-->

قصة هدوء في قلب العاصفة الفصل الثالث

 

 فاطمه: انتي هتيجي معايا وهحاول اقنع صاحبة البيت اللي انا وماما مأجرين شقه فيه انها تأجرلك الاوضه اللي علي السطوح كحل مؤلت علي ما تلاقي اي ورقه تثبتي بيها شخصيتك
روح: فكره حلوه اوووي، بجد شكرآ ليكي
فاطمه: العفو يا روح انا معملتش حاجه، ويلا بقي نشتغل لحسن الريسه عينها علينا.



ومر اليوم الاول لها بسلام وذهبت مع فاطمه واستأجرت الغرفه وتأقلمت مع الوضع الحالي لتتوالا الأيام وباتت روح من امهر الفتايات في مجال عملها وكل يوم كانت تثبت جدارتها بالعمل اكثر من اليوم الذي يسبقه ولكن دائمآ ما كان شبح الماضي يطاردها، دائمآ ما كانت تراودها الكوابيس، حيث كانت تري مختار وعلي يقومون بتقيدها ويعذبوها فتستيقظ من نومها مفزوعه لتظل تبكي حتي تغط في نوم عميق، وحتي بعد ان نالت حريتها مازالت اسيره للماضي، بل والأدهي تخشي ان تري طيف شرطي حتي، فهي قاتله، نعم كان رغمآ عنها ولكن من يصدق فقد غرزت السكين بيدها في قلب المدعو زوجها، كانت تعلم جيدآ ان والدها لن يتركها ابدآ، وماذا عن حازم، تري اين هو، منذ ان هربت وهي كل يوم تتصل به ولكن دون فائده، فلا احد يجيب ولا تجد وسيله للأطمنان عليه، مرت الأيام وتبعتها السنوات، وذات يوم كانت تجلس علي الماكينه التي تعمل عليها وجائت رئيستها في العمل وبيدها ظرف سامته لها قائله..

الرئيسه: روح
روح: ايوه با ابله منال
منال: الظرف ده بتاع التصميمات الجديده بتاعة العرض سلميه للأستاذ محمد عشان يلحق ينفذها عشان عندي ظروف وهمشي دلوقتي وهو مش موجود
روح: حاضر هديهم ليه
ثم تركت منال الظرف ل روح وخرجت لتمسك فاطمه بالظرف قائله..

فاطمه: روح
روح: نعم
فاطمه: ممكن طلب
روح: سيبي الظرف وروحي علي مكانتك يلا
فاطمه: مره واحده بس يا روح، هبص عليهم بنظره سريعه كده وخلاص، مش انا اختك الكبيره برده، نفذيلي طلبي بقي
روح: ياسااااتر، ده انتي لحوحه اوي، شوفيهم.

فرحت فاطمه بموافقه روح علي طلبها وبدأت بمشاهدة التصميمات واحده تلو الأخري لتبدأ علامات الأنبهار تبدوا عليها فيتسرب الفضول الي نفس روح فتمد يدها لتأخذ الصور وتبدء هي الاخري بمشاهدتها وتعجب بها بشدها لتأتي أحدي الفتايات وتقترب منهم ببطئ لتسكب كوب الشاي الذي بيدها علي اوراق التصميمات لتصدم الفتايات..

روح: هاااااراسود، اترفدنا والحمدلله
الفتاه: انا اسفه بجد، مكنتش اقصد فاطمه: تضيعي مستقبلنا وتقولي مكنتش اقصد
الفتاه: ما قولت اسفه اعملكوا ايه يعني
روح: خلاص يا فاطمه، غصب عنها
فاطمه: لا ياروح هي عملت كده عشان بتغير منك ومن حب كل الناس اللي هنا ليكي
الفتاه: هي مين دي عشان اغير منها فاطمه: ايوه بتغيري منها و..
فقاطعتها روح قائله
روح: خلاص يا فاطمه انا هحاول اصلحهم.

فاطمه: تصلحي ايه بس ياروح، دول ماعدوش ينفعوا خالص
روح: هاتيلي بس ورق وقلم وانا هتصرف.

تركتهم الفتاه وتوجهت الي مكانها وهي تبتسم فرحآ فأملها في طرد روح من العمل علي وشك التحقيق اما عن فاطمه قد خرجت من الممان وعادت بعد دقائق مع رزمة اوراق وقلم فأخذتهم روح وبدأت في الرسم اما فاطمه فعادت لممارسة العمل لتضيف حصة روح الي حصتها كي يتاح ل روح الوقت لتصليح ما تم اتلافه وبعد انقضاء ساعات العمل الطويله ذهبت فاطمه ل روح فوجدتها انهت ما كانت تفعله.

