رواية خاتم سليمان الفصل الأول


 تقديم الرواية

يعطي لمن يرتديه قوة مهولة، قواه تظل بجسده مادام يرتديه، لكن هي الوحيدة التي توارثت قواه حتى إذا نزعته، قواه تظل بجسدها.
توارثته عن أجدادها تلبسته بأول ثانية من عمرها، لا يعطي قواه لغيرها حتى إن تركته وذهب لغيرها فهي تحكمت بقواه وصارت ملكها، تسبح في الملكوت، تظهر وتختفي في رمشة جفن، ترى من خلفها دون أن تنظر، تتحول لملاك عندما تفرح وتتحول لشيطان عندما تحزن وتغضب.

تري المستقبل، وتستطيع تغيير الماضي والحاضر، والسكون بالحاضر، لها عينان ليستا لبشر أو جان، فهي لا بشر ولا جان، تستطيع الرؤية في غيابها، وتستطيع الاختفاء بأي وقت، تستطيع قراءة الأفكار، تستطيع جعلك تتخيل، تتحكم بعقلك عندما تنظر بعينيك، تجري بسرعة الضوء.
هذا لا مُحال فهو خاتم سليمان!

الفصل الأول

في احدي ليالي الشتاء حيث البرد القارس اثناء هطول الامطار وحدوث الرعد والبرق كان يمر هو تائه بين ذكرياته يتذكر والدته الذي يرتبط بها بشده لكن الله توفاها يتذكر ذكرياته معها وكل شئ لها لكنه توقف عندما اصطدم قدمه بشئ فتوقف نظر ليجد شئ ما يلمع إلى جانب قدميه يعطي بريق اخاذ لكنه لا يظهر هيئته حيث الامطار والرعد والبرق هبط هو ليلتقطه وينظر اليه بتعجب وإلي هيئته ولمعته ونوره الذي لم يراه بمكان من قبل لكن اعجبه فأرتداه بيده ولكنه لا يعلم ان هذا «خاتم سليمان».

عاد إلى منزله ليجد شقيقته بانتظاره امام مائدة الطعام لتردف بقلق وهي تتجه نحوه: ايه اللي اخرك كده يا داغر نظر لها هو وعلى وجهه شبح ابتسامة ليهمس بهدوء:
ماتقلقيش كنت بزور ماما الله يرحمها.

اراميس بحزن: الله يرحمها ثم اردفت بابتسامة: يلا عشان ناكل اتجها للمائدة لكنها رأت شئ ما يلمع بيده له شكل اخاذ فنظرت له بتعجب لتردف: ايه اللي في ايدك ده يا داغر نظر هو للخاتم بجمود وتعجب ليردف: بعد ما مشيت من عند قبر ماما مارضيتش اركب العربية واتمشيت شوية ولقيت ده شكله عجبني حسيت انه حاجة كويسة وشدني اووي ليه.

اراميس وهي تنظر له باعجاب: بس فعلا بيشد جدا انا لما شوفتو حسيت احساس غريب ابتسم هو لها واكملوا طعامهم وذهب كلا منهم لغرفته للنوم.

بنفس المكان ونفس الوقت الذي وجده به وتمت اعادة كل شئ حين امسكه ونظر له بتعجب لكن كيف ظهرت هي لا يعلم كانت ثابتة مكانها تنظر للذي يمسكه بيده بجمود ولا يظهر على وجهها اي شئ بالفعل هو لم يري وجهها هي تنظر للاسفل موضع الخاتم بيده.

داغر بتعجب: ايه اللي بيحصل ازاي كل حاجة بتتعاد وانتي مين لم يجد رد منها ليردف بغضب مكتوم: بقولك انتي مين وازاي جيتي هنا وليه كل حاجة بتتعاد ايه اللي بيحصل ردها كان رفعها لرأسها ليري وجهها الغريب عيناها الذي لا توجد بالعالم بالدنيا لم يسبق ورأي عينان باللون البنفسجي بشرتها البيضاء شعرها الاسود مثل ظلمة الليل الذي لا يدل انها انثي فهي تصففه مثل شعر الرجال فقط الشعر يحيط رأسها من الوراء وتهبط مجموعة من الخصلات على وجنتها هو لم يري هذا المظهر ابدا ملابسها السوداء القاتمة عرفت هي فيما يفكر لتبتسم بسخرية لتتمتم قائلة وهي تفرد يدها وتوجهها اليه: هات.

نظر هو إلى يدها الصغيرة ليردف بتساؤل: هات ايه
تأفأفت هي بحنق لتقول: اللي في ايدك
نظر هو ليجد الخاتم الذي يرتديه ينير وبقوة لدرجة آلمت عينيه يخرج ضوئا وهاجا ليردف بتعجب: ايه اللي بيحصل بالظبط
نظرت هي في عينيه بغضب مكتوم لتهتف ببرود: حاجة ماتخصكش الخاتم اللي لقيتو واللي في ايدك دلوقتي ده يخصني
داغر بعند: مش هتاخدي حاجة غير لما اعرف في ايه ايه اللي بيحصل وانتي مين وليه كل ده بيحصل.

نظرت له بغضب شديد قائلة: انا قولت هاات الخاتم والا مش هيحصل كوويس
داغر بعند: انا مابتهددش
تحول لون عيناها البنفسجية للون الاحمر
لتصرخ قائلة: ماتخلنيش اعمل حاجة لا تحمد عقباها
داغر بغضب: قولتلك مابتهددش.

عادت ملامحها للطبيعة وعاد لون عيناها لكن للازرق فهي ذات عينان متحولة في اي وقت لتتمتم ببرود وتوعد: انت اللي اخترت شبكت اصابعها ببعضهم البعض واغمضت عيناها وتنفست بعمق لتبدا بفك اصابعها عن بعضهم وتبدا بتشكيل كرة بيدها وتنظر بعينيه بقوة جعلت تركيزه يشتت لتظهر بهذه الكرة صورة شقيقته وهناك شخص يشهر السلاح بوجهها لتقول بتهديد: تحب تزور اختك النهاردة ولا بكرة
نظر لها بفزع ليردف بغضب: سيبيها.

نظرت لو باستمتاع لتهتف: تؤ تؤ انت اللي اخترت
نزع الخاتم من يده ليردف بغضب: امسكي وسيبيها
اخذت من يده الخاتم واغمضت عيناها وشبكت اصابعها مرة اخري لتغلق هذه الكرة وتنفست بعمق لتفتح عيناها وتتحدث بهدوء: انا مابحبش أأذي حد من الانس بس انت اللي اضطرتني لكده اختك محصلهاش حاجة ولا حد قربلها ده كان مجرد خيالك
وارتدت الخاتم لتردف بجمود: روح!..

تااابع ◄

أحدث أقدم

نموذج الاتصال