فى وقت متاخر من الليل فى احد المقابر البعيده الخاليه من السكان، توقفت سياره ونزل من شاب عشرينى يرتدى بنطال اسود وتي شرت اسود وعليه جمجه مخيفه، يحمل فى يده كيس بلاستك اسود وقف على بعد مسافه من السياره واخرج ما فى الكيس ووضعه على الارض، كان كتاب ومبخره وبعض الفحم وضعه عليها واشعله،ووضع الكتاب جانبا وبدأ يتمتم ببعض الكلمات والنار تشتعل وتزداد، خرج شاب اخر من السياره يرتدى نفس ملابسه اعطاه زجاجه بلاستكيه وبها ماده مخاطيه قائلا : طلبك اهو يا ماهر .

اخذه ماهر وفتح الكتاب وبدأ ينظر فيه قائلا :  محى انت اللى هتحط ده على النار اول مايبدأ يظهر الجن الكتاب بيقول كده .
محى بمكر : تمام يا كبير ابدأ انت بس فين الاطر اللى جبناه من البنات .
ماهر بتفكير : مش مهم البنات دلوقتى المهم الراجل اللى قفشنا مع مراته وهيفضحنا لازم نجننه .
محى باصرار : بقولك ايه هو احنا هنيجى كل شويه هى مره هنعمل فيها الاثنين ونخلص .
ماهر بضحكه ماكره: تصدق صح  يلا عشان نخلص هبدأ اقول التعويذ بس اسمع اوعى تخاف مكتوب فى الكتاب لو خفنا نضيع .
محى بتفاخر : مين ده اللى يخاف انا راجل مش حرمه .

اخرج ماهر بعض العطاره من جيبه وبدا ينثرها على النار وهى تشتعل وتزداد، فاشار لمحى لوضع السائل فى النار فازدادت النار جدا بشكل مخيف فتحرم محى وقف الى جوار ماهر قائلا بزعر يداريه: ايه ده التعويذه اشتغلت اه يلا بقا اعمل اخر حاجه خلينا نخلص .
تغير وجه ماهر واصبحت عيناه حمراء بلون الدماء وتكلم بصوت جهور قائلا : حضر الجن اللى طلبته قولو طلابتكم بسرعه قبل ما ينصرف وخلى بالكم هينفذ طلباتكم مقابل انكم تقدمولو قربان خلال ثلاث ايام والا نهايتكو هتبقى على ايده .

ارتعب محى من شكله وصوته قائلا : احنا عايزين البنتين اللى جبنا شعرهم يجرو ورنا، والراجل اللى جبنا منديله يتجنن ويمشى فى الشوارع يكلم نفسه .
ماهر بصوت جهور : تمام طلبكم هيتنفذ بس لو القربان مجاش متلموش الا نفسكم .
وفجاءه النار انتفأءت وعاد ماهر لطبيعته يتلفت حوله قائلا : هو ايه اللى حصل انا فجاه حسيت انى متكتف ومش قادر اتحرك .
محى بتوتر : الجن حضر فى جسمك وقال هينفذ بس لازم نقدم قربان والا يدمرنا .
ماهر : عادى بكره هقدمله القربان مش مشكله .
محى بفضول : هو ايه القربان اللى عايزه وانت عرفته منين؟
ماهر بمكر : مكتوب فى الكتاب والافضل انك متعرفش ايه القربان يلا بينا نروح اعمل حسابك هتبات معايا النهادره عشان تعبان .
محى : تمام يا كبير يلا بينا .
ركبا الاثنان السياره وعادا بها الى البيت الذى يسكن فيه ماهر، ميل ماهر على محى قائلا : اسبقنى على ما ادى مفتاح العربيه للواد بليه يرجعها مكانها قبل مايجى صاحب الورشه .
هز محى راسه بالموافقه وصعد الى شقة ماهر، فهى شقه صغيره فى حى شعبى غرفه وبهو صغير وحمام ومطبخ، انتظر ماهر امام بابها اتى اليه وفتح الباب ودخلا الاثنان واغلقا الباب ، شعرا الاثنان بشئ غريب معهم فى المكان ولكن منهم تظاهر بتجاهله
محى : انت معندكش اكل هنا انا جعان .
ماهر : الثلاجه عندك مليانه اكل كل اللى يعحبك .
دخل ماهر الى الغرفه ليغير ملابسه ودخل محى المطبخ وفتح الثلاجه ليخرج طعام، واذا بصوت كرسى قذف ارضا فى البهو فخرج الاثان جاريا،نظر الاثنان الى الكرسى بفزع قال ماهر بغضب : انت بتصطعبط بتكسر الكرسى ليه ؟
محى بغضب : انا جيت على الصوت من المطبخ .