فاطمه: عملتي ايه
مدت روح لها يدها وهي تحمل رزمة الورق ذاتها التي احضرتها فاطمه ولكن هناك اختلاف فهذه الاوراق مرسومه بتصاميم لفساتين غايه في الروعه فبدأت فاطمه في الانتقال بين الاوراق ومن ورقه لأخري كان الانبهار يزيد لأضعاف...

روح: ايه رأيك بقي
فاطمه: ايه ده، مش ممكن، ايه الروعه دي
روح: احنا محدش يقدر علينا برده يا بنتي
فاطمه: بس اتعلمتي دا كله فين
روح: اصلي بحب الرسم والتصميم وكنت بسلي نفسي بيهم علي طول فاطمه: ماشاءالله عليكي بجد
روح: بس فيه مشكله
فاطمه: ايه تاني
روح: التصاميم دي مختلفه عن اللي كانوا جايين لاني مالحقتش احفظ شكلهم
فاطمه: بس احلا منهم بكتييير
روح: هنعمل ايه.

فاطمه: بصي المصمم بعتهم بالبريد وهو برا مصر اصلآ هنحط دول بدل دول ولو سألونا هنقول هي دي التصاميم اللي خدناها من الريسه
فأمسكت روح الظرف لتضع فيه التصاميم وتغلقه فيدلف اليهم رجل قائلآ..

الرجل: الاستاذ محمد بيسأل علي التصاميم اللي الريسه منال سبتهم هنا فاطمه: اه، اهي، هي دي
...
روح: اتفضل
اخذ الرجل الظرف وخرج لتجلس روح وهي تضع قلبها علي يدها قائله...
روح: ان شاء الله خير
فاطمه: استرها يارب
وانقضي اليوم بسلام ومر بعده عدة ايام اخري، وحيث كانت الفتايات تعمل كالعاده دلفت اليهم منال..
منال: روح
روح: نعم يا ابله منال.

منال: انتي فتحتي ظرف التصاميم اللي كلفتك توصليه لأستاذ محمد صمتت روح تخشي من نتيجة ما فعلته لتتدخل تلك الفتاه التي اوقعتها في تلك الكارثه قائله...

الفتاه: هي فتحته بس، دي فتحته واتفرجت علي اللي فيه، ووقعت عليه شاي وبوظته، لا وكمان عملت فيها مصممه ورسمت تصاميم بدل اللي بوظتها وحطتها في الظرف وبعتته
كانت تلك الكلمات كفيله بان ترسل الرهبه والخوف
الي قلب روح وفاطمه ليحنيا رأسيهما الي الارض، ولكن ما جرت الامور عليه خلف كل التوقعات، فأبتسامة منال كانت كفيله أن تثير التساؤلات في خواطر الجميع لتعلق روح...

روح: انا اسفه
منال: اسفه علي ايه يا بنتي، احنا شوفنا كل اللي حصل من الكاميرات اللي هنا، اللي انتي عملتيه ده انجاز كبير
روح: يعني ايه
منال: التصاميم اللي انتي بوظتيها كانت مؤامره علي الشركه
فاطمه: لأ، لحظه كده يا ريسه، نقطه ومن اول السطر الله يكرمك كده.

منال: الحكايه ان المصمم اللي بعتلنا التصاميم دي مش بتاعته، هو سرقها من مصمم تاني وبعتهالنا بعد ما اتفق مع الشركه اللي بتنافسنا في السوق عشان المصمم يتهمنا بالسرقه ويرفع علينا قضيه ونقع، بس لما روح عملت تصاميم تانيه انقذت الشركه، لأ مش بس كده، التصاميم بتاعتها كسرت الدنيا ومدير الشركه قرر يصرفلها يشتري منها التصاميم دي بالسعر اللي تطلبه واتعينت مصممه في الشركه وبالمرتب اللي تطلبه كمان، هو مستنيكي عشان تمضي العقد.
كانت روح تستمع الي تلك الكلمات وهي غير مصدقه لما تسمعه فجلست علي كرسيها وهي في حالة دهشه فذهبت اليها فاطمه مبتسمه فتقول...

فاطمه: الف مبروك يا روح
روح: انا مش مصدقه
فاطمه: لأ صدقي، روح انتي موهوبه وخساره انك ما تستغليش الموهبه دي
روح: معقول، انا وصلت لكل ده فاطمه: صدقي
روح: خايفه
فاطمه: من ايه
روح: من اللي جاي
فاطمه: اللي جاي في علم ربنا
روح: واللي فات بيطاردني
فاطمه: دع كل شئ خلفك وتوكل علي الله
روح: ونعم بالله، عندك حق يلا بينا
فاطمه: علي فين
روح: علي مكتب المدير.

