-->

رواية أحفاد أشرار الجزء السادس

 

 

 كانت النظرات هي الحائل بينهم إلى أن قطعه الدنجوان قائلا بثبات:_عجبتك هديتي ؟
ملك بصدمة:_روفان !
حمزة بصوتا خافت:_مستحيل
ياسين بخبث:_مستحيل ليه روفات عايشه ذي مأنتم شايفين


تابع رعد ما يحدث بأهتمام وخوف من المجهول فكم أرد أن تعود العلاقة بين ياسين ويحيى كسابق
أقترب ياسين من يحيى قائلا بغضب مكبوت:_روفان رجعت بس حقيقة الا عمل فيها كدا مرجعتش أول ما صوتها يرجعلها ص
ساعتها هعرف إذ كنت برئ فعلا ذي ما بتقول ولا.

وصمت تاركاً نظراته تعبر عما سيكون به يحيى
كان الخوف يرتعد جدارن قلبها من القادم ولكنها أنصاعت ليد ياسين لها وصعدت خلفه للأعلى
كان يقف بوجهاً خالي من التعبير عيناه تتابع ياسين وهو يجذبها للأعلي بثبات عجيب ثم تحولت لرعد الجالس بهدوء يثبت للجميع معرفته بما يحدث تقدم منه يحيى قائلا بثبات:_ أنت كنت عارف.

لم يجيبه رعد وتجولات عيناه المكان كمحاولة للهروب من أجابة سؤالا هكذا
يحيى بصوت مرتفع غاضب أثبت للجميع خوفه من شيء ما:_رد عليا
رعد بعصبية:_أيوا كنت عارف يا يحيى بس عملت ذي ماهو عايز
ثم أكمل بشك:_وبعدين أنت خايف ليه كدا وأنت بتقول ما عملتش حاجه
تطلع له يحيى بصدمه حتى رفيق دربه الأخر يشك به لم يجد كلمات يتفوه بها فرمق ملك بنظراته التى تترجا لرؤية أحدا يثق به ولكنها خذلاته مثل الجميع فأنسحب بهدوء لغرفته وبداخله توعد لتلك الفتاة بالهلاك.

بجناح ياسين
جذبها للداخل ثم أغلق الباب وتركها قائلا بتحذير:_ذي ما فهمتك أكيد هيحاول بأي طريقة يتكلم معاكي
أشارت برأسها قائلة بحزن:_متقلقش فاكره كل حاجه
ياسين بوجها خالي من تعبيرات الحياة "_تمام عم محمد كلمك ؟

آيه:_أيوا قبل ما نخرج من هناك كلمني هو وماما ودينا
جلس على الأريكة محتضن وجهه بيده قائلا بصوت خافت:_مش عايزهم يحسوا بحاجه
آية بحزن يتحفظ بقلبها لرؤيته هكذا:_متقلقش
زفر لشعوره بغصة تحتل قلبه يرى رفيقه المقرب لجواره ولم يتمكن من شكوى أوجاعه له كالمعتاد يمكث معه بمنزل واحد ولكن القلوب مغلفة بهواجس الماضي والأنتقام.

تطلعت له آية بحزن يغزو قلبها لتتأكد الآن أنه مآسورة لعشق الدنجوان ولكنه محفور بألاشواك والمصاعب
لم ترد مشاركته بحزن يكمن بوجه يذكره بالماضي فدلفت للغرفة الموجود بها الفراش فالجناح المخصص لياسين كبير للغاية
خلعت حجابها لينسدل شعرها الأسود بحرية فيغدو لنهاية خصرها برشاقة وجمال
ثم أغلقت باب الغرفة وتوجهت للفراش تفكر بحال هذا القلب الذي عشق السجان.

بالخارج
ظلت ذكرياتها تطارده خاصة بعد مقابلة يحيى جعل ماضيها يطارده
جلس أرضا بأهمال محتضن وجهه بيده كمحاولة لتخفيف الذكريات ولكن لم يستطع صرخ قلبه بشتياقها صرخ قهرا لفرقها
فلم يجد قدماه سوى التقدم من غرفتها .

بغرفة يحيى
وقف بالشرفة وعيناه تتجول على الحديقة المفعمة بالحياة على عكس حال قلبه المحطم فدلفت ملك والدمع يلمع بعيناها تقترب تارة وتقدم قدماها تارة أخري ولكن غلبها قلبها فتقدمت لتكون على مقربة منه
رفع يحيى عيناه ليجدها تقف والدمع يلمع بالشك فيقتله بسكين بارد دون إحساس بقلباً هوى عشقها المتيم
لم يستطع النظر لها طويلا فغض بوجهه قائلا بغضب:_أطلعي بره يا ملك
ملك بدموع:_عايزة افضل معاك.

يحيى بقسوة:_وأنا مش عايز حد أخرجي
ملك ببكاء:_مش هخرج يا يحيى
يحيى ببرود:_أوك أنا الا هخرج
وتركها يحيى بغرفته ثم أنصرف بسرعة جنونيه بسيارته لمكانا منعزل عن الجميع مكان لا يرى فيه حبا وعين تلون بالشك فتقتله بخذلان
جلس أرضا والشرار يتطاير من عيناه فتلمع بالوعيد لروفان تلك المرة أقسم على قتلها وليكن الأتهام .

تململت بفراشها لتجده لجوارها يتأملها بحبا وأشتياق لم تفهم نظرات عيناه ولكنها علمت أنه يرى زوجته الراحلة تألم قلبها كثيرا وأرادت الصراخ به لتفيقه على واقع صريح أنها ليست روفان بل فتاة بسيطة دلفت لسجن السجان
رفع يديه يتلامس شعرها بحنان حتى هى لم تعلم ما عليها فعله سوى الصمت المعتاد
أحتضانها بعاصفة من الأشتياق لتشعر بنبض قلبه المرتجف من الأنتقام فسحبها لعالمه الخاص حتى أصبحت زوجته أمام الله .

بمنزل محمد
تناول محمد وصفاء طعام العشاء فقامت دينا تنظف المطبخ قبل نومها كالمعتاد فلمعت ذكريات آية بخاطرها فأنهارت بالبكاء المرير هى لها الأخت الوحيدة ومحفظ الأسرار
دلفت صفاء فحزنت لحزن إبنتها فحالها كحالهم جميعاً ولكنهم ألتزموا الصمت لرؤية السعادة بعين آية منذ حديث الصباح معها
أحتضنتها صفاء ثم ألقت على مسمعها الحديث المرح فأبتسمت وغاصت بالمرح هى الأخري
ثم دلفت لغرفتها لتشارك بالحديث مع رفيقاتها شذا ويارا فأصبحت الراوبط بينهم قوية.

المحادثة كالأتي
شذا:_يا شيخه سيبك هما الرجالة كلهم كدا نكد فى نكد
يارا:_شكلى أبتديت أقتنع
دينا:_أنا جيت بين كدا فاتني كتير
شذا:_النكد جيه
يارا:_هههه ليه كدا بس دا دودو كيوته جدا.

دينا:_بتحفلوا عليا ماشي هستحملكم بس لانكم السبب ان بابا يجبلي فون
شذا:_مبروووك أبت
دينا:_الله يبارك فيكي ياختى
يارا:_بنات ما نضيف آية هنا
شذا:_عيب عيب ميصحش البنت في شهر العسل☺☺☺
دينا:_هههههه معندهاش صفحه
يارا:_أما ترجع هظبطها.
شذا:_ربنا يستر الا بقولك يا يارا هو الاستاذ أدهم دا مجنون
يارا:_ليه كداا
شذا:_حصل حتة موقف النهاردة بالشركة
دينا:_طب احكي بقا وبالتفاصيل بموووت فيها
شذا:_لا هجيب الشاي وجايه
يارا:_وانا كمان هغير هدومي وجايه
دينا:_بأنتظاركم.

بقصر الجارحي
أبدلت يارا ملابسها ثم هبطت للأسفل تتفقد من بالأسفل لتجد أدهم بالأسفل يتناول عشائه
هبطت يارا ثم جذبت المقعد المجاور له
أدهم بتعجب:_أنتى لسه صاحية ؟!

يارا:_مش جيلي نوم وبعدين الوقت مش متأخر يعنى
أدهم:_طب ما ينوبك ثواب تأكلي معيا ماليش نفس أكل لوحدي
يار بغرور مصطنع:_طبعا لازم تمسك فيا لاني بمجرد ما أشاركك الأكل نفسك هتتفتح على طول
أدهم بسخرية:_لا دا بجد !

يارا بتزمر:_بارد
أدهم ببرود:_عارف بس والله عسل
يارا:_مهو بين دا حتى الناس بالشركة مش طايقك وأولهم شذا
أدهم بأهتمام:_هى قالتلك كدا !
يارا بخبث:_أيوا وبتقول أنك مغرور
أدهم بصدمة:_أناااا
يارا بأبتسامة متخفية:_أيوا حضرتك.

دلف عز من الخارج ليجدها تجلس مع ادهم فوقف يستمع لهم بصمت
أدهم بغضب:_انا مش مغرور على فكره
يارا بمكر:_عيب يا أدهم بتكدب البنت
تزمر أدهم ثم صعد للأعلي بغضب فأنهمرت من الضحك ولكنها توقفت حينما وجدته أمامها
نظرت له بحزن ثم توجهت للأعلي، زفر بغضب ثم صعد خلفها ليجدها تجلس بالغرفة وبيدها الهاتف
عز بهدوء:_للدرجادي يا يارا
لم تجيبه واكملت عبثها بالهاتف فتذمر قائلا:_مش عايزة تردي عليا ؟!

جذب الهاتف ثم ألقاه أرضا قائلا بغضب:_لما أكلمك تسيبي الا في أيدك وتكلميني
تنحت عن الفراش قائلة بصراخ مكبوت بالبكاء:_ كلام ايه الا فاضل أنا وأنت خلاص لا يمكن نكمل مع بعض أنا كنت فاكره انك اتغيرت لكن للاسف كنت غلطانه جايز دا حب من ربنا انى اكشفك قبل أي أرتباط عشان مندمش بعد كدا
صدم عز من حديثها فقال والصدمة مصاحبة لصوته:_يعنى أيه يا يارا ؟

تحلت بالشجاعة ثم ازحت دموعها قائلة بصوت خالي من الحياة:_يعنى الا بينا خلاص يا عز أنت أخترتها هى يبقا أنا مينفعش أكون فى حياتك بعد كدا
عز بصدمه ؛_أنتى أتجننتي صح
يارا بحزن:_ياريت على الأقل مكنتش حسيت بالوجع الا أنا فيه
عز:_ انتى عايزة تنهى الا بينا بالسهولة دي !

يارا بدموع:_أنت الا نهيته لما خبيت عليا علاقتك وحملها منك يا عز
صدم عز لمعرفتها بحمل تالين فاكملت هى ببكاء:_أيه كنت فاكراني مش هعرف الا مخبيه عليا
عز بثبات:_مش إبني يا يارا
يارا:_وافرد طلع أبنك ساعتها هتعمل أيه
من فضلك كفيا لحد كدا أنا بموت لما بتخيلك مع حد غيري مش هقدر أتحمل وجودها
أقترب منها لتتبعاد عنه أميال قائلة بتحذير:_أخرج يا عز.

عز بحزن مصاحب لصوته:_مستحيل أي حاجة تبعدنا عن بعض حتى لو أنتى طالبتي البعد لأنك ملكى أنا مش ملك حد تاني خاليكي فاكره كلامي كويس يا يارا الفرح هيتعمل فى معاده
وخرج عز تاركها تتحطم لتذكرها مكالمة تالين التى تحمل الوعد القاطع للفراق بينها وبين عز عن قريب

وصل أحمد و عتمان الجارحي للقاهرة ولكنه لم يتوجه للقصر بل للمقر الذي يتخذه عتمان لجمع رجاله فأمر بأحضار عاطف المنياوي بالحال
تعجب أحمد من طلب أبيه فهو أتبعه لمصر دون أن يعلم ما يدور برأسه.

