رواية لقد كنت لعبة في يده الجزء السابع
عاد جاسر الى القصر وصعد الى غرفته استحم وغير ملابسه واتجه الى غرفه والدته التى كانت تجلس تحتسى فنجانا من الشاى بتلذذ تشاهد مسرحيه" العيال كبرت "
طالع جاسر شاشه التلفاز وامسك بأداه التحكم عن بعد وضغط على زر الايقاف نظرت له والدته وقالت باستخفاف: خير ?
جاسر بهدوء: كل خير... بس حابب اوضحلك نقطه مهمه عشان اللى حصل النهارده مش عاوزه يتكرر
سوسن: اتفضل يا استاذ جاسر هات ما عندك
جاسر: جوازى من سالى امر واقع وضرورى كمان ضرورى عشان عن طريقه هرجع ابنى وابنى لما يرجع لازم يلاقى اللى تعوضه عن امه ولو كنت واثق انك هتديله الحنان الكافى كان زمانى اتجوزت اى واحده وطلقتها بعد كده لكن فاقد الشىء لا يعطيه
سوسن غاضبه: اتكلم معايا بأدب انت نسيت انى امك
جاسر: انا بقول الحقيقه والواقع وعامه دى مش نقطه الخلاف اللى هنقف عنده
سوسن: اوك عاوز تتجوز السكرتيره ماشى... لكن على شرط تيجى انت وهيا تعيشوا هنا وسليم يبقى تحت عينى طول الوقت من حقى اتمتع بيه العمر اللى فاضلى
جاسر: لاء
سوسن: يبقى خلاص هقولها اول ماتتجوزوا انك متجوزها عشان ترجع سليم وورينى هتعيش فى تبات ونبات معاها ازاى بعد كده
جاسر بتهكم: ام بتلوى دراع ابنها ونعم الحنان فعلا.
سوسن بغضب: انت اللى خلى فى قلبك رحمه ..ده حفيدى انا استحملت كتير قصاد انى اشوف احفادى اللى هما منكم لو ماكنتش بحبك انت واخواتك وانت اكترهم ماكنتش احب ولادك خلينى اعيش الكام يوم اللى فاضلينلى وانتو جنبى
جاسر: ماما ارجوكى ماتعشيش دور امينه رزق ...الكام يوم اللى فاضلين والكلام ده انتى هتعيشى لحد ماتشوفى ولادهم كمان
ابتسمت سوسن بمراره وقالت: بيتهيألك ...تعرف انا كنت فى فرنسا ليه الشهر اللى فات ؟
جاسر: اخر خطوط الموضه والشنط اللى رجعتى بيها تشهد
سوسن: الشنط دى جبتها اخر يوم قبل ما ارجع على مصر عشان ماتشكوش
جاسر: مانشكش في ايه ...اتجوزتى هناك؟
سوسن بحنق: لاء يا غبى ...من سنتين اكتشفت ان عندى سرطان فى المخ وكنت باخد العلاج من وراكم واشتريت كام باروكه تحسبا لكن العلاج الحمد لله ماوقعش شعرى بدرجه ملحوظه
السنه دى لما روحت الورم وصل للمرحله الرابعه وحتى الجراحه نسبه نجاحها ماتزيدش عن 3 %
شعر جاسر ان قلبه قد قبض ونظر لامه كأنما يراها لاول مره تأمل ملامحها التى نال منها الزمن فترك لها بقايا جمال ايام الصبا على استحياء وفرت دمعه من عينيه اجتهد كثيرا ليمنعها من النزول.
ثم صرخ فيها: ليه؟سكتى ليه ؟ماقولتيش ليه من زمان ؟كنا ممكن نعمل حاجه ...
ثم لم يتمالك دموعه فسقطت بغزاره وقال:ماكونتيش وصلتى انك تحتاجى عمليه وكمان ماتنجحش
قامت سوسن وامسكت برأس ابنها بقوه وقالت: وانا كنت استحاله اسيبكم تفكرونى انى خلاص هموت ...كان لازم اكون متماسكه عشان اجمعكم على قد ماقدر... عايزه اموت وانا مطمنه انك انت واخواتك هتفضلو ايد واحده ومهما حصل بينكم اياكو تتفرقوا فاهمنى ..اعرف انى بحملك مسئوليه ده كويس اووى ..انت وبس ...ولو حصل حاجه غير كده هبقى غضبانه عليك حتى وانا فى قبرى.
اغمض جاسر عينيه واحتضن امه بقوه حتى دفعته وقالت: دلوقتى اخرج عايزه ارتاح
جاسر بتأثر: اجيبلك دكتور
نظرت له امه وقالت بقسوه: وانا مش عيانه ...فاهمنى ؟
جاسر: تصبحى على خير
مر الاسبوعان سريعا وحل يوم الزفاف واكراما لامه عزم جاسر على اقامه حفل الزفاف فى القصر وجعله مقتصرا على افراد العائله المقربون.
وقد فاجأته امه بشراء فستان زفاف لسالى من باريس يلائم جسمها وحجابها الملتزم كعربون محبه اولى
ساهمت تلك اللفته فى كسر بعضا من قشور الجليد التى تراكمت على علاقه سالى بحماتها والتى ما ان علمت انها ستعيش مع حماتها لبعض الوقت حتى يستقلو بحياتهم بعيدا حتى شعرت بعدم الارتياح ولكنها لم تود ازعاج جاسر بشكواها خاصه وانه وعدها ان امه ستحسن معاملتها وان لم تفعل فستغادر القصر على الفور
صبيحه يوم الزفاف استيقظت سالى مبكرا جدا على غير العاده شاعره بالتوتر يسرى فى اوصالها فخرجت من غرفتها لتجد ان والدها بالاعلى يعتنى بأزهاره
صعدت سالى السلم وكانت لا تزال مرتديه ملابس النوم ووضعت على كتفها شالا اضافيا يقيها بروده الصباح.
قالت سالى فى حبور: صباح الخير يا بابا
التفت محسن فى دهشه ونظر مليا الى ابنته وقال: صباح الخير ياعروسه
ابتسم محسن واتبع: يااه العمر عدى لسه فاكر لما كنتى بنت بشرايط بترجعى من المدرسه وتطلعى جرى على السلم ده وتقفى مكان ما انتى واقفه دلوقتى
وبعديها تيجى تجرى عليا تترمى فى حضنى
ابتسمت سالى بحزن وارتمت فى حضن ابيها كما اعتادت واحتضنته بقوه
محسن: مبروك ياحبيبتى الف مبروك ...سالى عايز اطلب منك طلب ممكن
سالى: انت تأمرنى يا بابا
محسن: الامر لله يابنتى ...عايزك تكونى طيبه اللسان وخاصه مع حماتك اوعى يوم تنسى انها ام جاسر وهيا الست اليومين اللى فاتو اظن انها لانت شويه ولما تعيشى معاها اكيد هتقربى منها وبالاحترام والموده كل شىء هيبقى تمام واوعى اوعى فى يوم تشتكي منها لجاسر ولا العكس اوعى فى يوم تشتكى من جوزك ومهما حصل بينك وبينه من خلافات وده شىء وارد اوعى يطلع بره اوضتكم بفضل الله هتلاقى مسافه الليل ولا تانى كل الخلافات اتحلت لان الشيطان يابنتى هوه اللى بيكبر قدامنا المشاكل وهى ولااا حاجه.
سالى: حاضر يا بابا
محسن: كمان تسمعى كلام جوزك اللى يقولك عليه تعمليه طالما معاه حق فيه وخليكى دايما حنينه معاه وخدى الامور براحه اما يتنرفز اوعى تستفزيه استنيه لما يهدى وبعد كده هتلاقيه هوه جه صالحك وساعتها ماتجبيش القديم والجديد ارمى وره ضهرك دايما
سالى: هوه فعلا لما بزعل منه بيصالحنى ربنا يهديه على طول ويفضل كده
محسن: بس ده مش معنى ان مايكونش ليكى شخصيه وكيان الراجل بيحترم الست اللى ليها رأى مش كل حاجه حاضر ونعم ...فاهمه يا سالى
سالى: ادعيلى يا بابا.
محسن: بدعيلك على طول يا حبيبتى ربنا يسترها معاكى ويحفظك انتى واختك من كل سوء ودلوقتى تعالى ننزل نفطر سوا ونصحى ماما تفطر معانا
اعد محسن الافطار لابنته وزوجته وجلست العائله الصغيره على طاوله الطعام
مجيده: ياما نفسى يجى اليوم اللى ااقعد مع ولادك ياحبيبتى على تربيزه واحده كده
سالى: ان شاء الله يا ماما
محسن: جاسر ماقلكيش هيجيب ابنه امتى من امريكا؟
سالى: كان الاول قايلى اننا هنروح شهر العسل فى فرنسا الاول وبعديها نطلع على امريكا بس المحامى اتصل بيه من يومين كده وقاله ان طلقيته تعبانه اووى ومحجوزه فى مستشفى حاولت تنتحر وجده ابنه معاها وبالتالى مش بتراعى الولد كويس سيباه للبيبى سيتر على طول طبعا هنروح الاول امريكا نجيبه احتمال بكره النهارده كان حيجز السفر وماعرفش وصل لايه لسه وبعد كده ونرجع مصر وبعدين ربنا يسهل نسافر تانى.
مجيده: ياساتر ...تنتحر اعوذ بالله ..ياعينى على الولد الصغير ده ذنبه ايه تكون دى امه
محسن: ربنا يصلحلكم الحال يابنتى
مجيده: معلش يابنتى اكيد ربنا هيجازيكى خير ده فى حكم اليتيم لاء لطيم ربنا يخليله ابوه
انتهت سالى من الافطار وذهبت لترتاح قليلا فهى لم تنم الا القليل بسبب قلقها استيقظت سالى عند الظهيره على صوت والدتها
مجيده: سالى ...لولو ..اصحى ياجميل هنتأخر
سالى: طيب يا ماما قايمه اهوه
مجيده: طيب يالا جاسر اتصل وقال انه هيبعت السواق يجلنا كمان نص ساعه يادوب عشان نلحق نروح القصر بتاعهم ومنى اتصلت وقالت هتيجى بالليل على هناك ..مبروك ياحبيبتى.
سالى: الله يبارك فيكى
ماهى الا ساعه زمنيه حتى حطت قدما سالى وعائلتها ارض حديقه القصر نزلت سوسن الدرجات الرخاميه القليله واستقبلتهم بترحاب متحفظ واحتضنت سالى لاول مره ابتسمت سالى سعيده لتغير معامله سوسن لها الملحوظه وشعر محسن بالاطمئنان على ابنته اخيرا
دلتهم سوسن على غرفهم فقد امرت الخادمه بأعداد غرفه لمحسن ومجيده وغرفه اضافيه لسالى تجلس فيها برفقه صديقاتها ومن ترغب فى الجلوس معهم اثناء استعدادها لحفل المساء
استدعت سوسن خبيره التجميل الخاصه بها وثلاثه من مساعديها
ومن ان رأو سالى حتى هجموا عليها بالتعليمات والنصائح ثم استأذن ليقمن بعملهن... بالطبع تزيين العروسه بدايه من حمام مغربى الى مساج سويسرى وماسكات لا حصر لها.
دخلت سالى الغرفه برفقه والدتها مع خبيره التجميل كى تكون بمثابه العين الناقده
مر الوقت سريعا واستغرقت خبيره التجميل خمس ساعات كامله ونظرت سالى فجأه الى الساعه ولم تكد تصدق عيناها فقد حان موعد الزفاف وابتدأ المدعون فى الوفود دخلت الغرفه اختها الكبيره وما ان رأتها مرتديه فستانها وخبيره التجميل تضع اخر لمساتها حتى صرخت: بسم الله ما شاء الله يا لولو زى القمر الله الله اكبر
مجيده: ولا البدر ياختى عليها ..تسلم ايدك يا حبيبتى.
خبيره التجميل: على ايه هيا اموره منغير حاجه ماشاء الله بشرتها ولا البيبيهات احنا بس طلعنا المواهب المدفونه
سالى: سيرين ايه اللى بيحصل بره ؟
سيرين: بابا قاعد مع جاسر والمأذون خلاص وبعتلى انبه عليكم شويه وهيجى واتنين شهود عشان تقولى انك موافقه وبعدها تمضى على العقد ..مبروك ياحبيبتى
الخبيره: وانا كده خلصت
طالعت سالى نفسها فى المرآه كادت الا تعرف نفسها نظرت الى نفسها شاعره بالسعاده بفستانها الجميل وزينتها البسيطه التى ابرزت جمال وجهها ...شعرت انها لا تقل جمالا عن نجمات السينما.
