رواية أبواب وهمية الفصل الرابع
أقتربت منه رويدا حتي أستطاعت أخيرا أن تقف أمامه فصرخت فور أن رأته, كائن أسود اللون, جاحظ العينين, له قدم واحدة, أصلع و وجه مشوه و كأنما حرق من قبل
حاولت أن تنظر إليه و لكنه حقا كان يخيفها ظلت ترتجف شعرت أنها سيغمي عليها من شدة الخوف، حاولت أن تتماسك و نظرت إليه و لكنها لا تستطيع الكلام و هو أيضا لا يتكلم ظل يحرك يديه بمعني أن تتبعه, وقفت قليلا لتكرر هل تتبعه أم تتركه و تعود للمنزل مرة أخري, و بعد لحظات أتبعته و ظل تسير خلفه حتي وقفوا أما مقبرة مكتوب عليها: ( عائلة الشناوي ).
نظرت إليها و هي لا تفهم ماذا يريد منها هذا الكائن! نظرت له مرة أخري فوجدته يشاور لها علي شئ في الأرض يريد منها أن تحركه بيديها نفذت طلبه و ما أن حركته حتي وجدت ورقة علي الأرض شاور لها ذلك الكائن بأن تقرأها, مسكت رويدا بالورقة و هي ترتجف و بدأت قرأتها..
مازن ما زال يفكر فيما قالته رويدا بشأن ما حدث له, فقرر أن يذهب إليها حتي يتحدث معاها, حقآ تعب كثيرا من كثرة التفكير, خرج من غرفته و ذهب إليها فوجد الغرفة فارغه,
يا تري هتكون راحة فين دي!
و ظل يبحث عنها و لم يجدها و ما هي إلا دقائق حتي بدأ يسمع صوت أنين و كأن أحد يتوجع من شئ ما, قرر أن يتبع الصوت..
رجاء في غرفتها و بتتحدث بلهجة شديدة و نبرة حادة
حراام كفايه و الله مكنش قصدي مكنش قصدي حرااااام مش قادرة أستحمل بقي, كل السنين دي و أنا بحاول أكفر عن ذنبي و مافيش فايدة
****: و أحنا كان ذنبنا إيه عشان تعملي فينا كده, لازم تتعذبي أنتي و كل اللي يجي البيت ده
ابني مالوش دعوه و الله ميعرفش حاجة
****: و أنا ولادي كان ذنبهم إيه! حياتنا اللي أدمرت بسببك و بسبب غبائك! أنا قادر أقتلك بس لأ لازم تتمني الموت و بردوا مش هموتك
أهااااا ياااارب أرحمني
****: دلوقتي عرفتي أن في ربنا, أفتكرتيه خلاص! أمرك غريب صحيح مبتعرفيش ربنا إلا لو في حاجة و غير كده بتفضلي نسياه
أعمل إيه أنا طيب تعبت و الله تعبت
****: أنا اللي هعمل كل حاجة
و تفقد رجاء وعيها و يغشي عليها بعد بكاء لفترة طويلة..
يدأت رويدا تقرأ بصوت عالي
( إذا وصلتك تلك الورقة فأنا حاليا متوفي, يا من تقرأ سوف تجد عدة أوراق بجانب الصخرة الصغيرة الموجودة بجانب تلك الورقة هذه قصتي أرجو أن يعلمها الجميع حتي لا يرتكبون نفس أخطائي التي أنهت بي إلي الموت و الهلاك إذا تجاهلتها فسوف تنتهي حياتك)
ظلت رويدا تقرأ الورقة عدة مرات لعلها تفهم منها شئ
فهي لا تعلم من الأساس من الكاتب! و ماذا يريد منها! نظرت للرجل الذي أتي بها إلي ذلك المكان فلم تجده! ظلت تبحث عنه ليس له أثر! حركت الصخرة المذكورة في الورقة و بالفعل وجدت أوراق كثيرة مغلفة من الخارج و مكتوب عليها بالدماء "الشناوي", ظلت رويدا تنظر للأوراق علها تفهم أي شئ فهي لا تصدق أن كل ذلك حقيقة! من المؤكد أنه كابوس و سوف تستيقظ منه, نظرت حولها فهي الأن وحيدة وسط المقابر و أصوات مخيفة لا تدري مصدرها!
رويدا
يارب ساعدني يااارب, أنا مش عارفة أعمل إيه, أرجع البيت إزاي, مين ده و عايز مني إيه و قصة إيه اللي أنشرها! أنا اللي كنت من البداية بدور في عالم الجن و أقرأ و أتحدي الناس أني مبخافش و أن مش هيحصلي حاجة, لازم ده درس, أنا جبانه جبانه لدرجة أن خايفة و أنا واقفه وسط الأموات!