مرء الليل وسطعت شمس يوما جديد
بقصر الجارحي بأيطاليا
وبالأخص بجناح ياسين
أفاق على حقيقة أبى تصديقها هل سمح لنفسه بخيانتها ؟!
كيف حدث ذلك !
صدم ولم يعلم ما عليه فعله فأخذت نظراته تجوب الغرفة يبحث عنها فلم يجدها.

جذب قميصه ثم أرتداه بأهمال وخرج ليجدها تجلس على المقعد المقابل للشرفة وعيناها تلمع بأثر الدموع وما أن رأته حتى همت مسرهة للدلوف للغرفة مرة أخري
قاطعها ياسين قائلا بحذم:_أستنى
وقفت تفرك يدها بخجلا وأرتباك من اللقاء بعيناه البنيتان مجددا تبكي حظها العسير لرقص قلبها على طرب حب سجان حكم عليها بسجن مؤقت
تقدم منها ياسين ليقف أمامها يتأمل حزنها بصمت لا يعلم ما ينبغي قوله
فخرجت الكلمات أخيرا قائلا بأسف:_آية أنا مش عارف أقولك أيه بس فى النهاية أنتى مراتي
قاطعته بسخرية:_شبيهة لمراتك أنا مجرد شبيهة مش أكتر
وتركته يفكر بحديثها ثم دلفت للغرفة وأغلقتها لتمنح دموعها أذنا للسقوط
أما هو فوقف يفكر بحديثها بغضب فلأول مرة تحسب خطأ مقصود بقاموس ياسين الجارحي

بالأسفل
دلف يحيى من الخارج ثم توجه للدرج فتفاجئ بملك غافلة على الدرج وأثر الدموع على وجهها
وقف يتأملها بحزن ثم جلس بجوارها يمسد بحنان على شعره الكستاني نعم قسى عليها ولكن قلبه نال القسوة الأكبر
أستدار يحيى على صوت رعد القادم من خلفه
رعد بسخرية:_لسه راجع ؟!
طب والله كويس عشان تشوف بنفسك
يحيى بغضب:_رعد أنا مش ناقص
رعد بهدوء بعدما هبط ليكون مقابل له ؛_ماشي يا يحيى مش هكلمك بس ملك مالهاش ذنب بلا بينك وبين ياسين ياريت تفوقوا بقا وتشوفوا أد أيه عدائكم دا بيعملنا مجرد ضحايا
وحملها رعد للأعلى تاركا يحيى ببدوامة تجعله يتتوق للأنتقام من تلك الفتاة التى حطمتهم.

بشركات الجارحي
بمكتب أدهم
كان يغلي غضباً لتذكره حديث تلك الفتاة فلم يستطع العمل وخرج من مكتبه كثيرا ليرى أن كانت حضرت أم لا فيتوعد لها بالغضب لتأخرها الملحوظ
كاد أن يعود لمكتبه مجددا ولكنه توقف حينما وجدها تخرج من المصعد بملامح مرتباكة
أدهم بسخرية:_ما لسه بدري
شذا وهى تجاهد لخروج صوتها المتقطع من الركض:_أسفة يا فندم بس
قاطعها بأشارة من يده ثم قال:_مش عايز أسمع حاجة على شغلك
أنصاعت له دون جدال وتوجهت لمكتبها تحبس دمعاتها لما رأته منذ قليل فكيف ستعود لعملها وهذا الأحمق عاد لمطاردتها من جديد ألا يكفى ما لحقه بها ترتجف منذ أن رأته يقف بالأسفل أمام الشركة فعلمت أنه خرج من المعتقل (السجن ) ليفسد حياتها كما وعدها حينما ألقت بوجهه دبلته وفضت خطبتها من مجرم حقير مثله.

بأيطاليا
توجه رعد لأدارة الشركة بغياب عمه وعتمان أو كما تصنع ذلك ليترك المنزل
وكذلك خرج حمزة كالعادة يتنزه بأيطاليا
وكذلك ملك ما أن أستيقظت حتى توجهت لغرفة يحيى ولكنه لم يجيبها لا على الهاتف ولا حينما ترجته يفتح لها باب الغرفة فخرجت تعبئ صدرها بنسيم الهواء لعله يفرغ ما يجول بقلبها.

بالقاهرة
غضب عتمان عصف بالمكان عندما علم عتمان بأن أحمد قتل عاطف المنياوي بدون أذن منه
عتمان بغضب:_أيه الا أنت عملته دا ؟!
أحمد بغضباً جامح:_الا المفروض يتعمل الحيوان دا قتل أخويا
عتمان بعصبية:_كان هيموت بس لما نعرف مين الا وراه وليه عمل كدا
عاطف بغضب:_لسه هنعرف دا شيء واضح ذي الشمس أكيد غيرة وحقد عليه
عتمان بحذم:_مش عايز اسمع كلمة زياده
ثم وجه حديثه للحرس:_شيلوا الجثة دي من هنا
وبالفعل حملوه ثم تخلصوا من جثمانه بأحتراف اعتادوا عليه فنسوا عقاب الواحد الأحد.

حل المساء سريعا على الجميع لتقرب الأهداف وكشف الألغاز
بمكتب أدهم
كان يتابع عمله حينما إستمع لصوت الهاتف فرفعه ليجد رقماً مجهول
رفع الهاتف بتعجب حينما إستمع لصوت غريب يستمع له لأول مرة
المتصل:_بئر أسرار عيلة الجارحي والأغرب انه الأقرب لعتمان الجارحي نفسه
أدهم بستغراب:_مين معيا ؟!

المتصل:_أعتبرني فاعل خير عايز يفوقك على واقع بيحاول عتمان الجارحي يخفيه عنك من سنين
أدهم بسخرية:_لا دا بجد صح اشتغاله من نوع جديد بس للاسف مبجيش الحوارت المزينه
واغلق الهاتف بوجهه بغضب ثم خرج للعودة للقصر فتفاجئ بشذا مازالت تجلس بالخارج
أدهم بستغراب:_انتى لسه هنا ؟!

شذا بتوتر:_فى شوية شغل بخلصهم
أدهم بتعجب:_لحد دلوقتي أرجعى بيتك وبكرا كملي شغلك
شذا بأرتباك:_مهو
قاطعها أدهم بغضب:_أنا قولت أيه
ارتعبت شذا ثم حملت حقيبتها وتوجهت للخروج والخوف يزداد بقلبها من أن تلتقي به مجددا بالأسفل فهى أردت التأخر عن قصد حتى يأتي والدها ليرى ماذا هناك فلم تستطيع الوصول إليه لعدم أمتلاكه هاتف بالمنزل
هبطت شذا للأسفل بخوف يجتاز أواصرها فتوجهت سريعا للطريق الرئيسي تنتظر الباص أو سيارة أجرة ولكنها شعرت بنقطاع أنفاسها فرفعت يدها لتجد أحداً ما يكمم فمها نعم هو فعلمت أن مصيرها الهلاك على يد هذا اللعين.

كان القصر فارغا عليها فجذبت هاتفها تتحدث مع شقيقتها لحاجتها للحديث معها
أنهت آية المكالمة وأستندت برأسها للخلف فوقفت سريعاً تتطلع أمامها بخوف لرؤيتها يحيى يقف والشرار يتطاير من عيناه يحمل بيده سكين حاااد ونظراته توحي بالهلاك
إبتلعت ريقها بخوفاً ثم تراجعت للخلف ونظراتها تتطلع له برهبة شديدة
يحيى بثبات رهيب وحديث يملأه السخرية:_مستغربة ليه جاتلك فى وقت مش مناسب متخافيش ياسين مش هنا خرج يعنى تقدري ترجعى لطبعتك بس تصدقي دخله حلوة لا بجد شابو ليكي حجاب ولبس محتشم دانا نفسي صدقت.

كان يتحدث والجميع يراقبهم بصمت نعم علم ياسين بأنه سيفعل ذلك فزرع كاميرات بالغرفة ولمغرفة الحقيقة وكشفها للجميع
سلب قلب ملك وهى تستمع لحديثه كذلك زرع الشك بقلوب رعد وحمزة
كان ياسين يتابع حديث يحيى بصدمة حقيقة ما معنى كلاماته ماذا يقصد بأنه ليس بالمنزل ماذا هناك ؟!
تراجعت آية للخلف والخوف يفترس ملامح وجهها ولكن قلبها ينقبض من كشف مجهول مؤلم لياسين
أسترسل يحيى حديثه قائلا بغضب ليس له مثيل ؛_أنا كنت شاكك من البداية أنك مش مظبوطة نظراتك المقرفه الا ذيك كانت بتوضحلي كل حاجة بس كنت بكدب نفسي عارفة ليه ؟

عشان السعادة الا كنت بشوفها بعين ياسين كنت بسكت وبتغاض عن أي موقف بتعمليه معيا عشان تتقربي مني لكن حتى بعد الا عملتيه كان هدفك واحد وأنك توقعي بيني وبين ياسين وفعلا عملتي كدا بس للأسف أنا شلت ذنب جريمة ما عملتهاش وبقيت عبيط أووي لكن دلوقتي مش هسيبك تدمري ياسين تاني بكلامك المزيف ووشك البرئ دا.

وأقترب يحيى منها بشرارت من جحيم تفتك بأشد من المنشئات أرد أن يقتلها حتى ينعم رفيقه بالهناء لوجود تلك الحية بحياة تزيفها له بخداع
توقف يحيى عندما أستمع لصوته نعم صوت ياسين المحطم لمعرفته حقيقة روفان البشعة لم يكن بأوسع مخيلاته أن تخدعه لتلك الدرجة كيف لها ذلك ؟!
جعلته قاضي بغير قلب ولا رحمة يصدر حكم الموت على شقيقه ورفيقه المقرب.

جعلت من حياته جحيم الموت حتى بعد وفاتها تركته يشتعل بلهيب الأنتقام والثائر من أخيه
صدم يحيى عندما وجده يقف أمامه وعيناه تحمل ما به من إنكسار وأوجاع وما زاد صدماته دلوف رعد وحمزة وملك للداخل فعلم الآن أنها مكيدة للتأكد من صدق حديثه
رعد بحزن:_قولتلك يحيى برئ يا ياسين.

ركضت ملك بسعادة لأحضان يحيى تزف له فرحتها فيلمع قلبه بشرارت عشق وسعادة نقلتها معشوقته لقلبه المتغلف بالحزن لما هو به
كان الصمت السائد على الدنجوان كفيل بسلب القلوب فتقدم منه يحيى بحزن شديد قائلا بصوت يملوه الوجع:_ كنت عايز تعرف الحقيقة وأديك عرفتها
رفع ياسين عيناه الملونه بحمرة الغضب ليبتقى بعيناه فيحزن رفيقه على السكين الحاد الطاعن بقلبه بلا رحمة لم يرد ذلك لم يرد تحطيم قلبه ولكن حدث المحال .
غادر ياسين المكان مسرعاً حتى لا يرى أحداً عيناه وأنكسار قلب كن لتلك اللعينة العشق والأمان
توجه بسيارته الخاصة لمكان منعزل يسترد به نفسه ويستمد قواه من جديد.