بعد قليل حضر محسن وقبل رأس ابنته برفقه الشهود زياد واسامه وسمعوا موافقتها على توكيل ابيها وموافقتها على الزواج
وماهى الا دقائق معدوده حتى اطلقت احدى الخادمات "زغروطه"فرحا باتمام مراسم عقد الزواج
قبلت مجيده سالى وقالت: الف الف مبروك
وبعد قليل حضر جاسر برفقه محسن ودخل الى الغرفه بهيئته الساحره واحمرت سالى خجلا فقد كان ينظر لها بجرأه واضحه تكاد اعينه تلتهما ...احتضنها ابيها قائلا
مبرووك ياحبيبتى
ثم امسك بها جاسرمن كتفيها ثم امسك رأسها وقبل جبهتها وقال: مبروك ..ربنا يقدرنى واخلى كل يوم فى حياتك فرح
مجيده: مش ياله بقى تطلعوا للمعازيم
سالى: اطلعوا انتو انا هصلى المغرب يادوب الحقه
جاسر: انتى لسه ماصلتيش ده العشا خلاص قرب يأذن
سالى: انشغلت مع الكوافيره ربنا يغفرلى يارب
محسن: طيب يالا بينا يامجيده عشان مايصحش فى ناس كتير جايين بيسالو عننا وكمان خالتها وعمها جم نطلع نرحب بيهم
سالى: انا هروح الاوضه التانيه اللى طنط خلتها لبابا وماما اصلى فيها عشان اهدى من هنا مش هبقى مركزه والدوشه جايه من بره
جاسر: عارفه السكه
سالى: ااه
جاسر بلؤم غامزا لها بعينه: اجى معاكى؟
سالى وقد احمرت خجلا: لاء انا هصلى ومش هتأخر روح انت شوف ضيوفك
جاسر: طيب هستناكى فى الصالون اللى جنب الباب نطلع للجنينه سوا
سالى: ماشى
سارت سالى خارج الغرفه واتجهت الى الغرفه التى تقع اخر الطرقه والتى تطل على حديقه القصر الخلفيه فكانت اكثر هدوئا دخلت الغرفه واغلقت الباب واستعدت الى الصلاه بنفس خاشعه
انتهت سالى من صلاتها وجلست تدعو الله ان يسدد طريقها ويصلح حالها هى وزوجها سمعت صرير باب الشرفه الزجاجى مصدرا صوته العالى فالتفتت لتجد زياد يقف يراقبها بنظره غريبه
قامت سالى من على الارض وقالت: خير يا زياد ؟
اقترب زياد منها وانظاره معلقه بها وقال: مبروك ياسالى
سالى: الله يبارك فيك خضتنى ...وقالت باستغراب:هيا دى اوضتك؟
زياد: لاء مش اوضتى دى اوضه للضيوف اوضتى فوق
نظرت له سالى بتعجب فرد زياد ضاحكا: طبعا عايزه تسألينى بعمل ايه هنا مش كده؟
سالى: مستغربه الصراحه
زياد: جاى اسألك سؤال وعارف ان مش عندك اجابته لكن انا عندى اجابته
سالى ضاحكه: ايه؟ يعنى ايه؟ وتسألنى ليه لما انت عارف الاجابه؟
زياد بهدوء غريب لم تعهده سالى فى نبرته: عشان تعرفى الاجابه لانك مهم جدا انك تعرفيها
سالى: زياد انا مش فاهمه حاجه وعن اذنك انا طالعه
زياد بقوه: استنى ...انا لسه ماخلصتش كلامى اسمعينى للاخر من فضلك ده عشان مصلحتك
سالى بنفاذ صبر: اتفضل بس ياريت تلخص عشان شكلنا مش لطيف واحنا واقفين كده
زياد: ماسألتيش نفسك جاسر مستعجل اووى يتجوزك ليه؟
سالى: عشان بيحبنى وعاوزنى
زياد: ده اللى انتى فاهمه ...لكنه غلط
سالى بتململ: والصح ايه؟
زياد:جاسر رافع قضيه بحضانه ابنه فى امريكا
سالى بحده: عارفه
زياد: عارفه انه مش هيكسبها الا لما يتجوز ..لان القوانين فى امريكا مابتديش الراجل حق الحضانه الا اذا كان عنده زوجه تراعى معاه الولد طالما امه مش هتقدر تراعيه
خاصه وان امه معاها الجنسيه الامريكيه؟
سالى بشك: انت عاوز توصل لايه ؟
زياد: المحامى كلم جاسر قبل سفريه الاقصر بكام يوم وقاله انه فى خلال شهر يكون متجوز ويسافر امريكا عشان ياخد ابنه ...سفريه الاقصر عدى عليها اد ايه؟
سالى: يعنى ايه؟ ايه علاقه ده بده اصلا؟
زياد متجاهلا سؤالها: شهر الا 3 ايام .جاسر اتقدملك بعد مارجعتو من السفريه بسبب اللى حصل واللى كان مدبره
سالى: مدبر ايه؟
زياد: الفضيحه اللى طلعتها مروه عليكى
سالى باستنكار: ياسلام عايز تقول ان جاسر قال لمروه تقول الكلام ده؟
زياد: والله دى انا مش عارف تمت ازاى ..لكن اللى متأكد منه واحلفلك على المصحف عليه انه كان مدبرها وعارف... بدليل ان مروه ليه طلعته يومها ؟وليه فى الوقت ده بالذات؟ ومن امتى اصلا مروه ليها شغل مع جاسر؟ ...انا سمعته هوه واسامه بيتكلموا بعد ما رجعنا من الاقصر..واسامه كان متنرفز منه جدا على الى عمله وقاله انه مايصحش كان يفضحك ويبوظ سمعتك كان يروح يتقدملك من غير شوشره ولا هوه انتى لازم تجيله راكعه زى ماقال اسامه... رد جاسر انه كان لازم يعمل كده لان على حد تعبيره الوقت عدوه.
سالى بتوتر: انا مش مصدقاك ..وليه جاى تقولى الكلام ده دلوقتى ؟اشمعنا ماقولتهوش قبل كده ؟
زياد بألم: صدقينى انا بلوم نفسى انى ماتكلمتش من بدرى ...بس حطى نفسك مكانى ..اخويا وعايز ابنه وهيموت عليه ...اجى انا ابوظله ترتيباته كلها عشان خاطرك ...ااه انتى عزيزه عليا وربنا وحده عالم اد ايه ...عشان كده حبيت اقولك وانبهك للحياه اللى انتى داخلاها عشان تعرفى حقيقه جاسر ...جاسر لا بيحبك ولا حاجه ...جاسر مابيفكرش غير فى مصلحته وبس وازاى يرجع ابنه وازى يجبرك انك تتجوزيه فى اسرع وقت ..انتى واهلك ...ولما حس انى ابتديت ااقربلك ووقتها كانت الصفقه مع يسرى الطحان وبينى وبين آشرى بدايات علاقه خاف لا اتجوزك واسيب آشرى وتبوظ الصفقه عشان كده انتى بالذات اللى اختارك دونا عن الستات اللى حواليه
شعرت سالى ان الارض تميد من تحت اقدامها تكاد لا تصدق كم الطعنات التى اخذتها بقوه متناهيه فى قلبها البرئ الصغير بفعل كلمات زياد تخبرها حقيقه جاسر وما انتوى
ولم يتحمل جسدها الصغير وطأه الآم قلبها فسقطت على الارض وغابت عن الوعى.
انتفض زياد عندما رأى جسد سالى يتهاوى الى الارض جرى نحوها ونزل على ركبتيه يحاول ايقاظها قائلا: سالى ..سالى فوقى يا سالى
رفع انظاره لا يدرى كيف التصرف حتى تفاجىء ب آشرى تنظر له بغضب
قال زياد بتردد: آشرى ..الموضوع مش زى ما انتى فاكره
آشرى: هوه فعلا مش زى ما انا كنت فاكره... انا سمعت كلامك وبخاصه الجزئيه الاخيره ..تقدر تقولى انت استفدت ايه؟ ذنبها ايه المسكينه تعمل فيها كده ليله فرحها؟ كل ده عشان تنتقم من اخوك ؟ حقيقى انا كنت مخدوعه فيك
زياد: آشرى مش وقته الكلام ده انا هبقى افهمك
آشرى: انا فهمت كل حاجه ...روح انده لاخوك يجيب دكتور
زياد: مينفعش لازم افوقها الاول
آشرى ساخره: عشان مايعرفش طبعا ..ماكنتش عامل حسابك على كده صح لكن انا هطلع ارجل منك روح قوله ان انا وانت كنا داخلين نباركلها لقيناها مغمى عليها حتى عشان مايبقاش فى تساؤلات كتير... اخوك مش ناقص فضايح
زياد: حاضر ..انما انتى عرفتى منين انى هنا ؟
آشرى: سألت عليها مامتها قالتلى انها هنا ولانى عارفه ان الاوضه ليها مدخل من على الجنينه جيت من وره وشوفتك وانت داخل الصراحه كنت محضره نفسى على مشهد تانى خاالص...ثم قالت بنفاذ صبر:هتفضل واقف كتير روح انده اخوك
اطلق زياد لقدميه الرياح وخرج من الغرفه شاعرا بالتوتر والقلق الشديد مختلطا بالندم ولكن بعد فوات الاوان فى تلك الاثناء كانت آشرى تحاول ايقاظ سالى فرشت قليلا من عطرها الفاخر لتشتمه سالى وبالفعل فتحت سالى عيناها بصعوبه طالعتها صوره آشرى مشوشه حاولت سالى التحدث فقالت لها آشرى بحنان: ماتقلقيش هتبقى كويسه ...تقدرى تقومى.
دفعت سالى جسدها للاعلى وجلست على الاريكه الصغيره نظرت حولها يمينا ويسارا "أكانت تحلم " اين زياد؟ هل ما قاله صحيحا ؟
ماهى الا لحظات حتى فتح الباب ودخل جاسر جزعا على زوجته اطمأن قليلا عندما رأها واعيه جالسه الى جوار آشرى التى كان يبدو على ملامحها التأثر الشديد لحالها
امسك جاسر بيدها وقال: سالى.. خير يا حبيبتى... مالك حاسه بأيه؟
نظرت له سالى شعرت انها تحاول ترجمه مايقول "حبيبتى " ...ياله من كاذب ..سحبت يدها من يده
آشرى: خير يا جاسر ماتقلقش... شى ايز فاين
ماهى الا لحظات حتى طلت امها بوجهها القلق ووالدها ايضا برفقتهم منى صديقتها وما أن رأتهم سالى حتى انهمرت بالبكاء الشديد
مجيده: مالك يا سالى ...مالك يابنتى فيكى ايه مانتى كونتى كويسه من شويه.
محسن: تيجى نروح مستشفى يا بنتى انتى تعبانه
جاسر: لاء انا هاجيب دكتور حالا
سالى باكيه: بابا انا عاوزه اروح
سمع الجميع جملتها فنظروا لها فى تعجب ثم انطلقت ضحكاتهم وتنفسوا الصعداء... الا آشرى التى كانت تعلم ان رغبه سالى نابعه من داخلها
جاسر مداعبا انفها: ايه عايزه تهربى منى ...خلااااااااص ده كان زمان دلوقتى بقيتى مراتى وده بيتك بابا تروحيله زياره يجى هوه اهلا وسهلا فى اى وقت
مجيده: خضيتينا عليكى يا شيخه ...والله عين ...
نظرت لهم سالى واحتبست الدموع فى عيناها لا تدرى ماذا تقول او كيف تقول؟شعرت انه حتما ليس بالوقت المناسب
منى ممازحه اياها: ايه يا لولو بس انتى فاكره نفسك رايحه المدرسه خلااص يا جميل ده عش الزوجيه
تعلقت ابصار سالى بوجه صديقتها المقربه ونظرت لها كأنها طوق النجاه: تعالى معايا يا منى
جاسر: على فين يا جميل؟
تجاهلته سالى وقالت لمنى: تعالى عايزه اروح الحمام اظبط نفسى
منى: يالا يا لولو
مجيده: اجى معاكى يا لولو؟
سالى: لا يا ماما مانحرمش منى هتيجى معايا
محسن: طيب تعالى بينا يا مجيده عشان سيرين كده ممكن تقلق ومش عايزين حد من المعازيم يحس بحاجه
جاسر: انا هستناكى هنا هه عشان نخرج سوا
هزت سالى رأسها وخرجت برفقه منى
نظر جاسر الى آشرى وكأنما تذكر وجودها فقال: هوه ايه اللى حصل بالظبط ؟
آشرى: زياد يبقى يحكيلك انا مضطره استأذن دلوقتى ...مبروك يا جاسر مره تانيه
شعر جاسر ان هناك شيئا ما قد حدث فى الدقائق الاخيره ولكنه لم يدرى ان كان احساسه صادقا ام لا
فى تلك الاثناء كانت منى تسير برفقه سالى والتى ما ان دخلت الحمام الفاخر حتى اجهشت بالبكاء
فنظرت لها منى مذعوره: سالى ماينفعش تعيطى فى الحمام ..فيه ايه بس ياقمر؟ احكيلى طيب
فتحت سالى صنبور المياه ورشت على وجهها القليل من الماء غير عابئه بما قد يحدث لزينتها وقالت: اقولك ايه بس؟
منى: ايه اللى حصل ؟
سالى بحسره: طلعت بالنسباله ولا حاجه...ولا حاجه .. ولا حتى بيحبنى ولا بيفكر فيا
منى: هوا مين؟ جاسر ياشيخه حرام عليكى
سالى: ايوه جاسر طلع متجوزنى عشان يكسب قضيه الحضانه بتاعه ابنه
منى: انتى جيبتى الكلام ده منين؟
سالى: زياد حكالى على كل حاجه
منى: وانتى بتصدقى زياد؟
سالى: ماكنتش مصدقاه لحد اما قالى ان جاسر دبر الفضيحه اللى عملتهالى مروه عشان ابقى مجبره اتجوزه
منى: مش معقول اكيد بيكدب وبعدين مروه اصلا شرانيه وبتاعه فضايح
سالى: وجاسر عرف يلعبها صح
منى: خلاص خلينى معاكى للاخر ..اشمعنا انتى لو عايز يتجوز اى واحده ويرجع ابنه الف مين تتمناه
سالى: عشان زياد كان معجب بيا وكان عاوز يتقدملى وخاف جاسر لا صفقه الطحان تروح عليه فقال يضرب عصفورين بحجر
منى: مش معقول مش قادره اصدق
سالى باكيه: انا اللى كنت عبيطه ازاى قدرت اصدق ان كل الشخط والنطر والجبروت يتقلبو لحب وهيام وهدايا وجواز فى ااقل من شهر ...شهر واحد عشان يرجع ابنه
منى: وانتى هتعملى ايه دلوقتى اوعى تجيبى سيره لحد...هتتطلقى تانى وليله فرحك يبقى مره قبل الفرح ب 3 ايام ومره ليله الفرح
سالى: انا استحاله اعيش معاه انا بكرهه..بكرهه... ليه عمل فيا كده ليه؟ ذنبى انى حبيته وصدقته ..