ظل يتبع مازن الصوت حتي وصل إلي غرفة جدته! هل جدته هي التي تصدر صوت الأنين! هل هي من تتألم! شعر مازن بالخوف من أن يفتح ذلك الباب و يري جدته, فركض مسرعا إلي غرفة أبيه و ظل يطرق الباب و لكن لا يوجد إستجابة ففتح الباب و دخل
مازن: بابا يا بابا أصحي
سامي: إيه يا مازن في إيه؟
مازن: ألحق تيته شكلها تعبانه أنا مش عارف مالها و خايف أفتح الباب
أنتفض سامي من مكانه مسرعا حتي أنا شعر بدوار أثر قيامه سريعا من النوم و ذهب سريعا بصحبة مازن إلي غرفة رجاء و قام بفتح الباب دخل, فوجد رجاء ملقاه علي الأرض و ظاهر علي وجهها تعابير كثيرة و أغلبها يدل علي الخوف, حاول أن يفوقها و لكنها لا تستجيب حاول أن يحملها و لكنه وجدها تنزف من رأسها,
سامي: أمي أمي ردي عليا
بدأت تستعيد وعيها قليلا و تقول كلمات غير مفهومه, أهرب, أمشي, أبعد, متجيش هنا أبدا, حاول سامي أن يفهم و لكن بلا جدوي و أغمضت عينيها مرة أخري و لكن في هذه المرة كانت قد فارقت الحياة
سامي"وهو يحتضنها": أمي قومي مين اللي عمل فيكي كده, أهاااااا خلاص مبقاش ليا حد في الدنيا دي, أنا كنت بخاف منك بس بحبك و الله العظيم بحبك
ركض مازن مسرعا إلي غرفة نجاة و أخبرها بما حدث لجدته فركضت مسرعه هي و شروق خلف مازن..
طلبت نجاة من مازن أن يأخذ شروق و يذهبوا بعيدا حتي لا تري أبيها هكذا و تري ما حدث لجدتها, نفذ مازن طلب نجاة و أخذ الصغيرة و هبط السلم إلي أن فتح الغرفة التي سبق و أن رأي شروق فيها تصرخ و تستغيث, دخل هو و شروق و جلسوا علي الأرض و لم يلاحظ مازن أثار الدماء الموجودة علي السرير
قررت رويدا أن تعود إلي المنزل مرة أخري خصوصا بعد إختفاء الرجل غريب الأطوار, هذا الكائن الغريب الذي قادها إلي ذلك المكان, أخذت الأوراق معاها و بدأت تعود من حيث أتت لعلها تجد منزل جدتها, ظلت تسير بوقت طويل و لكن من فائدة حتي سمعت صوت رجل يصرخ بصوت عالي أنتفض جسمها خوفآ و ظلت في مكانها ثابته, بعد دقائق تبين لها رجل شعرت بأنه حارس المقابر
الرجل: مين هناك؟
ظلت رويدا ثابته كما هي غير قادرة علي الحركة أو الرد, حتي أقترب منها الرجل
الرجل: أنتي مين و إيه اللي جايبك هنا الساعه دي؟
رويدا: أنا رويدا
صمتت بعد ذلك و ظلت تفكر هل تخبره بما حدث معاها! هل تخبره بذلك الكائن الغريب الذي أرادها أن تتبعه حتي أتي بها إلي ذلك المكان ثم تركها وحيده فقط ليس معها إلا عدة أوراق!
أفاقها الرجل من سرحانها
الرجل: مالك يا بنتي أنتي عامله كده ليه!
رويدا: أصل أنا تايهه و مش عارفة أرجع
الرجل: و أنتي إيه اللي جابك هنا أصلا؟
رويدا: مش عارفة
الرجل: طيب أنتي تبع مين ولا بيتك ده فين!
رويدا: أصل أنا مش من هنا و أحنا قاعدين عند جدتي هي بيتها في أول الطريق بداية المقابر
نظر لها الرجل بخوف و شك و قال
رجاء تبقي جدتك؟
صدمت رويدا مما قاله! هل جدتها معروفة لتلك الدرجة! و لكنها أوقفت تفكيرها و ردت سريعا
أيوه جدتي, هو حضرتك تعرفها!
الرجل: أيوه
طيب ممكن حضرتك توصلني!