بالغرفة
هوى الدمع بعيناها على حزنه لمعرفة الحقيقة ولكن عليها الصمود فأنتهت مهمتها وعليها العودة لحياتها المبسطة
نعم تركت قلبها يتألم مع عشق حفيد الجارحي ولكن هى من أذنبت بعشق غير مسموح لسجان
تأملها يحيى بغضب شديد وأقترب منها ببركان قائلا بغضبا جامح:_أنتي السبب فى كل دا
واقترب منها ليجذبه رعد بقوة كبيرة فستندت عليه آية كدرع حماية لها

رعد بصراخ:_سبها يا يحيى
يحيى بعصبية شديدة:_أنت بتدافع عن الحقيرة دي بعد الا عمالته ؟!
نجح رعد في إبعاد يحيى بعد محاولاته الكثيرة قائلا بصوت مرتفع:_مش روفان
روفان ماتت ومستحيل الميت يرجع للحياة
صدم يحيى حتى ملك وحمزة تطلعوا لها بصدمة فقص عليهم رعد كل شيء وخطة ياسين لمعرفة ما يخبأه يحيى وكيف أن تلك الفتاة قبلت مساعدته بلا مقابل
شعر يحيى بالغضب من نفسه فتقدم منها بندم لما كان سيرتكبه كان سيرتكب جريمة بذنب فتاة ليس لها ذنب، أعتذر منها يحيى كثيرا فقبلت أعتذاره ببسمة بسيطة ثم طلبت من رعد بتوسل أن يعيدها لمصر سريعاً
حزن رعد لحالها فهو يقرء عشق ياسين بعينها فأخبرها أن تظل للغدا علي وعد بتوالي أمر سفرها
أقتربت منها ملك بحنان ثم جذبتها لغرفتها وجلست تتحدث معها بسعادة لشعورها براحة كبيرة تجاهها

أما علي شاطئ البحر المتأجج بنيران شعلت بقلبه كان يجلس الدنجوان وبداخله سؤالا هام إذا كان يحيى برئ من قتل روفان فمن الذي فعل ذلك ؟!
وسيظل المجهول يطرح نفسه مجددا فهل أنتهت الألغاز أم أنها على وشك الأبتداء ؟!

كمم أنفاسها ثم دفشها بقوة كبيرة لسيارة يقودها صديقاً له مظهره مريب يوحى بأنه صديق من المعتقل
حاولت شذا الصراخ ولكن بم تستطع فيده موضوعة على وجهها بقوة كبيرة لم تتمكن من كبحها.

أما علي شاطئ البحر المتأجج بنيران شعلت بقلبه كان يجلس الدنجوان وبداخله سؤالا هام إذا كان يحيى برئ من قتل روفان فمن الذي فعل ذلك ؟!
أججت النيران بقلبه لمعرفة خيانتها له كيف تمكنت من رسم البراءة المزيفة على وجهها ؟!
لم يتمكن من تذكار ما مرء عليه بالعذاب فكم تمنى رؤيتها لينتقم منها أشد أنتقام ولكن عليه تقبل أمراً محال أنها تركت هذا العالم وعليه النسيان فكيف سينتقم من جثة قد فارقت الحياة.

:_كنت متأكد أنى هلقيك هنا
إبتسم ياسين ثم قال ومازالت نظراته للأمام:_وأنا كنت متأكد أنك هتيجي
إبتسم يحيى ثم تقدم منه ليكون بالمقابل له قائلا بسخرية:_وعرفت منين ؟!
رفع الدنجوان عيناه له ثم قال بثقة:_نفس الشيء الا عرفك أنك هتلقيني
جلس يحيى بجواره ثم تحل بالصمت يتأمل المكان بهدوء مثله
ثم قطعه قائلا بحزن:_الشيء الا عرفني هو معرفتي بيك يا ياسين بحس أني بعرفك أكتر من نفسك لكن أنت أثبتلي أنك متعرفنيش لما شكيت أن ممكن أقتل
إبتسم ياسين قائلا بثقة لا تليق سوى به:_وتفتكر لو أنا شكيت أنك تقتل كنت سبتك تجي على هنا
يحيى بعدم فهم:_تقصد أيه ؟

ياسين بثبات لا يليق سوا به ؛_أنا كنت متأكد أنك مستحيل تقتل بس عارف أن فى شيء بتحاول تخفيه عنى والنهاردة عرفته
يحيى بغضب:_يعنى أنت عامل كل دا عشان تعرف الا بحاول أخبيه ؟!
ياسين بغرور:_شوف بقا مين فينا الا فهم التاني
تطلع يحيى له بأعجاب ثم قال بخبث:_أوك يا ياسين الأ جاي كتير أنت لعبتها وخسرت وفي شروط للخسارة
أنكمشت ملامح وجهه قائلا بستغراب:_شروط أيه دي
يحيى بمكر "_تجوزني.

ياسين بندهاش:_نعم أنت أتجننت فى الغربة ولا أيه
يحيي بسخرية:_ بالعكس عقلت جدا لدرجة أني حابب أبص فى خلقتك فطالب القرب منك يا عم أرحمني هيبقا موت وخراب ديار أنا عايزك تكلملي جدك ورعد عشان ملك
ياسين بغضب:_أه قول كدا بقا أنتوا دخلين أنت واخوك على طمع واحد عايز ملك والتاني يارا
يحيى بخبث:_عندك أعتراض
ياسين "_أمم رجعت لعنادك تانى
يحيى بمزح:_والله بحاول بس بفشل على طول.

ياسين بأبتسامة هادئة:_متخفش هيبعد عنك وعن قريب
تطلع له يحيى بجدية ودمع يلمع بعيناه فحزن ياسين هو الاخر ليقول بصوت يحمل الآلآم بأحضانه:_وحشتني أوى يا صاحبي
يحيى بحزن:_لسه فاكر أن صاحبك
زفر بألم قائلا بندم:_صدقني كان غصب عنى معرفش أنا عملت كدا أذي
يحيى بتفهم:_حاسس بيك يا ياسين
إبتسم قائلا بثقة ؛_عارف
أحتضنوا بعضهم البعض بأشتياق لوجود السند والدعم لكلاً منهم ليعد رابط الصداقة أقوى من قبل

بالشركة
هبط أدهم ثم أعتلى سيارته لتوجه للقصر
فقاد سيارته بشرود فى حديث هذا الرجل المجهول
فأوقف سيارته سريعاً حينما أستمع لصوت صرخات لفتاة ما فأتبع الصوت بسيارته ليتفاجئ بسيارة تقف بمنتصف الطريق
خرج أدهم من سيارته ثم أقترب سيراً من السيارة ليجدها خالية فجذب أنتباهه الحقيبة الموضوعة أرضاً بالسيارة تسارعت نبضات قلبه عندما تذكر أنه راها من قبل مع تلك الفتاة المشاكسة فهرع يبحث عنها بجنون.

عاد يحيى وياسين للقصر وهم يتبادلان الحديث الممزوج بالمرح والمشاكسة الدائمة بينهم
ياسين بأبتسامة هادئة:_والله انا حاسس أنك فقدت الذاكرة
يحيى بسخرية:_أنا فقدت حاجات كتيرة مجتش عليها
أنفجر ياسين ضاحكاَ ليشاركه يحيى وتزيد الصدمات على رعد وحمزة وملك
حمزة لملك:_شايفة الا أنا شايفه !
ملك بذهول وهى تنظر لياسين:_اااه شايفة
حمزة بصدمة:_لا يابت أنتي اتعميتي طب أنا عندي حل
ملك ومازالت نظراتها مسلطة عليهم:_قول
حمزة:_نلمسهم ونتأكد.

تحاولت نظراتها له بغضبا وصوت مرتفع جعل ياسين ويحيى ينتبهون لهم:_ هما أشباح يا غبي
حمزة بغضب:_مين الا غبي يا بت
ملك بعصبية:_متقولش بت يا حيوان
رعد بغضب وهو يتجه لغرفته كالمعتاد:_أنتوا بدءتوا طب تصبحوا على خيرا
تطلع يحيى لياسين بملل فزفر ياسين وتقدموا لفض النزاع كالمعتاد
حمزة:_مين الا حيوان يا زبالة أنتى
ملك:_نهارك أسود أنا زبالة يا بيئة
يحيى:_ملك عيب ما يصحش كدا
ملك بغضب:_ المفروض تقوله هو مش أنا
حمزة:_عشان أنتى الا غلطانه ياختي
ملك:_أنت الا غلطان مش أنا
ياسين بحذم:_مش قولنا خلاص
حمزة:_يا ياسين هى.

قاطعة بنبرة مميتة لا تحتمل نقاش:_أنا قولت أيه على أوضتك
وما أن أنهى جملته حتى أختفى من أمامهم بسرعة البرق
سعدت ملك كثيراً وقالت بفرحة عارمه:_ربنا يخليك ليا يا أبيه ديما ناصفني مع الحيوان دا
كانت نظراته لها من جعلتها تكف عن الصمت وأتابعت إشاراته فصعدت مسرعة لغرفتها
يحيى بسخرية:_المشاكل أبتدت تاني.

ياسين:_أنت لسه شوفت حاجه لما نرجع مصر والشمل يكمل هتشوف المشاكل الا بجد
يحيى بخوف:_مين قالك أنى هرجع أنا هفضل هنا
أكتفى ياسين بنظرة رمقها به ثم صعد الدرج قائلا بجدية:_بكرا الصبح كلنا هننزل مصر جهز نفسك
شدد يحيى على شعره البني الغزير بأشتياق لبلده الحبيب ومغامراته مع رفيق دربه أوشكت على الأبتداء
صعد ياسين للأعلي.

ثم دلف غرفته يبحث بعيناه عنها فوجدها تقف بالشرفة والحزن يسكن بقسمات وجهها تتأمل الحديقة الينعة بالحياة على عكس حالها لا تعلم متى سيحررها السجان نعم أردت الحبس المؤبد بين أوراق العشق التى تكنه بقلبها له ولكن كيف لها الحب وهى شبيهة لخائنة دعست قلبه بلا شفقة ولا رحمة !
أستمعت لصوته يأتى من خلفها فأستدارت لتجده يقف أمامها هذا الرجل الغامض يفقدها صوابها تكمن القوة بملامح وجهه وعيناه فمن ينتظر لمعرفة نقاط ضعفه يقتل بالبطئ.

تقدم منها ياسين والصراع بقلبه للأنتقام من تلك الشبيهة تحاربه ولكنه يتغلب عليها حينما يشيح بوجهه بعيداً عنها فشعرت بما يفكر به فعتلى الحزن قلبها وتأكدت أن حبه لها محال
ياسين بصوتاً خالي من التعبيرات:_أنتي عملتى كل الأ أطلب منك مش عارف أقدملك شكري غير بأني أسيبك على زمتى فترة عشان كلام الناس الا أنتى وعيلتك بتحطوه فى مجمع حسابتكم
شعرت بغصة تجتاز اواصرها فقالت والدمع يلمع بعيناه والسخرية تصاحب حديثها:_كتر خيرك والله.

رفع عيناه لتتقابل مع عيناها ليجد حبه يشكل خطوط وأعماق بها فظل يتأملها بصمت وآلم نعم كانت وستظل نظرات آلم لذكريات عشق مزيف وخداع تذكره بتلك الخائنة التى حطمت قلبه ووضعت حاجز قوى بينه وبين رفيق دربه
أطبق على يده يتحكم ببركان غضبه للفتك بها يحاول أن يستوعب أنها شبيهة لا أكثر ولا أقل ولكنه لم يستطع فأستدار قائلا بحذم:_هنرجع مصر بكره وذي ما قولتلك أنتى هتفضلي على زمتي فترة
وترك الغرفة بأكملها حتى لا تقع تلك الفتاة ضحية له.

أما هى فجلست أرضاً تبكي بصوتاً متألم توقظ نفسها أنها لا تليق بياسين الجارحي تعنف قلبها أنها أخبرته منذ سابق أن عليه الصمود ولكنه خذلها هو الأخر
دلف ياسين للغرفة المجاورة الرياضية خاصة بيحيى فأتخذها للتخفيف عن غضبه كالمعتاد
زف الحديث بعقله فيحاربه بلكمات قوية
روفان:_لااا يحيى هيتأذي لو جدك عرف بجوازنا
:_هو يحيى هيجي معنا
:_ هو يحيى بيحب ؟
تلك الأسئلة رودته لتأكد له نية تلك الخائنة تمنى أن لو كانت على قيد الحياة فيحقق أنتقامه منها .