احتضنت منى سالى بقوه وقالت: انتى مش قادره تفكرى صح انتى بس عشان مصدومه ...انا هتصل بمروه وهعرف منها بطريقتى ايه اللى حصل بالظبط وان كان اتفق معاها و لا لاء ..فى الوقت ده انتى عروسه وماينفعش تظهرى قدام الناس غير بمظهر العروسه اللى فرحانه بعريسها وده مش اى عريس ده جاسر سليم يعنى اللى زيك تبقى طايره فى سابع سما
سالى بقهره: انا مدفونه فى سابع ارض يا منى ومحدش حاسس بيا
منى: انا حاسه بيكى ..حاسه بيكى اووى وخايفه عليكى اووى لازم تمثلى الكام ساعه دوول لحد ما الحفله تخلص
سالى بعصبيه: المصيبه انها هتخلص يعنى انا وهوا هيتقفل علينا باب واحد انا مش طايقه حتى اسمع صوته ولا ابص فى وشه
منى: انتى ممكن تستغلى اللى حصل ده ..انتى تعبانه والافضل تقوليه يسيبك تنامى
سالى: وتانى يوم ولا تالت يوم.. هعمل ايه؟ هفضل ااقوله انى تعبانه؟... انا هقوله انى عرفت ومش هعيش معاه ولازم يطلقنى
منى: لاء يا سالى اووعى تقولى حاجه على الاقل دلوقتى ماشى قوليله انك مش طيقاه ومايجيش جنبك بس اوعى تنطقى كلمه الطلاق دى ...انتى عايزه تطلعى على روحك سمعه يعنى تتجوزى وتتطلقى بعدها بيومن تلاته كده انتى بترمى نفسك فى النار كمان اهلك استحاله يوافقو وبدال ما انتى هتكونى ذلاه هتكونى مذلوله ليه
سالى: وهكون ذلاه ازاى بقى؟
منى: ماهو لو طلقك مش هيعرف يجيب ابنه
سالى: ومين قالك انه هيطلقنى بالسهوله دى ؟اكيد هيجيب ابنه الاول وبعدين يطلقنى
منى: تعاملى معاه بمنطلق انك انتى الاقوى فيحس انك اقوى ...فهميه انك عرفتى واوك هتكملى معاه عشان يرجع ابنه ..بس مايجيش جنبك
وهوه هتاخده الكبرياء بتاعته وهيعمل فيها انه اصلا مش عاوزك...لحد ماتشوفى الحياه ماشيه ازاى وتقدرى تاخدى حقك منه وتخليه يحبك بجد ويجيلك راكع يتمنىالك الرضا ترضى
سالى بحسره: بتتكلمى عن شخص خيالى مش موجود ...يتمنالى الرضا ارضى ...جاسر ؟
منى: ايوه جاسر ...مش هوه اللى راح جابلك اغلى فستان واغلى شبكه وكتبلك اعلى مهر ومؤخر ..الشاطره هيا اللى تعرف تاخد اكتر ماتدى وعلى فكره جاسر كمان اختارك لانه عارف انك هتكونى ام حنينه على ابنه ودى بأه نقطه ضعفه حببى ابنه فيكى ساعتها عمره ماهيقدر يستغنى عنك
سالى: مين قالك انى عايزاه اصلا
منى: انتى اللى وافقتى تتجوزيه يا سالى بالسرعه دى.. ولازم تتحملى نتيجه غلطك يا كده يا الفضايح ...واعرفى ان ماحدش هينصرك ولو طلقك انتى الخسرانه ولو طلقك هيطلقك بعد مايرجع ابنه يبقى هوه كسب كل حاجه وانتى خسرتى كل حاجه ...فوقى لنفسك وفكرى بعقلك
خرجت سالى من الحمام وسارت مسنده الى صديقتها وقالت هامسه: للاسف معاكى حق فى كل كلمه قولتيها وعمر ماما ماهتوافق انى اطلق دى ممكن تموت فيها اصلا وبابا هيودى وشه من الناس فين ...منه لله
ربتت منى على كتفها وقالت: امسكى اعصابك عشان ماحدش يحس بحاجه الساعتين دوول الله يخليكى ..اضحكى يا سالى وفين الكلب اللى اسمه زياد وكان مستنى ليه كل ده يقولك ماقلش من زمان ليه؟
سالى: قالى اعذره ده اخوه وابن اخوه لكن انا طلعت نزلت ولا حاجه ... ولا حاجه
منى: لاء انتى حاجه ونص كمان وانا لو منك هنتقم منهم واحد وره التانى هما فاكرين نفسهم مين دوول من غير فلوسهم دى هما اللى ولا حاجه اخ بيطعن اخوه والتانى واخدها عند وتحدى مافيهومش الا اسامه
سالى: طلع عارف هوه كمان.
منى مصدومه: كده ..لكى الله يا سالى لكى الله يابنتى ادعيه ينصرك عليهم
وصلت سالى الى حيث الغرفه حيث ينتظرها جاسر ما أن رأها حتى هب واقفا ناظرا لها بعمق وتقدم منها و ملس على خدها برفق
فأبعدت سالى وجهها لا شعوريا نظرت لها منى شزرا فقالت سالى بتردد: ايدك ساقعه
جاسر: من القلق عليكى عامله ايه دلوقتى اجيبلك دكتور؟
منى: لا هيا زى الفل عروسه وبتتدلع
جاسر: ايه اللى حصل انتى مش كنتى جايه تصلى
منى: بعد ماخلصت صلاه داخت وواغمى عليها
جاسر: انتى اكلتى حاجه من الصبح
سالى: ..فطرت.
جاسر: معقول يا سالى الساعه داخله على عاشره وانتى من الفطار لحد دلوقتى ما أكلتيش حاجه
منى: ما انتو روحو بأه افتتحوا البوفيه
جاسر: طيب يالا بينا ولا عايزه تقعدى تريحى شويه؟
سالى: لاء انا كويسه
خرج جاسر وهو يتابطأ ذراع عروسه سائرا بفخر يتقبل التهانى من المدعوين استمر الحفل قرابه الساعه.
رفض جاسر دعوه مضيف الحفل بالرقص مع عروسه بحزم ومال على سالى قائلا بصوت خفيض: عبيط ده ولا ايه عايزنى ارقصك قدام كل الناس انا عايز اخطفك واطلع بيكى واداريكى من كل العيون وماتشوفكيش عيون غير عيونى انا وبس
نظرت له سالى بعمق وترجم عقلها مايريد جاسر ان يقوله ...ان يمتلكها فتصبح له وحده دونا عن العالم بأسره يفعل بها مايشاء يتلاعب بها كيف اراد ... نعم فهى لعبهُ فى يده.
لمعت عيناها واشتعل قلبها غضبا نظرت امامها قابضه على اصابعها بشده حتى تلاقت نظراتها بنظرات زياد المتعلقه بها كأنما يريد سبر اغوارها فنظرت له فى تحدى ثم اشاحت بأنظارها بعيدا فرأت والدتها تنظر لها بفرح شديد اما والدها فينظر لها بأعين قلقه فابتسمت له مطمئنه اياه ...ماذنبه؟ هو من اراد ان يؤجل الزواج حتى تتعرف على جاسر لمده اطول وهى من تعجلت عليها دفع ثمن خطئها وحدها دون الحاق الاذى بوالدها.
واخيرا انتهى الحفل وانصرف المدعون ركب جاسر السياره وركبت سالى الى جواره وانطلقت بهم السياره الى احدى الفنادق الفاخره ذات الخمس نجوم قد حجز بها جاسر جناح شهر العسل رافقهم والدى سالى واعتذرت اختها عن مرافقتها لشعورها بالتعب ورافق اسامه اخاه اما زياد فقد اختفى
ترجل جاسر من السياره اولا وفتح الباب لعروسه اقتربت مجيده منهم وقالت: ماشاء الله تبارك الله ..خدوا بالكم من بعض ...خد بالك منها ياجاسر.
وضع جاسر يده على كتفى سالى وضمها اليه وقال: فى عنيا
محسن: هاه ياسالى لسه عايزه تروحى معانا
ضحك جاسر وقال: لاااا... لايمكن اسيبها يوم واحد حتى
مجيده: ماخلاص بقى يا محسن هيا بس تلاقيها ماكنتش فايقه اووى ومش واعيه للى بتقوله
اقترب محسن من ابنته واحتضنها مقبلا اياها وقال: ربنا يهدى سرك يا حبيبتى ...خد بالك منها يا جاسر دى اخر العنقود.
نظر لها جاسر بحنان وقال: ماتخفش ياعمى دى امانه فى رقبتى
اسامه: مبروك يا جاسر ...مبروك يا سالى ...يالا نستأذن احنا بقى
ودع الاهل العروسين وصعدت سالى الى الجناح المخصص لهما برفقه زوجها والذى ما ان وصل الى الطابق وخرجت سالى من المصعد حتى حملها جاسر وبالرغم من توسلات سالى المتكرره لجاسر ان يدعها الا انه لم يرضخ لطلبها الا داخل الجناح وتحديدا فى غرفه النوم ...على السرير
وضعها جاسر برفق شديد ونظر لها فى عينها واقترب منها يريد ان يقبلها فاشاحت سالى بوجهها بسرعه وقالت بصوت جاف: جاسر انا تعبانه
قال جاسر بقلق: انتى دوختى تانى؟ ماكلتيش كويس برضه اعمل فيكى ايه من اولها هتتعبينى معاكى كده ...
سالى بصوت خافت: مش عايزه اكل انا عايزه انام
جاسر بلؤم: ما انا بقول كده برضه..حاول جاسر الاقتراب منها ثانيه فهبت سالى واقفه
نظر لها جاسر باستغراب وقال: خلاص خلاص براحتك انا هطلع بره عشان تغيرى هدومك
خرج جاسر من الغرفه واغلق الباب برفق وفك ربطه عنقه والقاها بعيدا وخلع الجاكيت وفك بعضا من ازرار القميص وخرج الى الشرفه واستنشق نسيم البحر العليل
فى تلك الاثناء مسحت سالى زينتها وهى تبكى فى صمت وحاولت فك الدبابيس المثبته فى الطرحه واستاطعت فكهم بعد عناء الى ان حاولت نزع فستانها فلم تستطع
فأخذت تشده شاعره بالاختناق حتى صرخت غاضبه باكيه فى نفس الوقت.
سمعها جاسر وانطلق الى الغرفه خائفا رأها تحاول نزع الرداء بقوه حتى قطعته
فامسك بها جاسر محاولا تهدئتها فدفعته بعيدا قائله صارخه: ماتلمسنيش
جاسر بقلق: سالى اهدى...اهدى يا حبيبتى مالك ؟
سالى بغضب: انا مش حبيبتك بطل كذب
نظر لها جاسر عاقدا حاجبيه وقال: انتى زعلانه منى فى حاجه ...طيب انا عملت ايه زعلك
سالى ناظره له بأشمئزاز: مش عارف عملت ايه؟انت انانى مابتفكرش غير فى نفسك وبس ..انا بكرهك... بكرهك ياريتنى ماكنت اتجوزتك ولا عرفتك
شعر جاسر انها قد صفعته بتلك الكلمات فقال بقسوه: انتى بتقولى ايه؟ انتى واعيه للكلام اللى انتى بتقوليه لو تعبانه اجيبلك دكتور.
سالى باكيه: ياسلام متخيل انى اتجننت ولا جرالى حاجه عشان اقولك الكلام ده ...اه بكرهك عشان انت كداب غشتنى وضحكت عليا مثلت عليا الحب والغرام وانت كل اللى هامك انك تتجوزنى عشان تعرف ترجع ابنك فضحتنى وخليت سمعتى على كل لسان عشان فى خلال شهر نكون متجوزين وتبقى كأنك كمان عامل فينا جميله انا واهلى
جاسر بهدوء: انتى جيبتى الكلام ده منين ؟
سالى صارخه: زياد قالى على كل حاجه قالى انك انت اللى سلطت مروه لاء وعامل نفسك الحمل الوديع وبتحبنى اللى بيحب عمره مايفضح اللى بيحبه
زم جاسر شفتيه وقال باستخفاف: انتى اللى فضحتى نفسك ماحدش قالك تطلعى اوضه نوم راجل غريب لكن الظاهر انك واخده على كده تنزلى لجاركم فى انصاص الليالى وتروحى معايا شاليه فى المنتزه لوحدينا ومن وره اهلك واكيد اتطلقتى بسبب استهتارك.
نظرت له سالى تكاد لاتصدق ماسمعته اذنيها ...هل وصلت به الوقاحه؟
فاستقرت يدها بعنف على وجهه لاطمه اياه بقوه
نظر لها جاسر بأعين ملتهبه ووجهه احمر من الغضب قبض على يده بقوه ومنع نفسه بصعوبه بالغه من ان يرد لها الصاع صاعين وخرج من الغرفه صافقا الباب بقوه كادت ان تنزعه من مكانه.
ما ان خرج جاسر حتى ارتمت سالى على السرير باكيه بشده اما جاسر فخرج يتحسس وجهه بحنق يكاد لا يصدق فعلتها رافضا عقله ان يستوعب خطأه هو الآخر
اشرقت شمس الصباح على العروسين المنفصلين فى ليله العمر
استيقظ جاسر اولا ودخل الغرفه وجد سالى نائمه فى وضعيه الجنين على الارض فى فستانها الابيض.
نظر لها وتأملها شاعرا بالأسف والشفقه عليها نزل على ركبتيه واقترب منها واوقظها برفق
فتحت سالى عيناها ونظرت له بغضب ممزوج بالاشمئزاز قال لها بصوت جاف: قومى نامى على السرير
قامت سالى بالفعل ولكنها توجهت الى الحمام نظرت الى نفسها فى المرآه فعيناها حمراوتين من أثر البكاء شعرها فى حاله مزريه
حاولت فك ازار الفستان الخمسه عشر الخلفيه لم تنجح الا بفك اول اربعه فقط حتى اتعبتها يداها وشعرت بتقوس ظهرها الى الخلف حتى كادت ان تبكى من فرط الالم
دخل جاسر الحمام بهدوء ومد يده من خلفها وامسك بالازره يريد مساعدتها.