الرجل: لا صعب دلوقتي الدنيا ليل و الطريق طويل تعالي أقعدي معايا أنا و العيال و أمهم موجودة متخافيش و الصبح يحلها ربنا
نظرت رويدا له, فلا تعلم ماذا تقول, تسيير معه و تتحمل العواقب التي ستحدث في المنزل إذا علموا بإختفائها! أم تتركه و تعاود السير! و لكنها حسمت أمرها و ذهبت مع ذلك الرجل
ماشي هاجي مع حضرتك
الرجل"بإبتسامة": ماشي يا بنتي يلا
هو حضرتك أسمك إيه!
الرجل: عمك سلامه
أهلا بحضرتك
و بعد وقت قليل وصلت معه رويدا إلي منزله الذي يتكون من غرفتين و مطبخ الحمام بالخارج, نظرت للمكان بخوف ثم نظرت لزوجته و أولاده فشعرت أنها في مكان آمن, أبتسمت للجميع و طلبت من سلانه أن تتحدث معه
رويدا: عم سلامة ممكن أتكلم معاك شوية!
سلامه: طبعا بس أستني أغير هدومي و يكون الجماعة عملوا العشا ناكل و نتكلم لحد الصبح و بعدين أوصلك
نظرت له رويدا و أبتسمت و لم تعلق..
سامي: أمي ماتت مقتولة يا نجاة مقتولة
أقتربت منه نجاة و هي تبكي
نجاة: و مين اللي هيقتلها بس يا سامي! يمكن تكون وقعت أو أتخبطت فحصل نزيف و ماتت
سامي: لأ يا نجاة أمي أتقتلت
نظرت نجاة في نفس الأتجاه الذي ينظر إليه سامي فوجدت عصا مدببه و مقدمتها مليئه بالدماء!
سامي: أنا هبلغ البوليس لازم أبلغ
شروق: مازن أحنا هنفضل قاعدين هنا كتير
مازن: شوية يا حبيبتي و هنطلع
شروق: مازن أنا خايفة
مازن: يا شروق أهدي بقي مافيش حاجة أنتي خلاص مبقتيش صغيرة مش كل شوية خايفة ما أنا متنيل قاعد معاكي أهو
نظرت له شروق و صمتت و بعد قليل بدأت تسمع صوت بكاء طفلة صغيرة
شروق: مازن أنت سامع أي صوت!
مازن: صوت إيه؟
شروق: صوت حد صغير بيعيط!
مازن: لأ مش سامع
و تذكر مازن علي الفور ما قالته شروق بخصوص ذلك البكاء, فاق من سرحانه علي صوت شروق و هي بتصرخ و شايف إيد حد ماسك رجلها و الإيد خارجة من تحت السرير!
شروق: مازن أحنا هنفضل قاعدين هنا كتير
مازن: شوية يا حبيبتي و هنطلع
شروق: مازن أنا خايفة
مازن: يا شروق أهدي بقي مافيش حاجة أنتي خلاص مبقتيش صغيرة مش كل شوية خايفة ما أنا متنيل قاعد معاكي أهو
نظرت له شروق و صمتت و بعد قليل بدأت تسمع صوت بكاء طفلة صغيرة
شروق: مازن أنت سامع أي صوت!
مازن: صوت إيه؟
شروق: صوت حد صغير بيعيط!
مازن: لأ مش سامع
و تذكر مازن علي الفور ما قالته شروق بخصوص ذلك البكاء, فاق من سرحانه علي صوت شروق و هي بتصرخ و شايف إيد حد ماسك رجلها و الإيد خاجة من تحت السرير!
شروق: مازن ألحقني
أقترب مازن سريعا منها و ظل يجذبها إتجاهه حتي إستطاع أن يخلصها..
مازن
قررت أشوف في إيه تحت السرير و مين اللي كان ماسك رجل شروق, بس طبعا مكنش عندي الجرأه أن أكون قريب من السرير كنت متخيل أنا هشوف إيه نتيجة الأفلام اللي بتفرج عليها فقررت أرجع ل ورا عشان تكون الرؤية تحت السرير واضحة, بس لما بصيت مشوفتش أي حاجة!
شروق"ببكاء": في إيه يا مازن
مازن: مافيش حاجة يا حبيبتي متخافيش, يلا نطلع لبابا و نشوف حصل إيه و متحكيش أي حاجة لحد, ماشي؟
شروق: حاضر..
نجاة: بجد يا سامي هتبلغ!
سامي: أيوه لازم أعرف مين اللي قتل أمي يا نجاة مش هسيبه, لازم حياته تنتهي زي ما أنهي حياتها
نجاة: استغفر الله العظيم يارب
قام سامي بالإتصال بقسم الشرطه و الإبلاغ عن الجريمة,,
سامي: أنا بلغت خلاص و هما علي وصول
نجاة: ربنا يجييب العواقب سليمه
سامي: فين العيال؟
نجاة: تحت متقلقش ياخويا
و بعد نصف ساعة تقريبا سمعت نجاة طرق علي باب المنزل, أسرع سامي و هبط السلم حتي أقترب من الباب و فتحه
****: السلام عليكم أنا المقدم شريف
سامي: أيوه أيوه أتفضل يا فندم
دخل شريف و من معه من عساكر و فريق بحث جنائي, ففي ثواني أصبحت القضية جريمة قتل!