صرخت وبكت وترجت ليتركها ولكن بدون جدوى شل حركاتها بلا رحمة ولا شفقة لها حتى فمها كممه بقوة جرحتها
بكت شذا وهى ترأه يقترب منها بطريقة مقززة جعلتها تدعو الله كثيراً أن ينجيها من هذا الحقير الذي يريد العبث بشرفها كأنها لقمة سائغة يسهل أفتراسها
فأغمضت عيناها بقهر حينما وضع يديه لنزع حجابها فتحت عيناها بعد ثواني حينما إستمعت صوات صراخه المملؤء بالآلم لتتفاجئ بأدهم أمامها يكيل له الكدمات القاتلة والغضب يتمكن منه ليجعله أسدا بغاية يصارع للبقاء
تأوه من الأوجاع التى نجح أدهم فى صدها إليه ليأتى رفيقه السوء لرؤية ماذا هناك ؟!

فلاحقه ادهم لينال حصته من الضرب المبرح
تطلع لهم أدهم بعدما فقدوا الوعى بستقزاز ثم توجه لحل وثاقها
أزاح عنها الحبال المكبلة لقدماها وحل وثاق يديها المغلقة بأحكام ثم أزاح ما على فمها لتنظر أرضاً والبكاء حليفها تتزيد الدمع كلما تذكرت أنها كانت على وشك فقدان ذاتها على يد حيواناً فقد للأنسانية
عاونها أدهم على الوقوف ولكنها مازالت عيناها أرضاً فجذبها أدهم لسيارته بصمت ثم غادر من ذلك المكان المشبوه
لمكان معجوء بالناس فتطلع لها ليجدها مازالت ملتزمه الصمت وعيناها أرضاً
فقال والخوف يترأس بصوته:_شذا أنتى كويسة محصلش حاجة ممكن تهدئ بقا.

رفعت عيناها به والدمع يصاحب لها:_من فضلك وديني البيت
أدهم:_وأنتى بالحالة دي !مينفعش
ثم تقدم بسيارته لمكان مناسب فعاونها على الهبوط ثم تقدم من طاولة قريبة للغاية وطلب لها بعض العصائر
أدهم:_ممكن تشربي العصير
شذا ببكاء:_مش عايزة حاجه عايزة أرجع البيت
أدهم بهدوء:_هوديكي بالمكان الا تحبيه بس لما تهدي الأول أسمعى الكلام وأشربي دا.

تناولته منه شذا بيداً مرتجفة فحزن أدهم لما صارت تلك المشاكسة عليه
أدهم بأرتباك:_ممكن أعرف مين دا
أنكمشت ملامح وجهها فأسرع بالحديث:_لو هيضيقك بلاش
شذا ببكاء:_أرجوك وصلني البيت
أدهم:_حاضر يا شذا
لأول مرة ينطق أسمها كانه لحن يخرج بتزين فرمقته بنظرة لم يعرف التفسير
دلفت بالسيارة ثم أشارت له على المنزل فوقف يتأملها وهى تسرع بالدلوف كمن رأت شبحاً مميت فيغلي الدماء بعروقه ويقسم بالمزيد لحقير مثله فرفع الهاتف حينما أخبره الحرس بأنه صار تحت يديهم
صعدت شذا للأعلي لتجد المنزل فى حالة من القلق الشديد عليها فأخبرتهم أن اليوم كان مهلك بالعمل حتى أنها نست حقيبتها بالمكتب من شدة تعبها

مرء الليل وأتى الصباح
ليعد الجميع أمتعتهم للعودة لمصر
بغرفة يحيى
كان شارداً والسعادة رفيقته لتذكره ذكريات متعلقة به وبياسين لتأتى حوريته الصغيرة وتعاونها على العودة على أرض الواقع
ملك بتعجب:_أنت كويس
طب سامعني
إبتسم يحيى وتحولت نظراته لعشقاً جارف:_ومش سامع حد غيرك
خجلت ملك بشدة فوضعت عيناها أرضا بأرتباك:_أبيه ياسين عايزك تحت عن أذنك
وتوجهت للخروج سريعاً ولكن يده كانت الأسرع لها
يحيى بعشق "_راحه فين.

ملك بتوتر:_هنزل
يحيى بخبث:_طب ما تخليكي معيا شوية
معاك فين
ألتفت ملك لتجد رعد يقف خلفها فسعدت كثيراً لوجوده المؤمن لها
رعد بتفكير:_لا حالتك بقيت صعبة أوي أنت والزفت أخوك لازم نعجل موضوع الجواز دا
يحيى:_أنت بتقول حاجه يا رعد
رعد بثبات:_أه بقول الموضوع كبر ولازم ندخل ياسين فيه.

إبتسم يحيى بخبث لنجاح خطته قائلا بتصنع اللا مبالة:_ياريت
رعد بمكر:_لعبة حلوة من يحيى الجارحي لا وأتلميت على الدنجوان يعنى بقيتوا الأحتراف بذاته
أرتمست بسمة بسيطة على وجه يحيى فجذب حقيبته ثم هبط للأسفل فأتابعه رعد ليجد حمزة يهبط للأسفل بتعباً شديد وبيده عدد كبير من الحقائب حتى أنه وقع بهم للأسفل.

حمزة:_اااااااااه منك لله يا ملك يا مفتريه كل دي شنط ااااااه يا وسطك يا حمزة يا بن أم حمزة لا وأنا مسحوب من لساني بيتشكل معها ونسيت أبو فصاده الا هنا راح دببني عقوبة تنزيل الشنط ااااه ياني هموت وأعرف حاطه أيه فى الشنط دي
منك لله يا ملك أنتى وياسين في يوم واحد
أتاه صوت هلاكه من خلفه قائلا بهدوئه المميت:_بتقول حاجة يا حمزة
وقف مسرعاً يعدل من ثيابه قائلا بخوف:_لا أبداااا مش بقول.

ياسين بمكر "_طب كويس حط الشنط الا معاك بشنطة العربية وأطلع هات بقيت الشنط من اوضتي
حمزة بصراخ:_لييييييييييه العقوبة كان تمنها شنط الزفتة ثم أكمل بخوف:_الأنسة ملك
أقترب ياسين منه فسقط حمزة على الدرج بخوف ورعد ويحيى أعلى الدرج يتابعان ما يحدث بتسلية
أنحنى ياسين قائلا بنبرة مخيفة:_حضرتك الا هتحدد العقاب ؟

حمزة بأرتبااك:_من أكون أناااا عشان أحدد عيوني هجبلك شنطك وشنط المدام
ووقف حمزة بشكل مفاجئ ليصطدم بملك الهابطة بصحبة آية فيختل توازنها فتسقط عن الدرج محاولة التمسك بآية فيختل توازنها هى الاخري فيحل بينها وبين الدرج ذراع الدنجوان الذي جذبها بالقوة لتكون على مقربة منه عيناها مقابل تلك العينان العسليتان تخبره بعتاب البعاد
أما ملك فسقطت على الدرج فأسرع يحيى بلهفة:_أنتى كويسة حبيبتي
أشارت له ملك بأنها بخير فعاونها على الوقوف
أما رعد فكان يتطلع لياسين بخوف شديد.

تطلع الجميع له بدهشة فكان يعتصر ذراعيها بين يديه بغضب وشرود
خانتها دمعة من عيناها ليس ألماً ولكن حزنا على رؤية الكره بعيناه ماذا أرتكبت لتتحمل جريمة لم ترتكبها !
أقترب يحيى منه قائلا بهدوء:_أتاخرنا يا ياسين
افاق ياسين على صوت يحيى فتركها على الفور وتوجه للخارج
أما هى فأقتربت منها ملك لتكون لجورها تحاول تهدئتها قليلا

بقصر الجارحي بالقاهرة
لم تذق النوم دمعها يتوج وجه بالآلم والأحزان لا تعلم ما عليه فعله هل ستقبل أن تشاركها به أخري ؟!
أم ستقبل بتركه لها ؟
أزاحت دموعها بصدمة تكاد توقف قلبها لمجرد التفكير ببعده عنها فركضت مسرعة لغرفته تدقها بعنف وعندما لم تجد الرد دلفت لتجد الغرفة فارغة
بحثت بعيناها عنه فلم تجده فأتجهت للشرفة لتجده بحمام السباحة يسبح بمهارة وأحترافية يسارع الأمواج بحجم غضبه الساكن بقلبه
توجهت للخروج لتتوقف حينما تستمع لصوت الهاتف الخاص بعز يعلن عن تلك الفتاة التى ستحطم ما بني بينهم لااا لن نستلم بتلك السهولة

بغرفة أدهم
كان يصفف شعره بشرود بتلك الفتاة فتطلع لقلبه بتعجب هل أحب تلك المشاكسة ؟!
كيف ذلك لااا هو يكن الحب ليارا ولكن لم ينبض قلبه هكذا من قبل أذن الأمر محسود فدمور العشق تطارده من جديد لفتاة مشاكسة

بالأسفل
كان يصارع الأمواج بأحتراف كأنه يثبت لها أنه أقوى منها أضعاف
توقف عندما لمح حوريته تقف أمامه وتنظر له بغموض فأقتربت منه ثم جلست على حافة المسبح فأقترب منها عز يتطلع لها بأستغراب
كانت توزع نظراتها بين المياه تارة وبين عيناه الملونة كعمق المياه ثم قطعت الصمت قائلة بخوف:_بتحبني يا عز ؟
تطلع لها قليلا ثم قال بزهول:_بعد كل دا بتسأليني يا يارا ؟!
يارا بدمع يلمع بعيناها:_رد عليا بدون أسئلة
عز بنبرة عاشقة تفوق الحدود ؛_أنا بموت فيكى العشق كلمة بسيطة لحبي ليكي يا يارا
يارا ببسمة سعادة:_مستعد تكون معيا للأبد
عز بدون تفكير "_أمنيتي

يارا بتدقيق:_حتى لو هتقطع علاقتك بالبنت دي
عز بثقة:_مفيش علاقة بينا عشان أقطعها أفهمي بقا
إبتسمت بسعادة ثم رفعت هاتفه المخبئ بفستانها الوردي قائلة بتحدى وسخرية:_أظن سمعتى بنفسك أنا كنت حابه أقولك بس خوفت أجرح مشاعرك دا لو عندك يعنى
ثم اكملت قائلة:_ أه نسيت أقولك خالي بالك على نفسك من التفكير كتير لانه غلط علي البيبي
وأغلقت الهاتف ثم دفشته بالمياه ليتلف تماماً فلم تستطع تلك الحمقاء الوصول إليه
تطلع لها عز بزهول ثم قال بجدية:_كدا أستريحتي.

يارا براحة:_جدااا
عز بخبث:_طب مش كنتي قولتيلي أنك بتسجلي كنت قولت كلمتين حلوين فى حقها لانها بجد حد جميل
يارا بغضب جامح:_حد جمييل هااا
عز بتأكيد:_جدااا
يارا بغضب وهى تكيل له الضربات:_أنا غلطانه أنى وثقت بواحد ذيك
تراجع عز للخلف عن قصد لتسقط تلك الحورية بشباك الصياد
تهوت بالمياه لتصرخ به وتكيل له الضربات بسعادة عشاق لم يذف لقلبهم سوى العشق الطاهر
تطلع لهم أدهم وهو يرتشف القهوة:_كدا الجنون على أساسياته.