فالتفت سالى بحده وقالت:مش عاوزه حاجه منك
نظر لها جاسر بعمق وقال بسخريه: انتى ممكن تقعدى طول النهار فيهم وبرضه مش هتعرفى تفكيهم بلاش معانده
سالى بعند: هطلب الروم سيرفس تساعدنى
همت سالى بالانصراف لتنفيذ فكرتها الطارئه فما كان من جاسر الا ان شدها من ذراعها بقوه حتى صرخت: ااه دراعى
افلت جاسر ذراعها ونظر لها بحده وقال بتهديد: سمعينى تانى كنتى عاوزه تعملى ايه؟
نظرت له سالى خائفه وفرت من امامه الى خارج الحمام فاتبعها جاسر قائلا: حسك عينك اى سر بينا يطلع بره
سالى باستهزاء: وهوه فين السر ده؟
ابتسم جاسر بسخريه: لااا ابدا عريس وعروسه قضو ليله دخلتهم وتانى يوم العروسه ندهت للروم سيرفس يفكولها زراير الفستان على اساس ان عريسها كان بيطرقع صوابع رجليه مثلا ليلتها وكان مش فاضى... بس مش هيتقال مش فاضى هيتقال مش عارف
نظرت له سالى وقالت باستهزاء: ده كل اللى هامك سمعتك؟ مش كده ...ازاى يطلع على جاسر سليم انه مش عارف
جاسر: لا ياحبيبتى انا عارف وعارف كويس اووى بس انتى اللى مش من الصنف اللى يعجبنى ..ودلوقتى اديرى عشان افكلك الفستان قدامك ساعه تجهزى الطايره ميعادها كمان تلات ساعات يدوب نلحق نروح المطار
استدارات سالى ومنعت دموعها بقوه ..." الان ليست بصنفه المفضل ! "
فك جاسر ازرار الفستان وكاشفا جزء من بشرتها البيضاء نظر له جاسر برغبه عارمه فلمسها بطرف اصبعه وشعرت سالى بالرعشه تسرى فى اوصالها فابتعدت عنه نافره
تركها جاسر واتجه الى الحمام ليغتسل واكملت سالى خلع ملابسها وارتدت روبا طويلا فى انتظار ان يخرج حتى يتسنى لها الاغتسال
خرج جاسر اخيرا محيطا وسطه ببشكير ابيض عريض اشاحت سالى ابصارها بعيدا متذكره تلك الليله التى كانت سببا رئيسيا لما آلت له الامور
ثم دخلت الحمام واحكمت غلق الباب واخذت حماما طويلا ولم تهتم بتنبيهه لها ان تكون مستعده للسفر فى خلال ساعه
وملئت البانيو حتى آخر بالمياه الدافئه واضافت زيتا عطريا برائحه اللافندر مما ساعدها على الاسترخاء
خرجت سالى اخيرا لتجد جاسر فى الشرفه يستمتع بفنجان القهوه بعدما انهى افطاره فأغلقت باب غرفه النوم الرئيسيه وارتدت ملابسها
نظرت طويلا الى نفسها فى المرآه لقد انتقت منذ عده ايام طقما ابيضا اللون يعلو بلوزه ورديه ...اليست بعروس؟ياللسخريه!فرت دمعه من عيناها فمسحتها بسرعه فهى لن تستغرق فى الشفقه على ذاتها عليها التحرك بسرعه للامساك بزمام حياتها التى فلتت منها منذ زمن طويل منذ خطبتها الاولى
فتح جاسر الباب فجأه ووقف يتأملها بسخريه واضحه ثم قال بتهكم: ايه الشياكه دى كلها ؟
نظرت له سالى شزرا ولم ترد عليه وامسكت بحقيبتها وخرجت اخذ جاسر فستان الزفاف وروبها الابيض الناعم ووضعهم بحرص فى شنطه متوسطه مع بدلته الفاخره
خرج ليجد سالى تقف فى الشرفه يعلو ملامحها علامات الحزن العميق فتوجه لها وقال: فطرتى؟
لم ترد عليه سالى ...فقال فى نفاذ صبر وقد علت نبره صوته: ردى عليا فطرتى
نظرت له سالى بتحدى ولم ترد بعند فقال: طيب يالا
خرجت سالى من الفندق وتوجهوا الى المطار انهى جاسر اجراءات السفر فى سلاسه ويسر بفضل شبكه علاقاته الواسعه وجلس فى صاله الانتظار لكبار الركاب صامتا يشغل باله الكثير من الامور اولها ابنه بالطبع واخيه ...زياد عزم جاسر على مواجهته فور رجوعه من امريكا
رن هاتف سالى لتجد انها والدتها الحبيبه تريد الاطمئنان عليها بالطبع ردت سالى بصوت اجتهدت ان تجعله طبيعيا ملىء بالسرور وقالت: الو صباح الخير يا ماما
مجيده:؟ صباح الخير ياحبيبه ماما ..عامله ايه يا سالى ..وحشتينى اووى هاه طمنينى
سالى: تجاهلت سالى مغزى السؤال الذى تفهمه جيدا وقالت: احنا الحمد لله وصلنا المطار من شويه الطياره كمان نص ساعه كده
مجيده: تروحوا وترجعوا بالف سلامه خدى بابا عايز يطمن عليكى
محسن: الو ..ايوه يالولو
كادت سالى ان تبكى واغروقت عيناها بالدموع بالفعل لدى سماع صوت ابيها فنظر لها جاسر متمعنا وضعت سالى يدها على فمها لثوانى واستجمعت نفسها وقالت بصوت فرح: ايوه يا بابا ازيك؟... وتهدج صوتها وقالت:وحشتينى اووى
محسن: وانتى اكتر يا لولو عامله ايه النهارده كويسه صحتك احسن ؟
سالى: الحمد لله يابابا ماتقلقش انا كويسه
محسن: طيب عال ادينى جاسر اسلم عليه
نظرت سالى الى جاسر الذى يراقبها واجما مدت له هاتفها وقالت بصوت جاف: بابا عايز يسلم عليك
اخذ جاسر الهاتف ورد بحيويه فائقه: الو ..ازيك ياعمى وازى طنط عاملين ايه؟
محسن: احنا الحمد لله انتو اخباركو ايه ؟
جاسر: من اولها هشتكيلك منها ياعمى يرضيك مارضيتش تفطر
محسن: ياخبر ...
جاسر: خد بأه قولها تفطر عشان هيا مغلبانى انا عارف غلاوتك عندها
اعطى جاسر سالى الهاتف وعيناه تحمل معنى جديدا للتسليه فنظرت له بحنق واخذت الهاتف وقالت: الو
محسن: كده برضه يا لولو كده مافطرتيش كل ده
سالى: يابابا جاسر بيحب يكبر الاومور هاكل لما اجوع
محسن: عشان خاطرى كلى حاجه صغننه كده خلينى ابقى متطمن عليكى ولا تاخدى ماما بأه تديهوملك هه؟
سالى: لا لا لا خلاص هفطر ..هفطر
انهت سالى المكالمه التليفونيه ونظرت الى جاسر وقالت: الصبح كنت بتقولى الاسرار ماتطلعش بره ودلوقتى بتشتكى لبابا
نظر لها جاسر وقال بلامبالاه: عادى يعنى هوه ده سر وبعدين ده عشان مصلحتك
سالى بسرعه: خليك فى حالك.. مصلحتى انا عارفاها كويس
جاسر بهدوء: مش باين
سالى: ياسلام وايه اللى خلاك تقول كده؟
جاسر: مصلحتك معايا تطيعينى هتلاقى كل الدنيا ماشيه تعصى امرى هتشوفى اللى حيحصل
سالى: واطيعك فى ايه؟ انت كنت محتاج حته ورقه تقول انك اتجوزت واديها معاك مطلوب منى ايه تانى ؟
جاسر: الورقه دى انا كنت اقدر اجيبها بجوازى من اى واحده ...لكن انا اخترتك انتى بالذات عشان تكونى ام لسليم ابنى
سالى: اوك ...اصلا سليم الصغير هوه الحسنه الوحيده فى الجوازه دى كلها
نظر لها جاسر متعجبا فقد ظن انها سترفض مراعاه ابنه واعتبارها ام لها: هتاخدى بالك منه كويس
هزت سالى رأسها بتأكيد وقالت: بس على شرط
جاسر: ايه هوه؟
سالى: مالكش دعوه بيا انا ام لابنك لكن مش زوجه ليك
قال جاسر باستخفاف: الاجانب بيقولها ايه... ااه... يو ار نوت ماى تايب
سالى: يبقى اتفقنا ..ادارت سالى وجهها للناحيه الاخرى تتابع الحركه خارج النافذه وفؤجئت باحدى المضيفات الرشيقات تقف امامهم قائله بصوت هامس وابتسامه مغريه: تحت امركم.
ابتسم جاسر لها وتأمل جسدها بوقاحه وقال: فنجان قهوه مظبوط وعصير ...تحبى تشربى ايه يا حبيبتى "موجها كلامه لسالى "
ردت سالى فى عند: شاى وكرواسون من فضلك
بعد قليل حضرت المضيفه بردائها الضيق القصير ومالت بدلال على جاسر الذى ابتسم لها ابتسامه مغويه وناولته فنجان القهوه فى يده
نظرت له سالى مانعه نفسها بحنق من الشعور بالغيره وتظاهرت بالبرود التام وتناولت فنجانها وارتشفت منه رشفه صغيره
انهت سالى افطارها المختصر وسمع كلاهما نداءا آليا ينبه الركاب للتوجه الى بوابه الطائره حيث ستقلع فى غضون 20 دقيقه
قام جاسر وسار خطوات بسيطه اتبعته سالى وركبو اخيرا.
اقلعت الطائره مودعه سماء مدينه برج العرب متجهين الى الولايات المتحده الامريكيه نظرت سالى من النافذه وعجزت نظراتها عن اختراق المجهول
وبعد عده ساعات حطت الطائره على ارض ولايه كاليفورنيا الامريكيه
نزلت سالى من الطائره برفقه جاسر تتأمل عالما اخرا يبعد الآلآف الاميال عن موطنها
لاحظت سالى ان كل شىء يسير بسرعه فائقه الناس المواصلات حتى الكلمات خرج جاسر من المطار ووجد سياره فارهه تنتظره بأمر من محاميه اقلته وعروسه الى بيت فاخر استأجره له المحامى ليمكث فيه حتى ينتهى من اجراءات المحاكمه التى ستبدأ غدا
دخلت سالى البيت المكون من طابقين ولاحظت الاثاث العصرى الرائع والمفروشات الانيقه استطلعت سالى المكان فيما توجهه جاسر الى الاريكه وجلس وامسك الهاتف الارضى وضرب رقم المحامى وتناقش معه فى مستجدات الامور وطلب منه موافاته فى المساء.
اما سالى فاتجهتالى غرفه النوم الرئيسه الواسعه شاعره بالتعب مخلوطا الانبهار من روعه المكان ونظافته وهدوءه
وفتحت النافذه التى تطل على حديقه واسعه بها اشجار عاليه جائها النسيم حارا اكثرا حراره من الجو بمصر ولكنه عليل
استنشقته سالى بسعاده ومنحها انتعاشا وقتيا نسيت به قليلا من هموما وهواجسها
دخل جاسر الى الغرفه وقال: نقيتى الاوضه دى انتى يعنى.
سالى: ااه
جاسر: والتانيه ماعجبتكيش ليه
سالى: دى عفشها كريمى التانيه اسود
جاسر: يعنى انا ليا الاسود
نظرت له سالى بسأم ولم ترد قال جاسر: مش جعانه
سالى: توء
جاسر: وبعدين؟ اكلم بابا تانى ؟
سالى باستهتار: اعمل اللى انت عاوزه انا هاخد دوش عن اذنك
جاسر: طيب براحتك
خرج جاسر تاركا الغرفه واتجه الى الغرفه المقابله لها مردا فى نفسه: اسود ...ماشى ياسالى اسود اسود
فكت سالى حقيبتها وعلقت ملابسها القليله فى الدولاب ونظمت اشياءها ودخلت الى الحمام لتغتسل من عناء السفر
خرجت وارتدت فستانا قطنيا عاريا وقصيرا زهرى اللون يعلو ركبتها بقليل وارتدت حذاءها الخفيف من اللون نفسه وسرحت شعرها البنى الناعم الطويل وتركته منسدلا ورشت من عطرها المفضل "كاسيليا"بوفره.
ثم نزلت درجات السلم واتجهت الى المطبخ الواسع ذو الطابع الامريكى فتحت الثلاجه الضخمه وجدتها تعج بأصناف شتى من الطعام المعلب والفاكهه الطازجه
فاعدت بعض شطائر الهامبورجر المشوى والسلطه
توجه جاسر الى المطبخ متبعا رائحه الطعام اللذيذ حافى القدمين مرتديا بنطالا قصيرا اسودا اللون وصدره عارى
دخل دون ان تشعر به سالى واقترب منها بهدوء واضعا يده على خصرها النحيل مما ارجف سالى فدفعت يده بعيدا واستدارت واحمرت وجنتيها فقال لها جاسر ساخرا: بتعملى ايه؟
ردت سالى بصوت مبحوح: بورجر وسالط
جاسر: اساعدك فى حاجه
سالى: الاطباق فى الدولاب ده مش طيلاها
فتح جاسر الخزنه وتناول طبقين كبيرين بيسر وقال: حاجه تانيه ؟
سالى: كاسين عشان الكولا
جاسر: دى وجبه امريكيه بأه من اولها لاخرها
سالى: اللى لقيته
جاسر: كله من ايدك حلو
ثم امسك يدها وقال بصوت قاس يحمل تهديدا واضحا: الا الضرب ...انا عدتلك القلم اللى اديتهونى بس عشان كنتى فى حاله عصبيه مش تمام وانا مسكت اعصابى لكن لو فكرتى تعمليها مره تانيه هتلاقي بدال القلم عشره ...ومش هيكفينى
سحبت سالى يدها وقالت بتحدى: وانا عديتلك الاهانات اللى انت اهنتنى بيها ولو اتكرر تانى هتلاقى بدال القلم عشرين ومش هيكفينى ...اظن كده نبأه خالصين
استدارت سالى ووضعت شطريتها فى الطبق مع كثير من السلطه وصبت لها كأس من المشروبات الغازيه وحملتهم واتجهت صاعده الى غرفتها تاركه جاسر بمفرده ناظرا لها بعمق.