أصطحب سامي شريف و فريق البحث الجنائي إلي غرفة رجاء, بدأ فريق البحث عمله بمعاينة المكان
شريف: هي القتيلة والدة حضرتك مش كده؟
سامي: أيوه يا فندم
شريف: ممكن أفهم بقي إيه اللي حصل بالظبط!
سامي: حاضر هقول لحضرتك, أنا كنت نايم و فجأة ابني مازن جه و فضل يخبط علي الباب و دخل صحاني و قالي أنه سامع صوت جدته بتتوجع, فقومت بسرعة و دخلتلها لقتها واقعة علي الأرض, أفتكرتها مغمي عليها حاولت أفوقها و مكنش فيه فايدة و بعد كده لقيت دم كتير نازل من راسها,فعرفت أنها أتقتلت.
ظل شريف ينظر إلي سامي و يسمعه بإهتمام و لكنه شعر بأنه متردد أو يحاول أن يخبئ شي ما, و كان بالفعل سامي لم يقل ما قالته له أمه قبل وفاتها بثواني,
أقترب شريف من فرد من أفراد البحث جنائي
ها وصلتوا لحاجة؟
رجل البحث الجنائي: من الواضح يا فندم أن جريمة القتل تمت بدون أي مقاومة و القاتل دخل و خرج من البيت بدون كسر شباك واحد حتي, و واضح كمان يا فندم أثار الرعب و الخوف علي وجه القتيله, من الظاهر أنها شافت حاجة قاسية قبل ما تموت يا فندم
شريف: تمام
و وجه بعد ذلك شريف كلامه لسامي
ممكن أشوف ابن حضرتك؟
سامي: أيوه طبعا ثواني
هبط سامي إلي الدور الأول فوجد مازن و شروق و الخوف بائن علي وجههما لم يظهر أي أهميه لتلك الملامح, أعتقد أنه بسبب الوفاة,
سامي: مازن المقدم شريف عايز يسألك كام سؤال كده
مازن: حاااضر
صعدوا جميعا إلي غرفة رجاء و لكن صمم سامي أن يبقوا بالخارج فخرج شريف و بدأ يتحدث مع مازن
ممكن تحكيلي اللي حصل؟
مازن: حضرتك أنا كنت قاعد في غرفتي و سمعت صوت أنين كده, حاولت أسمع الصوت عشان أعرف مصدره و لقيته من غرفة جدتي فبلغت بابا بسرعة
شريف: و أنت ليه مدخلتلهاش علي طول؟
مازن: أصل أصل خوفت يكون في حد معاها
شريف: و هي متعوده أن يكون في حد معاها في وقت زي ده!
صمت مازن قليلا ثم قال
لأ حضرتك مش متعودين
كاد أن يتحدث شريف و لكن قطعته شروق مسرعه أنا سمعتها قبل كده بتكلم حد و بتقول أنها عايزة تموتنا
نظر لها مازن و نجاة و سامي بصدمة فلم يتوقعوا أن تقول شروق تلك الكلمات
شريف: سمعتيها قالت كده إمتي؟
شروق: إمبارح
شريف: طيب معرفتيش هي بتكلم مين! أو كانت عايزة تقتلكوا ليه؟
شروق: لأ معرفش أنا لما فتحت الباب بسرعة مشوفتش حد معاها
شعر شريف أن الموضوع ملئ بألغاز, كيف لا يزورها أحد و سمعتها الطفلة تتحدث ليلا مع أحد؟ و كيف دخل القتيل و لم يشعر به أحد! لما لم تقاوم! كيف كانت تتحدث مع شخص ما و عندما فتحت الصغيرة الباب لم تجد أحد في الغرفة غيرها!
سلامه: يلا يا بنتي تعالي كلي لقمه معانا
رويدا: شكرا يا عم سلامه
سلامه: لا والله ميصحش, و الله ما أنا واكل إلا لما تاكلي معانا
أبتسمت رويدا و جلست معهم و بدأت في تناول الطعام فهي حقا كانت جائعه و كان عقلها يرفض أن يتوقف عن التفكير, كيف عرف الرجل جدتها! و كيف ستعود إلي البيت! و هل شعروا بغيابها ام لا؟
ظلت تفكر حتي أنهت طعامها و أنتظرت سلامه بالخارج حتي أنهي طعامه و جلس معاه
ها يا بنتي كنتي عايزة إيه؟
رويدا: هو حضرتك هنا من زمان؟
أبتسم سلامة و قال
ياه يا بنتي ده أنا عمري كله هنا, أصل أنا واخد الشغلانه دي بالوراثه عن أبويا و أبويا واخدها عن جدي
رويدا: طيب حضرتك تعرف عيلة الشناوي!