نقلت نظرات عز ويارا له ليرتشف بلا مبالة قائلا بسخرية:^لا كملوا متخدوش بالكم
بعد عدة ثوانى كان أدهم بوسط المياه بعد أن قام أحداً ما بدفشه هو الأخر
حمزة:_كلاب كلكم كلاب من غيري طب دانا كنت فرحتلكم
أدهم بغضب:_فرحت لمين يا أهبل
عز:_أنت رجعت يا أخرة صبري.

يارا بسخرية:_والله ما كنا عايزنك تنزل وتهبط نفسك
أدهم بغضب:_أنت حسابك أسود معيا هروح الشركة كدا أذي
حمزة بغضب اشد:_غبي هتروح الشركة وأنت راجع من أيطاليا
أدهم "_والمفروض أعمل لحضرتك أيه أغنيلك مثلا
دلفت ملك قائلة بسعادة:_عزززز
يارررررررااااا.

أدهمممممم
أنااااا جيييت يا بشر
عز بسخرية:_واضح أن كل العيلة أتجننت مش حمزة بس
دلف يحيى بأبتسامته الجذابة:_لا يا خفيف مش الكل
عز بسعادة لم ترى لها مثيل:_يحيى !
يحيى بأبتسامة لا تليق سوى به:_أيوا يحيى يا عم مش كنت نفسك أرجع مصر أديني رجعت
صعد عز مسرعاً يحتضن أخيه غير عابئ للمياه التى أغرقته حتى يحيى أحتضنه بسعادة فعز يعنى الكثير والكثير لأخيه
أما أدهم فعاون يارا على الصعود وصعد هو الأخر يستقبل يحيى.

دلف رعد ونظراته مملؤءة بالسعادة لتوحد أحفاد الجارحي من جديد لا يعلم بأن المجهول قد أوشك علي الأبتداء
صعد ياسين للأعلي تاركها بالأسفل تنظر له بحزن لم تستحق معاملته الشديدة فهى لم ترتكب شيء
تقدم منها رعد قائلا بحزن:_مش عارف أقولك أيه يا آية
قاطعته قائلة بآلم وهى تجفف دمعتها:_متقولش حاجة يا رعد أنا الا عملت كدا فى نفسي فلازم أتحمل نتيجة الغلط دا
رعد بعدم فهم:_غلط أيه ؟!

آية بعدم وعي:_ أنى حبيت واحد مش شايف غير شبيهة لزوجته
علمت ما تفوهت به فقالت مسرعة بتوتر:_هو مفيش أوضه ممكن أفضل فيها
رعد:_أكيد طبعا
ثم أستدعى الخادمه لترشدها للأعلى فتتابعها رعد بعيناه وهى تصعد للأعلي ليفق على يد ممدوة على كتفيه ليجده الرفيق الدائم له
يحيى بثقة:_هيحبها
رعد:_معتقدش يا يحيى ياسين مجروح عايز يطلع غضبه من روفان فى آية الا للأسف بيجمعها بيها مجرد شبه
يحيى:_أنا فاهم ياسين ءكتر من الكل يا رعد فترة هتعدى عليه صحيح صعبة لكنه هيرجع أقوى من الأول.

دلف عز من الخارج قائلا بجدية:_طب والحل
يحيى بتفكير "_الحل أن آية تستحمله الفترة دي ولازم تكون قريبة منه عشان تفوقه من الوهم دا أن في فرق شاسع بينها وبين روفان
ملك:_صعب يا يحيى أنت مشفتش طريقة معاملته بيها بأيطاليا
يحيى "_هو صعب بس مش مستحيل هنحاول نساعدهم من بعيد لبعيد
حمزة بخوف:_مساعدة ولياسين أنا بره الليله دي يا معلم
يارا بتأفف من حمزة:_ممكن تسكت أنا معاك يا أبيه يحيى
أدهم:_وانا كمان
ملك _وأنا.

عز بغرور:_أكيد هتحتاجوت مساعدتي خاصة أني خبير فى أمور العشق والكلام دا فهساعدكم
تطلع الجميع لرعد فأرتسمت على وجهه بسمة جعلته أكثر وسامة:_هنبدأ أمته
أشار له يحيى بخبث لملك ويارا:_المهة فتبدأ من ملك ويارا
تطلعت ملك له ببعض الخوف فاللعب مع الدنجوان يشبه الموت بصراع قوى
كذلك يارا أرتبكت قليلا ولكنها قررت مساعدتهم.

حمزة بخوف ؛_نهار اسووح شياطين الأنس والجن اجتمعوا أسترها يارب أه بقا لو عتمان الجارحي شارك فى التحالف دا مصر هتخرب والله
بص يا بني أنت وهو أنا هساعدكم بالدعاء لكم بالنصر أمام هولاكو الا فوق دا ونصيبي ونصبيكم على الله
رعد بغضب:_أنت بالذات مش عايزين منك أي مساعدات
أدهم:_فعلاااااا رعد بيتكلم صح
يحيى بخبث:_بالعكس الغبي دا أقصد حمزة أكتر واحد هنحتاجه بالمهمة دي
تطلع له الجميع ليرتعب قائلا:_ناوين علي أيه يا ولاد الجارحي

بمنزل تالين
جن جنونها عندما أستمعت لحديث عز الصريح ليارا بعشقه لها فحسمت أمورها على التخلص من تلك الفتاة التى تشكل عقبة بطريقها
جن جنون إسماعيل المنياوي عندما علم بمقتل أخيه عاطف المنياوي حتى أنه خطط لأعلان الحرب على عتمان الجارحي

بقصر الجارحي
أبدل أدهم ملابسه ثم توجه للشركة بصحبة يحيى ليتوالى مركزه الأساسي ومباشرة العمل بدلا من ياسين لحين عودته
بمكتب أدهم
أنتظر مجيئها ولكنها لم تحضر فغرم الخوف دقات قلبه حتى أنه عزم الرحيل لمنزلها ولكن أبي أحراجها أمام عائلتها أو تسبيب أي مشاكل
بمكتب يحيى
توال إدارة الشركات ليعلم بأمر مقتل عاطف المنياوي وأنه السبب بقتل عمه رضا الجارحي فبدء بربط الخيوط ليصل لأموراً لا ينبغي عليه معرفتها فيكون مصيره مربوط بالقتل المحتوم حتى لا يكشف أمر الكبير أمام ياسين الجارحي.

بقصر الجارحي
طلب ياسين من جده تحديد زفاف عز ويارا ويحيى وملك فأخبره بأنه أعد كل شيء وأن الزفاف بالفعل حدد بعد ثلاثة أيام
بغرفة آية
كان البكاء حليفها ولكنها رسمت الفرحة حينما تتحدث مع والدها وشقيقتها ثم تعود لأنكسار قلبها مرة أخري
حاولت يارا وملك أخراجها مما هى به ولكن لا فائدة من ذلك فعليهم الأنصاع لخطة يحيى .

بالمقر الرئيسي
دلف رعد للداخل قائلا بتعجب:_فى أيه يا يحيى وليه جايبني على ملا وشي كدا
يحيى بشرود:_أقعد يا رعد
جلس رعد يستمع له ليتحدث يحيى قائلا بأرتباك:_أنا فكرت كتير قبل ما اتكلم بس مفيش أدمي طريقة تانيه غير أنى أقولك
رعد بشك:_فى أيه يا يحيى ؟!
زفر يحيى ثم تحدث بهدوء قائلا ؛_باباك الله يرحمه كان بيعمل صفقات من ورا جدك لشركات مجهولة الهوية
رعد بصدمه:_أيه ؟!

يحيى:_لو جدك كان عرف كانت هتبقا مشكله لكن الامر الغريب أن الشركات دي تبع عاطف المنياوي شريك جدك فى معظم الأعمال
رعد بتعجب:_طب ليه من ورا جدي ؟!
يحيى بستغراب هو الاخر:_دا الا هيجنني بس الا عرفته ان عاطف المنياوي ليه دخل بقتل أبوك عشان كدا جدك أتخلص منه
رعد بحزن:_انا مش فاهم حاجه
يحيى:_أنا هفهمك كل حاجه بس الموضوع دا ميخرجش بينا أنا وأنت

بغرفة شذا
كانت شاردة بما حدث لا تعلم لو كان أدهم لما يأتي لأنقاذها كيف سيكون مصيرها
تذكرت نظراته المملؤة بالخوف لها هل هذا شفقة أم حب دفين ؟

بقصر الجارحي
حل المساء عليها ومازالت تلتزم الغرفة فتوجهت للأسفل تبحث عن المطبخ تجلب المياه لتروي عطشها فتصطدم بمجهول يرتجف القصر له نعم هو عتمان الجارحي ...
لغز ومجهول أوشك على الكشف للجميع فكيف سيكون ؟
من هو الكبير الذي يريد تدمير تلك العائلة ولماذا ؟!
عشق عز ويارا مختوم بفراق محتوم كيف ذلك ؟!

يحيى وملك ستأتي عاصفة ستدمر عشق ذرف السنين بدمار محتوم فكيف سيكون المواجهات ؟
رعد والعنيدة هل بدأت قصتهم أم أوشكت على الأنتهاء؟
أدهم وشذا مصير سيكنمل ءم سيكون مصيره الفراق ؟
مجهول وأوجاع ستعيشها آية أمام معشوق نبض قلبه بعشقها فهل سيستطيع الحديث ومواجهة عتمان ؟!
هل سيتمكن أحفاد الجارحي بأجماع عاشق بمعشوقته (ياسين وآية) ؟!
وأخييرا هل للعشق أعترافات ؟!

تخشبت محلها حينما تطلعت له لا تعلم من هو ولكن يكفى طالته الطاغية
أقترب منها عتمان بتعجب فكان يرمقها بنظرات متفحصة لحجابها الذي يراه لأول مرة فخرج صوته المزلزل كالبركان:_أنتى مين ودخلتي هنا أذي ؟!
أرتبكت آية فجاهدت لخروج الكلمات ولكنها فشلت فى الحديث
هبط ياسين من الأعلى ليتفاجئ بوجود عتمان الجارحي والصدمة الكبري وقوفه معها
كذلك دلف يحيى ورعد من الخارج ليبتلع ريقهم بخوفاً شديد.

عتمان بصوتاً مرتفع غاضب ؛_مش بكلمك أنتى مين
فزعت آية من صوته المرتفع ثم قالت بتوتر "_أنا الخادمة الجديدة
صدم ياسين من ردها حتى أنه هبط مسرعاً ليتحدث ولكن منعه يحيى بأشارة يده أن الأمور ستكون على ما يرام
عتمان بغضب:_طب والله كويس أنك بتتكلمي كنت فاكرك خرسه غوري أعمليلي قهوة
كبتت دموعها ثم أنصرفت على الفور حتى لا تهوى دموعها أمام الجميع
أطبق على معصمه بقوة كبيرة أرد التحدث دون خوف من نفوذ الجارحي ولكن نظرات يحيى له من أوقفته كالمعتاد

بمكتب عز
كان يعمل بأحتراف على مجموعة كبيرة من الملفات لأقتراب زفاف فيتفرغ لمعشوقته فكم تمنى أن يأتي هذا اليوم التى تصبح ملكاً له
فزع عز حينما فتح باب المكتب على مصراعيه فوقف بغضب جامح ليرى من يجرء على فعل ذلك ولكنه صدم حينما وجد حمزة أمامه وعيناه مفعمة بحمرة الغضب
عز بستغراب:_فى أيه يا حمزة ؟!