واذا بالكرسى الاخر يرتفع فى الهواء وحده ويقذف بقوه شديده فيتكسر الى قطع،فزع الاثنان ووقفا الى جوار بعضهم ابتلع محى ريقه قائلا بخوف: فى ايه مين اللى كسر الكرسى ؟
ماهر بخوف يداريه: ده يظهر ان الجن اللى حضر ماانصرفش وجه معانا .
محى بفزع : ايه نعم طب مشيه مشيه بسرعه .
ماهر بخوف يدرايه : متخفش كده ده موجود بس عشان يفكرنا بالقربان (نظر فى الهواء ) انا فاكر وبكره هقدمه بس نشوف دليل على تحقيق طلبتنا .
وقفا الاثنان ينظران حولهم ينتظر كلا منهم اى اشاره لذهاب الجن، واذا بشباك الغرفه يفتح على اخره ويغلق بقوه شديده تكسر زجاجه الى قطع صغيره،تجمدا الاثنان مكانهم اخذ ماهر نفس وزفره وهو يحاول السيطره على خوفه قائلا: كده يبقى مشى اطمن روح كمل اكل وانا هغير هدومى .
محى بخوف وزعر: مش جاعن خلاص وبعدين هتدخل الاوضه تغير ازى والازاز فى كل حته خليك معايا احسن .
كان هناك اريكه فى البهو فتحركا الاثنان وجلسا عليها وظلا كل واحد منهم ينظر بعينه فى كل ارجاء الغرفه دون ان يحرك راسه، وكانو صامتين وكانهم خائفين من الكلام،فتشجع ماهر وتنحنح قائلا : بتهأيلى خلاص الدنيا هديت قوم ننام لنا شويه وبكره هقدم القربان يلا .
محى بتردد وخوف: طب ما ننام واحنا قاعدين مكانا الاوضه مبهدله والصاله هى كمان .
ماهر وهو يتظاهر بالشجاعه: يا عم خلاص الموضوع خلص يلا بس انت قوم وحتى نفرش ونام هنا فى الصاله الجو حر مش مشكله .
محى بخوف يدرايه: اه عندك حق هات الغطه وانا مستنيك انت اللى عارف حجتك فين .
ظل كل منهم مكانه لم يتحرك فهم مرعوبين تنحنح ماهر قائلا : بقولك ايه ما تيجة نروح نبات بره فى حته .
محى : اه حتى على ما تجيب حد ينظفلك البهدله دى .
قاما الاثنان وقفا ليخرجا واذا بطيار هواء شديد ياتى اليهم حتى انهم لم يستطيعو الوقوف منه ماهر بزعر : لاء كده كتير لازم نتحرك احنا وبعدين احنا نفذنا المطلوب لزمه ايه الرعب ده .
محى برعب : انت بتكلم مين يا بنى انت .
ماهر بتردد وخوف: الكتاب قال ان فى جن بيجى معانا لو منفذناش المطلوب .
محى برعب : وانت كنت عارف من الاول طب ما اخدتش القربان معنا ليه ؟
ماهر بتوتر: كان عندى امل يغير القربان ويطلب حاجه تانيه .
واذا بنار تظهر امامهم وتتجسد على شكل مارد ضخم لونه اسود عينه تشتعل نار تكلم بصوت جهور قائلا : انا مبسوط منكم جدا وعايزكم تبقى خدمى .
تجمدا الاثنان من الخوف حاول محى الكلام لكنه لم يستطع تهته فى الكلام ولم ينطق ،ابتلع ماهر ريقه بفزع وقال بصوت مرعوب : خدمك ده ايه احنا حضرناك عشان انت اللى تخدمنا مش احنا اللى نخدمك .
المارد المرعب بصوت مخيف : هاهاهاهاهاها ولما انت عايز حد يخدمك بتحضر ملك ممالك الجن ليه انت اخترت اصعب حاجه ولازم تدفع ثمن اختيارك .
ماهر برعب : خلاص مش عايزين حاجه ولو على القربان هقدمه بكره خلاص انصرف انصرف .
تغير شكل المارد وازداد فى الاشتعال واصبح اضخم واقترب منهم جدا قائلا بصوت مرعب جدا: ملكوش حق الاختيار هتنفذو اللى اقول عليه هجلكم بالليل وهقول لكم اوامرى .
شعرا الاثنان ان النار تحرق اجسامهم وهم متجمدين فى مكانهم لا يستطيعو الحركه فهزا راسهم بالموافقه فاختفى المارد المخيف وعاد كل شئ فى المكان لطبيعته حتى الشباك عاد سليم والكرسيين عادا مكانهم وكان لم بكن احد بالمكان ولكن هناك رائحه تشبه رائحه الاحتراق فى كل المكان .
