الطبيب الوسيم العاشق المجنون قصه جريئه الجزء الثانى

 

ومازلنا نستكمل قصتنا الشيقة والممتعة والمثيرة، والتي بها الكثير من الأحداث التي تجذب الأذهان وتمتعها، قصة تجسد أجمل معاني الحب والتضحية من أجل بقاء الحب، كما أنها تجسد دور الحب في التغلب والتصدي لحسد الآخرين والأحقاد.

الطبيب العاشق المجنون” الجزء الخامس

جهز لها حماما ساخنا وبعض ملابسه التي من الممكن أن تناسبها ولو بشيء يسير، وفور ما انتهت منه كان قد انتهى من تجهيز طعام من أجلها، وحضر بجواره الدواء، شعرت بداخلها أنها حقا بنعمة تحسد عليها بالتأكيد.

جلس بجوارها على سريره يطعمها بيده، وهي أيضا شرعت في إطعامه فليس من العدل أن يطعمها بيده ويمسي جائعا…

الطبيب: “تعلمين لقد كدت أفقد عقلي عندما أبلغتني الممرضة بأنكِ تركتِ المستشفى ورحلتِ، وأنهم هناك لا يعلمون أين ذهبتِ، وبالتأكيد أنا لا أعلم عنكِ شيئا إلا مديركِ والذي أنا موقن بأنكِ لم تكوني لتذهبِ إليه بعدما فعل بكِ”.

الفتاة: “أحقا كنت خائف من فقدي؟!”

الطبيب: “إياكِ أن تتركيني مجددا!”

وما إن انتهيا من تناول طعامها استعدا للنوم، شعرت الفتاة بالخجل ولكنه مد لها ذراعيه وطلب منها النوم بينهما، وضعت الفتاة رأسها على صدره وغاصت بنوم عميق لتستيقظ بالصباح الباكر تجده قد أعد لها طعام الإفطار، حملها بين ذراعيه ودخل بها الحمام، وهناك تركها بابتسامة خفيفة: “أتريدين أن أساعدكِ سيدتي بشيء؟”

ابتسمت الفتاة أثناء غلقها لباب الحمام: “شكرا حبيبي”.

وما إن انتهيا من تناول الإفطار، نظر إليه وقد عادت إليه نظراته الحادة…

الطبيب: “إننا سنعيش سويا ولكنني لا أريدكِ أن تتدخلي في أموري الشخصية، وإذا وجدتني بيوم غاضبا لا تسأليني عن السبب، أفهمتِ”.

دب الرعب بقلب الفتاة، نظرت إليه بحزن: “أشعر أنني أصبحت بخير يمكنني الذهاب والعيش بمنزلي، كل ما عليك فعله إعطائي المفتاح”.

الطبيب: “أنا لم أقصد ذلك”.

الفتاة: “ولكنني لم أفهم من حديثك إلا ذلك، أنا لا أحب أن أكون عبئا ثقيلا على أحد”.

الطبيب: “اعذريني يلزمني بعض الوقت للتعود، لا تؤاخذيني صغيرتي”.

الفتاة: “صغيرتك؟!”

الطبيب: “نعم وأجمل صغيرة بكل الكون، هيا الآن قبل موعد العمل علينا أن نبدأ بالتمرينات التي ستساعدكِ على استرجاع ذاكرتكِ”.

أمسك بيدها لتقف، ومن ثم حملها بين ذراعيه ووضعها على الأريكة، جعل الإضاءة خافتة وطلب منها أن تغمض عينيها، وتغوص بخيالها وتذهب بعيدا كل البعد لمكان تحب أن تذهب إليه، وأن تحكي له ماذا رأت.

أغمضت الفتاة عينيها وأرخت أعصابها، وانتظرت طويلا دون حراك وفجأة شرعت في البكاء.