أقترب حمزة منه ثم وضع أمامه صورة قائلا بصوت محتقن:_تعرف البنت دي
كان عز يتابع نظرات عيناه فقال بسخرية:_عامل كل دا عشان صورة وبنت
فألتقط الصورة لتحل الصدمة عليه فيكف عن الحديث
حمزة بشك:_سكت ليه ما تتكلم تعرفها ولا لا ؟

وضع عز الصورة على المكتب ثم رفع عيناه لحمزة قائلا بهدوء معاكس:_أيوا أعرفها يا حمزة بس ليه الأسئلة دي ؟!
جلس حمزة على المقعد ونظرات الحقد والكراهية زرعت بعيناه له فقال بصوتاً مزوع بالكره:_كنت واثق أن كلامها صح أنت عملت كل دا لما عرفت أني بحبها أنت وأخوك طبع واحد أستحالة هتتغيروا
عز بغضب جامح:_حمزة خد بالك من كلامك بدل ما وربي أكون دفنك هنا
حمزة بسخرية "_هتدفنى عشان بقول الحقيقة بمجرد ما عرفت أنى حبيت البنت دي دخلت فى حياتها وياريت بطريقة كويسه بالعكس قذرة ذيك وسبتها لما عرفت بحملها بس يا ترى يارا عرفت ؟!

عز بتماسك:_أخرج بره
حمزة بعند:_مش هخرج يا عز
أتى أدهم على الفور عند علمه من السكرتيرية بالجدال الحادث بين عز وحمزة
أدهم بستغراب:_فى أيه يا حمزة ؟
لما يجيبه حمزة وظل يتأمل عز بغضب ثم خرج على الفور
أدهم بعدم فهم:_فى أيه يا عز
زفر عز بغضب ليتأكد لديه نوايا تلك الفتاة اللعينة

بقصر الجارحي
جلسوا جميعاً بالقاعة يتبادلون الحديث بأمر زفاف يحيى وعز
فكانت الصدمة حليفة يحيى من سعادة والده بالزفاف وحديثه على توالى ما يلزمه ليكون بصورة تليق بعائلة الجارحي
لم يكن ياسين معهم كان تفكيره بتلك الفتاة لم يرد لها أمراً هكذا هى زوجته بنهاية الأمر وليست خادمة بقصر الجارحي
أرد معاقبتها على ما تفوهت به ولكنه تحل بالصبر لسفر جده مرة أخري لأيطاليا
دلفت الخادمة بالمشروبات فتعجب عتمان لعدم أحضار تلك الفتاة لها فقال بغضباً جامح للخادمة:_أنا طلبت منك تجيبى حاجة
الخادمة برعب:_لا يا فندم.

عتمان بعصبية شديدة:_الا طلبت منها هى الا تلتزم بالكلام
بدل ما أطردك أنتى وهى
الخادمة بخوف:_حاضر يا فندم
وتوجهت سريعاً للمطبخ تخبر آية بما قاله عتمان الجارحي
نظرات خوفاً من ملك ويارا ورعد ويحيى من ردة فعل ياسين فهو لم يخشى جده من قبل ولكن سيكون الدمار حليف الجميع أن علم بأمر زواجه تلك المرة
أتت آية بخطوات مرتباكة تكمل ما كانت تفعله الخادمة لتفزع حينما تستمع لصوته الملل بالموت:_أظن أنى طلبت من حضرتك القهوة بس واضح أنك مريضة طب ما تخليكي فى بيتك أحسنلك.

ضغط على المقعد بغضباً جامح أرد الحديث وتعنيفه على تصرفه معها فخرج صوته الملتزم بهدوء مصطنع:_ما حصلش حاجة لكل دا
ثم أشار لها قائلا بحذم كأنه يتحدا عتمان الجارحي بنفسه:_روحى شوفى شغلك
أنصاعت له وغادرت على الفور تحت نظرات دهشة من عتمان وأحمد الجارحي

بمنزل تالين
كانت تتحدث بالهاتف قائلة بتوتر:_يا فندم حاولت والله بس عز طبعه مختلف
أيوا عملت كدا فعلا قولت لحمزة على كل حاجة
حاضر
وأغلقت الهاتف سريعاً حينما إستمعت لدق الباب فتفاجئت بعز يقف أمامها بطالته المخيفة بعص الشيء
تالين بأرتباك:_عز
اتفضل
وبالفعل دلف عز ثم جلس وضعا قدما فوق الأخري بتعالي وكبرياء قائلا ببرود:_حلو الا عمالتيه مع حمزة دا بجد عجبني
تطلعت له بدهشة ليسترسل حديثه فائلا بلا مبالة:_بس عادي أنا هعدهولك بس عندي شرط صغير عشان أعدي غلطاتك الكتيرة دي وأنتي عارفة عز الجارحي عقابه عامل اذي.

إبتلعت ريقها برعب ثم قالت بخوف شديد:_شرط أيه
وقف عز بشكل مفاجئ مما دب الرعب بقلبها فترجعت للخلف بفزع فتقدم منها بعين كفيلة بنقل الخوف لجسدها
عز بصوتا كالرعد:_أبعدي عن طريقي والأ ورحمة أمي لأكون دفنك مكانك وأنتى عارفة كلامي كويس أنا ممكن أتغاضى عن أي أسلوب رخيص عملتيه بس الا جاي صدقيني مشفتهوش بأوسع احلامك
وجذب جاكيته ورمقها بنظرة أخيرة مرعبة ثم خرج لسيارته قبل أن يقتلع عنقها بيده.

حل المساء ومازال بمكتبه ينتظر قدومها ولكنها لم تأتى فتوجه للقصر وتفكيره بها يزداد
دق هاتفه برقماً مجهولا مرة أخري فزفر بغضب حمالا أياه بصوتا غاضب:_أنت عايز أيه ؟
المتصل:_عايز أكشف عيونك لحاجات كتير يا أدهم
أدهم بسخرية وهو يتابع القيادة:_والله مستغني عن خدمات سعاتك
كاد أن يغلق الهاتف ولكنه تخشب حينما أستمع له يقول:_تعرف أني بشفق عليك عايش وبتفكر أنهم ليهم عليك فضل أو معاملة عتمان ليك بشفقة لكنك تستحق معاملته لأنك بيربطك بيه رابط قوى جدا.

مسالتش نفسك ليه بيعملك كدا رغم أن القصر كان ملأن خدم بأولادهم
بدء الشك ينزع بقلب أدهم فلا طالما طرح تلك الأسئلة على خاطره ولكنه يفضل الصمت
اكمل المتصل حديثه قائلا:_أنت نقطة ماضي عتمان الجارحي لأنك من صلبه حفيد من أحفاده
صدمة حلت عليه ليوقف السيارة بشكل مفاجئ فصدرت صوت مسموع قائلا بغضب شديد:_الكلام الا بتقوله دا كدب كله كدب.

المتصل بهدوء:_بالعكس دا الحقيقه أنت حفيد عتمان إبن بنته الوحيدة رحاب الجارحي الا هو دايما متحفظ بأسمها لو عايز تتأكد من كلامي تقدر تشوف بنفسك تاريخ ولدتك وتاريخ اختفاء رحاب من القصر كمان فى نقطة مهمة والدتك أقصد الست الا ربيتك مكنتش متجوزة من الأساس فكر فى كلامي كويس حتى أسمك هو لأبوك الحقيقي وعلى فكره هو موجود ومامتك عايشه بس محدش يعرف طريقهم غير عتمان الجارحي والعبد لله الا بيكلمك لو عايز توصلهم هساعدك مقابل مساعدتك ليا
وأغلق الهاتف ليتركه بعاصفة تكاد تقتلع قلبه المعصوف
حتى أنه قاد سيارته بسرعة جنونية فتعرض لحادث بسيط.

بقصر الجارحي
صعد عتمان لغرفته ليرتاح قليلا فتوجه ياسين للمطبخ لأول مرة بحياته يدلف لذلك المكان المخصص للخدم لأجلها رأها تجلس بجانب منعزلة عن الجميع ترتل الأيات القرانية بصوتا يخلع القلوب حتى قلبه عصف بعاصفة من صوتها
أقترب منها ياسين ثم جلس لجوارها أرضاً يستمع لها بخشوع وتمعن لصوتها الراقى ليفق على فرقاً بينها وبين روفان
أنهت قرأتها لتجده بجوارها نظرت له بصدمة وأرتباك لتذكرها أخر تصرف منه
فقطع صمتها قائلا بصوتا هادئ:_ليه قولتي كدا ؟

آية ببسمة غامضة تخفى شعورها بالآم:_قولت الحقيقة يا ياسين بيه أنا هنا كنت فى مهمة وخلصتها فأكيد دي هتكون مكانتي
ياسين بغضب:_أسمى ياسين بس
رفعت عيناها اللامعة بالدموع قائلة بصوتا متقطع يجاهد للثبات:_أرجوك سبني أفوق نفسى من الوهم الا عايشه جواه أنا غلطت وبعاقب نفسي عشان مغلطش تانى وأحبك من جديد
تطلع لها بملامح متخشبة ينجح ياسين الجارحي دائما برسمها ولكنه بالحقيقة فى صراع مع قلبه بقلم آية محمد رفعت صراعاً يحاربه لأجلها
خرج صوته الغير مبالي بها قائلا بحذم:_أطلعى غيرى هدومك
آية بستغراب:_ليه ؟

ياسين بجدية وتحذير:_قولتلك كذا مرة كلامي يتنفذ بدون نقاش
أنصاعت له ثم توجهت للخروج ولكنها توقفت على طرب أسمها الذي يترنم بين ترنيم شفتيه نعم ردد أسمها
أستدارت لتجده يقترب منها ويقدم لها المصحف الشريف فهى ألتهت بالحديث وتركته على الطاولة
تناولته منه بذهول وعيناها تتفحص تلك العينان الهادئة فتفشل فى فهم هذا الغامض
وضعت عيناها أرضا ثم صعدت لغرفتها وأبدلت ثيابها لفستان باللون السكري وحجابا بنفس اللون وهبطت للأسفل بخوف من مقابلة عتمان الجارحي مجدداً.

بغرفة أحمد الجارحي
دلف يحيى بعدما أستمع أذن الدلوف ليجد أبيه يتابع عمله على الحاسوب
أحمد وهو يتابع عمله:_تعال يا يحيى
أكمل يحيى طريقه للأريكة المقابلة له ثم جلس يراقبه بعيناه
فقطع أحمد نظراته بشك:_فى أيه
يحيى بتصنع الهدوء "_فى الحقيقة فى سؤال محيرني وجيت أساله لحضرتك
أحمد بستغراب:_سؤال ايه دا ؟

صمت يحيى قليلا ثم قال:_حضرتك كنت رافض فكرة جوازي أنا وعز من يارا وملك مش غريبة سر السعادة الا على وش حضرتك دي لا وكمان بتحضر كل حاجة خلصة بالجواز بنفسك
إبتسم أحمد لذكاء إبنه الملحوظ فيحيى يشبهه لحد كبير فأغلق الحاسوب ثم توجه للجلوس على مقربة منه قائلا بهدوء ؛_لأني كنت غلطان جواز ملك ويارا من حد غير عيلة الجارحي يعنى أننا هيكون معنا ناس أستحاله نثق فيهم على أملاكنا وخاصة حصة يارا من التركة لأن ياسين ليه ثروة كبيرة بعيد عن أملاك جدك
صدم يحيى من تفكير والده الدنيء فلم يتمكن من الحديث فكيف يجيبه وأن كانت إجابته تحمل الأهانة لأب مثله فأنسحب قائلا ببرود:_تصبح على خير
وغادر يحيى صافقاً الباب بقوة جعلت أحمد يعلم ما يجول بخاطره.

هبط يحيى للأسفل ليجد آية تجلس بخوفاً شديد
أقترب منها بتعجب:_أنتى خارجه ؟
آية بحزن:_مش عارفه
يحيى بتعجب:_نعم مش عارفه أذي !
آية:_ذي ما بقولك ياسين قالي أغير هدومي ولما سألته ليه
قاطعها يحيى بتأفف:_متكمليش أنا عارف طبعه
أقترب يحيى ثم جلس على مقربة منها ثم قال:_بصى يا آية ياسين طباعه صارمه شوية بس من جواه حد مختلف تماماً أنا عايزك تستحمليه الفترة دي وأنا والكل هنحاول نساعدك.