ظهر علي وجه سلامه معالم القلق و صمت قليلا ثم قال
بتسألي ليه!
ظلت رويدا تفكر أتخبره بشأن الأوراق و الرجل الذي أتي بها إلي هنا أم تصمت!
سلامه: يا بنتي بقولك بتسألي ليه!
رويدا: أصل أصل أه أصل سمعت جدتي بتتكلم عليهم قبل كده, فحبيت أسألك يعني
سلامه: ماشي يا بنتي أنا هحكيلك الحكاية بس أوعديني أنك متحكيهاش لحد
رويدا: حاضر يا عم سلامه
سلامه: شوفي يا بنتي لما كنت أنا لسه طفل صغير كان لسه الشناوي ده مدفون و طبعا كنت متعود علي الجنازات و الأموات كده, قعدت ألعب مع العيال اللي في سني كده لحد ما واحد جه قالنا أن في حاجات غريبه بتحصل عند الشناوي ده, طبعا كلنا أستغربنا و قولنا أنه بيحاول يخوفنا و لكنه فضل يحلف و يقسم بالله أنه بيسمع أصوات هناك و ساعات بيسمع صوت حد بيتكلم,
ظلت رويدا جالسه بجانبه و تنصت له بإهتمام
المهم يا بنتي أنا سمعت الجملتين دول و جريت علي أبويا و حكتله اللي حصل, لقيته زعقلي و قالي متكلمش في الموضوع ده تاني و أنا سمعت الكلام و قفلت علي الموضوع لأنه فهمني أن لو أتكلمت و لا قولت حاجة هموت, طبعا كنت عيل صغير فصدقته
و صمت سلامه قليلا و كأنه يتذكر ثم قال
لما كبرت شوية و بدأت أفهم الدنيا سمعت حكاية تانية و هي أن الراجل ده كان دجال و أذي ناس كتير قبل ما يموت و أن في أكتر من حد كان بيسمع صوت صريخ و أصوات كلام مش مفهوم كده لدرجة أن في ناس أفتكرته حي, محدش كان عنده الجرأه أن يعمل حاجة, و من كام سنه كده لقينا ناس جت و فتحت المقبرة بتاعة الشناوي طبعا كلنا كنا فاكرين أنه هيطلع حي و هما جايين يخرجوه, لكننا فوجئنا بأنهم جايين يدفنوا أبنه و مرات ابنه و بنتهم, كلنا أستغربنا موتهم فجأة كده و لما سألنا بتوع الإسعاف اللي جابوهم أصلهم كانوا جايين من المشرحة, الراجل بتاع الإسعاف قال أن حصل حريقة و هما ماتوا فيها و الجثث مشوهه خالص ما عدا الزوج ملامحه واضحه شوية عشان كده عيلته قدرت تتتعرف عليه, و بعد فتره كده بقينا نسمع صوت طفلة صغيرة بتبكي و كأنها بتتوجع و لما نمشي ورا مصدر الصوت نلاقيه من عند مقبرة الشناوي, الناس أستغربت و الكل سكت تاني و في اللي كان بيقول أن المقبرة دي ملعونه بسبب الي الشناوي كان بيعمله..
رويدا: و بعدين يا عم سلامه؟
كنت ماشي من فترة جنب المقبرة دي و شوفت راجل واقف و ملامح وشه مش باينه, قربت منه أشوف مين اللي جاي المقابر في وقت زي ده, بس أول ما قربت لقيته أختفي و مكنش ليه أي أثر!
فضلت أقرأ قرآن في سري و قولت ده أكيد مش بشر و بدأت أشوف الراجل ده كل يوم بليل في نفس الميعاد, و لما حكيت الموضوع ده لواحد أعرفه قالي ده أكيد روح ابن الشناوي رجعت تنتقم من اللي حرقهم!
سألته هما ماتوا إزاي! قالي أن في حد حبسهم في غرفة و ولع فيهم لحد ما ماتوا و أن في المشرحة عرفوا أن مراته خضعت لعذاب شديد و كأن حد كان بيضربها
أستغربت الحكاية و إزاي حصل فيهم كده و أهلهم سكتوا! و ليه مبلغوش البوليس! بس طبعا مكنش في أي حد هنا أسأله و الموضوع مبقاش يشغلني و أتعودت أن أشوف الراجل ده كل يوم بليل و أحيانا كنت بسمع صوت بكاء شديد و أحيانا ضحك بقيت بقرأ قرآن و بس و بدعي ربنا أن ميحصليش حاجة أنا و العيال..