صعدت سالى الى غرفتها حامله طعامها ودخلت غرفتها وضعت الطعام على الطاوله وتمددت على السرير على بطنها بعد ان فقدت رغبتها فى الاكل ناظره للسماء البعيده المطله من نافذتها الواسعه مديره ظهرها للباب ثم استغرقت فى بكاء طويل مشفقه على ذاتها
كانت تظنه غير كل الرجال او كانت بالاحرى تتمنى ان يختلف عن بقيه الرجال
والان لا يتعدى كونه واحد من الرجال بل اسوء الرجال.
لقد خدعها وبدلا من ان يعتذر منها اهانها وطعنها فى شرفها مبررا لنفسه استهتارها ..اكانت مستهتره ..كلا لم تكن لقد كانت عاشقه ...بل ولازالت عاشقه
تمنت لو كان بأمكانها الحكى لابيها علها تجد السبيل وتسمع منه الرشد والانصاح ولكنها ابدا لن تستطيع
يكفيه ما تحمله من قبل عندما طلقت من ايهاب كان عليها الاستفاده من درسها وواقعها المؤلم بعدم الاستعجال والتروى كما كان يأمل والدها
ولكن من اين تأتى بالتروى وكانت ترى لهفته عليها فى عينيه وتقرئها فى جميع تصرفاته
نعم...كانت.
فعل ماضى وقد انتهى
اما الحاضر
فهو مختلف تمام الاختلاف ...الان هو يستحقرها ويقلل من شأنها
رنت فى آذانها كلماته الساخره... يو ار نوت ماى تايب
وتراءت لها خيالات مغازلته الواضحه للمضيفه
رفعت سالى رأسها بشموخ ومسحت دموعها بقوه وقالت لنفسها...كفى
نعم
هذا يكفى
اوقظ جاسر داخلها شعورا بالتحدى لم تذق له مثيل من قبل.
ستتخلى عن سذاجتها ..عن براءتها ...سترد له الصاع صاعين ولكن بالحسنى كما تربت ...فعتاب اللئيم اجتنابه
بعد قليل فتح جاسر الباب دون استئذان كان يتحدث فى الهاتف النقال قائلا: اهى معاك اهيه
استدارت سالى سريعا لتراه ينظر لها برغبه مما منحها بعض السرور الخفى
قامت ومدت يدها فأعطاها الهاتف قالت مستفهمه: مين؟
رد جاسر بصوت اجش: باباكى.
جلست سالى واضعه قدما فوق الاخرى وانحنت الى الخلف بدلال وقالت بصوت فرح: الو ايوه يا بابا
خرج جاسر شاعرا بالحنق من نفسه لم يكن عليه اظهار رغبته فيها بهذا الشكل ولكنها بالفعل استطاعت اثارته ...ظهرت صوره زياد من العدم وشعر جاسر بالرغبه فى خنقه فهو السبب فى منعه من التمتع بعروسه التى اجتهد كثيرا ليجعلها زوجته فى اسرع وقت والان على الرغم من انها تستظل بظل نفس السقف معه الا انه لايستطيع ان ينال منها شيئا.
انهت سالى محادثتها الهاتفيه مع والدها والقت بالهاتف باهمال على الطاوله واضجعت ثانيه على بطنها ..بعد قليل دخل جاسر الغرفه قائلا: خلصتى التليفون؟
ردت سالى دون ان تستدير: ياريت تبقى تخبط قبل ماتدخل ..التليفون عندك على التربيزه
نظر جاسر لها بغيظ واندفع اليها مديرا اياها على ظهرها لتصبح بمواجهته ممسكا بذراعيها العاريين واقترب منها على نحو خطر ولمعت عيناه بتحدى
وقال هامساً: انا لحد دلوقتى بتصرف بالذوق معاكى ومراعيكي ومراعى اهلك وقلقهم عليكى ...كان المفروض بعد ماتخلصى تليفونى تجيبه لحد عندى
مش انا اللى اخده وكمان تقوليلى اخبط قبل ما ادخل.
ردت سالى بعصبيه: وانا مش السكرتيره بتاعتك عشان اجيبلك الحاجه لحد عندك ...تليفونك عندك انت اللى جيبته وانت اللى تيجى تاخده
ثم نفضت ذراعيها بعصبيه ودفعته بعيدا عنها وقامت وفتحت الباب على مصراعيه ووقفت بجانبه مشيره له بصمت ان ينصرف ...
شعر جاسر بالاهانه فهى تطرده من الغرفه فى البيت الذى دفع ثمن استئجاره
خرج جاسر من الغرفه ناظرا لها بقوه وقال: بتطردينى يا سالى ..طيب ...بس ماتجيش بعد كده تشتكى
سالى ببرود: انا مابتطردكش انا بس بفتحلك الباب انت حر ..عايز تخرج تخرج ..مش عاوز انت حر
جاسر: ولو ماخرجتش.
هزت سالى كتفيها باستهتار وقالت: عادى
ثم سارت باتجاه السرير مره اخرى ونامت على بطنها كما كانت من قبل
خرج جاسر وصفق الباب خلفه لايصدق التغير الذى حدث لها ...من اين اتت بكل هذه الجرأه...؟
انصرف جاسر الى غرفته طالبا للراحه دخلها مكتئبا ...محدثا نفسه "كأن الواحد ناقص سواد"
فى تمام التاسعه مساءا حضر المحامى المخضرم "مجدى" استقبله جاسر بحماس: اهلا اهلا يا مجدى
مجدى: ازيك انت يا جاسر عندى ليك خبر بمليون جنيه
جاسر: خير ؟
مجدى: مش هتصدق مين اللى اتصل بيا النهارده ؟
جاسر: انت هتلك ليه كتير يامجدى ادخل فى الموضوع على طوول
مجدى: جده سليم مفيده هانم
جاسر: وعايزه ايه؟
مجدى: هتتنازل عن حضانه سليم
جاسر: معقول بالسهوله دى
مجدى: هيا مش بالسهوله دى بس هيا طالبه 5 مليون جنيه
جاسر: نعم؟
مجدى: بص ياجاسر احنا قدامنا طريق من اتنين ياندخل سكه محاكم وهما يماطلو فينا وتخرج سهيله من المصحه وساعتها القضيه هتاخد ابعاد تانيه ..يا ندفع لهم الفلوس وتاخد ابنك مدى الحياه وامه تتقطع صلتها بيه نهائى ولا يتقالك رؤيه ولا دياوله... وانا ممكن اضغط عليهم وانزل المبلغ شويه ..قلت ايه؟
جاسر: قلت موافق بس تنسى انها ليها ابن نهائى.
مجدى: خلاص وهو كذلك ..بس انا همشيها قانونى برده عشان نضمن حقنا ومايرجعوش فى كلامهم بكره هروح مكتب المحاماه اللى موكلينه وغالبا هتصل بيك من هناك ونخليها رسمى
جاسر: ماشى يا مجدى بس بسرعه الله يخليك عايز اخد ابنى فى حضنى وارجع بيه فى اسرع وقت ولو هيقاوحوا فى الفلوس ياخدوا اللى هما عاوزينه
مجدى: ماهو مش صح برضه نحسسهم اننا هنموت على الولد احنا فى الوقت الحالى موقفنا القانونى اقوى ومافيش حاجه تخلينا ندفع مليم واحد وممكن لو حسوا بلهفتنا يرفعوا سقف مطالبهم.
جاسر: معاك حق ...خلاص هستنى تليفون منك ...المهم تحب تشرب ايه ؟
مجدى: كتر خيرك يا عريس انا مش عاوز اطول عليك ده شهر العسل برضه وانا جاى فى وقت متأخر ...هستأذن انا وخلى الشرب لما سليم الصغير يرجع بالسلامه
ابتسم جاسر ساخرا ..عريس ...شهر عسل ! لو كان يدرى وقال: خلاص هستنى تليفون منك
مجدى: ااه صحيح خد التليفون ده خليه معاك هبقى اتصل عليك ومسجلك نمرتى ونمره الفندق اللى انا نازل فيه عشان لو فيه حاجه تقدر توصلى
اخذ جاسر الهاتف وقال: احسن كده ...متشكر يا مجدى.
مجدى: على ايه ياجاسر ده شغلى ..مع السلامه ..خليك انا عارف السكه
سار جاسر معه حتى الباب: مع السلامه
غادر المحامى تاركا جاسر شاردا فى افكاره هاهو الان سيدفع المال ليحتفظ بأبنه لم يكن هناك داعى للعجله ليتزوج كان بأمكانه التريث وطلب يد سالى للزواج من اهلها دون وقعه بتلك المشاكل الجمه والتى ادت الى نفور سالى منه بعدما كانت خاتما فى اصبعه
لايدرى اكان سوء الحظ يرافقه ام سوء تدبيره خرج الى الحديقه الخلفيه للمنزل واشتم رائحه شجر الليمون ذكرته تلك الرائحه بيوم ان كان واقفا مع سالى فى شرفه غرفته اول يوم لهما سويا فى الاقصر رفع عينيه لا تلقائيا باتجاه نافذتها رأها تشاهده منها تعلقت ابصارهم لوهله حتى توارت وراء الستار
دخل للمنزل ليجد سالى تنزل درجات السلم بادرته بالسؤال: المحامى مشى؟
جاسر: ااه من ربع ساعه كده
سالى: قالك معاد المحاكمه
جاسر: شكلها مش هترسى على محكمه اصلا
سالى مستفهمه: ازاى؟
جاسر: جدته طالبه 5 مليون قصاد انها تسيبهولى
رفعت سالى حاجبيها وحملقت به وقالت فى دهشه: هتبيع حفيدها!
ابتسم جاسر ساخرا وقال: ااه بالظبط كده ...مين يزود...
عقدت سالى حاجبيها وقالت: وانت هتدفعلها
جاسر: طبعا
سالى: ليه؟
جاسر: هو ايه اللى ليه عاوز ابنى
سالى: ايوا امال القضيه لزمتها ايه؟
جاسر: القضيه ممكن اكسبها بنسبه 99% لكن لما ادفع الفلوس ابنى هيرجعلى بنسبه 100%
سالى: تفرق معاك ال 1% اووى كده
جاسر: تفرق كتير لانى لما بعوز حاجه لازم اضمن الحصول عليها لاخر نفس ومش هسيب حتى نص فى الميه احتمال انها ماتحصلش
سالى: واراده ربنا
جاسر: فوق كل شىء كطبعا ..اسعى ياعبد وانا اسعى معاك
سالى: السعى يبقى فى الخير
جاسر: وانا عمرى ماسعيت فى شر
سالى: متأكد؟
جاسر: انا ما بأذيش حد ..عن عمد على الاقل ...ممكن على المدى القصير حد يتصور انه اتأذى او حصله ضرر لكن بيلاقى تعويض اكتر من المناسب يبقى ساعتها خالصين
سالى: غلط ..لانك ما سألتهوش اذا كان شايف ده تعويض كافى ولا لاء
جاسر: انا عارف انه كافى
سالى: عرفت منين ؟
جاسر: انتى عاوزه توصلى لايه ؟
سالى: وما اوتيت من العلم الا قليلا... ده كان الرسول عليه الصلاه والسلام اللى طلع سبع سموات ...اللى كان مكشوف عنه الوحى... انت يا جاسر تيجى جنبه فى علمك ايه؟... تصبح على خير
صعدت سالى تاركه جاسر للمره الثانيه فى الاربع والعشرون ساعه الماضيه ينظر لها بعمق ليتعلم منها درسه الثانى
كان الاول... العين بالعين.. والسن بالسن ...والبادىء اظلم
اما الثانى... وفوق كل ذى علم عليم
استيقظت كعادتها فى تمام الخامسه صباحا وارتدت ملابسها الرياضيه وانطلقت الى النادى الرياضى الاجتماعى الشهير دخلت قاعه الايروبكس وبدأت تمريناتها بحيويه مفرطه انتهت منها فى حدود السابعه والنصف وهمت بالخروج حتى اعترضها زياد.
زياد: صباح الخير يا آشرى
آشرى ممتعضه:عن اذنك
زياد معترضا: آشرى ماينفعش كده احنا لازم نتكلم بقالك كتير مش بتردى على تليفوناتى وجيت عندكم البودى جارد بيمنعونى ادخل
آشرى بتهديد: lucky u انهم مش معايا دلوقتى
زياد: ما انا عارف انك بتيجى النادى الصبح منغيرهم عشان كده صحيت من الفجر وجيتلك ...كل ده وما استهلش 5 دقايق بس من وقتك اشرحلك فيه اللى حصل
آشرى: تشرح ايه ...انت انسان ب 2 faces وانا خلاص نهيت ارتباطى بيك ..تعرف الغريبه اووى انى قولتلك قبل كده بيزنس ايز بيزنس ومع ذلك برضه فضلت ماشى فى ال plane بتاعتك وcool اووى انك تخدعنى.
زياد: انتى بالذات انا ماخدعتكيش فى حاجه
آشرى: realy ...ده على اساس ايه انى زى مابيقولوا لابسه العمه
زياد: ماهو تعالى نقعد فى مكان افهمك فيه كل حاجه وبعدها انتى حره ولا خايفه تيجى معايا وتصدقنى وانتى مش مقتنعه
آشرى: انت مغرور اووى وانا مش خايفه من حاجه وسمعتك بودنى
زياد: لكن ماعرفتيش انا عملت كده ليه؟
آشرى: عشان اخوك اتجوز البنت اللى انت كنت حاطط عينك عليها فلما اتجوزها قلت تبوظله الجوازه فى نفس الوقت كنت واعدنى بالجواز ...مش بس انك شخص حقير عينه على مرات اخوه كمان خاين وغشاش
زياد: انتى على فكره كلامك صعب اووى اى راجل يقف يسمعه ويستحمله وانا مافيش حاجه تمنعنى انى امشى غير انى فعلا بحبك وانتى اللى عاوزك ومن اول يوم كمان ااه مانكرش انى اعجبت بسالى فتره صغيره كده بس ده كان قبل ما اقرب اووى منك ولقيت ان شتان واستحاله هكون سعيد معاها ولا اسعدها... كمان هيا وجاسر بيحبوا بعض اووى.