فاطمه: المدير عاوزك انتي مش انا روح: من النهارده هنكون سوا في كل خطوه نخطيها، انتي اختي يا فاطمه، لولا انك وقفتي جمبي اول يوم جبت فيه هنا كان زماني في الشارع
فاطمه: معقول يا روح، حتي بعد اللي وصلتيله ده هتحتفظي بصداقتي
روح: لا مش صداقتك، هحتفظ بأخوتك
لتحتضن كل واحده منهم الأخرى ثم يذهبا الى غرفة المدير ليطرقا الباب...

فاطمه/ روح: السلام عليكم
محمد: وعليكم السلام، انتي روح روح: ايوه با فندم
محمد: انا بجد مش عارف اشكرك ازاي يا بنتي لأنك بسبب اللي عملتيه ده انقذتي سمعتي انا والشركه
روح: انا معملتش حاجه يا فندم دي ارادة ربنا ان ده يحصل
محمد: ونعمه بالله
ثم مد لها يده ببعض الأوراق وقال.

محمد: اتفضلي يا روح، ده شيك اعتبريه مكافآه صغيره علي اللي عملتيه، ودي اوراق العقد حطي فيها المرتب اللي انتي عوزاه، اوعدك انك هتبقي نجمه من نجوم المجتمع، هتبقي اشهر مصممة ازياء في مصر، لا، في العالم كله
روح: الفلوس مش مهمه عندي انا بس عاوزه اطلب من حضرتك طلب محمد: ايه هو
روح: فاطمه، عايزاها تبقي معايا محمد: هعينها سكرتيرتك
روح: شكرآ ليك يا فندم
محمد: أمضي يلا.

روح: بس انا مش بعرف امضي، انا بكتب اسمي عادي
محمد: اكتبيه عادي.

وقعت روح علي عقد العمل واخذت الشيك وخرجت هي و فاطمه وذهبت لصرف المبلغ المقيد به من البنك لتذهب في جوله لتفعل كل ما بوسعها لتتغير كليآ، وبالفعل تبدلت تمامآ، لم تعد تلك الفتاه التي جائت من الصعيد هاربه من جريمة قتل، لم تعد روح التي كانت العباءه السوداء هي هويتها، لم تعد مقيده بأغليل الخوف الاهانه والرهبه، بل تبدلت بفتاه أخري، اصبحت روح بمعني الكلمه، اصبحت آنثي، ترتدي ما يحلوي لها وتذهب أينما تشاء، وتفعل ما تريد، لقد وجدت ذاتها حقآ، بحثت كثيرآ عن نصفها الأخر حازم ولم تجده، منذ ان كلفت فاطمه ان تتصل بأحد بيوت قريتها للسؤال عنه واخبروها انه ترك البلده هو ووالدته وهي تبحث عنه ولكن دون فائده، ومرت الشهور تبعتها السنوات...

، 5 سنوات مر علب الأمور 5 سنوات كامله، اصبح عمرها 22عامآ، وأصبحت هي اشهر مصممة ازياء في المنطقه، صدي اسمها يدوي في الارجاء، كل العالم يتحدث عنها، مجرد اسم فقط، اسم صاحبه مجهول، فهي ما زالت تتخفي ولا تظهر علي اي وسيلة اعلام، ما زالت تخشي من جريمتها في الماضي اليوم، اليوم قررت ان تهرب من العمل والتزماته، وخرجا في رحله الي خارج البلاد ليقضيا ايام من المرح واللهو والمزاح وفي احد الايام خرجت روح لتتجول في انحاء المدينه، كانت تسير وهي تتأمل الشوارع والطرقات، تتأمل حرية الهواء الطلق، حرية اضواء المصابيح، حرية ماء المطر، وصوت البشر، كان تتأمل الحريه حتي في الوان الزهور، حدثت نفسها قائله...

روح: ياريت لو الحريه تعيش جوايا، لتستمع الي صوت يرد عليها قائلآ
الصوت: ياريت لو روح تعيش جوايا
لتلتفت روح الي مصدر الصوت فتذهل بسبب ما رأت..

روح: حازم
حازم: حازم يا روح...
لم تنتظر روح لحظه واحده بعد فقط ارتمت بين احضانه، احتضنته كطفل يتيم ظل يجول في الطرقات واخيرآ وجد له مأوي
روح: وحشتني، وحشتني اوي ياحازم، كنت فين، دورت عليك كتير، تعبت وانا بدور عليك
حازم: كنت بدور عليكي يا روح، 6 سنين وانا تايه وسط الناس وبحاول الاقيكي، هربتي ليه وسيبتيني يا روح
روح: اكيد عرفت اني قتلت على، عشان كده كان لازم اهرب والا كان زمانهم عدموني.

حازم: ومين قالك ان انتي قتلتيه.

 

تاااابع ◄