نظرت له رويدا و هي حاول أن تستوعب ما قاله سلامه بخصوص الرجل و بكاء الطفلة, أنها بالفعل رأت ذلك الرجل و سمعت صوت الطفلة في منزل جدتها, هل جدتها هي من قتلتهم و عادوا حقا للأنتقام!
كنت ماشي من فترة جنب المقبرة دي و شوفت راجل واقف و ملامح وشه مش باينه, قربت منه أشوف مين اللي جاي المقابر في وقت زي ده, بس أول ما قربت لقيته أختفي و مكنش ليه أي أثر!
فضلت أقرأ قرآن في سري و قولت ده أكيد مش بشر و بدأت أشوف الراجل ده كل يوم بليل في نفس الميعاد, و لما حكيت الموضوع ده لواحد أعرفه قالي ده أكيد روح ابن الشناوي رجعت تنتقم من اللي حرقهم!
سألته هما ماتوا إزاي! قالي أن في حد حبسهم في غرفة و ولع فيهم لحد ما ماتوا و أن في المشرحة عرفوا أن مراته خضعت لعذاب شديد و كأن حد كان بيضربها
أستغربت الحكاية و إزاي حصل فيهم كده و أهلهم سكتوا! و ليه مبلغوش البوليس! بس طبعا مكنش في أي حد هنا أسأله و الموضوع مبقاش يشغلني و أتعودت أن أشوف الراجل ده كل يوم بليل و أحيانا كنت بسمع صوت بكاء شديد و أحيانا ضحك بقيت بقرأ قرآن و بس و بدعي ربنا أن ميحصليش حاجة أنا و العيال..
نظرت له رويدا و هي حاول أن تستوعب ما قاله سلامه بخصوص الرجل و بكاء الطفلة, أنها بالفعل رأت ذلك الرجل و سمعت صوت الطفلة في منزل جدتها, هل جدتها هي من قتلتهم و عادوا حقا للأنتقام!
رويدا: و بعدين يا عم سلامة؟
سلامة: بس كده يا بنتي الموضوع ده بقي بيتكرر كتير و زي ما تقولي كده أتعودنا خلاص و ما دام محدش بيتأذي يبقي خلاص دع الخلق للخالق
رويدا: طيب و أنت عرفت جدتي منين!
سلامة: أصل بيتها ده ياما سمعنا عنه حكايات, فبقت مشهورة هنا جدا
رويدا: حكايات زي إيه!
سلامه: يعني ناس بتقول لا مؤاخذة يا بنتي يعني بيقولوا أنها مجنونه و ناس بتقول أن البيت ده فيه أرواح و أحيانا كنا بنسمع صوت صريخ و كأن حد بيتعذب بس محدش عنده الجرأه أن يدخل أو يفكر يشوف في إيه..
رويدا: ماشي يا عم سلامة
سلامة: يلا يا بنتي قومي نامي مع البنات و الصبح أوصلك إن شاء الله
رويدا: حاضر.. شكرا يا عم سلامة
سلامة: الشكر لله يا بنتي
شريف: سمعتيها قالت كده إمتي؟
شروق: إمبارح
شريف: طيب معرفتيش هي بتكلم مين! أو كانت عايزة تقتلكوا ليه؟
شروق: لأ معرفش أنا لما فتحت الباب بسرعة مشوفتش حد معاها
شعر شريف أن الموضوع ملئ بألغاز, كيف لا يزورها أحد و سمعتها الطفلة تتحدث ليلا مع أحد؟ و كيف دخل القتيل و لم يشعر به أحد! لما لم تقاوم! كيف كانت تتحدث مع شخص ما و عندما فتحت الصغيرة الباب لم تجد أحد في الغرفة غيرها!
رجل البحث: يا فندم أحنا لاقينا العصاية دي
شريف: عصاية إيه!
رجل البحث: دي عصاية موجودة في ركن من الغرفة و مليانه دم و من الواضح يا فندم أن العصاية دي هي السبب في موت القتيلة, أحنا هناخدها و هناخد عينه من دم القتيله و هنفحص العينتين
شريف: تمام و التقرير هيكون عندي إمتي؟
رجل البحث: بكره بالكتير يا فندم
شريف: تمام, لقيتوا بصمات لحد!