آشرى: ولما انت عارف انهم بيحبوا بعض ..ليه تخرب عليهم ...حرام عليك البنت اغمى عليها واتصدمت فيه ...انا مش متخيله ازاى تطلع بالقسوه دى كلها ...مالقتش غير يوم فرحهم ماكانت عندك قبل كده كنت تقدر تقولها ده يعنى لو كان لازم تقول ...ولا كنت سكت وخلاص
زياد: ماكانش ينفع اسكت يا آشرى ..والا اخويا كان هيضيع روحه للمره التانيه ..انا عملت كده عشان جوازته المره دى تنجح
قهقهت آشرى بقوه: انت بجد مش ممكن ...انت مصدق روحك.
زياد بضيق: اضحكى ...انا واقف مستحمل كلامك وضحكك ونظرات الناس ليا وانتى واقفه تهزأنى بس خلاص طالما انتى مش عاجبك كلامى للدرجه فأنا ماشى ...سلام آشرى ...دلوقتى بس اتأكدت انك استحاله فى يوم تكونى حبيتينى... واحده غيرك كان زمانها دلوقتى مفلوقه من العياط على حبها اللى راح... لكن واضح انك عايشه حياتك بيس اووى ومافيش مشكله... والانسان اللى كنتى مرتبطه بيه واقف قصادك بيقولك بحبك وعايزك تفهمى اللى حصل وانتى ولا هامك لانك ماحبتنيش... وانا استاهل واحده تحبنى وتستوعبنى فى الحلو بتاعى والمر كمان.
مشى زياد بضعه خطوات حتى قالت له آشرى باستجداء: زياد wait ...بليز انا آسفه فعلا ..اوك تعالى نقعد فى اى مكان
استدار زياد وابتسم ابتسامه صغيره: بس عشان اسمى طالع من بوقك زى العسل
توجهوا سويا لاحدى الكافيهات الموجوده داخل النادى وجلسوا سويا على طاوله صغيره مستديره سألها زياد: تشربى ايه؟
آشرى: ميرسى لسه ساعه بعد التمرين
زياد: ماشى يا عم الرشيق ..انا هاطلب قهوه لانى مش متعود اصحى بدرى اووى كده خاصه و انا بقالى كام يوم مابنامش
آشرى: ادخل فى الموضوع على طوول
زياد: ايه انتى متخيله انى محضر سيمنار وجاى اعرضه عليكى
نظرت له آشرى وقالت: وبعدين؟
زياد: طيب طيب خلاص هاحكيلك ..طبعا انتى عارفه قصه جواز جاسر الاولانيه واللى حصل وابنه اللى هربت بيه طليقته
آشرى: yeah I know بس ربك مش بيسيب خسروا فى الفتره اللى فاتت دى كتير وسعر السهم نزل لااقل من ربع تمنه دا غير القضايا والاستدانه للبنوك ومش عارفين يسددوا الديون اللى عليهم اظن ان مامتها هربت وسابت جوزها هنا يشيل الليله بقى
زياد: ايه؟ انتى جبتى الكلام ده منين ؟
آشرى: انا ليا مصادرى
زياد: يستاهلو ...المهم اللى عايزه اوصلهولك ان من ساعتها وجاسر اتغير 180 درجه بأه مش بس ماعندوش ثقه فى الستات كلها لاء وواقرب الناس ليه ومش من السهل ابدا يحكى على اللى جواه ولا اللى بيحصل معاه الا لما يقابل مشكله جامده اووى ونبدأ نعرف وساعتها برضه مايحكيش الا لو اسامه ضغط عليه شويه وساعتها ممكن يحكى وممكن لاء
آشرى: عادى يعنى كل كل الرجاله كده ..الخيانه شىء مش سهل على الراجل او الست.
زياد: تمام ..لحد ماظهرت سالى وبدأ يقرب منها كنت فى الاول حاسس بتوتر مابينهم ...هيا كانت على طول بتقاوحه وجاسر بيعجبه كده لحد ماعمل لعبته دى عشان يضمن يتجوزها وفضل مش عاوز يعترف انه حتى غلط فى طريقته ...كان فيها ايه يحكيلها يطلع اللى جواه يفك شويه من عقده ..وهيا للاسف اول ما خطبها تخلت عن مقاومتها وبقت عامله زى الخاتم فى صباعه وهو هيفضل زى ماهو... جاسر بشكه وغيرته وطريقته فى تنفيذ الامور ومش هيتعلم انه يثق تانى بالست اللى معاه ويفتحلها قلبه لانها بقت لعبه فى ايده روحى روحى تعالى تعالى كان لازم اصحيها واقولها عشان تعرف هيا داخله على ايه وماكنش ينفع ااقول قبلها لان جاسر بيحبها وكان ممكن يخسرها كمان عشان يرجع ابنه ...فهمتى بأه.
آشرى: امال ايه حكايه انه جاسر اختارها عشان حضرتك كنت معجب بيها وخاف لا الصفقه ماتمش
زياد: دى حقيقه ..انا مانكرش انى كنت معجب بيها... بس اى حد ممكن تعجبه النجوم لكن فى وجود القمر مين يبص للنجوم اصلا ...وفعلا انا استفزيت جاسر بس على ظنى كنت فاكر انه هيصارحها بحبه مش هيعملها فضيحه فاتضطر انها تتجوزه
آشرى: يعنى انت عاوزنى عشان انا آشرى مش عشان الصفقه.
زياد: اكيد
آشرى: طيب لو انت فعلا كده فأنا هغير فى شروط الصفقه وهيزل من ربح مجموعتكم 30%..ايه رأيك ؟
زياد: وانا موافق بس سيبى الشغل على جنب وال 30% دوول انا هدفعهوملك من حر مالى ...ايه رأيك؟
آشرى: قصاد ايه؟
زياد: مهرك...قولتى ايه؟
آشرى بهدوء: افكر
زياد: ماشى ومستنى منك الرد.
انصرفت آشرى برفقه زياد واطمأن انها قد وصلت بسلام الى مقر عملها وانطلق ذاهبا الى الشركه ليباشر عمله هو الاخر
اما فى نصف الكره الارضيه الاخر حيث جاسر وسالى يمكثان سويا منفصلين كلاهما كل على حدى فى غرفته كان جاسر يذرع الغرفه ذهابا وايابا فى قلق فحتى الان لم يتصل به المحامى
فيما تجلس سالى فى غرفتها شاعره بالسأم تطالع شاشه التلفاز تدير وجهها عند كل مشهد ساخن مستغفره الله حتى قالت: ايه ده ايه القرف ده انا تقريبا مدوره وشى بقالى ساعه اما اقفل اوف يا ساتر.
نزلت سالى الى الطابق السفلى فى هدوء مرتديه توب بحمالات رفيعه بلون ابيض يعلوه رسمه لشفاه مغريه بلون احمر قانى مكتوب تحتها بحروف كبيره كلمه LOVEبلون فضى وبانتاكور قصير بلون احمر ..دخلت المطبخ كانت تشعر بالسأم وتود فى اكل بعضا من الحلوى اخرجت بعضا من الايس كريم وتوجهت الى الحديقه لتستمتع به وعند مرورها رن الهاتف.
ردت سالى: الو
كان المتصل المحامى فرد قائلا: مساء الخير معاكى مجدى المحامى ممكن اكلم جاسر لو سمحتى
سالى: حاضر ثوانى وضعت سالى كأس الايس كريم على الطاوله المقابله للهاتف وصعدت الى غرفه جاسر وطرقتها
سمعها جاسر كان ممدا على السرير عاري الصدر وتجاهل طرقها.
طرقت سالى الباب مره اخرى ولكن ما من مجيب فدخلت لتجده ناظرا لها بسخريه وقال: ان ما اذنتلكيش تدخلى
هزت سالى كتفها العارى دون اهتمام وقالت: اوك هروح اقول اللى بيتصل بيك انك مش عاوز ترد سلام
هب جاسر واقفا على قدميه واتجه سريعا للباب وقال لها فى عصبيه: مين على التليفون ؟
سالى بهدوء: المحامى
نزل جاسر درجات السلم بسرعه فائقه واتجه الى الهاتف وقال: ايوه يا مجدى ماكلمتنيش على الموبايل ليه؟
مجدى: المكان اللى انا فيه مافيهوش شبكه للاسف المهم انا لسه مخلص اجتماع معاهم وساعه واجيلك فاضى
جاسر: طبعا فاضى تعالى
مجدى: وهو كذلك سلام دلوقت.
نزلت سالى درجات السلم واتجهت الى كأس الايس الكريم واخذته وتذوقت منه القليل وهمت بالانصراف الى الحديقه
فبادرها جاسر بالسؤال بعصبيه: احنا مش هناكل ولا ايه؟
سالى: انا مش جعانه لو جعان طلعلك اكل من التلاجه ولا اطلب دليفرى
رفع جاسر حاجبيه دهشه: ياسلام ..وانتى ماتعمليش اكلى ليه؟
سالى بلامبالاه: احنا اتفقنا انى اكون ام لسليم مش ليك
جاسر:انتى مش امى لكن انتى مراتى.
سالى: شيل ده من ده يرتاح ده عن ده ..وبعدين انا قولتهالك من الاول تنسى انى مراتك انا ام لسليم ابنك وبس
جاسر بسخريه: وانا مقولتش انى عايز انام معاكى انا بقولك عايز آكل
سالى بحده: وانا مش خدامه عندك
تركته سالى واتجهت الى الحديقه لتسمتع بكأس الايس كريم عله يمنحها مزيدا من البرود لتواجه جاسر دون اى انفعال
تركها جاسر شاعرا بالغيظ من افعالها وذهب ليستعد للقاء المحامى واعد بعض المشروبات والاكلات الخفيفه لمقابله المحامى ثم دخل الحديقه وجدها جالسه على الارجوحه المعلقه بين شجرتين الليمون تتأرجح بهدوء ناظره الى السماء واضعه سماعات المسجل الصغيره فى اذنيها فشد احدى السماعات بقسوه نظرت له سال غاضبه وقالت: ايه ده؟
جاسر ببرود: قومى ادخلى جوه بالعريان اللى انتى لابساه ده المحامى زمانه جاى
سالى بلامبالاه: طيب لما يبقى يجى
جاسر بعنف: وانا مش لسه هستنى لما يجى ويشوفك وانتى كده
سالى بسأم: ماهو لما يجى هسمع الجرس وهطلع على فوق
جاسر: وتسمعيه ازاى وانتى حاطه الزفت ده فى ودانك ؟
سالى: خلاص ابقى نبهنى انه جه
عندها امسكها جاسر من ذراعها العارى وشدها لتقف قباله بقوه وقال بصوت حاد: هيا كلمه واحده اطلعى فوق
سالى: وانا قلت لاء مش كل حاجه اومر تقولها وانا انفذها ومش كل حاجه بكيفك من هنا ورايح
نظر لها جاسر بأعين تبعث شرارا وفجأه قربها منه بقوه وقبلها بعنف فابتعدت عنه سالى وصفعته على وجهه دون تفكير منها فى عاقبه هذا الفعل نظر لها جاسر بغضب شديد وسمعت صوت انفاسه العاليه فشعرت سالى بالخوف وجريت الى الداخل
فأتبعها جاسر بخطوات واسعه وامسك بها عند مدخل الباب واسندها بقوه الى الحائط خلفها وانهال عليها بالقبلات ..لم تستطع مقاومته حاولت ولم تستطع فما زاده رفضها الا رغبه واصرارا.
فاستسلمت له سالى حتى تركها وامسك بذقنها ونظر لها بعمق وقال بابتسامه ساخره: كل حاجه بكيفى وكل اللى بقوله بيتنفذ ...عندها رن جرس البيت فتراجع جاسر خطوه للخلف
وقال لها بصوت هامس: فوق
مرت سالى من امامه مطأطأه رأسها تشعر بالذل وغضب عارم صعدت السلم جريا واتجهت الى غرفتها وصفقت الباب بعنف واتجهت تنظر لنفسها فى المرأه فوجهها احمر وشعرها قد بعثرت خصلاته وشفاها متورمتين تساقطت العبرات من مقلتيها فمسحتها بقوه وقالت بصوت باك مقهور: والله لاوريك ...والله لاعرفك مقامك ...وانا يا انت يا جاسر سليم... يا انا يا انت.
توجه جاسر سريعا الى المطبخ ورش قليلا من الماء على وجهه ليبرد قليلا واتجه الى الباب وفتحه رحب بالمحامى: يا اهلا يا مجدى ..اتفضل
ابتسم مجدى بمكر: معلش كان حقى اتصل قبل كده بشويه
ابتسم جاسر شاعرا بالزهو المزيف فهاهو المحامى يظنه قد اقضى وقتا حميما وقد انتهى لتوه وقال: لاء بيتك يا مجدى ..خير وصلت لايه ؟
مجدى: كل خير يا سيدى اولا احنا نقدر نقرص عليهم بالاوى كمان وده اللى انا عملته النهارده ..عرفت ان شركاتهم فى مصر خسرت مبالغ مهوله والست جايه لبنتها هنا هربانه مش عشان تساعد بنتها وفى اغلب الظن هتسيب سهيله فى المصحه وهتاخد هيا الفلوس ليها ...فكتير عليها ال5 مليون وانا واجهتها طبعا ماقولتلهاش انى عرفت وكده قلت اشوف مايتها ايه المهم كلمه منى كلمه من المحامى بتاعها وصلم 3 ونص مليون وعملت نفسى لسه هفكر واقولك ونرد عليهم ..انت رأيك ايه؟
جاسر: كلمها بكره واقولها انى جاهز بتلاته وحولهم لحاسبها ده لو عايزاهم يأما احنا حناخد سكه المحكمه.
مجدى: وحياتك انا كنت هقولها اتنين
جاسر: الست دى طماعه وممكن تقرفنا بعد كده.. تغور بيهم المهم اننا نخلص
مجدى: ااقولك انا هضغط عليها هكلمها دلوقتى وااقولها 2 ونص ولو استنت لبكره ترد هيبقو 2 ولو بعد كده يبقى المحكمه... احنا بنعمل كده بس عشان كنا اهل
جاسر: وانت ايه اللى يضمنلك انها توافق ؟
مجدى: مكتب المحاماه بيبقى ليه نسبه طبعا من اى مبلغ بتاخده لو اتفقت معاها هيبقى بيور ليها فهترد عليا النهارده ..من مصلحتها
جاسر: بس انا عايز الكلام ده يتوثق.