الطبيب: “ماذا حدث طمئني قلبي لماذا تبكين بهذه الطريقة؟”

الفتاة: “لقد كنت بمكان مليء بموظفين والجميع ينظرون إلي، وكل واحد منهم بجملة مختلفة عن الآخر، كانوا يتنمرون علي، على شكلي وهيئتي ولا أعجبهم كليا، لقد كانت نظراتهم تلتهم قلبي كالسكاكين الحادة التي تقطع جسدي وقلبي إربا إربا”، وشرعت في البكاء المرير مرة أخرى.

الطبيب: “لا أحتمل رؤيتكِ على هذه الحالة، أيمكنكِ التوقف لأجلي؟”

حاولت الفتاة ولكنها لم تستطع أن تكبح دموعها ولا صوت بكائها، حتى أنها وضعت يدها على فمها ولكن دون جدوى منها، فأصبح جسدها بالكامل يؤمن على بكائها، يهتز باهتزاز قلبها ودموعها المتساقطة، لذلك ركضت تجاه غرفة نومها.

الطبيب خلفها حزينا على حالها، اقترب منها وضمها لصدره، بدأت في الهدوء شيئا فشيئا؛ ولكنه عندما ضمها لصدره لم يتمالك أعصابه فطبع على شفتيها قبلة كان خلالها على وشك أن يلتهمهما، ولكنه غمض على يديه، وأسرع لعمله قائلا: “إن الاقتراب منكِ يفقدني صوابي”.

قامت الفتاة بكافة الأعمال المنزلية من تنظيف وترتيب وما إلى ذلك حتى أنها طهت طعاما شهيا، ولكنها أثناء تنظيفها للمنزل وجدت مذكرات الطبيب، سمحت لنفسها بأن تقرأها حيث أنه ذات مرة عندما كانت بالمستشفى سألته لماذا لم يرتبط بإحدى الطبيبات مثله حتى الآن، وهل وجد فتاة أحلامه؛ اكتفى حينها بالرد عليها مجيبا: “لم تتكلف إحداهن عناء فهمي، وطبيعتي الخاصة”، تلك الجملة زرعت بنفسها أن تتكلف عناء معرفته فعليا حتى تكون فتاة أحلامه التي لطالما بحث عنها طويلا.

وأول ما فتحت مذكراته كانت المفاجأة…

“الطبيب العاشق المجنون” الجزء السادس

وأول ما فتحت مذكراته كانت المفاجأة…

لقد وجدت بها ما أثر عليها كليا، لقد أصبحت تفيض عينياها بالدموع من كثرة الأحزان التي لاقها الشاب حاد لطباع، الشاب الذي يمنع أي أحد من الاقتراب منه، وكيف أنه تحمل مثل كل هذه الأمور، إنها حقا بكبيرة على أي بشري أن يتحملها ويحيى بها، بل يكبر ويصبح أصغر رئيس أطباء عرفته بلاده، إن خلف شخصيته القوية الصلبة هذه طفل صغير في أمس الحاجة للحنان والاهتمام به والرعاية.

قرأت مذكرات كتبت بخط يديه ودموعه عينيه ودم نزيف قلبه كان الحبر الذي استخدم لتوثيق كل لحظات حياته الصعبة المريرة…

لقد رأيتها تخون والدي بعيني، لم أظلمها بل كذبت عيناي يومها، ولكن خيانتها لوالدي مازالت متكررة ومتواصلة، وعندما أعلمتها بأنني أعرف ما تفعله، وحاولت أن أعيد إليها رشدها وصوابها، ولكنها أبرحتني ضربا وأوجعت قلبي عندما هددتني بأنها ستطردني خارج المنزل وتكون نهايتي بالشارع مع الجرمين ليكون حالي من حالهم.

اليوم توفي والدي وفقدت معه الإنسان الوحيد الذي يحبني ويشفق علي، وبنفس اليوم رمتني والدتي بالشارع، إنني حقا أشعر بالخوف الشديد والوحدة.