رجل البحث: أيوه يا فندم في بصمات متواجدة علي العصاية و لسه هنشوف دي بصمات مين
شريف: تمام
كان سامي و نجاة و مازن و شروق ينظر كل منهم للأخر حتي قال شريف
هو مافيش حد تاني معاكم هنا!
سامي: بنتي رويدا
شريف: هي فين!
سامي: مازن روح شوف أختك فين
و ذهب مازن مسرعا و ظل يبحث عنها في المنزل و لكن لا يوجد لها أي أثر
مازن: بابا رويدا مش موجودة
سامي: مش موجودة يعني إيه؟
مازن: أنا دورت عليها في البيت كله و ملهاش أثر!
نظروا جميعا لبعضهم و ذهبوا مسرعين يبحثوا عنها و شريف يراقب الموقف بصمت, خرج سامي خارج المنزل و ظل ينادي عليها و لكن ليس لها أثر!
عادوا جميعا إلي المنزل
نجاة"ببكاء": منك لله يا سامي منك لله أنت اللي جبتنا هنا أنا عايزة بنتي ماليش دعوة
سامي: أهدي و هنلاقيها إن شاء الله
ظلت نجاة تبكي و سامي لا يعلم ماذا يفعل
شريف: أهدوا إن شاء الله هنلاقيها, يمر 24 ساعه و نقدم بلاغ
صمتوا الجميع ما عدا نجاة التي تبكي, بعد وقت قليل غادر شريف و خيم الصمت علي الجميع..
ذهبوا جميعهم للنوم و قرر سامي أن يقوم بإجراءات الدفن صباحا, ظل مازن يفكر في إختفاء رويدا و فيما حدث في تلك الغرفة فذهب إلي الغرفة مسرعا و وقف أمامها متردد ثم مسك المقبض و فتح الباب ظل يبحث عن مفتاح الإضاءة حتي وجده و لكن الإضاءة كانت ضعيفة, دخل الغرفة و هو خائف و لكنه قرر أن يتحدي نفسه ظل ينظر إلي كل شئ فيها و لكنه لم يلاحظ أي شئ غريب, لم يلاحظ أيضا الدماء الموجودة علي السرير, فمن الممكن أنه تعمد أن يتجاهل الأشاء من حوله حتي لا يخاف أكثر من ذلك أقترب من كرسي موجود في أخر الغرفة و جلس عليه و قرر أنه سيبقي حتي الصباح..
لم يستطع سامي النوم من كثرة التفكير شعر أن عقله سينفجر من كثرة الأحتمالات و التفكير في وفاة رجاء و إختفاء رويدا, ظل يفكر حتي نام و هو لا يشعر
مازن ظل كما هو جالس علي الكرسي بعد وقت قليل أنغلق باب الغرفة بشدة, أنتفض مازن من مكانه و لكنه ظل يطمأن نفسه أن ذلك ممكن أن يكون من تأثير الهواء و ظل في مكانه و بعد فتره بدأ يسمع صوت غامض ينطق كلمات غير مفهومه يأتي من البلكونه الموجودة في الغرفة, كان الصوت ضعيف و لكن مان واضح أن هناك شخص ما في البلكونه, ظل في مكانه لا يدري ماذا يفعل! ظن أنه لص فقرر أن يفعل أي ضوضاء حتي يعلم اللص أن هناك شخص في تلك الغرفة, بعد قليل أختفي الصوت ففتح مازن البلكونه سريعا و لكنه لم يجد أثر لأي شخص! أيعقل أن الشخص أختفي بتلك السرعه! أغلق مازن البلكونه مرة أخري و جلس كما كان و بعد لحظات شعر بهواء شديد جعله يشعر بالبرد, نظر حوله و لكنه لم يجد أي مصدر ليدخل منه ذلك الهواء البارد! و لكنه لم يعطي الموقف أهميه حتي لا يخاف أكثر من ذلك و لكن بعد دقائق وجد قدم لإمرأه, قدم فقط! شعر بخفقان قلبه و أنتفض من مكانه, نظر مرة أخري لها و لكنها أختفت! شعر مازن بالخوف و لكنه قرر أن يبقي في الغرفة حتي الصباح, جلس في مكانه و هو ينتفض من الداخل و بعد دقائق مرت و كأنه سنوات سمع مازن صوت بكاء طفله قام سريعا من مقعده و ظل واقفآ منتظر ظهورها و لكنه كان يسمع الصوت فقط, لا يري أي شئ, نظر إلي يمينه فوجد تلك المرأه العارية و الطفلة علي الأرض تبكي بصوت مرعب و المرأه مبتسمه, ظل مازن يردد " رب أعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ بك رب من أن يحضرون "
"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"
شعر مازن أنه غير قادر علي فعل أي شئ سوي أن يردد تلك الكلمات, أقتربت منه المرأه و هي مازالت مبتسمه و معاها عصا تشبه العصا التي قتلت بها رجاء إلي حد كبير, فهم مازن ماذا تريد المرأه أن تفعل فقد قصت له رويدا ذلك مسبقا, بدأ يتحرك في الغرفة لكي يبعد عنها و لكنها كانت تتحرك بسرعه رهيبه و الطفله مستمرة في البكاء, ظلت المرأه تحرك العصا حتي تستطيع أن تصيبه بها و لكن كانت الضربه بلا جدوي بدأت تصرخ المرأه بصوت عالي من قوة الصوت تشعر بأنك فقدت القدرة علي السمع وضع مازن يده بسرعه علي أذنه و لكن المرأه لا تتوقف عن الصراخ, أقترب مازن من باب الغرفة و قرر أن يفر هاربا و في نفس اللحظة سمع صوت سامي من الخارج ينادي عليه, حاول مازن أن يجاوبه و لكن لا يستطيع أن ينطق حتي إستطاع فتح الباب و خرج مسرعا و هو يزحف علي الأرض فمن شدة الخوف لم يقدر علي الحركة أغلق الباب خلفة كما كان و ظل جالس علي الأرض و بكاء الطفلة و صوت المرأه المزعج مستمرين..