مجدى: احنا هنمضيها على ورقنا وبعدين انت هترجع بأبنك على مصر ودول ناس هربانه وعليهم ديون واكيد الانتربول هيلاحقهم مش حيخاطروا انهم يرفعوا عليك قضيه تثبت مكان وجودهم
جاسر: تصدق معاك حق خلاص اتصل بيها دلوقتى
مجدى: طيب ..قوم هاتلى حاجه اشربها
جاسر: انت مش عايزنى اسمع المكالمه
مجدى: الصراحه الست بجحه وخايف تستفزنى ااقولها كلام يجرحك ويدايقك خلينى انا مع الاشكال الزباله دى
جاسر: انا هقوم عشان بس ما اخدتش الضيافه بتاعتك المره اللى فاتت مش لان الكلام هيدايقنى
مجدى: خلاص.
ذهب جاسر ونظر الى الاعلى ولكن لم يجد اى حركه تدل على وجود سالى ودخل الى المطبخ واعد صينيه بالمشروبات وحملها واتجه الى حيث يجلس المحامى الذى انهى حواره وقد علت وجهه علامات النصر
مجدى: انت ربنا بيحبك يا جاسر
جاسر: طمنى
مجدى: اول ماسمعت صوتى قالتلى هات 2 وانا امضيلك على اللى انت عاوزه بعيد عن المكتب وتعالى كمان خد الولد النهارده
المهم انا اخدت منها حسابها فى بنك فى البرازيل انت اتصل على البنك فى مصر عشان يحولو المبلغ وقبل ما يدوك الاوكيه بالتحويل تكون هيا ماضيه وخليهم على التليفون تمضى اوك وتاخد ابنك ايه رأيك ؟
جاسر: طيب اشرب ويالا بينا على هناك عبال ما اعمل اتصالاتى بس كده الساعه تكون كام فى مصر ؟
مجدى: الساعه دلوقتى 4 يعنى فى مصر تجيلها 11 بالليل البنوك بتفتح 8 الصبح شكلنا هنستنى لبكره
جاسر: مش قادر استنى لبكره
مجدى: بقالك سنه ونص ياجاسر عدى الليله دى بالطول ولا بالعرض دول هما 11 ساعه بالظبط
زفر جاسر انفاسه وقال: امرى الى الله
مجدى محاولا تخفيف معاناته وشوقه لابنه: كل تأخيره وفيها خيره ..استأذن انا
جاسر: ماشربتش
مجدى: معلش المره الجايه مافيش نصيب
جاسر: هتشرب يعنى هتشرب ...بقولك تعرف مطاعم هنا ..انا اصلى مانزلتش الف حوالين المكان
نظر له مجدى غامزا بعينيه: ماشى ياعم هنيالك ههههههههه ...ده المكان هنا تحفه حرام عليك كل ده ماخرجتهاش
ده فى شويه محلات ملابس وهدايا هنا تحفه ومطاعم ايطالى وفرنساوى وجناين خدها واتمشوا فى الجنينه اللى على الهضبه اللى هناك دى
جاسر: لا تمشيه ايه انا ماليش خلق على التمشيه انا بس كنت عايز مطاعم... كافيتريات وكده يعنى ..
مجدى: خد ده كارت مطعم ايطالى قريب من هنا الطالاينه اكلهم شبهنا شويه وبيوصلو ديليفرى كمان
جاسر: ماشى حلو كده.
مجدى: يالا استأذن انا ...وانت الساعه تيجى 1 عندك اتصل بيهم عشان ياخدوا اجراءات التحويل و7 الصبح ححود عليك نروحلها سوا
جاسر: خليها سته يا مجدى
مجدى: سته... سته ماشى ياسيدى
انصرف المحامى اخيرا وودعه جاسر وخرج الى الحديقه ناظرا الى نافذه سالى المغلقه شاعرا بالحنق من نفسه
فى الاونه الاخيره لم يعد يشعر انه نفسه كما اعتاد ان يكون ...صلبا لا يهزه شىء ...تتعمد هي استفزازه فيرد عليها بأفعال ليست من شيمه
دخل واتصل بالمطعم وطلب طعاما يكفيهما سويا لم يدرى مايطلب فلم يكن يعرف اى نوع طعام تفضله فطلب البيتزا الايطاليه فهو صنف محبب للجميع
وصل الطعام فوضعه جاسر فى المطبخ وصعد الى غرفه سالى طرقها بضعه مرات ولم ترد سالى عليه ..
لم يكن راغبا بسماع توجيهاتها بالاستئذان قبل الدخول فانصرف بكبرياء الى غرفته بعد ان قال لها بصوت خشن: انا طلبتلك بيتزا لو جعانه
فقد جاسر رغبته بالاكل ومرت ساعتين انتظر خلالهم ان يسمع حركه لسالى خارج غرفتها ولكنها لم تخرج فساوره القلق عليها
فطرق غرفتها مره اخرى وعندما لم ترد فتح الباب ودخل ليجدها تتحدث فى الهاتف بصوت ضاحك نظر لها بغضب وقال: بتكلمى مين ؟
وضعت سالى الهاتف على كتفها وقالت بصوت هادىء ملول:واحده صحبتى
شعر جاسر بالحنق من نفسه فخرج صافقا الباب خلفه واتجه الى المطبخ واعد له الطعام.
مضت الساعات واخيرا نزلت سالى الى المطبخ بعدما انهت محادثتها مع منى واعدت لها قدحا من الشاى الساخن مع قطعه من الكيك الصغيره
وتجاهلت العلبه الكرتونيه الكبيره للبيتزا المستقره على الطاوله رغم شعورها بالجوع واشتمامها لرائحه البيتزا الرائعه الا انها قاومت بعند وغادرت لاعنه جاسر فى سرها
صعدت سالى الى غرفتها ونامت اثناء متابعتها للتلفاز فيما كان جاسر يجلس قلقا فى غرفته ينفث سيجارا تلو الاخر
الى ان حلت الواحده بعد منتصف الليل وامسك بهاتفه واتصل بأخيه اسامه يبلغه تطورات الامور ثم اتصل بمدير البنك طالبا منه تحويل المبلغ واتمام التحويل لدى اتصاله به مره اخرى.
ظل جاسر مستيقظا طوال الليل لم يذق جفنه النوم الى ان حلت الخامسه والنصف صباحا وجد سالى قد استيقظت لاداء فريضه الفجر فصلى هو الاخر وتوجه الى حجرتها بعدما انتهى وقال لها: انا نازل
تعجبت سالى فالساعه السادسه فجرا وقالت: على فين؟
جاسر: رايح اجيب ابنى ...ثم قال بعد تردد:ادعيلى
سكتت سالى ولم ترد فقال لها: ياااه للدرجادى
سالى: وانت عارف انا جويا ايه مش يمكن دعيتلك ؟
جاسر: انا عارف انك طيبه
سالى: بس مش هبله
جاسر: انا مقولتش كده
سالى: مش وقته روح جيب ابنك
جاسر: تيجى معايا؟
دهشت سالى لطلبه ولكنها لم تشأ ان تخذله فقالت: عشر دقايق والبس
ابتسم جاسر وقال: هستناكى تحت
فى تمام السادسه والربع غادر جاسر برفقه سالى والمحامى يسبقهم بسيارته وتوجهوا جميعهم الى بيت الجده حيث سليم الصغير
واخيرا وصلو بعدما قطعوا مسافه لا بأس بها ركن جاسر السياره وقال لسالى بتوتر: خليكى هنا ..واقفلى على روحك كويس هدخل ومش هتأخر عشر دقايق بالكتير
سالى: طيب.
نزل جاسر وسار بجوار محاميه وتعالت دقات قلبه حتى طغت على صوت طرق مجدى لباب الجده الشمطاء فتحت لهما الخادمه ممسكه بسليم الصغير الباكى
نظر له جاسر بحنان جارف وكادت ان تتساقط دموعه وخطفه من يد الخادمه وحمله برفق
دخل مجدى ووضع حقيبته على الطاوله الصغيره قباله الباب واخرج الاوراق اللازمه وقلما
نزلت الجده بضعه درجات السلم ونظرت الى جاسر بكراهيه وامسكت بالقلم الذى اعطاه لها مجدى ووقعت على اول ورقه وقالت: الفلوس فين
اخرج جاسر هاتفه واتصل بمدير البنك وقال له بحزم: حول دلوقت.
انتظرت مفيده هانم حتى رن جرس الهاتف بمنزلها فردت لتسمع تأكيدا بتحويل المبلغ الى حسابها فمضت بقيه الاوراق بابتسامه واسعه
خرج جاسر تاركا مجدى يجمع اوراقه وما ان رأته سالى حاملا طفله الصغير الباكى حتى ترجلت من السياره واقتربت منه سائره على المرج الاخضر ناظره لطفل جاسر سليم
لم يكن سليم بل كان نسخه مصغره من جاسر بملامح وجهه كلها حتى عيناه الا انها كانت اكثر براءه ...براءه الاطفال
ما ان رأى سليم الصغير سالى حتى توقف عن البكاء ومد ذراعيه الصغيرتين لسالى كى تحمله
افلته جاسر بلطف الى احضان سالى التى بكت وابتسمت فى آن واحد ونظرت له عن قرب وقالت بصوت فرح: ده شبهك اووى
رد عليها جاسر بقوه: اعرفك سليم جاسر سليم ..ابنى ...من صلبى
خرج المحامى حاملا حقيبته وحقيبه متوسطه تحوى اشياء الصغير وخرجت وراءه الخادمه جريا ممسكه بلعبه محشوه على هيئه فيل صغير قالت له:wait u forgot his toy, he loves it
مد جاسر يده واخذ لعبه ابنه الصغير واقتربت الخادمه من سالى وقالت: can I kiss him goodbye please
نظرت سالى الى جاسر فأومأ لها بالموافقه
قبلته الخادمه الحنون وفرت دمعه منها لوداعه
وقالت: take good care of him he deserves a better mom,bye sleem I will miss u
اخذته سالى مره اخرى واخرج جاسر بعض النقود ليعطيها للخادمه رفضت بقوه وانصرفت الى المنزل مره اخرى
مجدى: طيب ايه مش هنمشى بأه
جاسر: يالا بينا
ركبت سالى السياره ووضعت سليم الصغير على قدميها واسندت رأسه الى صدرها استكان الصغير اثناء متابعته للطريق
قال لها جاسر: ديريه
سالى: نعم؟
جاسر: ديرى وشه انتى مديانى قفاه ...ديريه خلينى اشوفه
نظرت له سالى بحنان وشعرت بداخلها بالشفقه عليه الهذا الحد افتقده..ادرات سالى الصغير فى مواجهه والده الذى ابتسم له حملق به سليم بعينه الكبيرتين فداعبه جاسر بوجهه
حتى اصدر سليم ضحكه صغيره ابتهاجا
وصل جاسر الى المنزل وترجل سريعا ودار حول السياره وفتح الباب لسالى واخذ منها سليم الذى تململ معترضا
نزلت سالى ومدت له يدها فحملته مره اخرى نظر له جاسر شاعرا بالحزن فقالت له سالى: هوا شكله جعان الاطفال لما بيبقوا جعانين خلقهم بيضيق
جاسر: شكلك عارفه طباع العيال كويس ؟
سالى: انت ناسى ان اختى عندها 3 بنات ده غير اللى جايه فى السكه وف كل خلفه تيجى تقعد عندنا بال3 شهور
وصل المحامى وترجل من سيارته وتوجه الى جاسر فدعاه للدخول
دخلت سالى اولا واتجهت الى المطبخ واخرجت علبه اللبن من الثلاجه ووضعت قليل من اللبن فى كوب صغير ليدفىء قليلا فى الميكروويف حادثت الصغير:بص ادى اللبن حطيناه يدفى وهتشربه حالا بالا ...ماشى يا سولم ..ياخلاصى ..انت عسوله خااالص
كان سليم الصغير يدير عينيه الواسعتين فى ارجاء المكان الغريب عنه بفم فارغ متشبثا بكتفى سالى بقوه
دخل جاسر المطبخ ليجدها تغنى لسليم: هم المم ياروحى يالا جيبالك مم كل واكبرلى ياروحى ياله هم المم ...
التفت سالى لتشاهد جاسر يراقبها مبتسما قالت بخجل: المحامى مشى؟
جاسر: ااه
سالى: طيب فين الشنطه ؟
جاسر: عايزه منها ايه؟
سالى: الببرونه بتاعته او كوبايه اللى بيشرب بيها
ذهب جاسر وتفحص محتويات الشنطه واخرج متعلقات ابنه القليله نظر الى ملابسه الرثه بغضب وادوات طعامه المخدوشه والتى تنم عن اهمال واضح فى الاستخدام
خرجت سالى لتسأل جاسر: ايه كل ده مالقتهاش ؟
جاسر: لاء لقيتها بس شكلها مش عاجبنى
سالى: ايه ده ؟ده كده غلط عليه والتيتنا بتاعتها قديمه اووى مافيش واحده تانيه؟
جاسر بضيق: لاء دى وبس
استشعرت سالى ضيقه وقالت: خلاص انا هشربه من الكوبايه حبه حبه او احطله شاليموه هيعرف يشرب بيه
نفذت سالى اقتراحها وشرب الصغير كوب اللبن بكثير من اللهفه من فرط جوعه وعندما انتهى قال لها جاسر: هاتيه بقى اشيله
سالى: استنى بس اغيرله الاول
جاسر: هتغيرليه ايه؟
سالى: البامبرز ...