كان الاثنان يرتجفان من الخوف نظر كل منهم للاخر فهم لم يستوعبا ما حدث هل هو حقيقه ام كبوس ظلا هكذا للحظات حتى قال محى برعب شديد وهو يرتجف : ده حقيقه ولا كبوس انا مش حاسس برجليا .
ماهر برعب ورجفه : مش عارف انا هكلم مرعى اساله نعمل ايه هو اللى ادانى الكتاب وهو اللى بيفهم فى الحجات دى .
حاول ماهر تحريك يده واخرج الهاتف لكن يده ترتجف بشده فقال بغضب : نهدى شويه وبعدين اكلمه .
محى برعب : كنا شوفنا سكه تانيه قعدت تقولى هنسحر البنات ويبقو زي الخاتم فى صبعنا ونعيش على قفاهم ادينا انوحلنا والله اعلم بعد الخضه دى هننفع تانى ولا لاء .
ماهر بغضب : اهبط بقى سبنى اهدى عشان اعرف اكلم الزفت مرعى .
محى : طب ماتشوف فى الكتاب ازى نخلص من البلوه دى .
ماهر بتفكير : طب يلا قوم معايا نجيب الكتاب .
استجمعا نفسيها وقاما يستند كل منهم على الاخر ودخلا لبحضرا الكتاب ولكن لم يجداه فى مكانه فنظر محى الى ماهر قائلا : انت متاكد انك كنت سايبه هنا ؟
ماهر بخوف: ايوه بس يظهر الوحش اللى ظهر ده خده عشان منعرفش هرب منه .
محى : خلاص كلم الزفت مرعى .
اخرج ماهر الهاتف وطلب رقم مرعى لكنه لم يجيب فاعاد الاتصال مره بعد مره حتى اجاب الهاتف قائلا : ايوه مين معايا .
ماهر : ممكن اكلم مرعى ؟
الهاتف : مرعى مات امبارح بيته ولع والتليفون كان مع واحد صاحبه .
ماهر بفزع: ولع ازى ؟
الهاتف : تقريبا جن من اللى بيحضرهم هو اللى حرقه ماهو اللى يلعب بالنار تحرقه .
انهى ماهر المكالمه وقد انهار تماما ووقع ارضا فزع محى من منظره قائلا : ايه فى ايه مالك ايه اللى جرى .
ماهر وهو يضع يده على راسه  : الجن قتل مرعى .
انهار محى هو الاخر جالسا  بجوار ماهر ووضع يده على راسه قائلا : طب واحنا هيعمل فينا ايه ؟
ماهر بانهيار : مش عارف قولى انت نعمل ايه كانت فكره سوده .
ظلا الاثنان فى صمت لبعض الوقت، كان كل منهم يفكر كيف يخرج من هذه المصيبه سالما،مر بعض الوقت وهم على حالهم حتى قال ماهر : بقولك ايه قوم انا افتكرت مرعى كان قالى على واحد تانى اشد منه بتهيالى هيعرف يخرجنا من المصيبه دى .
محى بتفكير : بس احنا بقينا الصبح ومعتقدش هيبقا لسه شغال .
ماهر بتفكير :مش مهم نقعد هناك نستنى احنا لا هنعرف ننام ولا نرتاح هنا لكن هناك على الاقل هنطمن  يلا قوم متضيعش وقت .
قاما الاثنان وتحركا بسرعه وذهبا الى بيت فى مكان بعيد عن العمار منطقه خاليه من السكان وشكل البيت مرعب،تردد الاثنان للحظات ولكن ما رأوه  من رعب فى الساعات الاخيره جعلهم يدخلا دون تفكير، المكان من الداخل اكثر رعبا من الخارج فالجماجم معلقه فى كل اركان البيت، وتنبعث منه رائحة بخور غريب والغرف ابوابها مفتوحه ومظلمه جدا،اصابهم الزعر من منظر البيت وهما بالخروج واذا بشخص ضخم يقف امامهم قائلا : انتو رايحين فين انتو فاكرين دخول الحمام زى خروجه .
ماهر بصوت متحشرج من الرعب : احنا فاكرنا المكان مهجور فكنا هنمشي .
الرجل : لاء هو شكله كده عايزين ايه ؟
ماهر بخوف : كنا جاين للشيخ هو موجود ؟
الرجل : استنو هنا هدخل اقله .
فهزا راسهم بالموافقه دون كلام تركهم الرجل ودخل همس محى فى اذن ماهر قائلا : ايه الرعب اللى احنا فيه ده .
ماهر بهمس : اسكت لحسن يطلع لنا حاجه تانى انا مش عارف ايه اللى احنا فيه ده .