اليوم وجدت عملا، أستطيع الدراسة صباحا والعمل ليلا، وبخصوص مكان إقامتي فأصبحت محطات القطارات، أنام بها ليلا وأتنقل من واحدة لأخرى حتى لا يقبض علي رجال الشرطة بتهمة التشرد.

اليوم استطعت التخرج من كلية الطب بدرجات مرتفعة للغاية، لم يسبقني أحد فأنا الأول عليهم جميعا.

اليوم استطعت شراء منزل صغير، ولكنني أشعر بالأمان الكبير به والدفء على الرغم من صغره.

اليوم استطعت شراء قصر ضخم وسيارة فاخرة أحدث طراز.

اليوم أتوج كأصغر رئيس للأطباء، إنه إنجاز بالنسبة لكل من بسني يعتبر حلما بعيد المنال، ولكنني…

هنا انقطعت الفتاة عن القراءة على صوت صرخات الطبيب بوجهها…

الطبيب: “هل فقدتِ صوابكِ؟!، كيف تجرئين على قراءة مذكراتي؟!”

الفتاة: “إنني حقا آسفة لم أقصد، أنا…”

وإذا بصفعة قوية على وجهها أسقطتها أرضا…

الفتاة والدموع تغرق وجهها وبصوت متقطع من شدة البكاء: “أعتذر منك، ما فعلته إنما بدافع حب التعرف عليك والتقرب منك، إنني حقا لا أعلم كيف تحملت كل ذلك، وأنكَ…”

وقبل أن تكمل أمسكها من ذراعه بكل قوته، وشد عليه ليجعلها تشعر بالألم المضاعف…

الطبيب: “لم يتبقَ غيركِ أنتِ الفاقدة لجميع ذكرياتكِ ولا تعلمين حتى هويتكِ، وحبيبكِ قد ترككِ أن تشفقي على حالي”.

جذبت من بين يده ذراعها بقوة: “نعم إنني كل ما قلته، ولا يستحق الشفقة غيري”.

توجهت نحو الباب، وقبل أن تقوم بفتحه لتخرج منه بملابس المنزل التي كانت ترتديها والتي هي في الأصل ملابسه، سمعت بصوت منكسر: “أرجوكِ لا تتركيني”.

ولكنها لم تلتفت إليه فقد جرح قلبها بكلامه، وبنوبة غضبه هذه تبين ما في قلبه تجاهها، لذلك أكملت رحيلها، فتحت الباب وخرجت من المنزل.

تسمرت قدماه، ولم يفعل شيئا سوى البكاء ولوم نفسه على ما فعله مع هذه الفتاة المسكينة، لقد أهانها وضربها باندفاع منه، لم يعطها فرصة لتبرر ما فعلت.

وما إن خرجت الفتاة من منزله حتى بدأت في الركض بعيدا لا تدري بحالها، وكلما انسكبت الدموع من عينيها كلما زادت سرعتها في الجري، وكأنها تهرب من وجش كاسر مفترس يريد النيل منها؛ ولكنها في لحظة واحدة توقفت لتسأل نفسها سؤالا واحدا: “لماذا أشعر بالضيق والحزن على حاله وعلى كل ما مر به، على الرغم من أنني من المفترض أن أكون منه غاضبة على ما فعل بي، إنني حقا أحببته، ولا أستطيع العيش بدونه”.

وفي هذه الأحيان جلس الطبيب أمام منزله في انتظار عودتها، خاف إن خرج بحث عنها عادت ولم تجده فاعتقدت بأنه سلم بأمرها فرحلت عنه مجددا؛ ومن كثرة انتظاره غلب عليه النوم، فنام مستلقيا على أرض الحديقة دون فرش ولا غطاء.