شعر جاسر بالمفاجأه فلم يكن فى حسبانه ان تتطوع سالى لتلك المهمه ونظر لها بامتنان وقال: اساعدك؟
سالى: هاتلى الشنطه بس فوق عشان اطلع منها الحاجه
افرغ جاسر محتويات الشنطه القليله لحسن الحظ وجد عبوه الحفاضات بها 6 قطع
فقال لها جاسر: يكفوا لحد كام يوم
ضحكت سالى وقالت: قلبك ابيض ده يخلصو النهارده بكره الصبح بالكتير
جاسر: احنا كده محتاجين حاجات كتير ليه
سالى: شويه كده على 10 اظن المحلات تكون فتحت ننزل نجيب كل حاجته كمان اللبس مش عاجبنى اووى
جاسر: ايه الريحه دى
سالى: ماتسألش ههههههههههه
ثم نظرت الى سليم وقالت له مداعبه: تعالى يا جميل ندخل الحمام عشان ريحتنا طلعت افف
بعد قليل خرجت سالى والبست سليم ملابس اخرى واعطته لجاسر المتلهف لحمل ابنه الوحيد
حمله جاسر واحتضنه وسكن الى دقات صدر والده ونام فى هدوء ظل جاسر يحمله قالت له سالى هامسه: طيب حطه على السرير بدال ما انت شايله كده
رفض جاسر: بقالى كتير ماشلتوش ...كتير اووى اووى
سالى: طيب ااقعد هتفضل واقف
جاسر: لا اناهروح اوضتى عشان تاخدى راحتك ...وغيرى هدومك
سالى: لا انا هخلينى لابسه وهمدد على السرير والافضل انك تنام انت كمان هما الاطفال كده ننام معاهم ونصحى معاهم والا احنا مش هنام
جاسر: طيب هروح انام بيه هناك
غادر جاسر الغرفه واتجه الى غرفته وما ان جلس على السرير ووضع ابنه الى جواره حتى استيقظ باكيا فحمله جاسر وظل يجوب به الحجره ومع ذلك ظل يبكى
فقرعت سالى باب الغرفه ففتح لها جاسر تعلو وجه علامات الاستجداء
سالى: ماله؟
جاسر: مش عارف اول ماحطيته على السرير صرخ وقاعد يعيط
مدت سالى يدها وقالت: طيب هاته ..بسم الله الرحمن الرحيم
حملته سالى لقليل من الوقت حتى اطمأن الصغير وسكت عن البكاء
فنظر له جاسر فى غيظ وقال: يعنى انا اللى كوخه يعنى ماشى يا سليم
ابتسمت سالى وقالت: هوه تلاقيه حس انه ساب حضنك
جاسر: ما انا قومت وقعدت اهزه وامشى بيه مافيش فايده
سالى: طيب سمى كده.
اخذه جاسر وتململ الصغير ووضعه جاسر على السرير ونام بجانبه فبكى سليم مره اخرى فجلست سالى الى جواره وتملست شعره وجبهته ونام الصغير مره اخرى
تثائب جاسر وقال: وبعدين بقى احنا مش هنام شكلنا
سالى: لاء انا ماشيه خلاص نام بقى
نظر لها جاسر وقال: انا ماكنتش ااقصد على فكره
سالى: عادى يعنى
وما ان رفعت سالى يدها عن رأسه حتى بكى سليم مره اخرى فقال لها جاسر: انتى الاحسن تنامى جنبه شكله اتعلق بيكى خلاص
هزت سالى رأسها وقالت: ماشى وانت هتنام فين؟
نظر لها جاسر وقال بتمهل: على السرير جنبه من الناحيه التانيه ولا ده يدايقك؟
احمرت وجنتا سالى وقالت: لا عادى براحتك
جاسر: طيب نامى بأه قبل مايصحى يعيط تانى
تمددت سالى خجله بجوار جاسر يفصلها عنه سليم الصغير وسرعان ما استسلم جاسر لسلطان النوم فهو لم يذق طعمه ليله كامله
نام الجميع بعمق وماهى الا ساعه زمنيه ونصف حتى استيقظ سليم الذى ظل يلاعب نفسه رافعا قدميه الى الاعلى محركا اياها فى الهواء
ثم قام محاولا التحرك والنزول من على السرير فاستيقظت سالى وابتسمت له وقالت له هامسه: انت عاوز تروح فين؟ هه خلاص صحيت وفوقت وقايم تكمل نشاطك بقى ..تعالى يالا.
نزلت سالى واعدت له شطيره من الجبن الخفيف فأكلها الصغير بنهم لاحظت سالى انه لا يتحدث ابدا فقالت محاوله جعله يتحدث: قول بابا ...ببببابا ببابا
نظر لها سليم بتعجب فهو لم يتعود سماع تلك الكلمه مطلقا نظرت له سالى بحنان وقالت: بابا.. بابا جاسر... جاسر ..بابا
...طيب انا سالى... سااااالى
عندها نطق سليم: آااالى
ضحكت سالى بفرح: لاء سالى سسسس سالى
ظل سليم مصمما: ااالى ..ااالى ...االى
سالى ضاحكه: بالتلاته ااالى ...مافيش فايده راسك ناشفه طالع لابوك.
ثم حملته وخرجت به الى الحديقه حيث شمس الصبح وجلست على المرج الاخضر ودعته يتجول بقدميه الصغيرتين فى ارجاء المكان تحت ملاحظتها ثم ظل يردد: كومبا ..كومبا... وظل يجذبها من يديها مرددا كلمته الوحيده "كومبا"
فتذكرت سالى لعبته التى اعطتها اياهم الخادمه فخمنت ان هذا مايبحث عنه فصعدت به الى الطابق الاعلى واحضرته لها وامسكها بفرح وقال: كومبا.. اااالى ..كومبا
عندها خرج جاسر من غرفته واتجه اليهم وقال له:انت بتقول ايه؟
ابتسمت سالى وقالت كان عاوز لعبته ...كومبا
جاسر: امال االى دى تبقى ايه
سالى: اسمى بلافخر
نظر لها جاسر بغيظ وقال: لحقتى تعلميه اسمك طيب واسمى
سالى: علمهوله انت ...انا قعدت ااقولهوله مرضاش ينطقه
نظر له جاسر عابسا: كده يا سليم ...قول جاااسر
سالى: ما انت لما هتكشر فى وشه مش هيفرح بيك على فكره الاطفال دول اكتر ناس مابتحبش لا التكشيره ولا الشخط ولا النطر
ابتسم جاسر وقال لابنه: انا بابا ...بابا
نطقها سليم اخيرا: بابا
ابتسم جاسر بفرح كبير: اهوه بيقول بتطلعى اشاعات انتى على الولد
سالى بضيق: هكذب يعنى
جاسر: انا مش قصدى بهزر معاكى ولا بلاش اهزر
سالى: طيب تعالى عشان نفطر وننزل نشوف اللى ورانا
جاسر ممازحا اياها: ايه ده هتعمليلى فطار .؟.لاء انا عازمك تعالى نفطر بره ونخرج سوا كلنا
سالى: طيب نشرب حاجه الاول
جاسر: هوه بياكل عادى دلوقتى زينا
سالى: ااه كل حاجه وياكل طبيخ كمان مش عنده سنه و10 شهور خلاص كده عدى مرحله الرضاعه وبس
جاسر: انتى متأكده
ابتسمت سالى: لسه واكل ساندويتش جبنه من شويه
جاسر: امال ايه حكايه الببرونه دى
سالى: الاطفال بيستسهلو طالما مش لاقيين اللى يغيرلهم عادتهم
جاسر: منها لله امه لا سيبته ليا اراعيه ولا اخدته واخدت بالها منه
سالى: عود نفسك من هنا ورايح ماتجيبش سيرتها الا بالخير ولو مش هتقدر يبقى ماتجيبش سيرتها خالص وده لمصلحته
جاسر: معاكى حق ..يالا بينا طيب
سالى: استنى اجيبله الكاب مش ضامنين الجو بره يكون عامل ازاى
بعد قليل خرج جاسر برفقه سالى تحمل سليم الصغير وركبوا السياره سويا واتجه زياد بفضل جهاز ال G P S
الى احد مراكز التسوق الضخمه ترجل جاسر السياره وحمل ابنه الذى كان مستمتعا بالنزهه للغايه
دخل الجميع الى احدى محلات مستلزمات الاطفال فيها كل المنتجات التى قد يحتاجها الصغار وانتابت جاسر حمى الشراء فظل يعبأ العربه بكل ماوقعت عليه عيناه من اشياء لفتت انتباهه من ضمنها اشياء لم تكن لها ضروره لاستخدامها
قالت له سالى: ايه كل اللى انت جايبه ده ..طيب العضاضه دى لزمتها ايه الولد سنانه كلها طلعت ماشاء الله
نظر لها جاسر وقال ممازحا: يمكن يكون لسه هيطلع تانى
سالى: لاء خلاص كده الفكين اتملو ماشاء الله واللبس ده صغير اووى عليه
جاسر: مكتوب عليه سنتين
سالى: ده يلبس سنه هات الحاجه اللى مكتوب عليها من 2 ل 3 مثلا لكن 2 وبس دى اخرها 2 يعنى كمان شهرين ماتدخلش فيه ده غير لما تتغسل هتكش فهيبقى مش مرتاح فى لبسها
جاسر بنفاذ صبر: بصى اتعاملى انتى انا معنديش درايه بالامور دى
انتقت سالى جميع مستلزمات سليم بحكم خبرتها السابقه وبعد حوالى ساعه خرجت برفقه جاسر الذى كان ينظر لها بامتنان كبير فلولا وجودها لما كان يدرى شيئا ولا يستطيع فعل شىء لابنه الصغير اراد جاسر شراء هديه لها ولاهلها ولاهله ايضا فقال لها: انا فى حاجه عايز اعملها بصى استنينى فى الكورت اللى هناك ده ماشى
سالى: ماشى ..مش نيجى معاك احسن.
جاسر: لاء مش هتأخر ولا خايفه
سالى: لاء اخاف من ايه
جاسر: طيب انا هروح احط الحاجه فى العربيه الاول واجيلكم بعد ما اخلص وخدى نمرتى اهيه عشان لو حصل اى حاجه ترنيلى على طول وخدى خلى دوول معاكى ..واخرج من جيبه بضعه مئات من الدولارات
سالى:ايه دوول ...دول كتير انا معايا
جاسر: خلىهم معاكى يمكن تحتاجو حاجه
قبل جاسر ابنه وانصرف وجلست سالى على الطاوله الصغيره تدور عيناها فى المكان وتداعب الصغير
حتى قاطعها صوت لطالما عرفته واحبته وكرهته قائلا: مش معقول ...سالى !
ادارت سالى وجهها كان هو ...ضيف احلامها الثقيل لسنه ماضيه ...ايهاب
نظرت له سالى بأعين جاحظه نعم هو ..ايهاب من طلقها قبل فرحهم بثلاثه ايام ليتزوج حبيبته نظرت له سالى بكراهيه وادارت وجهها ومنعت عيناها من البكاء بشده ..اقترب ايهاب منها وقال بندم: ليكى حق تبوصيلى كده وتكرهينى ..انا ظلمتك واستاهل كل اللى جرالى ...ذنبك ربنا بيخلصه منى
جلس على الكرسى المقابل لها ثم توسل اليها: ارجوكى يا سالى ردى عليا
ردت سالى بكراهيه شديده: عايز ايه؟
ايهاب بصوت باك: عايزك تسامحينى ..انا ظلمتك وربنا غضبان عليا من ساعتها ..البعثه راحت منى ...سقطت تخيلى انا اسقط كله منها... منها لله سهى هيا السبب من ساعه ما اتجوزتها وانا عايش فى جحيم مابقتش مركز فى شغلى ولا مذاكرتى واخرتها سقطت وخلصت كل الفلوس اللى معايا ...راحت الهانم سيبانى ونزلت على مصر غضبانه عند اهلها وسابتنى فى كندا لوحدى وطلبت الطلاق ...واحد صاحب بابا الله يرحمه ربنا يكرمه ساعدنى انى ادخل امريكا ودلوقتى بشتغل عامل نظافه فى المول هنا تخيلى دكتور ايهاب يبقى عامل نظافه ...بس اعمل ايه ماقدرش انزل على مصر الهانم رافعه عليا قواضى تبديد مسكن الزوجيه ونفقه ومتعه وانا صرفت كل اللى حيلتى واستلفت كمان عشان اجيبلها الشبكه وادفع المهر اللى طلبوه دا انا حتى ماعييش تمن تذكره الطياره ...سامحينى يا سالى ارجوكى تسامحينى ذنبك ربنا بيخلصه منى.
نظرت له سالى شاعره بالشفقه عليه: مسمحاك بس من فضلك قوم ..جوزى لو جه شافك هتبقى مشكله
هز رأسه وقال:بجد من قلبك
سالى: ايوه من قلبى ..والحمد لله انا ربنى عوضنى باللى احسن منك
ايهاب: انتى تستاهلى كل خير انا ماعرفتش قيمتك عشان كده اتحرمت منك بغبائى
سالى متوسله: من فضلك قوم دلوقتى انا مش ناقصه مشاكل من تحت راسك كفايه اللى حصلى ..ااقولك انا اللى قايمه
عندها قال ايهاب بسرعه: لاء لاء خلاص انا قايم ...ثم نظر الى الصغير الذى يداعب اصبع سالى بتركيز وقال: ابنك ده؟
ردت سالى بتأكيد: ااه ابنى.
ايهاب: مش شبهك خالص
سالى: شبه باباه
ايهاب: ربنا يخليهولكم وتفرحوا بيه
سالى بلطف: متشكره ...معاك فلوس ؟
ايهاب بتردد: ااه اااه الحمد لله مستوره
اخرجت سالى المبلغ المالى الذى اعطاه لها جاسر وقالت: خد دوول ..دوول اللى معايا مشى بيهم حالك
نظر لها ايهاب وقد شعر بالذل والمهانه: مايصحش ياسالى انا مش جاى اشحت منك
سالى: خدهم وابقى رجعهم لما ربنا يفتحها عليك ..امسك بأه
مد ايهاب يده بتردد فقد كان محتاجا للمال وبشده وقال: متشكر يا سالى اوعدك اول ما ظروفى تتحسن هبعتلك الفلوس
سالى: براحتك خالص.. مع السلامه بقى
قام ايهاب ونظر لها ممتنا وغادر مودعا اياها: مع السلامه يا اطيب قلب
غادر ايهاب الطاوله وتنفست سالى الصعداء اخيرا وانشغلت بمداعبه الصغير دون ان تدرى ان عينا جاسر تراقبها بغضب جم ملىء جوانحه.
تاااابع ◄ لقد كنت لعبة في يده