أستيقظت رويدا فوجدت الشمس مشرقة ظلت تحمد الله أنها مازالت سليمه و لم يمسها سوء, ظلت تنظر حولها و لكنها وجدت نفسها بمفردها في المنزل! ظلت تنادي علي سلامه و لكن بلا جدوي, و بالإضافة لذلك شعرت بأن المنزل مهجور و كأن لم يسكن به أحد من قبل! ظلت تبحث عن سلامه و تنادي عليه و لكن بلا جدوي, جلست علي الأرض و هي تنتفض من الداخل, فما معني ذلك! لا أثر لأي شخص هنا! أين سلامه و أسرته! هل كان كل ما حدث من وحي الخيال! و لكن كيف فهي جلست معه و تحدثت معه و أخبرها عن عائلة الشناوي و عن جدتها! قامت و بحثت مرة أخري حول المنزل و ظلت تنظر يمينا و يسارا و لكن بلا جدوي..
سامي: مازن, مالك قاعد كده ليه! و بنادي عليك مبتردش ليه و مال وشك أصفر كده ليه!
نظر له مازن و لم ينطق بأي كلمه و بدأ يبكي بشدة أقترب منه سامي و أحتضنه ظنآ منه أنه حزين علي جدته و علي توأمه "رويدا" ظل يبكي مازن و كأنه يريد أن يثبت لنفسه أنه مازال علي قيد الحياة! بعد قليل هدأ و خرج مع سامي و بدأوا في إجراءات الدفن بينما أحضر سامي سيدة من القرية لتجلس مع نجاة و تقوم بتغسيل رجاء..
شريف في مكتبه بيفكر في تلك القضية غريبة الأطوار! و بدأ يربط إختفاء رويدا بقتل رجاء أيعقل أنها قتلت جدتها و هربت! ثم أستبعد ذلك الإحتمال, لأنها إذا كانت هي من فعلت ذلك كانت أخذت معها أداة الجريمة! و لكن ما معني الكلام التي قالته الصغيرة, هل ترغب جدتهم في قتلهم! و لكن إذا كانت ترغب في ذلك لما لم تقتلهم! ها هي التي قتلت!
دقائق و سمع صوت الهاتف فقام بالرد و كان شخص من رجال البحث
شريف: ألو
الرجل: أيوه يا فندم, تحليل الدم أثبت أن الدم الموجود علي العصايه هو نفس دم القتيله, كده أداة الجريمة بقت واضحة يا فندم
شريف: ماشي عايز التقرير علي مكتب بأسرع ما يمكن
و عاود شريف التفكير مرة أخري, إذا لما ترك الجاني أداة الجريمه في الغرفة! فمن الظاهر أن تلك القضية ستحتاج الكثير من الوقت..
قررت رويدا أن تترك المكان و تعاود طريق العودة لمنزل جدتها و لكنها سمعت صوت خطوات شخص ما أعتقدت أنه سلامه و لكن عندما أقترب منها تبين أنه ليس سلامه!
الشخص: أنتي مين؟ و إيه اللي مقعدك جنب البيت ده!
رويدا: أنا أنا كنت هنا عند عم سلامه
الشخص: سلامه مين؟
رويدا: عم سلامه اللي ساكن هنا
الشخص: سلامه التربي ده ميت من سنتين!
تااابع ◄ أبواب وهمية