؟

جاسر: لاء يا نعمات انا طالع فوق ومش عاوز ازعاج
نعمات: بيتك يا بيه انا هاخد سليم لاوضته
سالى باستفهام: هيا فين اوضته؟
نعمات: اخر الطرقه
سالى باستغراب من تنظيم الفيلا: والاوض بتاعتنا فوق؟

نعمات: ايوا يا هانم ...بس ماتقلقيش انا حاطه اللاسلكى فى اوضة سليم عندى فى المطبخ وقاعده جمبه
صعد جاسر الى الطابق العلوى واتبعته سالى بعدما انهت حوارها مع نعمات وهى تقول: طيب يا داده هطلع اغير هدومى ...خدى بالك منه
صعدت سالى الى الطابق العلوى وجدت غرفه واسعه قبالها اخر الطرقه الطويله وصلت سالى اليها واغلقت الباب
فتحت الدولاب لتجد ان ملابسها وقد رصت بعنايه
همت سالى بخلع ملابسها.

وفجأه دخل جاسر حاولت سالى ستر جسدها بالملابس التى خلعتها
وقالت فى اعتراض ووجهها احمر خجلا: مش تخبط!
اغلق جاسر الباب بالمفتاح والقاه بعيدا وخلع قميصه وجذب سالى بعنف فسقطت الملابس ارضا
وقربها منه بقوه وقال فى غضب هادر: انا مش مالى عنيكى ..هه ردى عليا؟ واقفه تضحكى لده وتتكلمى مع ده... مره طليقك ..مره اخويا ...مره جوز اختك ...واخرتها جاركم حبيب القلب اللى واقفه تضحكى معاه على السلم... ولا هامك البأف اللى واقف مستنيك تحت
اتسعت عينا سالى بخوف وقالت: انت اكيد اتجننت انت بتقول ايه ؟

جاسر بصوت غاضب: ااه انا اتجننت وهوريكى الجنان اللى على اصله يا سالى ...ومن هنا ورايح هتعرفى ان كنتى متجوزه راجل ولا كيس جوافه
ودفعها جاسر بقوه على السرير واعتدى عليها
حاولت سالى مقاومته بكل ما اوتيت من قوه ..ولكنه كان اقوى منها بكثير فقد اوثق كلتا يديها بقبضه واحده من يده وخلع بيده الاخرى ماتبقى لها من ملابس
وانتهى ...
انتهى جاسر مما عزم على فعله بكل قوه ...بكل عنف
وانتهت سالى
انتهت من الصراخ والمقاومه واستسلمت لتكون تلك ذكراها الابديه يوم ان فقدت عذريتها باغتصاب زوجها لها ويالها من ذكرى
قام جاسر فزعا ...لا يصدق ما فعله
لايصدق اى درب سلكه فى اجبار سالى واخضاعها له كى توقن بقوته ...برجولته

وادرك متأخرا انها كانت ...عذراء
نظر جاسر الى نقاط الدم القليله المتبعثره على الفراش بفزع وقام وارتدى بنطاله وانطلق هاربا الى الحمام وضع رأسه تحت صنبور المياه ليضخ ماءه البارده على رأسه الساخن
رفع جاسر رأسه ونظر مليا فى المرآه الى نفسه ...اراد ان يبكى ...ان يضرب نفسه لو امكن
خرج جاسر ليجد سالى جالسه على الارض بعدما ارتدت روبا من قماش الستان الناعم الملمس ابيض اللون
ضامه ركبتها الى صدرها بفزع ...ترتعش ...تبكى فى صمت

...تتساقط الدموع من مقلتيها انهارا
اقترب منها جاسر ونزل على ركبتيه يعلو وجهه تعبير مبهم من أثر الصدمه
مد يده ببطىء ليتلمس كتفها بحنان فارجفت سالى منه خفيه وابتعدت عنه بسرعه ...ناظره له بفزع ...خائفه ان يكرر فعلته... مشمئزه من لمسته
قال جاسر بتوسل: سالى ...ااانا ...

نظرت له سالى بأعين خاويه وقامت واتجهت جريا الى الحمام واغلقت الباب واسندت ظهرها الى الباب شاعره انها على وشك ان تفقد الوعى ولكنها تماسكت واتجهت الى المغسله وفتحت صنبور الماء وشربت القليل منه ونظرت الى نفسها فى المرآه وبكت بحرقه كما لم تبكى من قبل.

 

تاااابع ◄

أحدث أقدم

نموذج الاتصال