آية بحزن:_مش عايزة أفرد نفسي عليه
يحيى "_فين دا هو حد طلب منك حاجة ذي كدا
هبطت يارا قائلة بسعادة:_ايه الجمااال دااا
خجلت آية ثم قالت بلهجة مرتبكه:_أنتى الأجمل يا يارا
يارا:_عيونك جميلة عشان كدا شايفاني جميلة
دلفت ملك من الخارج قائلة بتسليه لعدم وجود أحدا فهى لم ترى يحيى الجالس خلفها:_الله يارا وآية يبقا ولعت بقولكم أيه سبكم من جو الزعل والنكد الا بيجي من الرجاله دا.

يارا:_كحكح ملك
ملك بعدم مبالة:_جدك وعمك فوق وأنا أتاكدت بنفسي المهم آية أنتى النهاردة تسبيلي نفسك هعملك حتة سهرة بس أبوس أيدكم بلاش سيرة عز ولا ياسين ولا أي مخلوق ذكر من هذا القصر المنحوس عايزين جو هادئ كدااا
أتاها صوته من خلفها:_وأحنا بقا الا بنعكنن الجو الهادئ دا.

تطلعت له ببسمة كبيرة تخفى ما تفوهت به ثم ترجعت للخلف وجلست لجوار آية ويارا قائلة بغضب:_عيب كدا يا بنات دا أبيه ياسين وأبيه يحيى عسسيسسل
تطلع لها بغضب لتضرب مقدمة رأسها بشكل تلقائي قائلة بطفوليه:_أوبس يحيى هو أسمه يحيى
أنفجرت آية ويارا من الضحك فقالت يارا بسخرية:_ناس مش بتيجي غير بالضرب على القفا
آية بأبتسامة تلاحقها:_حرام يا يارا دي ملك عسل.

ملك بغضب:_عسل أيه دانا هبثا حتة برطمان مخلل عسل برضو بس للفرجة بس
نجحت تلك الفتيات فى رسم البسمة على وجهها
ولكنها كفت عن الضحك عندما هبط ياسين بطالته الجذابه فكان يرتدي سروال أسود اللون وقميص أبيض اللون ضيق يبرز عضلات جسده مصففاً شعره البني الغزير بأحتراف تتابعه رائحته المميزة المملؤءة للمكان فكان مميز عن الجميع
ياسين بهدوء وهو يشير لها:_يالا.

وبالفعل تقدمت منه آية بخوف فلا تعلم إلي أين ستذهب معه أتابعته بخطوات بطيئه ولكنها كفت عن الحركة حينما توقف ياسين لنداء يحيى له
فأشار لها بالدلوق للسيارة فأكملت طريقها لها أما هو فوقف لرؤية ماذا يريد رفيقه ؟
يحيى بخوف:_على فين يا ياسين
تطلع له قليلا ثم قال بهدوء:_من أمته السؤال دا
يحيى "_حاسس أني معتش فاهمك عشان كدا بسألك
ياسين بغموض:_متخافش يا يحيى الا فى دمغك دا مش هيحصل سلام مؤقت
وغادر ياسين لسيارته التى استقباله السائق بفتح بابها سريعاً.

تتابعته نظرات يحيى إلى أن أختفى من القصر فقال بصوتاً خافت:_خلعت من سؤالي بطريقة ذكية مفيش فايدة فيك يا ياسين
ثم دلف للداخل ليجد يارا وملك يتبادلان الحديث السرى بصوتاً منخفض فعلم أنهم يتحدثوان عن الزفاف فأنسحب لغرفته
بعد قليل دلف حمزة وعلى وجهه معالم الجدية التى لا تحتمل أي نقاش فتوجه ليارا قائلا بغضب:_يارا تعالي عايزك
يارا بستغراب:_فى أيه يا حمزة.

حمزة بغضب وهو يجذبها بالقوة:_قولتلك تعالى معيا
وضغط على يدها بقوة أوجعتها فصرخت به ليتركها حتى ملك طلبت منه تركها ولكنه لم يستمع لها
توقف فجاءة عن السير حينما وجد عز أمامه يوزع نظراته بغضب بينه وبين يد يارا المعصورة بين يديه فقال بثبات عميق:_سبها
حمزة بتحدى:_وأن ما سبتهاش هتعمل أيه
أتاه الرد حينما لكمه عز بقوة أسقطته أرضا فجذب يارا حتى لا تسقط معه يتأمل معصمها فيزداد غضبه فتجه لحمزة حتى يريه ما فعله ولكن يارا حالت بينهم سريعاً قائلة بدموع:_لا يا عز سيبه
وقف حمزة سريعاً ثم رد اللكمة له صرخت ملك فهبط يحيى سريعاً ورعد القادم من الخارج صف سيارته بأهمال وركض للداخل مسرعاً ليجد عز مشتبك مع حمزة بخناقاً يرأه لأول مرة.

تدخل رعد على الفور وحال بينهم بينما يحيى وقف يتطلع لهم قائلا بغضب جعل الجميع يكف عن الحركة:_لا برافو عليكم والله أخلاق عالية وقفتوا ليه كملوا
عز بغضب:_الحيوان دا فاكر أن خلاص مبقاش حظ يقف له
يحيى بحذم:_أخرس مش عايز أسمع صوتك
حمزة بعصبية:_بقيت حيوان عشان كشفتك على حقيقتك القذرة بس خفت يارا تعرفها فوقفتني
يحيى بصدمة:_حقيقة ايه يا حمزة ؟

حمزة بسخرية:_حقيقة أن أخوك مدورها مع بنت زباله ذيه للأسف أتخل عنها أول ما عرف أنها حامل منه
صفعة قوية هوت على وجه حمزة فتطلع أمامه بصدمة ليجد أخاه بهيبته الطاغيه
رعد بحذم وجدية لا تحتمل نقاش:_أعتذر
حمزة:_هو الا
قاطعه قائلا بصوت مزلزل:_قولتلك اعتذر فورا
أنصاع حمزة له وضعاً عيناه أرضا:_أسف
ثم غادر مسرعاً لغرفته.

وتبقت نظرات يحيى الشبه لشرارت الجحيم فقترب من أخيه قائلا بسقزاز:_هتفضل ذي مأنت وسخ مستحيل هتنضف أبدا
عز بحزن:_صدقني يا يحيى الكلام دا مش صحيح أنت فعلا شربت من وراك لكن كلام حمزة مش مظبوط
يحيى بغضب:_مش عايز أسمع صوتك ولا حتى أسمى يتردد على لسانك الزفر دا جوزك من يارا تنساه مقبلش أنها تكون لواحد ذيك
عز:_يحيى أنا.

قاطعه بحذم:_غور من وشي أصل وقسمن بربي أنسى أنك أخويا وأقتلك بأيدى
حزن عز كثيراً ثم غادر من القصر بأكمله فأقترب رعد من يحيى قائلا بهدوء:_أهدى يا يحيى مش كدا الله
يحيى بسخرية:_بعد الا سمعته وعايزني أهدا أنت متخيل حجم الكارثة دي لو جدك ولا عمك عرف
يارا بدموع:_عز معملش كدا يا أبيه يحيى البنت دي كدابه
تطلع لها رعد ويحيى بصدمة من معرفتها بكل ذلك فقال يحيى بستغراب:_أنتى كنتى عارفه يا يارا
وضعت عيناها ارضاً ببكاء ثم قالت بثقة:_عز حكالي عن كل حاجة وأن واثقه فيه عز مستحيل يخوني يا أبيه البنت دي كدابه عشان خاطري متوقفش جوازنا ولا تعرف ياسين.

أقتربت من يحيى لعلمها بما يخطط فعله:_أرجوك يا أبيه يحيى بلاش ياسين يعرف
يحيى بصدمة:_يارا فوقي عز متغيرش لسه ذي ماهو
يارا:_لااا عز أتغير البنت دي مش سهلة عايزه تعمل مشاكل عشان تخده مني
شدد على شعره الغزير كمحاولة لتهدئة غضبه فتقدم منها رعد لمعرفته بغضب يحيى:_خلاص يا يارا محدش هيجيب سيرة لياسين أطلعى دلوقتي أوضتك
تطلعت له بدموع قائلة برجاء:_عشان خاطري يا أبيه رعد ياسين لو عرف هيفرقنا عن بعض وأنا ممكن أموت من غير عز
رعد بتفهم:_عارف يا يارا أطمني يحيى مش هيتكلم ولا حمزة.

تطلعت ليحيى برجاء فتألم قلبه لتجربة ما هى به فأشار لها أنه لن يتحدث فصعدت لغرفتها تحاول الوصول لعز بالهاتف
أما ملك فتقدمت من رعد قائلة بدموع:_ليه رفعت أيدك على حمزة
رعد بغضب:_مش وقته يا ملك أطلعى أنتى كمان على اوضتك
ملك بغضب:_ليه هتضربني أنا كمان بدل ما تحتويه بتمد ايدك عليه
ثم أكملت بدموع:_أحنا مالناش غيرك دلوقتي انت لينا الأب والأم وكل حاجة كان المفروض تسمعه للأخر وبعدين توجهه للصح مش تمد أيدك عليه
رعد بتحذير "_ملك على أوضتك قولت.

ملك بعند:_مش هطلع غير لما تسمعني حمزة ممكن يكون غضبان لما عرف ان عز رجع لعادته القديمه فتوجع عشان يارا كلما عارفين انها اقرب صديقة له أنت اتقبلت غضبه بطريقة مش صحيحة
تدخل يحيى على الفور لمعرفة ما ينوى رعد فعله حينما صد حمزة بصفعته
جذبها يحيى قائلا بهدوء:_ملك رعد مغلطتش أطلعى أوضتك وبعدين نتكلم
ملك بصدمة:_حتى أنت كمان يا يحيى !

لمع الدمع الذي مزق قلب يحيى بعيناها فقال بحزن:_يا حبيبتي صدقيني الموضوع مش مستهل
جذبت ذراعيها من بين يده بالفوة قائلة بدموع:_مش مستهل لانه حمزة مش حد تاني
وتركته مذهولا وصعدت لغرفتها
تطلع يحيى لرعد الذي جلس على الاريكة بأهمال محتضن رأسه بيده فنضم له وجلس لجواره يفكر بحل لتلك الكارثة
قطع الصمت رعد قائلا بحزن:_وبعدين يا يحيى هنعمل أيه ؟

يحيى:_أنا دماغي هتوقف من التفكير مش عارف أي خالني أنزل معاكم على هنا
رعد:_ دا وقته شوف حل للمصايب الا نزله فوق دماغنا دي
يحيى بتفكير:_أنا حاسس أن فى حاجة غلط فى الموضوع دا
رعد بعدم فهم:_أذي
يحيى:_هقولك بس الأول أعرف من حمزة أيه الا بيربطه بالبنت دي .

بسيارة ياسين
كانت تنظر للطريق بخوف شديد وأزداد عندما توقفت السيارة أمام منزلها
تطلعت له بدمع يلمع بعيناها ورجفة تنتفض بجسدها خشية من أفتضاح أمر زواجها لوالدها
لم يرى ياسين دموعها فهبط من السيارة قائلا بحذم:_أنزلي.

هبطت وقلبها يكاد يتوقف من الخوف كيف ستواجه والدها بحقيقة زفافها لمساعدته هل ستخبره بأمر خداع ياسين لهم ؟!
وقفت تتطلع له وهو يتحدث مع السائق فعلمت أنها الفرصة الملائمة للهرب من تحطيم قلب عائلتها فتقدمت للعبور للجانب الأخر ثم بدءت بالركض
تعجب ياسين عندما لم يجدها بجانبه فوقعت عيناه عليها وهى تركض بزعر كمن رأت شبحاً أسرع بخطواته خلفها حتى يوقفها
جذبها بالقوة حينما كادت أن تفتك بها السيارة التى تعبر للجانب الأخر معنفاً أياها بغضب:_أنتى مجنونه
آية ببكاء:_أيوا مجنونه لما قبلت أساعدك ومفكرتش برد فعل أهلي لما تقولهم الحقيقة
ياسين بستغراب:_ومين قالك أني هقولهم حاجه ؟!