وعندما استيقظ في الصباح كانت المفاجأة…

وعندما استيقظ في الصباح كانت المفاجأة…

عندما استيقظ من نومه وجد فتاته نائمة بين ذرعيه على الأرض مثله، لقد كانت تضع رأسها على صدره في صورة تجسد ملاكا طاهرا بريئا، انسجم بالنظر إليها دون حركة منه حتى لا يسبب لها الإزعاج فتصحو من نومها؛ ولكنه بداخل نفسه كان يسب نفسه ويلعنها لأنه سبب لملاك بريء مثلها الحزن…

الفتاة بصوت يغلبه النعاس: “حبيبي!”

الطبيب: “أنا لا أستحق من شفتيكِ الورديتين الجميلتين مثل هذه الكلمة، فبالرغم من كل ما فعلته معكِ ليلة أمس من إهانة وتطاول بالكلمات الغير لائقة والضرب إلا أنكِ عدت لأجلي”.

الفتاة: “وماذا أقول في غبائي؟!”

الطبيب: “ماذا؟!”

الفتاة: “لقد أحببتك ولم أستطع الابتعاد عنك، شيء ما أوقفني وأعادني لأحضانك، حقا إنني لا أشعر بالأمان والطمأنينة إلا على صدرك على الرغم من أنني لم أعرفك إلا من وقت قريب للغاية، وهذا ما يجعلني أجن بالكامل، كيف لقلبي أن يجعلني أسيرة لك بهذه الطريقة؟!”

الطبيب الشاب اقترب منها وهمس لها في أذنها: “هلا اعتدلتِ وتوقفتِ عن كلماتكِ لتي تؤثر في بشكل لن أستطيع توضحيه، وإلا أنا غير مسئول عما سيحدث لكِ، لذلك لا تلوميني على شيء ولومي نفسكِ”.

اعتدلت الفتاة على الفور، اقترب منها الطبيب ووضع قبلة قصيرة على جبينها…

الطبيب: “أعتذر منكِ بشدة، أرجوكِ ألا تكوني غاضبة مني”.

الفتاة: “لا يمكنني أن أغضب منكِ فأنت حبيب قلبي”.

الشاب بصوت يغلب عليه الحزن والخنقة: “أرجوكِ ألا تتركيني وتذهبي، لا تتخلي عني مهما فعلت معكِ، إن تطاولت يوما عليكِ بالضرب أو الإهانة فمن المؤكد حينها سيكون رغما عني، إنها طبيعتي التي تغيرت معكِ بالكامل ولكنني عندما أغضب منكِ تغلب علي طبيعتي فأفعل معكِ ما فعلته”.

ضمها لصدره بقوة، وشرع في البكاء: “إنني حقا أشعر في حضنكِ أنني طفل صغير أخيرا وجد حضن أمه الحنون، والذي ينسى به كل أوجاع الدهر”.

ضمته الفتاة بشدة وربتت على ظهره، ولكنه كحالتها كما هي حملها بين يديه ودخل بها المنزل، وضعها على طاولة الطعام وطلب منها أن تذهب وتأخذ حماما ساخنا فور انتهائه من تحضير طعام الإفطار.

نزلت الفتاة من على الطاولة نظرت إليه والابتسامة لا تفارقها، اقتربت منه كأنها تريد أن تهمس له بشيء في أذنه، ولكنها طبعت على شفتيه قبلة حارة أنهتها بعضة خفيفة جعلت جسده بالكامل يقشعر منها، أراد أن يمسك بها ولكنها ركضت تجاه الحمام.

وأثناء تناول طعام الإفطار نظرت الفتاة إليه وابتسمت، وقبل أن تتفوه بكلمة واحدة قاطعها قائلا: “أحذركِ إن فعلتِ ما فعلتيه منذ قليل لن أمسك نفسي هذه المرة ولن أمنعها عنكِ، قد أعذر من أنذر”.

علت ضحكات الفتاة، قال الطبيب: “أتعلمين كم هي جميلة ابتسامتكِ وضحكاتكِ، أشعر أنني أريد أن أكمل بقية عمري أنظر إليكِ فقط”.

الفتاة: “سأنتهزها فرصة”، ونظرت إليه بابتسامة وإشارة من رأسها تقبل أم ترفض؟!

فهم الطبيب ما تعنيه: “حسنا سأقص عليكِ كل شيء …

كنت أعيش مع والداي، أمي وأبي ومنذ صغري حالتنا المادية ميسورة للغاية، كنت أشعر بالسعادة الغامرة حتى جاء اليوم الذي كنت عائدا فيه من المدرسة، لقد رأيت في ذلك اليوم والدتي في حضن رجل آخر غير والدي، كان رجلا غريبا، ولكن والدتي ما إن علمت أنني علمت بأمرها هددتني أنا ستطردني من المنزل ونجعل مصيري للشارع؛ توفي والدي وباليوم ذاته فعلت والدتي معي ما هددتني به مسبقا، ولكنها لم تتردد ثانية في ذلك؛ كنت حينها أدرس بالثانوية عملت وأتممت دراستي لأدخل بعدها كلية الطب كما حلمت طوال عمري، كنت أبيت بالشوارع، وكل يوم بمكن مختلف عن ذي قبل، كنت أعمل حتى أتمكن من تسديد رسوم دراستي، وفي النهاية أًبحت كما تري الآن، أصغر رئيس للأطباء بكل أرجاء البلاد، ثري للغاية كما تري، والآن في حضني أجم فتاة على الإطلاق، أتريدين أن تعلمي شيئا آخر حبيبتي؟”

الفتاة: “أريدك أن تكون بجانبي للأبد وألا تتركني مطلقا”.

ضمها بشدة لدرجة أنه شعرت بتكسر بعظام ظهرها: “أنتِ لا تتركيني للأبد، فلا أقوى على الحياة دونكِ، إنكِ بالنسبة لي كل شيء”.

ويقطع حديثهما الشيق جرس الباب، يذهب الطبيب ليفتح الباب وإذا به…

الطبيب: “أنتَ ؟!، ما الذي أتى بك هنا؟!”…

“الطبيب العاشق المجنون” الجزء الثامن

ويقطع حديثهما الشيق جرس الباب، يذهب الطبيب ليفتح الباب وإذا به…

الطبيب: “أنتَ ؟!، ما الذي أتى بك هنا؟!”

الفتاة: “من هناك يا حبيبي”.

الطبيب: “إنه مديركِ بالعمل يا حبيبتي”.

جاءت الفتاة: “ماذا تريد؟!”

المدير: “إنكِ حبيبتي أنا ولن أسمح لأحد غيري امتلاك قلبكِ، أفهمت؟!”

هم الطبيب بضربه إلا أن الفتاة حالت بينه وبين المدير، وبابتسامة خفيفة ونظرة جريئة بعدما تقربت منه لدرجة أنهما أصبحا شخصا واحد: “ولكنه حبيبي، ولن أتخلى عنه مهما كانت الصعوبات ومهما كانت الظروف”.

الطبيب: “والآن يمكنك الانصراف، أعتقد أنك سمعتها جيدا، إنها لا تحبكَ ولا تريدكَ على الإطلاق”.

المدير بتوعد وحنق بالغ: “ولكني سأجعلكما تبكيان بدل الدموع دماء، أعدكما بذلك”.

استشاط الطبيب غضبا كان يرغب في تلقينه درسا قاسيا، ولكن الفتاة حالت بينه وبين ذلك خوفا عليه، أمسك بيدها وقربها من جسده بالكامل، كان دائما يرفعها لتكون بمستوى جسده فقد كان طويل القامة وقوي البنية، كان بكل مرة يقربها فيها منه يرفعها كاملة عن الأرض، دائما يعشق حملها ليريحها من عناء السير.

كانت بالنسبة إليه ميرته المدللة …

الطبيب: “لا تتركيني يوما أتوسل إليكِ، تعلمين لقد خشيت من ذهابكِ معه؛ لم يراودني الخوف طوال حياتي بالرغم من كل الصعاب التي مررت بها، ولكني لم أخشى شيئا إلا رحيلكِ عني، عديني بأنكِ لن تذهبي وتتركيني”.

الفتاة تحتضنه بقوة: “اطمئن لن أتركك إلا في حال تركتني أولا”.

الطبيب: “لن أتركك طالما تدب بي الحياة، أنتِ روحي وكل كياني”.

ظل محتضنها ورافعها بهذه الطريقة حتى سألته: “ألم تتعب بعد”.

الطبيب: “إنني في غاية الراحة والسعادة بهذه الطريقة، فاتركيني أفعل ما أحب”.

الفتاة: “ألا يوجد لديك عمل ومرضى بانتظارك في الصباح؟!”

الطبيب: “لا يوجد معي إلا حبيبتي وكيف أن أتمتع بها”، نظر إليها بخبث (كان حينها يمازحها).

تعجبت منه الفتاة: “إنني أحذرك، ليس لأنني أعيش معك بنفس المنزل يعني أننا…” صمتت الفتاة ولم تستطع إكمال جملتها، لقد احمر وجهها وانصب العرق على جبينها.

الطبيب: “أتخجلين مني؟!”

الفتاة: “أنزلني الآن ولا تكلمني مرة ثانية”.

الطبيب: “لقد كنت أمزح معكِ، ولن أنزلكِ إلا إذا منحتني قبلة من شفتيكِ الورديتين اللتين تفقداني صوابي”.

الفتاة: “لا أعلم لماذا ولكنني قلقة منكَ اليوم”.

تتعالى ضحكاته ويحملها ويصعد بها لغرفة النوم، ولكن الفتاة جحظت عينيها واحمر وجهها، وكأنها فهمت أنه يريد منها…

الطبيب: “تعلمين يا حبيبتي إنني لا أجرؤ على فعل شيء معكِ مثلما تفكرين به الآن (وابتسم بوجهها)، ولو بخيالي أقسم لكِ يا صغيرتي”.

الفتاة بحزن وصوت منخفض مخاطبة نفسها: “لا تفكر ولا حتى بخيالك؟!”.

شعر بها الطبيب الشاب: “ولكن بعد زواجنا لن تجدي من يحميك مني، ولا حتى أنا شخصيا لن أشفق عليكِ حينها”.

ضربته الفتاة ضربة خفيفة على كتفه: “هيا نخلد للنوم”.

أخذ مها وعدا قاطعا ألا ينام إلا بحضنها بكل الأيام الآتية، وبالفعل أخذته بين ذراعيها ووضع رأسه على صدرها وغاصا في نوم عميق؛ كان يستيقظ باكرا قبلها يجهز طعام الإفطار ومن ثم يوقظها بقبلة على خدها، يحملها للحمام وهكذا يذهب لعمله، ويعود بالمساء ليرتمي بأحضانها يقص عليها كل ما حدث معه بيومه، وبكل يوم يجلب معه هدية قيمة لحبيبته.

كانت بدورها بكل يوم تتفنن بوجبات الطعام، تقضي الكثير والكثير من السعات للتعلم أكلة يحبها وتنوع له بكل مرة، كما أنها كانت تتفنن بخلق أجواء شاعرية، كان بمجرد قدومه للمنزل ينسى العالم بما حوى، يشعر وكأن جنة الله على أرضه بوجودها بجانبه.

عاشا هكذا سويا لما يقارب تمام الشهر، كان يساعدها على استرجاع ذاكرتها ولكنها لا تتذكر منها شيئا على الإطلاق، ولكنهما لم ييأسا.

إنني حقا أريد الانتقام منها ومن طبيبها، وإلا فإنني سأكون ولا شيء بهذه الحياة، مجرد هباء في هباء، أنا يفعلون بي كل هذا؟!، لقد قالها وهناك من وعده بمساعدته، لقد كان…

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع


أحدث أقدم

نموذج الاتصال