خرج الرجل فجاءه ففزع الاثنان وانتفض فضحك الرجل وقال ساخرا : لما انتو خايبين كده ايه اللى جابكم .
ماهر بغضب : بقولك ايه مش ناقصه تريأه هتدخلنا ولا نغور .
الرجل : لاء ادخلو الشيخ مستنيكم .
فنظرا له الاثنان بضيق من نظراته لهم ودخلا الى الغرفه، ظل ينظران يمينا ويسارا فهى تشبه المغاره من الداخل ولم يجدا بها احد، واذا بشخص يظهر فجاءه بشكل مرعب قائلا بصوت مخيف : اتاخرتو ليه مستنيكم من بدرى .
محى بخوف : وانت تعرف اننا جاين منين .
الشيخ : هو قالى انكم جاين قدمتو القربان ولا لسه ؟
ماهر بخوف: ملحقناش بس بالليل هقدمه .
الشيخ : لاء قدمه دلوقتى والا هتموت .
ماهر بتوتر: هقدمه دلوقتى ازى هجيب واحد اقتله منين .
نظر على محى كانه يقول له اقتله ففهم محى فقال برعب :لاء صاحبى لا يمكن يعمل كده ده .
ماهر برفض: لاء مش هقتل صاحبى .
الشيخ بصوت مرعب اكثر من الاول : يبقى هو يقتلك لازم واحد فيكم يقتل التانى ويا اما هتموتو انتو الاثنين
ماهر بصدمه: طب ماتشوف لنا حل امال احنا جاين لك ليه .
الشيخ بصوت المارد الذى ظهر لهم : معاكو لحد باليل والاختيار لكم .
واختفى الشيخ فجاءه فخرجا الاثنان جريا بسرعه من المكان حتى ابتعدا عن هذا البيت، ووقفا ينظر كل منهم للاخر وكانه يفكر ان يخلص نفسه حتى لو بقتل صديقه، شعر كل منهم بما يدور فى راس الثانى نظر ماهر لمحى بترقب قائلا : انت ممكن تقتلنى يا صاحبى؟
محى بخوف : انا اللى خايف منك يا صاحبى انت اللى ممكن تقتلنى ؟
ماهر برعب : انا خايف من الشيخ والشبح اللى طلع لنا وخايف منك وخايف من الموت انا لسه معملتش حاجه  فى حياتى اموت ليه .
محى بغضب : وهو انا يعنى اللى عملت حاجه ماهو اول حلم لنا اتحطم مع فكرتك السودا قولتلك نروح لساحر يعمل هو العمل قولت لاء نعمله احنا وادى اخرتها ضيعتنا .
ماهر بغضب : انت عايز تقول ان انا السبب وانا اللى استحق الموت صح وهتموتنى بس لاء مش هيمحلك انا اللى هقتلك قبل ما تقتلنى .
ولكمه على وجهه فرد له محى الكلمه قائلا : انا اللى هقتلك لانك انت فعلا السبب وانهال عليه ضربا وفركله ماهر بقدمه فوقع ارضا،فامسك محى حجر ملقا على الارض وقام ضرب به ماهر فى راسه فاخرج ماهر سكين صغير من جيبه، وحاول ضرب محى لكنه تفدها واخرج هو الاخر سكين من جيبه،وطعنه فى بطنه فرد ماهر له الطعنه، وسقط الاثنان ارضا وكلا منهم يمسك بطنه يصرخ من الالم، ظهر لهم الشيخ قائلا باتسامه خبيثه :هاهاهاها نحجت وخلتكو انتو القربان وهاخد انا المارد ينفذلى اومرى هاهاهاها .
فنظر ماهر الى محى وهو يتالم بندم، ونظر محى له بندم والم شديد  قائلا : شوفت يا صاحبى اخرة السكه دى ايه اهو لعب بينا وهياخد هو المكسب واحنا خسرنا دنيا واخره .
ولفظ انفاسه الاخيره، صرخ ماهر بالم على نفسه وصديقه حتى لفظ انفاسه الاخيره، تركهم الساحر وعاد الى بيته وحضر الجن فظهر له المارد الضخم الذى ظهر لهم ونظر له قائلا : انت نجحت وقدمت القربان يبقى تستحق تكون الخادم بتاعى اطلب عايز ايه ؟
الساحر بخبث : انت اللى خادم عندى مش انا ومش هنتناقش فيها المهم هتساعدنى فى كل طلباتى .
المارد بغضب : ماشى هنفذ بس اعمل حسابك يوم ما تفشل فى تقديم قربان هيكون اخر يوم ليك معايا .
الساحر بضحه ساخره: طول ما فى طماعين يبقى تقديم القربان سهل .
ضحك المارد بضحكه ماكره قائلا : وطول ما فى اللى زيك هفضل انا موجود .