آية بندهاش:_أمال أنت جايبني هنا ليه ؟!
تطلع لها بغضب ثم شدد على شعره كمحاولة بكبح عصبيته التى ستفتك بتلك الحمقاء جذباً إياها للمنزل وهى تنظر له بذهول وأستغراب إزادد حينما أقترب من السائق وحمل حقيبة مزينه باللون الأبيض فحمل السائق حقيبة كبيرة وصعد خلفهم للأعلي
دق الجرس ففتح محمد لتزف السعادة بقلبه حينما يرى إبنته فأحتضنها بسعادة
دلف ياسين خلفها ثم طلب من السائق ان يضع الحقيبه أما هو فأحتفظ بحقيبة الصغيرة بيده
أتت دينا وصفاء ليرحبوا بها بشكل يلائم لقلوبهم المشتاقة لرؤيتها

عاد أدهم للقصر ثم دلف مسرعاً لغرفته يهدء من غضبه حينما أخبره أحداً من رجاله أن تلك السيدة التى قامت بتربيته لم تتزوج قط بعد التحريات التى جمعها عنها من بلدتها
جن جنونه ولم يستطيع كبح غضبه فتوجه لغرفة ياسين ليعاونه على الوصول للصواب ولكن لم يجده فأخذته قداماه لغرفة عتمان الجارحي .

بمنزل آية
بعد أوسع الترحبات جلسوا جميعاً بغرفة الضيوف يتبادلان الحديث المرح خاصة ياسين ودينا تحت نظرات تعجب آية الغير مهودة لهذا الغامض
دينا:_أخس عليك يعنى تسافر أنت وهى أيطاليا وانا لا طب كنتوا خدوني حتى بشنطة السفر
أنفجر ياسين ضاحكاً ثم قال:_عيب مش قمتك الشنطة أنا لسه راجع مصر هظبط شوية حاجات كدا بالشغل وأوعدك أنك هطلعى معنا أنتى وعم محمد
محمد بأبتسامة رضا لأختياره ياسين:_الله يخليك يابني أحنا كدا تمام اوي نروح بلد منعرفش فيها حد.

دينا:_لاااا أنا جييه
آية:_هههه بعتينا بسرعة كدا
دينا:_دي ايطاليا ياختى
صفاء:_سبك منها يا حبيبتي وقولي لي عامله أيه
آية بخجل:_الحمد لله يا ماما
صفاء بصوتا منخفض لم يستمعه سوا آية لأنشغال ياسين ودينا بالحديث:_مالك يا قلبي وشك أصفر ليه كدا أنتي تعبانه
آية بأرتباك:_فين دا ؟!
بالعكس أنا كويسه كدا وياسين مش مخليني محتاجه حاجه أبداا
صفاء بسعادة:_ربنا يبارك فيه هو بين عليه أبن حلال
دينا بصدمة:_داا ليااا !

ياسين بأبتسامة جميلة:_أيوا ليكي عشان تعرفى تتكلمى برحتك مع يارا
دينا بفرحة:_دا جمييل اووي شوفتى يا ماما اللاب الا كنت عايزة أجيبه ياسين جابهولي
محمد "_ليه التعب دا يابني
ياسين:_ ولا تعب ولا حاجة يا عمى دينا ذي يارا وربي يشهد بكلامي دا
صفاء بسعادة:_ربنا يخليك يا حبيبي يارب
سعد ياسين من حديثها فتوجهت نظراته لآية قائلا بنبرة مزيفة:_مش يالا يا حبيبتي
دينا بغضب ؛_ نعممم انتوا لسه جاين
ياسين بأبتسامة مكر:_براحة يا عم عبدو دانا بختبر صوتي بس.

دينا:_أه بحسب
ياسين ببسمة جذابه:_لا خدي راحتك
صفاء بسعادة:_يالا يا دينا نحط الأكل
ياسين:_مش هقدر والله
محمد بحذم:_لا مش هيحصل هتأكل معنا يعنى هتأكل معنا القرار طلع من عند أم آية خلاص
ياسين بأبتسامة مرحة:_خلاص هنأكل ونحلى كمان
صفاء بفرحة:_طب هقوم احط الأكل
وتوجهت صفاء للمطبخ وأتابعتها دينا قائلة له:_متعملش حاجة باللاب الا لما اجي عشان اتعلم
ياسين ببسمة هادئة:_متخافيش هستانكي
دينا:_قشطة
انفجر ضاحكاً علي تلك الفتاة ثم تودد بالحديث مع محمد بشأن رعد ودينا فرحب محمد كثيراااا وخاصة بأنه يعرف رعد من قبل رؤية ياسين

بقصر الجارحي
بغرفة يارا
حاولت الوصول لعز ولكنه لم يجيبها فبكت كثيراً وبعثت برسالة لعله يرحم هذا القلب ويجيبها
"أنا واثقة فيك يا عز أرجوك ترجع أنا هموت من غيرك "
وضعت الهاتف لجوارها وسمحت لدموعها بالأنهيار.

دلف رعد للغرفة ثم جلس لجوارها قائلا بحزن:_وبعدين يا يارا هتفضلي كدا لحد ما ياسين يرجع ويكشف كل حاجه
يارا ببكاء:_مش قادرة يا أبيه خايفه عليه اووي أنا أكتر واحده مجروحه خايفه الولد دا يطلع أبنه فعلا ورغم كدا واقفه جانبه ورافضه أبعد
رعد بهدوء:_مش عارف اقولك أيه يا يارا بس أنا اوعدك انى هفضل جانبك وهساعدك على طول
أبتسمت يارا بسعادة ثم أحتضنته قائلة بفرحه:_ربنا يخليك ليا يارررب أحلى أبيه فى الدنيا
رعد بسخرية ؛_أه هبقا احلى ابيه لما اخوكي يعلقنى من رقبتى على باب القصر
يارا:_ ههههه متخفش هخلي ابيه يحيى يساعدك
رعد:_انا مش خايف غير من يحيى دا بالذات يالا ربنا يستر هساعدك وامري لله يالا نشوف حمزة
يارا بسعادة:_يالا
وتوجهوا لغرفة لحمزة

بغرفة ملك
دلف يحيى ليجدها تقف بالشرفة والدمع حليف عيناها
فقترب منها والحزن يخيم عليه قائلا بحب:_لسه بتبكي برضو ؟
تطلعت له ثم جلست على الأريكة قائلة بغضب:_وأنت يهمك فى أيه
جلس لجوارها قائلة بستغراب:_يهمني اوي يا ملك وانتى عارفه.

صمت قليلا حينما لمح نظرات الغضب منها ثم قال:_يا ملك رعد عمل كدا عشان جدك وبابا بالقصر تفتكري كدا لو جدك سمع كلام حمزة كان ايه هيكون مصير عز ويارا
صمت قليلا تفكر باقتناع لما تستمع إليه فأكمل قائلا:_الله اعلم إذا كانت البنت دي صادقة ولا بتتبلي علي عز بس ساعتها كان تصرف جدك محدش يتوقعه جايز كان هيكتفى بمعاقبة عز وجايز كان لغى جوازه بيارا وفرض عليه جوازه من البنت دي صحيح انا اخوه بس مقدرش اظلمه غير لما تتاكد إذا كانت حامل منه صحيح ولا وسيلة عشان تدخل عيلة الجارحي ذي غيرها.

ملك بندم:_أنا مفكرتش كدا
يحيى:_عارف يا حبيبتي عشان كدا طلبت منك السكوت لان رعد صح بس أنتى غلطتى فيه وهو أخوكي الكبير وخايف على مصلحتكم لازم تعتذري
رفعت عيناها له قائلة بفرحة لوجوده بحياتها:_هعتذر حالا
واسرعت ملك للخروج لتعتذر عما بدر منها بينما ظل يحيى بمكانه يتطلع لها بعشقا جارف

بغرفة عتمان الجارحي
دلف أدهم للداخل بدون أذناً للدلوف نعم كسر قواعد عتمان الجارحي ولكنه مجروح لا يعلم ان كان هذا الرجل يتحدث الصدق ام لا ولكن من المؤكد بأن عتمان يخفى شيء ما
شعر عتمان لحركة بالغرفة فستيقظ على الفور ليجد أدهم أمامه
وقف يتطلع له بذهول وغضباً محى بمجرد رؤية الخدوش على وجهه
عتمان بلهفة:_أدهم أيه الا فى وشك دا
تطلع له أدهم بصمت ثم قال:_أنا بعتذر يا فندم اني دخلت هنا بدون اذن بس كنت حابب أعتذر من حضرتك وأقدم استقلتي من الشركة كمان هسيب القصر
عتمان بصدمة:_ليه يا أدهم حد زعلك فى حاجة ؟!

أدهم بثبات:_لا يا فندم بس قصر عتمان بيه ميشرفوش يعيش فيه واحد بلا أب ولا أم معندوش هوية
عتمان بزهول ؛_أيه الكلام دا
أدهم بمكر:_دي الحقيقه يا عتمان بيه مسؤالة القصر الا ربتني معندهاش أولاد لانها متجوزتش أصلا واضح أنها كسبت فيا ثواب وربتنى انا حبيت أقولك قبل ما أسيب القصر بكرا عن أذن حضرتك
وغادر ادهم تارك عتمان الجارحي بصراع قوى بين كشف الماضى وبين السر الخفى وراء مجهولا مؤلم

بمنزل آية
تناول ياسين الطعام ثم جلس لجوار دينا يعلمها على كيفة استعمال اللاب
كانت آية تتابعهم بنظراتها السريعة له نعم كانت سعيدة لرؤية سعادة أختها ولكن الخوف بقلبها لعرض ياسين زواجها برعد هل عليها الحديث بما تعيش به ام الصمت ولكن رعد شابا مثاليا لها فشغل تفكيرها عتمان الجارحي
انتهت السهرة وهبط ياسين وآية للسيارة فجلست لجواره بخجل ومجاهدة لخروج الكلمات التى خرجت بعد عذاب قائلة بهدوء:_شكراً
ياسين:_ مش عايز أسمع الكلمة دي تانى مفيش زوجة بتشكر زوجها
آية بتعجب وهى تردد الكلمات بسعادة:_زوجها !

تطلع لها ياسين قائلا بسخرية:_أمال انا مين واحد من الشارع ! لو تحبي أطلعلك عقد الجواز معنديش مانع
أنفجرت آية ضاحكة قائلة بأبتسامة تلاحقها:_لا مش لدرجادي
تاه ياسين بأبتسامتها ولكنه تغلف بالبرود وتطلع أمامه بصمت
لم تحزن ايه ومنحته فرصة كما طلب منها يحيى ليس ضعفاً منها ولكن لحب بقلبها له

علمت دينا بتقدم رعد لخطبتها فسعدت كثيرااا ولا تعلم ما سر السعادة ولكنها شعرت بأنه كتب لها وكتبت لها لتبدأ يوميات العنيدة والمغرور

وصلت سيارة ياسين
فهبط للداخل فأتبعته آية بسعادة ستقلب لجحيم لمن يراقبها بالأعلى رأها تخرج من سيارة ياسين خادمة بسيارة فاخرة ؟!
زرعت الشكوك بقلبه فسعد لتدمير علاقة ياسين الجارحي بعتمان وضحيته تلك الفتاة فهل سيتمكن الدنجوان من انقاذها ؟

تااااابع ◄