عبد الفتاح القصرى أسير الخيانة والآلام

تزوج عبد الفتاح القصرى أكثر من مرة لكنه لم يحقق حلم الإنجاب، ففكر فى تبنى طفل، وفى أحد الأيام رأى طفلًا يتيما فى الثانية عشرة ينام فى محل البقال المجاور له، فأشفق عليه وأخذه إلى بيته ليرعاه ويكون ابنه بالتبنى.
وفى عام 1958 وأثناء مشاركة القصرى فى مسرحية "عايز أحب" وصله خبر وفاة شقيقه محمد، فتحامل على نفسه حتى أكمل الفصل الثالث ثم انهار فى البكاء وبعد دفن شقيقه تدهورت حالته ودخل المستشفى، حيث تعرف على إحدى الممرضات التى تصغره بسنوات كثيرة، وأبدت له هذه الممرضة مشاعر الحب، وبعدما تماثل للشفاء تزوجها ليكتب بهذه الزيجة نهايته المأساوية.
أقنعته زوجته الشابة بأن يكتب لها كل أملاكه، وبعدها تغيرت معاملتها له، وبدأ يشعر بأن هناك علاقة مريبة تربطها بابنه بالتبنى وازداد شكه حتى تأثرت صحته.
وعندما كان القصرى يشارك فى مسرحية "الحبيب المضروب" عام 1962 مع إسماعيل ياسين وتحية كاريوكا، فقد بصره، لتكون هذه آخر مرة يقف فيها على المسرح.
وعن هذه الفترة كتبت مجلة الكواكب فى 17 مارس 1964: "أجبرته زوجته الشابة على تطليقها، وتزوجت من صبى البقال الذى كان يرعاه لمدة 15 سنة، ليس هذا فحسب بل أجبرته على أن يوقع شاهدًا على هذا الزواج، وأقام الزوجان فى الشقة معه، فكانت النتيجة أن فقد عقله وأصيب بالهذيان".
وبعد نشر الصورة أسرعت مارى منيب ونجوى سالم لزيارة القصرى، وكانت الصدمة أنه لم يتعرف عليهما بعدما أصيب بفقدان الذاكرة، فاصطحبته مارى منيب ونجوى سالم إلى مستشفى الدمرداش، وعرفا أنه أصيب بفقدان الذاكرة والهذيان، نتيجة تصلب الشرايين، وقضى القصرى عدة أسابيع فى المستشفى، خرج بعدها لتكتمل مأساته، حيث أغلقت مصلحة التنظيم منزله ووضعت عليه الشمع الأحمر تمهيدًا لإزالته، وباعت طليقته الأثاث وهربت مع زوجها الجديد، ليصبح القصرى بلا مأوى.
قادت مارى منيب ونجوى سالم حملة تبرع لإنقاذ القصرى من التشرد، وتوسطت نجوى سالم لدى محافظ القاهرة لتخصيص شقة له فى مساكن المحافظة، وخصصت له نقابة الممثلين إعانة شهرية قدرها "10 جنيهات".
وعاش عبدالفتاح القصرى أيامه الأخيرة فى هذه الشقة مع شقيقته بهية، وهى الشقيقة الوحيدة التى بقيت على قيد الحياة بعد وفاة أشقائه، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى صعدت روحه إلى بارئها فى8 مارس 1964، بعد حياة حافلة بالفن والضحك والقهر والظلم والحزن.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال