-->

رواية أحفاد أشرار الجزء الثانى والعشرون والاخير

 

 وصل للمشفى بزمن قياسي ليجد أبناء أعمامه يطوفون غرفة الجراجة ليكون لجواره،أقترب من "رائد" بقلق_دخلت أمته؟ ..
اجابه بصوتٍ هادئ كمحاولة لبث الآمان لقلبه_من دقايق ..
قال وعيناه تطوف الغرفة بأهتمام _عايز أكون جانبها ...


وتوجه للداخل فأوقفه "عمر" برفض _بلاش يا "معتز" هى هتولد بالتداخل الجرحي ...وأنت مش هتتحمل تشوف المنظر دا ..

سحب يديه ليدلف لجناح الداخلي بخوف، عاونته الممرضة على أرتداء الملابس المعقمة الخاصة بالغرفة فبدل حذائه وأرتدى ما أحضرته، ولج للداخل بجسد مهتز وقلبٍ يأن ولكنه أكمل طريقه دون التطلع لما يفعله الأطباء، أقترب منها ليجدها تلفظ أنفاسها بصعوبة من ثقل المخدر، تعجبت من وجوده ولكنها لم تنكر حاجته إليه، أقترب منها سريعاً ليكون أمامها قائلاٍ ببسمة هادئة _راحة تولدي من غير ما تعرفيني دانا كنت محضر أني أعمل السيشن من بداية خروجك من البيت لحد ما نستقبل أميرتنا ...

إبتسمت بخفة وهى تجاهد ضربات قلبها السريع، شعر بمعاناتها فرفع يديه على وجهها بحنان ويديه تحتضن يدها المندث بها المحاليل _هانت يا روحي ...
تطلعت لعيناه التى تغمرها بفيض من عشقه ...تعلم بأنه يخشى المشفي والادوات الجرحية ولكنه أجتاز مخاوفه لأجلها هي! ..مرر يديه على وجهها فدس خصلات شعرها المتمردة من أسفل القبعة الطبية الشفافة بغيرة من أن يراها أحداً رغم أن ما بالغرفة نساء مثلها حتى الطبيبة !..سحبت يدها عنه وهى تشير له بالأبتعاد لشعورها بأنها على وشك أن تتقيئ، فهمت الممرضة ما بها فأحضرت السلة الصغيرة والمناديل ووقفت جوارها، ما أن رأها هكذا أشار للممرضة بالأبتعاد وكان هو لجوارها، أرادت الأعتراض ولكنها بحالة لا تسمح لها ...أنتهت لتجده يجفف وجهها بالمناديل قائلاٍ بلهفة _أحسن دلوقتي ؟ ..

أشارت إليه بهدوء وملامحها يشوبها الأحتقان من هذا المكان تريد الخروج بأقصى سرعة، قرب وجهها إليه ببسمة هادئة ليهمس بصوتٍ منخفض جوار أذنيها _أنا كمان مش حابب المكان دا شايفه مش لطيف خالص بس هنخرج من هنا مع بعض بأذن واحد أحد ..حابب أقول للدكتورة دي تنجز لأن حبيتين الشجاعة اللي أخدتهم قبل ما أدخل قربوا يخلصوا ..
إبتسمت على كلماته فقبلها على جبينها بعشق قائلاٍ ببسمة مشاكسة _طب والله مزة حتى وأنتِ فى الوضع دا ...

أكتفت ببسمة صغيرة على وجهها، أتت الممرضة بعد قليل لتقرب منهما ملاكهم الصغيرة قائلة ببسمة عملية _مش حابين تشوفوا البيبي ...
خفق قلبه فأقترب منها بأرتباك لتضع بين يديه طفلته الصغيرة، تأملها بذهول ومشاعر مختلطة فقبلها بفرحة وهو يتأمل أصابعها الصغيرة للغاية، أشارت له "شروق" بالأقتراب حتى تتمكن من رؤيتها فأنخفض ليضعها أمامها قائلاٍ ببسمة واسعة _أميرتي شرفت ...هتطلع شكلي على فكرة ..
رمقته بنظرة غاضبة فتعالت ضحكاته بمشاكسة_خلاص لما تخرجي نبقى نتشاكل براحتنا أقصد تناقش ...

قبلتها بحنان وكأنها لم تشعر بأي ألم حينما رأتها ...تطلع لها ببسمة كبيرة ثم قال بفرحة _هتسميها أيه؟ ..
أجابته دون تردد_على أسم ماما "يارا" ...
أحتضن وجهها بفرحة_معنديش مانع طبعاً ...هخرج اوريهلهم ورجعلك ..
أطبقت على معصمه بخوف _متتأخرش ...
رجفتها مزقت قلبه فوضع الصغيرة بين يدي الممرضة وطلب منها الخروج بها بينما تبقى هو لجوارها حتى أنتهت الطبيبة ليحملها للسرير المتحرك الذي قادها لغرفتها ويديه متشبثة بيدها حتى وضعها بفراش الغرفة الخاصة بها ...

توهجت عيناه بغضب لا مثيل له بعدما صفعت رجولته غير عابئة به، خرجت عن صمتها ونحيب بكائها ليعلو صوتها المذبوح_أنت يا "أحمد" ! ...أنت ...مش مصدقة أنك تعمل فيا كداا ..معقول كنت غبية للدرجادي معقول أنت خدعتني طول الفترة اللي فاتت دي وأنا كنت مصدقاك وبحاول أخلف منك بأي شكل ...
جففت دمعاتها قائلة بألم_أزاي أنا مقدرتش أشوفك على حقيقتك كان المفروض عدم أهتمامك بموضوع الخلفة دي يكون أكبر دليل ليا أنك على علاقة بغيري ...أو ما صدقت تعرف كلام الدكتورة فقولت تحيي الذكريات القديمة وأهو بالمرة تخلف منها ..

أوشك على صفعها ولكن عشقها حال بينه وبينها فجذبها بقوة كادت بأقتلاع يدها، هبط بها للأسفل ثم فتح باب سيارته قائلاٍ بهدوء زائف رغم النيران التى تشتعل بصدره_أركبي ..
أجابته بحدة وهى تجذب يدها من يديه_بتحلم لو فاكرني هخضعلك تاني ...
تحولت نظراته التى تعاهدت لها بالحنان على الدوام لتصبح أشد قسوة وغضب ليدفشها لسيارته بقوة ألمتها، وفي لمح البصر كان بمكان قيادته متوجها للقصر ...

ألتفوا من حولها فأبتسمت "رحمة" قائلة ببسمة رقيقة _حمدلله على سلامتك يا شوشو ..
أجابتها ببسمة يشوبها بعض التعب _الله يسلمك يا روحي ...
حملت "يارا" الصغيرة بين يدها بدموع فرح_هتسميها أيه يا حبيبي؟ ..
أجابها بعدما مال برأسه على رأس معشوقته_"شروق" سمتها خلاص ..
تطلع له أبيه بفضول فقال ببسمة هادئة_"يارا" ..

صدمت فى بدأ الأمر فقالت بأعتراض _ليه يا "شروق" فى أسماء جديدة وشيك ..
أجابتها بضيق_أسم حضرتك أحلى ...بتمني بنتي فى يوم تطلع فى حنانك ...أنا بعتبرك زي مامتي بالظبط ..
وضعت "يارا" الصغيرة بين يدي "رعد" ثم أقتربت منها لتحتضنها قائلة بفرحة _حبيبتي والله أنتِ عندي زي "مروج" بالظبط ..
ولجت من الداخل ببسمة مرحة_مين جاب فى سيرتي ...
أسرعت الفتيات حولها بفرحة _موجة ...
أحتضنتهم بسعادة _وحشتوني والله ..

"معتز" بسخرية_لحقتم ..
"نور" بتعالي _اللي بينا صعب تفهمه يا معتز خاليك مع بنتك وركز مع مراتك ..
"ياسين" بمرح_أسمع كلام "نور" يا معتز ...
تعالت ضحكاته قائلاٍ بمزح_علم وسينفذ يا فندم أي أوامر أخرى؟ ..
كبتت ضحكاتها ببسمة هادئة_هنشوف لسه ...
ولج "مازن" من الخارج قائلاٍ ببسمته التى تزيد من وسامته فتجعله كأمير الأساطير_حمدلله على سلامتك يا شروق ...
ثم أستدار بوجهه لمعتز_مبارك ما جالك يا حبيبي ...

إبتسم وهو يحتضنه بجدية بينما قالت "شروق" ببسمة هادئة _ميرسي يا مازن عقبال ما موجة تعملها ويشرفنا البيبي القمر دا ..
أجابها بعملية متحاشي النظر إليها _تسلمي ..
أحاطه "رائد" بذراعيه_ كنت مختفي فين المدة دي كلها ؟ ..
"حازم" بسخرية _هتلاقيه بيرتاح من أشكالكم العكرة ...
لكزه "جاسم" بغضب_أطلع منها بس ...
كانت ملامحه تشوبها الجدية خصوصاً حينما لم ينغمس معهم بالمزح فقال بثبات _"عمر" عايزك بره ..

لحق به بأستغراب، فلحقوا بهم الشباب بأكملهم ما عدا "عدي" الذي أختفى فجأه عن الجميع ...
وقف "عمر" بمحاذاته قائلاٍ بلهفة لرؤيته هكذا_خير يا "مازن"! ..
قال والغضب يكمن بملامحه _أنت عارف مين اللي متابع حالة "نهى" أختي؟ ..
أجابه بأستغراب_لا ...ليه! ..
قال بسخرية يكسوها الغضب_الحيوان اللي حضرتك أتنازلت عن المحضر اللي عملته ضده عشان يرجع يباشر شغله من جديد والله أعلم بيعمل أيه مع المرضى بتوعه ..أنا دورت وراه بالصدفة لحد ما أتفاجئت ...

أقترب منه "رائد" قائلاٍ بصوتٍ عالى بعض الشيء_طيب أهدى كدا يا "مازن" وقولي أنت شوفت منه تصرف مش كويس؟ ..
أجابه بغضب _وأنا لسه هستنى لما أشوف أنا حالا هطلع على المستشفي وهنقل أختى منها دا أذا لو قدرت أمسك أعصابي لمجرد تخيلي أنه قربلها ...
"ياسين" بأعتراض_معتقدش يا "مازن" أخر مرة شوفناها فيها كان بينقذ "نور" من الموت أعتقد أنه أتغير ..
أجابه بغضب _اللي زي دول عمرهم ما بيتغيروا يا "ياسين" أسالني أنا ...
تخلى "عمر" عن صمته بهدوء_أنت عرفت منين أن هو اللي مسؤول عنها؟ ..

أجابه وهى يحاول كبح غضبه_من كام يوم جالي المكتب وكان بيسأل زب باقي الدكاترة اللي تابعوا حالتها عن معلومات عنها وأنا أحبطته جداً بالكلام لكن كلامه كان غريب جداً ...متمسك بعلاجها فدورت وراها لحد ما عرفت أنه نفسه الدكتور اللي حكتلي عنه ...بس اللي أنا مستغربه لحد دلوقتي أنت أزاي تتنازل عن القضية؟! ..
تطلعوا له بأهتمام فزفر بغضب لذكرى ما حدث _أنت عارف أنه كان فى يوم صديقي دخلت بيته ودخل بيتي ...والدته أترجتني أتنازل عن القضية عشان مستقبله ووعدتني أنها هتطرده من البيت وباباه هيعاقبه ...مقدرتش بصراحه أرفضلها طلب حتى بعد اللي عمله ..
أشار له بتفهم ثم قال بثبات _هتيجي معايا؟ ..
أشار له بتأكيد فلحق به للمشفى وتوجه "رائد" معهم بينما ظل "ياسين وحازم" لجوار "معتز"...

بقصر "الجارحي" ...
فتح باب سيارته ليجذبه بنفس تلك القوة ليرطمها بأرضية القصر كأنه يود الأنفجار والصياح بأعلى صوت يمتلك حينما ضمن بعض الخصوصية! ..
تطلعت له بغضب لتنهض سريعاً قائلة بدموع تخونها رغم تشبثها بقوتها المصطنعة_خايف على مشاعرها من كلامي ..
رفع يديه يشدد على خصلات شعره بعنف قائلاٍ بصراخ فهي تقوده لطريقاً يأبي الخوض به_أسكتي يا "أسيل" أسكتي ..
أجابته بسخرية_أسكت!...أسكت وأنا عارفة أن جوزي متجوز عليا ومراته بتولد!..أسكت أزاي وأنا بكتشف كدبك وخدعك ليااا ...
أقترب منها بغضب_مش صحيح ...

أجابته ببسمة ساخرة_اخر حاجة كنت أتوقعها أنك بالحقارة دي ..
أججت الكلمات اللهيب بعيناه ليجذبها بغضب ويديه تكاد تخلع كتفيها قائلاٍ بصوتٍ جعلها تقتل رعباً فشعرت بأنها ولأول مرة تراه هكذا ... نجحت بتحرير الوحش الكامن بداخله فلها ما أردت!:-
_عندك حق تعملي أكتر من كدا ...حبي ليكِ خالاكي تتمادي لدرجة أنك طعنتي رجولتي وبتشككي فى أخلاقي ...لا أنتِ لو فاكرة أني هسكتلك ففوقي...

هوت دموعها بصدمة وهى تحاول تحرير ذاتها لآم كتفيها المنحصرة بين ذراعيها،رأى الألم يكمن بعيناها فتركها رغماً عنه ...كان يظن بأنه سيصفعها بقوة ويعنفها على ما أرتكبته ولكن عشقه وقف عائق بينه وبينها! ...
تراجعت للخلف ببكاء فسقطت أرضاً تختزل دمعاتها ...كاد بالمعتاد بالأقتراب منها ليضمها لصدره ولكنه وقف محله يكبت غضبه بتشديده على معصمه ليقول بهدوء مصحوب بآنين يبدو بصوته_عارفة أنا كنت مستعد أشرحلك كل حاجة بس اللي أنتِ عملتيه دا ميدنيش الحق أني أعاملك كبني أدمة تاني ..
وتركها وصعد للأعلى لتتعالى بكائها بلهيب الغيرة والصدمة مازالت تعتقد بأنه فعلها!...

بالمشفى ...
كان ينتظر سطوع النهار بفارغ الصبر ليذهب لها سريعاً، جلس جوار فراشها بتراقب فوجدها مغلقة العينان،قال بحزن _معقول كنت بحلم أو بتوهم ..
أجاب مرة أخري بغضب_لا مش معقول انا متأكد أنك فتحتي أمبارح وأكلتي من أيدى الجاتو! ...
طالت الساعات وهو لجوارها ومازالت لم تفتح عيناها بعد فزفر بأستسلام، نهض وهو يداثرها بيأس فأذا بباب الغرفة ينفتح على مصرعيه ليظهر "مازن" من أمامه بصحبة "عمر" ...

ردد بهمساً متعجب_"عمر"! ..
أقترب منه "مازن" بغضب_أيه متوقعتش الزيارة دي ولا أيه؟ ...ولا كنت فاكر أني هسيب إنسان قذر زيك يتابع حالة أختي !..
وضع عيناه أرضاً بحزن فمن الواضح أن ماضيه سيظل يلاحقه مهمها فعل ومهمها تغير، تغلب على حزنه سريعاً بهدوء_أنا مش هقولك أني أتغيرت ولا هقنعك بدا بس اللي عايز أقولهولك أني "نهى" بتتحسن وبتستجيب للعلاج أنا بأذن الله هقدر أرجعها ...
تعالت ضحكاته بسخرية _لا أقنعتني بصراحة ...

أجابه "آسلام" بلطف_يا أستاذ "مازن" أسمعني أ...
بترت كلماته حينما قال بغضبٍ جامح_لا أنت اللي هتسمعني أنت هتبعد عن أختي ودا مش أختيار دا أجباري وهتخرج حالا من الباب دا ومش هترجعه تاني ..
نكس رأسه بحزن فهمها قال فلديه الحق وهو يعلم ذلك فما فعله فى يوماً من الأيام شنيع للغاية ..
توجه لمغادرة الغرفة بقلبٍ ممزق للغاية، أحبها بصدق دون مجاملة وود لو أن يكمل طريقه جوارها حتى وأن كانت مجرد مريضة فاقدة للوعي!، علم الآن لما كان "عمر" يحارب لأجل كفيفة! ...فالحب يحطم الحواجز ويفعل المحال كما أخبره من قبل،حاوطه بنظرة أشتياق لصداقاتهم قبل الخروج من الغرفة فربما لم تعد تسنح له الفرصة بلقائه ...

_متمشيش ...
صوتٍ باكي أكتسح الغرفة بأكمله فنشر الدهشة والذهول على الوجوه وخاصة وجه "مازن" الذي أستدار تجاه الفراش ليجد شقيقته تنظر له وتبكي دون توقف،رأها تبصر وترمش بعيناها! ..لا يتوهم فقد أستمع لصوتها منذ قليل ..
اقترب منها بدموع تلألأت بعيناه فرفع يديه يحتضن وجهها قائلاٍ بعدم تصديق_"نهى"! ..
أشاحت بنظرها عن "آسلام" لتتطلع لأخيها ببسمة تكسوها الدمع قائلة بصوتها الذي غاب لسنوات_متغيرتش لسه زي مأنت ..

إبتسم من وسط دمعاته ليجذبها لأحضانه بفرحة تسع عالم بأكمله، تشبثت بأحضان أخيها ففتحت عيناها البريئة تتأمل "آسلام" المصعوق مما يحدث ...
خرجت من أحضانه بدموع_"آسلام" حكالي عن كل اللي حصل وقالي كمان أنه أتغير وندم على اللي عمله ..
ترقب حديثها "عمر" بأهتمام أما مازن فكان يبتسم ولا يعي ما تقول يريدها أن تتحدث فحذب، أقترب منها أسلام بفرحة تلمع دمعاتها بعيناه قائلاٍ بعدم تصديق_كنتِ سمعاني؟ ..

أشارت له بخجل فأزاحت الغطاء لتحاول الوقوف والتقرب منه ولكن خانتها قدماها التى لم تجرب الوقوف منذ أعوام فكانت ذراعيه الاقرب لها من ذراع أخيها الذي وقف يراقب رد فعلهم ويستمع لحديثهم بتركيز ...
نسى من حوله فعقد ذراعيه حول خصرها واليد الأخرى تحتضن لائحة يدها حتى لا تقع مجدداً فقال ببسمة هادئة_لو سمعتيني زي ما بتقولي يبقى أكيد فاكرة طلبي؟..

أشارت له على أستحياء فصرخ بجنون _بجد! ..يعني موافقة تتجوزيني؟ ..
أشارت له مجدداً فصاح بجنون، مال "رائد" برأسه على أخيها بذهول _أنت مصدق اللي بيحصل هنا دا ..
أشار له بالنفي ليختم حديثه بفرحة _أياً كان المهم أنها رجعتلي من تاني ..
تفهم ما يمر به فأبتسم وراقبهم بصمت هو الأخر ...

خرج "عمر" بعدما راقبهم ببسمة صغيرة فلحق به "آسلام" بعدما أسندها على المقعد قائلاٍ بوعد_رجعلك حالا ..
ترك "رائد" مازن مع شقيقته وخرج ليمنحهم بعضاً من الخصوصية فركض إليها بفرحة لتقص له ما قص لها اسلام وأخبرته بأنه أنتشالها من ظلام ظلت أسيرته لاعوام كما أنها ترجته أن لا يفرقهما فروحها أحببته وأحببت صوته قبل اللقاء به! ...

بالخارج ...
لحق به قائلاٍ بأنفاس تلهث من الركض_"عمر" ..
توقف عن خطاه وأستدار ليجده يقف أمامه، وضع عيناه أرضاً بخزي من موجهته فقال بعد فترة من الصمت_أنت كنت شهم معايا للنهاية ومرضتش تنهي مستقبلي أقدملي خدمة أخيرة وأوعدك مش هتشوف وشي أبداً حتى لو صدفة ..
تطلع له بعدم فهم فأسترسل حديثه والدمع يشق طريقه على وجهه بندم_سامحني وأطلب من "نور" تسامحني ...

تفحصه قليلاٍ فكانت نظرات الصمت قاتلة بالنسبة له ولكنه قاطعها بنهاية الامر_الحاجة الوحيدة اللي شفعتلك عندي وهتخليني أسامحك أنفاذك لنور ودا لوحده كفيل بأني أسامحك بس متحلمش بأكتر من كدا لسه بينا حواجز رجولتي متقدرش تتخطاها..
إبتسم من وسط دمعاته فيكفي سماحه لم يطمع بالمزيد،غادر" عمر " فاستدار "آسلام" عائداً لمعشوقته بعقل شارد من رد فعل أخيها...

بغرفة "أحمد" ..
ولج لحمامه سريعاً فرفع مستوى المياه ليندس تحتها لعل برودتها تتسلل لنيران قلبه فتخمدها قليلاٍ،صفعتها تكررت أمام عيناه مراراً وتكراراً،أغلق عيناه بقوة ولكن دون جدوى ...عاد بذاكرته لما حدث منذ أيام قليلة ...

ولج لمكتب "ياسين الجارحي" قائلاٍ بوقار وعيناه أرضاً_حضرتك طلبتني يا عمي؟ ..
أشار بيديه على المقعد المقابل له _أقعد يا "أحمد" ..
أنصاع له على الفور فألتزم "ياسين" فترة من الصمت قطعها ببسمة هادئة_تعرف أيه عن مكانتك عندي يا "أحمد"؟ ..
تطلع له بأستغراب من سؤاله ليجيبه بأحترام_كلنا عند حضرتك زي "عدي وعمر" ...
أجابه ببسمته الهادئة _أنت لا ...

ونهض عن مقعده ليجلس بالمقعد المقابل أمامه فصنع بداخله الأرتباك ليسترسل "ياسين" حديثه_مش بشوفك إبن بشوفك بمنظور تاني ...
ثم صمت قليلاٍ ليشعل حواسه ليكمل بعد وهلة _بتفكرني بيحيى نفس شخصيته وأسلوبه بحسك،ثم إبتسم ليكمل بهدوء_أوقات كنت بستغرب أنك طالع مخالف لطباع "حمزة" وحازم أخوك ...أنت مختلف عن الكل يا "أحمد" ..
إزدرد ريقه بتوتر_هو فى حاجة يا عمي ...أقصد أنا عملت حاجة ...

إبتسم بثبات _حاسس من لهجتي ؟..
أشار له فترك "ياسين" المقعد وعاد لمقعده ليقول بثبات_أنا محاولتش أتدخل فى حياة أيه حد فيكم بكتفي بالمراقبة من بعيد بس عند أيه نقطة محظورة هتدمر حياتكم لازم أكسر حاجز الصمت .
أعتدل بجلسته_مش فاهم حضرتك تقصد أيه؟ ..

_"سارة" ..
قالها بلهجة صارمة ليتابعه أحمد بخوف فمالت لهجته للهدوء_قرارك اللي أخدته غلط وهيهدم حياتك يا "أحمد" دا غير أنك بتغضب بيه ربنا وهتتسبب بأختلاط أنساب ومشاكل أنت فى غنى عنها ..
أجابه بلهجة يأس_حاولت أساعدها بكل الطرق ...وفى النهاية ملقتش غير الحل دا وحضرتك علمتنا منتخلاش عن حد محتاج مساعدتنا!..
أجابه بحدة _هتساعدها أكيد بس مش بطريقة تهدم حياتك وتكسر بنت من بناتي ودا الشيء اللي مش هسمح بيه أبدااً...
أجابه بيأس_طب ممكن حضرتك تساعدني وتقولي أساعدها أزاي؟ ..

تطلع له بغموض_أنت عارف أني أقدر أساعدك بس مش هعملها يا "أحمد" أنا عايزك تخرج من الباب دا وتقرر بنفسك وتيجي تبلغني قرارك ساعتها هتلاقيني بساعدك بدون ما تطلب ...كلامي وصلك؟..
أشار له بندم وهو يتوجه للخروج بعينان موضعة أرضاً بأحترام_وصل يا عمي ...
فتح عيناه بألم والمياه تحاوط كتفيه فغمر رأسه أسفلها لعله ينسى كلماتها وأتهاماتها البشعة فى حقه، حاوط خصره بالمنشفة خرج لغرفته ليجد رنين هاتفه يصيح تكراراً،رفعه بهدوء بعدما كبح عاصفة قلبه الثائرة _أيوا ..

أجابته الممرضة كما أوصاها بأن تبلغه أن حدث جديد بحالتها_ المدام حالتها ساءت وأتنقلت للعمليات ..
جذب ملابسه قائلاٍ على عجل من أمره_أنا جاي حالا ..
وأغلق هاتفه ليرتدي ملابسه على الفور ثم هبط مسرعاً ليتوجه للمشفى، كانت تجلس بالاسفل ببكاء وغيرة تكسو وجهها، أسرعت خلفه حينما رأته يهرول مسرعاً فوقفت أمام سيارته بغضب _أنت رايحلها كمان ...

أطبق يديه على مقبض السيارة قائلاٍ وهو يتحاشي النظر إليها_"أسيل" وسعي من طريقي أحسنلك ..
أجابته بحدة وغضب _ولو موسعتش ..
أستدار لها بصوتٍ كالرعد_هتشوفي مني وش عمرك ما كنتِ تتخليه ولا بأوسع أحلامك ...
أرتعبت من لهجته وصوته المرتفع فلم تتنح جانباً وقفت كما هي، صعد سيارته ليبدل مسارها حتى يتفادها، تتابعته بعيناها لتبكي بقهر وأنكسار فلم تعد تمتلك سواهم...

بمكانٍ أخر تحده الأزهار من جميع الأتجاهات حيث بذل مجهوداً مميت حتى أنتهى من تزينه، وقف "عدي" يتأمل المكان بنظرة رضا وبسمة سعادة فأغلق الباب ونثر الورود بالطريق المودي للداخل، وصلت "آية" بسيارة الحارس الذي بعثه لها "عدي" فأقتربت منه بلهفة _فى أيه يا حبيبي وليه بعنلي الحارس دا فى المستشفي؟! ..
تركها وركض لسيارته ثم فتح صندوقها ليخرج علبة ضخمة للغاية وأتجه لوالدته قائلاٍ ببسمة هادئة_أدخلى جوا هنا ألبسي دا الأول عشان مفيش وقت ..
أجابته بأستغراب_وقت أيه؟ ..وأيه المكان دا! ..

جذبها برفق للغرفة جانبية _هتعرفي كل حاجة بس لما تلبسي دا الاول وأما تخلصي فى باب داخلي ادخلي منه للممر ...
تطلعت له بذهول فكادت بالحديث ولكنه أغلق الباب سريعاً وشرع بنثر أوراق الأزهار ...
_بعتلي عشان أتفرج عليك وأنت بتفرش الطريق بالورد؟! ..
قالها من يقف خلفه بسخرية فأستدار ليجد "ياسين الجارحي" أمام عيناه، إبتسم بثقة _أكيد الموضوع أكبر من كدا ...
أقترب ليقف أمام عيناه بثبات_اللي هو؟ ..

أخرج "عدي" من جيب سرواله مفتاحاً ملون بأشرطة حمراء فتناوله منه "ياسين" بأستغراب ليشير له "عدي" على باب الغرفة قائلاٍ بثبات _فى حاجة تخصك هنا .
لم يفهم مقصده فأقترب ليفتح الغرفة ولكنه أنتبه لعدي الذي غمز له بعيناه المشاكسة _أنا هأخد الحرس والسواق معايا وهسيب لحضرتك العربية بس .
كاد بالأعتراض فغمز له ببسمة جعلت "ياسين" يخمن ماذا يحضر له فأبتسم رغماً منه، أختفت سيارات عدي والحرس فأكمل "ياسين" فتح الباب ليجد المكان مندثر بالشموع والورد وتلعطور الجذابة تحده المياه من الشرفة،مكانٍ ساحر للغاية،ويتوسطه تخت باللون الأحمر المندثر بالورد وتحفه الشموع العملاقة من جميع الجوانب، إبتسم بسخرية فماذا سيفعل هنا بمفرده!، أجابته تلك الحورية التى فتحت الباب الجانبي وولجت قائلة بأستياء_لبست اهو يا عدي قولي فى أيه بقي...

إبتلعت كلماتها حينما رأت المكان من حولها ومن ثم أستدارت لتجد "ياسين"أمام عيناها، تطلع لها بذهول وصدمة ...كانت ترتدي فستانٍ من اللون الأبيض مندثر بأوراق الزهرات الحمراء يضيق من الوسط ويهبط بوسع مثير جعلها كفتاة بعمر العشرون عاماً، أقتربت منه بأستغراب_بتعمل أيه هنا يا "ياسين"، وعدي فين؟ ..
إبتسم وهو يغلق الباب من خلفه ثم أقترب منها ليقربها إليه ببسمة هادئة قائلاٍ بخبث_أخيراً حد طلع من غيالك عنده مشاعر وشفقة من نحيتنا ...

تعالت ضحكاتها بعدم تصديق لما فعله "عدي" لأجل مصالحتهم الأكيدة، كفت عن الضحك حينما تأملها ذو العينان المذهبة بنظرات تكتب بالعشق والعطور جعلتها تتراقب كل حركاته بلهفة وجنون، جذبها لأحضانه قائلاٍ بعشق_ضحكتك أحلى حاجة فى حياتي كلها ...
أنصاعت لأحضانه بخجل فرفع عيناها لتقابل تلك الأعين التى تسطر لها الشوق فسحبتهم بأستحياء لتتعالي ضحكاته وهو يتأمل تهربها بأحضانه ليهمس دون جدوى_مفيش فايدة فيكِ ...

أكتفت ببسمة صغيرة فخرج بها للشرفة التى تحده المياه من الجوانب فحرر حجابها لتنسدل خصلاتها الحريرية التى تشوبها بعض الخصلات البيضاء فتجعلها كالملاك، أحتضنها بشغف ليتسلل عبيرها الخالد إليه لتندس معه بأجواء لا يشهدها سوى الشموع والأزهار والمياه ...

غفلت على ذراع أخيها فداثرها بالفراش بعدما قبلها بفرحة تسرى على ملامحه،نهض ليقف أمامه وهو يتراقبه بخوف ...
خرج عن صمته أخيراً بأمتنان_مش عارف أقولك أيه ولا أكافئك أزاي؟ ..
لم يتردد لثانية واحدة فقال مسرعاً_هي مكافئتي ...
تطلع له "مازن" بهدوء وهو يري حبها يسكن عيناه، نعم يعلم تلك النظرة جيداً فقد عاشها من قبل ...
ترقب ما سيقوله بلهفة وبداخله أمال ضئيلة للغاية ...
يريد لها الأمان والدفئ وقد رأه بعيناه فماذا سيريد أكثر من ذلك؟!،إبتسم له بهدوء_لما "نهى" تخرج تقدر تيجي تطلبها مني فى بيتي ..
أحتضنه بفرحة جعلته كالذي يمتلك أجنحة ترفعه عن الأرض للسماء ...

وصل للمشفى بزمن قياسي،فظل بالخارج بأنتظارها، مرت الدقائق ليصل "عثمان" (كبير حرس ياسين الجارحي) ولجواره هذا اللعين الذي تلاعب بها لأتمام هذا الزواج، خرجت الممرضة بعد نصف ساعة من وصول "أحمد" لتضع الصغيرة بين يديه فقال بلهفة_"سارة" عاملة أيه؟ ..
أجابته بحزن_حالتها صعبة أدعيلها ..

حزن لأجلها ولكن لفتت تلك الصغيرة أنتباهه،تأملها ببسمة هادئة ...كأنها محت العاصفة التى تجوب بداخل صدره، وزع على وجهها قبل متفرقة بسعادة فجلس بها على أحد المقاعد وعيناه متعلقة بالنظر إليها، رفع عيناه لأبيها الذي يقف بجانب "عثمان" غير عابئ بها لم يكلف خاطره الأقتراب منه ليراها، بدت ملامحه بالغضب ليحتضنها بشدة كأنه يشعر بمسؤاليته تجاهها ...

خرجت الممرضة لتخبره بأنها نقلت للعناية المشددة فحالتها سيئة للغاية كما أنها ما أن أفاقت من المخدر حتى صارت تلفظ بأسمه بجنون وتريد رؤياه، أعطي لها الصغيرة وشدد عليها برعايتها لحين عودته ثم ولج للداخل ليري ماذا هناك؟ ...
وجدها محاصرة بعدد كبير من الأجهزة، تسلل الحزن لوجهه وهو يراها هكذا، أشارت بيدها بأن يقترب ففعل، جلس جوارها قائلاٍ ببسمة يطوفها الحزن _حمدلله على سلامتك يا "سارة" ..جالك بنوتة عسل ربنا يباركلك فيها ..
تهوى الدمع على وجهها دون توقف فأشارت له بالأقتراب حتى يستمع لها فأقترب على الفور قالت بهمس منخفض وصوتٍ يخرج بصعوبة_بنتي ...أمانه ...في ...رقبتك ...يا ..."أحمد" ...

وتعالت صوت الأجهزة بأصواتٍ مريبة تعلن أنتهاء حياة تلك البائسة،أستدار بوجهه إليها ليراها شاحنة ...هوت دمعة من عيناه فقال بصوتٍ متماسك_"سارة"! ..
أتي الطبيب مسرعاً على صوت الأجهزة فتفحصها ليجد نبضها قد توقف ...فقد رحلت عن تلك الحياة التى دفعت ثمن البقاء بها باهظاً للغاية! ..تساقطت دمعة من عين "أحمد" حينما رفع الطبيب الغطاء على وجهها فخرج بسرعة كبيرة ليجذب الصغيرة بين أحضانه بقوة كأنها يخبرها بأنه سيرعاها جيداً وأن ترقد بسلام ...كان يعاملها كشقيقة له فكان يرى بها "مليكة ومروج وداليا" شعر بأنهم بمحلها لذا ظل لجوارها حتى نهاية المطاف، رفع عيناه لوجه هذا اللعين الذي يتأمله دون أكتثار لوفاتها فرفض بأن يسلمه تلك الصغيرة حتى أسمه لن يمنح العار لها، حملها وغادر متوجهاً للقصر بعد أن قرر بنسب الصغيرة إليه ...

بالقصر . .
عاد الجميع للقصر بصحبة "شروق" بعد أن أستردت وعيها،صعد بها "معتز" مع الفتيات لغرفتها ثم هبط ليجلس بالأسفل مع الشباب ...
وصل "عز وأدهم " من الخارج فجلس لجوارهم قائلاٍ ببسمة هادئة_مبارك ما جالك يا "معتز "..
أجابه ببسمة هادئة_تسلم يا عمي ...
"رعد" بفرحة_تفرح بيها عروسة فمر بأذن الله ..
أجابه بفرحة _ياررب ..

"عمر" بمشاكسة _خلاص يا "عدي" ألحق أحجز البنت لياسين قبل ما رائد يسبقك دي البنوته الوحيدة فى العيلة لحد الان ..
معتز بغضب _يحجز مين أنا اللي هيقرب لبنتي هدفنه ...
رائد بغضب مصطنع_بالراحة يا خويا أنا عندي بنوتة زي السكر هجوزها لياسين يا عدي ..
"عدي" بسخرية_ربنا يستر واللي عملته ميعملهوش فيا...
تعالت الضحكات بينهما بعدم تصديق لتقطع "أسيل" حديثهم قائلة ببكاء_لو سمخت يا بابا عايزة حضرتك شوية ..

تراقبها الجميع بأستغراب فنهض "جاسم" وأسرع اليها بأستغراب _فى أيه يا "أسيل" ...
بكت بصوتٍ مسموع ولم تجيبه على سؤاله فأسرع "أدهم" اليها وألتف الجميع من حولها حتى "تالين" و"شذا" ...
كادت بأن تجيبهم عما بها ولكنها تفاجئت به يدلف للداخل ويحمل بيديها صغيرتها!، أقتربت منه بصدمة لتصيح بغضب لا مثيل له_ليك عين تجيب بنتها لحد هنا! ...
لم يجيبها وأكمل خطاه للداخل والجميع بحالة من الذهول، جذبته بغضب _كلمني زي ما بكلمك البيبي دا بخرج من هنا فوراً ...
"أدهم" بأستغراب_مين دي؟ ..

لزم الصمت ليقطعه "رعد" بعدم فهم _ممكن حد يفهمني أيه اللي بيحصل هنا؟! ...
أنضم لهم "حمزة" ليستمع لبكاء أسيل وهى تقول ببسمة يشوبها البكاء_ولا حاجة يا عمي الأستاذ أحمد كان متجوز عليا واللي معاه دا بنته ..الموضوع بسيط ..
حلت الصدمة عليهم الا الشباب فكانوا على علم بالحقيقة، وقف "حمزة" أمام إبنه بغضب _الكلام دا حقيقي يا "أحمد" ؟ ..
تطلع له بصمت ليقاطعهم " جاسم" بحدة_لا مش صح يا عمي ...
أستدروا اليه بأسنغراب _وأنت تعرف منين ؟ ..

اجابه "ياسين" بثقة _كلنا عارفين مش هو بس ...
"عز" بذهول_طيب ما تفهمونا ..
أقترب "عمر" منهم ليقص عليهم بأيجاز قصة "سارة" وما حدث معها ومساعدة "أحمد" إليها،تطلع له البعض بفخر والأخر بسعادة لما فعله الا هي فصاحت كالعاصفة _الكلام دا مش صحيح ..خدعكم أنتوا كمان ولا بتتستروا عليه ؟ ..
"أدهم" بغصب _"أسييييل" ..

حاولت كبح مشاعرها ولكن لم تستطيع لتقترب من "أحمد" مجدداً بصراخ_قولتلك البنت دي تخرج من القصر وحالا ...
خرج عن صمته أخيراً_مش هتخرج يا "أسيل" البنت دي هتعيش معايا وللأبد ..
رمقته بنظرة نارية لتصبح لهم بعصبيه _صدقتوني أنها بنته كل اللي بيقولوه دا حوار عشان يخدعوني .
"جاسم" بغضب_وهنخدعك ليه بلاش تفكري بغباء ...
"عدي" بهدوء_دي الحقيقة يا "أسيل" أحمد كان بيساعدها مش اكتر .
صرخت بجنون _كدب كلكم بتكدبوا ..

فشل ادهم بالتحكم بغضبه فاوشك على الاقتراب منها لتعترض شذا طريقه برجاء، وقفت "تالين " أمامها لتهدأ بكائها بحزن_طيب أهدى بس يا حبيبتي وقوليلي أنتِ عايزة أيه وأنا هعملهولك ..
تطلعت لها بدموع ثم اليه لتقول بصوتٍ يشوبه الشك _يثبتلي أنه برئ ..
أجابها "رائد" بأستغراب_أزاي؟ ..
أجابته وعيناها علي زوجها الصامت_يعمل تحليل DNa وساعتها الحقيقة هتبان ..
أنقطع الحديث بين الجميع ليتطلعون لها بصدمة مما تفوهت به فأسرع اليها "جاسم" مشيراً لها بخوف مما تفعله _أنتِ مرتبكة من اللي حصل اطلعي ريحي بأوضتك شوية ...

جذبت يدها منه بغضب _ لااا مش هتهديني يا جاسم ...لو هو برئ زي مت بيقول يثبتلي
جاسم بغضب _هتندمي يا أسيل ...
وتركها وتراجع للخلف، رمقها "أحمد" بنظرة نارية ثم أقترب ليضع الصغيرة بين يدي والدته قائلاٍ بلهجة غامضة _خلى بالك منها يا أمي ..
أشارت له "تالين" ببسمة صغيرة وهى تتأملها_فى عيوني يا حبيبي ...
أقتربت منهم بغضب أعماها وهى تجذب الصغيرة من يدي تالين _قولتلكم هتخرج من هنا ...

رفع "أدهم" يديه وهوى على وجهها بصفعة أصدمت الجميع قائلاٍ بحدة_هى دي الأخلاق اللي ربيتك عليها! ..عايزة ترمي طفلة بريئة بره القصر؟! ..
رفعت يدها تتحسس وجهها بصدمة ليحتضنها "جاسم" ويحيل بينها وبين والده قائلاٍ بمحاولات لتهدئته_معلش يا بابا أسيل مش فى واعيها ..
تألم أحمد لما يحدث حوله ولما تفعله فأنسحب على الفور لغرفته ليحسم قراره الأخير ...

أما بالأسفل ...فجلست على الأريكة تبكي بصوتٍ مذبوح من الآنين والجميع يتراقبها بحزن على حالها فيعلمون كم تعشقه حتى الفتيات بكت لأجلها بعدما هبطوا على الصراع العنيف بالاسفل، أقترب منها "عمر" بهدوء_والله دي الحقيقة يا أسيل أحمد معملش كدا فعلا ...
تطلعت له بعيناها المتورمة من أثر البكاء لتقول بصوتٍ مبحوح_أنتوا بتكدبوا عليا عشان هو إبن عمكم وصديق ليكم ..
"ياسين" بهدوء_بالعكس يا خيبة أحنا لو عمل غلط مكناش هنقف معاه وأنتِ عارفة ..
_تفتكري لو عمل غلط أنا كمان هسانده؟ ..

قالها "ياسين الجارحي" بعدما ولج من الخارج بصحبة معشوقته، أنتبه الجميع اليه فكانت مفاجآة للجميع بعلمه بما بحدث، وقف امامها قائلاٍ بهدوء وهى تتأمله بصدمة فحديثه بمثابة الحقيقة لا مفر_كل الكلام اللي أتقالك صح ..
هوت أرضاً كمن تلقت صفعة أسقطتها من أحضان السماء لباطن الأرض، تطلعت للجميع لتجد نظرات الشفقة تحدها ونظرات أبيها بالغضب على حكمها السريع، تركها ياسين وتوجه لمكتبه فلحق به عز ورعد وادهم وحمزة ...

هرولت "أسيل" للأعلى والجميع يتراقبها فقال " جاسم" بألم وهو يتأملها تركض للاعلى_للأسف خسرتي أحمد يا أسيل ...
ولجت لغرفتها تبحث عنه والصدمة تملأ وجهها وجدته يحزم أغراضه بحقيبته الموضوعة على الفراش، أقتربت منه بصدمة _"أحمد" ...بتعمل أيه؟ ..
رفع عيناه إليه بغضب مدفون ثم أكمل حزم ملابسه غير عابئ بها، أخرجت ثيابه من الحقيبة ببكاء_أنكل "ياسين" قالي الحقيقة ...أنا أسفة ...
إبتسم بسخرية _والتحليل مش عايزاه ؟...طيب والله كويس أن كلمته أثرت فيكي أوي ...
جلست جوار الحقيبه ببكاء_غصب عني أنا أ...

أشار لها بالصمت _مش عايز أسمع صوتك تاني ...ولعلمك أن هسجل البنت بأسمي والا عندك أعمليه ...ولا أقولك روحي لوالدتها فى المقابر وأساليها مين أبوها؟...
وجذب حقيبته وغادر ليتركها تتمزق أرباً حينما علمت بأمر وفاتها ...كانت تريد ألقاء رضيعة يتيمة للخارج يا لها من خلق متدنية للغاية! ...
بالأسفل ...

ولج "أحمد" لغرفة المكتب قائلاٍ وعيناه أرضاً _أنا جاهز يا عمي .
أشار له "ياسين" بتفهم بينما قال "حمزة" بأستغراب_جاهز لأيه ؟ ..وأيه الشنطة دي؟ ..
أجابه "أحمد" بهدوء_هسافر اتابع صفقات أيطاليا ..
أقترب منه "عز" بهدوء_فى الوقت دا يا "أحمد" ...
أشار له بهدوء وهو يخفى عيناه_معلش يا عمي محتاج أبعد ..
نهض "أدهم" عن مقعده فرفع يديه على كتفيه بحزن_متزعلش يا "أحمد" حقك عليا أنا الغيرة خلتها غبية لدرجة متتوصفش...
إبتسم بسخرية _لدرجة عدم الثقة يا عمي!...

زفر بصوتٍ مشحون بالألم ليشعر به الجميع، فربت حمزة على كتفيه بحزن قائلاٍ بحيادية _الستات بطبعها كدا يا حبيبي ...أسيل طيبة وأنت بتحبها جداً ..
أشار له بتفهم قائلاٍ برجاء_عارف ..بس انا محتاج اكون لوحدي ...
نهض "ياسين" عن مقعده بتفهم_العربية بالسواق فى أنتظارك ..
أشار له ببسمة صغيرة ثم حمل حقيبته وتوجه للمغادرة ليجدها أمام عيناه، أقتربت منه ببكاء_عشان خاطري متمشيش أنا أسفة بجد أسفة ...
رمقها بنظرة ساخرة _معتقدش أسفك هيمحي حاجة ..
وتركها وأستكمل طريقه للخارج ..

فهوت أرضاً بصراخ حطم أرجاء مملكة "الجارحي" ...صاحت بأعلى صوت تمتلكه لعلها توقف خطاه السريعه ...
_"أحمد" ...متسبنيش ...
توقف دون أن يستدير لها فتعل صوت بكائها قائلة بصوتٍ يكاد يكون مسموع
_أنا مقدرش أعيش من غيرك ..
تطلع لها "عمر" بحزن فأقترب منها "جاسم" ليعاونها على الوقوف، أستندت بجسدها على ذراع أخيها قائلة وعيناها متعلقة به ..
_عاقبني زي ما تحب بس عشان خاطري ماتسبنيش ...
أشار "ياسين" لجاسم بهدوء
_خد " أسيل" أوضتها يا جاسم .

أنصاع له على الفور فحاول أن يجذبها ولكنها لم تنصاع له،بقت تتراقب معشوقها بأمل لعله يستدير ليرحب بها بين ذراعيه وينسى ما فعلته ولكنها تفاجئت به يكمل خطاه للخارج، ترددت كلمات أخيها التى قالها لها من قبل دون توقف ففتكت بما تبقى بها . .
..."أنتِ كدا هتخسري أحمد يا أسيل " ...
كلمات لم تعلم بمصدقيتها الا الآن ...إبتعد وإبتعد لدرجة لم تعد تحتملها لتسقط بين ذراع "جاسم" ببطء، أغلقت عيناها باستسلام للظلام ...
أسرع "عمر" اليها بتفحص نبضها بينما صاح "جاسم " بلهفة _أسييييييل ..

تخشبت قدماه لوهلة بين السماح والمعافرة ولكن ما فعلته لن يتمكن القلب من منحه الغفران لذا حطم أخر حواجزه وأكمل طريقه لسيارته ...
_حبك يستحق فرصة يا "احمد" ..
تفوه بها "عدي" فاستدار أحمد ليجده يقف خلفه، أقترب منه "عدي" قائلاٍ بهدوء _"أسيل" على طول بتغلط وأنت دايما بتسامحها أنت بتقسى على نفسك صدقني ؟..

لمعت دمعة بعيناه فقال بصوتٍ محتقن بآلآم عالم بأكمله _مش قادر يا "عدي" حاولت اسامح كالعادة بس المرادي صعب ..
وزفر بآنين لعل الهواء ينعشه ثم قال بألم _الجرح المرادي أصعب من كل مرة ...أنا عمري ما أنجرحت زي الوقتي ...أنا أتمنيت الموت على أني اعيش اللحظة دي ...
ثم تراجع ليصعد سيارته قائلاٍ بوجهاً أستمد قوته _صعب أسامح...

وتركه وصعد لسيارته قائلاٍ للسائق بألم_ أطلع على المطار ...
أنصاع له على الفور وأنطلق بالسيترة التى صارت بقوة وغضب كحال قلبه المجروح ! ...
مصيراً غامض هاجم حياتهم فهل سيجتازه العشق أم سينتصر بالفراق ؟ ...
سقطت مغشي عليها بين أحضان أخيها فحملها على الفور لغرفتها،لحقوا بها جميعاً والحزن يسكن بعيناهم وخاصة شذا ...

عاد مازن لمنزله ووجهه مشرق للغاية من فرط سعادته،بحث عنها بلهفة ليخبرها بما حدث كم كان يتمني أن يعرفها على شقيقته، ولج لغرفتهما حينما لم يجدها بالمنزل بأكمله فسقط قلبه حينما رأها تستمع لندائه دون رد فكانت تجلس على فراشها وتبكي بقوة، هرول إليها برعباً حقيقي، جلس جوارها قائلاٍ بلهفة_فى أيه؟ ..
لم تجيبه وأستمرت بالبكاء فرفع رجهها بخوف _ردي عليا مالك؟ ..

أرتمت بأحضانه قائلة ببكاء_أسيل يا مازن ..
أجابها بأستغراب _مالها أسيل ؟ ..
أخبرته بتأثر وعيناها تفور بالدموع ما حدث فحزن للغاية على ما حدث وأخرج هاتفه ليعلم من عدي التفاصيل فأخبره بأنه سيتحدث إليه ولكن عدي أخبره بأنه أغلق هاتفه ولم يتمكن أحداً من الوصول إليه ...

أنغمس الليل بسواده الكحيل ومازالوا مستيقظين والحزن يخيم بالأجواء وبالأخص على وجه حازم الذي ترك القصر وجلس بالحديقة ...
هبط جاسم للأسفل والارهاق يستحوذ على ملامحه فقالعمر بحزن_عاملة أيه الوقتي؟ ..
أشار له بيأس_عيونها ورمت من البكي حاولت أهديها معرفتش ...ففضلت جانبها أنا وداليا لحد ما نمت من التعب ..
زفر معتز بحزن_طيب والحل ...هنتفرج عليهم كدا! ..
ياسين بضيق _اللي عاملته أسيل صعب أحمد ينساه بسهولة ..

جاسم _مقدر أتفرج عليها وأشوفها بالشكل دا ...أحمد لازم يرجع أسيل مش هتستحمل كل دا ..
عدي بثبات_متقلقش أحمد بيحبها ومش هيقدر يقسى عليها هو بس محتاج وقت مش أكتر ...
أشار له بأقتناع فقال عمر بهدوء_فترة وهتعدى على خير بأذن الله ...
ساد الوجوه الرضا فقال رائد وهو يتفحص ساعة يده_الوقت أتاخر يلا تصبحوا على خير ..
أشاروا له ببسمة مبسطة وتوجه كلا منهم للغرف أما جاسم فخرج يبحث عن حازم حتى وجده يجلس بالخارج بمفرده والحزن يحاوط عيناه ...

ركضت خلفها بغضب _يا مريم حرام عليكِ الله أنا بجد معتش عارفة أتعامل معاكِ أزاي بعد كدا ...
وقفت الصغيرة ترمقها بنظرات ضيق فقالت بعناد_مش هأخد الدوا دا طعمه وحش أوى ...
وتركتها وهرولت للخارج فلحقت رانيا بها والغضب يتمكن منها للغاية، خرج من المصعد الداخلي للقصر ليجدها تهرول خلف إبنتها بغضب، ركضت الطفلة بتمرد حتى وجدت عدي وياسين بعدما صعدوا معاً فأختبأت خلف ظهر عدي بخوف، ياسين بأستغراب_فى أيه يا رانيا؟ ..
أجابته بضيق _مش راضية تأخد أدويتها والبرد زاد عندها جداً ...

أنحنى عدي لمن تتمسك به قائلاٍ ببسمة هادئة _ليه كدا يا مريم مش أنتِ عايزة تبقى كويسة عشان بابا رائد يخرجك ويجبلك لعب كتير ؟ ...
أجابته بعد تفكير _أه ..بس الدوا طعمه وحش أوي يا بابا عدي ...
تعالت ضحكات ياسين وهو يملس على شعر الصغيرة فأبتسم عدي وأحتضنها بفرحة _روح قلب بابا عدي يا ناس ...
وأستدار لياسين المنغمس بضحكاته قائلاٍ بهمس _هو فى كدا ؟ ..
أجابه بنفس مستوى صوته غامزاً بعيناه_لما بنتك تكبر هتعرف ...

إبتسم شوقاً لسماع صوت إبنته الرضيعة فعاد لحديثه بهدوء_أيه دوا يا مريومة بيكون طعمه وحش عشان يقدر يقتل المرض الوحش دا ...
تطلعت له بعيناها الرومادية بتفكير فقال ببسمة هادئة _طيب لو أنا اللي أدتهولك هتزعليني برضو؟ ..
أجابته بلهفة _لا طبعاً ..
رفع يديه لرانيا المبتسمة على حديثهم فقال ببسمته الهادئة_هاتي يا رانيا ..
جذبه منها ثم قدمه للصغيرة التي تناولته بفرحة، مرر يديه على شعرها بحنان ثم طبع قبلة على جبينها، نهض متوجهاً لغرفته مع ياسين الذي قال ببسمة مشاكسة _لا دانت ميتخفش عليك أبداً ...

رمقه بنظرة محتقنة بالغضب المصطنع لتتعالى ضحكاتهم سوياً،أما مريم فما أن رأت والدها يقترب حتى هرولت لأحضانه قائلة بسعادة _بااابي ...
جثى أرضاً يحتضنها بشوق_حبيبتي ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ! ..
أجابته بدلال _مجليش نوم وأنت منمتش ليه؟ ..
إبتسم وهو يعدل خصلات شعرها الطويل خلف أذنها قائلاٍ بنفس لهجتها الطفولية_وأنا كمان مجليش نوم ..
أجابته بخبث_يعني هتلعب معاياا ..
أحتضنها بسعادة مردداً بمرح_هلعب ...
وحملها وتوجه لغرفتهم لتتابعهم رانيا ببسمة هادئة ...

بغرفة ياسين ..
ولج للداخل فحرر أزاز قميصه الأبيض عن جسده، جذب ملابسه ليتحمم، توقف للحظات حينما لم يجدها بالفراش،بحث عنها بذهول فقال بأستغراب_مليكة ! ...
لم يجدها بأي مكان بغرفته فخرج للشرفة ليجدها شاردة للغاية ...تستند برأسها على الأريكة،الهواء العليل يمرد خصلات شعرها الذهبية، ضوء القمر يجعلها كالحورية التى يتسلط لها الضوء فينير جمالها فحرافية، أنحنى ليكون أمامها ؛ فرفع يديه يحاوط وجهها بهيام بعيناها الساحرة، شعرت بدفئ يتسلل لوجهها فتطلعت لتجده أمام عيناها،نظراته العاشقة من عيناه الزرقاء جعلها كالتائهة ببحور عشقه اللامنتاهي ...

قطع هالة الصمت ببسمة جعلته فتاك_خضتيني عليكِ لما ملقتكيش بسريرك ...
أجابته بحزن_حاولت أنام معرفتش زعلانة عشان أسيل .
نهض ليجلس جوارها قائلاٍ بتفهم_متقلقيش يا روحي فترة وهتعدى وأحمد أكيد هيرجع ..
رفعت عيناها بأرتباك لتحاول جاهدة بالحديث_لو أنا اللي كنت عملت كدا يا ياسين كنت هتبعد عني زي ما هو عمل؟ ..

رأى الخوف بعيناها فأحتضن وجهها بيديه قائلا بهمسا أمام وجهها مش هسمح أن سوء التفاهم دا يحصل من الأول يا مليكة ...
وجذبها لأحضانه بقوة وهو يهمس لها بكلماتٍ معسولة من العشق جعلتها تغفل عن العالم بأكمله وتستجاب لما يجذبها إليه قائلة بخجل وهى تختبئ من نظراته_ بحبك ...
إبتسم وهو يقترب منها بخبث _وأنا بموت فيكِ ..
ثم ترك مشاعره تعبر لها بطريقة لا يعرفها سوى القلب والجنون ...

بحديقة القصر ...
جلس جاسم جواره بملامح ثابتة _أنت هنا يا ابني وأنا قالب الدنيا عليك ..
_خير يا جاسم ! ..
قالها حازم بثبات بث القلق بقلبه فقال سريعاً_مالك؟ ..
أشاح بنظراته عنه ولزم الصمت فما يود قوله سيعيق المسافات بينهما وخاصة بأنه شقيق أسيل، قرأ ما بعيناه فرفع يديه على معصمه بذهول_أنت شايفني كدا يا حازم !...

ألتزم الصمت فتطلع له بصدمة لينهض سريعاً متوجهاً للداخل ولكنه أستدار قائلاٍ بغضب _على فكرة أنا أخوك وصاحبك غصب عنك وعن الكل أحنا مش ولاد عم وبس ..
وتركه وكاد بالمغادرة ولكنه توقف حينما شرع حازم بالحديث_صعبان عليا أحمد أوي دايماً بيتحط فى مواقف صعبة وأختبارات أصعب ...
أقترب منه جاسم وجلس جواره ليكمل حازم بحزن_أسيل دايماً بتيجي عليه... مرة لما كانت بتحب غيره وهو جانبها مش حاسة بيه ومرة لما موثقتش فيه وأتهمته بتهم بشعة أوى ...

خرج عن صمته قائلاٍ بثبات _كل واحد فينا عنده طاقة تحمل يا حازم ...
تطلع له بعدم فهم فأسترسل جاسم حديثه بهدوء_بص حواليك وشوف بنفسك ...رائد اللي حارب الدنيا كلها واتحدى الكل عشان يتجوز وهو سنه صغير،كلنا كنا بنتحالف على عشقه دا فى لحظة شك كان هيخرب حياته اللي فعلا واقفت أربع سنين وأنت بنفسك شوفت عملنا أيه عشان نخرجه من اللي هو فيه وفشلنا ...
بص لعدي اللي أتحدى الكل على مجرد أحساس أن رحمة موجودة وعايشة،حارب قلبه وعقله ...أتعذب وكان وصل لمرحلة الجنون بس مستسلمش لحد ما أحساسه كان بمحله وقلبه ربح الحرب دي ...

بص لعمر اللي أختار حبيبته وفضل معاها بقلبه وكيانه وهو عارف أنها مش شايفاه ..مر بمصبية كانت هتدمرله علاقته اللي بناها معها مستسلمش وحارب عشانها ...
بص لمعتز اللي لغي حبه على نقطة أنتقام وكان هيخسرها وهيخسر نفسه بس فاق فى الوقت المناسب ورجع أحتواها من جديد ...
بص لياسين أد أيه هو بيعشق مليكة ورغم كدا قدر يخبي عليها من الطفولة أنها له ..كان عايزها تختاره بقلبها رغم الخوف اللي كان جواه أنه يخسرها بس برضو حارب عشان تحس بيه وتحبه ..

بصيلي أنا يا حازم أنا أتجرحت كتير وأنا حاسس أن داليا مبتحبنيش ...وأتجرحت أكتر لما بشوف فى عيونها نظرات عدم الثقة فى نفسها وفي اللي حوليها شوفت ترددها وأرتباكها من علاقتنا شوفت كتير ومستسلمتش فضلت معها للأخر ...
كل اللي بقولهولك دا عشان تعرف أن أحمد مش ضعيف ولا يستدعى أنك تحزن عشانه كلنا بنقع ونقوم من جديد ...كلنا بنحارب وبنعافر عشان حبنا وعشان حياتنا ...دا اللي يفرق عيلة الجارحي عن الكل ...اللي أحمد فيه دا طبيعي وكلنا مرينا بالأصعب بس نهايته كان أنتصار ...

أنتهى من حديثه ليجده يتأمله بأهتمام وشرود بكل حرف تفوه به فأبتسم بمحاولة لتلطيف الأجواء_عارف أن الثقة مطلوبة بين الزوجين بس أوقات بتكون ناقوس الخطر وبتقلب الموزين،بمعني أن أسيل غيرتها أتغلبت على ثقتها فى أحمد بس دا ميمنعش أنها بتثق فيه والا مكنش هو الوحيد اللي كان بيبقي عارف أسرارها قبل ما يتجوزوا ...صدقني هو اما يفكر وهيهدى هيرجع من نفسه ...وبعدين ياعم هنروح بعيد ليه أنت أهو رايح جاي تعاكس الموزة بتاعتك وبطريقة جريئة جداً لما فقدت الثقة أنها تكون معاك فى مكان لوحديكم بسبب عمايلك ..

أنفجر حازم ضحكاً قائلاٍ بصعوبة بالحديث_فى دي عندك حق ..أنا حاسس أني مش تمام ولازم يتصرفوا ويعملوا الفرح بأسرع وقت ..لا وياسين الجارحي جايبهالي تعيش معايا هنا ماحنا كتبين الكتاب يكمل الجمايل بتاعته ويعلن جوازنا ! ..
تعالت ضحكات جاسم قائلاٍ بعدم تصديق _دانت حالتك صعبة أوي ...
ثم نهض عن مقعده ليتوجه للصعود قائلاٍ ببسمته الهادئة _هطلع أشوف أسيل وداليا .
أشار له بهدوء فغادر جاسم وتبقى حازم محله يفكر بحديثه الاخير عن نسرين، شغل فكره سؤاله الجادي عن ثقته به!...

فتح باب غرفته بهدوء ليدلف بخطوات بطيئة كحال قلبه المحطم، أرتمى بثقل جسده على الفراش ليحدق بسقف الغرفة التى تركها منذ أكثر من عاماً للزواج بها، تذكر مكالماتها له فى تلك الغرفة الشاهدة على جرحه السابق حينما كانت تخبره بحبها لأخر، أغلق أحمد عيناه بألم فما أن صعد الطائرة الي الآن يفكر بها ...يتألم قلبه حينما أستمع لصوتها وهى ترتمي أرضاً وهو يكمل طريقه ببرود! ..

كبت دمعاته بصعوبة زادت من ألم القلب المذبوح فجذب هاتفه بتردد لينتصر القلب علي عتاب الرجولة القاسي بعدما هانته ورفعت يديها عليه،أخرج رقم جاسم وطلبه على الفور ليأتيه صوته بتلهف _أحمد أنت فيين؟ ..
أجابه بثبات _وصلت أيطاليا ...
=ليه كدا يا أحمد ...أنا عارف أنها غلطت بس أنت كان ممكن تعاقبها وأنت هنا معاها ...
_مش عايز أتكلم بالموضوع دا يا جاسم من فضلك ..
=زي ما تحب ...

قال بأرتباك_هي عاملة أيه؟ ..
أجابه جاسم بمكر_هي مين؟! ..
زفر بغضب _أنت عارف كويس أنا بتكلم عن مين...
=عيونها ورمت من البكي وكل ما تقوم بيغمي عليها تاني،أنا وداليا جانبها من ساعة ما مشيت بحاول أهديها بس فشلت .
تحطم قلبه لسماع ما يقول فقال بألم_أفتح الكاميرا وأقرب التلفون منها ..

كاد بالحديث ولكن لهجته جعلته ينصاع له على الفور، ولج لغرفتها فجذب داليا الغافلة من جوارها،ثم وضعها على الأريكة حتى لا تظهر بالكاميرا بغير حجابها وملابسها المتحررة، داثرها بالغطاء جيداً ثم توجه لأسيل التى تحتضن قميص أحمد الذي كان يرتديه قبل أن يبدل ثيابه، سلط الكاميرا عليها لتنقل له صورتها، عينان متورمتان من أثر الدموع، منكمشتة على ذاتها بخوف وتتعلق بقميصه بجنون،رفع يديه يلامس شاشة هاتفه بدمعة ألم هبطت حينما راى معشوقته هكذا،لمست أصابعة شاشة هاتفه الحاحز بينه وبينها فأغلق عيناه بقوة كأنه يحاول حجب آلامه بقوة،مرت دقائق عليه كانت كالخناجر الحدة ...أنهى المكالمة سريعاً حتى لا يضعف أمام رؤياها، حزن جاسم لأجله للغاية حتى شقيقته يتألم لأجلها، مرر يديه على خصلات شعرها المتمرد على عيناها ...

فتحت عيناها بصعوبة لتجد أخيها لجوارها،أشارت له بدموع_أحمد ...
جذبها برفق لأحضانه لتتعال شهقات بكائها بألم وهى تقول برجاء_عايزة أحمد يا جاسم ..هعتذرله والله وهقوله مش هعمل كدا تاني ..
تكور الدمع بعيناه وهو يراها هكذا فقال بثبات _هيرجع يا أسيل والله هيرجع ...
صرخت بدموع فشدد من أحتضانها حتى غفلت مجدداً بأحضانه،وضعها بالفراش ومسد على شعرها بحنان،أستمع لشهقات بكاء خافتة تأتي من خلفه،أستدار ليجد زوجته تتابعهما بحزن ودموع تسرى بأنفعال، نهضت عن الاريكة فأقتربت منهم قائلة وعيناها صوب أسيل_ما تكلمه يا جاسم خليه يرجع ..
إبتسم بسخرية _وتفتكري ما حاولتش؟! ..

ثم نهض ليقف أمامها _يلا روحي أنتِ أرتاحي فى أوضتك وأنا هفضل جانبها هنا ..
كادت بالأعتراض فقبل رأسها بلهجة أمرة_روحي عشان البيبي محتاج راحة هنا مش هتأخدى راحتك ..
أشارت له بتفهم وأرتدت أسدالها ثم توجهت للغرفة أم جاسم فخلع جاكيته وقرب المقعد منها ليغفل عليه هو الأخر بتعب ...مرت الدقائق ليقطعها صوت بكاء وشهقات أسيل وهى تصرخ بجنون بأسمه، نهض ليجلس جوارها على الفراش فأحتضنها لتسرى دموعه رغماً عنه فلأول مرة يراها بهذا الضعف! ...

غفلت بين ذراعيه وغفل هو الأخر من شدة أرهاقه ...
فتح الباب ببطء وولج للداخل ليقف أمام الفراش ببسمة بسيطة،رفع يديه يداثرهما جيداً وهو يتأمل تشبثها بأخيها،جلس أدهم بجانب الفراش يتأملهم ببسمة هادئة ثم طبع قبلة على جبين إبنته ومسد بيديه بحنان على خصلات شعر جاسم ثم أطفي الضوء وخرج بصمت ...

صعد حازم هو الأخر لغرفته فتخطي الدرج ليجدها تهرول إليه بلهفة _حازم ..
أستدار ليجدها تقف أمامه بأرتباك،تطلع لها بأستغراب ثم رفع ساعة يديه ليجدها الخامسة صباحاً فقال بتعجب _لسه صاحية؟ ..
أجابته وهى نخفي خصلات شعرها المتمردة من أسفل الحجاب الموضوع بأهمال_هنام أزاي وأنت لسه صاحي وقاعد تحت كدا! ..
تأملها بنظرات مطولة فكأنها شعرت بفكره فخرجت بالوقت المناسب له،تذكر كلمات جاسم له عن الثقة فأقترب منها ببسمة ساحرة _طب منزلتيش ليه مدام مرقباني من فوق! ..

أجابته بتلقائية _الوقت متأخر أوي وأتحرجت حد يشوفنا فى الوقت دا مع بعض ..
أقترب منها ببسمة تعلو وجهها وعيناه ممتلئة بآلاف الكلمات،تراجعت للخلف كرد فعل طبيعي على خطاه التى تقترب منها فتوقفت حينما لامس خصرها الحائط من خلفها وذراعيه من جوارها،رفعت عيناها إليه بخجل من قربه الشديد منها فقال وهو يتطلع لعيناها لتلفح أنفاسه وجهها _بتثقي فيا يا نسرين ؟ ..

إبتلعت ريقها بصعوبة من قربه المحمل بهلاك الرغبات فأكتفت بالأشارة له بصمت ليبتسم بخبث وهو يحرر حجابها ليتسقط أرضاً ومعه خصلات شعرها الفحمي ليحجب وجهها عنه كأنه يحميها من نظراته، رفع أطراف أصابعه يلامس خصلاتها ليشعر كأنه يمرر يديه على ريشاً من نعام،أغلقت عيناها بقوة فأقترب منها،رفعت يديه إليه بأستحياء_ أبعد ...
أجابها بهمساً ساخر_ليه ...مش بتثقفي فيا زي ما بتقولي ؟! ..

كرر كلماته وهو يقترب أكثر لتدفشه بخفة وتجذب حجابها لتداثر خصلاتها بخجل،تأملها ببسمة سخرية _فين الثقة اللي بتتكلمي عنها ؟ ..
وقفت امامه بضيق _أنت عارف أني بثق فيك جداً ..
أقترب منها بنظرة متفحصة لملامح وجهها_حتى لو قولتلك تباتي معايا فى أوضتي النهاردة ...
شهقت بخجل وهى تضع يدها على فمها من الصدمة، إبتسم وهو يتأمل تصرفها الطفولي فتوجه لغرفته بلمحة من الحزن_تصبحي على خير يا نسرين ...
وتركها وولج لغرفته كاد بغلق الباب ليجدها تدلف خلفه وتغلقه قائلة بثقة _بثق فيك أكتر من نفسي ...

تطلع لها بصدمة فلم يكن يتوقع هذا بأبسط أحلامه، تطلعت له بخجل وهو يتطلع لها بفيض من رغباته ليهزم شيطانه أخيراً وهو يبتعد عنها سريعاً ففتح باب الغرفة ودفشها للخارج بلطف ليستند على باب غرفته قائلاٍ بعذاب رغبته الجامحة_أمشي يا نسرين أنا مش واثق فى نفسي ..
تعالت ضحكاتها لتهمس وهى تستند على باب الغرفة من الخارج _مجنون ..
أجابها بأنفاساً حارقة _عارف ولو مبعدتيش من هنا هوريكي المجنون دا هيعمل أيه؟ ..
وما أن أنعي كلماته حتى هرولت لغرفتها بخوف وهى تهمس بضيق_وقح ..
لتجلس على فراشها ببسمة رقيقة وهى تتذكر لامساته وكلماته التى تسللت لقلبها العاشق بجنون ...

سطعت أشعة الشمس لتنير العالم من حولها ولكن مازال هناك مكان يحجبه الظلام بداخل قلوب العاشقين ...

بحديقة القصر الخارجية ..
خرجت تبحث عنه بفستانها الوردي لعلها تلقاه فوقعت عيناها علي هذا الوسيم الذي أسر روحها قبل أن يمتلك قلبها، حبات من العرق كانت تتناثر على عنقه،عيناه مثبتة بحرافية على الهدف من أمامه، كان يشير بيديه لعثمان رئيس حرس القصر فكان يضغط على اللوحة لتظهر من أمامه الاهداف واحدة تلو الاخرى فتقع أمامه ضريعاً لأثر ضربته المصوبة على رأس الهدف، نادته بأعلى صوت تمتلك فلم يتمكن من سماعها لما يرتديه على أذنه،صوت الرصاص جعلها ترتجف رعباً خاصة حينما تذكرت ماضيها المؤسف بين جدران تلك الغرفة ورؤيتها للسلاح الذي هددت به كثيراً،رفع السماعة من على أذنه ليصدم بشدة حينما أستمع لصوتها الباكي تردد بجنون _عدي ..كفايااا ...

أستدار ليجدها تنظر له بهلع فوضع سلاحه جانباً وأقترب منها مسرعاً_أنتِ هنا من أمتى؟ ...
أجابته بدموع غزيرة لا تتوقف وصوتها يشوبه العتاب _أنت عارف أني بخاف من صوت الرصاص ...
أحتضنها بحزن_معرفش والله أنك موجودة ..

قتل ببطء وهو يشعر برجفة جسدها وعيناها التى تتطلع للسلاح الموضوع لجواره فتركته وتوجهت للداخل ببكاء يطوفها فكلما حاولت النسيان والخطى للأمام أتى شيئاً ما وغمسها بظلام ماضيها،جذب السلاح وألقاه أرضاً ليدعسه بقدمياه بغضب بعدما تسبب بخوف معشوقته،جلس على أحد المقاعد بحزن وهو يتذكر خوفها فقذفه الفكر لقراراً سريع ليخرج هاتفه ويخبر العميد بأنه يريد الأستقالة من هذا العمل ولكنه قابله بالرفض التام فهمس ببسمة ثقة وهو يتأمل من يقف يتأمله بأهتمام من شرفة غرفته بالأعلى _مفيش غيرك اللي هيقدر يساعدني ...

بالأعلى ...
كان يقف ياسين الجارحي يراقب ما يحدث أمامه بثبات،صراخ رحمة وغضب عدي وتحطيم سلاحه بنفسه فأبتسم بدهاء لفهمه نظرات عدي وهو يتطلع له فكأنه سمع همسه ليقول بمكر_فى القرار دا بالذات مستعد أساعدك يا عدي ...
وإبتسم بثقة تلمع بعيناه المذهبة ...

بفيلا مازن ...
أنهى أرتداء ملابسه بفرحة عارمة فأخيراً سيجلب أخته بعد غيابها المطول، شعر بسعادة تكفى لعالم بأكمله فخرج يبحث عن مروج فأخبرته بالأمس بأنها ستأتي معه!...
وجدها تقف أمام الطاولة وتحذم شيئاً ما بداخل حقيبة صغيرة فوقف أمامها بأستغراب _بتعملي أيه يا مروج؟
أجابته بفزع وهى تحتصن جنينها _خضتني يا مازن ..
ثم أعتدلت بوقفتها ببسمة هادئة وهى تفتح العلبة فيطل أمامه طقم من الألماس الرقيق_أيه رأيك؟ ..
أجابها بذهول _جميل بس لأيه دا؟ ..

قالت بفرحة _لنهى مش معقول هبركلها خروجها من المستشفي كدا وبعدين دي أول مرة أتعرف عليها ...
تطلع لها بملامح صارمة _جبتي فلوسها منين؟ ..
تطلعت له بأرتباك لتخفيه بغضبها الجامح _يعني أيه يعني جبت فلوسها منين مأنت سيبلي فلوس ياما هكون سرقت مثلا؟ ..
أقترب منها بغضب _مفيش مبلغ أتسحبت من رصيدي يا مروج ...جبتي فلوسها منين ؟ ..

تطلعت له بخوف فهى تتذكر تحذيراته المشددة لها بالا تلجأ لحساباتها البنكية التى فتحها لها ياسين الجارحي مع الفتيات، قالت برعب وهى تبتلع ريقها بصعوبة _أنا اللي جبته يعني مش هحس بفرحة وأنا بدفع من فلوسك ..
تحاولت نظراته لجحيم من نيران غضبه فجذبها بغضب _مش أنا قولتلك قبل كدا الفلوس دي متجيش جانبها خااالص ثم أني فلوسي هي فلوسك ...
أجابته بأرتجاف_قول لنفسك يبقي فلوسي أنا كمان هي فلوسك ..
لكم الحائط من جوارها بغضب _متتحدنيش يا مروج أنتِ مش أدي صدقيني ...

تطلعت للأرض بدموع غزت وجهها فهي تعلم جيداً بأنها لن تتمكن منه زفر بغضب كأنه يحاول التحكم بذاته فقال بعدما هدأ قليلاٍ ليحاوطها بذراعيه _هو أنا مش راجل ومن حقي أصرف علي مراتي يا موجة ؟ ..
أشارت له بتأكيد فقال بحزن _طيب يرضيكي أحس أني قليل ؟ ..
أشارت له بالنفي فقال بنفس الهدوء_هتعديها تاني ؟ ..
أشارت له بلا فقال بثبات _جبتيه بكام ؟ ..
قالت بدموع _800الف جنية ...

أخرج من جيبه دفتر الشيكات الخاص به ثم دون المبلغ وقدمه لها فرفعت عيناها الممتلئة بالدموع إليه ليغزو قلبه، جذب الشيك أمام عيناها ببسمة هدوء _دا مش ليكي ..
تطلعت له بعدم فهم فقال ببسمته الفتاكة _تقدري تعملي بيهم عمل خيري أو تبني مسجد أعملي اللي تحبيه رمضان داخل وأكيد الخير أفعاله كتير ..
سعدت للغاية وتناولت منه الشيك بفرحة فجذبها برفق _يلا عشان أتاخرنا ...
أنصاعت ليديه الحنونة وهبط معه للسيارة فأبتسم براحة حينما تمكن من أقناعها بأسترداد المبلغ المخصص لها حتى وأن كان بما لجئ إليه ...

بغرفة أسيل ..
اخبرها رئيس الحرس عبر الهاتف بأن هناك من يريد رؤيتها،تعجبت للغاية حينما علمت بأنها أحدى الممرضات التابعة للمشفى الخاصة بالنساء وما زاد تعجبها حينما أخبرته بأن هناك أمراً هام يخصها، سمحت له بأن يدخلها وأتكأت على ذاتها لتهبط للأسفل لترى ماذا هناك؟ ..
أشارت لها بعملية _أتفضلي ..

جلست الممرضة تتأمل المكان بأعجاب شديد،عيناه تخطف النظرات هنا وهناك والفضول يكتسح معالم وجهها الي أن تقابلت نظراتها مع أسيل فقالت بحرج_أنا جاية من طرف سارة الله يرحمها لو تعرفيها ...
إبتلعت ريقها بصعوبة من أثر كلماتها لتقول بصدمة_هي توفت؟ ..
أجابته الممرضة بدموع لتقص لها بألم_أول مرة أشفق على حد من اللي دخلوا المستشفي كدا ...

ثم أزاحت دموعها وقالت وهى تخرج ظرف مطوي من حقيبتها السوداء_هي قبل ما تدخل العمليات طلبت مني طلب غريب ..
تطلعت لها أسيل بفضول فقالت _أدتني الظرف دا وقالتلي لو ربنا أخد بيدها هتاخده مني لو أمر الله نفذ أوصله لحضرتك ..
هوت دمعة من وجه أسيل فجذبت منها الظرف بيد مرتعشة لتستأذن الممرضة وتغادر لعملها،تطلعت للظرف من أمامها بأرتباك أنهته حينما فتحت محتوياته لتبدأ بقراءة ما دون به:-

_مش عارفة لما هتقرأي الكلام دا هكون عايشة ولا لا بس كل اللي أقدر أقولهولك هكتبه هنا يمكن ما أقدرتش أتكلم لما دخلتي علينا الأوضة لأنك مشيتي على طول بس أنا حبيت أتخلص من كل ذنوبي قبل ما أوجه رب كريم ومن ضمنهم أني مشلش ذنب حد ...أحمد متجوزنيش زي مأنتِ فاكرة أنا عارفة أنك زعلتي من فكرة أنه كان ممكن يتجوزني ويسجل بنتي بس هو تراجع فوراً وحتي وهو بيبلغني قراره أول مرة قالي كلام عمري ما هنساه قالي مراتي عندي أهم حاجة فانا لو بساعدك فدا لأني شوفت فيكي أخواتي البنات وبعد كدا أتوصلنا لحل أني أتجوز الشخص اللي غلطت معاه وأسجل البنت وبعدين يطلقني دا كان الحل الأمثل ..مش عايزكي تزعل مني أنا والله ماليا حد فى الدنيا حتى ماما ماتت زعلانه مني بعد ما أكتشفت الحقيقة ملقتش اللي يقف جانبي غير احمد وأنا زي الغريق اللي بتعلق بأبره صدقيني أحمد ليا أخ وأنا ليه أخت مفيش بينا حاجه حتى لو انا كان عندي فى يوم من الايام مشاعر نحيته فماتت أول ما شافت كمية الحب اللي فى عيونه ليكي أنا مش بكدب باي حرف صدقيني مش هتجرأ اكدب وأنا على حافة الموت ...كل اللي طالبه منك متحرميش بنتي أنها أحمد يربيها متحرمهاش أنها تتربى كويس ويكون لها لقمة كويسة ولبس كويس ...أرجوكي متعاقبيش بنتي على جريمة أنا اللي عملتها...

سقطت الرسالة أرضاً فهى تعلم بأنه برئ من أبناء أعمامها ولكن كلماتها مزقت ما تبقى من قلب أسيل أم تتوسل لأجل إبنتها وهى تعلم بأنها لن تنجو ! ...تتوسل لأجل يتيمة كادت أسيل بألقاها خارج القصر من فرط غيرتها عليه! ...
لم تحتمل أسيل صورتها البشعة التى تتخيل أمامها فصارت تحطم كل ما أمامها بغضب،دفشت المزهرية لتسقط أرضاً ثم الطاولة ويليها مزهرية أخرى وهى تصرخ بجنون _لااا ..أنا مش كدااا ...

صرخت ورمت بذاتها وسط الزجاج المنثور تبكي بضعف وأنهيار ليأتي عدي من الخارج سريعاً وهكذا من بالقصر، ألتقطت قطعة صغيرة من الزجاج وقربتها من يدها بصمتٍ رهيب لأنهاء هذا العذاب،صرخت شذا بها وكذلك أدهم الذي امرها بترك ما بيدها على الحال ولكنها كانت تستمع لصوتٍ أخر يتردد بذهنها:-
أوعي تفقدي ثقتك فيا فى يوم يا أسيل صدقيني مش هيكون فى أحمد تاني ..هنتهي ..
أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك فاهمه ...
أنت بني أدم كدااب ومخادع خدعتني وأتجوزت عليا ووهمتني أنك بتحبني وأنت أحقر ما يكون...

لا البنت دي هتخرج من القصر فوراً...
لازم يعمل التحاليل وساعتها بس هصدق اذا كان برئ ولا لا...
تأججت تلك الذكريات برأسها لتنهي آنينها بأن شددت على الزجاج ليدثر الدماء أرضاً ومعه صدمات وصراخات من حولها،أغلقت عيناها بأستسلام ففتحتها بضعف لتجد أبيها يحملها ويهرول لسيارته ثم أغلقتها وفنحتهما بعد ذلك لتجد ذاتها بغرفة العمليات وحولها أطباء يلتفون من حولها بفزع رددت أخر همساتها قبل أن تفقد وعيها _أحمد...

نهض مسرعاً يلهث بشدة فجذب المياه ليرتشف بضع قطرات ليزيل ريقه الجاف، رن هاتفه فجذبه بنوم ليجد  أدهم من يطلبه، ردد بذهول _عمي! ..
رفع الهاتف بهدوء _أهلا يا عمي ..
أتاه صوت أدهم الباكي _أنا ساندتك كتيير أوى يا أحمد بس المرادي لااا لو بنتي جرلها حاجة مش هسمحك عمري كله حتى وأنا عارف أنها اللي غلطانه ...
وأغلق الهاتف حتى لا يفقد أعصابه أكثر من ذلك ولكنه زرع سكاكين حاده بجسده ليصيح بفزع_أسيل مااالها ؟ ..

لم يجيبه فأخرج رقم عديالذي أجابه بعد ثواني معدودة قائلاٍ برعب بحديثه _أسيل فين يا عدي؟ .
أجابه بتماسك_حاولت تنتحر ...أحنا فى المستشفي ياريت تيجي بأقرب وقت ..
توقف قلبه عن النبض ...شعر ببرودة تحتجز جسده ليهرول لخزانته بتوتر لم يتمكن من السيطرة على أعصابه فدفش الهاتف بغضب_ليييه يا أسيل لييييه مصممه دايماً تكسريني ليييه ...
وكبح غضبه بصعوبة ليرتدي ثيابه على عجلة من أمره ثم هرول مسرعاً للمطار ...

بالمشفى ...
عاونتها مروج على أرتداء ملابسها فأحبتها نهى للغاية حتى أنها أبدت برأيها لأخيها عن زوجته الراقية،طافها سحابة من الحزن وهى تغادر معه تاركة من خلفها قلبها الذي يرفرف عالياً فأخبرها بأنه سيزورهم قريباً وبأنه موافق على زواجها منه ...

مرت الساعات على الجميع بتثاقل حتى أطمئنوا عليها فغادر البعض للقصر وتبقى البعض الأخر بالمشفي، فتحت عيناها بضعف والأستسلام يسكن بعيناها، أقترب منها أبيها مسرعاً قائلاٍ بزعل _كدا يا أسيل تخصيني عليكِ كدا ...
لم تجيبه وظلت صامتة للغاية فأشار له ياسين بأن يصمت ثم قال بثبات _وكدا حل لمشاكلك؟ ..

تطلعت له أسيل بدموع فأقترب ليجلس جوارها _لو أغلب المشاكل حلها الموت كان العالم بقى مجزرة يا أسيل ..وبعدين عايزة تقابلي ربنا وأنتِ غضباه؟ ..
أنفجرت بالبكاء على أخر كلماته لتندس بأحضانه تبكي بجنون، أحتضنها ياسين بحزن على حالها حتى هدأت تمام وسبحت بنوماً هنيئ فوضعها على الفراش برفق ثم خرج بصحبة أدهم للخارج ...

بالقصر ...
كانت تالين تحتضن الطفلة الصغيرة ببكاء كلما نظرت بأمرها، ولج حمزة لغرفتها ليجدهت على نفس الحال فزفر بضيق_وبعدين بقى يا تالين هتفصلي كدا كتير ...
أجابته وهى تحتضنها بدموع_صعبانه عليا أوي يا حمزة ملحقتش تشوف أمها حتى أبوها سجلها بالعافية بأسمه وخد الفلوس ومشي من غير ما حتى يهتم هى عايشة ولا ميتة ..

وضع يديه على رأس الصغيرة بألم _لسه ياما هتشوفي لازم تكوني اقوى من كدا ثم أنك مش مقصرة معاها فى حاجه يعني أحمدي ربنا أنها وقعت معاكي ...
إبتسمت بحزن على حديثه فأحتضنتها بشدة _دا طلب أحمد وأنا مستحيل منفذلوش طلب أنا كمان حبتها أوي ..
أحتضانهم معاً ببسمة عذباء ثم غادر ليرى أسيل بعدما علم بما حدث ...

خرجت من غرفتها باكية على ما حدث لأسيل فتوجهت لغرفة رحمة بحزن، جلست أمامها بدموع_مفيش أخبار عنها يا رحمة .
أشارت لها بحزن هي الأخرى فبكت مجدداً لتعنفها رحمة بغضب_ يا بنتي كفايا عياط أنتِ حامل ..
أجابتها بدموع_ صعبانه عليا أوي ..

هوت دمعة من عين رحمة قائلة بحزن_مين سمعك أنا كمان حزينة عليها أوى هى غلطت أه بس أي واحدة مكانها كانت هتعمل كدا وأكتر ...
صفنت نور قليلاٍ بحديثها فلم تتمكن من التفكير فقط من أن تضع ذاتها محلها،نهضت رحمة قائلة ببسمة بسيطة_ هجبلك عصير ...
أشارت لها بأمتنان فهى بحاجة له،توجهت رحمة لبراد الغرفة فأنحنت لتخرج العصائر وأستدرات لتشهق بفزع حينما رأت عدي أمام عيناها، تطلعت له بأستغراب _عدي رجعت أمته؟ ..

جذبها من خصرها لأحضانه _مقدرتش أكون فى مكان وأنا بفكر فيكِ وفى زعلك مني يا رحمة .
أغلقت عيناها بقوة من لمساته الحنونه،رفع وجهها له حتى تراه جيداً قائلاٍ بنبرة يغلفها العشق_أسف يا روحي أنا فعلا مأخدتش بالي أنك كنتِ موجودة ..
وقفت كالبلهاء أمام عيناه المذهبة،شعرت بأنها تنسحب ببطء لداخلهما أقترب منها ليستند بجبينه على جبينها قائلاٍ ببسمته الفتاكة_تعرفي أن شغلي كان أفضل حاجة عندي وأتخليت عنه عشانك ..

لم تتمكن من سماع كلماته جيداً فقربه منها جعلها كالصنم المتحجر تنظر له بدون أي رد فعل، أسترسل حديثه مجدداً_ مقدرتش أنسى شكلك وأنتِ خايفة من السلاح اللي فى ايدي عمري ما هقدر أمارس شغلي والنظرات دي معايا ...أختارتك أنتِ يا رحمة أختارتك عن ثقة أنك دايماً أول أختيار فى حياتي ...أنتِ ملكتي كياني وروحي وقلبي وكل حاجة جوايا ...

تلون وجهها بحمرة الخجل فحاولت أن تترجع للخلف قليلاٍ ولكن يديه محكمة حول خصرها والأخرى بين خصلات شعرها تقربها منه، تناست من تجلس خلفهم بحرج حتى عدي لم يراها منذ دلوفه للغرفة، سقطت علبة العصير من يدها فجعلتها تستيقظ فدفشت عدي بخجل وهى تنظر لنور التى كادت بالخروج من الغرفة بوجهاً متورد مما أستمعت له ورأته ...أنتبه لها عدي فتطلعت له رحمة بنظرات نارية فأبتسم بخفة وهو يقترب من نور قائلاٍ بهدوء لتلطيف الأجواء_أزيك يا نور ...
قالت بخجل وصوتٍ يكاد يكون مسموع_الحمد لله... تمام...

أشار لها ببسمة هادئة _رايحة فين أقعدي..
رفعت عيناها لرحمة التى أصبح وجهها كحبات الكرز _لا أنا كنت راجعة أرتاح شوية...
أشار لها بتصميم _أقعدي أرتاحي مع رحمة أنا هغير ونازل ...
أشارت له بهدوء فولج للغرفة الخاصة بالثياب ومتعلقاته الشخصية وهو يغمز بطرف عيناه لرحمة التى ودت قتله لأحراجها، ألتقطت العصائر ثم أقتربت منها لتراها تكبت ضحكاتها بصعوبة، رمقتها بغضب فقالت بمرح_مكنتي ملاك من شوية ..
أجابتها بحدة_نورر ..

لم تتمكن من أيقاف الضحك فجذبت رحمة الوسادة وألقتها بوجهها لتلتقطها وبسماتها تتعالى لتبدأ بينهم المشاجرات بالوسادات، خرج عدى متألق ببنطال أسود اللون وقميص أبيض يبرز جسده القوي ...مشمر عن ساعديه ومصفف شعره جيداً، خرج ليصعق مما رأه حينما رأهم بسماتهم تتعالي وكلا منهم تضرب الأخرى بوسادة على جسدها، توقفوا معاً بصدمة حينما رأوا عدي يرمقهم بنظرات ساخرة ليقطعها ببسمة هادئة وهو يهم بالخروج _متنسيش أن نور حامل يا روحي الضرب يكون بالراحة ...

وغمز لهم وهو يغلق الباب لتتعالى ضحكات رحمة وتزمجر نور بغضب _جوزك موافق أنك تضربيني ...
أشارت لها بغرور مصطنع_حبيبي على طول موافق على أيه حاجة أعملها ...
وأستكملت ما تفعله بالوسادة لتتعالى ضحكات نور ورحمة معاً ...

تطلعت للدبلة التى تحاوط أصابعها،فكانت تلهو بها بحزن، رفعت عيناها على جانب الغرفة لتجده يجلس أمامها، إبتسمت إبتسامة حزينة وهى تتأمله ثم عادت لتعبث بدبلتها مجدداً قائلة بدموع تسرى على وجهها _حتى فى خيالي بصورك أدامي يا أحمد ...
وأغلقت عيناها تبكي بقوة فأبتسم قائلاٍ بصوته الذي حطم الخيال للواقع_بس أنا جانبك يا أسيل ...

صعقت من صوته الذي تستمع إليه فتناست ما بها وأستندت على ذراعها لتصرخ ألماً فأسرع إليها ليحاوطها بالوسادة من خلفها، تطلعت له بصدمة وهو يتأملها بصمت محاولاٍ رسم بسمة صغيرة بالكاد فعلها، رفعت يدها بصدمة لصدره فتلامست به لتعلم بأنه حقيقة فبكت بقوة وألقت بذاتها بأحضانه قائلة بدموع _أنا أسفة يا أحمد أنا أسفة ..

أغلق عيناه بقوة يحاول كبح جراحه فحاول رفع يديه ليحتويها ولكن كان هناك حاجز لم يقوي أحمد على تحطميه، أعاد يديه عنها وتركها تحتضنه فأغلق عيناه يتحمل هذا الألم اللعين بذهول فكيف لقربها ألماً بعد أن كان أسما الأمنيات؟!..
لم يعد يحتمل شدة الألم فجذبها برفق بعيداً عنه لتنظر إليه بدموع فقال بتماسك_ليه عاملتي كدا يا أسيل ..
أجابته وهى تتطلع لعيناه بدموع _كنت خايفة أخسرك ..
أجابها بهدوء_وكدا مخسرتنيش؟! ..

وضعت عيناها أرضاً تبكي بقلة حيلة فرفع وجهها مجدداً قائلاٍ بصوتٍ محتقن من الآلآم_أفهمي يا أسيل أنا مبعدتش عنك بمزاجي أنا فعلا مش أقدر أكون قريب صدقيني دا غصب عني ...
سقطت دمعاتها بحسرة ليكمل حديثه بحزن _أنا بس محتاج وقت وصدقيني أنا اللي هرجع من نفسي ...

ظلت تتأمله بنظرة مطولة لتجد عيناه مغلفة بالآلآم،صوته ينقل لها ما يشعر به فأشارت له بهدوء بموافقتها على أن يبتعد قليلاٍ حتى يقوى على العودة، أشارت له بنعم وبداخلها آلاف الصرخات بلا ...لا تبتعد ...لا تتركني ...ولكنها أخطأت وعليها أن تدفع الثمن، زفر بقوة كأنه يخرج أحمال ثقيلة من على صدره ثم تمسك بيدها سريعاً_أوعديني لحد ما دا يحصل متكرريش اللي عملتيه دا تاني ...
رفعت عيناها له تتشبع برؤياه قبل أن يتركها مجدداً ...كانت تتعمد الصمت قبل أن تجيبه ليظل لجوارها قليل من الوقت، أما هو فقلبه يعتصر ألماً أراد البقاء ولكنه لم يتمكن محاربة هذا الشعور المريب الذي يحاربه ...

طال صمتها لتقول بصوتٍ موجوع_أوعدك ...
أكتفى ببسمة صغيرة ونهض ليرحل ولكنه أستدار قائلاٍ بنبرة ذات مغزى_أنتِ وعدتيني يا أسيل ...
وخرج أحمد متوجهاً سريعاً للمطار قبل أن يفقد شجاعته الذائفة كأنه يريد أن يتمم شيئاً ما بأبتعاده عنها ...

مر أسبوعين كاملين على لقائهم مرت فيهم الأيام عليها مذابهة ولكن مع جديد أخر يذكر وهو تقربها الشديد من الطفلة الصغيرة ليان عشقتها أسيل للغاية فكانت تخرج كل يوم لشراء ملابس إليها حتى أنها نقلت فراشها الصغير لغرفتها، كان أحمد يراها كل يوم على هاتف جاسم  الذي كان يسرق لها بعض اللقطات مع الرضيعة ...فزادت سعاته أضعافاً وهو يراها تهتم بالصغيرة وتدعبها لذا فما أراده قد تحقق أراد أن تقترب منها لشعورها بالذنب أولاٍ ثم تتعلق بها حباً وتكون أماً لها فربما لا تعلم أنها بما فعلته ستنال أمنية عزيزة على قلبها ! ...

بفيلا مازن ..
هرولت إليه بسعادة فأحتضنها بأشتياق ...
نهي بغضب_ من يوم ما كتبنا الكتاب وحضرتك مش بتظهر خالص ...
أجابها ببسمة هادئة _غصب عني يا حبيبتي كنت بختار الشقة اللي هنتجوز فيها ..
رمقته بنظرة غاضبة _وأنا مش من حقي أختار ولا أيه؟ ..
أجابها آسلام سريعاً _لا طبعاً من حقك وأنا أختارت أفضل تلات شقق وقولت هجيبك تختاري منهم عشان متلفيش أكتر من كدا وتتعبي ...
إبتسمت بخجل فقال بمشاكسة _ملاك بريء يا ناس مامتي اللي كانت بتشكلني الوقتي ...

لكمته بغضب فتعالت ضحكاته فقالت بأرتباك وهى تفرك يدها _أنا كنت عايزة أقولك أني مش هختار شقة من دول ..
أجابها بأستغراب _ليه بقى أن شاء الله ...
قالت بغرور _أنا هقعد ما ماما فى فيلاتها ...
ضيق عيناه بأستغراب _ماما مين؟ ..
أشارت له بأتجاه غرفة الضيوف لتظهر عائلته من خلفها ولجوارهم تقف مروج ومازن ببسمة هادئة، أقترب منهم ببطء كأنه يحاول أستيعاب ما يحدث ليحتضن أبيه وأمه بفرحة كبيرة ليعلم منهم أن مازن من داعهم لهنا وهو من شرح لهم تغيره الملحوظ ...

وقف أمامه ببسمة هادئة ولمعة تسرى بعيناه _مش عارف أشكرك أزاي يا مازن ..
رفع يديه على كتفيه ببسمة هادئة_مفيش أخ بيشكر أخوه ...
إبتسم بفرحة فأسترسل حديثه بمرح_أنت هتعيط ولا أيه لا أجمد كدا ومتبقاش خرع لا أنا هخاف على البت كدا ومش هجوزهالك ..
أجابه بحدة _عشان كنت قتلتك وقتلت نفسي وقتلتها ..
مازن بخوف مصطنع_ميبقاش قلبك أسود يا جدع كلمتين هزار وراحوا لحال سبيلهم ..
تعالت الضحكات بينهما ليحتضنوا بعضهم البعض بسعادة ...

بقصر الجارحي ...
هبط جاسم مسرعاً خلفها _يا داليا أعقلي يا داليا والله ما قصدت ...
أجابته بحدة _أنت تخرس خااالص مش عايزة أسمع صوتك ..
رائد بغضب _فى أيه على الصبح؟ ..
داليا بغضب _الاستاذ بيقولي تعالي نولدك فى السابع عشان تلحقي تعملي ريجيم قاسي ليه شايفني معتش أدخل من الباب؟! ..
كبت ياسين ضحكاته بصعوبة وتناول فطاره بصمت بينما صاح عمر بغضب_معتش ورانا غير مشاكل أستاذ جاسم ..

جاسم بغضب _أخرس يا ذفت ثم قال لرائد بنفي_وعهد الله كنت بهزر معاها وأختك اللي على طول بتقفش ..
نهض رائد عن طاولة الطعام ليجذبه من ملابسه كمن يجذب لصاً_ وما أنت عارف أنها بتقفش على طول بتهزر ليه معها ؟ ..
أجابه بغضب_ودا مش حقي كزوج ولا أيه؟ ..
تطلع له حازم بسخرية _حقك وحق أخوها برضو يربيك أديله يا واد يا رائد الواد دا مفرود علينا بعضلاته النفخ دي ...
ياسين بهدوء وهى يقرب الملعقة من فمه _بلاش أنت يا حازم ...

لم يفهم مغزي ما يقوله ياسين فقال بغضب _اتطلقي منه يا بت يا داليا وأرتاحي ص...
بترت كلماته حينما لكمه بغضب ليعلم الآن ما كان يقصده ياسين ...
صاح بغضب وهو يتبادل معه باللكمات _يخربيتك ما الكل بيتكلم هى يعني جيت على قرمط الغلبان! ..
جاسم بغضب _أهو كدا أن كان عاجبك ...
تعالت ضحكات  داليا قائلة بدلال _خلاص يا جاسم سيبه أنا سمحتك خلاص ..
حازم بسخرية _لا بنت بلد بصحيح ..

عمر بسخرية _مش على طول كدا يا داليا أتقلي حبتين ..
أجابته بتفكير _رايك كدا يا عمر ؟ ..
أشار لها بتأكيد ليغمز بعيناه لجاسم الغاضب_من رأيي تنزلي لبابا تحت وتقوليله على كل مصايبه هيتأدب معاكِ أدب شرعي ...
رفعت يدها على رأسها بتفكير _رأيك كدا؟ ..
أشار لها بكتفيه وهم بالصعود للدرج غامزاً بعيناه لجاسم الذي توعد له برد الصاع فلحق بها بكلماته العذباء فغيرت رأيها وصعدت معه، أما جاسم فقال بصوتٍ مسموع _ماشي يا عمر ..

وما أن أنهى كلماته حتى رأى نور تدلف من الخارج فأشار لها ببسمة هادئة _أزيك يا نور ..
أقتربت من الطاولة فأبتسم ياسين على دهاء جاسم فراقب بصمت ما سيحدث ..
قالت ببسمة رقيقة _الحمد لله ..تمام ..
وقف أمامها بحزن مصطنع_يارب دايماً تكوني بخير بس أشك ...
تطلعت له بعدم فهم _ليه؟ ..
أجابها بمكر _هتكوني بخير أزاي وعمر جوزك مقضيها بالشركات ...
تبدلت نظراتها للغضب _مقضيها أزاااي ؟ .
رائد بصوت منخفض_حيوان ...

جلس على الطاولة ببراءة_لا سيبك دانا بهزر معاكِ ..
أقتربت منه نور بغضب _كمل كلامك يا جاسم عمر مقضيها أزاي؟
أجابها بهدوء_مع السكرتارية اللي هناك وأتا أقوله يا ابني حرام عليك دول زي أخواتك البنات يقولي أبداً دول صاروخ أرض جوي حتى أسالي ياسين .
كبت ضحكاته بصعوبة ليشير لها بعدم معرفته بشيء وراقبهم بصمت، قالت بغضب _بقى هو كداااا ...

حازم بصدمة _نهار أسوح الدوك يطلع منه كل داا ..
ترك رائد الطاولة بسخرية على تصديق حازم للافعى المتحدثة ففضل الأنسحاب لرؤية زوجته بصمت ..
جاسم بنأكيد _وأبو كدا كمان ..دا هو دا السبب أنه بيجي المقر بعد ما بيخلص شغله فى المستشفي ...أنا لو منك أنزل لياسين الجارحي حالا وأقوله تعالى شوف عمايل أبنك ..
لمعت عيناها بكثير من الافكار فتركته وأندفعت لغرفتها كالعاصفة المتأججة أما جاسم فتعالت ضحكاته قائلاٍ بمكر_هنشوف مين هيشتكي مين يا دوك ..

بالأعلى ...
صاحت بغضب_وهو هيكدب ليييه أنت اللي بتكدب عليا ..
جذبها عمر بذهول _هتكدبيني وتصدقيه ..
_أه ووسع بقى ...
قالتها بحدة فقال بأستغراب_راحة فين ؟ ..
أجابته بمكر _هنزل أشتكي لأنكل ياسين عشان يجبلي حقي منك ..
جذبها بقوة _ أنكل ياسين أيه بس اعقلي يا نور بلاش جنان ..
رمقته بصدمة _وبتمد أيدك عليا دانت ليلتك سودة ..
رفع يديه بصدمة _فين دااا ..أنتِ مجنونه ! ..
تركته وهبطت للأسفل وهو بصدمة من أمره ...

بغرفة عدي...
كان يجلس على مقعده بأسترخاء يقرأ فى أحد الكتب المفضلة لديه إلي أن قطع جلسته صوتٍ مزعج للغاية
_ألحقني يا عدي ...
تفوه بها عمر بعد أن أقتحم غرفته الشخصية، نهض عن مقعده حينما رأى أخيه يهرول للداخل،أقترب منه بأستغراب_فى أيه؟ ..
أجابه وعيناه تتفحص الغرفة لينقي ما يناسبه_خبيني بسرعة الله يكرمك ...
وتركه وأسرع للخزانة فوجدها لا تناسبه،جذبه عدي بغضب_ما تقولي فى أيه؟ ..
قال بضيق_نور ..

ضيق عيناه بذهول_مالها؟! ..
صرخ بوجهه_راحة تشتكيني ولمين بقااااا لياسين الجارحي ..
كبت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة بالحديث_ هببت أيه؟ ..
أجابه بعدم أندس أسفل الفراش_مش أنا الحيوانجاسم قليت معاه فعمل فيا مقلب زبالة وقالها أني مقضيها بالمقر ...
تطلع له دون فهم_مقضيها أزاي؟ ..

أخرج رأسه من أسفل الفراش_يعني مقضيها مزز وخمور وخريبها ...
كاد بأن يجيبه ولكن أندس عمر مجدداً بخوف وهو يشير له بأن يتطلع خلفه وبالفعل أستدار ليجد ياسين الجارحي يقف أمامه ...ذراعيه بجيب سرواله ...نظراته مسلطة عليه بثبات ...
أقترب منه عدي قائلاٍ بهدوء_فى حاجة يا بابا؟ ..
أختار أن يلازم الصمت قليلاٍ ليقطعه بنفس لهجة عدي_لما أنت أخدت قرار أخير ليه عايزني أشارك فيه ..

تطلع له عدي بأعجاب فدخل بصلب الحديث دون أن يسأله لما وضع الورقة وسط الملفات التى ستختم بيديه فقال ببسمة هادئة_لان قراري المرادي صعب بس عارف أنه بمساعدة حضرتك هيكون أمر هايف ...
طالت نظراته عليه ليقول بثبات_سبب الثقة ؟ ..
أجابه بعدما دس يديه بجيب سرواله ليكون نسخة متطابقة له_لأن مفيش حد هيقدر يرفض لياسين الجارحي طلب وأولهم العميد...

ظهرت شبح بسمة على وجهه قائلاٍ بهدوء_عجبتني ..
أشار له بعيناه بخفة فأبتسم ياسين وتوجه للمغادرة ثم أستدار اليه بغموض_أه نسيت ..هات أخوك وحصلني بالمكتب ..
وكان يتحدث مشيراً على مكان عمر ...غادر ياسين فتطل عمر من أسفل الفراش بصدمة فتعالت ضحكات عدي بعدم تصديق ...

هبطوا للأسفل خلفه ليجدوا الشباب بأكملهم بالداخل، تعجبوا للغاية فقال ياسين بهدوء_أحمد عامل ايه؟ ..
أجابه ياسين بحزن_بخير ..
أشار له بثبات _مفيش جديد؟ ..
جاسم بهدوء_لا يا عمي مرضاش يرجع برضو ..
تطلع لهم نظرة غامضة _هيرجع ...
عدي بهدوء_ حضرتك جمعتنا ليه؟ ..

أجابه ببسمة هادئة وعيناه على باب مكتبه_لسه ما أكتملتوش ..
تطلعوا لبعضهم البعض بأستغراب فولج الفتيات للداخل ويتابعهما يحيى وحمزة ورعد وأدهم وعز ليبتسم قائلاٍ بثبات _كدا أكتملتم ..
ثم أخرج عدد من الملفات ليضعها أمامهم فأخذ كلا منهم ملف بأستغراب ...
عمر بذهول_دا ايه؟ ..

أجابه ياسين بعدما وزع نظراته بينهما بثبات _نصيب كل واحد فيكم من التركة ...
تطلعوا لبعضهم البعض حتى الفتيات لتحل الصدمة الوجوه، قال يحيى ببسمة هادئة _مش حابين يحصل مشاكل بينكم فى يوم من الأيام عشان كدا وزعنا كل حاحه ما بينكم بالتساوي ..
عز بهدوء_وعشان تكونوا بحريتكم تشتغلوا زي ما تحبوا وتعملوا اللي تحبوه مش هنجبركم تشتغلوا فى مجالنا ..

بقوا صامتين للغاية فقال رعد_أحنا أخدنا القرار دا من فترة بس قبل ما نبلغكم بيه ياسين رفض والسبب عرفناه دلوقتي انه نزل البنات وعمر وعدي الشركات الأول ...
حمزة بهدوء_مش عارف بصراحة أستفاد أيه من الحركة دي بس فى النهاية أحنا قررنا نوزع بنفسنا التركة عشان ميجيش يوم وتخسروا ?...

حمزة بهدوء_مش عارف بصراحة أستفاد أيه من الحركة دي بس فى النهاية أحنا قررنا نوزع بنفسنا التركة عشان ميجيش يوم وتخسروا بعض ..
رائد بصدمة _هو اللي بينا أملاك وبس! ..
عمر بغضب_أنا أسف بس أنا مش مع قرار حضراتكم ومش هطبقه أبداً ..
ياسين بأستغراب _ مش مصدق بجد أنكم بتعملوا كدا الوقتي بعد ما جمعتونا ...
معتز وهو يضع الملف أمام ياسين_أنا بعتذر بس أنا مش موافق ...

وضع جاسم الملف هو الأخر بغضب _أنا ميهمنيش الأملاك أنا يهمني أننا نكون مع بعض وفى دهر بعض ...
حازم بضيق_مقدرش أتخيل نفسي من غير ولاد عمامي ...
ووضع الملف هو الأخر، أما عدي فجمع الملفات الموضوعة أمام أبيه ثم فتح المدفأة ليضعهما بها فتنحرق أمام الجميع، تطلع له الجميع بأعحاب على شجاعته فهما أكتفوا بالحديث أما هو فأبدى بالفعل ..

تطلعوا جميعاً لياسين المبتسم براحة لنجاح مخططه وهو يراهم كتلة واحدة صعب تفريقهم...
إبتسم يحيى وعز وهما يتأملون ردود الأفعال المنتظرة فوقف ياسين يتأملهم ببسمة هادئة زرعت الذهول بالعقول، أقتربت الفتيات ببسمات هادئة فقالت رانيا بفرحة _الفرصة اللي حضرتك قدمتهالنا كانت من دهب رائد فعلا أتغير ...
شروق بتأكيد _أنا بشكر حضرتك يا عمي معتز مبقاش يكمل يومه فى الشغل من غير ما يكلمني .
داليا بخجل_وأنا جاسم لو مردتش على مكالماته بيجيني جري ..

نور بخفة _وأنا كمان يا أنكل هو أينعم لسه عامل جريمة بس أتغير للأحسن ...
نسرين ببسمة واسعة _وأنا حازم بقي يقدر يفرق بين هزاره والجد ..
كان الشباب يستمعون لما يحدث بصدمة كبيرة فتطلع ياسين لرحمة التى أحمر وجهها خجلاٍ وعيناها تفترش الأرض فتلك الرقيقة تسرق القلوب بحيائها المتورد ورقتها المعهودة ..

ياسين ببسمة هادئة _وأنتِ يا رحمة؟ .
أجابته بخجل _عدي أتغير ...شكراً لحضرتك ...
رانيا ببسمة هادئة _بعد ما حققنا اللي عايزنه مش هننزل الشركات تاني ..
كبت  يحيى ورعد  ضحكاتهم على منظر الشباب فكانوا بصدمة من أمرهم فقال  عدي بذهول _هو فى أيه بالظبط؟! ...

رعد ببسمة مكر_فى أن لما الشكاوي كترت منكم ياسين نزل البنات الشركات عشان كل واحد يبقي جانبه نصه التاني بحيث ميقدرش يكمل يومه من غيرها ...
غمز عز بعيناه_يعني من الأخر تعليم الدرس الأساسي أن زوجتك جزء أساسي وأهم من شغلك ..
تعالت الضحكات والشباب يتطلعون لبعضهم البعض بصدمة ..

بغرفة أسيل ..
أحتضنت صغيرتها بحنان قائلة بدموع_تعرفي أن بابا وحشني أوي ...
هو قالي أنه هيرجع بس خلف وعده ...
وتهاوت دمعة فارة من عيناها لتقول بأنكسار_يا ترى هيغيب أد أيه ؟ ..شهر ولا سنه ولا أ..
بترت كلماتها بدموع غزيرة وهى تحتضن الصغيرة بألم لا تعلم بأن هناك فرحة كبيرة تنمو بأحشائها فربما لأنها كرمت هذه اليتيمة فكرمها الله بما فعلته خيراً ..

توجه ياسين لغرفته ولكنه توقف فى الحال ...
_ياسين ...
قالها حمزة بعدما صعد خلفه الدرج فتوقف ياسينليرى ماذا هناك ؟ ..
أقترب منه وعيناه يكسوها الأرتباك مما سيقوله ولكن حسم أمره بأخر لحظة _مش عايزك تزعل من قرار أحمد أنت عارف أنه كان من مستحيل يتخلى عن حد طلب مساعدته واسيل غلطت فهو بس محتاج وقت مش أكتر.

وقف يتأمله بثبات وصمت فقط نظراته هى التى تتأمله بتفحص، أنهى صمته ببسمة غير متوقعة قائلاٍ بثباته المعهود
_اللي عمله أحمد مش محتاج سماح يا حمزة متفتكرش سكوتي غضب عليه بالعكس أنا فخور بيه جداً ..
إبتسم بفرحة _بجد ..
أكتفى بأشارة بسيطة من رأسه فوضع يديه على كتفيه بأشارة محبة ثم توجه للمغادرة، لحق به حمزة قائلاٍ بلهفة _ ياسين ...
أستدار مجدداً ببعض الضيق _أيه تاني ؟! ..

ابتلع ريقه ببعض الرعب قائلاٍ بمجاهدة بالحديث _ما تجيب حضن يعني المفروض أننا كبرنا على موضوع الخوف دا وأنا بقول كل ما تكبر هتعقل وهتبطل تخوف الناس منك بس مفيش أ...
بتر كلماته حينما رأى عيناه القاتمة فأسرع بالحديث _متاخدش فى بالك ..
وتوجه للمغادرة _تصبح على خير ..
ظهرت شبح بسمة على وجه ياسين الجارحي ففتح ذراعيه قائلاٍ بثبات _حمزة ..

أسرع إليه ببسمة واسعة للغاية فأحتضنه بسعادة فرغم ما مر بتلك العائلة الا وكان ياسين على قدر من الثقة بمواجهتها ..
ربت على كتفيه ببسمة ود فمازال حمزة أيضاً على عهده بالمرح والمشاكسة حتى مع ياسين الجارحي بذاته ! ..
أخرج هاتفه من جيب سرواله ثم قربه منهما فضيق ياسين عيناه بتعجب _بتعمل أيه ؟ ..

_ حضن مع ياسين الجارحي دي لحظة تاريخية هأخد سلفي وأنزلها على الأنستا ..
قالها  حمزة وهو يعدل من كاميرا الهاتف فلمح بها نظرات غضب ياسين ليدفشه بخفة قائلاٍ بتحذير _غور يا حمزة ..
أشار له بغضب _مفيش فايدة هتفضل زي مأنت شبه هركليز ..
وتخفى سريعاً من أمامه قبل أن يفتك به بينما رسمت البسمة على وجه ياسين ليتوجه لغرفته بعدم تصديق لهذا الأحمق الذي سيظل هكذا حتى الموت ! ..

بصباح يوماً جديد ...
كان العمل بالقصر على قدماً وساق خاصة الشباب والفتيات كانوا يعدون كل شيء بأنفسهم لأسعاد أسيل فاليوم هو عيد ميلادها الرابع والعشرون، وضعوا الزينة وأعدت آية ويارا الكعك أحتفالا بها، جذبها جاسم للأسفل فتطلعت لما يفعلونه لأجلها ببسمة حزن فلم يتمكن ما يفعلوه من أزاحة غمامات القلب الحزين ...

تسلل الليل سريعاً بدون أن يشعروا جميعاً فقضوا نهارهم بتزين القصر، ألتفت الفتيات من حولها وبتصميم عاونها على أرتداء فستان وردي اللون وحجاباً فضي فكانت كالأميرة ذات الرداء الوردي، هبطت للأسفل فأطلق الشباب صفيراً قوي بمرح فأبتسمت لما يفعلونه لأجلها، جذبها  جاسم  لحديقة القصر لتجد طاولة عملاقة تتوسطها عليها قالب من الكعكة عملاق للغاية، ألتفوا من حولها وبالأعلى بشرفة القصر الرئيسة كان يقف ياسين ولجواره يحيى وعز وأدهم وحمزة ولجوار كلا منهم حوريته يكتفون بالمراقبة من الأعلى بفرحة وسعادة، جذبها جاسم لتقف أمام الكعكة قائلاٍ ببسمة مرحة _يلا يا أسيل طفي الشمع ...

كادت بأن تنصاع له ولكنه صرخ بتذكر _أستنى نسيت ..
ووقف أمامها ببسمة واسعة _يلا غمضي عيونك وأتمني أي أمنية وأخواتك العسلات دول هيحققوها ..
عمر بغضب _مش هتبطلوا العادة دي ؟ ..
أجابه معتز بمرح_دي عادات الجارحي اللي لا يمكن تتغير ..
تعالت الضحكات فقال ياسين بمرح_أطلبي يلا يا أسيل وركزي على عدي هاااا ...

رمقه بنظرة غضب ثم قال لها _أطلبي حاجة خفيفة كدا متبقيش زي ناس طالبوا طايرة خاصة وبرشوت وحاجات غريبة ..
تطلعوا جميعاً لمروج التى صاحت بغضب _الله مش عيد ميلادي وأنا حرة اطلب براحة راحتي ..
رائد ببسمة هادئة _سيبك منها يا عدي فكر فى اللي جاي دي خدت وقتها وعدت وعقبال كل سنة بقا .
حازم بغضب _على فكرة انتوا بتميزوا اشمعنا هما بيتعملوهم امنية وانا لا ...
معتز بسخرية _هنبقي نفكر ..

تعالت الضحكات فأبتسمت أسيل على حديثهم ليقول جاسم مسرعاً _يلا يا سو غمضي عيونك وأطلبي اللي تحبيه وأحنا كلنا هنفذ ..
نور بحماس_يلا غمضي عيونك وأتمني ...
إبتسمت وهى تغلق عيناها فلم تجد ما ينقصها لطلبه ...غامت عيناها بالبكاء وقلبها ينقبض فكيف تفرح بدونه قالت بدموع _ أحمد ...

غلف الحزن على الوجوه فكيف سيحققون أمنيتها فحاولوا كثيراً أن يعدونه ولكن رفض ذلك وبشدة، بكت أسيل بأنكسار توجهت لتغادر لغرفتها لتستمع خطوات تقترب فتقترب وصوتها يعلو شيئاً فشيء أستدارت لتجده يقف أمامه بطالته الخاطفة للأنفاس، بسمته الذي استردها مجدداً بحور عشقها القابع بعيناه، لم تتمالك ذاتها فبكت قائلة بفرحة وهى تركض إليه _ أحمد ...

أحتضنها بقوة حتى حملها بين أحضانه ليرفعها عن الأرض فطاف بها بجنون وهو يشدد بأحتضانها كأن عناقها يعوده للحياة مجدداً كأنه كان بحاجة للتنفس ووجد هواء منعش له، طاف بها كثيراً ومعه تزداد بكائها فرحة أم أشتياق أم شوق أم عذاب أم عتاب لا تعلم كل ما تريده أن تتشبث به لأخر حياتها، كل ما قاله هى كلمة ظل يرددها دون توقف _وحشتيني ...وحشتيني أوي ...

فع كلا منهم يديه على كتفي معشوقته التي تبكي فرحاً وحزناً على حالها ...تحاولت الدموع لبسمات ما أن رفعوا عيناهم بعيون عشاق الغرام وآسياد العشق وملوكه فها هو العشق يترأس الوجوه ويحطم القيود ...
قبعت بأحضانه طويلاٍ حتى هو لم يشعر بمن حوله،جذبها "جاسم" من أحضانه قائلاٍ بسخرية _نسيت كلامك ولا أيه مش قولت مش راجع ولا أيه يا شباب؟ ..
قالها بغمزة من عيناه فتجمع حوله "معتز وائد" ليسحب "أسيل" خلفه بمرح_مش بالسهولة دي يا أبو حميد لازم تتخطانا الاول عشان توصلها ...
تطلع لهم بغضب ليشير "لعدي " بضيق_شايف يا "عدي" ..

أجابه بعد وهلة من الصمت _شايف وسامع كويس بس دا اللي هيحصل ...
تعالت الضحكات بالمرح بينهما وأحمد يتطلع لهم بضيق، أقترب منهم "حازم" بمكر_أيه رأيكم نسلي القعدة بلعبة ؟ ..
صاحت الفتيات بحماس وأشار له الشباب بالموافقة فأملى عليهم حازم بما سيفعلونه وبالفعل جلسوا جوار بعضهم البعض بأستعداد لما سيفعله، تركهم "حازم" وأسرع ليقف أمام الشرفة التى تحوى أبيه وأعمامه قائلاٍ ببسمة واسعة _أيه رأيكم تلعبوا معانا ؟ ..

رمقه "ياسين ويحيى" والأخرون بنظرات غاضبة ولكنها تحولت لذهول حينما هبطت زوجاتهم مسرعين للأسفل بحماس فلحقوا بهم ...
ترك الشباب زوجاتهم وجلسوا جوار أمهاتهم مما أثار غضب الأباء فأبعدهم عنهن ليجلس كلا منهم جوار زوجته، وقف "ياسين الجارحي" يتطلع لهم بنظرات ثبات فكانوا يفترشون أرض الحديقة بسعادة، أقترب منه "حازم" برعب مدفون بعيناه ليعافر قائلاٍ بصوتٍ يجاهد للخروج_هتشارك معانا يا ع...
بترت كلماته بخوفاً قاتل حينما أستدار له "ياسين" فتركه وهرول ليدلف للدائرة التى شكلوها جميعاً بجلوسهم، رفعت "آية" عيناها إليه ببسمة رقيقة فتطلع للأرض بضيق ثم جذب أحد المقاعد تحت نظرات صدماتهم ..ليقترب منهم فجلس يراقب ماذا يفعلون ؟ ...

أشتعلت الأجواء بالحماس وخاصة بمشاركة "ياسين الجارحي" ؛ فنهض "حازم" وأحضر أقلام وبعض الورق ليضعهم بيد والدته و"آية ويارا وباقي الأمهات قائلاٍ ببسمة واسعة _أكتبوا أكتر ذكرى مرتبطة بأزوجكم ...
تطلعوا لبعضهم البعض بستغراب فقال "جاسم" بحماس_فكرة جميلة ياض ...
"يارا" بأستغراب_مش فاهمه يا "حازم"! ...
أجابها "معتز" ببسمة هادئة _يعني أكتر حاجة متقدريش تنسيها مع "عز الجارحي " ...

قالها بغمزة من عيناه فأبتسمت بخجل،سرحت كلا منهن بخيالها لتخطف نظرات سريعة لمعشوقها الذي كاد بأن يلتهمها بنظراته! ..
أول ما دونت بالقلم كانت "شذا" التى إبتسمت لأدهم قبل أن تكتب بحب _
"أكتر ذكرى محفورة بذكرياتي كانت لما فكرت أني خلاص مستقبلي هيتدمر على أيد سفاح كنت خطيبته فى يوم من الأيام ...أتمنيت الموت وأستسلمت لحد ما لقيت "أدهم" بيدفع عني بكل قوته وبيحميني ورا دهره ساعتها حسيت أن دا أماني وسندي وأتمنيته من ربنا" ...

أما "دينا" فتطلعت لرعد مطولا بحيرة لتجذب أحد الأوراق الموضوعة أمامها وتدون ببسمتها العذباء:-
_"رعد من أول ثانية ظهوره فى حياتي وهو أماني وسندي ...ظهوره كان غريب بالنسبالي وأنا بدافع عن راجل عجوز بيعاني من الضربات اللي بيدخدها بسبب شوية شباب طايشين أتدخلت وأنا معرفش أيه نهاية اللي بعمله دا لحد ما خلاص كانوا هيضربوني أتفاجئت بشاب وسيم أوى بيدافع عني وأنا معرفوش ولا هو يعرفني ..عمري ما هنسى دقة قلبي وهو بيسبني وبيمشي حسيت أني هشوفه تاني!" ...

ووضعت الورقة جوار ورقة "شذا" وبسمتها تطوف معشوقها، تطلع "حازم" لملك فجذبت أحدى الورقات ثم شملت معشوقها بنظرات مطولة لتبدأ هى الأخري بالتدوين:-
"السؤال غريب لأن الأمان والأحتواء دول صفات "يحيى" كل موقف عدى عليا كان جانبي فيه خطوة بخطوة، مش عارفة أحدد موقف واحد لأن كل موقف كان معايا فيه ...بس أكتر حاجة معلمة جوايا لحد دلوقتي لما كنت هنتحر وجدي رفع أيده عليا بس يحيي أخد القلم مكاني وي ما متعود دايماً يأخد آلامي وجراحي" ..
أما "تالين" فقدم لها "حازم" الورق قائلاٍ بهمس يشوبه الفضول_أنتِ بالذات هموت وأقرأ هتكتبي أيه بس خلصي بس ..

أكتفت ببسمة صغيرة لأبنها ثم شرعت بالتدوين:-
_"فكرة أن حد يمنحك الأمان والسند جميلة بس لما يقدملك الحياة والفرحة والحب والأولاد وكل شيء فى الوجود ...فكرة أن واحدة أتحكم عليها تعيش حياة ملوثة كلها خطايا ...حمزة الوحيد اللي مدالي أيده وفتحلي درعاته،وقف جانبي ووهبني حياة كريمة من غير ما يبص للماضي بتاعي،حارب الكل عشاني بقى سندى ودنيتي وحياتي " .

وأنتهت كلماتها بدموع غزيرة شتت العقول ثم أزاحتها ببسمة هادئة لتضعها على الأوراق وتنظر للفتيات براحة حينما أخرجت مشاعرها على ورق، جذبت "يارا" أحد الأوراق ثم شرعت بالتدوين:-
_"الحياة بالنسبالي "عز" هو الآمان ليا من أول ما فتحت عيوني وأنا شايفاه ليا كل حاجة، أكتر حاجة حطمتني كان أنكاره حبي اللي فى الأخر كسر الحاجز دا وأعترفلي بحبه، هو الآمان بالنسبالي بكل ثانية بعشها ...مقدرش انسي لما كنت محتاجاله وأتحدى الدنيا كلها عشان يطمني ...عشان يقولي ببساطة بحبك أنتٍ" ...

ووضعت الورقة على باقي الأوراق ليتطلعوا جميعاً لآية التى أحمر وجهها ليصبح أكثر أحمراراً حينما رأت نظرات "ياسين" تطوفها، جذب "عمر" الأوراق والقلم ليقدمه لها فتناولته منه ببسمة أرتباك ثم خطفت نظرة سريعة لياسين المترقب لها لتدون بقلم يرتجف:-
_"فى البداية مكنتش بشوفه أماني بالعكس كنت بحس بالرعب لما بشوفه كنت بخاف من نظراته ليا وحركاته، أول لما كان بيقرب مني كنت بحس بقلبي بيقف من الخوف لحد ما قررت أني أكسر الحاجز دا وأهرب بعيد،هربت وأنا كل خطوة ببعدها عنه قلبي كان بيخرج من مكانه، هربت وأنا حاسة بأحساس غريب كأني اول مرة أعرف يعني أيه خوف!، كنت فاكرة أن فى قربه كنت بخاف بس أكتشافت أن دا هو الآمان!، كان نفسي أقف وأرجعله تاني بس خوفت من عقابه ليا فملقتش خيار تاني غير أني أكمل طريقي اللي أختارته، كنت أتمنى أشوف نظراته ليا ولو حتى بيسكنها الغضب، أتمنيت أشوفه بس بدون أي عقاب، خوفي بدأ يكبر وأنا شايفة النظرات بتحاوطني من كل جهة، أتمنيته يظهر عشان أحس بالأمان اللي كنت فاكراه خوف وضعف! ...

حسيت مع قربهم مني أني خلاص دي نهاية لحياتي البائسة ...حسيت بأنهزامي اللي فجأة أتحاول لنصر لما ظهر أدامي، أتحميت فيه ومهمنيش خوفي ولا غضبه رددت أسمه لأول مرة وأنا ببكي وندمانه أني فكرت فى لحظة أبعد، فرحت لما شوفت الخوف بعيونهم منه،حسيت أنه الحمى ليا، أول ما قرب مني ونظراته كانت كلها غضب لقيت نفسي بترمي فى حضنه وأنا ببكي ساعتها بس عرفت أنه أماني ..أتعرضت بعدها لأكتر من موقف وأكتر من مصيبة بس كنت عارفة وواثقة أنه مش هيسبني كنت بكون على يقين أنه هيوصلي كتت بنتظر وأنا مطمنة أنها مسألة وقت لأن ببساطة محدش يقدر يقف عائق فى طريقه، ثقته بنفسه مش من فراغ...

طال وقتها بكتابة ما دونته ثم وضعت الورقة ببسمة هادئة لجوار باقي الورق، أقترب حازم منهم قائلاٍ بفضول _كنت أتمنى نكشف كل الورق بس للأسف لازم الازواج يدخلوا فى أختبارات عشان يفوزوا بالورق ...
ثم قال ببسمة واسعة _بابا أولاٍ ...جاهز للأسئلة يا ويزو ..
رمقه بنظرة غاضبة _أطلع أنت منها بس ...
"معتز" بمرح_عمي أداها ولا أيه يا عمي ..
أجابه "حمزة" بلهجة مرحة_ربنا يستر ...

صاح حازم بصوت يكسوه الحماس_مين حابب يسأل "حمزة الجارحي" يا جدعان..
رمقه بحدة _هتشحت عليا ولا أيه ؟ ..
أجابه "رعد" ببسمة عالية _ما تبطل شغل النفسنة اللي بينك وبينه دي يا حمزة وألعب بضمير ...
أقترب "عمر" ووضع زجاجة المياه قائلاٍ لحازم بغضب _بطل أسلوب المزاد دا ...
ولف الزجاجة لتستقر على "رانيا" فقال ببسمة هادئة _أسالي ...
أشارت له بفرحة ثم فكرت قليلاٍ لتقول بفضول_أيه هو اللون المفضل لطنط "تالين"؟ ..
أجابها مسرعاً_البينك ..

تطلعوا جميعاً لها لتشير لهم بخفة بنعم ووجهها تسوده بسمة يطوفها العشق كالصقر المتمكن من فرائسه، قدم له "رائد" الورقة المطوية ليقرأها "حمزة" بلهفة لتتحول ملامحه من المزح والمرح لملامح جدية للغاية ليتوجه إليها ويحتضنها بشغف وجنون غير عابئ ببسمات الجميع، تطلعت له بشغف والعشق يبوح بمكنوناته له لتفزع حينما وجدت من يجلس أمامهم يتابعهم بسخرية ليصيح حمزة بغضب _قاعد كدليه يا حيوان؟ ..
أجابه "حازم" بغضب _لحد ما تحس على دمك وتجوزني بدل مأنت مقضيها كدا شبه اللي لسه فى رابعة جامعة ...
كذب المياه من جواره بغضب لينثرها عليه فتختبئ خلف رعد قائلاٍ بخوف_ألحقني يا عمي أخوك هيقتلني ..

أجابه من وسط سيل الضحكات _تستاهل ...
أشار "ياسين" لعمر ببسمة واسعة _كمل يا دوك ...
أشار له والبسمة تعلو وجهه فقال بصوتٍ هادئ_عمي "يحيى" ..
ولف الزجاجة لتستقر أمام "مروج" لتصفق بسعادة _قلباااااي يا ناس وقعت مع أكتر رجال "الجارحي" جنتلة ...
تعالت ضحكات يحيى على تصرفها الطفولي فقالت بفضول وحماس _مش سؤال واحد أسئلة كتير عندي مليش فيه ...
بحيى بثقة _أسالي ...

أسرعت لتجلس جوار "ملك" قائلة بهيام _طنط "ملك" عنيدة جدااااً وطبعها صعب أوي وأ..
كادت بأن تكمل لتلكزها ملك بغضب _فى أيه يا بت أنتى بتفتري عليا كدا ليه؟! ..
طبعت قبلة على وجهها ببسمة واسعة _أنتِ عسل با لوكة بس أنا بحاول أشرح لعمي بس عشان يعرف يرد ..
ألتزمت الصمت وعيناها تطوف معشوقها لتكمل "مروج" بفضول وعيناها على "مازن" بغموض_ قوليلنا بقااا أزاي قدرت تتعامل معاها وتمتص عنادها وغضبها كداا؟..

إبتسم قائلاٍ وعيناه تتفحصها _حبي ليها بيخليني ضعيف مبقدرش أقسى عليها أقل من دقيقتين يمكن دا الطريقة اللي بمتص بيها عنادها وغضبها ...
كانت الفتيات تراقبن حديثه ببسمة حالمة فزفر "معتز" بضيق_أدخلي فى السؤال المهم قبل ما نعطيه الورقة ...
أشارت له بتأكيد ثم قالت ببسمة هادئة_أيه أكلة طنط المفضلة ...
إبتسم "يحيى" قائلاٍ بثقة _مدمنه صدور البط بالبرتقان ...

تعالت الضحكات ومعها ضحكات ملك ليقدم له "مازن" الورقة فقرأها بتمعن ثم إبتسم بسمته الصافية لتشعل جمرات الخجل على وجهها الأبيض ...
"عدي" بسخرية لياسين الذي يجلس جواره_أيه الأسئلة الهايفة دي؟ .
كبت الأخر ضحكاته قائلاٍ بصوتٍ هامس_شامم ريحة رشوة بالموضوع ..
تطلع له ليؤكد الأخر ببسمة واسعة، وقف "ياسين الجارحي" لينهض الجميع ثم تقدم من الورق وجذب ورقة معشوقته وكاد بالرحيل ليجد "حازم" أمامه فقال بثبات _فى حاجة ؟ ...

أجابه برعب _لااااا طبعاً حضرتك تاخد راحتك ...
أكمل خطاه ليجذب معشوقته ليتوجه لغرفتهم بصمت، "أحمد" بفرحة _أنا بقول الوقت أتاخر ونطلع ننام بقى ...
وجذب "أسيل" ليتوجه للأعلى ولكن جذبها "جاسم" بتحدى_مش على طول كدا يابو نسب السهرة طويلة ...
رمقه بنظرة غاضبة ثم قال "لأدهم" التى تعالت ضحكاته _شايف إبن حضرتك يا عمي؟! ..
أجابه وهو يحتضن "شذا" ويصعد للأعلى _حقه ...

لحق به "رعد ويحيى وحمزة" وتبقى الشباب بالأسفل، أشار لهم "معتز" بالجلوس_لسه الليلة طويلة ...
جلسوا جوار بعضهم البعض مجدداً فأشارت "نور" لرائد بغضب _هو أنت ومراتك عاملين ريجيم قاسي ولا أيه ؟ ..
أجابها متعجباً والبسمة تزيد وسامته _ليه يا "نور" ؟! ..
أجابته بضيق _أصل محدش قرب من التسالي دي من ساعتها وبصراحة تلزمني ...
نهض ليجذبها إليها قائلاٍ دون تصديق_بس كدا عيوني ...

جذبتها منه ببسمة هادئة ثم أشارت لياسين ففهم ما تود قوله ليجذب المعجنات من جوارها بضحكة عالية فجذبتها بنظرة محتقنة _ناس متجيش الا بالعين الحمرا ...
"عدي" بسخرية _أجبلك المطبخ هنا يا نور؟ ..
تطلعت له ببسمة مرحة _يبقي كتر خيرك والله لو شويت لينا كدا شوية كباب على الفحم ...
"داليا" بتأكيد _أه والنبي يا "عدي" دانا عصافير بطني قربت تطلع ترقصلكم هنا ...
وزع "جاسم" نظرات الخوف بينهما قائلاٍ بصدمة _مش لسه واكلين من شوية ...
أجابته شروق والبسمة تعلو ثغرها _أنا عذرهم على فكرة ...
"ياسين" بتفكير _هي فكرة مش وحشة ...

عدي بهدوء_لو هتساعدوني معنديش مانع ...
نهض "أحمد" بتأفف_هجبلكم الحطب وأنتوا جهزوا اللحوم ...
وتركهم وغادر ليهمس "جايم" "لأسيل" بخبث_أيوا كدااا أتقلي عشان نربيه ..
رائد بضحكة عالية _لا عجبتني يا واد يا جاسم ...
رفع كفيه إليه بخفة _ولسه يا معلم ...
"حازم" بصدمة مصطنعة _أيه دا أنتوا بتتفقوا على أخويا ..
"عمر" بمكر_ولا يهمك بدل الواحد يبقوا أتنين ..
إبتلع ريقه بتوتر _لا وعلى أيه ؟ ...

بمطبخ القصر ..
أعد الخدم اللحوم على الأسياخ فوضعهم عدي على الحامل ليخرج بهم للخارج ليجد ياسين من خلفه يتأكد من عدم وجود أحد ليهمس بسخرية _لسه متكشفناش الحمد لله .
تطلع له بنظرة شاملة ثم قال ببسمة خبث_وأنت خايف كدا ليه ؟ ...
أجابه ببسمة هادئة _وهخاف ليه فعلا دا قطع رقبة على الماشي شيء ميستدعاش الخوف ..
ثم قال بغضب _هو أحنا أنتحالنا أي شخصية دي شخصية "يحيى وياسين الجارحي" يعني هنروح فى داهية سعاتك
تعالت ضحكات "عدي" قائلاٍ بهدوء_محدش هيعرف أطمن ...
_يا خبر أنتحلتوا شخصية أنكل "ياسين" لا أنا عايزة تفاصيل ...
قالتها "نور" بعدما ولجت للداخل لتجد ما يسليها حتى يتتهوا من أعداد الطعام، رفع "عدي" نظراته "لياسين" ثم حمل السيخ وتوجه للخارج بصمت بينما شرح" ياسين "ما حدث بالتفاصيل "لنور "على أمل ألتزامها الصمت! ...

بغرفة "ياسين" ...
حاولت التهرب منه فأسرعت للولوج لحمام الغرفة حتى تختبأ من نظراته، جذبها إليه ليقول ببسمة هادئة _كتبتي أيه وخايفة أني أشوفه؟ ..
وضعت عيناها أرضاً بخجل _هكتب أيه يعني؟ ..
قربها إليه ثم أخرج الورقة من جيبه ليقرأ ما دونته بصمت، تأملت ملامح وجهه بتراقب حتى وضعها على الطاولة ليقربها إليه لتلمس فيض مشاعره فأبتعدت سريعاً بخجل ليجذبها مجدداً ببسمة مكر وهو يحرر حجابها _لو أنا أمانك فأنتِ عشقي وروحي يا "آية" ...
ثم رفع وجهها لتلتقي بعيناه ليسحبها بلطف لعالم العشق والجنون ...عالم لا يوجد به سوى لمساته الحنونة وأحاسيسه المرهفة التى تنقل لها كم يعشقها حد الجنون...

بغرفة "أدهم" ..
وضع الورقة بجيبه بعدم قرأها ليبتسم لها بخفة _لسه فاكرة يا شذا ؟ ..
أجابته بشرود _عمري ما هنسى أكيد ولا هنسى أحساسي لما فكرت أنك هتتجوزي شفقة ...
أحتضنها بجنون قائلاٍ بهمساً يسكنه الأغراء_أنا حبيتك من قبل كل دا يا شذا من أول نظرة عيني وقعت عليكي، من أول ما رفعتي وشك ليا وشوفتك كأنك لمستي قلبي بروحك وكيانك ...
أنصاعت لأحضانه بقلبٍ يخفق بجنون ليعلمها فنون عشقه بطريقتهم الخاصة ...

أما بغرفة "عز" ...
تمددت على الفراش جواره قائلة بأبتسامتها الرقيقة _مش قادرة أتخيل نفسي لو كنت سمعت كلامك وأتجوزت أبيه "يحيى" ..
رمقها بنظرة مطولة ثم قال بعتاب _وأنا كنت هسمحلك ؟ ..
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق_مش أنت اللي كنت عايز كدا ..
أجابها بحدة _كنت مجنون وفوقت ..
كبتت ضحكاتها بخبث _طيب كويس أنك عرفت ...
أجابها بأستغراب _عرفت أيه؟ ..
_أنك مجنونة ..
قالتلها وهى تتخفي أسفل الغطاء ببسمة عالية ليجذبها إليه بمكر _كدا ...طب تعالى بقااا مدام أنا مجنون ..
صرخت به بدلال ولكنها أستكانت بين أحضانه بنهاية الأمر . .

بغرفة "رعد" ...
كانت تجلس بصمتٍ قاتل تتطلع الي الحديقه أمامها بشرود إلي أن شعرت بأنفاس تلفح رقبتها ؛فأستدارت لتجده أمامها بنظراته المحملة بالشوق والحنين حتي بعد مرور أعواماً وبعد ان داهمهما العمر،أستدرت "دينا" ببسمة هادئه لتجده يبادلها البسمة قائلاٍ بعشق يتدفق من صوته_ قاعدة لوحدك ليه؟
جذبته بحنين ليجلس بجوارها قائله بهيام_ بفتكر أزاي كنت سند ليا بفتكر إن دايما كنت بتقدم ليا كل حاجه دون ما تنتظر مقابل!...
إبتسم وهو يقبل يديها قائلاٍ بصوتٍ هادئ_ ومستعد أقدملم عمري كله لو طلبتيه...

طافت نظراتهم ببعضهم البعض لتسبح عبر حواجز الزمن لتري بعيناه تلك السنوات التي قضتها بعشقه فكانت تخشي إن يلتهمها العمر بالانشغال في مشاكلهم الحياتية ولكنه كان يزداد بعشقها حتي أنه يدللها كالطفلة الصغيرة، فكان لها الاب والاخ والصديق والسند والعون ...

بغرفة "حمزة" ...
ما أن ولجت للداخل حتى بكت على ذكريات مرءت عليها بأنين فأحياها القلم لتشدو معاه جراح وآلآم كانت قد تخفت بنجاح، جذبها إليه ليجفف دمعاتها مثلما أعتاد قائلاٍ بعتاب _ليه كتبتي كدا يا "تالين" ..الورقة دي كانت ممكن توقع فى أيد "حازم أو أحمد " ...
أجابته ببسمة هادئة _معنديش حاجه أخبيها عليهم يا "حمزة" أنا قايلة "لأحمد وحازم" كل حاجة من زمان ...
تطلع لها بذهول فقالت بحزن _كانت خطوة صعبة بس كان لازم منها خفت يعرفوا من حد تاني بطريقة وحشة وأكون خسرتهم للأبد ...
ثم تنهدت بألم_يمكن دا السبب اللي خلى "أحمد" ميسبش "سارة" الله يرحمها بدون مساعدة ..
رفع يديه على كتفيها فقالت ببسمة هادئه_ميهمنيش فى الدنيا دي كلها غيرك أنت وعيالي يا "حمزة" ..
قربها إليه ليطبع قبلة مكبلة بالحنان على جبينها فتمسكت به بجنون ليجذبها لأحضانه بسعادة فكأنه يرى الماضي يعاد أمام عيناه من جديد ...

بالأسفل ..
تناثر رائحة اللحم المشوي بالحديقة فأبتيم "مازن" وهو يخطف بعض الصور لعدي وهو يقلب السيخ بمهارة ليقول بمشاكسة _هوريها للعميد يمكن ساعتها يعرف سبب أستقالتك كانت أيه؟ ..
وأستدار ليركض قبل أن يفتك به ليجد "رائد وياسين" أمام عيناه ليجذب ياسين الهاتف بخفة ويجذب رائد مازن من تلباب قميصه كمن قبض على مجرم، قربوه من عدي ليتطلع لهم بغضب_أندال ...
"رائد" بأبتسامة مستفزة _زيك بالظبط يا ميزو ...
ناول "ياسين" الهاتف "لعدي" فحطمه امام عيناه ليصرخ بغضب _أنت عارف تمنه كام دا ...
رفع الشوكة امام عيناه كتحذير إليه_أحب أعرف .
إبتلع ريقه بخوف وهو يرى الدخان المتصاعد من فرط حرارتها ليعدل من ملابسها متصنع اللامبالة_فداك ميت تلفون يابو نسب ...
"عدي" بخبث _كدا تعجبني ...

رمقها بنظرة غاضبة وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة فقطعت الحديث نور قائلة بضيق _كل دا يا "عدي" أنا جعاااانه ..
رمقها بدهشة وهو يهمس بصوتٍ يكاد يكون مسموع _مش لسه مديكي طبق من شوية ؟ .
رمقته بغضب _أحسدني بقا الله ...
"عمر" بضحكة مكبوته_أهدى شوية يا "نور" وخدي بالك من كلامك محدش أساساً مصدق أنك بتكلمي عدي بالطريقة دي وهو سايبك كدا فأهدي ليحطك الأسياخ ..
أجابته برعب _تفتكر؟ ..

أشار لها بخبث فأقتربت من عدي بخوف وأحترام _أنا واقفة بأحترامي أهو بس أديني طبق كمان شالله يسترك ...
تعالت ضحكات "ياسين" ليجذب أحد الأسياخ ويعده لها قائلاٍ بسخرية _حقك ما الليلة دي كلها عشانك أنتِ و"داليا" ...
أشارت له "داليا" قائلة بصوت مرتفع _فين طبقي يا ياسين؟ ...
"جاسم" بعشق_بعملك أهو يا روحي وأبو حميد هيوزع حالا ..

حمل "أحمد" الأطباق وهو يرمقه بنظرة من الجحيم ليضع أمام الفتيات الأطباق، كبتت "أسيل" ضحكاتها بالكد وهى تراه هكذا فتناولت الطعام بصمت ...
أما نسرين فتركت الطعام وجلست جوار حازم يتبادلون الحديث الجادي حول حياتها الشخصية لتقص له عن تفاصيل حياتها حتى غفلت على كتفيه وغفل هو الأخر وهو يحتضنها دون أن يشعر ...

جلس "أحمد" جوارها قائلاٍ ببسمة هادئة _وحشتيني ..
أجابته بدمع يلمع بعيناها _هنت عليك يا "أحمد" ...
أحتضن يدها بين يديه وعيناها تحتضنها بدفء قائلاٍ بصوتٍ يكمنه العشق_مسبتكيش لحظة واحدة يا "أسيل" ..
تطلعت له بعدم فهم فجذبها برفق للأعلى لتعلم ما يقصد ؟ ...

أما "عدي" فوقف يحرك يديه بالمروحة الصناعية ذات الريش كثيف ليضمن للحم درجة حرارة متساوية،عيناه كانت مصوبة تجاه حوريته التى تجلس أمامه على الطاولة القريبة منه، أنهى ما يفعله ليحضر طبق واحد فقط ويجلس أمامها، إبتسمت "رحمة" بحماس حينما داعبت الرائحة الشهية أنفها، حملت الشوكة التي بجوارها وقدمتها له ليضعها جانباً ثم أشار إليها بمكر ففهمت ما يشير إليه، وضعت الشوكة الخاصة بها لتقتطف بعضها لتقدمه له، تناولها بتلذذ وعيناه مصوبة تجاهها، جذب ما بيدها ليقتطف قطعة صغيرة ثم قدماها لها لتتناولها بخجل ووجههاً يعشق هو لونه حينما يشاكسها ...

على مسافة قريبة منهما، أقتربت "مليكة" من "نسرين" ببسمة هادئة فتركتها وأستدارت لتغادر لتقف على صوت "جاسم" حينما قال لياسين بغضب_أنت رايح فين ؟ . مش صحيته ليه؟
أجابه بحدة_أنت فى أيه يا "جاسم" مش عاتق الواد وأخوه ليه ؟ ..
قال بخبث_مش قلبي على البت هتتخض لما تلاقيه جانبها كدا وخاصة أنه في الفترة الاخيرة قلب على "حمدي الوزير "...
جذبه "رائد" بسخرية _البت اللي بتتكلم عنها دي تبقى مراته دا أولاٍ ثانياً ركز مع مراتك وسيب الناس فى حالها ..
رمقهم بنظرة مشاكسة ثم غادر بهدوء أما "مليكة" فأقتربت من "ياسين" لتقدم له الغطاء فابتسم وإقترب يداثر "حازم" جيداً وداثرت هى "نسرين" ثم صعدوا لغرفهم...

بالأعلى ...
ولجت للداخل معه بعدم فهم ليقترب من الحصان الصغير المزين للكوماد ثم أخرج منه كاميرا صغيرة موضوعة بأحكام ...
صعقت "أسيل" ثم تطلعت له بصدمة ليبتسم وهو يتأمل تعبيرات وجهها قائلاٍ بخبث_شوفتي بقا أني كنت معاكِ لحظة بلحظة؟ ..
لم تتمالك ذاتها فلكمته بقوة لتنهال عليه بعدد من اللكمات قائلة بغضب _يعني شايفني وأنا بتعذب ومعبرتنيش حتى بأتصال ...
كبت بسماته بصعوبة ثم كور يدها بين يدها ليعيق حركاتها بسهولة وباليد الأخرى يتحسس وجهها برفق،إرتجفت من لمساته إليها فأغلقت عيناها بقوة ليقترب منها سامحاً لمشاعره الجياشة بالتعبير عن مكنونات القلب لتكون رحلة يشهدها الشوق والحنين...

بعرفة "عمر" ...
أقترب منها وهى تشاهد التلفاز فكبت بسمته الساخرة ليقول بصوتٍ اكثر جدية _مش عايزة أكل تاني يا روحي؟ ..
رمقته بنظرة متفحصة ثم قالت ببسمة هادئة _أنت معاك أيه؟ ..وأنا ممكن أفكر ...
صعق للغاية فلم يتمكن من الصمود كثيراً ليخر جوارها من فرط الضحك فرمقته بغضب لتدفشه بالوسادة عدة مرات حتى أنفتحت من شدة ضربها به لتمتلأ الغرفة بأكملها بالريش الأبيض، سعدت للغاية فتطلعت له بنظرة ذات مغزى ليشير لها بالتحذير _بلاش جنان يا "نور" ...

وما أن أنهى كلماته حتى جذبت "نور" وسادة أخري لتمزقها وتلقي بالريش بالغرفة بفرح وسعادة ليبتسم رغماً عنه قائلاٍ بهمساً عاشق_مجنونه ..
جلست على قدميه بدلال _بيك ..
أحتضنها ببسمة تعلو وجهه الوسيم لتجذب بيدها الريش ثم تنثره على وجهه وتركض ببسمة أنتصار ليلحق بها بتوعد حتى أستقرت بين أحضانه ...

بغرفة "رائد" ...
أحتضن طفلته المدلالة ببسمة صغيرة وهو يتطلع ملامحها الملائكية ليأتيه صوت زوجته التى تتوسط الفراش من جواره_سرحان في أيه؟ ..
أجابها بنبرة غامضة _بفكر أزاي الواحد يربي بنته ويكبرها ويدليلها ويجي واحد يأخدها على الجاهز كدا ..
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية _مأنت زي الواحد دا ..
إبتسم وهو يتأملها عن قرب _مش هفرط فيها بسهولة ...والمشكلة أنها أكبر أحفاد الجارحي يعني محدش يناسبها من الأولاد ..
ازدادت ضحكاتها لتقول بصعوبة بالحديث _مش مصدقة تفكيرك يا "رائد" البنت لسه صغيرة جداً ..

طبع قبله على وجه صغيرته بتوعد مضحك_برضو مش هجوزها ..
كبتت ضحكاتها بسخرية _دا قرار شخصي خاص بيك أنت بس هي لا ..
تطلع لها قليلاٍ ثم أنفجر معها ضاحكاً على أسلوبه الأحمق بالحديث ...

بغرفة "معتز" ...
أستمع لصوتها المزعج ففتح عيناه بصعوبة ليجدها تحمل الصغيرة وتصيح بغضب _ مش ناوية تنامي يعني حرام بجد مش قادرة أفتح عيوووني ..
نهض عن الفراش بهدوء _بتكلميها كدا ليه الله ما تاخد راحتها ..
أستدرات له "شروق" بحدة_بقى هو كدا ...طيب خد بقااا ..

وناولتها الصغيرة ثم تمددت على الفراش وداثرت ذاتها جيداً ببسمة راحة تحت نظرات صدماته ليرفع عيناه عنها بصعوبة ليتطلع للصغيرة ذات الوجه الجذاب فيبتسم رغماً عنه قائلاٍ بدلال _مزعلة مامي ليه يا "يارا"! ..
تطلعت له الصغيرة ببكاء فحملها ووقف بها قليلاٍ حتى هدأت وسكنت بين ذراعيه ثم بعد قليل راحت بنوماً عميق ليضعها بفراشها الصغير بعد أن طبع قبلة عميقة على جبينها ...

أندس الظلام وتوسطه أشعة الشمس التى توسطت كبد السماء لتسدل أشعتها الذهبية بتغندج لتزعج العاشقين الغافلين بحديقة قصر "الجارحي" ...
فتحت عيناها بصعوبة لتصعق بشدة حينما رأت ذاتها بالمكان الذي كانت تجلس به بالأمس معه، رفعت عيناها لتجده يتأملها ببسمة جعلتها كالأسيرة ذات الأغلال ..
_صباح الخير ..
قالها بنبرة هادئة فأبتعدت عنه قليلاٍ بحرج_صباح النور ...أنا أسفة محستش بنفسي ..
أجابها ببسمته الهادئة _ولا أنا ...

نهضت سريعاً بعيداً عنه بملامح خجولة للغاية لتشير له بأرتباك _أنا هرجع أوضتي ..
لحق بها سريعاً ليقول بخبث _طيب ما تخليكي معايا شوية ..
أشارت له بحرج وأسرعت من خطاها للداخل لتتعالي ضحكاته على مظهرها المضحك ربما لو رفع رأسه ليرى من يقف يتراقبهم بالأعلى ويتخذ قراراً سيجعل "حازم" بقمة سعادته ...

إستيقظ "أحمد" من نومه ففتح عيناه ببطء شديد ليجدها أمامه تتطلع له بعين يتلألأ فيها الدمع فأستند علي جذعه لينهض قائلاٍ بقلق_ مالك ياحبيبتي في أيه؟! ..
تطلعت له بصمتٍ قاتل قطعته بعد لحظات بدموع _هتبعد عني تاني؟ ..
أجابها سريعاً_ لا طبعاً.. اللي حصل دا مش هيتكرر تاني أوعدك ...
وجذبها بأحضانه حتي هدأت فحينما أستكانت قالت بتوتر _لسه فاكر وعدك ليا...
تطلع لها بنظرة مطولة لينهيها بقبلة على أصابع يدها الرقيقة_فاكر يا "أسيل" ...

قالت بنبرة أرتباك واضحة_ يعني هتيجي معايا النهاردة؟
أجابها وهو يحتضن وجهها بيديه _ألبسي وأنا هستانكي تحت ..
نهضت مسرعة والفرحة تدب بوجهها أما هو فتغمده الخوف ولكنه تفائل بالله عز وجل فنهض ليغتسل ثم توجه لغرفة الصغيرة ...

بالأسفل ...
هبط "عدي" للأسفل ليجد أبيه وأعمامه على المائدة فقال ببسمة هادئة _صباح الخير يا بابا ...
وقعت تلك الكلمات على مسمع الجميع كالسهول المميتة على عكس ياسين الذي إبتسم بخفة بعدما رفع عيناه ليجد أمامه نسخة متطابقة إليه وخاصة بعدما أرتدى بذلة من نفس النوع الذي يرتديه "ياسين" فأصبح مقرب إليه للغاية، جلس جواره ثم شرع بتناول الطعام وسط دهشة الجميع وبسمة "يحيى" بتحقق "ياسين" لما يريد...

بغرفة "ليان" ..
وقف أمام فراشها الصغير ببسمة هادئة،ليحملها بين يديه بهدوء _صباح الخير يا حبيبتي ...ها عاملة أيه ؟ ..
قالها كأنه يتحدث مع فتاة بالغة رفم صغر سنها للغاية، جلس بها "أحمد" على أحد المقاعد ثم طبع قبلة على وجهها قائلة بعد لحظات من تأملها _خاليكي عارفة أن بابا "أحمد" بيحبك كتير أوي وحتى لو ربنا أراد ليا بأولاد فى يوم من الأيام خاليكي متأكدة انك هتكوني عندي زيهم وأكتر كمان ...
وطبع قبلة أخري على وجهها ليقول بحزن _كنت أتمنى أسجلك على أسمي عشان متحزنيش فى يوم من الأيام على أسمك المختلف عني بس متجرأتش أغضب ربنا وأكيد هتتفهمي دا فى يوم من الأيام ...
إبتسم بهدوء حينما رأها غفلت بين ذراعيه فوضعها بفراشها ثم هبط ليبتنظر "أسيل" بالأسفل ...

فتحت عيناها ببطء لتجد علبة حمراء لجوارها، جلست آية أولا ثم جذبتها لترى محتوياتها ففتحت عيناها بصدمة من هول ما رأته تذكرتين للعمرة يقدمها لها زوجها بصحبته للذهاب لبيت الله أجمل متعة وأثمن هدية تمسكتها بين يدها، جذبت حجابها وهبطت كالمجنونه تبحث عنها لتشكره عن هديته الثمينة فما أن رأته حتى أحتضنته بدموع وسعادة فأبتسم "ياسين" قائلاٍ بسخرية _بتزعلي بتبكي ...بتفرحي بتبكي! ..فى كل حالاتك دموع ..أنتِ بتحبي النكد ؟ ..
أجابته ببسمة ثفة _لا بحبك أنت...

تطلع لها بأستغراب _أيه الثقة دي بقينا ننطقها أخيراً بدون مقدمات بعد مجهود تلاتين سنة ..
إبتسمت بتذمر _"ياسين" ...الله ..
جذبها إليه بهمساً خبيث_قولتلك أنتِ روحه وحياته من زمان ..
وضعت عيناها أرضاً بخجل فطافها بذراعيه لتخرج معه للحديقة ...

وصلت سيارة "أحمد" أمام المشفي فترجل منها بخطى متخفي بالخوف لحقته "أسيل" بأرتباك ملحوظ ليحيطها بذراعيه ويطمنها ببسماته الحنونه ...
ولجت للداخل معه ليجلسوا سوياً بالخارج بأنتظار دورهم، خطفت "أسيل" نظرات سريعة للنساء من حولها فكانت كلا منهم تبدو رائعة ببطنها المنتفخة، شعرت بنغزة من الحزن ولكن كالعادة لم يسمح لها معشوقها بذلك بعدما أحتضنها بأطراف أصابعها لتبتسم له، أشارت لهم الممرضة بعملية _أتفضلي يا فندم دورك ..
ولجت للداخل بأرتباك وهو لجوارها، إبتسمت الطبيبة ما أن رأتها فهى المخصصة لعائلتها لتقول بعملية _أهلا "أسيل" ..عاملة أيه ؟ ..
أشارت لها بهدوء _الحمد لله ..

قالت الأخرى ببسمة بشوشة_أخبار "شروق" أيه بخير ؟ ..
أكتفت بأشارة بسيطة لها ثم قالت بتوتر _أنا كنت كلمت حضرتك أخر مرة كنت فيها هنا معاها عن حالتي ..
أجابتها بتذكر _أيوا فاكرة ...يعني خلاص قررتي ؟.
رفعت عيناها على "أحمد" الذي أشار لها بهدوء فأشارت الأخري للطبيبة التى دقت الجرس الصغير جوارها فدلفت الممرضة لتشير لها بهدوء _جهزي المدام للفحص ..

ولجت "أسيل" للداخل ولحقت بها الطبيبة لتفحصها، ثم بعد دقائق خرجت لتجلس على مكتبها لتعدل أسيل ثيابها ثم لحقت بها لتجلس محلها ...
خلعت الطبيبة نظاراتها الطبية قائلة بهدوء _قوليلي يا "أسيل" أنتِ ماشية على علاج معين ؟ ..
أجابتها بأستغراب _لا ..
باشرت الطبيبة بسؤالاٍ أخر_طيب مش فاكرة معاد أخر عادة شهرية ليكِ ؟ ..

تلون وجهها بحمرة الخجل فشعرت بأنهما على وشك الأشتعال، فأشاح أحمد بنظراته عنها ببسمة مبسطة لشعوره بأنها على وشك الأنفجار لتقول بحرج_من فترة ..
أجابتها الطبيبة ببسمة هادئة_والفترة دي متدكيش الحق أنك تدوري على السبب ؟! ..
ضيقت عيناها بعدم فهم _مش فاهمة حضرتك تقصدي أيه ؟ ..
أغلقت الطبيبة الملف من أمامها قائلة ببسمة واسعة _أنتِ مش هتحتاجي حقن يا أسيل ..
أجابتها بحزن _ليه مش حضرتك قولتلي فى أمل بالحقن ؟..

أجابتها الاخرى بنفس ذات البسمة _مش هتحتاجيه لأنك حامل ...
تطلعت لها بصدمة ثم لأحمد المنصعق لتقول بأرتباك _بتقولي أيه؟ ..أنا ...معقول! ..
وقف أحمد جوارها بفرحة _مبروك يا روحي ربنا كبير ..
تطلعت للفرحة بعيناه لتشعر بالحيرة ما بين الواقع والخيال لتسقط بين يديه فاقدة للوعي ...

بفيلا "آسلام" ...
عاد لمنزله بعد فترة من الغياب التى أطاحت بقلبه ومشاعره، تطلع لمعشوقته وهى تبتسم شيئاً فشيء وتتبادل الحديث مع والدته بفرحة وسعادة، شعر بأن السعادة تسبقه بخطوات طالما هذة الملاك تحاصره ...
طافه الحماس لحفل الزفاف المقبل بالشهر القادم لتصبح زوجته أمام الجميع ...

بقصر "الجارحي" ..
فتحت عيناها ببطء لتجد الجميع جوارها والفرحة نكتسح العيون وخاصة "حمزة وأدهم" تحملت على ذراعي أحمد الذي يحاوطها بخوف من أن يغشي عليها مجدداً فقالت ببكاء_سمعت يا "أحمد" الدكتورة قالتلي أني حامل ..
قبل رأسها بعشق غير عابئ بوجود الجميع _سمعت يا قلب "أحمد"...
"أدهم" بفرحة _الف مبرووك يا حبيبتي ...
"حمزة" بفرحة وهو يقبل رأسها _مبروك يام "حمزة"...

تعالت الضحكات على بشارته التى نقلها إليهم فحاوطهم الجميع بسعادة وفرحة أستمرت حتى منتصف الليل فظلوا يحتفلون بأجواء يسودها الحب والفرحة والمشاكسة الشبابية ...فتح "رائد" الحديث عن الجريمة التى أرتكبوها عدي وياسين حينما أنتحلوا شخصيتهم فأخبرهم بأنه خائف من أفتضاخ الأمر وخاصة بعد أن ساور "ياسين الجارحي" الشك...

ولج "ياسين" للداخل ليجد الفتيات والشباب متجمعين بالأسفل، إبتسم بمكر وهو يقترب منهم ليسود الهدوء وينهضوا جميعاً ليقفوا جوار بعضهم البعض، تراقبهم قليلاٍ ثم قال بتعبيرات جافة _الساعة بقيت 4الصبح ولسه سهرانين! ..
أجابته "نور" بعدما أقتربت لتقف جواره_أنا أقولك ليه يا أنكل ...صلي على النبي ...
إبتسم رغماً عنه على طريقتها الطفولية بينما أنقبض قلب الشباب ليدفشوا "عمر" بغضب ليهمس له "جاسم" بغضب_ألحق مراتك هتتسبب بقطع رقبتنا...
أجابه مغلوب على أمره_وأنا أعمل أيه يعني مهي جرت عليه أدمكم أهو أجبها أزاي أنا! ..

"عدي" ببسمة ساخرة_أستعدوا للي جاي ..
قطع الحديث بسمة "ياسين الجارحي" قائلاٍ بهدوء_عليه أفضل الصلاة والسلام ...
أجابته "نور" بغضب وهى توجه حديثها للشباب_ما "ياسين الجارحي" مز ودمه شربات أهو امال ليه بتحسيوني أنه مصاص دماء ...
أزدردوا ريقهم برعب فهمس "أحمد" برعب_أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ...
"حازم" برعب_هى العملية تستهل نطق الشهادة ؟ ..

أشار له بتأكيد فرددها هو الأخر، كبتت رحمة ضحكاتها وهى تراقب تصرفات نور الطفولية حينما أشاحت بيدها لتوصل حجم المشكلة له_حضرتك أتعاقدت مع شركة روسية باين ولا إيطالية باين روسية،وأستدارت لهم بحيرة _كانت روسية ولا أيه يا شباب ..
كبت "عمر" غضبه ببسمة غيظ_أيه اللي بتقوليه دا يا روحي .
لكمه "ياسين" بغضب _دا اللي قدرت عليه أتصرف وأخرس مراتك هنروح فى داهية اللي يخربيتك أنت وهي ...
أشار لها بتحذير فأستدار برعب لوجه "ياسين الجارحي"_ إبنك بيهددني يا عمي أنا عايزة الحماية ..
أستدار بوجهه "لعمر" فرفع يديه بصوتٍ يكاد يكون مسموع_لا دا في دبانه رزلة واقفة على وشي من صباحية ربنا بس أنا أيه هفعصها وأنتهي منها قريب أن شاء الله..

كان يظن أن ما قاله سيحكم لسانها ولكنه تفاجئ بها تتحدث مسرعة كأنها فى سباق _من يومين جي مندوبين من هناك عشان يتمموا الموضوع رسمي بالعقود يقوم أيه بقى "ياسين وعدي" حضرين الميتج على أن واحد فيهم "ياسين الجارحي" والتاني "يحيى الجارحي" معرفش الاغبية معرفوش ازاي بس المهم أنهم كنسلوا الموضوع بمساعدة باقي أعضاء التيم ...

وأشارت على الجميع ليتطلع لهم ياسين بثبات فأكملت قائلة ببسمة واسعة _أما عموري القمر حبيبي ...حاطلهم هو وجاسم فى القهوة ملح بدل السكر عشان يطفشوهم بالاربعة مش بالتلاته ...و"معتز" حط فى عربيتهم فارة بيضة صغيرة فحازم لما عرف لحقهم بعربيته عشان يسترجع الفارة بتاعته يعني بالعربي كدا أتفضحنا يا ياسو أدام الاجانب ...

تسلل "جاسم "خلف الأريكة بهدوء ولحق به "معتز" أما "أحمد" فجلس جوار البيانو،لحق به "ياسين" وعيناه تشع شراراً تجاه "نور وعمر "...حاول "عمر" الانضمام للاريكة التى يختبي خلفها "جاسم" فدفشه بغضب وكذلك فعل "ياسين" تكريماً لما فعلته زوجته ...
جذب "حازم" الستائر وأندس بداخلها، أستدار "ياسين" ليجد القاعة فارغة بأكملها لا يوجد سوى "عدي" يقف بشجاعة غير مكتثر لشيء، أقترب ليقف أمامه قائلاٍ بسخرية _مهربتش ليه زيهم؟ ..

أجابه بثقة وكبرياء يفوقه_وأنا عملت أيه عشان أهرب؟ ...
ضيق عيناه بثبات _أنتحالك لشخصيتي مش غلط؟! ..
اجابه بثبات _مكنش ادامي حل تاني عشان اوقف الصفقة اللي كلها أستغلال دي ..
وضع يديه أمام صدره بسخرية _أستغلال! ...أنا قدمتلك أستقالتك فى الشرطة زي ما حبيت عشان تنتحل شخصيتي وتوقف الصفقات اللي بعملها ! ..
أقترب ليقف أمام عيناه بهدوء_فى فرق فى الصفقة دي كلها استغلال بطريقة مبالغة فيها بيزودا التمن للدرجة دي عشان عندهم ثقة أن مفيش في مصر الأمكانيات لتشغيل مصانع زي دي ...

تطلع له بصمت وفرحة يكبتها بثباته_وأنت شايف باللي عملته دي هتوقف الاستغلال ! ..
أجابه ببسمة هادئة_اكيد ..
ضيق عيناه بعدم فهم فقال عدي_لما نعمل مصانع بمصر تفوق معدلتهم وتكون تابعة للملاك الجارحي ...بدل ما نستورد منهم هنصدرلهم ...
علت نظراته بالأعجاب لتفكير إبنه فقال بثبات _هتقدر؟ ..
أجابه ببسمة تحدى_بمساعدة الشباب هقدر أهد العالم لو حبيت ..

إبتسم ياسين فاقترب منه ليربت على كتفيه _شوف محتاج أيه وأعتبر كل طلباتكم مجابة لو حابب تبدأ من بكرا معنديش أيه مانع ..
بادله البسمة فتوجه للمغادرة ليبتسم لنور هى الاخري ثم اختفي من أمام أعينها ...خرجوا جميعاً من مخبأهم فأبتلعت نور ريقها بصعوبة، أقتربوا منها بغيظ وغضب وبالأخص عمر فقالت بصوت يشوبه القوة الذائفة_كبرتم الموضوع يا شباب ...

حينما لمحت نظراتهم قالت بحزن مصطنع _والله ما أعرف مالي كدا من ساعة ما حملت وأنا هرموناتي ضربت على الفتن حبتين بس متقلقوش هتصرف...
اجابها عمر ببسمة غيظ_متقلقيش يا روحي أنا هظبطلك الهرمونات وكل حاجة محتاجة تظبط ..
ابتلعت ريقها بأرتباك والفتيات يضحكن بقوة على مظهرها، ولج يحيى للداخل قائلاٍ بستغراب_صباح الخير ...
هرولت نور اليه لتقف خلفه قائلة بصعوبة بالحديث _الحقني يا عمي عايزين يقتلوووووني ...
تطلع خلفه بصدمة _مين دول؟ ..

أجابته مشيرة عليهم _ابنك واصحابه ..
كبت يحيى ضحكاته على تشبيهها للشباب فقال بهدوء_فى أيه بيتضايقوا نور ليه ؟ ..
أجابه حازم بغضب _دي تضايق مديرية ...
أستدار براسه لمن تتشبث به فقالت ببراءة مصطنعة_متصدقهوش يا عمي دانا ملاك ..
أشار لها بتفهم وبسمته تحتل وجهه ...ياسين بغضب _لو سمحت يا بابا متصدقهاش دي فتانة نقلت اللي حصل لعمي ياسين ...
معتز بتاكيد _اااه والله وكان هيعمل مننا بطاطس محمرة لولا ستر ربنا ..
يحيى باهتمام _يا خبر ليه عملتوا ايه ؟ ..

ارتبكوا جميعا وتطلعوا لياسين بغضب فلو علم يحيى بانهم انتحلوا شخصيته ماذا سيفعل ؟ ..
راتهم نور فابتسمت بمكر ليتطلعوا لها بتحذير فقالت ببسمة واسعة _لا يا عمي عيب ما يصحش دي اسرار شغل مينفعش تخرج بره ...
اجابها ببسمة واسعة _طيب قوليلي يا نور ...
نور بغضب مصطنع_ يرضيك أفتن؟ ..
تعالت ضحكاته بعدم تصديق _لا ميرضنيش بصراحة ...
أحمد بسخرية _ملاك ابيض برئ ..
أجابته ببسمة هادئة_أه والله ..

ولج الخادم حاملا علبة كبيرة باللون الاحمر فاشار له يحيى بان يضعها على الطاولة امامهم ...
عمر باستغراب _دا أيه يا عمي ؟ ..
تطلع يحيى ببسمته لحازم _هدية من ياسين الجارحي لحد منكم ..
معتز بفضول _حد مين ؟ ..
جاسم _فيها ايه يعني ؟..

غمز بعيناه الساحرة اليهم وهو يصعد للاعلى _افتحوا وشوفوا تصبحوا على خير ..
وغادر للاعلى ...اقتربوا جميعاً منها بفضول فحرر احمد الرباط الاحمر ليجدوا دعوة مصممة بحرافية لتسلب العقول ...
أحمد بأستغراب _دعوة فرح! ..
رحمة باعجاب _شكلها تحفة أوى ..
نسرين بتاكيد _جدااا ...
جاسم بأستغراب _فرح مين ؟ ..
فتحها عمر باهتمام _هنشوف ..
وقفوا امام الكلمات بصدمة فقرأ حازم بصوت مرتفع _.دعوة لحضول حفل زفاف "حازم الجارحي" على الأنسة ن...

بترت كلماته حينما عاد للكلمة التى تفوه بها ليصيح بصدمة _حازم الجارحي! ..اللي هو اناااااا ...
تطلعوا جميعا اليه بصدمة وهو يقبل الدعوة ويرقص بجنون قائلاٍ بفرحة _داااااناااا والله انا ...تحيا ياسين الجارحي ...يعيش ياسين الجارحي ...تعظييييم سلامااات حارة لعم الامبراطورية كلهاااااااا ...
بحبك وقسما بالله يا عمي والله ابتديت احبك ..

وصعد فوق الطاولة ليشغل على هاتفه المهرجنات ليتميل بجنون وهو يرقي الاطباق الموضوعة عليها لتتهشم ارضاً ليستيقظ من بالقصر جميعا وعلى رأسهم "ياسين الجارحي" .. أقترب احمد من نسرين المصدومه قائلاٍ ببسمة مصطنعة _ طبعا لو حلفتلك على المصحف أن أخويا زي الفل ومش مجنون مش هتصدقيني ...
نسرين بصدمة_أنا خايفة على نفسي صدقني ...

تعالت ضحكات الشباب باكملهم ولكنهم ركضوا جانباً حينما تطايرات الاطباق بوجههم فاستدار "حازم" وهو يرقص لجنون ويصيح قائلا بفرحة _اشهدووووا يا عيلة أني إبتديت أحب الراجل دااااا ابتديت أحب "ياسين الجاررررحي" يا بشر ..
صعق وتبلدت حواسه حينما راه يقف أمام عيناه بنظرات ليست تنذر بالخير ...

إبتلع ريقه بصعوبة ثم هبط مسرعاً من على الطاولة فأقترب منه "ياسين" بغضب وهو يشير ليحيى الذي هبط هو الأخر على الصوت _خد الدعوة دي يا "يحيى" أنا رجعت بكلامي مفيش جواز ...
كبت يحيى ضحكاته بصعوبة بينما وقف "حازم" أمام وجه "ياسين" بعد أن كاد بالصعود للأعلى ليقول بصوتٍ على وشك البكاء_حرام عليك تفرق بين قلبين يا عمي ...وعهد الله بحبهااا ...طيب يرضيك أموت نفسي وتشيل ذنبي ...يرضيك أموت وأنا حزين وغضبان عليك ..

راقب الجميع رد فعل "ياسين" بصدمة مما سيفعله بهذا الأحمق،توقف عن صعود الدرج مما قبض قلب حازم فأشار له ياسين بالهبوط ليتصاع له على الفور ليكمل طريقه للأعلى وقبل أن ينهي الدرج قال بصوته الحازم _اللي كسرتله دا يتلم وكل شيء يرجع مكانه ..
وتخفي من أمام عيناهم ليسرع "حازم" بتنفيذ أمره فرفع "يحيى" يديه على كتفيه ببسمة هادئة _أخدت عقابك يبقي وافق على الجواز مبروك يا زوما ..
وما أن أنهي كلماته حتى أنهال عليه "حازم" بقبلاته السعيدة وهو يصيح بفرحة ويعد على أصابعه المعاد المنتظر تحت نظرات صدمات الجميع ..

مر الأسبوع سريعاً كما أنتظره "حازم" ليأتي اليوم المنشود حيث كان العمل بقصر "الجارحي" يتم علي قدم وساق فاليوم زفاف أحد أحفاد العائلة الممرقة وسط طبقات المجتمع بأكمله ...
أشرف علي الحفل "حمزه" و"يحيى" بعد أن صمم علي الطراز الغربي وبعضاً من اللمسات الشرقيه حتي مع رفض "ياسين الجارحي" لهذا المنطق لكن بمساعدة يحيى تم المزج بين الطرازين الشرقي والغربي ليظهر بأروع مايكون فكان الحفل مصمم بطريقه مثاليه للغايه ‘ توافد الأعلام والصحافة من جميع القنوات فاليوم حدث هام للغاية ...

بداخل القصر وبالأخص أمام الدرج وقف "حازم" ببدلته السوداء اللامعه مصففاً شعره بحرافية يتراقب الملكة التى تزين رأسها تاج يحتل حجابها الأبيض فيجعلها أروع ما يكون لجوارها كان يقف "ياسين الجارحي" بثبات ووقار يحتل عيناه المذهبة بكبرياء ليقطع الدرج حتى صار أمام "حازم" المتصنم أمامها كالمصاب بماس كهربي حاد ..
تمسك بيدها بجنون كأنه يخشي ان تتركه وتهرول بعيداً عنه ثم أقترب منها قائلاٍ بهيام _أيه الجمال دا؟ ..تبارك الرحمن ..

إبتسمت "نسرين" بخجل وهى تضع يدها بين يديه ليخرج بها للخارج فتحيطه الكاميرات بجنون هو والشباب بأكملهم خاصة بعد خروج كلا منهم بزوجته لتخطف الأضواء بطالتهم الساحرة، تعالت الموسيقي الكلاسكية بالأجواء فجذب كلا منهم معشوقته لتتميل معه برقة ...تتبع خطواته كالأميرة التى تتابع حارسها أينما كان ...العينان ترفرف بدفوف العشق والطرب يستحوذ علي القلوب ...عشقاً أذاب العالم بأكمله ليخضع أما رغبة المعشوق ليكون كالكنز العتيق أو الماء المخلد الذي يمنح المحارب حياة يحارب لأجلها كما فعل آسياد العشق لأجل من تمالكت القلوب! ...

ألتقطت الكاميرا أهر لقطاتها حينما وقفوا جميعاً جوار بعضهم البعض بمشهد قوي كأنهم يثبتوا للعالم بأكملهم بأن لن تفرقهم قوة عن بعضهم البعض فهما كالبنيان المرصوص بقوة ...كلا منهم يحتضن معشوقته ويغض بصره عن زوجة الأخر فهي أختٍ له وشقيقة غالية هكذا كانت العادات وأسمى التقاليد والأخلاق ...جواهر مخلدة نجح "ياسين الجارحي" بزرعها وها هو يقود عائلته لمسار مميزاً للغاية لن يقوى أحداً مهما كانت قواه هزيمتها! ...
أحببتُه...
لم أكن أملك أجنحةً للطيرانِ قبل أن أعرفه، ولم أدرك ..لم الفراش يقبل على وهجِ النارِ ولم يدركَ حتفه..؟! فمتى تدركُ الروحُ الحقائق وتعلم أن الحبَّ هو الشيء الوحيد الذي لا تخرجُ منه كما دخلت...
فلِمَ تحتارُ يا فؤادي في وصفِ تلك المشاعرِ وكلما تعثَّرَ بي الطريق تداعبُ صفحات كتابه وتلتحفُ بغيمِ سمائه، وإلى موطنه تنتقل وتسكن ثنايا الشغف ..!
يا حلما في المدى هل يجمعنا ذات يوم لقاءُ منتظر؟!

نعم أحببتُك...
وهل تدرك أنك قدر قد جمعني به خالقي، فجئت مستسلما بمبسمِ الشوقِ أجوب فلوات الدنا علني اقابلك دون مهابة، فقد سكبت أجاج الدمع لما تلظت حشاي صبابة، ثم أرخيت لخيالي مطيي يسبقني لجناك.

أحببتك...
فهل أبديت لسؤالٍ قد يعتريك جوابا..؟! نعم أحببتُك... وهل المتيم في هواه يُلام ..! وقد جاد العشق بسخاءٍ في ربا محياك
..حين يتراءى طيفُ الأمنيات يفيضُ الهوى إلى الإبحارِ في قواريرِ عينيك، ويسامرني رغم البُعدِ دمعا يُذرَفُ حين لقياك عندما ينسابُ عطرُك في الخيال..

أحببتُك...
حين هبَّت نسائمُ البحرِ وعزفَ العشقُ فينا ترانيمَ السحرِ .. فأحيا الربيعَ في قلبي و استل من رحيقِ الزهورِ الندى من يداك.. وحين البوح تشدو قيثارتي وكلُّ الشفاهِ تراتيلُ مناجاة... و الأفئدةُ أعياها تلاطمُ الأمواجِ، ففاضَ الوجدُ يسابقُ خطاك.. بعدما غدوت للروحِ ربان، وبخمرِ هواك تثملنِي النجوى ويتيهُ بي المدار
فإن ذابَ عمري على عتباتِ الإنتظار فالعيشُ بالقربِ منك كان إنصاف
فقلوبنا كحمائمٍ حلقت بين الأطيار فتتدثر بنبضي وتتوسدُ نمارقَ الأضلاع وتتدلل ساحاتُ الغرام.. وأعلنت بلا إختيار بعدما تاقَ الشوقُ إليك أنهار ...
(ياسين،آية)...

لا تلم غيرتي !
لظى الحب بالحشا يصطلِ
ألبسني الغرام رداء
لكن للغيرة ما احتوى
جراحات الشوق لم تندمل
ضمدتها جبيرة الجوى
أين يهرب نبض القلب
ونبض القدر جفا
يناجي آهاته بقطرات المقل
وكأنه ما سقى
يضر بالفؤاد العشق طواعيا
ولازال في محراب الغيرة ينزوي
يذبل العمر بمنابع الأمل
ويفيض الحزن يزدهي
مازال الحرف ينوح مواسياً
والروح تستسقي الهوى
أيا ساكني على غفلة مني
سأحبك متيمي ما دمت أحيا
زرعت حبك وأمسى في دمي
وهيامك قيدي وبلسم معصمي
فيضان بوحي استنزف مدادي
يا شهقة الروح دثري مشاعري
وبين ثنايا الفؤاد هدهدي ولعي
فلست أملك في الغرام أمري ...
والحشا بالغيرة يصطلِ
(يحيى، ملك)...

لأنني أحببتك
لا زلت أحبك
ومن قارورة عطر الحنين
تنفست عطرك المسكوب
واللهفة تقتات من الشوق
فاصابتني من جديد
لعنة عشقك الاخاذ..
لم أجد سوى معطف الأشواق
يدفأ صقيع نبضي الغائر
ويرتق ثقوب الأنات
ليأخدني إليك،،،،
لأحلم بأن أكون
تلك الحبيبة التي
تتخلل مسام وقتك
تستوطن حناياك
تلك العاشقة التي
تشغلك تفاصيلها
وتنير بابتسامتها
ليل مقتك
لأحلم بأن أكون
ذلك العطر المتراشقة نفحاته
على بتلات عنقك
وإذ بك على أعتابي
تحلق عاشقا يعيشني
بملء رئتيه من حياة
(عز ويارا...)

"ميناء سلام"
لا شيئ ينتهي معك..
بل يبدأ كل مرة من جديد..
لأستعيد كل لحظات أنت فيها ميناء سلام..
وواقعي الجميل..
أيا ملاذي وكل اليقين..
يامن تظللني بعرائش الياسمين
في عتمة ليلي الطويل ..
ثم تحتويني بعينيك
وتدثرني من صقيع الروح ..
فدعني اتكئ عليك
كلما غلبتني وحشة السنين..
ودعني أهديك مع ورودي ..
وريدي، بوح قلبي ودم الوتين...
في حديث صمتي..
اقذف الوجع بعيداً ثم أميل على كتفك المكين
حتي روحي في رحابك
يثملها الحنين و لروحك تستكين...
(رعد،دينا...)

اقبض على يدي..
فالحب بين راحة يديك
يختبئ
هل أقدم من من وجع أيامي
لك قربان ينكفئ ؟!
دونك تجف غصون
يقصدها الندى
تتنظر في درب الملتقي ونورك
لا ينطفئ
أيا غيمة تنساب في شرياني
وتنسكب
لتحيي نبضي المهترئ..
(أدهم،شذا...)

ولا زالت عيناك..
تئن بنظرات الأوجاع
من خلف الصمت
تلعثم بيننا الكلام
ليت لغتي تحدثك
عن حديث الأشواق
وهذا العالم دونك
أيا حبيبي أوهام
عيناك قبلة روحي
ومرفأ حنين وسلام
قصائد حبي
مهترئة من الأحزان
كيف لا، وأنت الذي
يرسم على الثغر لغة الابتسام
يهدهد الخافق ويلقي بالفؤاد
في فضاءات البوح والكلام
يتوسد آفاق سماء الروح
ويتدفق في الشريان
كالموج الهادر على الشطآن
فلتدعنا نسير أوفياء
على دروب الهوى والهيام
نروي الحلم بقطرات الصدق
ويأتينا الربيع بلون العشق
سنبقى معا..
فما لمثلنا خلق الانهزام
وأبدا ..
لن تجف سنابل كفي من رباك...
(حمزة، تالين...)

"سوار الْيَاسَمِين "
قَال:
أوتعلمين يَا نَبت الغصين
كَم أحببتك وخبأتك فِي مَجْرَى الشَّرَايِين
فَكُلَّمَا همست شِفاهِي بِاسْمِك
تَضَوَّعَ المِسْكُ وَفَاحَت الرَّيَاحِين
صَوْتَك تَغْرِيد بَلَابِل يثملني مَنْ فَرط الْحنين
أوتعلمين:
كَم أُحِبُّك فَلَا أَبْصَر غَيْرِك
بَيْنَ كُلِّ الْحِسَان يَامَن بَيْن نبضي
تختالين
أَوْ لَسْت فِي الْحُبِّ حبيبتي تشبهيني
كُلّمَا مَرَرْت بِخَاطِرِك بِالشَّوْق تهيمين
يَا مَنْ أصبحتي فِي قصائدي
إلْهَامًا يحْيى الْوَتِين
وتمحي غُبَار الْحُزْن منْ عَبرَ السِّنِين . .
قَالَت:
آه يَا قَيد يُزَيِّن معصمي
بِسِوَار الْيَاسَمِين
وَالَّذِي زَرْعَك بَيْن ضِلَع مَكِين
وَنَثَرْتُ لَهُ الْقَصَائِد أنجما
ليطيب لَهُ الْوَجْدُ
وَبَيْن حَنَايَا الْفُؤَاد يَسْتَكِين
روِيَت الرُّوح بعشق
خَتَم فُصُول رِوَايَتَي بِالْيَقِين
إنّي أحبّك من قبل التقويم...
(عدي،رحمة...)

تالله ...
ما غرد الفؤاد إلا في رباك، وما نأى دربي من قيد آسرك .
يا عشقي المستهام، دعني آوي إلى شرفتي في إنكسار، فلم تعد مروج أنفاسي الخضراء المتعطرة بأريج هواك سوى بقايا ذكريات،أطلق العنان لحرية غيابك،وحلق أيها الجناح المنكسر الأرجاء إلى رحابة السماء، لتراقص نجومك المتلألأة وتعانق بدر حريتك في الظلماء، ولكي تنسج أحلامك الوردية بعيدا عن أحلامي الهوجاء، أنشد أحلى النوتات على لحن هواك ودعني أرتل أنغام الهلاك في سجن وحدتي وخلف نافذة قلبي ولا تلفت إلى الوراء..
(عمر،نور...)

على حافةِ الشوق،،
عبرتُ من ضفةِ قلبي إلى فضاءاتِ رُوحِك مرتحلا لتأخذني إليك دروبي بفؤادٍ قد خفقا، وذات ارتجافةٍ ؛ هدبُ العينِ لمن سكنَ الوجدان قد رمقا.. فرسمتُ لك إبتسامةً وبوح يُتلَى، علي ضوءِ القمر لعل ذات حنينٍ للحظي تتعثر، وحسيسٌ من همسٍ بين الضلوعِ قد نطقا، فهل أبديت ودا وعيناك بالصمتِ تقرأ.. هل أبصرت بعضي فكلي لك في البعد ملتئما..

وإنْ سألوك عنِّي..
قل هي لرُوحي موطنُ شوقٍ يسري بنبضي ويترنما.. سلبت اللبَ منِّي، و أقسمتُ عليها بالهوي ولغير هواها قلبي ما انتوي، إنِّي في عشقها متيما.. مالي سواها تدنو بدفءٍ لتشرق الشمس من سناها في ربوعها تسقي الوردَ من نداها أنا وطيفي في البعدِ نقتفي ذكراها عندما يهزُ الحنينُ رطبَ قصائد كتبتها مذ توارت، ليلٌ عتيم في البعدِ يجمعنا وما برحت براح عينايا تخضبت شقائقُ النعمانِ من ثراها إذا الأنهار سالت...
ناديني كي أرنو بابتسامةٍ و نعبرُ النهرَ علي أطراف الحكايا.. هل أخبرك عن شوقِ إليك قد تاقا وقطع إليك كلَّ الأشواط.. فمتى تعود من الأسفار وكل حروفِ القصيد تعزف لك لحنا رقراقا...
(ياسين، مليكة...)

أكتب على الغيم بأحرفك المخملية
واخط قصيدة عشق وردية
لأوارى لهفة الغياب
يغفو الليل متوسدًا طيف الذكريات
أجدني بين ثنايا الحنين
فيموت الحزن مني
ولا يجد لقلبي سبيل
فيولد شغفي من جديد
لتثملني أحرفك الندية
وهمساتك الشجية
عندما تهز بجذع قلبي
يتساقط القطاف الداني عسلا سلسبيلا..
(رائد،رانيا...)

أغمضتُ عيني...
أخذتني دروبُ الأحلام
كانت معبدة بالأمنيات
حاكاني طيفُك عن هواه المستهام
شرعت أبوابُ النجوى
لمليك الفؤاد
قال:
كم يهواني
وتهادى عشقي بريّا الأنسام
خبأ وجهي اللثامُ وكلّي حياء
قلت:
كم أحببتُك و أودعتُك مقلتاي
ولم أهب تلاطمَ الأمواج والإحتدام
نسجتُ شراعي من نبضي التَّوَّاق
ومن حريرِ المقلِ
أحيك معطفاً يدثِّرُ الأحزان بالابتسام
ويمنحُنا السلام
كم يشتاقُ منّي البوح في المحراب
في حضرته
ترتعش الأقلامُ
تجف الدواةُ إلا من همسِ فوّاح
يا من
في الهوى قصيدةُ عشق سرمدية
كتبتُها على ضلعٍ بنبضٍ يدام
فعانقَ شوقي بضمةِ حنان
إنِّي أبحثُ عنك
مذ بدء الهيام
ألا تدرك أنّك قصيدتي العصماء
أيا ساكنا في أزقّةِ الهذيان
بقبضة الاحكام
قال اكتبيني:
ثم امتنع عن المقال
يا ويح قلمي
كيف أكتب عن حلمي الأثير..؟!
وعطري الذي أتنفسُه طول المسير
وإليه أسيرُ بنبضٍ أسير
الكلمات خجلة
ومنك تستقي الإلهام
وفراشتي تلثمُ الشذا
وتتمايل بين الأنام
تنتشي وتقبل على وهجِ النار
ولا تخشى الإضرام
فكّ قيدي
انقذني من الغرق
فأنت جنتي
ودونك القلب عن الفرحةِ صوام
فغيمُك يبرقُ في العلياء
ليهطلُ المطرُ على صحاري الأوراق
ينبتُ الربيعُ
فتعزف الألحان صبابتي
وكلي إقدام
تعال نسكبُ الألحانَ في مهجةِ الأيّام
لتشفي لوعة الهوى
بعد طول إيلام
(جاسم،داليا...)

"همس الحكايا "
وما حيلتي ..
أيها الساكنُ قلبي بدروبِ الحكايا
ماكان القلبُ بنبضِ حُبك يتجافي
أمسيت أنت قصتي، فاختزلتُ فيك البرايا
وأضحى النبضُ من بعد سأمِ مُعافىٰ
أغفو فيُسعدُطيفكََ بالوِصالِ هوايا
أصحو فإذا بنبضي إذ استفقتُ شغوفا
دعني ...
دعني أجوبُ طرقاتِ عينيكَ.. ذاكَ مُنايا
كقلبِ أُمٍ يبحثُ عن طِفلهِ ملهوفا
هل سمعت بقلبي؟ نبضٌ تَهادى مترنمٌ بِغُنايا
عزفَ المحبةَصادقاً، فكفىٰ من العالمينَ أُلوفا
فاسقهِ كأسَ اللِقا، والا شارفته المَنايا
من نبعٍ يترقرقُ من مُحياكَ، كي يصيرَ مُعافىٰ
سأصوغُ عشقي في السطورِ حكايا
تُروى من مدادٍ في الفؤادِ شفيفا
فأنا و الضادنعجز... والقلوبُ مِرايا
تهمسُ الأحداقُ، وهمس العيونِ بالمغرَمينَ عطوفا
(معتز،شروق...)

"إليك أنبض"
قدَّ البعادُ دمي..
فهل أدركت ما فى القلب من محنٍ
إنِّى أرتل آى الصبرِ في السحر
رُهن الشفاءُ بعودتك
شوقي إليك
وجع تمدد خلفَ ضلعي وانتشر
أرنو إليك
أراك منِّى قصيدةً
كلماتها
نبضُ سأهديه إليك
لحنٌ بفيضِ الحبِّ
يُعزف كالدرر
قطفت من ثمارِ عينيك
رحيقَ الحلم
فأنت الحرف والقلم
إذ نطق وثرثر
إنِّي أحبك فاختال
فلا يليق بك أن تتواضع
فرشت لك جدائلي
في دربك كي لا تتعثر
بين البشر
في صمتي
أحاديثٌ
كلما دنوت
تحييها النسائمُ ويشرق فيك الفكر
سأتبع خطاك
ربَّما ألتقيك في هدأةِ البوح
لتنير سمائي
حتي وإن غدا القمرُ هلالا
فغدا سيجمعنا القدر
فامنحني الحبَّ دوما
فأنا أنثى شرقية
كبريائي في الحبِ يجعلني
متفردة
الملم الجراحات بالتحنانِ أمنحك الاحتواءَ المتكرر
الغيرةُ نصلٌ وحده قاتلي
وبالجوى نبضي ينفطر
فأعلم أنِّي أخر عطر لك
علي الأرض
حوريةٌ
أتيت بالخلود طوال العمر
ولفيض حبِّك
أحتسي بلا حدود
اللهفة قدحا مجبول عشق
فاسكن ضلوعي آمنا وتتدثر
فقد أغلقت عليك قضبانَ رُوحي
وأحكمت قبضتي
حتي لو كان فؤادُك من حجر
هيا ارسم شروقاً لحبِّي ولا تتقهقر..
(أحمد،أسيل...)

حين تلاقينا ..
كنت أرتل العشق صبحا وعشيا
يا غيثا أصاب فؤادي فكان الربيع مواتيا
هل يتهادى طيفك بعذابات الأزمنة؟!
كيف ترفل بالنبال ممزقا أضلعي الآمنة؟!
هل زرعت سنابلي بأرض قاحلة؟!
تتراءي الآلام داخلي...
اللحظ يدنو والدمع جمر لا ينطفيء بالخاصرة..
احتميت بمحرابي لأودعن غرام ما عدت له حاضنة..
(مازن،مروج...)

...ولا زلت أريد التفاتة منك نحوي، فكفَّ عن ثرثرة الحديث في صحوي، واجمع شتات الحلم في غفوتي، فأنا لا أزالني مولعة بك يا طيفي، فكيف لك تلوم هذا الصبّ في عشقه..

قد نسجت وشاح حروفي من رحيق غيرتي، وهذه الأشعار كتبتها من أنهار مقلي، لأنك حين تقبل يا بدر الدجى تستحيل صحراء القلب جنة، وتزهو الواحات بسعاف الهوى ؛ فأتذكر حديث عينيك، وهو يراودني، يسافر عبر أوردتي، ثم يحكم سطوته على مكامن الروح، حينها يمسي القلب أسير سهام لحظك، والفرحة دونك تجافيني، وكم بتلك النظرة شيدت قصورا من الحلم حولنا، قد باتت بجفاءك أطلالا..

فويح قلبي من شقاء الحنين كلما تلوح بخاطري !
ونبض يئن من الغيرة يا ضنين
فمتى تلاقيني ولا تنأى يوما عن دروب يقيني ؟ وأنا التي ما غفا لها جفن منذ عشقتك يا خفقة الروح؛ متى أسمعك من صمتك تناديني ؟ تالله اعتكفت في محرابك ناسكة، حتى رأيتك في شرع الهوى ديني ؛ فمتى ستحررني من أسري وتلتفت نحوي؟
وتهدهد غيرتي ولوعتي
(حازم،نسرين...)

"تمنيتك"
تمنيتُك رفيقاً و الليالي ثكلَي
أمسيتَ طيفا بين ماض و ذكرَى
فقد شاءت الأقدارُ تهدينا ضراما
مُذْ ذبلت ثمارُنا بقطافٍ توارَى
فليت العمرَ لا يحرمُنا لقاءا
أينعت قصائدُنا بنجوى الحيارَى
فإن فرقتنا نوائبُ الأيامِ مرارا
فالخافقان غيثٌ مدرار يتبارَى
الجرحُ غارقٌ بذكرياتٍ تهامت
فاضَ الهوى بعنفوانٍ تمادى
كلُّ الوجودِ لا يدرك أنَّ الأرواح
من فرطِ الأسى تترنح سكارَى
فإن أطال اللحظُ فالسهامُ نبال
ليتهادى العشق يروي الصحارَى
يطوفُ الربوعَ يحتضن الحنايا
بقلبٍ قيسي يولد غرام العذارَى
تعلقت عيني حين الكرى بطيفِك
لأغفوا بين أهدابِك الغيارَى
فسكبتُ أشواقي بمدادي لتنعم
فإذ بعناقيدِ البوح للنبض يُجارَى
كلما كتبتُ أشعاري تلعثمت
و ما أبديت إلا تصبرًا أبغي البشارَى
لعلَّ الله يكتبُ لي قدرا باللقا
يتضوعُ مسكًا إذ غدوت في الورَى
يتراءى متيمي غصنَ لدن
كلما أتيت قلبَك جادَ بالقرى
ويسرعُ الفؤادُ عدوًا لو نأى
عنِّي وجهة الصبوح لو ترَى
لعلَّ كأسَ المُنَى يفيض عسلا
بعد المرِّ تجرَّعته في السّرى
تمنّيتك رفيقًا و حالي دونك شقاء
تهجّدت بمحرابِك و الليالي تتْرَى
(آسلام،نهى...)
تمت
 أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

 

النهايه ◄